منتديات إسلامنا نور الهدى
«أفتمارونه على ما يرى» 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
«أفتمارونه على ما يرى» 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 «أفتمارونه على ما يرى»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رشا
عضو نشط
عضو نشط




«أفتمارونه على ما يرى» Empty
مُساهمةموضوع: «أفتمارونه على ما يرى»   «أفتمارونه على ما يرى» I_icon_minitimeالأحد يونيو 12, 2022 8:56 am

«أفتمارونه على ما يرى» Snaa-new


سـناء البيـسى
استشرفها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.. استشعرها.. قرأها.. لمس إرهاصاتها.. كشف الغطاء عن توجهاتها.. أزاح الستار عن مكمنها ودروبها.. توجس شرًا من سريان سمومها وعدوى تبجحها.. جماعة الفتنة التى أطلت برءوسها للـهجوم ـ بداية ـ على الشريعة والأئمة بدعوى مزيفة تتسلل داخل ركاب تصحيح الخطاب الدينى، فقالها الطيب مُحذرًا منبهًا منذرًا مدافعًا صلبًا بأن مسرى التطاول لابد وأنه سيصل فى يوم قريب للـهجوم على السُنَّة النبوية الشريفة، والصحابة بجلال قدرهم، ومن بعدها القرآن الكريم ذاته بآياته البينات.. وها هم «……» ينتهزون الفرصة وكنا على أهبة ومشارف الاحتفاء بذكرى معجزة الرسول صلى اللـه عليه وسلم بالإسراء والمعراج، فيشككون فيها ويفترون ويتطاولون بل يمزقون الحدث الجلل إلى شطرين.. الحدث المعجزة الذى جاء فى كتابه المبين «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» والذى ليس فيه مجال لتشكيك طاعن أو تحريف مجحف عن الإسراء فى سورتها «سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» صدق اللـه العظيم.. أما عن ثبوت المعراج فيدل عليه قوله تعالى فى سورة النجم: «ما كذب الفؤاد ما رأى. أفتمارونه على ما يرى. ولقد رآه نزلة أخرى. عند سدرة المنتهى. عندها جنة المأوى. إذ يغشى السدرة ما يغشى. ما زاغ البصر وما طغى. لقد رأى من آيات ربه الكبرى» صدق اللـه العظيم.. معجزة إلهية يعجز العقل البشرى عن مجرد تصورها اختص اللـه تعالى بها نبينا محمدا صلى اللـه عليه وسلم بمناقب لم تمنح لأحد غيره، حيث أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيها أمّ الأنبياء لتكون الرحلة شاهدة على أفضليته على سائر الخلق، وفيها فُرضت الصلوات الخمس من فوق سبع سماوات دليلا على علو قدرها ومكانتها تكريمًا للمسلمين فهى معراج إيمانى يترقى بها الخلق فى مدارج القرب من رب العالمين، حيث يقول سبحانه «واسجد واقترب» وهى الصلة بين العبد وربه حيث يقول المصطفى: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» ويقول: «عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك بها اللـه درجة وحط بها عنك خطيئة».. وإذا نحن ما استقرأنا القرآن الكريم فسوف نجد فيه ما يدل على صدق الرسول كما أخبر به من لقائه بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج، حيث قال تعالى فى سورة الزخرف: «واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا» صدق اللـه العظيم، ولا سبيل إلى تنفيذ سؤال الرسل إلا فى لقاء مباشر ومواجهة، فإذا حدثنا بذلك محمد الصادق الأمين فى رحلة الإسراء والمعراج نقول له: «صدقت»، وفى آياته البينات لمن يتفكر جاء فى قوله تعالى فى سورة الجن: «عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا» صدق اللـه العظيم..




وهنا فإن المولى عزّ وجلّ يحمى رسوله بملائكته ليرفعه وينزهه عن الخلق وظنونهم.




محمد سيد الخلق إماما.. محمد صلى اللـه عليه وسلم فى المسجد الأقصى يصلى بإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ونفر من الأنبياء اجتمعوا بأمر من اللـه له.. لخاتم الأنبياء، إمامة هى الإقرار المبين بأن الإسلام كلمة اللـه الأخيرة إلى خلقه، أخذت تمامها على يد محمد بعد أن تداولها الرسل الأولون.. الإسراء حق.. جميع الحدود تتداعى أمام بصيرة محمد.. اجتمع الكون كله فى روحه فوعاه منذ أزله إلى أبده.. اجتماع ضمت الصلاة فيه محمدًا والنبيين الصالحين حملة الهداية لهذه الأرض..




إن الرسول صلى اللـه عليه وسلم أسرى به وعرج: كيف؟ هل ركب آلة تسير بأقصى من سرعة الصوت كما اخترع العلماء أخيرا؟!

لقد امتطى البراق وهو كائن يضع خطوه عند أقصى طرفه، كأنه يمشى بسرعة الضوء، وكلمة «براق» يشير اشتقاقها إلى البرق، أى أن قوة الكهرباء سُخرت فى هذه الرحلة.. لكن الجسم ــ فى حالته المعتادة ــ يتعذر عليه التنقل فى الآفاق بسرعة البرق الخاطف، ولابد هنا من إعداد خاص، يحصِّن أجهزته ومسامه لهذا السفر البعيد.. وأحسب ـ كما يقول الشيخ محمد الغزالى ـ أن ما روى عن شق الصدر، وغسل القلب وحشوه، إنما هو رمز هذا الإعداد المحتوم، وقصة الإسراء والمعراج مشحونة بهذه الرموز ذات الدلالة التى تتعذر على السذج..




حدثنا محمد بن بشار عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال نبى اللـه صلى اللـه عليه وسلم «بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان،أتيت بدابة بيضاء يقال لها البراق يقع خطوه منتهى طرفه، فحملت عليه ثم انطلقنا حتى أتينا إلى بيت المقدس فصليتُ فيه بالنبيين والمرسلين إماماً، ثم عرج بى إلى السماء الدنيا».




لماذا كانت الرحلة إلى بيت المقدس، ولم تبدأ من المسجد الحرام إلى سدرة المنتهى مباشرة؟ هذا يرجع بنا إلى تاريخ قديم.. لقد ظلت النبوّات دهورا طوالا وهى وقف على بنى إسرائيل.. ظل بيت المقدس مهبط الوحى، ومشرق أنواره على الأرض، ومركز الوطن إلى شعب اللـه المختار.. فلما أهدر اليهود كرامة الوحى وأسقطوا أحكام السماء، حلّت بهم لعنة اللـه وتقرر تحويل النبوة عنهم إلى الأبد، ثم كان مجىء الرسالة إلى محمد صلى اللـه عليه وسلم انتقالا بالقيادة الروحية فى العالم، من أمة إلى أمة، ومن بلد إلى بلد، ومن ذرية إسرائيل إلى ذرية إسماعيل. وقد كان غضب اليهود شاملا لهذا التحول، مما دعاهم للمسارعة بإنكاره: «بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل اللـه بغياً أن ينزل اللـه من فضله على من يشاء من عباده، فباءوا بغضب على غضب» صدق اللـه العظيم.




لقد مضت إرادة اللـه وورث النبى العربى تعاليم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، ومضى يكافح لنشرها وجمع الناس عليها، فكان من وصل الحاضر بالماضى، وادماج الكل فى حقيقة واحدة.. أن يعتبر المسجد الأقصى ثالث الحرمين فى الإسلام، وأن ينتقل إليه الرسول فى إسرائه فيكون هذا الانتقال احتراماً لما كان وسيكون.. ثم يجمع اللـه المرسلين السابقين ليستقبلوا صاحب الرسالة الخاتمة.. النبوءات يصدّق بعضها بعضا.. السابق يمهد للاحق.. وقد أخذ اللـه الميثاق على أنبياء بنى إسرائيل مصداقا لقوله تعالى:»وإذ أخذ اللـه ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال: أقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين» صدق اللـه العظيم.




إن الكشف عن منزلة محمد صلى اللـه عليه وسلم ودينه، ليس مدحًا فى سياق مدح سيد الخلق، بل هو بيان حقيقة مقررة فى عالم الهداية، منذ تولت السماء إرشاد الأرض، ولكنه هنا جاء فى الوقت المناسب، فى عام الحزن بعد وفاة أم المؤمنين خديجة رضى اللـه عنها التى بنى اللـه لها قصرًا فى الجنة، ورحيل عمه أبى طالب الذى كان ملاذ الحماية والذود عنه.. إن جهاد الدعوة الذى حمله رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم على كاهله وعرضه لعواصف عاتية من البغضاء والافتراء ومزُق شمل أتباعه مذ آمنوا به.. لقد مضى رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم على نهجه القويم، ينذر بالوحى كل من يلقى، ويخوض ــ بدعوته ــ المجامع، ويغشى المواسم، ويتبع الحجيج فى منازلهم، ويسير بقدميه إلى أسواق «عكاظ» و«مجنة» و«ذى المجاز» داعياً الناس إلى نبذ الأوثان، والاستماع إلى هدى القرآن، وكان يسأل عن منازل القبائل قبيلة قبيلة، ويعرض عليهم نفسه ليؤمنوا به ويتابعوه ويمنعوه.




وكان عمه أبولهب يمشى وراءه ويقول: لا تطيعوه فإنه صابئ وكذاب، فيكون جواب القبائل: أسرتك وعشيرتك أعلم بك! ثم يردونه أقبح الرد.. ومن القبائل التى أتاها الرسول عليه الصلاة والسلام ودعاها إلى اللـه، فأبت الاستجابة له «فزارة» و«غسان» و«مرة» و«حنيفة» و«سليم» و«عبس» و«بنوالنضر» و«كندة» و«كلب» و«عذرة» و«الحضارمة» و«محارب بن حفصة».. الخ..




ما وجد فى هؤلاء قلباً مفتوحا، ولا صدرا مشروحاً، بل كان الراحلون والمقيمون يتواصلون بالبعد عنه، ويشيرون إليه بالأصابع.




وكان الرجل يجىء من الآفاق البعيدة فيزوده قومه بهذه الوصية: احذر غلام قريش.. لا يفتنك!! وكان آخر العهد بمشاق الدعوة طرد أهل الطائف له.. إن هوانه على الناس منذ دعاهم إلى اللـه جعله يجأر إلى رب الناس شاكياً.. راجياً: «اللـهم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى، وهوانى على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربى، إلى من تكلنى، إلى بعيد يتجهمنى؟ أم إلى عدو ملكته أمرى؟ إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى، ولكن عافيتك هى أوسع لى، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غضبك، أو يحل علىّ سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك..».




ويأتى تطمين اللـه له وجزاؤه على الصبر كما قال تعالى فى سورة الزخرف: «ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»، ومن نعمائه عليه أن يهيئ له رحلة الإسراء والمعراج السماوية لتمس فؤاده المتشوق للراحة، وليشعر أنه بعين اللـه قد قام يوحده ويعبده، ويعلم البشر توحيده وعبادته، لقد كان يقول «إن لم يكن بك علىّ غضب فلا أبالى» وأتت ليلة الإسراء ليعلم أن حظه من رضوان اللـه كبير، وأن مكانته بين المصطفين الأخيار فى المقدمة.. إن الإسراء والمعراج تقعان فى تاريخهما فى فترة عصيبة من زمن الرسالة عبر ثلاثة وعشرين عاما، وبذلك كانت بمثابة العلاج الذى مسح متاعب الماضى ووضع بذور النجاح للمستقبل.. إن مشاهدة جانب من آيات اللـه فى ملكوته له أثره فى معرفة النبى بمصير الكافرين وضآلة مكانتهم، وقد عرف محمد فى رحلته الأثيرة أن رسالته ستعم الأرض لتنتزع الوديان الخصبة فى النيل والفرات من مجوسية الفرس وقمع الروم.. بل لقد عرف أن أهل هذه الأودية يحملون راية الإسلام جيلا بعد جيل ــ وهذا معنى رؤية النيل والفرات فى الجنة وليس معناه أن مياه النهرين تنبع من الجنة كما يظن السذج ــ وهكذا يتيح اللـه عز وجل لرسله فرصة الاطلاع على المظاهر الكبرى لقدرته فقبل أن يرسل موسى شاء أن يريه عجائب قدرته فأمره أن يُلقى عصاه: «ألقها ياموسى، فألقاها فإذا هى حيّة تسعى، قال خذها ولا تخف، سنعيدها سيرتها الأولى، واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى» صدق اللـه العظيم.




فلما ملأ قلبه إعجاباً بمشاهدة هذه الآيات الكبرى قال له بعدها: «اذهب إلى فرعون إنه طغى».




وإذا ما كانت هدية الإسراء والمعراج وإطلاع اللـه نبيه على الآيات الكبرى بعد نزول الوحى عليه، على عكس ما وقع لموسى فقد تكفل القرآن بإقناع المشركين من أول يوم لدعوته صلى اللـه عليه وسلم، وأتت الخوارق فى طريق الرسول نوعا من التكريم لشخصه والإيناس لا معطلة للمنهج العقلى العادى الذى شرعه القرآن. وكان قد اقترح المشركون يوما على النبى أن يرقى فى السماء، فجاء الجواب من عند اللـه: «قل سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا» صدق اللـه العظيم... فلما رقى فى السماء بعدها لم يذكر قط أن ذلك رد على التحدى أو إجابة على الاقتراح السابق.. بل كان الأمر تكريما ومزيد إعلاء من اللـه لعبده..




وفى قصة «الإسراء والمعراج» نرى أواصر القربى بين الأنبياء كافة، وهذا المعنى من أصول الإسلام.




«آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كلٌ أمن باللـه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله» صدق اللـه العظيم.




والخلاف بين الأنبياء - وهم صنعته - الأمم الجائرة على السبيل السوى، وصنعة الكهان والمتاجرون بالأديان.. أما محمد فقد أظهر أنه مرسل لتكملة البناء الذى تعهده من سبقوه ومنع الزلازل من تصديعه.. قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم: «مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين».




«سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنُريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير» صدق اللـه العظيم.




تتجاذبنى آراء الأئمة والمفسرين والعلماء وناقلى التراث حول الرحلة المقدسة التى نزل بها القرآن الكريم.. بين اختلافات السرد بالزيادة والنقصان أستغفر اللـه وأتوب إليه.. وحسبى اللـه ونعم الوكيل.. وربما أكون أكثر ارتياحا عن قصة الإسراء والمعراج والمنثورة فى الكثير من كتب السيرة للرواية التى عرضها الدكتور محمد حسين هيكل فى كتابه «حياة محمد»: «فى منتصف ليلة بلغ السكون فيها غاية جلاله، وصمتت فيه طيور الليل وسكتت الضوارى، وانقطع خرير الغدران وصفير الرياح، استيقظ محمد على صوت يصيح به: أيها النائم قم، وقام فإذا أمامه الملك جبريل وضاء الجبين أبيض الوجه كبياض الثلج مُرسلا شعره الأشقر، واقفاً فى ثيابه المزركشة بالدر والذهب، ومن حوله أجنحة من كل الألوان ترعش، وفى يده دابة عجيبة هى البراق، ولها أجنحة النسر انحنت أمام الرسول فاعتلاها وانطلقت به انطلاق السهم فوق جبال مكة ورمال الصحراء متجهة صوب الشمال، وصحبه الملك فى هذه الرحلة، ثم وقف به عند جبل سيناء حيث كلم اللـه موسى، ثم وقف به مرة أخرى فى بيت لحم حيث ولد عيسى، وانطلق بعد ذلك فى الهواء فى حين حاولت أصوات خفية أن تستوقف النبى الذى رأى فى إخلاصه لرسالته أن ليس لغير اللـه أن يستوقف حيث شاء دابته، وبلغ بيت المقدس، فقيّد محمد دابته وصلى ومعه إبراهيم وموسى وعيسى، ثم أتى بالمعراج وعليه صعد محمد سراعاً إلى السماء، فى هذه السماء ألقى محمد التحية على آدم، وفيها كانت صور الخلق جميعًا تُسبح بحمد ربها، ولقى محمد فى السماوات الست الأخرى نوحاً وهارون وموسى وإبراهيم وداود وسليمان وإدريس ويحيى وعيسى، ثم رفع الرسول صلى اللـه عليه وسلم إلى قمة سدرة المنتهى التى تقوم إلى يمين العرش وتظلل ملايين الملايين من الأرواح الملائكية فى حضرة العرش وكان منه قاب قوسين أو أدنى، ويرى أشياء يعجز اللسان عن التعبير عنها وتفوق كل ما يحيط به فهم الإنسان.. وبعد حديث لم تحترم كتب الأثر المدققة قدسيته أمر اللـه عبده أن يصلى كل مسلم خمسين صلاة فى كل يوم، فلما عاد محمد يهبط من السماء لقى موسى، فقال ابن عمران له: «كيف ترجو أن يقوم أتباعك بخمسين صلاة فى كل يوم؟ لقد بلوت الناس قبلك، وحاولت مع بنى إسرائيل كل ما يدخل فى الطوق محاولته، فصدقنى وعد إلى ربنا واطلب إليه أن ينقص الصلوات».. وعاد محمد فنقص عدد الصلوات إلى أربعين وجدها موسى فوق الطاقة، وجعل يرد محمدًا صلى اللـه عليه وسلم إلى اللـه مرات حتى انتهت الصلوات إلى خمس.. وذهب جبريل بالنبى فزار الجنة التى أُعدت للمتقين بعد البعث، ثم عاد محمد على المعراج إلى الأرض، ففك البراق وامتطاه وعاد من بيت المقدس إلى مكة على الدابة المجنحة»..




ولقد وصف رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى بعد رحلته المقدسة على لسان ابن إسحاق عن سعيد بن المسيب بقوله: «أما ابراهيم فلم أر رجلا أشبه قط بصاحبكم، ولا صاحبكم أشبه به منه وأنا أشبه ولده به، وأما موسى فرجل آدم طويل ضرْبُ جعد (خفيف اللحم أى نحيل والجعد المتكسر الشعر) اقنى (المرتفع قصبة الأنف) كأنه من رجال شنوءة (قبيلة من الأزد)، وأما عيسى بن مريم فرجل أحمر، بين القصير والطويل، سبْط الشعر، كثير خيلان الوجه (الخال هو الشامة السوداء) كأنه خرج من ديماس (الحمام)، تخال رأسه بقطر ماء، وليس به ماء، أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفى».




قالت أم هانئ بنت أبى طالب رضى اللـه عنها واسمها «هند» فى مسرى رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم: ما أسرى برسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم إلا وهو فى بيتى، نام عندى تلك الليلة، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أيقظنا رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم فلما صلى الصبح وصلينا معه قال: ياأم هانئ، لقد صليت معكم العشاء الآخرة، كما رأيت بهذا الوادى، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين، ثم قام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه فتكشف عن قبطية مطوية ـ ثياب من كتان ينسج بمصر، فقلت له: يا نبى اللـه، لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويُؤذوك، قال: واللـه لأحدثنهم، فقلت لجارية لى حبشية: ويحك اتبعى رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم حتى تسمعى ما يقول للناس وما يقولون له.




حدث الرسول قريشًا أنه أسرى به فارتد ناس كثير بعدما أسلموا وذهبوا لأبى بكر الصديق يقولون له: صاحبك يزعم أنه أُسرىَ به إلى بيت المقدس ثم رجع فى ليلة واحدة، قال أبوبكر: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال فاشهد إن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أفتشهد أنه جاء الشام فى ليلة واحدة؟ قال: إنى أصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء ومن هنا أطلق عليه لقب «الصديق» وجاء على لسان محمد صلى اللـه عليه وسلم: «لما كذبتنى قريش قمت فمثل اللـه لى بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه».




الحرم الشريف القائم على جبل موربا الذى بقى ساحة مهملة مهجورة لا ترى غير أكوام من أنقاض وحجارة إلى أن جاء عمر بن الخطاب فاتحا الشام بجيوشه فى عام 13هـ.. ودخل القدس وأمن أهلها على أنفسهم وأموالهم وصلبانهم وأعطاهم عهدا بذلك وهو المعروف بالعهدة العمرية وقام ببناء المسجد الأقصى فى الجهة الجنوبية الشرقية للحرم، وعلى ما يبدو أن المسجد لم يصمد طويلا أمام تقلبات العوامل الطبيعية لبدائية مواده الإنشائية، حتى قام الأمويون بتأسيس وبناء المسجد الأقصى.. أسسوه فى أيام لم تكن إسرائيل.. أيام لم يكن لها وجود على خريطة الدنيا أو فى خطط الأبالسة، أيام لم تكن قد قامت لها قائمة بعد.. أيام السلام بلا وعد بلفور وبن جوريون وجولدا مائير وديان ونيتانياهو.




أيام لم يكن هناك مخطط للدعاية للديانة الإبراهيمية، ولا التشكيك فى رحلة الإسراء والمعراج، كى لا تكون لثالث الحرمين الشريفين وأرض المسجد الأقصى قدسية، ولا للفلسطينيين قضية، ولا لقبة الصخرة المباركة أثر إسلامى يُذكر.. ولتنعم إسرائيل وحدها بالمكان والزمان برفض معجزة سيد الأنبياء صلى اللـه عليه وسلم الذى أسرى به ليلا من المسجد الحرام للمسجد الأقصى.. وتزداد الفجيعة عندما لا تنتهى التنازلات المتعاقبة التى تمس صلب العقيدة لتأخذ فى طريقها فريضة الصلاة لكونها فرضت فى رحلة الإسراء والمعراج، فقد تجرأ أحد أدعياء العلمانية بقوله إن الرسول ــ وحاشا للـه ــ كان ديكتاتورًا عندما أمر بإزالة الأصنام من حول الكعبة فتسبب فى إلغاء الآخر ومنع التعددية وحرية الرأى!!!




على مدى التاريخ تعدد الوصف للحرم الشريف وتوالت الزيارات لمهبط الأنبياء ومربط البراق وصخرة الإسراء. وفى خلال الفترة من عام 1325 حتى عام 1354م.. فى تلك الأيام الضاربة فى التاريخ تعالوا نقطع تذكرة فوق الخيل والجمال مع ابن بطوطة «محمد بن عبداللـه المنتسب لمدينة طنجة» لنصل إلى المسجد الأقصى وقبة الصخرة ليصف أولهما بقوله: «هو من المساجد العجيبة الرائعة فائقة الحسن يقال: إنه ليس على وجه الأرض مسجد أكبر منه، وإن طوله من الشرق إلى الغرب سبعمائة واثنتان وخمسون ذراعا بالذراع المالكية ــ طولها 32 اصبعا ــ وعرضه من القبلة إلى الجوف أربعمائة وخمس وثلاثون ذراعاً، وله أبواب كثيرة فى جهاته الثلاث، أما الجهة القبلية منه فلا أعلم بها إلا بابا واحدا وهو الذى يدخل منه الإمام، والمسجد كله فضاء غير مسقوف، فى النهاية آية من إحكام العمل وإتقان الصنعة مموّه بالذهب والأصبغة الرائقة، وفى المسجد مواضع مسقوفة».




وفى ذكر قبة الصخرة يقول ابن بطوطة: «هى من أعجب المبانى وأتقنها وأغربها شكـلا، قد توافر حظها من المحاسن، وأخذت من كل بديعة بطرف، وهى قائمة على نشر ــ مرتفع ــ فى وسط المسجد، يُصعد إليها فى درج رخام، ولها أربعة أبواب، والدائر بها مفروش بالرخام أيضا، محكم الصنعة، وكذلك داخلها وفى ظاهرها وباطنها من أنواع التزويق ورائق الصنعة ما يعجز الواصف، وأكثر ذلك مغشى ومغطى بالذهب، فهى تتلألأ نورا وتلمع لمعان البرق، يحار بصر متأملها فى محاسنها، ويقصر لسان رائيها عن تمثيلها ووصفها، وفى وسط القبة الصخرة الكريمة التى جاء ذكرها فى الآثار فإن النبى صلى اللـه عليه وسلم عرج ــ صعد ــ منها إلى السماء، وهى صخرة صماء، ارتفاعها نحو قامة وتحتها مغارة فى مقدار بيت صغير، ارتفاعها نحو قامة أيضا ينزل إليها على درج، وعلى الصخرة شباكان اثنان محكما العمل يغلفان عليها: أحدهما ــ وهو الذى يلى الصخرة ــ من حديد بديع الصنع، والثانى من خشب، وفى القبة درفة ــ ترس من جلد ـ كبيرة معلقة هنالك، والناس يزعمون أنها درفة حمزة بن عبدالمطلب رضى اللـه عنه.




الآن فوق جبل الجليل، وعلى ربى نابلس، وبين أزقة خان يونس، وعلى جبال الخليل، وفى شوارع القدس العتيقة.. شارع صلاح الدين، والشيخ جراح، وشارع باب الساهرة.. أبناء فلسطين يقاتلون ويقتلون على يد المحتل الإسرائيلى فى الطرقات الحزينة المبللة بالدم، والدمع فداء لأرض الإسراء والمعراج.. الأرض التى اصطفاها اللـه ليرفع منها نبيه محمد سيد الخلق إلى سدرة المنتهى.


https://gate.ahram.org.eg/daily/NewsQ/845462.aspx
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
«أفتمارونه على ما يرى»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: مكتبة المنتدى :: مكتبة التصوف الإسلامى-
انتقل الى: