منتديات إسلامنا نور الهدى
قصة أصحاب الجنة 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
قصة أصحاب الجنة 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 قصة أصحاب الجنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علياء
عضو نشط
عضو نشط




قصة أصحاب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: قصة أصحاب الجنة   قصة أصحاب الجنة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 16, 2017 4:30 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأزواجه وذريته

وصلى وسلم وبارك على جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة أجمعين

وأرض اللهم ربنا عن جميع الأولياء والصالحين ومشايخنا الأحياء والمنتقلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وردت قصة أصحاب الجنة في سورة القلم 17- 33

يقول المولى تبارك وتعالى

{إِنَّا بَلَوۡنَـٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّہَا مُصۡبِحِينَ * وَلَا يَسۡتَثۡنُونَ *فَطَافَ عَلَيۡہَا طَآٮِٕفٌ۬ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَآٮِٕمُونَ *فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِيمِ *فَتَنَادَوۡاْ مُصۡبِحِينَ * أَنِ ٱغۡدُواْ عَلَىٰ حَرۡثِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰرِمِينَ *فَٱنطَلَقُواْ وَهُمۡ يَتَخَـٰفَتُونَ*أَن لَّا يَدۡخُلَنَّہَا ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكُم مِّسۡكِينٌ۬ * وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٍ۬ قَـٰدِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوٓاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ *بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ * قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ *قَالُواْ سُبۡحَـٰنَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ *فَأَقۡبَلَ بَعۡضُہُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ۬ يَتَلَـٰوَمُونَ * قَالُواْ يَـٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَـٰغِينَ * عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرً۬ا مِّنۡہَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٲغِبُونَ * كَذَٲلِكَ ٱلۡعَذَابُ‌ۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأَخِرَةِ أَكۡبَرُ‌ۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ}

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أنه كان شيخ كانت له جنة, وكان لا يُدخل بيته ثمرة منها ولا الى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه, فلما قبض الشيخ وورثه بنوهوكان له خمسة من البنين فخملت جنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم لم تكن حملته من قبل ذلك, فراح الفتية الى جنتهم بعد صلاة العصر, فأشرفوا على ثمرة ورزق فاضل لم يعاينوا مثله في حياة ابيهمفلما نظروا طغوا وبغوا, وقال بعضهم لبعض: انّ آبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله وخرف, فهلموا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا ألا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئا, حتى نستغني وتكثر أموالنا, ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة, فرضي بذلك منهم أربعة وسخط الخامس وهو الذي قال تعالى فيه: قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ..أي اتقوا الله وسيروا على منهج أبيكم تسلموا وتغنموا, فبطشوا به وضربوه ضربا مبرحا, فلما أيقن أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لأمرهم غير طائع, فابتلاهم الله بذلك الذنب, وحال بينهم وبين ذلم الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه

ولعلّ هذه القصة التي بين أيدينا اشارة الى أنّ الله عزوجل اجرى سنته الخالدة على المترفين أو طالهم منه سبحانه وتعالى شيء من العذاب في الدنيا, كما في قوله تعالى في سورة الاسراء 16

{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}

هذه هي السنة الالهية في الخلق, لئن شكرتم لأزيدنكم, ولئن كفرتم انّ عذابي لشديد, وسنة الله عزوجل جارية الى يوم القيامة, ولن تجد لسنة الله تحويلا, ولن تجد لسنة الله تبديلا, ونافذة على كل من يُنكر حق الله عزوجل في المال الذي وهبه الله اياه, ولطالما أنّ السنن الالهية واحدة , اذن فلم البخل الذي يعترينا حتى نمنع حق الله في أموالنا؟ لم لا نعتبر من ابتلاءات لمن سبقنا ولمن يعاصرنا من الناس؟ ألسنا نعيش في هذه الحياة كتلاميذ الحياة مدرستهم وأحداثها مدرسوهم؟ وعلينا ألا نغتر بالأموال والأولاد بل ننفقها في طاعة الله ، وقد وعد الله عزوجل عباده أن يخلفهم بكل ما ما أنفقوا من أموال في طاعة الله, وكما في قوله تعالى في سورة سبأ: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه

ومن الملفت للنظر أنّ القرآن الكريم في عرضه لهذه القصة لم يذكر لنا الموقع الجغرافي للجنة, ان كانت في اليمن أم الحبشة أم غيرها, ولم يذكر لنا مساحة هذه الجنة ولا حتى نوع ثمارها, لماذا؟ لأنّ هذه الأمور كلها ليست بذا اهمية في منهج الوحي, وانما المهم أخذ العبرة والمواقف والمواعظ لمن أراد وألقى السمع وهو شهيد.

انّ قصة أصحاب الجنة هذه والتي هي بين أيدينا , علينا أن نستوعبها كلها , ونستوعب الهدف منها, وقد بيّن الله عزوجل من خلال سياق القصة أنّ فيها من البلاء والاختبار ما يدعو الى العظة والاعتبار, وحبذا لو كل واحد منا يقرأ هذه الآيات الكريمات قراءة مُتأنيّة ويتابع احداثها والتي ليست مستبعدة أن تحصل في كل زمان ومكان أو مع أي واحد من خلق الله عزوجل الى قيام الساعة.

ومن يتابع أحداث هذه القصة سيلمس وبسهولة مناسبة هذه القصة , وكيف انها ظاهرة جدا في هذه السورة الكريمة, ذلك أن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر خصال المشركين في بداية السورة الكريمة , بدأ قصة أصحاب الجنة باختبار المشركين بقوله تعالى: انا بلوناهم أي مشركي مكة, ذكّرهم الله عزوجل بنعمه التي ولا تعد ولا تحصى عليهم, أمدهم بالمال والبنين والصحة والعافية وسعة العيش ورغده , وبينّ لهم بألا يغتروا بما هم فيه من النعيم , فكما منحهم الله اياه فانه قادر على سلبه اياه منهم لو اراد, ولا رادّ لقضاءه ومشيئته سبحانه وتعالى.

ان أصحاب الجنة لما ظنوا أنهم قادرين عليها , وأن مقاليد الأمور بأيديهم, وأنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون, نزل بهم عذاب الله عزوجل فأحرق لهم الأخضر واليابس بأن أذهب لهم أموالهم كلها - رأس المال والربح معه- وفي لحظة واحدة أصبحت كالصريم, فحرموا خير جنتهم بذنبهم, ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم بحديث رواه ابن ابي حاتم رحمه الله من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: اياكم والمعاصي, انّ العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هُيّءَ له, ثم تلا قوله تعالى: فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم.

وقد أجمع المفسرون رحمهم الله على أنّ القرية التي كان يعيش فيها اصحاب الجنة هي احدى قرى اليمن - قرية ضروان -, واليمن كان عبر رحلة التاريخ موطن ازدهر وحضارات وقوة وتقلبات أديان ومعتقدات, ومحط أنظار الطامعين والغزاة, وذلك لموقعه الجغرافي في تلك الفترة وثرواته وامكاناته.

وفي هذه القرية - قرية ضروان - كان يعيش رجل صالح في دينه صالح في خلقه, وقد آتاه الله عزوجل ثروة عظيمة عريضة, وسمعة طيبة ومكانة واحتراما بين النا , هذه الصفات الحميدة والخصال الطيبة أهّلته لأنْ يكون صاحب الكلمة الأولى في القرية.

كان هذا الرجل الصالح يملك أرضاً زراعيّة كان قدْ حوّلها بجهده وكدّه وعرقه الى حديقة غنّاء, وجنّةٍ أرضيةٍ فينانة دانية القطوف, فوّاحة الزهر, قد رقّت حواشيها, وتأنق واشيها, وجرى الماء في سواقيها عذباً رقراقاً ينتقل النسيم العليل بين خمائلها بليلا رقيقا يشفي العليل, أما عن أشجارها فكانت باسقةً وارفة الظلال, محملة بالثمار بكل ما لذّ وطاب, لتصبح من ثمّ منتجعاً طيباً ذا ظلٍّ وظليل مفيل, وبين أفياءها سمرٌ وحديثٌ كأنها الأقمار في ضوئها وحسنها وبهائها فسبحان الخلاق العليم , ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم* الذي أحسن كلّ شيء خلقَهُ, وبدأ الانسان من طين, واذا كانت هذا الجمال في الطبيعة من مواصفات جنان الأرض , فكيف بربكم هي جنات الله تبارك وتعالى؟

فيا أيها الطامعون في روحٍ وريحانٍ وجنّات النعيمٍ, شمّروا عن سواعد الجدّ واتركوا الدنيا بزخرفها وشهواتها ونساءها وأموالها وينينها وراءكم وهرولوا نحو العمل الصالح الخالص لوجه الله الكريم كي تنالوا جنات عرضها السموات والأرض أعدّها الله عزوجل فقط للمتقين, للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس, للمحسنين, للمنفقين في سبيل الله تعالى, للقائمين على حدود الله عزوجل, للحاكمين بما أنزل الله تبارك وتعالى, للمؤمنات والمؤمنات الموقنين بلقاء بالله تبارك وتعالى, العابدين الله عزوجل حتى يأتيهم اليقين مقرنين ايمانهم بالعمل الصالح ليفوزا بجنات الله تبارك وتعالى والتي رسم دخولها: الايمان والعمل الصالح, (الايمان بالله تبارك وتعالى الهاً واحداً لا شريك له , وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين, وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر , وبالقدر خيره وشرّه, وبأنّ الجنة حق والنار حق, وعذاب القبر حق) (والعمل الصالح الخالص لوجه الله الكريم, بعيدا الرياء -أي الشرك الأصغر, كما في قوله تبارك وتعالى في آياتٍ عظيمات ختم بهنّ سورة الكهف107-110

{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلاً *خَـٰلِدِينَ فِيہَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡہَا حِوَلاً۬ * قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادً۬ا لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّى لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبِّى وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدً۬ا *قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۟ بَشَرٌ۬ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهٌ۬ وَٲحِدٌ۬‌ۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلاً۬ صَـٰلِحً۬ا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦۤ أَحَدَۢا}

فلنعد الى الرجل الصالح صاحب قصتنا هذه, حيث وبعد أن يؤدي الشيخ صلاة الفجريدعو ربّه عزوجل, ويتلو ورده, ثم يحمل عصاه بيده يتوكأ عليها, ويغدو على حرثه وحديقته, فيدخلها مُطأطأً رأسه بكل أناة وخشوعٍ معترفا بنعمة الله عزوجل عليه, ومقراً بفضله سبحانه وتعالى لا يفتر لسانه عن تسبيح الله عزوجل في ملكوته وجبروته وكبرياءه وعظمته, وكل شيء حوله يسبح بحمد الله تبارك وتعالى.

هكذا كان دأب هذا الشيخ وهذا الرجل الصالح, وهكذا كان ديدنه وعادته التي لم يحيد عنها طيلة حياته, وحين يكون موسم العطاء وجني الثمار ورغم شيخوخته وتقدمه بالسن نجده يعمل جنبا الى جنب مع البستاني وجميع عماله في القطاف, وقبل أن يأتيه التجار ليساوموه على بضاعته التي يشترونها منه, يكون قد وزّع ما شاء الله له أن يوزع لذوي الحاجات والفقراء والمساكين نصيبهم المفروض بيدٍ سخيةٍ, ووجهٍ متهللٍ, ولسانٍ شاكرٍ حامدٍ محتسباً الأجر عند من لا تضيع عنده الودائع سبحانه وتعالى.

هكذا هو التعامل مع الله تبارك وتعالى يجب أن يكون دائما وأبداً, وهكذا هي صفات من يخشى الله عزوجل بالغيب يجب أن تكون, فو الله الذي لا اله الا هو لو أنّنا جميعا نسلك سلوك هذا الرجل الطيب السخى الكريم ونعطي كل ذي حقٍّ حقه كما أمرنا الله عزوجل, ما وجدنا فقيرا مسلما ولا مسكينا, وما كان هذا حالنا الذي نحن فيه ويُرثى اليه.

كان لهذا الشيخ الصالح خمسة أبناء كما في رواية ابن عباس رضي الله عنهماوكان جميعهم قد بلغوا مرحلة الفتوة والشباب, وكان أوسطهم يحمل بعضا من صفات أبيه الطيبة والحميدة, أما الباقون فكانوا لا ينفكون عن لوم أبيهم بالذي يفعله بتوزيع صدقات الأرض على الفقراء والمساكين وذوي الحاجات, متعللين لأبيهم بأنّ ما ينفقه على هؤلاء انما يبخسهم حقهم, وينقص بذلك من أرزاقهم, ويلومونه بأنه اذا استمر على هذا الديدن من الانفاق فانهم سيغدو فقراء من بعده, يقفون وقفتهم ويتكففون الناس من بعده.

أما اوسطهم فقد كان له من صلاح أبيه وخلقه نصيب, فكان يقف الى جانب أبيه يحثه على مضاعفة البذل والعطاء والاحسان من منطلق لغة القرآن ومنهجه بأنّ ما عند الناس ينفذ, وما عند الله باق, فيتهلل وجه الشيخ الصالح بشرا ويحمد الله عزوجل أن جعل من صلبه ولدا صالحا يعينه على مواصلة ما بدأه من فعل الخيرات.

ويلحّ كل من ابناءه الاربعة على أبيهم بألا يُبعثر المال هنا وهناك, فهم أولى من غيرهم بهذا المال , فيرد ابوهم قائلا: ما أراكم الا خاطئين في الوهم والتقدير, لانّ هذا المال الذي تريدون أن تتحكموا فيه وتستأثروا به ليس مالي ولا مالكم, وهذه الجنة (البستان) ليست لي ولا لكم, انها ملكا لله عزوجل مكنني فيها وأئتمني عليها, وعليّ وجوباً انفاق ثمرها في أكرم وجوهه تبارك وتعالى , وأنفعها لخلقه عزوجل, ولا ننسى أنّ للفقراء والمساكين وذوي الحاجات حقوقهم المفروضة, وما بقي لنا من فضل فهو لي ولكم, بهذا فقط يزكو مالنا وينمو ويبارك لنا عزوجل فيه, على هذا درجْتً, وبه آمنتُ, ولنْ أًغيّر أو أُبدّل عادتي, وان فعلت كما تزعمون فلعلّ الله عزوجل يُغيّر حالي من حال الى حال, ويحرمني سبحانه وتعالى مما أكرمني وخصني به.

كلامُ عدلٌ وموزونٌ لا يختلف عليه كلّ ذوعقلٍ ولبٍّ يبتغي مرضاة الله عزوجل.

مضى موسمٍ وجاء موسم آخر, وتمر الأيام بالشيخ الصالح وهو على ذا الحال في التعامل مع الله الكريم الى أن أقعتدته الشيخوخة عن الحركة ولزم فراشه, فقام أبناءه بمهمة العناية بالأرض والحديقة أو البستان من جني الثمار وقطافه, وكالعادة يتجمّع الفقراء والمساكين عند الحديقة ينتظرون عطاءهم, الا أنّهم ردّوهم على أعقابهم, ولم يبالوا باحتجاجات أخيهم الأوسط على سوء صنيعهم, ثم حمّلوا دوابهم بالأحمال الوفيرة وعادوا بها الى المنزل, فسمع الأب المريض صخبا وضجيجا خارج الدار, فنادى على ابنه الأوسط وسأله مستفسرا عن ذلك فأخبره بما كان من منع أخوته لحقوق ذوي الحاجات وطردوهم من أمام الحديقة, فقال الأب غاضبا متوكئاً على عصاه يكاد أن يسقط الأرض اعياء, ووقف عند باب الدار ومنع اولاده من تفريغ الأحمال ومن تخزينها, وأمرهم باعادتها من حيث أتوْا بها وتوزيع حق الله منها على مستحقيها هناك في الحديقة كما جرت العادة, ففعلوا مكرهين مرغمين, وحين عادوا بما بقي, ألقى الشيخ الصالح على اولاده درساً قاسياً ولوماً وتقريعا, وقال لهم: الآن حلّ لنا وزكى, وما بقي فهو حقنا, ألم تقرؤوا قول الله تعالى وآتوا حق الله يوم حصاده

ولم يمكث الرجل الصالح في مرضه طويلا حتى اشتدت عليه العلة, وألحّ عليه السقم, ثم لفظ أنفاسه وانتقل الى رحمة الله عزوجل مؤمنا صابرا محتسبا.

وتمر الأيام, وتتهيأ الحديقة لموسم آخر وجديد مفعم بالخير الكثير, ويجتمع الأبناء الخمسة يديرون أعمال الحديقة , ويعدون العدة للجني والقطاف, وقال كبيرهم: لم يعد بعد اليوم في البستان حقٌّ للسائل والمحروم, ولن تصبح الحمائل بعد اليوم مأوىً لا لفقير ولا لقاصد أو ابن سبيل, ولكل منا نصيبه بثمره ان شاء, ويخزن منه ما يشاء, فاننا ان فعلنا ذلك فانّ شأننا سيعلو ومالنا سيزيد, فوافقه أخوته جميعا الا الأوسط فيهم قائلا: انكم بهذا تقدمون على أمر تظنونه خيرا لكم, لكنه هو في واقع الأمر شر لكم, وتحسبونه نفعا لكم ولكنه في الواقع سيقضي على الصالح والطالح من ثمر بستانكم , جزاء وفاقا بحرمانكم حق الله عزوجل في الفقراء والمساكين, ولا تنسوا أبدا أن الله لبالمرصاد لكل من تسول له نفسه بمعصية الله, وأنه عزوجل عزيزٌ ذو انتقام.

فصاح به اخوه الأصغر قائلا: اعفينا من نصائحك وكُفّ عنا اقتراحاتك ووفّر عليك مواعظك , فلن تجد منا الا آذاناّ صماء.

لم يثر عليه أخوه الأوسط ولم يغضب بل قال في كل هدوء وسكينه: فقط أريد قول كلمة واحدة, أو نصيحة أخيرة, فقال له أخوه الكبير: وما هي؟ قال: عليكم بالصلاة فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر, وانْ اخلصتم لله عزوجل بآداءها محتسبين الأجر على الله, فالله عزوجل هو حسبكم في أن يردكم الى الحق ويهديكم سواء السبيل, ويجعل قلوبهم ترق عطفا على الفقراء والمحتاجين والمساكين وابن السبيل.

فلم يأبه اخوته لنصحه وتجهلاه تماما, واتفقوا على أن يخرجوا الى الحديقة في اليوم التالي مع الصباح قبل بزوغ الشمس فيقطفون ويعودون بأحمالهم البيت قبل تجمّع الناس أمام الحديقة, وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: وأقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستثنون

انها النيّة, وكل أعمال بنو آدم تُحسبُ على النية, فانْ كانت صادقة ومخلصة فقد أفلح صاحبها ونجا, وان كانت غير ذلك فقد خاب صاحبها وخسر, ولو أنّ كل منا راعى هذا الأمر وأخلص النية لله عزوجل في كل أعماله, ما تعب أحدنا في رزقٍ وما مات من همٍّ أوغمٍّ.

ولأنّ الله عزوجل يعلم السرّ وما تخفيه الصدور فقد علم نيّة هؤلاء الأخوة الفاسدة, علم سوء نيتهم ودخيلة نفوسهم, وما انعقد عليه رأيهم من حرمان أصحاب الحقوق من فقراء ومساكين وذوي الحاجات, اذ وهم نائمون ويغطون في سبات عميق يرسل الله عزوجل على جنتهم طائفاً..بلاءً.. قلع نباتها من جذوره, وأسقط ثمرها, وأيبس أوراقها وأغصانها حتى باتت كهشيم المحتظر.

جاء الصباح الموعود , وعندما أتى الأخوة الحديقة وقفوا عند بابها يتساءلون: أهذه جنتنا التي تركناها بالأمس مورقة , مخضرّة, فواحة, مثقلة بالثمار؟ لا..انها ليست هي, ربما نكون قد ضللنا عنها.

وقف الجميع ينظرون في ذهول وعيونهم زائغة لا تكاد تستقر, وعقولهم شاردة يهذون هذي المحموم, ويقولون ما لا يستوعيون, اما أخوهم الأوسط فكان هادئاً رزيناً, ينظر اليهم نظر المعتبر المذكر, قائلا لهم: بل هي جنتكم أيها الأخوة الأحباء, ولأنكم لم تخلصوا النية مع الله عزوجل فقد حرمكم خيرها وعطاءها قبل حرمانكم للفقير والمسكين وابن السبيل, ألم أحذركم بالأمس بأنّ الله لبالمرصاد وأنه عزوجل ذو انتقام؟ ها هو الله عزوجل بحكمته الكريمة جزاكم بما أسررتم به من خُبث النية وسوء الطوية, ولقد نصحت لكم بالأمس بأن تشكروا الله على نعمته فأبيتم واستكبرتم وكنتم قوما طاغين فأذهب الله ما بأيديكم كله- رأس المال والربح والصدقة, وهذا عذابكم في الدنيا , ولعذاب الآخرة اشد وأبقى لو أنكم تعلمون... وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى

قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُواْ سُبۡحَـٰنَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ * فَأَقۡبَلَ بَعۡضُہُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ۬ يَتَلَـٰوَمُونَ * قَالُواْ يَـٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَـٰغِينَ * عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرً۬ا مِّنۡہَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٲغِبُونَ * كَذَٲلِكَ ٱلۡعَذَابُ‌ۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأَخِرَةِ أَكۡبَرُ‌ۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُون

يستفاد من هذه القصة القرآنية أنّ الله تعالى سيجازي كل مانع لزكاة ماله ما جازى أصحاب الجنة, حيث عندما كان أبوهم الرجل الصالح يوزع أموال الزكاة على مستحقيها كان يجد أمواله تزيد من حيث لا يدري, وما ذلك الا لأنه استوعب معنى قوله تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم , وقوله تعالى في سورة سبأ

قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء

فهو يخلفه وهو خير الرازقين .

ولأنه استوعب أيضا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ما نقص مال من صدقة

ونحن وعلى الرغم اننا مؤمنين بكل ما جاء في القرآن والسنة , الا اننا لم نلمس هذا الايمان الذي لمسه صاحب الجنة وغيره من أصحاب القلوب التي تتاجر مع الله تعالى , لأننا لو لمسناه لكنا مثل ابو الدحداح رضي الله عنه , فعندما نزل قوله تعالى في سورة البقرة

245

{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}

قال أبو الدحداح الأنصاري رضي الله عنه: يا رسول الله! وانّ الله عزوجل ليريد منا القرض؟ قال: نعم يا أبا الدحداح, فقال: أرني يدك يا رسوا الله! قال فناوله يده الشريفة, قال: فاني قد أقرضت ربي عزوجل حائطي .. لماذا فعل الصحابة رضوان الله تعالى ذلك ؟ لأنّ القرض طالما الله عزوجل, اذن فهو مضمون عودته لصاحبه وأضعافا مضاعفة يوم القيامة.

هناك أيتان في القرآن الكريم تذم الذين لا يؤدون زكاة أموالهم, وفيهما من الشدة ما فيهما, ولو كل منا استوعبهما تمام الاستيعاب لما وجدنا احدا منا يمتنع عن آداء زكاة ماله.

الآية الأولى قوله تعالى في سورة التوبة 34- 35

والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم* يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون

يقول الامام ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة: هؤلاء هم القسم الثالث من رؤوس الناس, فالناس عالة على العلماء وعلى العُبّاد, وعلى أرباب الأموال, فاذا فسدت أحوال هؤلاء فسدت أحوال الناس, تماما كما قال ابن المبارك رحمه الله:

وهل أفسد الدينُ الا الملوك........................ . وأحبار سوءٍ ورهبانها

وأما الكنز: فقال ابن عمر رضي الله عنهما: هو المال الذي ؤ يُدّى زكاته, لأنّ كل مال يُؤدى زكاته لا يُطلق عليه كنزا وان كان تحت سبع أراضين, وكل مالٍ ظاهرٍ لا تُؤدى زكاته فهو كنز, وقال عمر رضي الله عنه: أيّما مال أُدّيت زكاته فليس بكنز وان كان مدفوناً تحت الأرض, وأيّما مال لم تُؤدّ زكاته فهو كنز يُكوى به صاحبه وان كان على وجه الأرض.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال, أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله الا جعل الله له يوم القيامة صفائح من نار, فيُكوى بها جنبه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي الله بين العباد ثم يرى سبيله, اما الى الجنة واما الى النار.

الاية الثانية قوله تعالى في سورة 180 من آل عمران

{ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}

أي لا يحسبن البخيل أنّ جمعه للمال يتفعه, بل هو مضرة عليه في دينه, وربما كانت هذه المضرة في دنياه أيضا, وروى البخاري رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه, أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

مَنْ آتاهُ الله مالاً فلمْ يُؤدّ زكاته مثّل له شُجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة, يأخذ بهلزمتيه- يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالُكَ, أنا كنزُكَ, ثم تلا هذه الآية

ولا يَحْسبنَّ الذين يبخلونَ بما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فضلهِ هو خيراً لهمْ, بل هو شرٌّ لهمْ, سيُطَوَّقون ما بخِلوا بهِ يوم القيامةِ, ولله ميراث السموات والأرض, واللهُ بما تعملونَ خبيرٌ

انّ من الواقع المؤلم الذي يعيشه المسلمون اليوم أنهم على عمومهم يُعتبرون مانعي للزكاة , ذلك لو أنّهم يُخرجونها كل عام لمستحقيها وكما امر الله عزوجل , فو الله ما وجدنا فقيرا مسلما في العالم الاسلامي كله, واذا عدنا الى اربعة عشر قرنا للوراء , وتوقفنا عند الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيزرضي الله عنه والذي حكم المسلمون تسع وعشرون شهرا فقط, وبهذه المدة اليسيرة كان رضي الله عنه قد قضى على الفقر في العالم الاسلامي كله في ذلك العهد ومن اموال الزكاة فقط , فبدأ بقضاء دين المدينين, ثم منح كل مسلم لا يملك بيتا منزلا يسكن فيه, ثم زوّج كل مسلم لا يجد نفقة زواجه, حتى اذا استقر الحال بكل مسلم , فاض بيت المال بالأموال لدرجة أنه لم يعد يجد مسلما يسأل أحدا الصدقة, وبلغ عهده الميمون درجة حتى باتت الصدقة توزع على الفقراء فلم يجد لها أصحابا بسبب كفايته لجميع المسلمين, نعم هكذا تكون حياة كل مسلم عندما يُقام العدل في الأرض, ولذا عندما أرسل كسرى قبصر الفرس رسولا لزيارة المدينة المنورة عاصمة الاسلام وملكها عمر بن الخطاب رضي الله عنه, حيث كان يظنّ أنها مملكة, وأمره أن ينظر كيف يعيش وكيف يتعامل مع شعبه, فلما وصل رسول كسرى المدينة لمقابلة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه, سأل أين قصر امير المؤمنين؟ فضحك الصحابة رضوان الله تعالى عنهم من سؤاله هذا وأخذوه الى بيت من طين وعليه شعر ماعز, كان عمر رضي الله عنه قد وضعه لكي لا يسقط المطر فيتهدّم البيت على رؤوس ساكنيه هو وأسرته, نظر الرسل بعضهم الى بعض ظنا منهم أن هذا البيت ربما يكون المنتجع الصيفي أو مكانا ليقضي هو وأهله فيه بعض الوقت , فقالوا: نريد قصر الامارة؟ لإادزا لهم أن هذا هو ما يسألون عنه, فطرقوا الباب ففتح لهم عبد الله رضي الله عنه فسألوه عن أبيه فقال: ربما كان في نخل المدينة... ثم دلّوه على رجل نائم تحت ظل شجرة وفي ثوبه عدد من الرقع, وبدون أيّ حراسة, سبحان الله! رئيس دولة عظمى يحكم في ذاك الزمان نصف الكرة الأرضية, ينام على الأرض ويغطُّ في نومٍ عميق, ويضع يده اليسرى وسادة تحت رأسه , ويده اليمنى على عينه تحميه من حرارة الشمس ولهيبها , فتعجّب رسول كسرى من هذا المشهد, ولم يصدق عيناه ما ترى وهو يتذكر قصور كسرى وحرسه وخدمه , فما وسعه الا أن يقول قولته المشهورة: عدَلْت فأمِنتَ فنمتَ يا عمر!

نعم, ذلك أنّ من يخاف الله عزوجل ويخشاه فلا يُخيفه أحد الا الله, ومن لا يخاف الله ولا يخشاه , فكلّ شيءٍ يُخيفهُ, حتى من البعوضة وهي تشاركه سريره

ولذا فعندما كتب بعض ولاة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتابا اليه جاء فيه: فانّ مدينتنا قد خربت, فان يرى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالا نرممّها به, فكتب اليه عمر رضي الله عنه: أما بعد, فقد فهمت كتابك, وما ذكرت انّ مدينتكم قد خربت, فاذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل, ونقّ طرفيها من الظلم, فانه مرمتها, والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة أصحاب الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أصحاب الرس
» قصة أصحاب السبت
» أصحاب الغار - صوت
» أصحاب الأخدود)
» أصحاب الأخدود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: القرآن الكريم وتفسيره وعلومه :: القصص القرآنى-
انتقل الى: