منتديات إسلامنا نور الهدى
ميزة من ميزات تفرد بها المسيح 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
ميزة من ميزات تفرد بها المسيح 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 ميزة من ميزات تفرد بها المسيح

اذهب الى الأسفل 
+3
الهوارى
نورهان العدوية
ماريانا
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ماريانا
عضو نشط
عضو نشط




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 15, 2012 11:37 pm

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَيْهِ بِإِصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ غَيْرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ"

أخرجه البخاري في صحيحه 59 : ك : بدء الخلق 11 : ب : صفة إبليس وجنوده ح 3286 ج 2 ص 235 ، و 60 : ك : أحاديث الأنبياء 44 : ب : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ( 16 ) مريم . إِذْ

قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( 45 ) آل عمران . إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ..... إلى قوله

إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ . آل عمران 33 ، 37 ، ح 3431 من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة بفلظ : ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان ...... . ج 2 ص 368 . ط دار المنار 1422 هـ .


أليس هذا يثبت لاهوت المسيح ويشهد له بذلك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 5:23 pm



بسم الله الرحمن الرحيم


إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

" سورة غافر 56

الحمد لله وحده , لا معبود بحق غيره , سبحانه وتعالى , تنزه عن الند والشريك والصاحبة والزوجة والولد
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل في حقه المولى تبارك وتعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين سيدنا محمد عبدالله ورسوله وعلى أزواجه وأهله وآله وذريته وأصحابه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا ومرحبا بك الأخت الكريمة ماريانا
واسمحي لي بالرد على ما سقتيه استشهاداً بالحديث الشريف من أنه يثبت ويشهد بالاهوت لسيدنا عيسى عبد الله ورسوله عليه السلام
بدايةً إن خلق وولادة سيدنا عيسى عبدالله ورسوله معجزة إلهية تدل
على قدرة الله في خلقه توضح لكل ذي عقل قدرة الله التي لا يستوعبها عقل أي بشر


فلتنظري إلى جميع مخلوقات الله تعالى
إلى الإبل وسائر الحيوان والطير والجماد كيف خلقت !


وانظري إلى السماء كيف رفعت سبع سموات طباقا وزينت بالكواكب والنجوم والشمس والقمر وإلى الجبال كيف نصبت وارتفاعاتها الشاهقة وإلى الأرض كيف سطحت وإلى البحار والمحيطات والأنهار والآبار والعيون كيف تفجرت


أليس الطبيعة التي فعلت كل ذلك , وليس من ذاتها كانت ؟

وإنما كل ذي عقل يتدبر قدرة الله وحده سبحانه وتعالى على ذلك

ولنأتي أختاه هدانا الله وإياكي للحق

نأتي لخلق الإنسان , فلو تدبرنا خلق كل ما سبق ومنها السموات والأرض لنجد أن في خلق السموات دلائل قدرة الخالق سبحانه وتعالى, السبع سموات بما فيها من كواكب وشمس وقمر وأجرام ونجوم بدون أعمدة وغيرها ممن ذكرها القرآن الكريم وأيدته العلوم الحديثة فهذا أكبر بكثير من خلق الإنسان

يقول تبارك وتعالي

"لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" غافر 57

نعلم جميعا كيف خلق الله سبحانه آدم عليه السلام فلا داعي لسرد ما تكرر كثيرا ومراحل خلقه إلى تسويته ونفخ الروح فيه والأمر لملائكة بالسجود له ورفض إبليس

كذلك خلق حواء , وكذلك خلق أبنائهما منهما و بقي مرحلة رابعة في خلق الإنسان حيث المرحلة الأولى خلق آدم من تراب من غير أب ولا أم

المرحلة الثانية من الخلق هي خلق حواء من آدم بغير أم , المرحلة

الثالثة هي خلق أبنائهما من منهما

وبقي المرحلة الرابعة من الخلق لنتدبر قدرة الخالق وهي الخلق من أم بدون أب ويخلق ما يشاء سبحانه وتعالى ويختار , وكذلك خلق الجان من النار


فالمرحلة الإعجازية لله تبارك وتعالى في الخلق هي الرابعة من أم بدون أب وهي خلق عبده ورسوله سيدنا عيسى عليه السلام ,
طبعا بإيجاز شديد نعلم من هي السيدة مريم رضي الله عنها في طهارتها ونزهتها وصيامهم وصلاتها وعبادتها ومن هم ذرياتها وتفضيلهم على العالمين
كما نعلم تماماً تبرئة القرآن الكريم لها مما أتهموها بها الجهلة
وأصحاب الكفر ورميها بأفظع التهم والعياذ بالله , وحتي لم يسلم خادم المعبد يوسف النجار من التلميح لها بذلك بالرغم من علمه بنزاهته وطهارتها وعبادتها وعلمه بقدرة الله تعالى على كل شيء ونعلم كيف ردت عليها هذه الطاهرة العابدة بقولها نعم الذي أنبت الشجر بالماء قادر على إنباته بدون ماء

"وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا"
تفسير الجلالين يقول
"رموها بالزنا "



تفسير ابن كثير يقول
" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما يعني أنهم رموها بالزنا وكذلك قال
السدي وجويبر ومحمد بن إسحاق وغير واحد وهو ظاهر من الآية أنهم رموها وابنها بالعظائم فجعلوها زانية وقد حملت بولدها من ذلك زاد بعضهم
وهي حائض فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة "


وفي تفسير الطبري

حدثني المثنى قال : ثنا عبد الله بن صالح قال : ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس : "وقولهم على مريم بهتانا عظيما" يعني أنهم رموها بالزنا .
- حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن مفضل قال : ثنا أسباط عن السدي : قوله : "وقولهم على مريم بهتانا عظيما" حين قذفوها بالزنا.
- حدثني المثنى قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا يعلى بن عبيد عن جويبر في قوله :
"وقولهم على مريم بهتانا عظيما" قال : قالوا زنت.


قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا (20) قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا (21)

أنها إنما تعجبت بما بشرها جبريل عليه السلام لأنها عرفت بالعادة أن الولادة لا تكون إلا من رجل والعادات عند أهل المعرفة معتبرة في الأمور وإن جوزوا خلاف ذلك في القدرة فليس في قولها هذا دلالة على أنها لم تعلم أنه تعالى قادر على خلق الولد ابتداء
وكيف وقد عرفت أنه تعالى خلق أبا البشر على هذا الحد ولأنها كانت منفردة بالعبادة ومن يكون كذلك لا بد من أن يعرف قدرة الله تعالى على ذلك .


وأن جبريل عليه السلام أجابها بقوله : { قال كذلك قال ربك هو على هين }
وهو كقوله في آل عمران : { كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } آل عمران47 :
لا يمتنع عليه فعل ما يريد خلقه ولا يحتاج في إنشائه إلى الآلات والمواد .


{ هو على هين } وفي قوله : { ولنجعله ءاية للناس }
تحتمل وجهين :
الأول : أن تكون راجعة إلى الخلق أي أن خلقه علي هين ولنجعل خلقه آية للناس إذ ولد من غير ذكر ورحمة منا يرحم عبادنا بإظهار هذه الآيات حتى تكون دلائل صدقه أبهر فيكون قبول قوله أقرب .

الثاني : أن ترجع الكنايات إلى الغلام وذلك لأنها لما تعجبت من كيفية وقوع هذا الأمر على خلاف العادة أعلمت أن الله تعالى جاعل
ولدها آية على وقوع ذلك الأمر الغريب ، فأما قوله تعالى : { ورحمة منا } فيحتمل أن يكون معطوفا على ولنجعله ءاية للناس } أي فعلنا ذلك : { ورحمة منا } فعلنا ذلك ويحتمل أن يكون معطوفا على الآية أي : ولنجعله آية ورحمة فعلنا ذلك .


{ وكان أمرا مقضيا } المراد منه أنه معلوم لعلم الله تعالى فيمتنع وقوع خلافه لأنه لو لم يقع لانقلب علم الله جهلا وهو محال والمفضي إلى المحال محال فخلافه محال فوقوعه واجب وأيضا فلأن جميع الممكنات منتهية في سلسلة القضاء والقدر إلى واجب الوجود والمنتهي إلى الواجب انتهاء واجبا يكون واجب الوجود وإذا كان واجب الوجود فلا فائدة في الحزن والأسف وهذا هو سر قوله عليه السلام : « من عرف سر الله في القدر هانت عليه المصائب » .

فحملته فانتبذت به مكانا قصيا (22) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (23)

ذكر الله تبارك وتعالى أمر النفخ في آيات فقال : { فنفخنا فيه من روحنا } التحريم : 12
أي في عيسى عليه السلام كما قال لآدم عليه السلام : ( ونفخت فيه من روحى ) [ الحجر : 29 ] وقال فنفخنا فيها لأن عيسى عليه السلام كان في بطنها واختلفوا في النافخ فقال بعضهم كان النفخ من الله تعالى لقوله : { فنفخنا فيه من روحنا } وظاهره يفيد أن النافخ هو الله تعالى لقوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب } آل عمران 59


ومقتضى التشبيه حصول المشابهة إلا فيما أخرجه الدليل ، وفي حق آدم النافخ هو الله تعالى لقوله تعالى : { ونفخت فيه من روحى } فكذا ههنا
وقال آخرون : النافخ هو جبريل عليه السلام لأن الظاهر من قول جبريل عليه السلام : { لأهب لك } مريم : 19 - أنه أمر أن يكون من قبله حتى يحصل الحمل لمريم عليها السلام فلا بد من إحالة النفخ إليه ، ثم اختلفوا في كيفية ذلك النفخ على أقوال :


الأول : قول وهب إنه نفخ جبريل في جيبها حتى وصلت إلى الرحم

الثاني : في ذيلها فوصلت إلى الفرج .

الثالث : قول السدي أخذ بكمها فنفخ في جنب درعها فدخلت النفخة صدرها فحملت فجاءتها أختها امرأة زكريا تزورها فالتزمتها فلما التزمتها علمت أنها حبلى وذكرت مريم حالها
، فقالت امرأة زكريا عليه السلام إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله تعالى : { مصدقا بكلمة من الله } آل عمران : 39.


الرابع : أن النفخة كانت في فيها فوصلت إلى بطنها فحملت في الحال ، إذ عرفت هذا ظهر أن في الكلام حذفا وهو ، وكان أمرا مقضيا ، فنفخ فيها فحملته . وقيل حملته وهي بنت ثلاث عشرة سنة ، وقيل بنت عشرين وقد كانت حاضت حيضتين قبل أن تحمل وليس في القرآن ما يدل على شيء من هذه الأحوال

يتبع إن شاء الله تعالى






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 5:33 pm



{ فانتبذت به } أي اعتزلت وهو في بطنها كقوله : { تنبت بالدهن } المؤمنون 20 - أي تنبت والدهن فيها
واختلفوا في علة الإنتباذ على وجوه . أحدها :


ما رواه الثعلبي في العرائس عن وهب قال : إن مريم لما حملت بعيسى عليه السلام كان معها ابن عم لها يقال له يوسف النجار وكانا منطلقين إلى
المسجد الذي عند جبل صهيون ، وكان يوسف ومريم يخدمان ذلك المسجد ولا يعلم في أهل زمانهما أحد أشد اجتهادا ولا عبادة منهما وأول من عرف حمل مريم يوسف فتحير في أمرها فكلما أراد أن يتهمها ذكر صلاحها وعبادتها ، وأنها لم تغب عنه ساعة قط ، وإذا أراد أن يبرئها رأى الذي ظهر بها من الحمل فأول ما تكلم أن قال إنه وقع في نفسي من أمرك شيء وقد حرصت على كتمانه فغلبني ذلك فرأيت أن الكلام فيه أشفى لصدري ، فقالت : قل قولا جميلا قال : أخبريني يا مريم هل ينبت زرع بغير بذر وهل تنبت شجرة من غير غيث ، وهل يكون ولد من غير ذكر؟
قالت نعم : ألم تعلم أن الله أنبت الزرع يوم خلقه من غير بذر وهذا البذر إنما حصل من الزرع الذي أنبته من غير بذر ، ألم تعلم أن الله تعالى أنبت الشجرة من غير غيث وبالقدرة جعل الغيث حياة الشجر بعد ما خلق كل واحد منهما على حدة ، أو تقول إن الله تعالى لا يقدر على أن ينبت الشجرة حتى استعان بالماء ، ولولا ذلك لم يقدر على إنباتها ، فقال يوسف : لا أقول هذا ولكني أقول إن الله قادر على ما يشاء فيقول له كن فيكون ، فقالت له مريم : أو لم تعلم أن الله خلق آدم وامرأته من غير ذكر ولا أنثى؟ فعند ذلك زالت التهمة عن قلبه وكان ينوب عنها في خدمة المسجد لاستيلاء الضعف عليها بسبب الحمل وضيق القلب ، فلما دنا نفاسها أوحى الله إليها أن أخرجي من أرض قومك لئلا يقتلوا ولدك فاحتملها يوسف إلى أرض مصر على حمار له ، فلما بلغت تلك البلاد أدركها النفاس فألجأها إلى أصل نخلة ، وذلك في زمان برد فاحتضنتها فوضعت عندها .


وثانيها : أنها استحيت من زكريا فذهبت إلى مكان بعيد لا يعلم بها زكريا .

وثالثها : أنها كانت مشهورة في بني إسرائيل بالزهد لنذر أمها وتشاح الأنبياء في تربيتها وتكفل زكريا بها ، ولأن الرزق كان يأتيها من عند الله تعالى ، فلما كانت في نهاية الشهرة استحيت من هذه الواقعة فذهبت إلى مكان بعيد لا يعلم بها زكريا .

ورابعها : أنها خافت على ولدها لو ولدته فيما بين أظهرهم ، واعلم أن هذه الوجوه محتملة ، وليس في القرآن ما يدل على شيء منها .

أمرها الله تعالى بأن تنذر الصوم لئلا تشرع مع من اتهمها في الكلام لمعنيين :
أحدهما : أن كلام عيسى عليه السلام أقوى في إزالة التهمة من كلامها وفيه دلالة على أن تفويض الأمر إلى الأفضل أولى.

والثاني : كراهة مجادلة السفهاء وفيه أن السكوت عن السفيه واجب ، ومن أذل الناس سفيه لم يجد مسافها .


قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا *وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا - سورة مريم من30-33






وصف عيسى عليه السلام نفسه بصفات تسع :

الصفة الأولى : قوله : { إني عبد الله }
وأن الكلام منه في ذلك الوقت كان سببا للوهم الذي ذهبت إليه النصارى ، فلا جرم أول ما تكلم إنما تكلم بما يرفع ذلك الوهم فقال : { إني عبد الله } وكان ذلك الكلام وإن كان موهما من حيث إنه صدر عنه في تلك الحالة ، ولكن ذلك الوهم يزول ولا يبقى من حيث إنه تنصيص على العبودية .


الثانية :

وأنه لما أقر بالعبودية فإن كان صادقا في مقاله فقد حصل الغرض وإن كان كاذبا لم تكن القوة قوة إلهية بل قوة شيطانية فعلى التقديرين يبطل كونه إلها .

أن الذي اشتدت الحاجة إليه في ذلك الوقت إنما هو نفي تهمة الزنا عن أمه السيدة مريم رضي الله عنها ثم إن عيسى عليه السلام لم ينص على ذلك وإنما نص على إثبات عبودية نفسه كأنه جعل إزالة التهمة عن الله تعالى أولى من إزالة التهمة عن الأم ، فلهذا أول ما تكلم إنما تكلم بها { إني عبد الله }

أن التكلم بإزالة هذه التهمة عن الله تعالى يفيد إزالة التهمة عن الأم لأن الله سبحانه لا يخص الفاجرة بولد في هذه الدرجة العالية والمرتبة العظيمة وأما التكلم بإزالة التهمة عن الأم لا يفيد إزالة التهمة عن الله تعالى فكان الاشتغال بذلك أولى ،

ومذهب النصارى متخبط جدا ، وقد اتفقوا على أنه سبحانه ليس بجسم ولا متحيز ، ومع ذلك فإنا نذكر تقسيما حاصرا يبطل مذهبهم على جميع الوجوه فنقول : إما أن يعتقدوا كونه متحيزا أو لا ، فإن اعتقدوا كونه متحيزا أبطلنا قولهم بإقامة الدلالة على حدوث الأجسام ، وحينئذ يبطل كل ما فرعوا عليه وإن اعتقدوا أنه ليس بمتحيز يبطل ما يقوله بعضهم من أن الكلمة اختلطت بالناسوت اختلاط الماء بالخمر وامتزاج النار بالفحم لأن ذلك لا يعقل إلا في الأجسام فإذا لم يكن جسما استحال ذلك ثم نقول للناس قولان في الإنسان : منهم من قال إنه هو هذه البنية أو جسم موجود في داخلها ومنهم من يقول إنه جوهر مجرد عن الجسمية والحلول في الأجسام
فنقول : هؤلاء النصارى ، إما أن يعتقدوا أن الله أو صفة من صفاته اتحد ببدن المسيح أو بنفسه أو يعتقدوا أن الله أو صفة من صفاته حل في بدن المسيح أو في نفسه ، أو يقولوا لا نقول بالاتحاد ولا بالحلول ولكن نقول إنه تعالى أعطاه القدرة على خلق الأجسام والحياة والقدرة وكان لهذا السبب إلها أو لا يقولوا بشيء من ذلك ولكن قالوا : إنه على سبيل التشريف اتخذه ابنا كما اتخذ إبراهيم على سبيل التشريف خليلا فهذه هي الوجوه المعقولة في هذا الباب ، والكل باطل

أما القول الأول بالاتحاد فهو باطل قطعا ، لأن الشيئين إذا اتحدا فهما حال الاتحاد ، إما أن يكونا موجودين أو معدومين أو يكون أحدهما موجودا والآخر معدوما ، فإن كانا موجودين فهما اثنان لا واحد فالاتحاد باطل ، وإن عدما وحصل ثالث فهو أيضا لا يكون اتحادا بل يكون
قولا بعدم ذينك الشيئين وحصول شيء ثالث ، وإن بقي أحدهما وعدم الآخر فالمعدوم يستحيل أن يتحد بالوجود لأنه يستحيل أن يقال : المعدوم بعينه هو الموجود فظهر من هذا البرهان الباهر أن الاتحاد محال .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 5:37 pm



وأما الحلول فيه مقامان : الأول : أن التصديق مسبوق بالتصور فلا بد من البحث عن ماهية الحلول حتى يمكننا أن نعلم أنه هل يصح على الله تعالى أو لا يصح وذكروا للحلول تفسيرات ثلاثة

أحدها : كون الشيء في غيره ككون ماء الورد في الورد والدهن في السمسم والنار في الفحم ، واعلم أن هذا باطل لأن هذا إنما يصح لو كان
الله تعالى جسما وهم وافقونا على أنه ليس بجسم .


وثانيها : حصوله في الشيء على مثال حصول اللون في الجسم فنقول : المعقول من هذه التبعية حصول اللون في ذلك الحيز تبعا لحصول محله فيه ، وهذا أيضا إنما يعقل في حق الأجسام لا في حق الله تعالى

وثالثها : حصوله في الشيء على مثال حصول الصفات الإضافية للذوات فنقول : هذا أيضا باطل لأن المعقول من هذه التبعية الاحتياج فلو
كان الله تعالى في شيء بهذا المعنى لكان محتاجا فكان ممكنا فكان مفتقرا إلى المؤثر ، وذلك محال ، وإذا ثبت أنه لا يمكن تفسير هذا الحلول بمعنى ملخص يمكن إثباته في حق الله تعالى امتنع إثباته


المقام الثاني : احتج الأصحاب على نفي الحلول مطلقا بأن قالوا : لو حل لحل ، إما مع وجوب أن يحل أو مع جواز أن يحل والقسمان باطلان ، فالقول بالحلول باطل ، وإنما قلنا : إنه لا يجوز أن يحل مع وجوب أن يحل لأن ذلك يقتضي إما حدوث الله تعالى أو قدم المحل وكلاهما باطلان ، لأنا دللنا على أن الله قديم وعلى أن الجسم محدث ، ولأنه لو حل مع وجوب أن يحل لكان محتاجا إلى المحل والمحتاج إلى الغير ممكن لذاته لا يكون واجبا لذاته ، وإنما
قلنا : إنه لا يجوز أن يحل مع جواز أن يحل لأنه لما كانت ذاته واجبة الوجود لذاته وحلوله في المحل أمر
جائز ، والموصوف
بالوجوب غير ما هو موصوف بالجواز فيلزم أن يكون حلوله في المحل أمرا زائدا على ذاته وذلك محال لوجهين :



أحدهما : أن حلوله في المحل لو كان زائدا على ذاته لكان حلول ذلك الزائد في
محله زائدا على ذاته أو لزم التسلسل وهو محال .


والثاني : أن حلوله في ذلك لما كان
زائدا على ذاته فإذا حل في محل وجب أن يحل فيه صفة محدثة ، وذلك محال لأنه لو كان قابلا للحوادث لكانت تلك القابلية من لوازم
ذاته ، وكانت حاصلة أزلا ، وذلك محال لأن وجود الحوادث في الأزل محال ، فحصول قابليتها وجب أن يكون ممتنع
الحصول فإن
قيل لم لا يجوز أن يحل مع وجوب أن يحل لأنه يلزم ، إما حدوث الحال أو قدم المحل ، قلنا : لا نسلم وجوب أحد
الأمرين ، ولم لا يجوز أن يقال : إن ذاته تقتضي الحلول بشرط وجود المحل ففي الأزل ما وجد المحل فلم يوجد شرط هذا الوجوب فلا جرم لم يجب الحلول ، وفيما لا يزال حصل هذا الشرط فلا جرم وجب سلمنا أنه يلزم ، إما حدوث الحال أو قدم المحل فلم لا يجوز . قوله : إنا دللنا على حدوث الأجسام ، قلنا : لم لا يجوز أن يكون محله ليس بجسم ولكنه يكون عقلا أو نفسا أو هيولى على ما يثبته بعضهم ، ودليلكم على
حدوث الأجسام لا يقبل حدوث هذه الأشياء ، قوله ثانيا : لو حل مع وجوب أن يحل لكان محتاجا إلى المحل ، قلنا : لا نسلم وجوب أحد الأمرين
بل ههنا احتمالان آخران : أحدهما : أن العلة وإن امتنع انفكاكها عن المعلول لكنها لا تكون محتاجة إلى المعلول فلم لا يجوز أن يقال : إن ذاته غنية عن ذلك المحل ولكن ذاته توجب حلول نفسها في ذلك المعلول فيكون وجوب حلولها في ذلك المحل من معلولات ذاته ، وقد ثبت أن العلة وإن استحال انفكاكها عن المعلول لكن ذلك لا يقتضي احتياجها إلى المعلول .

الثاني : أن يقال إنه في ذاته يكون غنيا عن المحل وعن الحلول ، إلا أن المحل يوجب لذاته صفة الحلول ، فالمفتقر إلى المحل صفة من صفاته وهي حلوله في ذلك المحل فأما ذاته فلا ولا يلزم من افتقار صفة من صفاته الإضافية إلى الغير افتقار ذاته إلى الغير وذلك لأن جميع الصفات الإضافية الحاصلة له مثل كونه أولا وآخرا ومقارنا ومؤثرا ومعلوما ومذكورا مما لا يتحقق إلا عند حصول التحيز ، وكيف لا والإضافات لا بد في تحققها من أمرين ، سلمنا ذلك فلم لا يجوز أن يحل مع جواز أن يحل . قوله يلزم أن يكون حلوله فيه زائدا عليه ، ويلزم التسلسل ، قلنا : حلوله في المحل لما كان جائزا كان حلوله في المحل زائدا عليه . أما كون ذلك الحلول حالا في المحل أمر واجب فلا يلزم أن يكون حلول الحلول زائدا عليه فلا يلزم التسلسل .

قوله ثانيا : يلزم أن يصير محل الحوادث ، قلنا : لم لا يجوز ذلك قوله يلزم أن يكون قابلا للحوادث في الأزل ، قلنا : لا شك
أن تمكنه من الإيجاد ثابت له إما لذاته أو لأمر ينتهي إلى ذاته ، وكيف كان فيلزم صحة كونه مؤثرا في الأزل فكل ما ذكرتموه في المؤثرية فنحن نذكره في القابلية ، والجواب : أنا نقرر هذه الدلالة على وجه آخر بحيث تسقط عنها هذه الأسئلة ، فنقول : ذاته ، إما أن تكون كافية اقتضاء هذا الحلول أو لا تكون كافية في ذلك فإن كان الأول استحال توقف ذلك الاقتضاء على حصول شرط فيعود ما قلنا إنه يلزم إما قدم المحل أو حدوث الحال . وإن كان الثاني كان كونه مقتضيا لذلك الحلول أمرا زائدا على ذاته حادثا فيه فعلى التقديرات كلها يلزم من حدوث حلوله في محل حدوث شيء فيه لكن يستحيل أن يكون قابلا للحوادث ، وإلا لزم أن يكون في الأزل قابلا لها وهو محال على ما بيناه ، وأما المعارضة بالقدرة فغير واردة لأنه تعالى لذاته قادر على الإيجاد في الأزل فهو قادر على الإيجاد فيما لا يزال فههنا أيضا لو كانت ذاته قابلة للحوادث لكانت في الأزل قابلة لها فحينئذ يلزم المحال المذكور . هذا تمام القول في هذه الأدلة


ولنا في إبطال قول النصارى وجوه أخر
. أحدها : أنهم وافقونا على أن ذاته سبحانه وتعالى لم تحل في ناسوت عيسى عليه السلام بل قالوا الكلمة
حلت فيه ، والمراد من الكلمة العلم .


فنقول : العلم لما حل في عيسى ففي تلك الحالة إما أن يقال إنه بقي في ذات الله تعالى أو ما بقي فيها فإن كان الأول لزم حصول الصفة الواحدة في محلين .
وذلك غير معقول ولأنه لو جاز أن يقال العلم الحاصل في ذات عيسى عليه السلام هو العلم الحاصل في ذات الله تعالى بعينه ، فلم لا يجوز في حق كل واحد ذلك حتى يكون العلم الحاصل لكل واحد هو العلم الحاصل لذات الله تعالى

وإن كان الثاني لزم أن يقال : إن الله تعالى لم يبق عالما بعد حلول علمه في عيسى عليه السلام وذلك مما لا يقوله عاقل .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 5:41 pm



وثانيها : مناظرة جرت كبار علماء المسلمين وبين بعض النصارى

فقال العالم المسلم له هل تسلم أن عدم الدليل لا يدل على عدم المدلول أم لا؟
فإن أنكرت لزمك أن لا يكون الله تعالى قديما لأن دليل وجوده هو العالم فإذا لزم من عدم الدليل عدم المدلول لزم من عدم العالم في الأزل عدم الصانع في الأزل ، وإن سلمت أنه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول ،
فنقول إذا جوزت اتحاد كلمة الله تعالى بعيسى أو حلولها فيه فكيف عرفت أن كلمة الله تعالى ما دخلت في زيد وعمرو بل كيف أنها ما حلت في هذه الهرة وفي هذا الكلب


فرد قائلاً : إن هذا السؤال لا يليق بك لأنا إنما أثبتنا ذلك الاتحاد أو الحلول بناء على ما ظهر على يد عيسى عليه السلام من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، فإذا لم نجد شيئا من ذلك ظهر على يد غيره فكيف نثبت الاتحاد أو الحلول

فقال له الشيخ : إني عرفت من هذا الكلام أنك ما عرفت أول الكلام لأنك سلمت لي أن عدم الدليل لا يدل على عدم المدلول فإذا كان هذا الحلول غير ممتنع في الجملة فأكثر ما في الباب أنه وجد ما يدل على حصوله في حق عيسى عليه السلام ولم يوجد ذلك الدليل في حق زيد وعمرو ولكن عدم الدليل لا يدل على عدم المدلول فلا يلزم من عدم ظهور هذه الخوارق على يد زيد وعمرو وعلى السنور والكلب عدم ذلك الحلول ، فثبت أنك مهما جوزت القول بالاتحاد والحلول لزمك تجويز حصول ذلك الاتحاد وذلك الحلول في حق كل واحد بل في حق كل حيوان ونبات ولا شك أن المذهب الذي يسوق قائله إلى مثل هذا القول الركيك يكون باطلا قطعا
ثم قلت له : وكيف دل إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص على ما قلت؟ أليس أن انقلاب العصا ثعبانا أبعد من انقلاب الميت حيا فإذا ظهر ذلك على يد موسى عليه السلام ولم يدل على إلهيته فبأن لا يدل هذا على آلهية عيسى أولى


وثالثها : أنا نقول دلالة أحوال عيسى على العبودية أقوى من دلالتها على الربوبية لأنه كان مجتهدا في العبادة والعبادة لا تليق إلا بالعبيد فإنه كان في نهاية البعد عن الدنيا والاحتراز عن أهلها حتى قالت النصارى إن اليهود قتلوه ومن كان في الضعف هكذا فكيف تليق به الربوبية

ورابعها : المسيح إما أن يكون قديما أو محدثا والقول بقدمه باطل لأنا نعلم بالضرورة أنه ولد وكان طفلا ثم صار شابا وكان يأكل ويشرب ويعرض له ما يعرض لسائر البشر ، وإن كان محدثا كان مخلوقا ولا معنى للعبودية إلا ذلك ، فإن قيل : المعنى بإلهيته أنه حلت صفة الآلهية فيه ، قلنا : هب أنه كان كذلك لكن الحال هو صفة الإله والمسيح هو المحل والمحل محدث مخلوق فما هو المسيح ) إلا ) عبد محدث فكيف يمكن وصفه بالإلهية

وخامسها : أن الولد لا بد وأن يكون من جنس الوالد فإن كان لله ولد فلا بد وأن يكون من جنسه فإذن قد اشتركا من بعض الوجوه ، فإن لم يتميز أحدهما عن الآخر بأمر ما فكل واحد منهما هو الآخر ، وإن حصل الامتياز فما به الامتياز غير ما به الاشتراك ، فيلزم وقوع التركيب في ذات الله وكل مركب ممكن ، فالواجب ممكن هذا خلف محال هذا كله على الاتحاد والحلول .

أما الاحتمال الثالث : وهو أن يقال معنى كونه إلها أنه سبحانه خص نفسه أو بدنه بالقدرة على خلق الأجسام والتصرف في هذا العالم فهذا أيضا باطل لأن النصارى حكوا عنه الضعف والعجز وأن اليهود قتلوه ولو كان قادرا على خلق الأجسام لما قدروا على قتله بل كان هو يقتلهم ويخلق لنفسه عسكرا يذبون عنه

وأما الاحتمال الرابع : وهو أنه اتخذه ابنا لنفسه على سبيل التشريف فهذا قد قال به قوم من النصارى يقال لهم الأرميوسية وليس فيه كثير خطأ إلا في اللفظ فهذا جملة الكلام على النصارى وبه ثبت صدق ما حكاه الله تعالى عنه أنه قال : إني عبد الله .

الصفة الثانية : قوله تعالى : { آتاني الكتاب }

اختلف الناس فيه فالجمهور على أنه قال هذا الكلام حال صغره
وقال أبو القاسم البلخي إنه إنما قال ذلك حين كان كالمراهق الذي يفهم وإن لم يبلغ حد التكليف


أما الأولون فلهم قولان : أحدهما : أنه كان في ذلك الصغر نبيا

الثاني : روى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : المراد بأن حكم وقضى بأنه سيبعثني من بعد ولما تكلم بذلك سكت وعاد إلى حال الصغر . ولما بلغ ثلاثين سنة بعثه الله نبيا ، واحتج من نص على فساد القول الأول بأمور : أحدها : أن النبي لا يكون إلا كاملا والصغير ناقص
الخلقة بحيث يعد هذا التحدي من الصغير منفرا بل هو في التنفير أعظم من أن يكون امرأة .


وثانيها : أنه لو كان نبيا في هذا الصغر لكان كمال عقله مقدما على ادعائه للنبوة إذ النبي لا بد وأن يكون كامل العقل لكن كمال عقله في ذلك الوقت خارق للعادة فيكون المعجز متقدما على التحدي وإنه غير جائز

وثالثها : أنه لو كان نبيا في ذلك الوقت لوجب أن يشتغل ببيان الأحكام وتعريف الشرائع ولو وقع ذلك لاشتهر ولنقل فحيث لم يحصل ذلك علمنا أنه ما كان نبيا في ذلك الوقت .

أجاب الأولون عن الكلام الأول بأن كون الصبي ناقصا ليس لذاته بل الأمر يرجع إلى صغر جسمه ونقصان فهمه ، فإذا أزال الله تعالى هذه الأشياء لم تحصل النفرة بل تكون الرغبة إلى استماع قوله وهو على هذه الصفة أتم وأكمل . وعن الكلام الثاني لم لا يجوز أن يقال إكمال عقله وإن حصل مقدما على دعواه إلا أنه معجزة لزكريا عليه السلام ، أو يقال : إنه إرهاص لنبوته أو كرامة لمريم رضي الله عنها وعندنا الإرهاص والكرامات جائزة

وعن الكلام الثالث لم لا يجوز أن يقال مجرد بعثته إليهم من غير بيان شيء من الشرائع والأحكام جائز ثم بعد البلوغ أخذ في شرح تلك الأحكام ، فثبت بهذا أنه لا امتناع في كونه نبيا في ذلك الوقت وقوله : { آتاني الكتاب } يدل على كونه نبيا في ذلك الوقت فوجب إجراؤه على ظاهره بخلاف ما قاله عكرمة ، أما قول أبي القاسم البلخي فبعيد وذلك لأن الحاجة إلى كلام عيسى عليه السلام إنما كانت عند وقوع التهمة على مريم رضي الله عنها

اختلفوا في ذلك الكتاب فقال بعضهم هو التوراة لأن الألف واللام في الكتاب تنصرف للمعهود والكتاب المعهود لهم هو التوراة ، وقال أبو مسلم : المراد هو الإنجيل لأن الألف واللام ههنا للجنس أي آتاني من هذا الجنس ، وقال قوم : المراد هو التوراة والإنجيل لأن الألف واللام تفيد الاستغراق .
المسألة الثالثة : اختلفوا في أنه متى آتاه الكتاب ومتى جعله نبيا لأن قوله : { آتاني الكتاب وجعلنى نبيا } يدل على أن ذلك كان قد حصل من قبل إما ملاصقا لذلك الكلام أو متقدما عليه بأزمان ، والظاهر أنه من قبل أن كلمهم آتاه الله الكتاب وجعله نبيا وأمره بالصلاة والزكاة وأن يدعو إلى الله تعالى وإلى دينه وإلى ما خص به من الشريعة فقيل هذا الوحي نزل عليه وهو في بطن أمه وقيل لما انفصل من الأم آتاه الله الكتاب والنبوة وأنه تكلم مع أمه وأخبرها بحاله وأخبرها بأنه يكلمهم بما يدل على براءة حالها فلهذا أشارت إليه بالكلام .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 5:44 pm


الصفة الثالثة : قوله : { وجعلنى نبيا }
قال بعضهم أخبر أنه نبي ولكنه ما كان رسولا لأنه في ذلك الوقت ما جاء بالشريعة ومعنى كونه نبيا أنه رفيع القدر على الدرجة وهذا ضعيف لأن النبي في عرف الشرع هو الذي خصه الله بالنبوة وبالرسالة خصوصا إذا قرن إليه ذكر الشرع وهو قوله وأوصاني بالصلاة والزكاة .


الصفة الرابعة : قوله : { وجعلنى مباركا أينما كنت } فلقائل أن يقول كيف جعله مباركا والناس كانوا قبله على الملة الصحيحة فلما جاء صار بعضهم
يهودا وبعضهم نصارى قائلين بالتثليث ولم يبق على الحق إلا القليل


والجواب : ذكروا في «تفسير المبارك» وجوها :
أحدها : أن البركة في اللغة هي الثبات وأصله من بروك البعير فمعناه جعلني ثابتا على دين الله مستقرا عليه
.


وثانيها : أنه إنما كان مباركا لأنه كان يعلم الناس دينهم ويدعوهم إلى طريق الحق فإن ضلوا فمن قبل أنفسهم لا من قبله وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أسلمت أم عيسى عليها السلام عيسى إلى الكتاب فقالت للمعلم : أدفعه إليك على أن لا تضربه فقال له المعلم : اكتب فقال : أي شيء أكتب ، فقال : اكتب أبجد فرفع عيسى عليه السلام رأسه فقال : هل تدري ما أبجد؟ فعلاه بالدرة ليضربه فقال : يا مؤدب لا تضربني إن كنت لا تدري فاسألني فأنا أعلمك الألف من آلاء الله والباء من بهاء الله والجيم من جمال الله والدال من أداء الحق إلى الله

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 5:57 pm


وثالثها : البركة الزيادة والعلو
فكأنه قال : جعلني في جميع الأحوال غالبا مفلحا منجحا لأني ما دمت أبقى في الدنيا أكون على الغير مستعليا بالحجة فإذا جاء الوقت المعلوم يكرمني الله تعالى بالرفع إلى السماء .


ورابعها : مبارك على الناس بحيث يحصل بسبب دعائي إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، عن قتادة أنه رأته امرأة وهو يحيي الموتى ويبرىء
الأكمه والأبرص فقالت : طوبى لبطن حملك وثدي أرضعت به ، فقال عيسى عليه السلام مجيبا لها : طوبى لمن تلا كتاب الله واتبع ما فيه ولم يكن جبارا شقيا .


أما قوله : { أين ما كنت } فهو يدل على أن حاله لم يتغير كما قيل إنه عاد إلى حال الصغر وزوال التكليف .

الصفة الخامسة : قوله { وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } فإن قيل كيف أمر بالصلاة والزكاة مع أنه كان طفلا صغيرا والقلم مرفوع عنه على ما قاله نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاث عن الصبي حتى يبلغ " الحديث"

وجوابه من وجهين :

الأول : أن قوله : { وأوصاني بالصلاة والزكاة } لا يدل على أنه تعالى أوصاه بأدائهما في الحال بل بعد البلوغ فلعل المراد أنه تعالى أوصاه بهما
وبأدائهما في الوقت المعين له وهو وقت البلوغ .


الثاني : لعل الله تعالى لما انفصل عيسى عن أمه صيره بالغا عاقلا تام الأعضاء والخلقة وتحقيقه قوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم } آل عمران : 59 - فكما أنه تعالى خلق آدم تاما كاملا دفعة فكذا القول في عيسى عليه السلام ، وهذا القول الثاني أقرب إلى الظاهر لقوله { ما دمت حيا } فإنه يفيد أن هذا التكليف متوجه عليه في جميع زمان حيائه ولكن لقائل أن يقول لو كان الأمر كذلك لكان القوم حين رأوه فقد رأوه شخصا كامل الأعضاء تام الخلقة وصدور الكلام عن مثل هذا الشخص لا يكون عجبا فكان ينبغي أن لا يعجبوا فلعل الأول أن يقال إنه تعالى جعله مع صغر جثته قوي
التركيب كامل العقل بحيث كان يمكنه أداء الصلاة والزكاة والآية دالة على أن تكليفه لم يتغير حين كان في الأرض وحين رفع إلى السماء وحين ينزل مرة أخرى .


الصفة السادسة : قوله تعالى : { وبرا بوالدتى } أي جعلني برا بوالدتي وهذا يدل على قولنا : إن فعل العبد مخلوق لله تعالى لأن الآية تدل على أن كونه برا إنما حصل بجعل الله وخلقه وحمله على الألطاف عدول عن الظاهر ثم قوله : {وبرا بوالدتى } إشارة إلى تنزيه أمه عن الزنا إذ لو كانت زانية لما كان الرسول المعصوم مأمورا بتعظيمها . قال صاحب «الكشاف» : جعل ذاته برا لفرط بره ونصبه بفعل في معنى أوصاني وهو كلفني
لأن أوصاني بالصلاة وكلفني بها واحد .


الصفة السابعة؛ قوله : { ولم يجعلنى جبارا شقيا } وهذا أيضا يدل على قولنا لأنه لما بين أنه جعله برا وما جعله جبارا فهذا إنما يحسن لو أن الله تعالى جعل غيره جبارا وغيره بار بأمه ، فإن الله تعالى لو فعل ذلك بكل أحد لم يكن لعيسى عليه السلام مزيد تخصيص بذلك ، ومعلوم أنه عليه السلام إنما ذكر ذلك في معرض التخصيص وقوله : { ولم يجعلنى جبارا } أي ما جعلني متكبرا بل أنا خاضع لأني متواضع لها ولو كنت جبارا لكنت عاصيا شقيا .
وروي أن عيسى عليه السلام قال : قلبي لين وأنا صغير في نفسي وعن بعض العلماء لا تجد العاق إلا جبارا شقيا وتلا : { وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا } ولا تجد سيىء الملكة إلا مختالا فخورا وقرأ : { وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا }


الصفة الثامنة : هي قوله : { والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا }

قال بعضهم : لام التعريف في السلام منصرف إلى ما تقدم في قصتي يحيى عليه السلام من قوله : { وسلام عليه } مريم : 15 - أي السلام الموجه إليه في المواطن الثلاثة موجه إلي أيضا وقال صاحب «الكشاف» : الصحيح أن يكون هذا التعريف تعويضا باللعن على من اتهم مريم بالزنا وتحقيقه أن اللام للاستغراق فإذا قال : { والسلام على } فكأنه قال وكل السلام علي وعلى أتباعي فلم يبق للأعداء إلا اللعن ونظيره قول موسى عليه السلام : { والسلام على من اتبع الهدى } طه : 47 - بمعنى أن العذاب على من كذب وتولى ، وكان المقام مقام اللجاج والعناد ويليق به مثل هذا
التعريض

المسألة
الثانية :
روى بعضهم عن عيسى عليه السلام أنه قال ليحيى أنت خير مني سلم
الله عليك وسلمت على نفسي
وأجاب الحسن فقال : إن تسليمه على نفسه بتسليم الله عليه


المسألة الثالثة : قال القاضي : السلام عبارة عما يحصل به الأمان ومنه السلامة في النعم وزوال الآفات فكأنه سأل ربه وطلب منه ما أخبرالله تعالى أنه فعله بيحيى ، ولا بد في الأنبياء من أن يكونوا مستجابي الدعوة وأعظم أحوال الإنسان احتياجا إلى السلامة هي هذه الأحوال الثلاثة وهي يوم الولادة ويوم الموت ويوم البعث فجميع الأحوال التي يحتاج فيها إلى السلامة واجتماع السعادة من قبله تعالى طلبها ليكون مصونا عن الآفات والمخافات في كل الأحوال واعلم أن اليهود والنصارى ينكرون أن عيسى عليه السلام تكلم في زمان الطفولية واحتجوا عليه بأن هذا من الوقائع العجيبة التي تتوافر الدواعي على نقلها فلو وجدت لنقلت بالتواتر ولو كان ذلك لعرفه النصارى لا سيما وهم من أشد الناس بحثا عن أحواله وأشد الناس غلوا فيه حتى زعموا كونه إلها ولا شك أن الكلام في الطفولية من المناقب العظيمة والفضائل التامة فلما لم تعرفه النصارى مع شدة الحب وكمال البحث عن أحواله علمنا أنه لم يوجد ولأن اليهود أظهروا عداوته حال ما أظهر ادعاء النبوة فلو أنه عليه السلام تكلم في زمان الطفولية وادعى الرسالة لكانت عداوتهم معه أشد ولكان قصدهم قتله أعظم فحيث لم يحصل شيء من ذلك علمنا أنه ما تكلم ، أما المسلمون فقد احتجوا من جهة العقل على أنه تكلم فإنه لولا كلامه الذي دلهم على براءة أمه من الزنا لما تركوا إقامة الحد على الزنا عليها ففي تركهم لذلك دلالة على أنه عليه السلام تكلم في المهد وأجابوا عن الشبهة الأولى بأنه ربما كان الحاضرون عند كلامه قليلين فلذلك لم يشتهر وعن الثاني لعل اليهود ما حضروا هناك وما سمعوا كلامه فلذلك لم يشتغلوا بقصد قتله



يتبع إن شاء الله تعالى



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 6:00 pm



ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (34) ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (35)

قرأ عاصم وابن عامر : { قول الحق } بالنصب
وعن ابن مسعود : { قال الحق } و { قال الله }
وعن الحسن : { قول الحق } بضم القاف وكذلك في الأنعام قوله : {الحق } والقول والقال القول في معنى واحد كالرهب والرهب والرهب ، أما
ارتفاعه فعلى أنه خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف ، وأما انتصابه فعلى المدح إن فسر بكلمة الله أو على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة كقولك هو عن الله الحق لا الباطل ، والله أعلم

المسألة الثانية : لا شبهة أن المراد بقوله : { ذلك عيسى ابن مريم } الإشارة إلى ما تقدم وهو قوله : { إنى عبد الله ءاتاني الكتاب } مريم : 30 - أي ذلك الموصوف بهذه الصفات هو عيسى ابن مريم وفي قوله {عيسى ابن مريم } إشارة إلى أنه ولد هذه المرأة وابنها لا أنه ابن الله .


فأما قوله { الحق } ففيه وجوه : أحدها : وهو أن نفس عيسى عليه السلام هو قول الحق وذلك لأن الحق هو اسم الله فلا فرق بين أن نقول عيسى كلمة الله وبين أن نقول عيسى قول الحق .

وثانيها : أن يكون المراد : «ذلك عيسى ابن مريم القول الحق» إلا أنك أضفت الموصوف إلى الصفة فهو كقوله : { إن هذا لهو حق اليقين } الواقعة 95
: - وفائدة قولك القول الحق تأكيد ما ذكرت أولا من كون عيسى عليه السلام ابنا لمريم


وثالثها : أن يكون { قول الحق } خبرا لمبتدأ محذوف كأنه قيل ذلك عيسى ابن مريم ووصفنا له هو قول الحق فكأنه تعالى وصفه أولا ثم ذكر أن هذا الموصوف هو عيسى ابن مريم ثم ذكر أن هذا الوصف أجمع هو قول الحق على معنى أنه ثابت لا يجوز أن يبطل كما بطل ما يقع منهم من المرية ويكون في معنى إن هذا لهو الحق اليقين . فأما امتراؤهم في عيسى عليه السلام فالمذاهب التي حكيناها من قول اليهود

روي أن عيسى عليه السلام لما رفع حضر أربعة من أكابرهم وعلمائهم فقيل للأول ما تقول في عيسى؟ فقال : هو إله والله إله وأمه إله ، فتابعه على ذلك ناس وهم الإسرائيلية ، وقيل للرابع ما تقول؟ فقال : هو عبد الله ورسوله وهو المؤمن المسلم ، وقال أما تعلمون أن عيسى كان يطعم وينام وأن الله تعالى لا يجوز عليه ذلك؟ فخصمهم .

أما قوله : { ما كان لله أن يتخذ من ولد } فهو يحتمل أمرين : أحدهما : أن ثبوت الولد له محال
فقولنا : { ما كان لله أن يتخذ من ولد } كقوله ما كان لله أن يقول لأحد إنه ولدي لأن هذا الخبر كذب والكذب لا يليق بحكمة الله تعالى وكماله فقوله : { ما كان لله أن يتخذ من ولد } كقولنا : ما كان لله أن يظلم أي لا يليق ذلك بحكمته وكمال إلهيته ، واحتج الجبائي بالآية بناء على هذا التفسير أنه ليس لله أن يفعل كل شيء لأنه تعالى صرح بأنه ليس له هذا الإيجاد أي ليس له هذا الاختيار وأجاب أصحابنا عنه بأنه الكذب محال على الله تعالى فلا جرم قال : { ما كان لله أن يتخذ من ولد }


قوله : { سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون }

المسألة الأولى : أنه تعالى لما قال { سبحانه } ثم قال عقيبه : { إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } كان كالحجة على تنزيهه عن الولد وبيان ذلك أن الذي يجعل ولدا لله ، إما أن يكون قديما أزليا أو يكون محدثا فإن كان أزليا فهو محال لأنه لو كان واجبا لذاته لكان واجب الوجود أكثر من واحد . هذا خلف . وإن كان ممكنا لذاته كان مفتقرا في وجوده إلى الواجب لذاته غنيا لذاته فيكون الممكن محتاجا لذاته فيكون عبدا له لأنه لا معنى للعبودية إلا ذلك ، وأما إن كان الذي يجعل ولدا يكون محدثا فيكون وجوده بعد عدمه بخلق ذلك القديم وإيجاده وهو المراد من قوله : { إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } فيكون عبدا له لا ولدا له فثبت أنه يستحيل أن يكون لله ولد

المسألة الثانية : احتج الأصحاب بقوله : { إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } على قدم كلام الله تعالى
قالوا : لأن الآية تدل على أنه تعالى إذا أراد إحداث شيء قال له : كن فيكون فلو كان قوله كن محدثا لافتقر حدوثه إلى قول آخر ولزم التسلسل وهو محال ، فثبت أن قول الله قديم لا محدث ، واحتج المعتزلة بالآية على حدوث كلام الله تعالى من وجوه : أحدها : أنه تعالى أدخل عليه كلمة إذا وهذه الكلمة دالة على الاستقبال فوجب أن لا يحصل القول إلا في الاستقبال



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 6:03 pm



وثانيها : أن حرف الفاء للتعقيب والفاء في قوله { فإنما يقول له } يدل على تأخر ذلك القول عن ذلك القضاء والمتأخر عن غيره محدث .

وثالثها : الفاء في قوله : فيكون } يدل على حصول ذلك الشيء عقيب ذلك القول من غير فصل فيكون قول الله متقدما على حدوث الحادث تقدما بلا فصل والمتقدم على المحدث تقدما بلا فصل يكون محدثا ، فقول الله محدث .
واعلم أن استدلال الفريقين ضعيف ، أما استدلال الأصحاب فلأنه
يقتضي أن يكون قوله :{كن } قديما وذلك باطل بالاتفاق ، وأما استدلال المعتزلة فلأنه يقتضي أن يكون قول الله تعالى هو المركب من الحروف
والأصوات وهو محدث وذلك لا نزاع فيه إنما المدعي قدم شيء آخر .



المسألة الثالثة : من الناس من أجرى الآية على ظاهرها فزعم أنه تعالى إذا أحدث شيئا قال له كن وهذا ضعيف لأنه ، إما أن يقول له كن قبل حدوثه أو حال حدوثه . فإن كان الأول كان ذلك خطابا مع المعدوم وهو عبث وإن كان الثاني فهو حال حدوثه قد وجد بالقدرة والإرادة فأي تأثير لقوله كن فيه ، ومن الناس من زعم أن المراد من قوله : { كن } هو الخليق والتكوين وذلك لأن القدرة على الشيء غير وتكوين الشيء غير فإن الله سبحانه قادر في الأزل وغير مكون في الأزل ، ولأنه الآن قادر على عوالم سوى هذا العالم وغير مكون لها ، والقادرية غير المكونية والتكوين ليس هو نفس المكون لأنا نقول المكون إنما حدث لأن الله تعالى كونه فأوجده ، فلو كان التكوين نفس المكون لكان قولنا المكون إنما وجد بتكوين الله تعالى نازلا منزلة قولنا المكون إنما وجد بنفسه وذلك محال ، فثبت أن التكوين غير المكون فقوله : { كن } إشارة إلى الصفة المسماة بالتكوين ، وقال آخرون قوله : { كن } عبارة عن نفاذ قدرة الله تعالى ومشيئته في الممكنات . فإن وقوعها بتلك القدرة والإرادة من غير امتناع واندفاع يجري مجرى العبد المطيع المسخر المنقاد لأوامر مولاه ، فعبر الله تعالى عن ذلك المعنى بهذه العبارة على سبيل الاستعارة .


وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم (36) فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم (37) أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين (38) وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون (39) إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون (40)


اعلم أن قوله : { وإن الله ربى وربكم فاعبدوه }
المسألة الأولى : قرأ المدنيون وأبو عمرو بفتح أن ، ومعناه ولأنه ربي وربكم فاعبدوه
، وقرأ الكوفيون وأبو عبيدة بالكسر على الابتداء ، وفي حرف أبي { إن الله } بالكسر من غير واو أي بسبب ذلك فاعبدوه

المسألة الثانية : أنه لا يصح أن يقول الله : { وإن الله ربى وربكم فاعبدوه } فلا بد وأن يكون قائل هذا غير الله تعالى ، وفيه قولان :

الأول : التقدير فقل يا محمد إن الله ربي وربكم بعد إظهار البراهين الباهرة في أن عيسى هو عبد الله

الثاني : قال أبو مسلم الأصفهاني : الواو في وإن الله عطف على قول عيسى عليه السلام : { إنى عبد الله ءاتانى الكتاب } مريم : 30 - كأنه قال : إني عبد الله وإنه ربي وربكم فاعبدوه
وقال وهب بن منبه عهد إليهم حين أخبرهم عن بعثه ومولده ونعته أن الله ربي وربكم أي كلنا عبيد الله تعالى

المسألة الثالثة : قوله : { وإن الله ربى وربكم } يدل على أن مدبر الناس ومصلح أمورهم هو الله تعالى على خلاف قول المنجمين إن مدبر الناس ومصلح أمورهم في السعادة والشقاوة هي الكواكب ويدل أيضا على أن الإله واحد لأن لفظ الله اسم علم له سبحانه فلما قال :{إن الله ربى وربكم } أي لا رب للمخلوقات سوى الله تعالى وذلك يدل على التوحيد أما قوله : { فاعبدوه } فقد ثبت في أصول الفقه أن ترتيب الحكم على الوصف المناسب مشعر بالعلية فههنا الأمر بالعبادة وقع مرتبا على ذكر وصف الربوبية فدل على أنه إنما تلزمنا عبادته سبحانه لكونه ربا لنا ، وذلك يدل على أنه تعالى إنما تجب عبادته لكونه منعما على الخلائق بأصول النعم وفروعها ، ولذلك فإن إبراهيم عليه السلام لما منع أباه من عبادة الأوثان قال : { لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا } يعني أنها لما لم تكن منعمة على العباد لم تجز عبادتها ، وبهذه الآية ثبت أن الله تعالى لما كان ربا ومربيا لعباده وجب عبادته ،
فقد ثبت طردا وعكسا تعلق العبادة بكون المعبود منعما

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 6:08 pm



أما قوله : { هذا صراط مستقيم } يعني القول بالتوحيد ونفي الولد والصاحبة صراط مستقيم وأنه سمي هذا القول بالصراط المستقيم تشبيها بالطريق لأنه المؤدي إلى الجنة ،
أما قوله تعالى : { فاختلف الأحزاب من بينهم } ففي الأحزاب أقوال :

الأول : المراد فرق النصارى على ما بينا أقسامهم

الثاني : المراد النصارى واليهود فجعله بعضهم ولدا وبعضهم كذابا


الثالث : المراد الكفار الداخل فيهم اليهود والنصارى والكفار الذين كانوا في زمن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإذا قلنا المراد بقوله : { وإن الله ربى وربكم فاعبدوه } أي قل يا محمد إن الله ربي وربكم ، فهذا القول أظهر لأنه لا تخصيص فيه ، وكذا قوله : { فويل للذين كفروا } مؤكد لهذا الاحتمال ، وأما قوله : { من مشهد يوم عظيم } فالمشهد إما أن يكون هو الشهود وما يتعلق به أو الشهادة وما يتعلق بها.

أما الأول : فيحتمل أن يكون المراد من المشهد نفس شهودهم هول الحساب ، والجزاء في القيامة أو مكان الشهود فيه وهو الموقف ، أو وقت الشهود
وأما الشهادة فيحتمل أن يكون المراد شهادة الملائكة والأنبياء وشهادة ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بالكفر وسوء الأعمال ، وأن يكون مكان الشهادة أو وقتها ، وقيل : هو ما قالوه وشهدوا به في عيسى وأمه ، وإنما وصف ذلك المشهد بأنه عظيم لأنه لا شيء أعظم مما يشاهد في ذلك اليوم من محاسبة ومساءلة ، ولا شيء من المنافع أعظم مما هنالك من الثواب ولا بد من المضار أعظم مما هنالك من العقاب ، أما قوله تعالى : { أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا } ففيه مسائل :



لمسألة الأولى : قالوا : التعجب هو استعظام الشيء مع الجهل بسبب عظمه ، ثم يجوز استعمال لفظ التعجب عند مجرد الاستعظام من غير خفاء السبب أو من غير أن يكون للعظم سبب حصول ، قال الفراء قال سفيان : قرأت عند شريح : { بل عجبت ويسخرون } [ الصافات : 12 ] فقال : إن الله لا يعجب من شيء إنما يعجب من لا يعلم فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فقال : إن شريحا شاعر يعجبه علمه ، وعبد الله أعلم بذلك منه قرأها : { بل عجبت ويسخرون } ومعناه أنه صدر من الله تعالى فعل لو صدر مثله عن الخلق لدل على حصول التعجب في قلوبهم ، وبهذا التأويل يضاف المكر والاستهزاء إلى الله تعالى وإذا عرفت هذا فنقول : للتعجب صفتان : إحداهما : ما أفعله .

والثانية : أفعل به كقوله تعالى : { أسمع بهم وأبصر } والنحويون ذكروا له تأويلات : الأول : قالوا : أكرم بزيد أصله أكرم زيد أي صار ذا كرم
كأغد البعير أي صار ذا غدة إلا أنه خرج على لفظ الأمر ومعناه الخبر كما خرج على لفظ الخبر ما معناه الأمر كقوله تعالى : { والمطلقات يتربصن بأنفسهن
} البقرة : 228 ] ، { والوالدات يرضعن أولادهن } البقرة : 233 ، { قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمن مدا } مريم : 75

أي يمد له الرحمن مدا ، وكذا قولهم : رحمه الله خبر وإن كان معناه الدعاء والباء زائدة . الثاني : أن يقال إنه أمر لكل أحد بأن يجعل زيدا كريما أي بأن يصفه بالكرم ، والباء زائدة مثل قوله : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } البقرة
195
ولقد سمعت لبعض الأدباء فيه تأويلا .

ثالثا : وهو أن قولك أكرم بزيد يفيد أن زيدا بلغ في الكرم إلى حيث كأنه في ذاته صار كرما حتى لو أردت جعل غيره كريما فهو الذي يلصقك بمقصودك ويحصل لك غرضك ، كما أن من قال : أكتب بالقلم فمعناه أن القلم هو الذي يلصقك بمقصودك ويحصل لك غرضك


المسألة الثانية : قوله { أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا } فيه ثلاثة أوجه .

أحدها : وهو المشهور الأقوى أن معناه ما أسمعهم وما أبصرهم والتعجب على الله تعالى محال كما تقدم ، وإنما المراد أن أسماعهم وأبصارهم يومئذ جدير بأن يتعجب منهما بعدما كانوا صما وعميا في الدنيا ، وقيل : معناه التهديد مما سيسمعون وسيبصرون مما يسوء بصرهم ويصدع قلوبهم .

وثانيها : قال القاضي ويحتمل أن يكون المراد أسمع هؤلاء وأبصرهم أي عرفهم حال القوم الذين يأتوننا ليعتبروا وينزجروا . وثالثها : قال الجبائي
ويجوز أسمع الناس بهؤلاء وأبصرهم بهم ليعرفوا أمرهم وسوء عاقبتهم فينزجروا عن الإتيان بمثل فعلهم أما قوله : { لكن الظالمون اليوم فى ضلال مبين } ففيه قولان : الأول : لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وفي الآخرة يعرفون الحق . والثاني : { لكن الظالمون اليوم فى ضلال مبين } وهم في الآخرة في ضلال عن الجنة بخلاف المؤمنين ، وأما قوله تعالى : { وأنذرهم } فلا شبهة في أنه أمر لمحمد صلى الله عليه وسلم بأن ينذر من في زمانه فيصلح بأن يجعل هذا كالدلالة على أن قوله فاختلف الأحزاب أراد به اختلاف جميعهم في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وأما الإنذار فهو التخويف من العذاب لكي يحذروا من ترك عبادة الله تعالى وأما يوم الحسرة فلا شبهة في أنه يوم القيامة من حيث يكثر التحسر من أهل النار وقيل يتحسر أيضا في الجنة إذا لم يكن من السابقين الواصلين إلى الدرجات العالية

والأول هو الصحيح لأن الحسرة غم وذلك لا يليق بأهل الثواب ، أما قوله تعالى : { إذ قضى الأمر }

ففيه وجوه :

أحدها : إذ قضى الأمر ببيان الدلائل وشرح أمرالثواب والعقاب


وثانيها : إذ قضى الأمر يوم الحسرة بفناء الدنيا وزوال التكليف والأول أقرب لقوله : { وهم لا يؤمنون } فكأنه تعالى بين أنه ظهرت الحجج والبينات وهم في غفلة وهم لا يؤمنون

وثالثها : روي أنه سئل النبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2012 6:10 pm


وأعود سريعا بإذن الله تعالى إلى الحديث الذي سقتيه

دائماً ما نرى كل غريب من النصارى ومن شبهاتهم ، ومن ضمن هذه الشبهات الغبية بعض المحاولات لإثبات ما يُسمى بلاهوت المسيح صلى الله عليه وسلم من خلال بعض الآيات والأحاديث سواء أن كان إستشادهم هذا عن جهالة أو مغالطة أو أو أو ....

ومن ضمن هذه المحاولات ما ناقشوه حول هذا الحديث الشريف :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَيْهِ بِإِصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ غَيْرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ".
الرواية صحيحة أخرجها البخاري ومسلم وغيرهما
أخرجها البخاري في صحيحه 59 : بدء الخلق 11 : ب : صفة إبليس وجنوده ح 3286 ج 2 ص 235 ، و 60 : ك : أحاديث الأنبياء 44 : ب : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ( 16 ) مريم . {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }آل عمران . إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ..... إلى قوله إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ . آل عمران 33 ، 37 ، ح 3431 من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة بفلظ : ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان ...... . ج 2 ص 368 . ط دار المنار 1422 هـ .

ومسلم في الصحيح بلفظ : ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان .... . 43 : ك : الفضائل 40 : ب : فضائل عيسى عليه السلام ح 2366 ج 7 ص 338 بشرح القاضي عياض . دار الوفاء – الطبعة الأولي 1419 هـ .

والبغوي في شرح السنة ب : فتنة الشيطان ج 14 ص 405 ح 4209 ، وقال هذا حديث متفق على صحته
أخرجه مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن أبي اليمان. وروى سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان ". ج 14 ص 405 ح 4209 ط المكتب الإسلامي 104 هـ .


وأحمد في المسند ح 8237 من طريق عجلان عن أبي هريرة، وقال الأرنؤوط في تعليقه على المسند صحيح وهذا إسناد حسن ، ج 2 ص 319 . مؤسسة الرسالة – الطبعة الثانية 1420 هـ

ثانياً الدراية :

يجب أولاً أن نعلم السبب والعلة في ذلك ، وهي أن الله سبحانه وتعالى حفظ المسيح وأمه من نخس الشيطان ببركة دعاء أم مريم أمرأة عمران حيث قالت - منة المنعم في شرح صحيح مسلم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ج 4 ص 62 . ط دار السلام – الطبعة الأولى 1420 هـ .
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ - سورة آل عمران الآية 36

ثانياً :

لم تك هذه خاصية وميزة تفرد بها سيدنا المسيح عيسى بن مريم بل أن هذا حال جميع الأنبياء وأشار القاضي (الإمام الحافظ أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي المتوفى سنة 569 هـ, إلى أن جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يشاركون عيسى عليه الصلاة السلام في ذلك وقال القرطبي هو قول قتادة - عمدة القاري 544 ج 15 ص 176 . ط الكتب العلمية – الطبعة الأولى 1421 هـ


ثالثاً :

لا يُقهم من هذا أن نخس الشيطان يلزم منه إضلال المنخوس وإغواؤه ، فإن ذلك ظن فاسد ، وكم قد تعرض الشيطان للأنبياء والأولياء بأنواع الإفساد ، والإغواء ، ومع ذلك يعصمُهم الله مما يرومه الشيطان
كما قال الله تعالى
:{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ) سورة الإسراء آية 65
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ج 6 ص 178 ط دار بن كثير - الأولى 1417هـ

ولا مخالفة لما ثبت من عصمة الأنبياء بل ظاهر الخبر أن إبليس ممكن من مس كل مولود عند ولادته، لكن من عباد الله المخلصين لم يضره ذلك المس أصلا، واستثنى من المخلصين مريم وابنها فإنه ذهب يمس على عادته فحيل بينه وبين ذلك، فهذا وجه الاختصاص، ولا يلزم منه تسلطه على غيرهما
من المخلصين- فتح الباري للحافظ بن حجر ج 8 ص 212 – الطبعة السلفية


رابعاً :

ان كل واحد من بني آدم قد وكل به قرينه من الشياطين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا فمريم وابنها وإن عصما من نخسه – فلم يُعصما من ملازمته ومقارنته . وقد خص الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بخاصية كمل عليه بها إنعامه بأن أعانه على شيطانه حتى صح
إسلامه ، فلا يكون عنده شر ولا يأمر إلا بخير وهذه خاصة لم يؤتها أحد غيره ، لا عيسى ، ولا أمه - المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ج 6 ص 178 ط دار بن كثير
- الأولى 1417هـ -

وهنا لابد من المقارنة بين الإسلام والنصرانية، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبَيْهِ
بِإِصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ غَيْرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَهَبَ يَطْعُنُ
فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ"


أما كتاب النصارى فيقول : (انجيل متى 4: 1-4).

“ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيراً. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً فَأَجَابَ مَكْتُوبٌ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللّهِ”

فهذا يثبت مرة أخرى أن الإسلام العظيم هو من كرم من شخص المسيح عليه الصلاة والسلام

أرجو أن أكون قد وفقني الله فما كان من صواب فهو من الله وما كان غير ذلك فمني ومني اليشطان

وأسال الله أن يهديكِ أختاه للحق والحمد لله رب العالمين

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأصحابه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة والأولياء والصالحين







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالخميس مايو 17, 2012 2:16 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الذي لا معبود بحق سواه الذي أرسل الرسل لهداية

العالمين أجمعين سبحانه وتعالى لم يتخذ صاحبة ولا ولد ولم يكن له شريك ولا ند ولا شبيه ولا مثيل

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد رسول الله وعلى أزواجه وآله وأصحابه    




السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أستاذة نورهان وجعله الله في ميزان حسناتك

ويزيدك من علمه و فيوضاته سبحانه وتعالى

وإلى الأخت ماريانا

نسأل الله لكِ الهداية لطريق الحق

ولتعلمي أن سيدنا عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله ومن أولوا العزم الخمسة  وأيده ربه سبحانه وتعالى بمعجزات كأي نبي من الأنبياء والمرسلين , حيث بعث الله كل نبي من الأنبياء بمعجزة تناسب أهل زمانه وتخلتف المعجزات ويتشابه بعضها في بعض الأحيان

فمثلاً معجزة إحياء الموتى أيد بها الله تبارك وتعالي نبيه سيدنا إبراهيم في إحياء الطير فقال الله تعالي




بسم الله الرحمن الرحيم




( قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ  اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ  يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌحَكِيمٌ) سورة البقرة 260

عن ابن عباس رضي الله عنهما :  فَصُرْهُنَّ إِلَيْك - أوثقهن، فلما  أوثقهن ذبحهن، ثم جعل على كل جبل منهن جزءًا، فذكروا أنه عمد إلى أربعة من الطير فذبحهن، ثم قطعهن ونتف ريشهن، ومزقهن وخلط بعضهن في ببعض، ثم جزأهن  أجزاءً، وجعل على كل جبل منهن جزءًا، وأخذ رؤوسهن بيده، ثم أمره الله عز  وجل، أن يدعوهن، فدعاهن كما أمره الله عز وجل، فجعل ينظر إلى الريش يطيرإلى الريش، والدم إلى الدم، واللحم إلى اللحم، والأجزاء من كل طائر يتصل بعضها إلى بعض، حتى قام كل طائر على حدته، وأتينه يمشين سعيا ليكون أبلغ  له في الرؤية التي سألها، وجعل كل طائر يجيء ليأخذ رأسه الذي في يد إبراهيم، عليه السلام، فإذا قدم له غير رأسه يأباه، فإذا قدم إليه رأسه تركب مع بقية جثته بحول الله وقوته؛ ولهذا قال: {وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي: عزيز لا يغلبه شيء، ولا  يمتنع منه شيء، وما شاء كان بلا ممانع لأنه العظيم القاهر لكل شيء، حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره




وهذه المعجزة تتكرر مع نبي الله سيدنا موسى عليه السلام  




إحياء قتيل بني إسرائيل وتحويل العصا لحية تسعى




( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ  يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) البقرة 72- 73




روى المفسرون أنّ  رجلاً من بني إسرائيل قتل قريباً له غنياً ، ليرثه ، وأخفى قتله له ، ورغب  اليهود في معرفة قاتله ، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ، ويضربوا بعض القتيل ببعض البقرة ، ليحيا ويخبر عن قاتله ، وقد قاموا بذبح هذه البقرة بعد  تساؤلات بينهم وبين موسى تكشف عن لجاجهم وعنادهم ، ثمّ ضربوا بعض القتيل  بها ، فقام حيّاً وأوداجه تشخب دماً ، وقال : «  قتلني فلان ابن عمي » ،  ثمّ قبض




إنّه سبحانه وإن كان قادراً على إحيائه من دون ذبح البقرة ، ولكنه أمرهم بذلك لأنّهم سألوا سيدنا موسى عليه السلام أن يبيّن لهم حال القتيل ، وهم كانوا يعدّون القربان من أعظم القربات فأمرهم الله بتقديم هذه القربة تعليماً منه لكلّ من صعب عليه أمر من الأُمور ، أن يقدّم نوعاً من القرب قبل أن يسأل الله تعالى كشف ذلك عنه ، ليكون أقرب  إلى الإجابة ، وإنّما أمرهم بضرب بعض القتيل ، ببعض البقرة ، بعد أن جعل  اختيار وقت الإحياء إليهم ، ليعلموا أنّ الله سبحانه وتعالى قادرٌ على  إحياء الموتى في كل وقت من الأوقات ، ومعنى قوله : { اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى } ، إنّهم ضربوه فأُحيي ،

مثل قوله سبحانه : { اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ } ، أي فضربه  فانفلق ، وقوله : { كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ } ، يراد منه تفهيم قوم موسى  بأنّهم إ عاينوا إحياء الميت ، فليعلموا أنّ الله قادر على إحياء الموتى للحساب والجزاء




العصا:




( فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ  ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ) الشعراء




(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) الأعراف: 117




لو تأملنا جيداً المواقف الثلاثة نجد أن الموقف الأول عندما أمر الله موسى أن يلقي عصاه وهو في الوادي المقدس، تحولت العصا إلى (حيَّة) صغيرة، وهذا  مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة، وليس المطلوب أن يخاف منها، لذلك تحولت العصا إلى حية




أما في الموقف الثاني أمام فرعون فالمطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى عليه السلام، ولذلك فقد تحولت العصا إلى ثعبان، والثعبان في اللغة هو الحية الكبيرة – انظر - الفيروز آبادي، المعجم المحيط، معنى كلمة (ثعبان)، دار المعرفة، بيروت 2005




وهكذا نجد أن الآيات التي ذُكرت فيها كلمة (ثعبان) تختص بهذا الموقف أمام فرعون




ولكن في الموقف الثالث أمام السّحَرَة نجد أن القرآن لا يتحدث أبداً عن عملية  تحول العصا إلى ثعبان أو حية، بل نجد أن العصا تبتلع ما يأفكون، فلماذا؟




إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس بأن الحبال تتحرك وتسعى،  كما قال تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ  مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) طه: 66




وهنا  ليس المطلوب أن يخاف الناس   بالثعبان، وليس المطلوب أن تتحول العصا إلى  حية، بل المطلوب أن تتحرك العصا وتلتهم جميع الحبال والعصِيَ بشكل حقيقي،  ونؤكد بشكل حقيقي لإقناع السحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل،  وعصا موسى عليه السلام تمثل الحق والصدق، ولذلك يقول تعالى (قَالُوا يَا  مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ *  قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ  وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى  مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ *  فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) الأعراف: 115-122




وكلمة (حيَّة) لم تُذكر في القرآن  إلا مرة واحدة عندما أمر الله تعالى نبيه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يلقي العصا وهو في الوادي المقدس  

فتحولت إلى حية تسعى. وجاءت هذه الكلمة مناسبة للموقف




أما كلمة (ثعبان) فقد تكررت في القرآن كله مرتين فقط ، وفي كلتا المرتين كان  الحديث عندما ألقى نبي الله سيدنا موسى عليه السلام عصاه أمام فرعون، وكانت هذه الكلمة هي المناسبة في هذا الموقف لأن الثعبان أكبر من الحية وأكثر إخافة لفرعون




ولنرى أن جميع معجزات إحياء الموتى سواء لنبي الله سيدنا إبراهيم أو نبي الله  سيدنا موسى أو نبي الله سيدنا عيسى وجميعهم من أولوا العزم الخمسة صلوات الله وسلامه عليهم , كانت هذه المعجزات إحياء من عناصر موجودة ومهيئة وليس خلقها من العدم , كخلق الله تعالى لآدم عليه السلام

من العدم بمعني أنه  لم يكون موجودا أصلاً , أما الطير لسيدنا إبراهيم عليه السلام فكان موجود طائرا يطير بجناحيه فأخذه وذبحه وقطعه وخلط أجزائه ببعضها ثم دعاه فعاد  طيراً بإذن الله تعالى ولم يقل إبراهيم ها أنا أحيي حاشا لله أن يقول هذا النبي ذلك , بل على العكس عندما سأله الملك قائلا من ربك قال ربي الذي  يحيي ويميت فقال له الملك  أنا أحيي وأميت , فلم يقل نبي الله إبراهيم عليه السلام أنا أحيي وأميت في الوقت الذي كانت معه هذه المعجزة وإنما قال ربي  الذي يحيي ويميت




(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ  قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ  الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ  وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) البقرة 258




وكذلك سيدنا موسى عليه السلام أحيا قتيل بني إسرائيل بإذن الله تعالى بعد أن  قدموا القربان بذبح البقرة  وذلك من شيء موجودة به العناصر وليس من العدم

)

وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ  يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ  تَعْقِلُونَ) البقرة 72- 73  هذا ما قاله نبي الله موسي عليه السلام كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ  تَعْقِلُونَ) ولم ينسب الإحياء له حاشا لله أن ينسب هذا النبي ذلك لنفسه




وهذا عبد الله ورسوله سيدنا عيسى عليه السلام  قال :{ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ  مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ

فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ  وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ  فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى  مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ  الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ  بِأَنَّا مُسْلِمُونَ  (آل عمران 49- 52




نلحظ أنه  قال بإذن الله مرتين – مرة في قوله (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ

) ومرة في قوله  ( وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي  الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ )




يصور من الطين شكل طير، ثم ينفخُ فيه، فيطير عيانًا بإذن الله، عز وجل، الذي جعل هذا معجزة  يَدُلّ على أن الله أرسله , وكان يطير ما دام الناس ينظرون إليه فإذا غاب  عن أعينهم سقط ميتا ليتميز فعل الخلق من فعل الله تعالى




فكان تسوية الطين والنفخ من عيسى والخلق من الله، كما أن النفخ في أمه السيدة مريم من جبريل والخلق من الله




وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر من طرق عن ابن عباس قال : كانت اليهود يجتمعون إلى عيسى ويستهزئون به ويقولون له : يا عيسى ما أكل فلان البارحة ، وما ادخر  في بيته لغد  فيخبرهم فيسخرون منه حتى طال ذلك به وبهم ، وكان عيسى عليه  السلام ليس له قرار ولا موضع يعرف إنما هو سائح في الأرض ، فمر ذات يوم  بامرأة قاعدة عند قبر وهي تبكي فسألها . . . ؟ فقالت : ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها . فصلى عيسى ركعتين ثم نادى : يا فلانة قومي بإذن الرحمن  فاخرجي فتحرك القبر ثم نادى الثانية فانصدع القبر ، ثم نادى الثالثة فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب فقالت أماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين؟

يا أماه اصبري واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا ، يا روح الله سل ربي أن  يردني إلى الآخرة ، وأن يهوّن علي كرب الموت فدعا ربه ، فقبضها إليه فاستوت عليها الأرض .

فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضباً ، وكان ملك منهم في ناحية في مدينة لها نصيبين جباراً عاتياً ، وأمر عيسى بالمسير إليه ليدعوه وأهل تلك المدينة إلى المراجعة ، فمضى حتى شارف المدينة ومعه الحواريون

فقال لأصحابه : ألا رجل منكم ينطلق إلى المدينة فينادي فيها فيقول : إن  عيسى عبد الله ورسوله . فقام رجل من الحواريين يقال له يعقوب فقال : أنا يا روح الله . قال : فاذهب فأنت أول من يتبرأ مني ، فقام آخر يقول له توصار

وقال له : أنا معه قال : وأنت معه ومشيا ، فقام شمعون فقال : يا روح الله  أكون ثالثهم فائذن لي أن أنال منك أن اضطررت إلى ذلك؟

قال : نعم




إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيم







نسال الله تبارك وتعالى أن يهدينا وإياكِ إلى سبيل الرشاد




وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وذريته وأصحابه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة

ورضي الله تبارك وتعالى عن سادتنا من الأولياء ومشايخنا والصالحين


عدل سابقا من قبل الهوارى في الجمعة مايو 27, 2022 11:01 am عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عدوية
عضو سوبر
عضو سوبر




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 05, 2012 3:41 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختى الفاضلة نورهان العدوية
جزاكِ الله خير الجزاء
وفتح الله عليكِ فتوح العارفين

شيخي القاضل الهوارى

وفتح الله عليك فتوح العارفينجزاك الله خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رباب العدوية
عضو مميز
عضو مميز
رباب العدوية



ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 12, 2012 12:53 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختى الفاضلة نورهان العدوية
جزاكِ الله خير الجزاء
وفتح الله عليكِ فتوح العارفين

شيخي القاضل الهوارى

وفتح الله عليك فتوح العارفين
جزاك الله خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منار العدوى
عضو سوبر
عضو سوبر




ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 12, 2012 5:31 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
صدق الله العظيم
أختى الفاضلة نورهان العدوية
جزاكِ الله خير الجزاء
وفتح الله عليكِ فتوح العارفين

شيخي الفاضل الهوارى

فتح الله عليك فتوح العارفين وجزاك الله خيرا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زيزي
عضو مميز
عضو مميز
زيزي



ميزة من ميزات تفرد بها المسيح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ميزة من ميزات تفرد بها المسيح   ميزة من ميزات تفرد بها المسيح I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 22, 2022 2:35 pm

أختى الفاضلة نورهان العدوية
جزاكِ الله خير الجزاء
وفتح الله عليكِ فتوح العارفين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ميزة من ميزات تفرد بها المسيح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل المسيح إله - الشيخ ديدات
» المسيح والرفع المبارك
» «البريد»: سيكون بإمكان المواطنين شراء الخبز بـ«ميزة» وكل أنواع البطاقات
» بعض ميزات سيدنا النبي محمد رسول الله صلّ الله عليه وسلم
» حب المسيح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: منتدى الحوار الإسلامي والرد على الشبهات-
انتقل الى: