ما أجمل أن يشعر الإنسان بالدفء

عضو مميز

ما أجمل أن يشعر الإنسان بالدفء
ما أجمل أن يشعر الإنسان بالدفء في أبرد أيام الشتاء، وببهجة الربيع في قلب الخريف، وبأنغام رقيقة حالمة وسط صخَب الحياة وضجيجها ومتاعبها وهمومها!
ما أحلى أن ترَي نفسكِ مَلِكة متوَّجة على قلب رجل ، رغم أنكِ إنسانة عادية في بيتك و بين أقرانك!
وما أروع أن تحظَي باهتمامٍ خاص،رغم أنكِ لا تحصلين على اهتمام ٍيُذكر بين إخوانك وأهلك وأقاربك!!
وما أعذب أن تسمعي عن نفسكِ أحاديثاً شجية ... بينما لا يرى فيكِ والديكِ سوى عيوبك ونقائصك!

وكم هو مريح أن تظلي تتكلمين وتبوحين ، وهناك مَن يسمعك بكل اهتمام، بينما تسمعك أمك وهي مشغولة بالطهي أو بترتيب البيت أو غيره...هذا إن استمعت إليكِ أصلاً!

وما أهنأكِ وأنت تسمعين عبارات الغَزَل في كل شيء فيكِ، بينما لا تسمعي من والديكِ سوى عبارات اللوم والنقد والتوبيخ!
ولكن000!
مهلاً عزيزتي،أليست الأمور بخواتيمها؟!
لماذا لا تتأملي علاقتكِ بالحبيب ، بالمقارنة بعلاقتك بوالديكِ؟
ولماذا لا تتساءلي:

ما هو هدف الحبيب وما هو هدف والديكِ؟
ومَن مِن الفريقين يتمنى أن تكوني أفضل منه في الدنيا والآخرة؟!

والآن هل تسمحين لي أن أحدثكِ بصراحة؟
نعم إن الحب شيء رائع ، ولكنه- للأسف- لا يصفو طويلاً
كما أن سعادته مهما دامت... فإنها لا تستمر كثيراً، بل وغالباً ما تنقلب إلى عذاب وآهات وندم وحسرة وخيبة أمل وشعور بالقهر والذل ...سلَمكِ الله وعافاكِ.
والعاقل يا حبيبتي مَن دان نفسه ، وحاسبها قبل فوات الأوان.
ولكن هذا لا يعني إطلاقاً أ ن تمنعي نفسك من الحب!!
فهذا ما لا يطيقه الإنسان الطبيعي
لأن الله سبحانه فطره على الحب وخلق له العواطف والأحاسيس... ولو تأمَّلتِ معي الكون لوجدتي أن أساسه الحب !
فالكواكب لا تفارق مجموعاتها لأنها دوماً في حالة انجذاب، والقمر لا يغادر كوكبه لأنه في حالة ارتباط
هذا فيما عظُم من مخلوقات، أما ما دقَّ منها ، فنرى نواة الذَّرَّة لها حالة من التجاذب تنتظم بها إلكتروناتها!
ولأن الله سبحانه جعل الحب عنوان علاقته بأفضل خلقه وأقربهم إليه – وهو الإنسان - فحين أخبر عن حالهم معه ووصف علاقته بهم، وعلاقتهم به سبحانه وتعالي قال:" يُحبُّهم ويُحبُّونَه" المائدة 54
ليس هذا فحسب، وإنما جعل الله الحب أساس الإيمان
وكذلك سيدنا رسول الله والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
فلا تصدقي من يقول لكِ أن الإسلام يحرمك من حقك الطبيعي في الحب
بل تعالي 00000
تأملي معي 0000
أحوال المحبيين
فهذا "سيدنا إبراهيم" أبو الأنبياء وخليل الرحمن عليه السلام الذي كان يحب زوجته سارة حباً شديداً،حتى أنه عاش معها ثمانين عاماً وهي لا تُنجب،لكنه من أجل حبه لا يريد أن يتزوج غيرها أبداً حتى لا يؤذي مشاعرها ،فلما طلبت منه أن يتزوج من السيدة هاجر وألحَّت عليه اضطر إلى النزول عند رغبتها
وهذا قدوتنا ومعلمنا صلى الله عليه وسلم الذي لم يستَحِ من إعلان حبه لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالي عنها حين عاد
"عمرو بن العاص" منتصراً من غزوة "ذات السلاسل"،وسأله :" مَن أحب الناس إليك؟" ظناً منه أنه سيكون هو
فاسمعي ماذا قال صلى الله عليه وسلم
قال له صلى الله عليه وسلم أمام الناس:" عائشة"!
فقال عمرو:" إنما أسألك عن الرجال"
ظناً منه أيضاً أنه سيكون هو
فقال صلى الله عليه وسلم مؤكداً إعتزازه بأم المؤمنين السيدة عائشة: أبوها" رضي الله عنهما
ولم يقُل أبو بكر أو صاحبي...هل رأيتِ قائد أُمَّة يعترف بهذا أمام الناس؟!
إن الأنقياء الذين يُحبون بصدق وطهر لا يخشون البوح به أمام الخَلق!
بل ومن الطريف أن يكون أمر حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أمراً يراعيه الخلفاء وكبار الصحابة من بعده في تشريعاتهم، وفي علمهم...
" فنرى الصحابة ينتظرون يوم أ م المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ليقدموا الهدايا لرسول الله حتى غارت بقية أمهات المؤمنين!"
وتأملي معي موقفاً آخر لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حين غارت من أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها:" إني قد رُزِقتُ حبَّها"! " رواه البخاري" ... هكذا ببساطة ووضوح،وهو – صلى الله عليه وسلم – يعلم أن كل كلمة يقولها سوف تنشر بين الناس إلى يوم القيامة!
ولما جاءه – كما روى ابن عباس- رجل وقال له:" عندنا يتيمة قد خطبها رجلان: موسِر ومُعسِر، قال له:"
فهَواها مع مَن؟؟!!"
قال مع المُعسِر
فقال رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم:" لم يُر للمُتحابَّين إلا النِكاح"
فلم يغضب صلى الله عليه وسلم من رجل يسأل عن علاقة عاطفية أو قلوب تهوى وتحب،وإنما بارك هذا الحب
وقال أن خير ما يُمكن أن نفعله لمَن يتحابا هو مساعدتهما على الزواج!
أرأيتِ كيف اهتم بأمر الحب الطاهر رغم كثرة مشاغل وهموم الأمة الإسلامية التي كان يحملها على كتفيه صلي الله عليه وسلم ؟!
أرأيتِ كيف أعطى الحق للمتحابين في الزواج حتى لو كانت الحالة المادية للحبيب متعسرة!!
أرأيتِ كيف أعطى الحق للمرأة أن تختار من تتزوجه بناءً على ميل هواها وقلبها؟!
أرأيت كيف رقَّ لحال الحبيب ، ولكنه لم يُجبر الحبيبة على العودة إليه؟!
والآن أتخيل تساؤلات قد تقفز إلى عقولكن؟
لماذا يُتَّهم الحبُّ إذن ويُدان في أيامنا هذه ؟!
وما المشكلة؟!
إنها علاقة خاصة جداً ومن حقي الاحتفاظ بخصوصياتي!
لأننا أسئنا الحب , أسئنا لأسمى شيء في الوجود
أقمنا علاقات محرمة تحت شعار الحب, كشفنا ستورنا تحت ما أسميناه الحب استبحنا كل ما هو مشين تحت مسمى الحب
اقترفنا كل رذيل باسم الحب
لوثنا سمعتنا وأخلاقنا بل أكثر من ذلك في علاقات خاصة محرمة أسميناها حب
كذبنا , نافقنا , خدعنا , استبحنا كل محرم باسم الحب
والحب من كل ذلك بريء, بري , بري
أصرخ بعلو صوتي وأقول الحب من كل ذلك بريء, بري , بري