يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي*وَادْخُلِي جَنَّتِيأنتقل إلي رحمة الله تعالي وواسع رضوانه
العارف بالله تعالي سيدي / أحمد محمد حسانين درويش
العدوى المالكي
نائب السادة البيومية عن مركز منفلوط
وشيخ الطرق البيومية ببنى عديات
توفي شيخنا العارف بالله تعالي سيدي / أحمد محمد حسانين درويش العدوى المالكي اليوم الأثنين الموافق الثاني والعشرين من شهر رمضان المعظم عام 1429هـ الموافق الثاني والعشرين أيضا من شهر سبتمبر سنة 2008م عن عمر يناهز التسعين عاماً , وتم تشييع الجنازة وسط حشد كبير من مريديه ومحبيه من جميع نواحي القطر المصري , ودفن جثمانه الطاهر بمسقط رأسه ببنى عدي - منفلوط
نبذة محتصرة :
مولده رضي الله تعالي عنه:
ولد رضي الله عنه في بلدة بنى عدي مركز منفلوط – محافظة أسيوط عام 1918م
أبن لقطب الكبير عارف بربه سيدي الشيخ الجليل محمد حسانين درويش رضي الله عنه , حيث كان حافظاً متقناً للقرآن الكريم وكان يختم القرآن الكريم كل خمسة أيام توفي والد شيخنا رضي الله عنه في سن الستين 0
وشيخنا سيدي / أحمد محمد حسانين درويش رضي الله عنه حفيد الولي الكبير الشيخ حسانين درويش العدوي المؤسس الأول للطريقة البيومية في أسيوط بما فيها بنىعدي وتربي علي يديه رجال صالحون وأولياء كبار أخذوا عنه الطريقة البيومية ومعظم مريدي الشيخ حسانين درويش رضي الله عنه, من الوجه البحري 0
توفي الشيخ حسانين درويش رضي الله عنه 1889م , ودفن بضريحه بالمنصورة في مسجده , ويعتبر مسجد سيدي الشيخ حسانين درويش رضي الله عنه, من أشهر المساجد في الجمهورية وبالمنصورة علي الخصوص , وهو مسجد كبير يتسع لأكثر من ألفي مصلي , فضلاً عن أن سيدي الشيخ حسانين درويش رضي الله عنه يحتل منزلة كبيرة بين أهالي المنصورة والمنطقة المحيطة بها 0
وقد أجريت تجديدات للمسجد عام 1970بعد أن مر علي بنائه حوالي مائة وأربعون عاماً0
ثم خلفه أبنه شيخنا رحمه الله ورضي عنه العارف بالله تعالي سيدي / أحمد حسانين درويش العدوى المالكي علي نشر الطريقة وخدمة ضريح سيدي القطب الكبير / محمد القوشتي - ببنى عدي – منفلوط , وظل قائماً ,عابدأ , تقياً, ورعاً حتي وفاته رضي الله تعالي عنه عام 1965م 0
نشأته رضي الله تعالي عنه:
نشأ العارف بالله تعالي سيدي / أحمد محمد حسانين درويش العدوى المالكي , نشأة صالحة في بيئة طيبة وآباء صالحين مما أتضح لنا أنفاً في ذكر سيرة جده وأبيه , وتوفي والده العارف بالله تعالي سيدي / أحمد حسانين درويش العدوى المالكي وكان أبنه العارف بالله تعالي سيدي / أحمد محمد حسانين درويش العدوى المالكي في الثانية عشر من عمره , فحزنا شيخنا رضي الله تعالي عنه حزناً شديداً علي أبيه, مما جعله لا يعيش عمره كسائر الصبيان , فكان يذهب إلي كتاب القرية ليتعلم ويحفظ القرآن , ولكنه لا يلهو مع أقرانه , نظراً لتأثره الشديد بوفاة والده وهو في هذه السن المبكرة , ترك له شقيق وشقيقة ووالدته , فوجد شيخنا رضي الله عنه نفسه مضطراً لأن يعول هذه الأسرة الكريمة وأن يكافح من أجلهم , وكل ذلك لم يحول دون مواصلته للعلم أو الكتاب لحبه الشديد له , كما كان حريصاً علي متابعة دروس العلماء وحضورها باستمرار حتي يغذي روحه بالعلم , وكان يقرأ كثيراً كتب التصوف ,
وكان مواظباً علي حضور دروس العلم علي يد شيخنا الفاضل التقي الورع سيدي الشيخ / عيسي مصطفي العسيلي عالم البلدة بلا منازع , و شيخنا الفاضل التقي الورع سيدي الشيخ/ محمود السباعي سفينة العلم غير مدافع 0
وكان شيخنا رضي الله عنه دائما يحب المكث في خلوة جده الشيخ حسانين درويش العدوى , يسهر فيها يقطع الليل بذكر الله تعالي , والصلاة والسلام علي رسوله محمد صلي الله عليه وسلم , فكانت هذه النشأة الصافية لها عظيم الأثر علي شيخنا و فأكرمه الله كثيراً كثيراً 0
فيقول شيخنا العارف بالله تعالي سيدي / أحمد محمد حسانين درويش محدثاً عن نفسه:
رأيت جدي سيدي حسانين درويش بعد وفاة عمي سيدي احمد حسانين درويش و حيث شعرت بعد وفاته بفراغ واسع وثقل المسئولية , وكان ذلك في شهر رمضان , يقول الشيخ رضي الله عنه :
خُيل لي إني رأيت جدي حسانين درويش وقد وكل إليّ هذا الأمر الجلل الذي لم أكن أهلاً له , فلقنني الأسماء السبعة الخاصة بالطريقة البيومية , والأوراد الخاصة بها وكانت هذه هي البداية لحمل هذا الأمر الثقيل , وكان العون من الله تعالي دائماً أبداً لا ينقطع 0
هكذا يتحدث شيخنا عن نفسه , هذا الشيخ الذي جمع الله عليه وعلي يديه كثيراً من المريدين والمحبين والإخوان ليس في بنىعدي وحدها , بل إنما في بلاد كثيرة منها القاهرة والسويس والإسكندرية والمنيا وسوهاج وقنا , فضلاً وعلاوة علي محافظته أسيوط ومراكزها منها أبوتيج والدوينة وغيرها 0
ويرجع السبب في هذه الفتوحات ما يحكيه شيخنا العارف بالله تعالي سيدي / أحمد محمد حسانين درويش محدثاً عن نفسه , بأنه رأي جده الشيخ الولي الكبير سيدي حسانين درويش , في المنام وكان معه تمر فقال له : يا أحمد افتح حجرك وألقي بالتمر في حجره , وقال له : يا أحمد وزعه , فكان هذا التمر هو العلم والحب الذي نشره الله تعالي علي يد شيخنا رضي الله عنه 0ومن بعدها فُتح الطريق أمامه لجمع الإخوان من حوله , فقام بتوفيق الله تعالي له بعمل خدمة اجتمع فيها الإخوان علي ذكر الله تعالي والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم , وإطعام الطعام في مولد سيدي السلطان أحمد الفرغل رضي الله عنه بأبوتيج , ومولد ستنا السيدة زينب رضي الله عنها ,وسيدنا مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه , وسيدنا الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه, سيدي علي البيومي رضي الله عنه0
كل ذلك فضلاً عن الساحة الأم وهي ساحة سيدي الشيخ/ القوشتي ببنىعديات والتي يأتيها الزوار والمريدون من شتي بقاع الجمهوية من أسوان إلي الإسكندرية 0
وقد وفق الله تعالي شيخنا رضوان الله عليه وجعل إعمار هذه الساحة علي يديه من بناء وتشييد لا يتوقف وتعديلات مستمرة 0
ومما قام به شيخنا العارف بالله تعالي سيدي / أحمد محمد حسانين درويش العدوى المالكي , بتوفيق الله له بإنشاء مستوصف خيري في هذه الساحة , وإنشاء جمعية خيرية باسم جمعية الشيخ القوشتي عام 1979م لتيسير أداء الحج والعمرة للراغبين من كل مكان 0
ومنذ إنشاءها وقد من الله تعالي علي شيخنا بموفور الصحة والعافية حتي إنه كثيراً ما يذهب علي رأس الحجيج للحج وزيارة النبي صلي الله عليه وسلم
وكان رضي الله تعالي عنه منبعاً لأعمال البر والخير والطاعات حتي لحظة وفاته
رحم الله شيخنا العارف بالله تعالي سيدي / أحمد محمد حسانين درويش العدوى المالكي , وجزاه خير الجزاء عن ما قدمه من جلائل الأعمال وجعلها في ميزان حسناته , وأسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى , وجعله في الحضرة القدسية , ومجاورة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم