منتديات إسلامنا نور الهدى
الحديث القدسي والحديث النبوي 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
الحديث القدسي والحديث النبوي 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 الحديث القدسي والحديث النبوي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



الحديث القدسي والحديث النبوي Empty
مُساهمةموضوع: الحديث القدسي والحديث النبوي   الحديث القدسي والحديث النبوي I_icon_minitimeالسبت يونيو 05, 2010 9:11 am

الحديث القدسي والحديث النبوي

الحديث القدسي والحديث النبوي Wed1

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلي أصحابه صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين
وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى
أما بعد
الحديث القدسي والحديث النبوي 67285332


الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي
فرَّق العلماء بين الحديث القدسي والحديث النبوي بعدة أمور
الحديث القدسي لا يكون إلا بوحي، جليّاً كان (بواسطة جبريل) أو غير جلي (إلهاماً أو مناماً)، أما الحديث النبوي فمنه ما كان وحياً، ومنه ما كان اجتهاداً واستنباطاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع العلم بأن هذا الاجتهاد في معنى الوحي ؛ إذ لو كان اجتهاداً غير موافق لمراد الله عز وجل ما أقرَّه الله عليه، ولا سكت عنه أبداً، بل كان يصحح له ويُصوِّبه
الحديث القدسي يضيفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى، بخلاف الحديث النبوي فإنه صلى الله عليه وسلم ينطق به مباشرة من غير أن يضيفَه إلى أحد
غالباً ما تتعلق الأحاديث القُدُسية بتنـزيه ذات الحق سبحانه وتعالى، وبيان صفات جلاله وكماله وعظمته وقدرته، والتنبيه على عدله ورحمته، والحديث عن سعة عطائه وعفوه ومغفرته لعباده، ونحو ذلك من أسباب ترقيق القلوب وتهذيب الضمائر والنفوس، والحث على فعل الطاعات والخيرات وترك المعاصي والمنكرات
***********************
أما الأحاديث النبوية فهي تشمل كل ما يهم المسلم من أمر دنياه وآخرته، وتتناول كل ما يصلحه نفسياً وروحياً وبدنياً وعقلياً، وتعالج كل ما يشغله من أمور المعاش والمعاد
حوار لطيف:
هذا حوار لطيف دار بين الشيخ وتلميذه حول القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي، نقله الشيخ جمال الدين القاسمي في (قواعد التحديث) أنقله لكم
قال رحمه الله
«قال العلامة السيد أحمد بن المبارك رحمه اله تعالى في (الإبريز): وسألته - يعني أستاذَه نجم العرفان السيد عبد العزيز الدَّبَّاغ قُدِّس سره - الفرق بين هذه الثلاثة يعني القرآن والحديث القدسي وغير القدسي؟ فقال قُدِّس سِرُّه:
الفرق بين هذه الثلاثة وإن كانت كلُّها خرجت من بين شفتيه وكلها معها أنوارٌ من أنواره
أن النورَ الذي في القرآن قديمٌ من ذات الحق سبحانه ؛ لأن كلامه تعالى قديم
والنور الذي في الحديث القدسي من روحه، وليس هو مثلَ نور القرآن فإن نورَ القرآن قديمٌ ونورَ هذا ليس بقديم، والنور الذي في الحديث الذي ليس بقدسي من ذاته
فهي أنوار ثلاثة اختلفت بالإضافة، فنور القرآن من ذات الحق سبحانه، ونور الحديث القدسي من روحه، ونور ما ليس بقدسي من ذاته
فقلت: ما الفرق بين نور الروح ونور الذات؟
فقال رضي الله عنه: الذات خُلقت من تراب ومن التراب خُلق سائر العباد، والروحُ من الملأ الأعلى، وهم أعرف الخلق بالحق سبحانه، وكل واحدٍ يَحِنُّ إلى أصله، فكان نور الروح متعلقاً بالحق سبحانه ونورُ الذات متعلقاً بالخلق، فلذلك ترى الأحاديثَ القدسيةَ تتعلق بالحق سبحانه وتعالى بتبيين عظمته أو لإظهار رحمته أو بالتنبيه على سعة ملكه وكثرة عطائه
فمن الأول (أي المتعلق ببيان عظمته): حديث: «يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ» إلى آخره، وهو حديث أبي ذر في مسلم- أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب باب: تحريم الظلم 4/1994(55/2577)
ومن الثاني (أي المتعلق بإظهار رحمته): حديث: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ»- الحديث- أخرجه البخاري في كتاب: بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة 6/318 (3244)، وأرقام (4779، 4780، 7498)، ومسلم في كتاب: صفة الجنة وصفة نعيمها وأهلها 4/2174(2824/2)
ومن الثالث (أي المتعلق بالتنبيه على سعة ملكه وكثرة عطائه): حديث «يَدُ اللهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَهٌ سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ» الخ - أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب: وكان عرشه علي الماء 8/352(4684)، ومسلم في كتاب الزكاة باب: الحث علي النفقة وتبشير المنفق بالخلف 2/690(36/993)
وهذه من علوم الروح في الحق سبحانه
وترى الأحاديث التي ليست بقدسية تتكلم على ما يصلح البلاد والعباد بذكر الحلال والحرام والحث على الامتثال بذكر الوعد والوعيد
هذا بعضُ ما فهمتُ من كلامه رضي الله عنه، والحق أني لم أوف به ولم آت بجميع المعنى الذي أشار إليه.
فقلت: الحديث القدسي من كلام الله عز وجل أم لا؟
فقال: ليس هو من كلامه وإنما هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت: فلم أضيف للرب سبحانه، فقيل فيه (حديث قدسي) وقيل فيه: (فيما يرويه عن ربه)؟ وإذا كان من كلامه عليه السلام فأي رواية له فيه عن ربه؟ وكيف نعمل مع هذه الضمائر في قوله: «يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ» الخ وقوله: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ» وقوله: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ» أخرجه البخاري في كتاب: المغازي، باب: غزوة الحديبية 7/439(4147)
فإن هذه الضمائر لا تليق إلا بالله؟ فتكون الأحاديث القدسية من كلام الله تعالى وإن لم تكن ألفاظها لإعجاز ولا تعبدنا بتلاوتها
فقال رضي الله عنه مرة: إن الأنوار من الحق سبحانه تَهُبُّ على ذات النبي صلى الله عليه وسلم حتى تحصل له مشاهدةٌ خاصة - وإن كان دائماً في المشاهدة - فإن سمع من الأنوار كلامَ الحق سبحانه أو نزل عليه ملَكٌ فذلك هو القرآن، وإن لم يسمع كلاماً ولا نزل عليه مَلَكٌ فذلك وقتُ الحديث القدسي، فيتكلم عليه الصلاة والسلام ولا يتكلم حينئذٍ إلا في شأن الربوبية بتعظيمها وذكر حقوقها
ووجه إضافة هذا الكلام إلى الرب سبحانه أنه كان مع هذه المشاهدة التي اختلطتْ فيها الأمورُ حتى رجع الغيبُ شهادةً والباطنُ ظاهراً، فأضيف إلى الرب وقيل فيه: (حديث رباني) وقيل فيه: (فيما يرويه عن ربه عز وجل) ووجه الضمائر أن كلامه عليه السلام خرج على حكاية لسان الحال التي شاهدها من ربه عز وجل
وأما الحديث الذي ليس بقدسي فإنه يخرج مع النور الساكن في ذاته عليه السلام الذي لا يغيب عنها أبداً، وذلك أنه عز وجل أَمَدَّ ذاته عليه السلام بأنوار الحق، كما أمد جرم الشمس بالأنوار المحسوسة، فالنورُ لازمٌ للذَّات الشريفة لزومَ نور الشمس لها
وقال مرة أخرى: وإذا فرضنا محموماً دامتْ عليه الحمَّى على قدرٍ معلوم، وفرضناها تارةً تقوى حتى يخرج بها عن حسِّه ويتكلم بما لا يدري، وفرضناها مرةً أخرى تقوى ولا تخرجه عن حِسِّه ويبقي على عقله ويتكلم بما يدري، فصار لهذه الحمى ثلاثة أحوال قدرها المعلوم، وقوَّتُها المخرجةُ عن الحس، وقُوَّتُها التي لا تخرج عن الحس، فكذا الأنوار في ذاته عليه السلام، فإن كانت على القدر المعلوم فما كان من الكلام حينئذٍ فهو الحديث الذي ليس بقُدُسي، وإن سطعت الأنوارُ وشغلت في الذات حتى خرج بها عليه السلام عن حالته المعلومة، فما كان من الكلام حينئذٍ فهو كلام الله سبحانه، وهذه كانت حالتَه عليه السلام عند نزول القرآن عليه، وإن سطعت الأنوارُ ولم تخرجه عن حالته عليه السلام فما كان من الكلام حينئذٍ قيل فيه حديث قدسي
وقال مرة: إذا تكلم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وكان الكلامُ بغير اختياره فهو القرآن، وإن كان باختياره فإن سطعتْ حينئذٍ أنوارٌ عارضةٌ فهو الحديثُ القدسي، وإن كانت الأنوار الدائمة فهو الحديث الذي ليس بقدسي، ولأجل أن كلامَه لا بد أن تكون معه أنوارُ الحق سبحانه كان جميعُ ما يتكلم به وحياً يوحي، وباختلاف أحوال الأنوار افترق إلى الأقسام الثلاثة، والله أعلم
قال السيد أحمد بن المبارك: فقلت هذا كلام في غاية الحسن، ولكن ما الدليل على أن الحديث القدسي ليس من كلامه عز وجل؟
فقال رضي الله عنه: كلامه تعالى لا يخفي.
فقلت: بِكَشْفٍ؟
فقال رضي الله عنه: بكشفٍ وبغير كشف، ولذلك مَنْ له عقلٌ وأنصتَ للقرآن ثم أنصتَ لغيره أدرك الفرقَ لا محالة، والصحابةُ رضي الله عنهم أعقلُ الناس، وما تركوا دينَهم الذي كانت عليه الآباءُ إلا بما وضح من كلامه تعالى، ولو لم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما يشبه الأحاديثَ القُدُسية ما آمن من الناس أحدٌ، ولكن الذي ظَلَّتْ له الأعناقُ خاضعةً هو القرآنُ العزيزُ الذي هو كلامُ الرب سبحانه وتعالى
فقلت له: ومن أين لهم أنه كلام الرب تعالى، وإنما كانوا على عبادة الأوثان ولم تسبِقْ لهم معرفةٌ بالله عز وجل حتى يعلموا أنه كلامُه؟ وغاية ما أدركوه أنه كلامٌ خارجٌ عن طَوْق البشر، فلعله من عند الملائكة مثلاً
فقال رضي الله عنه: كل من استمع القرآن وأجرى معانِيَه على قلبه علم علماً ضرورياً أنه كلامُ الرب سبحانه، فإن العظمةَ التي فيه والسطوةَ التي عليه ليست إلا عظمةَ الربوبية وسطوةَ الألوهية، والعاقلُ الكيِّس إذا استمع لكلام السلطان الحادث ثم استمع لكلام رعيَّته وجد لكلام السلطان نَفَساً به يُعْرَف، حتى إن فرضناه أعمى وجاء إلى جماعةٍ يتكلمون والسلطانُ مغمورٌ فيهم وهم يتناوبون الكلام لَمَيَّز كلامَ السلطان من غيره، بحيث لا تدخله في ذلك ريبة. هذا في الحادث مع الحادث فكيف بكلام القديم؟ وقد عرف الصحابة رضي الله عنهم من القرآن ربَّهم عز وجل، وعرفوا صفاته وما يستحقه من ربوبيته، وقام لهم سماعُ القرآن في إفادة العلم القطعي به عز وجل مقامَ المعاينة والمشاهدة، وحتى صار الحق سبحانه عندهم بمنزلة الجليس ولا يخفي على أحدٍ جليسُه». انتهى
صور رواية الحديث القدسي وأمثلته
هناك عدة صِيَغٍ أو صور رُويت بها الأحاديث القدسية، أذكر منها ثمانياً على النحو التالي
الصورة الأولى: أن يقول راوي الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه - أو فيما يحكيه - عن ربه تبارك وتعالى، أو يقول الراوي: قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاتان الصيغتان بمعنى واحد
مثال ذلك: ‏ما أخرجه أحمد والنسائي بسند صحيح- عَنْ ‏ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهم‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صلى الله عليه وسلم ‏فِيمَا ‏يَحْكِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: «‏‏ أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أَرْجِعَهُ إِنْ أَرْجَعْتُهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَإِنْ قَبَضْتُهُ غَفَرْتُ لَهُ وَرَحِمْتُهُ»أحمد 2/1175979) (، والنسائي في كتاب: الجهاد، بَاب ثَوَابِ السَّرِيَّةِ الَّتِي تُخْفِقُ 6/18
وما أخرجه مسلم- عَنْ ‏ ‏أَبِي ذَرٍّ الغفاري رضي الله عنه ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي ‏ ‏صَعِيدٍ ‏ ‏وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ ‏أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ ‏أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»
الصورة الثانية: أن يقول الراوي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى، أو إن الله تعالى قال، أو قال ربكم عز وجل، ونحو ذلك
مثال ذلك: ما ‏أخرجه مسلم-عَنْ ‏أَبِي ذَرٍّ ‏رضي الله عنه ‏قَالَ: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «‏‏يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏: ‏مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ ‏‏خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً». كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار 4/2068(2687)
وما أخرجه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدِي تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» المسند 2/395 (9138)
وما أخرجه البخاري- عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ صلى الله عليه وسلم ‏‏قَالَ: «قَالَ اللَّهُ:‏‏ إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ» كتاب التوحيد باب:قول الله تعالي (يريدون أن يبدلوا كلام الله) 13/466 (7504)
الصورة الثالثة: أن يقول الراوي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يذكر الحديث القدسي، من غير أن ينسبه إلى الله عز وجل
مثال ذلك: ما أخرجه البخاري- عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قَالَ ‏: «‏لَا يَأْتِ ابْنَ ‏آدَمَ ‏النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ قَدْ قَدَّرْتُهُ، وَلَكِنْ يُلْقِيهِ الْقَدَرُ وَقَدْ قَدَّرْتُهُ لَهُ، أَسْتَخْرِجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ» كتاب القدر باب:إلقاء العبد النذر إلي القدر 11/499(6609)
فهذا النص واضح تماماً أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من روايته عن ربه تبارك وتعالى، وضمائر الكلام واضحة في المراد
الصورة الرابعة: ربما كان الحديث القدسي جزءاً من حديث بعضه نبوي وبعضه قدسي، ولا ينص النبي صلى الله عليه وسلم على الجزء القدسي أنه من عند الله، ولكن سياق الكلام وضمائر المتكلم تقطع برفعه إلى رب العزة تبارك وتعالى
مثال ذلك: ما أخرجه البخاري-عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ‏عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏‏قَالَ: «انْتَدَبَ‏‏ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ. وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ‏مَا قَعَدْتُ ‏‏خَلْفَ ‏سَرِيَّةٍ،‏ ‏وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ» كتاب الإيمان باب:الجهاد من الإيمان 1/92 (36)
فقوله: «لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ» ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هو من كلام الله تعالى، وهذا واضح لا يحتاج إلى بيان، وإن لم ينص النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك
وجاء في إحدى روايات البخاري- في فضل الصوم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلَا يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وِإْن امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، مرتين، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامـَهُ وَشَرَابـَهُ وَشَهْوَتـَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا» البخاري كتاب الصوم باب:فضل الصوم 4/103 (1894)
فقوله (يترك طعامه) إلى آخر الحديث هو حديث قدسي، أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى، من غير أن يكون في الكلام نصٌ على ذلك، لكن لا يُتصوَّر في العقل أن يكون ذلك من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد جاء هذا منسوبا إلى الله تعالى صراحة في روايات أخرى كثيرة للحديث-البخاري كتاب الصوم باب:هل يقول إني صائم إذا شتم 4 /118(1904)، ومسلم كتاب الصوم باب:فضل الصيام 2/807(163)
منها النص المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْـرَةَرضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم «قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ إلا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِه...» الحديث
ومن ذلك ما أخرجه مسلم- باب:الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار4/2197(2865)
‏عَنْ ‏عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ رضي الله عنه ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ ‏: «‏أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا: كُلُّ مَالٍ ‏نَحَلْتُهُ ‏عَبْدًا حَلَالٌ (المراد: إنكار ما حرَّموا على أنفسهم من السائبة والوصيلة والبحيرة والحامي وغير ذلك، وأنها لم تَصِرْ حراماً بتحريمهم، وكل مال ملكه العبد فهو له حلالٌ حتى يتعلق به حق) وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي ‏حُنَفَاءَ (أي مسلمين طاهرين من المعاصي) ‏كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ (أي أزالوهم) عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها
وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ ‏أَهْلِ الْكِتَابِ (هم الذين بقوا على دين الحق) ‏وَقَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ ‏لِأَبْتَلِيَكَ ‏وَأَبْتَلِيَ ‏بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ (لكونه محفوظا في الصدور) تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ
وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ ‏قُرَيْشًا ‏، ‏فَقُلْتُ: رَبِّ إِذًا ‏ ‏يَثْلَغُوا ‏رَأْسِي (أي يشدخوه) فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً. قَالَ: اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ، وَاغْزُهُمْ ‏‏نُغْزِكَ (أي ننصرك عليهم)‏ ‏وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ
قَالَ: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ ‏‏مُقْسِطٌ (أي عادل) ‏مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ ‏، ‏وَعَفِيفٌ ‏مُتَعَفِّفٌ ‏ذُو عِيَالٍ.
قَالَ: وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي‏ ‏لَا زَبْرَ لَهُ (أي لا عقل له يمنعه مما لا ينبغي) ‏الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا ‏‏يَخْفَى (يخفى بمعنى يظهر) لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوْ الْكَذِبَ، ‏وَالشِّنْظِيرُ ‏الْفَحَّاشُ».
وَزَادَ فِي رواية عند مسلم في نفس الموضع: «وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ: أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا ‏‏يَبْغِ ‏ ‏أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ»
فأنت ترى بعض هذا الحديث قدسيا وبعضه نبوياً، وإن لم يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم القدسي بقوله: قال الله، ونحو ذلك
الصورة الخامسة: من الصيغ أيضاً: حكايةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضَ ما يدور من حوار بين الله تعالى وبين خلقه يوم القيامة، مثل ما أخرجه النسائي بسند صحيحٍ- سنن النسائي كتاب الإيمان وشرائعه ج8/ص93 (5010)
عَنْ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه‏ ‏قَالَ: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏: «مَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ. قَال: يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَحُجُّونَ مَعَنَا، فَأَدْخَلْتَهُمْ النَّارَ! قَالَ: فَيَقُولُ ‏: ‏اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ. قَالَ: فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ
النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنَا. قَالَ: وَيَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنْ الْإِيمَانِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ».
قَالَ ‏ ‏أَبُو سَعِيدٍ ‏ ‏فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: ‏(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) (النساء: 116).
وأخرج مسلم- كتاب الإيمان باب: آخر أهل النار خروجا 1/174-175(310)
عَنْ ‏ ‏ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قَالَ: «آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً ‏وَيَكْبُو ‏مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ. فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا. فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ ‏آدَمَ ‏لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا! فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، ‏فَيُدْنِيهِ ‏ ‏مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَى فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيَقُولُ: يَا ابْنَ ‏آدَمَ ‏أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا! فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ،‏ ‏فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَيَيْنِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيَقُولُ يَا ابْنَ ‏ ‏آدَمَ:‏ ‏أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا،‏ ‏فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا. فَيَقُولُ: يَا ابْنَ ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏مَا ‏يَصْرِينِي مِنْكَ،‏ ‏أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ قَالَ: يَا رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ‏؟»
فَضَحِكَ ‏ ‏ابْنُ مَسْعُودٍ ‏رضي الله عنه ‏فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟ فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏،‏ ‏فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
«مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَيَقُولُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ».
الصورة السادسة: حكاية رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من بعض السابقين من الأمم وما قاله الله في شأنهم، مثل ما أخرجه أبو داود بسند حسن- سنن أبي داود كتاب: الأدب، باب في النهي عن البغي ج4/ص275 (4901)
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه‏ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏يَقُولُ:‏‏ «كَانَ رَجُلَانِ فِي ‏‏ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ:‏ ‏أَقْصِرْ ‏. ‏فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ:‏ ‏أَقْصِرْ ‏. ‏فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ!‏ ‏أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ!‏ ‏فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟! وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي. وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ ‏»
قَالَ ‏ ‏أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه‏: ‏وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ ‏أَوْبَقَتْ ‏دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ.
الصورة السابعة: ما يحكيه النبي صلى الله عليه وسلم من كلام الله للملائكة، مثل ما أخرجه أحمد- واللفظ له - وأبو داود وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي- عَنِ ‏ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قَالَ: «عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحَيِّهِ إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ رَبُّنَا: أَيَا مَلَائِكَتِي ‏‏انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ وَمِنْ بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ ؛ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي! وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَانْهَزَمُوا فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْفِرَارِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى‏ ‏أُهَرِيقَ‏ ‏دَمُهُ ؛ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي! فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَرَهْبَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى ‏ ‏أُهَرِيقَ ‏‏دَمُهُ!».
وأخرج أحمد بسند صححه ابن حبان وغيره- المسند 2/168(6570)، بسند جيد، وابن حبان 16/438 (7421) عَنْ ‏‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنهم ‏عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمْ ‏ ‏الثُّغُورُ، وَيُتَّقَى بِهِمْ ‏‏الْمَكَارِهُ ‏، ‏وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ. فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: ‏إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا، وَتُسَدُّ بِهِمْ ‏ ‏الثُّغُورُ، ‏وَيُتَّقَى بِهِمْ ‏ ‏الْمَكَارِهُ ‏،‏ وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً! قَالَ: ‏فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد:24)
الصورة الثامنة: ‏حكاية ما أوحى الله إلى بعض أنبيائه، مثل ما أخرجه أحمد بسند صحيح- المسند 5/129(21179)
عَنْ ‏‏أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه ‏قَالَ: ‏انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صلى الله عليه وسلم : «انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى‏‏ عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ‏، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أََنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً، مَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْإِسْلَامِ. قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى ‏مُوسَى ‏‏عَلَيْهِ السَّلَام: ‏أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ، أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي ‏أَوْ الْمُنْتَسِبُ ‏‏إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ، فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ»
ولعلكم لاحظتم أن الحديثَ القدسيَّ قد يكون قدسياً خالصاً، وقد يكون قُدُسياً نبوياً، وقد يكون النبي صلى الله عليه وسلم رواه عن ربه تبارك وتعالى على هيئة الرواية، أو روى صلى الله عليه وسلم قصة في أثنائها كلامٌ لرب العزة تبارك وتعالى، ولعلك لاحظتَ أن الحديث القدسي هو الألفاظُ المنسوبةُ إلى الله تعالى أنه قالها، وأما الأفعالُ المنسوبةُ إلى رب العزة تبارك وتعالى فلا تدخل في مسمى الأحاديث القدسية
حكم الحديث القدسي:
هو مثل الحديث النبوي منه الصحيح والحسن والضعيف، فيلزم معرفة درجته من القبول أو الرد قبل روايته والعمل به، فما توفرت فيه شروط القبول وجب العمل به، وما فقد شروط القبول لم يعمل به. على أني أنبه إلى أمر مهم، وهو أن كثيراً من الوعاظ أو الخطباء ومن العامة يوردون أحاديث قدسية في كلامهم في الوعظ أو الرقائق لا أصل لها، اغترارا بكونها من الرقائق، ورغبة في استجلاب استحسان السامعين، وغير ذلك من الأغراض. وهذا مزلق خطير يجب التنبه له والحذر منه، وسيأتي - إن شاء الله - الحديث عن شروط العمل بالضعيف في فضائل الأعمال عند الكلام على الحديث الضعيف، كما يجب الحذر من رواية الأحاديث الموضوعات من غير بيان كونها موضوعة مكذوبة، فإن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الكبائر، والله أعلم
المصنفات في الأحاديث القدسية:
لم يفرد أحد من العلماء في عصر الرواية تصنيفاً في الأحاديث القدسية، إنما أوردوها ضمن كتب السنة في الأبواب المختلفة باعتبارها مما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أفرد بعض العلماء فيما بعد الأحاديث القدسية بالتصنيف، ومن أهم تلك المصنفات:
مشكاة الأنوار فيما روي عن الله سبحانه من الأخبار: لأبي عبد الله محمد ابن علي بن العربي الطائي (المتوفى سنة 638)
الأحاديث القدسية الأربعينية: للعلامة نور الدين علي بن محمد بن سلطان المعروف بالملا علي القاري (المتوفى سنة 1014) جمع فيه أربعين حديثاً قدسياً، وعزاها إلى من أخرجها من أصحاب الكتب الستة
الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية: للشيخ محمد بن محمود بن صالح المدني (المتوفى سنة 1200)، وهو أوسع كتاب جمع الأحاديث القدسية،فقد احتوى (864) حديثا أخذ معظمها من (جمع الجوامع) للسيوطي
الأحاديث القدسية: قامت بوضعه لجنة القرآن الكريم والحديث بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وجُمعت مادته من الكتب الستة وموطأ الإمام مالك، كما أضافت في الهامش بعض الشروح والتعليقات، وبلغ عدد أحاديثه (400) حديث
الصحيح المسند من الأحاديث القدسية: للأخ الشيخ مصطفى بن العدوي، جمع فيه (185) حديثاً دائرة بين الصحيح والحسن، لذاته أو لغيره





التوقيع
يا آل بيت رسـول الله حبكـم*فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكـم*من لم يصــل عليــكم لا صلاة له

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




الحديث القدسي والحديث النبوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحديث القدسي والحديث النبوي   الحديث القدسي والحديث النبوي I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 21, 2014 3:11 pm

جزاك الله خيرا

ونفع الله بك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحديث القدسي والحديث النبوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: الحديث الشريف :: الأحاديث القدسية-
انتقل الى: