منتديات إسلامنا نور الهدى
تأملات في سورة الكهف : 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
تأملات في سورة الكهف : 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 تأملات في سورة الكهف :

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:30 am




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حمداً لله تعالى مشفوعاً بالتوحيد والتقديس0
حمداً لله الذي خَصّ نبيَّه محمّداً وأهلَ بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم بالاجتباءِ والاصطفاء، والتطهيرِ والتكريم، وأمرَ بالصلاةِ عليه وعليهم كما أمرَ بالصلاةِ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، وجعل معرفتَهم براءةً من النار، ومحبّتَهم جوازاً على الصراط، وولايتَهم أمْناً مِن العذابِ الأليم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمّدٍ النبيِّ الأُمّيِّ الذي هو على خُلُقٍ عظيم، وبالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.
وعلى ذريّتهِ وأهل بيته وعترته , الذين بذِكْرهم تُستدفَعُ نوازلُ البلاء والضرر، ويُستعاذُ من سوء القضاء وشرّ القَدَر، ويُستنزل بهم في المُحول نَوافعُ المطر، ويُستقضى بهم على غلَبات اليأس وجوامعِ الوَطَر, جَمالُ ذي الأرضِ كانوا في الحياةِ , وهُم بـعـد المـمـاتِ جـمالُ الكُتْـبِ والـسِّيَـرِ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) 62 آل عمران
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا) الكهف 1- 5
يزال القصص القرآني يفيض العبر والعظات التي نقتبس ضياها ونقتدي بهداها ، مواعظ وعبر وهدايات ورحمات وحجج وآيات ساطعات بينات تنطق بصدق هذا الكتاب المبين المنزل من عند رب العالمين ، على قلب رسوله الأمين ]
لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ )70 يس.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


من هذا الفيض نقتبس هذه القصة لنتأمل معاً المواقف التي وردت بها .
إنها قصة مليئة بالمواقف والمشاهد المؤثرة قصة أولئك الفتية الذين خرجوا فارين بدينهم معتصمين بربهم فآواهم المبيت إلى كهف أجمعوا أمرهم على البقاء فيه حتى طلوع النهار ، ولم يخطر ببالهم أن نومهم سيطول ويتجاوز ثلاثة قرون ، فمكثوا فيه حتى أشرق عليهم فجر جديد ، وأطلت عليهم شمس الحرية وأنوار العدالة ، بعد أن تعاقبت القرون وزال عهد الطغاة0
لقد طالعات كتب التفسير أقرأ كل ما تيسر لي عن أولئك الفتية وأتأمل في قصتهم العجيبة وأجتهد في اقتباس العبر والعظات0
لكنني أيقنت بعد طول الوقت أنني أمام قصة لا تنتهي فيها المواقف والعبر والمواعظ والآيات , والبراهين التي تتجلي يوماً بعد يوم , بل لحظة بعد أخرى 0
ووجدتني أردد قول الله تبارك وتعالي :
( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ا)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الله تعالى يحمد نفسه المقدسة، عند فواتح الأمور وخواتمها على كل حال، وله الحمد في الأولى والآخرة، ولهذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم، محمد صلوات اللّه وسلامه عليه، فإنه أعظم نعمة أنعمها اللّه على أهل الأرض، إذا أخرجهم به من الظلمات إلى النور، حيث جعله كتاباً مستقيماً لا اعوجاج فيه ولا زيغ، بل يهدي إلى صراط مستقيم، واضحاً بيناً جلياً، نذيراً للكافرين بشيراً للمؤمنين، ولهذا قال: { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } أي لم يجعل فيه اعوجاجاً ولا زيغاً ولا ميلاً، بل جعله معتدلاً مستقيماً، ولهذا قال: { قَيِّمًا } أي مستقيماً، { لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا } أي لمن خالفه وكذبه، ولم يؤمن به، ينذره بأساً شديداً عقوبة عاجلة في الدنيا، وآجلة في الأخرى، { مِن لَّدُنْهُ } أي من عند اللّه، { وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ } أي بهذا القرآن، الذين صدقوا إيمانهم بالعمل الصالح { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } أي مثوبة عند اللّه جميلة، { مَاكِثِينَ فِيهِ } في ثوابهم عند اللّه، وهو الجنة، خالدين فيه { أَبَدًا } دائماً، لا زوال له ولا انقضاء0
وقوله: { وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا } قال ابن إسحاق: وهم مشركو العرب، في قولهم نحن نعبد الملائكة، وهم بنات اللّه { مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ }، أي بهذا القول الذي افتروه وائتفكوه، { وَلا لِآبَائِهِمْ } أي لأسلافهم، { كَبُرَتْ كَلِمَةً } كبرت كلمتهم هذه، وفي هذا تبشيع لمقالتهم واستعظام لإفكهم، ولهذا قال: { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } أي ليس لها مستند سوى قولهم ولا دليل عليها إلا كذبهم وافتراؤهم، ولهذا قال: { إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا}.
جاءت قصة أصحاب الكهف تسلية وتسرية وتثبيتا لقلب سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم وهي سورة مكية , نزلت حيث لقي الرسول صلي الله عليه وسلم ومن آمن معه كثيرا من المحن والابتلاءات في الدعوة إلي الله تعالي والتي عانوا فيها أشد المعانات ولقوا فيها كل أنواع الابتلاء, والجحود , والنكران , من صناديد الكفر 0
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


نزلت هذه القصة والمسلمون يلقون أشد أنواع البلاء ويتذوقون ألوانا وأصنافاً من العذاب ، والسخرية والاستهزاء ، والإعراض 0.
نزلت لتكون حجة ساطعة تشهد بصدق هذا النبي الأمين .
جاءت برسالة موجهة إلى أهل الكتاب أن هذا القرآن فيه فصل الخطاب وخير الجواب لكل ما يطرحونه من تساؤلات .
لقد كادت نفس سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم تذهب حسرات وتهلك غما وهما من أحوال قومه الذين كانوا في غيهم وفي ضلالهم يعمهون ، جاءهم بالحق المبين لكنهم عنه كانوا يصدون ويعرضون 0
فحثت سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم على أن يترفق بنفسه فإنه يؤدي ما عليه من واجب البلاغ وأمانة الرسالة ، وليتذكر أن الهداية من الله يمنحها من يستحقها .
قال تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) 6 الكهف
فالهداية من الله ، يختص بها من يشاء 0

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وأمامنا قصة أولئك الفتية الذين ملأ الله قلوبهم بالإيمان وهداهم إليه بالفطرة والبرهان وزادهم هدى على هدى لما توجهوا إلى ربهم بصدق سائلينه أن يهيئ لهم طريق الهدى والرشاد ويوجههم إلى التوفيق والسداد
قال الله تبارك وتعالى ) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا * إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا * أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا * وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ( الآيات 6 – 17 الكهف
بين الله عز وجل أنه جعل الدنيا داراً فانية مزينة بزينة زائلة، وإنما جعلها دار اختيار لا دار قرار0
عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "إن الدنيا حلوة خضرة وإن اللّه مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".
ثم أخبر تعالى بزوالها وفنائها وذهابها، وخرابها0
فقال تعالى: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزا} أي وإنا لمصيّروها بعد الزينة إلى الخراب والدمار، فنجعل كل شيء عليها هالكاً {صعيدا جرزا} لا ينبت ولا ينتفع به0
كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : يهلك كل شيء عليها ويبيد0
وقال مجاهد {صعيدا جرزا} بلقعاً.
وقال قتادة: الصعيد الأرض التي ليس فيها شجر ولا نبات.
وقال ابن زيد: الصعيد الأرض التي ليس فيها شيء، ألا ترى إلى قوله تعالى: أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون}؟.

لما بين الله تعالى ذلك ضرب أمثلة تكشف عن مواقف الناس من زينة الدنيا ، فبدأ بقصة أولئك الفتية الذين لم يغتروا بزينة الشباب وزينة الأهل والسلطان بل تركوا كل هذه الزينة وأعرضوا عن جميع الإغراءات وهجروا الأهل كل ذلك في سبيل الله تبارك وتعالي .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:38 am

ثم جاءت قصة صاحب الجنتين الذي غره المال ولم يحمد الله عليه بل ازداد جشعاً ، في حين نجح صاحبه في الابتلاء حيث عرف حقيقة هذه الدنيا الفانية ، فكان له ناصحا أمينا وواعظا بليغا - وردت قصة صاحب الجنتين في الآيات من 32 إلى 44
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا* وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا * هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ) الآيات من 32 إلى 44 الكهف

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ثم يأتي التعقيب مبينا حقيقة الدنيا الفانية وما فيها من زينة تسلب القلوب وتأسر النفوس وتصرفها عن غاية وجودها وعاقبة أمرها .
قال تعالي
( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا *) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا *وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الآيات 45-49

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وإن كان هناك من يغتر بالمال أو بالولد فإن هناك من يغتر بالوعود الكاذبة والأماني الباطلة التي يمني بها إبليس اللعين هذا العدو القديم الذي أظهر عداوته قديما يوم أن امتنع عن السجود لآدم قال تعالى
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا }50 الكهف
ومن أقوى أسلحة إبليس اللعين سلاح التزيين فكم من معصية زينها ، وكم من بدعة حسنها وكم من طاعة صرف الناس عنها وكم من ضلالة زخرفها ، وكم من توبة سوًّفها .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ثم يورد لنا السياق حقائق ساطعة وسننا ربانية وقضايا عقدية حول الألوهية والرسالة واليوم الآخر وسنن الله الماضية والجارية في الأمم . الآيات من 51 : 59
مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (5) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59) ) الكهف

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن الناس من يغتر بنعمة العلم بل وربما ظن أنه أعلم الناس 0
وهنا تأتي قصة موسى والخضر عليهما السلام لتبين أن العالم مهما بلغ من العلم فإن هناك من هو أعلم منه ومهما أوتينا من العلم فما قيمته وما قدره أمام علم علام الغيوب !
ثم يضرب الله مثلا لمن لم يغتر بالقوة والسلطان0
العبد الصالح ذو القرنين الذي وظف ملكه وسلطانه في نشر الدين ورفع الظلم عن المظلومين ورد الطغاة الباغين ، وكان كلما جدد الله له نعمة جدد لها شكرا وردها إلى المنعم عز وجل , سورة الكهف الآيات من 83 إلى 98
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (8) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)الكهف

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


ويجدر بنا هنا أن نقارن بين الملك الظالم الذي سلب قومه عقولهم وغصبهم حريتهم فأطرهم على الكفر أطرا وبين الملك الغاصب الذي يسرق أموال رعيته ويغتصب ممتلكاتهم قال تعالى على لسان الخضر عليه السلام (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا {79}} وبين الملك الصالح الذي مكنه الله في الأرض فأقام ميزان العدل والإحسان وأزال سلطان الكفر والطغيان وعاش الناس في عهده في راحة وأمان إنه ذو القرنين رحمه الله .
كما نقارن بين عهدين : عهد ساد فيه الكفر والفساد ، وعهد أشرقت فيه شمس الهداية وأضاءت أنوار العدالة ، مملكة كافرة تجعل الكفر لها سبيلا ودستورا ، ومملكة مؤمنة تجعل الإيمان لها منهجا ودستورا .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:41 am

شتان بين مشرق ومغرب
ولنقارن أيضا بين صاحب الجنتين الذي اغتر بجنتيه وجحد النعمة وتمادى في الضلال وبين صاحبه الذي يذكره بالله ، وبين صاحب الجنتين وبين ذي القرنين الذي يتذكر دائما فضل الله عليه ورحمته به ويلهج دائما بحمده تعالى على ما أولاه من النعم وأسداه من الكرم ، وكيف وظف هذه النعم في نشر الحق والفضيلة في أرجاء الأرض .
( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا {94} قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا {95} آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا {96} فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا {97} قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا {98})

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


من هنا تتجلى لنا الصلة بين قصة أصحاب الكهف وبين القصص الأخرى التي انتظمتها هذه السورة الكريمة حيث تدور حول الابتلاء بزينة الدنيا وموقف الناس منه .
وبضدها تتبين الأشياء
وكما بينت لنا السورة الكريمة حقيقة الزينة الفانية التي هي امتحان وابتلاء من الله ليبلونا أينا أحسن عملا 0
جاءت الآيات فيها توضح لنا الزينة الحقيقية الباقية وهي في نعيم الجنة الباقي وما يقرب إليه من الباقيات الصالحات ، قال تعالى ) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا {30} أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا {31}(
وقال سبحانه) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا {46}(
وقال جل وعلا ) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا {107} خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا {108}(

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


ويتضح لنا من سياق هذه السورة – سورة الكهف أنها وضعت لنا طريق النجاة من الفتن حيث تعرض الفتية لفتنة عظيمة عصمهم الله منها ، حين سعى الملك إلى فتنتهم في دينهم واستغل سلطانه في مساومتهم على الحق وإغرائهم بكل المغريات كما استخدم فتنة التهديد والوعيد فضلا عن فتنة الضغوط العائلية ؛ فهم من أسر لها مكانتها ووجاهتها ، فعصمهم الله تعالى من كل تلك الفتن لما خلصت نيتهم وصفت سريرتهم وصدق توجههم إلى الله تعالى .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وكما نجدها توضح لنا طريق النجاة من جميع الفتن فتنة السلطان وفتنة الأهل وفتنة المال وفتنة الولد وفتنة العلم وفتن الأعداء وفتنة إبليس اللعين 0
ففتنة العلم والملك والولد من خلال قصة أصحاب الكهف وصاحب الجنتين وقصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وفتنة القوة والتمكين من خلال قصة ذي القرنين 0

وفتنة يأجوج ومأجوج0

وفتنة الفرق الضالة عن الحق كالخوارج وغيرهم والذين قال عنهم رب العالمين في ختام سورة الكهف ) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا {103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا {104} أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا {105} ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا {106} (0

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


لذلك فلا عجب !
أن نجد من خواص هذه السورة الكريمة ومن جملة فضائلها أنها عصمة لقارئها من الفتن 0
روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي الدرداء أن النبي صلي الله عليه وسلم قال" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُضصم من الدجال ". صحيح مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها. باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي. 257 - (809)
وعن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) رواه البيهقي في السنن 3 / 249 والحاكم في المستدرك وقال وأورده السيوطي في الجامع الصغير الحديث رقم: 8929- وعزاه إلى الحاكم والبيهقي وصححه0
طريق أخرى: قال الإمام أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال". ورواه مسلم أيضاً والنسائي0
وفي لفظ النسائي: "من قرأ عشر آيات من الكهف" فذكره.
حديث آخر: عن ثوبان، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف فإنه عصمة له من الدجال" (أخرجه النسائي في سننه) .
فهي نور وضياء لقارئها تبدد ظلمات الفتن 0
وهي عصمة لقارئها من فتنة عظيمة - وهي فتنة المسيح الدجال عصمنا الله منها وإياكم 0
وذلك من ثمرات قراءتها ،ومن خلال ما قدمته هذه السورة الكريمة من مفاتيح للتعامل مع مغاليق الفتن , وتحصينات من الاغترار بزينة الدنيا وزخارفها ، وبهارج الباطل وأهله .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأن سبب نزول هذه القصة
ذكر ابن إسحاق أن قريشا بعثوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود وقالوا لهما: أسألاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله, فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ليس عندنا من علم أنبياء, فخرجا حتى قدما المدينة، فسألا أحبار يهود عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ووصفا لهم أمره، وأخبراهم ببعض قوله، وقالا لهم: إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا!
فقالت لهما أحبار يهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل فالرجل متقول، فروا فيه رأيكم!
سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان أمرهم؛ فإنه قد كان لهم حديث عجب!
وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه! وسلوه عن الروح، ما هي ؟ فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي0
وإن لم يفعل فهو رجل متقول فاصنعوا في أمره ما بدا لكم. فأقبل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط حتى قدما مكة على قريش فقالا: يا معشر قريش، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد صلي الله عليه وسلم قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها، فإن أخبركم عنها فهو نبي، وإن لم يفعل فالرجل متقول، فروا فيه رأيكم. فجاءوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، قد كانت لهم قصة عجب!
وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها!
وأخبرنا عن الروح ما هي؟ قال فقال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أخبركم بما سألتم عنه غدا) ولم يستثن, فانصرفوا عنه، فمكث رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يزعمون خمس عشرة ليلة، لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل عليه السلام ، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا، واليوم خمس عشرة ليلة، وقد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه!
حتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية، والرجل الطواف ، وورد ذكر الروح في سورة الإسراء " هذه القصة رواها ابن إسحاق كما في السيرة النبوية لابن هشام 1/ 321وأوردها ابن كثير في تفسيره 5/ 133 ويراجع جامع البيان للطبري 15/ 127، 128 ودلائل النبوة للبهقي 2 / 269 وهي مع أنها لم ترو بسند صحيح إلا أنها تتناسب مع السياق .
مطلع القصة وبراعة الاستهلال
بدأ السياق بهذا الأسلوب الشيق أسلوب الاستفهام التعجبي ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا {9} ) فنحن أمام قصة عجيبة ، وإن كان هناك ما هو أعجب منها ، فخلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار وآيات الأنفس والآفاق وعالم النبات وعالم البحار فضلا عن عالم الغيب وما فيه من حكم وأسرار ودقائق وأخبار وغير ذلك من عجائب صنع الواحد القهار .
قال الرازي رحمه الله : "اعلم أن القوم تعجبوا من قصة أصحاب الكهف وسألوا عنها الرسول صلي الله عليه وسلم على سبيل الامتحان فقال تعالى : أم حسبت أنهم كانوا عجبا من آياتنا فقط ، فلا تحسبن ذلك فإن آياتنا كلها عجب ، فإنه من كان قادرا على خلق السموات والأرض وتزيين الأرض بأنواع المعادن والنبات والحيوان ثم بعد ذلك يجعلها صعيدا جرزا خالية عن الكل كيف يستبعدون من قدرته وحفظه ورحمته حفظ طائفة مدة ثلاثمائة سنة وأكثر في النوم ، هذا هو الوجه في تقرير النظم والله أعلم " - التفسير الكبير للرازي 21/ 81 ، 82 بتصرف
فلكم يغفل كثير من الناس عن النعم الظاهرة والآيات الباهرة لكونها مألوفة لهم ، بل وقد يغفلون عن شكر النعم الظاهرة كنعمة السماء والأرض والشمس والقمر والليل والنهار .


doPoem(0)


فيا عجبا كيف يعصى الإلهأم كيف يجحـده الجاحـد
ولله فـي كـل تحريكـةوتسكينة في الورى شاهد
وفي كل شـيء لـه آيـةتدل علـى أنـه الواحـد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:43 am

والكهف هو المغارة الواسعة ، أما الرقيم فهو العلامة أو الكتابة أو الرسم على الشيء ومعناه هنا قيل هو اللوح الذي سجلت عليه أسماؤهم وقيل كتاب دونت فيه أسماؤهم وقيل اسم الجبل وقيل اسم القرية.
قال سعيد بن جبير ومجاهد : الرقيم لوح من حجارة وقيل من الرصاص كتب فيه أسماؤهم وقصتهم وشد ّ ذلك اللوح على باب الكهف .- الرازي في تفسيره 21 / 82
والذي أرجحه : أنه اسم اللوح أو الكتاب الذي سجلت فيه أسماؤهم وسمي بذلك لأن أسماءهم كانت مرقومة عليه أي مكتوبة .
ومن غرائب التفسير من زعم أن الرقيم هو اسم كلبهم وأغرب منه من ادعى أنه قصة الثلاثة نفر الذين انسد عليهم باب الغار - أورد هذه الأقوال الغريبة الإمام القرطبي في تفسيره 10/ 356

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


مكان الكهف وزمان أصحابه000
مكان الكهف , فقيل بالشام وقيل ببلاد الروم وجاء في مجلة العربي الكويتية العدد 367 حزيران 1989م " إن عالم الآثار الأردني ( رفيق وفا الدجاني ) اكتشف عام 1963م عند منطقة الرحيب بالأردن ، مغارة الكهف التي اتخذها أصحاب الكهف مرقداً لهم حين دخلوها هاربين بأنفسهم .
وأغرب بعضهم في بيان مكان الكهف وزمانه حتى قالوا بأن الكهف المشار إليه كان في بلاد الأندلس ، قال أبو حيان في البحر المحيط : " وبالأندلس في جهة غرناطة بقرب قرية تسمى لوشة كهف فيه موتى ومعهم كلب ، وأكثرهم قد تجرد لحمه وبعضهم متماسك، وقد مضت القرون السالفة ولم نجد من علم شأنهم أثارة.
ويزعم ناس أنهم أصحاب الكهف، دخلت إليهم ورأيتهم سنة أربع وخمسمائة وهم بهذه الحالة، وعليهم مسجد، وقريب منهم بناء رومي يسمى الرقيم، كأنه قصر مخلق قد بقي بعض جدرانه، وهو في فلاة من الأرض خربة، وبأعلى غرناطة مما يلي القبلة آثار مدينة قديمة رومية يقال لها مدينة دقيانوس، وجدنا في آثارها غرائب من قبور ونحوها ، … قال والدي فسح الله في مدته وحين كنا بالأندلس كان الناس يزورونه ... وأما ما ذكر من مدينة دقيانوس التي بقبلي غرناطة فقد مررت عليها مرارا لا تحصى وشاهدت فيها حجارة كبارا ويترجح كون أهل الكهف بالأندلس لكثرة دين النصارى بها حتى إنها هي بلاد مملكتهم العظمى - يعني ما كان في زمانه
ولأن الإخبار بما هو في أقصى مكان عن أرض الحجاز أبعد أن لا يعرفه أحد إلا بوحي من الله " البحر المحيط 6 /99
ما استشهد به الإمام أبو حيان لا يعتد به فزعم النصارى ليس بحجة فقد يوهمون الناس بأن هذه المغارة أو تلك هي الكهف حتى يتردد الناس عليها ويزورونها فينتفع بزيارتهم أصحاب المكان ويضفى عليه قداسة تجعل له قيمة ومنزلة تعود بالدراهم والدنانير على من روج لهذا الإدعاء 0
وأما استشهاده بكثرة النصارى في تلك البلاد فليس هذا دليلا على أن هذا الكهف هو المذكور في القرآن فللنصارى تواجد في بلاد أخرى عديدة وأما استناده إلى بُعْدِ كهف الأندلس عن الجزيرة : فلقد غاب عنه البعد الزماني للقصة فلا عبرة ببعد هذا الكهف عن مهبط الوحي لأن العبرة بالبعد الزماني الذي جعل هذه القصة مطوية منسية حتى عن كثير من النصارى فضلا عن اليهود .
وللإمام القرطبي رد على هذا الزعم حيث قال في تفسيره : ما ذكر من رؤيته لهم بالأندلس فإنما هم غيرهم، لأن الله تعالى يقول في حق أصحاب الكهف: (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )[الكهف: 18].
وقال ابن عباس لمعاوية حينما كانا في غزوة ببلاد الروم لما أراد رؤيتهم: قد منع الله من هو خير منك عن ذلك - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10/ 358.
وكما اختلفوا في مكانهم فلقد اختلفوا في زمانهم حتى زعم بعضهم أنهم كانوا قبل عيسى عليه السلام وبعضهم زعم أنهم كانوا قبل موسى عليه السلام لأن اليهود كانوا على معرفة بهم والذي أرجحه والله أعلم أنهم كانوا بعد عيسى عليه السلام وقبل بعثة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ، ومعرفة اليهود بهم ليست دليلا قاطعا على كونهم قبل موسى أو بعده ، لأنه لا تلازم بين ما يعرفونه وما يؤمنون به فقد يعرفون شيئا لكنهم لا يؤمنون به ، ومن ذلك معرفتهم بالمصطفى محمد صلي الله عليه وسلم ومع ذلك لا يقرون برسالته ولا يؤمنون بنبوته .
قال تعالى ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُ والإغراءات فتوعدهم وهددهم إن لم يرجعوا إلى دينه ودين أتباعه ، وأمهلهم ، وقبل انقضاء المهلة لم يجدوا بُدّاً من الفرار بدينهم فخرجوا تحت جنح الظلام وساروا حتى وصلوا إلى كهف في جبل رأوا أن يناموا فيه على أن يواصلوا بعد ذلك سيرهم .
ونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِن َّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) 146البقرة
وقال سبحانه( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) 20 الأنعام
البعد عن هذه التفصيلات التي لم ترد في القرآن والسنة حيث ولو كان لمعرفتها فائدة لوردت وإنما العبرة بما في القصة من مقاصد ومعان ودروس وعظات ، ولقد نهانا الله جل وعلا عن الاستطراد إلى ما لم يرد فيه نص صحيح في شأن هذه القصة كما نهانا عن الرجوع إلى مسلمة أهل الكتاب لنستأنس بما لديهم في شأنها قال تعالى ( فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) 22 الكهف
والذي يفيده السياق أنهم عاشوا في زمان ملك كافر مشرك ظالم غاشم يحمل الناس على الكفر ويستعين بمن معه من الكهنة والمقربين منه الذين يرسخون مفاهيم الكفر في الناس ويصرفون أنظار الناس إلى الخرافات والأساطير والأعياد والملاهي والطقوس التي تربط الناس بآلهتهم التي عبدوها من دون الله 0
ولما شرح الله صدور أولئك الفتية وكانوا من علية القوم وتآلفت قلوبهم وتعارفت أرواحهم واجتمعت كلمتهم على رفض ما عليه قومهم من ضلال ، بل والإنكار عليهم ودعوتهم إلى الحق فرفع أمرهم إلى الملك الظالم ولم تجد معهم الوعود والإغراءات فتوعدهم وهددهم إن لم يرجعوا إلى دينه ودين أتباعه ، وأمهلهم ، وقبل انقضاء المهلة لم يجدوا بُدّاً من الفرار بدينهم فخرجوا تحت جنح الظلام وساروا حتى وصلوا إلى كهف في جبل رأوا أن يناموا فيه على أن يواصلوا بعد ذلك سيرهم .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:45 am


(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا {10})
ليمكثوا فيه بعيدا عن أعين الراصدين لهم والباحثين عنهم من قبل الملك الذي أرسل في طلبهم من يأتي بهم بعد أن هربوا من بطشه وظلمه .
جمعوا بين الأخذ بالأسباب والتوجه إلى العزيز الوهاب فقالوا ( رَبَّنَا ) : وفي التعبير بعنوان الربوبية تأدب مع الله تعالى ، أي يا من خلقتنا ورزقتنا وهديتنا ( آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ) ، دعاء صادق من قلوب خالصة ونفوس زكية ترجو رحمة ربها وتلتمس رشده ، فكان أن عمهم الله بفضله وشملهم برحمته وأحاطهم بعنايته .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي هذا درس عملي للدعاة أن لا يغفلوا عن سلاح الدعاء مع مراعاة الأدب مع الله ، وانتقاء العبارات المناسبة فلكل مقام مقال ، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية أدعية مباركة لها دلالتها وخواصها وآثارها وفعاليتها0
فأهل الكهف التمسوا أمرين مهمين هما رحمة الله بهم وإرشاده لهم ، وفي طلبهم للرحمة مع الرشاد ما يدل على أنهم ماضون في طريق الحق ثابتون عليه مهما كلفهم من تضحيات .
وتتجلى أهمية هذا الدعاء لكل من يواجهون المحن والابتلاءات والفتن والعقبات أو تتشعب بهم الآراء ، أو يقفون على مفترق الطرق .
( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا {11})
فالسمع هو الوسيلة الرئيسة في تنبيه النائم خاصة من ينام بمعزل عن الناس ، والنائم لا يسمع في العادة ما حوله من أصوات بمجرد استغراقه في النوم .
( ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَي الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا {12})
أي ليتحقق ذلك الذي في علم الله تعالى عيانا ، حيث يصير هذا العلم واقعا معاينا ، فيتبين أي الحزبين أحصى أمدهم أي مدة لبثهم في الكهف حيث صارت تلك المدة موضع خلاف بين العلماء ، أو المراد بالحزبين أهل الكهف حيث زعم بعضهم أنهم لم يلبثوا إلا يوما أو بعض يوم وبعضهم ظن أن المدة طالت فتوقف وفوض علم المدة إلى الله كما سيأتي بيانه في الحوار الذي دار بينهم عندما انتبهوا من نومهم فتساءلوا بينهم قال تعالى
( وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ {19})

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

النبأ حق إجمالا وتفصيلاً

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ {13})
تفصيل بعد إجمال وتقرير بعد بيان ، فالقرآن الكريم كتاب الحق نزل بالحق على قلب رسول الله حق صلي الله عليه وسلم الذي لا ينطق إلا بالحق وقصصه الحق وكل ما فيه من حكم وأحكام وعبر وعظات ووعد ووعيد هو الحق من عند الله .
والذي يقص نبأهم هو العليم بحالهم ، المدبر لشئونهم ، وفي هذا تشويق للقارئ ؛ حين يسمعها من المولى عز وجل .
وفي التعبير بالنبأ إشارة إلى أن قصتهم لها شأن عظيم وخطب جليل .
( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى -13)
وفي التعبير بالفتوة بيان لحداثة سنهم وقوة إرادتهم وحماسهم للحق وطاعتهم لربهم في هذه المرحلة المهمة في حياة الإنسان مرحلة الشباب ، وهى مرحلة البذل والعطاء ، ومرحلة القوة والحماس .
واختلفوا في سبب إيمانهم قيل إنهم آمنوا عن طريق حواري المسيح عليه السلام ونقل المفسرون رواية مردها إلى الإسرائيليات - راجع لباب التأويل للخازن 4 / 194 وروح البيان للبروسوي 5 / 221
وقيل إنما استجابوا لنداء الفطرة فاهتدوا بفطرتهم السليمة وعقولهم الغضة .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


ولقد عُنى الإسلام بإعداد الشباب وتوجيههم ورعايتهم ، فهم عماد الأمة وأساس نهضتها ونبراس حضارتها ومنطلق تقدمها وتحررها ، ومبعث عزها وصناع أمجادها .
وتحضرني عدة أبيات نظمها الشاعر المرحوم هاشم الرفاعي قرأتها منذ فترة , وأستغرقت أياماً للعثور عليها يقول فيها



doPoem(0)


ملكنـا هـذه الدنيـا قرونـاوأخضعها جـدود خالدونـا
وسطرنا صحائف من ضياءفما نسى الزمان ولا نسينـا
بنينا حقبة في الأرض ملكـايدعمـه شبـاب طامحونـا
شباب ذللوا سبـل المعالـىوما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهدهـم فأنبتـهـم نبـاتًـاكريما طاب في الدنيا غصونا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماةيدكون المعاقـل والحصونـا
شباب لـم تحطمـه الليالـيولم يسلم إلى الخصم العرينا
وإن جن المساء فلا تراهـممـن الإشفـاق إلا ساجدينـا
كذلك أخرج الإسلام قومـيشبابا مخلصـاً حـراً أمينـا


فمرحلة الشباب مرحلة حاسمة فى حياة الإنسان لها أهميتها ولها خطرها
وحين ينشأ الشاب فى رحاب القرآن ويحيا تحت ظلال الإيمان فإن جزاءه يوم القيامة أن ينعم بظل الرحمن ، قال صلى الله عليه وسلم ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ) الخ الحديث رواه البخاري بسنده عن أبى هريرة كتاب الأذان باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد ح 660
ورواه مسلم فى صحيحه عنه كتاب الزكاة باب فضل إخفاء الصدقة ج 91
فهنيئاً لشاب حافظ على شبابه وصرفه في طاوعه ربه ، سيما في مجتمعات شاعت فيها الفتن ، فتن الشبهات ، وفتن الشهوات ، فترى الأديان المحرفة والرايات الزائفة ، وتجد من يشوه الحقائق ويزخرف الأباطيل ، وينشر الفساد والانحلال .
وعجباً لمن يحفظ شبابه في هذا التيه ، ويصارع أمواج الفتن ويجابه أعاصير المحن فيصمد ويثبت ويعبر هذه المرحلة الحاسمة سالماً معافى ؟
روى الإمام أحمد في مسنده عن عقبة مرفوعاً : إن الله ليعجب للشاب لا صبوة له
والطبراني فى الكبير
وأبو يعلى فى المسند
وقال الهيثمى رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وإسناده حسن .
وأورده الألباني فى الصحيحة وجود إسناده .سلسلة الصحيحة 6/824 – حديث 2843

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:49 am

(وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )
أي بصرناهم بالإيمان وأركانه وبراهينه ، فازدادوا إيمانا على إيمانهم وهدى على هداهم مصداقا لقول الحق جل وعلا (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا {76) سورة مريم
وقوله تعالى ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) 17سورة محمد
فكما أن الإيمان يزيد وينقص فكذلك الهداية .
قال أبو السعود : (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ) بأن ثبتناهم على الدين وأظهرنا لهم مكنونات محاسنه إرشاد العقل السليم لأبي السعود 5 /210 ويراجع روح البيان 5 / 221.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


والذي يتأمل حديثهم الممتع وعرضهم الرائع لأصول الإيمان وإدراكهم لما عليه قومهم من كفر وضلال ، ودقة براهينهم وعمق تحليلاتهم وتبصرهم بأمر دعوتهم وتحليهم بمكارم الأخلاق في مجتمع ساد فيه الفساد والانحلال وعمه الكفر والضلال ، المتأمل في ذلك كله يدرك أنهم كانوا على بينة من أمرهم و علم نافع وبصيرة نافذة نابعة من أصول شرعية كانت ثمرة لدعوة وتربية من أحد المؤمنين بالدين الحق الذي جاء به نبي الله عيسى عليه السلام ،
فضلا عن فطرتهم السليمة وعقولهم الراجحة التي كانت سببا لهدايتهم
) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) 14 الكهف
( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ) أي شددنا عليها وثبتناها ، ليواجهوا رياح الفتن وأعاصير المحن ويجابهوا موجات الكفر العارمة وتياراته الجارفة التي تولى كبرها وحمل لواءها الملك وبطانته ودعاة الكفر وسدنته ، فألهم الله عز وجل أولئك الفتية بالصبر والثبات في مجابتهم لتحالف الشر .
قال صاحب روح البيان : (وربطنا على قلوبهم ) أي قويناهم حتى اقتحموا مضايق الصبر على هجر الأهل والأوطان والنعيم والإخوان واجترأوا على الصدع بالحق من غير خوف ولا حذر ، والرد على دقيانوس الجبار زعموا أن هذا اسم ذلك الملك الظالم ، وليس في القرآن ولا في السنة ذكر لاسمه ، والله أعلم به0
وفي الحديث " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر - رواه النسائي في السنن عن 40 ـ كتاب البيعـة. 1943 ـ باب فضل من تكلم بالحق عند إمام جائر. الحديث رقم: 4207 ـ ورواه الترمذي فى السنن عن أبى سعيد الخدرى أبواب الفتن باب أفضل الجهاد كلمة عدل سلطان جائر ح 2265 وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه
ورواه أبو داود فى السنن عنه ك الملاحم باب الأمر والنهى ح 4344 ورواه ابن ماجة فى السنن عنه ك الفتن باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ح 4011.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


العقيدة :
( إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ (
قاموا بين يدي الملك الجبار ، أو قاموا بمعنى اجتمعوا ، أوانبعثوا وعزموا على المضي قدما في طريق الحق .
قال الإمام القرطبي رحمه الله قول الله تعالى: "إذ قاموا فقالوا" يحتمل ثلاثة معان: أحدها: أن يكون هذا وصف مقامهم بين يدي الملك الكافر - كما تقدم، وهو مقام يحتاج إلى الربط على القلب حيث خالفوا دينه، ورفضوا في ذات الله هيبته.
والمعنى الثاني فيما قيل: إنهم أولاد عظماء تلك المدينة، فخرجوا واجتمعوا وراء تلك المدينة من غير ميعاد؛ فقال أسنهم: إني أجد في نفسي أن ربي رب السماوات والأرض؛ فقالوا ونحن كذلك نجد في أنفسنا, فقاموا جميعا(فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) الكهف - أي لئن دعونا إلها غيره فقد قلنا إذا جورا ومحالا.
والمعنى الثالث: أن يعبر بالقيام، عن انبعاثهم بالعزم إلى الهروب إلى الله تعالى ومنابذة الناس؛ كما تقول: قام فلان إلى أمر كذا إذا عزم عليه بغاية الجد . " الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10 / 365
أقول أن هذه المعاني جميعها محتملة ومتلازمة ولا تعارض بينها ، فلا مانع من حمل القيام عليها وتضمينه معنى العزم والمضي والنهوض بالحق والقيام به وتحمل تبعاته ، واجتماعهم على غير موعد ، وصدوعهم بالحق أمام الملك .
.
( فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ )
لقد اجتمعت كلمتهم ، وتوحدت دعوتهم فقالوا جميعا بألسنتهم وقلوبهم (رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) فهو تعالى المتفرد بالربوبية فلا رب غيره وهذا دليل على تفرده عز وجل بالألوهية فلا معبود سواه ، والعجيب أن المشركين بالله تعالى يقرون له بالربوبية ومع ذلك يشركون به آلهة أخرى
قال أبو السعود رحمه الله :" وضمنوا دعواهم ما يحقق فحواهم ويقضي بمقتضاها فإن ربوبيته عز وجل لهم تقتضي ربوبيته لما فيهما " – أنظر إرشاد العقل السليم 5 / 210
) لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا)
كما يزعم المشركون ، حيث أشركوا بالله غيره في الألوهية مع إقرارهم بأن الخالق الرازق هو الله لذلك جاء التعبير ب (إِلَهًا) .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:52 am

( لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا )
الشطط هو مجاوزة الحد والانحراف عن الجاد والبعد عن الحق ومنه شطت الدار إذا بعدت0
بيان بطلان عقائد الشرك إن نحن قلنا بمقالتهم الباطلة فقد انحرفنا عن المنهج القويم ونكبنا عن الصراط المستقيم
(هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا )15 الكهف
بعد أن أعلنوا عقيدة التوحيد أعلنوا البراءة من عقائد الشرك فأنكروا ما كان عليه قومهم من ضلال ، حيث ادعوا لله شركاء .
(لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّن )ٍ فالدعاوى لا بد لها من بينات ، وينبغي على كل من جاء برأي أو قول لا أصل له ولا برهان له به أن يأتي بالدليل إثباتا لما ادعاه وإلا فهو مُدّعٍ .

قال الرازي : " فثبت أن الاستدلال بعدم الدليل على عدم المدلول طريقة قوية " التفسير الكبير للرازي 21 / 98

وقال صاحب روح البيان : " وفيه دليل على أن ما لا دليل عليه من الديانات مردود ، والآية إنكار وتعجيز وتبكيت لأن الإتيان بالسلطان على عبادة الأوثان محال " روح البيان للبروسوي 5 / 223.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ )
أي ليس هناك أظلم ممن افترى على الله عز وجل وهو الذي خلقه ورزقه .
فالشرك بالله أعظم وأشنع أنواع الظلم ، قال الله تعالى ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) لقمان: 13
وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال (قال الله تعالى " كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذبيه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا" - انظر صحيح البخاري كتاب التفسير - باب: {وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه } الحديث رقم: 4212 - (كذبني) نسب إلي ما هو خلاف الحقيقة والواقع. (شتمني) وصفني بما لا يليق بي .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


ويتبين أن في مدارسة العقيدة ، وعرضها على العقول تقريرا لها وتذكيرا بها وتوصية بالثبات عليها فضلا عن تجديد الإيمان وزيادته ، وهي من التواصي بالحق ، وتثبيته في النفوس ، وترسيخه في القلوب ،وفي قصص الأنبياء والصالحين من الصفحات المضيئة والمواقف الرائعة والعبر والعظات ما يثبت الفؤاد ويرطب الأكباد ويربط على القلوب برباط الإيمان .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


سبيل النجاة
(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا )16 الكهف
بعد تقريرهم لعقيدة التوحيد وإبطالهم لعقيدة الشرك وبراءتهم من الكفر وأهله بينوا واجبهم الذي يتحتم عليهم فعله وهو اعتزال قومهم وما يعبدونه من دون الله والبراء من شركهم ، فما في قوله تعالى ( وَمَا يَعْبُدُونَ ) موصولة أو مصدرية ، والمعنى : اعتزلتم عبادتهم أو اعتزلتم معبوداتهم من دون الله .
( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ )
أي امكثوا فيه مدة ، واجعلوه مأوى لكم إلى أن يقضي الله أمرا ، واللام في (الكهف) تدل على العهد الذهني أي الكهف الذي يتبادر إلى أذهانهم لذا قالوا (إلى الكهف) ولم يقولوا : إلى كهف والذي يبدو لي أن هذا الكهف كان معروفا لهم إما لشهرته وإما لأنهم مروا به في تريضهم وسياحتهم والله أعلم .
( يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته )
أي يبسط لكم ويفيض عليكم من رحمته التي تستنزلونها وتستمطرونها بطاعتكم لربكم وخروجكم في سبيله وابتغاء مرضاته .
( ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا)
أي ما فيه من منافع لكم فترتفقون به قال ابن عباس :" يسهل عليكم ما تخافون من الملك وظلمه ويأتكم باليسر وبالرفق واللطف - انظر الوسيط في تفسير القرآن المجيد للو احدي النيساوري 3 / 138
وفي هذا دليل على حسن ظنهم بربهم وجميل توكلهم عليه0
قال صاحب روح البيان " وجزمهم بذلك لخلوص يقينهم عن شوب الشك وقوة وثوقهم "- انظر روح البيان 5 / 223 .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


في كنف الرحمن :
( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا )17 الكهف
انطلق الفتية نحو الكهف ، واتخذوه مأوى لهم إلي أن يقضي الله أمرا ، وقد كان فتنـزلت الرحمات ولاحت الكرامات وهبت نسائم النفحات حين اتخذوا مضاجعهم في هذا الكهف الموحش وخلدوا في نوم عميق فهيأ الله لهم أسباب البقاء ووسائل السلامة ليجتازوا بنومهم حواجز السنين ، وتتعاقب القرون ، وتسَّاقط ممالك ، وتتبدل أجيال وهم في سبات رهيب لم ينهضوا منه إلا بعد مئات السنين . وقد حجب الله تعالي عنهم ضوء الشمس فلا تصيبهم فتراها وقد مالت عنهم عند طلوعها وتجاوزتهم عند غروبها ، بقدرة من أجراها وسخرها .
قال الزمخشري : " المعنى أنهم في ظل نهارهم كله لا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا غروبها مع أنهم في مكان واسع منفتح معرض للشمس لولا أن الله يحجبها عنهم " - الكشاف للزمخشري 3 / 708 ويراجع مدارك التنزيل 3 /5 وإرشاد العقل السليم 5 / 210
وقد ذكر الرازي في تفسيره 21 / 99 - 100 إن باب الكهف كانت من جهة الشمال فكنت الشمس تطلع على يمين الكهف وإذا غربت كانت على شماله فضوء الشمس لم يكن يصل إليها البتة لكن الهواء الطيب والنسيم العليل كان يصل0
(وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) أي متسع ، وقيل كانت يصيبهم شيء قليل وقدر ضئيل من أشعتها بقدر ما تنتفع به أجسادهم أورد ذلك الرأي أبو حيان وعزاه إلى أبي علي الفارسي فقال : " قال أبو علي : " معنى تقرضهم تعطيهم من ضوئها شيئا ثم تزول سريعا كالقرض يسترد والمعنى أن الشمس تميل بالغدوة وتصيبه بالعشي إصابة خفيفة ... قيل ولو كانت الشمس لا تصيب مكانهم أصلا لكان الهواء يفسد ويتعفن ما في الكهف فيهلكوا ، والمعنى أن الله تعالى دبر أمرهم فأسكنهم مسكنا لا يكثر سقوط الشمس فيه فيحمى ولا تغيب عنه غيبوبة دائمة فيعفن " . - انظر البحر المحيط 6 / 108
وفي هذا رد على من زعم أن الملك لما طلبهم ووصل إلى مكانهم أمر بسد الباب عليهم حتى يموتوا فهذا الكلام مخالف لظاهر الآيات .
وجاء في مجلة العربي الكويتية 367 يونيه حزيران 1989م " عن عالم الآثار الأردني الذي أعلن أنه اكتشف مكان الكهف( رفيق وفا الدجاني ) قال : درست فجوات الكهف و خاصة موضع دخول الشمس إليه فتبين أن فتحة الكهف الجنوبية كان اتجاهها جنوب غربي ، فإذا وقف شخص داخل الكهف في وقت الأصيل تزاورت الشمس عن الكهف ذات اليمين ، و مرت أشعة الشمس بقوتها أمام الشخص الواقف تكشف المرائي و الآفاق .
و حين تتوسط الشمس السماء لا يدخل الكهف منها شيء ، و إذا مالت نحو الغروب دخل قسم من أشعتها فجوة الكهف .
و بتفسير أوضح إن الشمس تبعد أشعتها عند بزوغها و تميل عنه في غروبها ، بسبب اتجاه فجوة الكهف إلى الجنوب الغربي .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن أسرار التعبير القرآني قوله عز وجل (وَتَرَى الشَّمْسَ) ذلك لأن الكثير من الظواهر الخاصة بالشمس إنما تكون بحسب الرائي وبطبيعة المكان وبإمكانية الرؤية فهو وصف لرؤية العين ، وإدراك الرائي.. وليس للحقيقة العلمية الخاصة بالشمس فى علاقتها بالأرض ودورانها ، وحقيقة المعنى العلمي للشروق والغروب وغير ذلك من الظواهر .
لذا نقرأ في نفس السورة الكريمة في قصة ذي القرنين رحمه الله قوله تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا {86}) فالشمس أعظم من أن تحتويها الأرض أو تحيط بها.
والشمس آية من آيات الله وجند من جنوده التي لا يعلمها إلا هو .
( ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا )17 الكهف
أي ما حدث لهم من لطائف ربانية ومنن إلهية من آياته عز وجل الدالة على عنايته بأوليائه وحفظه لهم ، والشاهدة بكمال قدرته ، وجلائل نعمه ولطائفه التي لا تحصى ولا تعد .
( من يهد الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليلاً مرشدا)
فالهداية من الله يمن بها على من يشاء فمن شاء الله هدايته هداه ومن هداه تعالى فهو المهتد فلا هادي إلا الله ولا هداية إلا من الله ، ومن كتب الله له الشقاء وحكم عليه بالضلال فلا هادي له ولو اجتمعت الأمة بأسرها عليه فلا تجد العبر ولا تغن النذر .
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )18 الكهف
و قوله: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ) الأيقاظ : جمع يقظ و يقظان و الرقود جمع راقد و هو النائم ، و في الكلام إشارة إلى أنهم كانوا مفتوحي الأعين حال نومهم كاليقظان ، والحكمة في ذلك حفظ أبصارهم أن تتجمد في المآقي وتلتصق الأجفان بطول المدة .
و قوله: (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) لئلا تأكلهم الأرض، و لا تبلى ثيابهم، و لا تبطل قواهم البدنية بالركود و الخمود طول المكث , وحتى لا تترسب الأملاح في جهة واحدة فتتآكل أجسادهم وتتعرض للتلف والتعفن .
وفي علم الطب قد ذكر الأطباء : أن من الإصابات الشائعة والصعبة العلاج مشكلة حدوث ما يسمى بقرحة السرير ، عند المرضى الذين تضطرهم حالتهم للبقاء الطويل في السرير كما في كسور الحوض و العمود الفقري أو الشلل أو حالات السبات الطويل و هذه عبارة عن قرح وموت في خلايا الجلد و الأنسجة بسبب نقص التروية الدموية عن بعض مناطق الجلد ، نتيجة انضغاطها بين الأجزاء الصلبة من البدن و مكان الاضطجاع و أكثر ما تحصل في المنطقة العجزية و الأليتين و عند لوحي الكتفين و كعبي القدمين ، و لا وقاية من حدوث هذه القرح سوى تقليب المريض ، و قد تكون هذه هي الحكمة من تقليب الله عز و جل لأهل الكهف لوقايتهم من تلك الإصابة و إن كانت قصة أهل الكهف كلها تدخل في نطاق المعجزة !!.
انظر مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق0
وهذا من لطف الله تبارك وتعالي بأهل الكهف .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:56 am

) لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )
أي لو أشرفت عليهم وهم نيام في كهفهم على هذه الحالة لوليت منهم فرارا من الوحشة والرهبة التي حفظهم الله بها ، ولملئت منهم رعبا حين تطبع صورتهم في ذهنك فلا تكاد تفارقك ، وقرئ ( ولملِّئت ) بالتشديد مبالغة في الفعل أو تكراراً له - قراءة التشديد للمبالغة ، وهي لابن كثير ونافع وابن عباس وأهل مكة وأهل المدينة وقرأ الباقون بتخفيف اللام – وهم على أصولهم في الهمز- النشر في القراءات العشر 2/ 310 والمحرر الوجيز لابن عطية 10 / 379
و يقول أبو السعود عن سر تقديم الفرار على الرعب
" ولعل تأخير هذا عن ذكر التولية للإيذان باستقلال كل منهما في الترتب على الإطلاع إذ لو روعي ترتيب الوجود لتبادر إلى الفهم ترتب المجموع من حيث هو عليه وللإشعار بعدم زوال الرعب بالفرار كما هو المعتاد - إرشاد العقل السليم 5 / 212
وليس السبب في هذا الرعب والتولي هو ما زعمه بعض المفسرين أن شعورهم وأظفارهم طالت ؛ إذ لو كان الأمر كذلك لكان أول تساؤل لهم بعد أن استيقظوا من نومهم 0
من الكهف إلى المدينة
(وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا * إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا * )19و20الكهف

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يقظة وتساؤلات وحيطة
كان أول تساؤل لهم حين قاموا من نومهم فقال بعضهم (كَمْ لَبِثْتُمْ ) فأجاب آخرون (لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) وغاب عنهم أنهم ناموا مئات السنين ، فرد عليهم آخرون ( قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا ) أي أشهى وأطيب ، وقيل هو الحلال الطيب ، فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) أي فوضوا أمر ذلك إلى الله تعالى وانشغلوا بما يصلحكم وهو إحضار الطعام .
وفي هذا دليل على أنهم لم ينووا طول البقاء في الكهف وإلا لتزودوا بما يكفيهم من الطعام والشراب مدة لبثهم فيه .
وفيه أيضا إشارة إلى وجوب تفويض العلم إلى الله عز وجل وعدم القطع في المسائل بدون أدلة قطعية
وفيه أيضا من آداب الصحبة : إسداء النصح وتقبله وحسن الحوار وترك الجدال .
ومراعاة الحذر والحيطة ، وأن التوكل على الله عز وجل واليقين به لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب وفيه جواز الوكالة في البيع والشراء والشركة في المطعم والمشرب .
وفيها أيضا جواز التمتع بالطيبات ولا يتنافى ذلك مع الزهد والورع 0
وفي حملهم النقود مع صدق توكلهم على الله رد على من يتواكل بحجة التوكل فربما خرج بدون أخذ بالأسباب أو حمل للمال بدعوى التوكل .
قال النسفي :" وفي هذا دليل على أن حمل النفقة وما يصلح للمسافر هو رأي المتوكلين على الله دون المتكلين على الاتفاقات وعلى ما في أوعية القوم من النفقات ". مدارك التنزيل 3/ 6 ، 7
( فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا)
أي يبالغ في الحذر والحيطة ، والتخفي أو يتلطف في الشراء فلا يتعنت مع البائع أو يبخسه حقه أو يتلطف مع البائع فلا يغبنه ، قال النسفي :"وليتكلف اللطف فيما يباشره من أمر المبايعة حتى لا يغبن أو في أمر التخفي حتى لا يعرف " مدارك التنزيل 3/ 7
(إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا)20 الكهف
أي لو عرفوا مكانكم وتمكنوا منكم فلن تسلموا منهم ، وفي هذا ما يدل على أنهم كانوا مهددين مطاردين ، بعد أن أمهلهم الملك بالعودة إلى دينه ، ففروا بدينهم وقد أرخى الليل سدوله ثم وصلوا إلى الكهف .
( يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ) بناء على ما توعدكم به إن لم ترجعوا إلى دينهم فإما الرجم حتى الموت وإما البقاء مع العود إلى ملتهم وفي هذا من الخسران ما فيه .
(وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) قال البقاعي رحمه الله : "أي إذا عدتم فيها مطمئنين بها ؛ لأنكم وإن أكرهتم ربما استدرجكم الشيطان بذلك إلى الإجابة حقيقة " . نظم الدرر 4 /458
وقال الرازي رحمه الله :"فإن قيل أليس أنهم لو أكرهوا على الكفر لم يكن عليهم مضرة فكيف قالوا (وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) قلنا يحتمل أن يكون المراد أنهم لو ردوا هؤلاء المسلمين إلى الكفر على سبيل الإكراه بقوا مظهرين لهذا الكفر مدة فإنه يميل قلبهم إلى ذلك الكفر ويصيرون كافرين في الحقيقة ، فهذا الاحتمال قائم فكان خوفهم منه والله أعلم "- التفسير الكبير 21 / 102 ، 103
بعد ثلاثمائة عام وازدادوا تسع : مئات السنين مرت على هذه المدينة حيث توالت العهود وتعاقبت الملوك وولت دولة المجرمين الظالمين وقطع دابرهم ، وانحلت مملكة الشرك والأوثان وحلت دولة العلم والإيمان وتنسمت الأجيال عبير الحرية .
خرج من وقع عليه الاختيار من الكهف إلى المدينة فهاله ما رأى و ما وجده من وجوه جديدة ومعالم مختلفة حتى التبس الأمر عليه ولسان حاله يقول


doPoem(0)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:57 am

) لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )
أي لو أشرفت عليهم وهم نيام في كهفهم على هذه الحالة لوليت منهم فرارا من الوحشة والرهبة التي حفظهم الله بها ، ولملئت منهم رعبا حين تطبع صورتهم في ذهنك فلا تكاد تفارقك ، وقرئ ( ولملِّئت ) بالتشديد مبالغة في الفعل أو تكراراً له - قراءة التشديد للمبالغة ، وهي لابن كثير ونافع وابن عباس وأهل مكة وأهل المدينة وقرأ الباقون بتخفيف اللام – وهم على أصولهم في الهمز- النشر في القراءات العشر 2/ 310 والمحرر الوجيز لابن عطية 10 / 379
و يقول أبو السعود عن سر تقديم الفرار على الرعب
" ولعل تأخير هذا عن ذكر التولية للإيذان باستقلال كل منهما في الترتب على الإطلاع إذ لو روعي ترتيب الوجود لتبادر إلى الفهم ترتب المجموع من حيث هو عليه وللإشعار بعدم زوال الرعب بالفرار كما هو المعتاد - إرشاد العقل السليم 5 / 212
وليس السبب في هذا الرعب والتولي هو ما زعمه بعض المفسرين أن شعورهم وأظفارهم طالت ؛ إذ لو كان الأمر كذلك لكان أول تساؤل لهم بعد أن استيقظوا من نومهم 0
من الكهف إلى المدينة
(وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا * إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا * )19و20الكهف


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


يقظة وتساؤلات وحيطة
كان أول تساؤل لهم حين قاموا من نومهم فقال بعضهم (كَمْ لَبِثْتُمْ ) فأجاب آخرون (لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) وغاب عنهم أنهم ناموا مئات السنين ، فرد عليهم آخرون ( قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا ) أي أشهى وأطيب ، وقيل هو الحلال الطيب ، فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) أي فوضوا أمر ذلك إلى الله تعالى وانشغلوا بما يصلحكم وهو إحضار الطعام .
وفي هذا دليل على أنهم لم ينووا طول البقاء في الكهف وإلا لتزودوا بما يكفيهم من الطعام والشراب مدة لبثهم فيه .
وفيه أيضا إشارة إلى وجوب تفويض العلم إلى الله عز وجل وعدم القطع في المسائل بدون أدلة قطعية
وفيه أيضا من آداب الصحبة : إسداء النصح وتقبله وحسن الحوار وترك الجدال .
ومراعاة الحذر والحيطة ، وأن التوكل على الله عز وجل واليقين به لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب وفيه جواز الوكالة في البيع والشراء والشركة في المطعم والمشرب .
وفيها أيضا جواز التمتع بالطيبات ولا يتنافى ذلك مع الزهد والورع 0
وفي حملهم النقود مع صدق توكلهم على الله رد على من يتواكل بحجة التوكل فربما خرج بدون أخذ بالأسباب أو حمل للمال بدعوى التوكل .
قال النسفي :" وفي هذا دليل على أن حمل النفقة وما يصلح للمسافر هو رأي المتوكلين على الله دون المتكلين على الاتفاقات وعلى ما في أوعية القوم من النفقات ". مدارك التنزيل 3/ 6 ، 7
( فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا)
أي يبالغ في الحذر والحيطة ، والتخفي أو يتلطف في الشراء فلا يتعنت مع البائع أو يبخسه حقه أو يتلطف مع البائع فلا يغبنه ، قال النسفي :"وليتكلف اللطف فيما يباشره من أمر المبايعة حتى لا يغبن أو في أمر التخفي حتى لا يعرف " مدارك التنزيل 3/ 7
(إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا)20 الكهف
أي لو عرفوا مكانكم وتمكنوا منكم فلن تسلموا منهم ، وفي هذا ما يدل على أنهم كانوا مهددين مطاردين ، بعد أن أمهلهم الملك بالعودة إلى دينه ، ففروا بدينهم وقد أرخى الليل سدوله ثم وصلوا إلى الكهف .
( يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ) بناء على ما توعدكم به إن لم ترجعوا إلى دينهم فإما الرجم حتى الموت وإما البقاء مع العود إلى ملتهم وفي هذا من الخسران ما فيه .
(وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) قال البقاعي رحمه الله : "أي إذا عدتم فيها مطمئنين بها ؛ لأنكم وإن أكرهتم ربما استدرجكم الشيطان بذلك إلى الإجابة حقيقة " . نظم الدرر 4 /458
وقال الرازي رحمه الله :"فإن قيل أليس أنهم لو أكرهوا على الكفر لم يكن عليهم مضرة فكيف قالوا (وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) قلنا يحتمل أن يكون المراد أنهم لو ردوا هؤلاء المسلمين إلى الكفر على سبيل الإكراه بقوا مظهرين لهذا الكفر مدة فإنه يميل قلبهم إلى ذلك الكفر ويصيرون كافرين في الحقيقة ، فهذا الاحتمال قائم فكان خوفهم منه والله أعلم "- التفسير الكبير 21 / 102 ، 103
بعد ثلاثمائة عام وازدادوا تسع : مئات السنين مرت على هذه المدينة حيث توالت العهود وتعاقبت الملوك وولت دولة المجرمين الظالمين وقطع دابرهم ، وانحلت مملكة الشرك والأوثان وحلت دولة العلم والإيمان وتنسمت الأجيال عبير الحرية .
خرج من وقع عليه الاختيار من الكهف إلى المدينة فهاله ما رأى و ما وجده من وجوه جديدة ومعالم مختلفة حتى التبس الأمر عليه ولسان حاله يقول



doPoem(0)


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 2:59 am

أمـا الديـار فإنهـا كديارهـموأرى رجال الحي غير رجالهم

عجبا ! أليست هذه مدينته التي عاش في أحضانها وسلك دروبها وعاش فيها طفولته وأحلامه وشهدت فتوته وشبابه ، كاد أن يستغرق في التفكير ، لكن الوقت لم يسعفه كي يتحقق من الأمر , حتى لا يلفت الأنظار إليه فبادر إلى السوق وهنا حدث ما لم يكن في حسبانه حيث كانت الدراهم وراء انكشاف أمره حين دفعها إلى البائع فتعجب ودهش ونقل الخبر بسرعة البرق إلى جميع من حوله وظن البعض أن هذا الفتى الغريب قد وقع على كنز عجيب فرفعوا أمره للملك الصالح الذي وجد ضالته وجاءته الإجابة القاطعة التي كان ينتظرها ففرح أيما فرح أن ساق الله إليه الدليل المادي على البعث .
َ( وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُم فقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا )21 الكهف
قال الإمام ابن كثير رحمه الله حكي في القائلين ذلك قولان أحدهما أنهم المسلمون منهم ، والثاني أنهم المشركون ، و الظاهر أنهم أصحاب النفوذ ، ولكن هل هم محمودون أم لا ؟ فيه نظر 0000
وفي هذه القصة دليل على جواز الفرار بالدين والعزلة حين تشتد الفتن
قال السعدي رحمه الله " وفي هذه القصة، دليل على أن من فر بدينه من الفتن، سلمه الله منها.
وأن من حرص على العافية عافاه الله ومن أوى إلى الله، آواه الله، وجعله هداية لغيره، ومن تحمل الذل في سبيله وابتغاء مرضاته، كان آخر أمره وعاقبته العز العظيم من حيث لا يحتسب { وما عند الله خير للأبرار } "


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عددهم ؟
قال تعالى (سَيَقُولُونَ ثَلاثَة رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا {22})
أخبر المولى عز وجل عن اختلاف أهل الكتاب في عددهم وبين أن قول من قال بأنهم ثلاثة أو خمسة قول لا دليل عليه وإنما بني على الظن والتخمين لذا عقب عز وجل القولين بقوله تعالى(رَجْمًا بِالْغَيْبِ) وأتبع قوله تعالى (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) برد العلم إليه تعالى ( قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم ) وبين سبحانه أن هناك من يعلم عدتهم وهم قليل بالنسبة إلى غيرهم (مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : أنا من القليل الذي استثنى اللّه عزَّ وجلَّ، كانوا سبعة ، وكذا روي عن عطاء أنه كان يقول: عدتهم سبعة.- انظر يراجع في ذلك معالم التنزيل للبغوي 3 /157وتفسير القرآن العظيم لابن كثير3 /144 والوسيط في تفسير القرأن المجيد للواحدي النيسابوري3 /143

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


( فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاء ظَاهِرًا )
أي واضحا وبينا دون تعمق أو خوض فيما استأثر الله بعلمه .
قال الشوكاني :"وهو أن يقص عليهم ما أوحى الله إليه فحسب" انظر فتح القدير للشوكاني 3 /278 والتحرير والتنوير 13 / 294

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

( وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا )
لأن المفتي لابد وأن يكون أعلم من المستفتى " وهاهنا الأمر بالعكس ولا سيما في واقعة أهل الكهف وفيما قص الله عليك في ذلك ما يغنيك عن سؤال من لا علم له " انظر فتح القدير للشوكاني 3 /278 والتحرير والتنوير 13 / 294

قال الشيخ سعيد حوى رحمه الله : " أي ولا تسأل أحدا من أهل الكتاب ، ولا من غيرهم عن قصتهم سؤال متعنت له ،حتى يقول شيئا فترد عليه أو تزيف ما عنده ، ولا سؤال مسترشد ، لأن الله تعالى قد أرشدك بأن أوحى إليك قصتهم .
وهذا من أدب المسلم أن لا يستفتي أحدا من خلق الله غير أهل العلم من المسلمين " انظر الأساس في التفسير للشيخ سعيد حوى 6 / 3173
(وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْء إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ) 23-24 الكهف
نهاه الله عز وجل أن يقطع بشيء أو يعزم على فعل دون أن يستثني فيقول إن شاء الله ذلك أنه صلي الله عليه وسلم لما سألوه عن الأسئلة الثلاثة وعد أن يجيبهم في الغد ثقة بمجيء أمين الوحي جبريل بالجواب الكافي من عند الله تعالى ولم يقل صلي الله عليه وسلم إن شاء الله فلبث الوحي مدة لا ينزل ، حتى ظن المشركون وأشاعوا أنه هجره ، وإنما كان ذلك درسا له صلي الله عليه وسلم أن يربط كل ما هو متوقع الحصول بمشيئة الله تعالى ، لما في ذلك من تفويض الأمر إلى علام الغيوب والتماس التوفيق والسداد ، والبركة والتيسير منه تعالى .
قال ابن عطية : "أي عسى أن يرشدني فيما أستقبل من أمري وهذه الآية مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وهي بعد تعم أمته " انظر المحرر الوجيز 3 / 508
وقال ابن كثير" هذا إرشاد من اللّه تعالى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل أن يرد إلى مشيئة اللّه عزَّ وجلَّ علام الغيوب0
كما ثبت في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ نَبِيّ اللّهِ: لأَطُوفَنّ اللّيْلَةَ عَلَىَ سَبْعِينَ امْرَأَةً، كُلّهُنّ تَأْتِي بِغُلاَمٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ، أَوِ الْمَلَكُ: قُلْ: إنْ شَاءَ اللّهُ، فَلَمْ يَقُلْ، وَنَسِيَ، فَلَمْ تَأْتِ وَاحِدَةٌ مِنْ نِسَائِهِ، إلاّ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقّ غُلاَمٍ"، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَلَوْ قَالَ: إنْ شَاءَ اللّهُ، لَمْ يَحْنَثْ، وَكَانَ دَرَكاً لَهُ فِي حَاجَتِهِ". انظر صحيح مسلم كتاب الأيمان والنذور - باب الاستثناء . الحديث رقم: 23 - (1654)
".. وقد تقدم في أول السورة ذكر سبب نزول هذه الآية في قول النبي صلى اللّه عليه وسلم لما سئل عن قصة أصحاب الكهف: "غداً أجيبكم"، فتأخر الوحي خمسة عشر يوماً ، ولأن المرء معرض للنسيان فلقد شرع الله لمن نسي أن يقول إن شاء الله أن يذكر ربه
قال تعالى ( وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا)
إشارة إلى نبأ أصحاب الكهف - والمعنى لعل الله يؤتيني من البينات والدلائل على صحة أني نبي من عند الله صادق القول في ادعاء النبوة ما هو أعظم في الدلالة وأقرب رشدا من نبأ أصحاب الكهف ، وقد كان حيث أعطاه الله عز وجل من قصص الأنبياء, والإخبار بالغيوب ما هو أعظم من ذلك " التفسير الكبير للرازي 21 /111
" أو لأقرب رشدا وأدنى خيرا من المنسي " إرشاد العقل السليم لأبي السعود 5 / 217
أي إذا سئلت عن شيء لا تعلمه فاسأل اللّه تعالى فيه، وتوجه إليه بصدق حتى يوفقك للصواب والرشد في ذلك .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 05, 2009 3:01 am

مدة بقائهم في الكهف
قال تعالى (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا {25} قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا)26 الكهف
بين الله عز وجل مدة لبثهم وهي ثلاثمائة سنة بالحساب الشمسي ، أو ما يقابلها بالحساب القمري وهي الثلاثمائة وتسع سنوات ، وذلك لأن السنة الشمسية تزيد على السنة القمرية بأحد عشر يوما .
فبين الله عز وجل مدة لبثهم بالحسابين 0
وبين الله عز وجل وجوب رد العلم إليه تعالى في مدة لبثهم فهو الأعلم بها ، فإذا ادعى أحد من أهل الكتاب أنهم لبثوا أكثر من ذلك فنجيب عليهم بأن الله تعالى هو الأعلم بمدة لبثهم فلا عبرة بادعاءاتهم ، فقد أخبرنا من له غيب السموات والأرض بخبرهم .
وقوله تعالى { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } تعجب من كمال سمعه وبصره، وإحاطتهما بالمسموعات والمبصرات، بعد ما أخبر بإحاطة علمه بالمعلومات. ثم أخبر عن انفراده بالولاية العامة والخاصة، فهو الولي الذي يتولى تدبير جميع الكون، الولي لعباده المؤمنين، يخرجهم من الظلمات إلى النور وييسرهم لليسرى، ويجنبهم العسرى، ولهذا قال: { مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ } أي: هو الذي تولى أصحاب الكهف، بلطفه وكرمه، ولم يكلهم إلى أحد من الخلق- انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ السعدي ص 474
{ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا } وهذا يشمل الحكم الكوني القدري، والحكم الشرعي الديني، فإنه الحاكم في خلقه، قضاء وقدرا، وخلقا وتدبيرا، والحاكم فيهم، بأمره ونهيه، وثوابه وعقابه.
(وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا( 27
أي واقرأ عليهم ما أوحى الله إليك فهو الحق والصدق والهدى والرشاد ، واتبع هذا الوحي الإلهي فهو الحق الواضح الذي لا تبديل فيه ولا تغيير فقصصه الحق وأمثاله الصدق ووعده وكل ما فيه من أخبار وأنباء لا مبدل لها، كما أنه لا مبدل لسننه عز وجل في عباده والتي من بينها نصرته لأوليائه وسنة تداول العصور وانقضاء العهود وهلاك الظالمين مهما طال بهم الزمان وزوال دولتهم مهما علت ، وأن قصة أصحاب الكهف دليل على ذلك حيث نجى الله هؤلاء الفتية من بطش قومهم وجعلهم آية باهرة وحجة ظاهرة على إمكانية البعث بالروح والجسد .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويتبين من القصة أن أصحاب الكهف كيف اجتمعوا على طاعة الله وتعانقت قلوبهم على الحب في الله وتآلفت أرواحهم على الإيمان بالله واجتمعت كلمتهم على نصرة دين الله0
دعا المولى عز وجل رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع أولياء الله المريدين لوجهه والمبتغين لفضله فلا ينصرف عنهم لفقرهم أو لضعفهم ، فهم بالإيمان أغنى وأقوى وأكرم من غيرهم
فقال تبارك وتعالي :
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاة الدُّنْيَا ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ( 28 الكهف

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


ومن خلال القصة أيضا نتعلم أن لا ملجأ لنا ولا ملاذ ولا عاصم إلا الله .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وأكتفي بهذا القدر حيث التدبر والتفكر في هذا النبأ الحق لا تحيط به العقول ولا تقف عنده الكلمات
وأسأل الله عز وجل أن أكون قد وفقت في عرض ما قرأت وتوصلت إليه 0



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمدقطب
صديق المنتدى ومدير عام منتدى السلطان الفرغل
صديق المنتدى ومدير عام منتدى السلطان الفرغل
محمدقطب



تأملات في سورة الكهف : Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة الكهف :   تأملات في سورة الكهف : I_icon_minitimeالسبت يونيو 27, 2009 4:21 pm

بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله
اللهم صلى وسلم وبارك على نور الانوار وسر الاسرار وترياق الاغيارومفتاح باب اليسار سيدنا محمد المختار واله الاطهار واصحابه الاخيار عدد نعم الله وافضاله
بارك الله فيك اخى العزيز
وجزاك خير الجزاء على معروفك الجميل
وادخلك فى زمره الحبيب المصطفى واله الاطهار
*******************************************
يارسول الله غوثا ومدد***يارسول الله انت المعتمد
يارسول الله فرج كربنا***ماراك الكرب الا وشرد
****************************************************
اذا ارت ان كربك ينجلى *****فاقصد حمى قطب الصعيد الفرغلى
*************************************************
منتدى السلطان الفرغل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
************************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأملات في سورة الكهف :
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تأملات في قصة أهل الكهف
» مقاصد سورة الكهف
» تأملات في سورة البقرة ج1
» تأملات في سورة البقرة ج2
» تأملات في سورة الأعراف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: القرآن الكريم وتفسيره وعلومه-
انتقل الى: