| بشائر الفضل الإلهى | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: بشائر الفضل الإلهى الأحد أغسطس 26, 2012 3:20 pm | |
| بشـــــــــائر الفضل الإلهىّ *****************
1- فى العقيدة *******
البشرى الأولى: وهى منبع البشريات
بشرى: (وبشِّر المؤمنين)
وهذه البشرى الأولى .. وهى التى نبعت منها كل البشريات .. وأسميناها منبع البشريات
لأنها البشرى التى أمر الله تعالى حبيبه صلى الله عليه وسلم فيها أن يبشِّرنا بفضل الله الكبير علينا.
فقضى صلى الله عليه وسلم عمره الشريف .. ولم يترك مناسبة فيها البشرى إلا وساقها لنا، وعرفنا بها،
فحبَّبنا فى الله، وبشرنا بفضل الله!!!!
بل ومن سعة فضل الله علينا .. أنه عزَّ وجلَّ جعل تبشيرنا -على يد حبيبه ومصطفاه -
ليس أمراً عارضاً - مع كمال علمه سبحانه بحبِّه صلى الله عليه وسلم لنا، وعطفه علينا -
بل جعلها وظيفة له صلى الله عليه وسلم يقوم بِها بأمر الله ما استطاع لذلك سبيلا،
فصار تبشير رسول الله لنا من النعم التى أنعم الله علينا بِها، وأمر حبيبه فى أن يقوم بها للمؤمنين،
ويوالينا بِها كل وقت وحين، قال عزَّ وجلَّ:
(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا)
(47-الأحزاب).
فكيف يتأتى لنا شكره صلى الله عليه وسلم؟!!!
أو يمكننا أن نجزيه ذرة مما تفضل به علينا وقدمه لنا؟!!!!
فاللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وأجزه عنا خير ما جزيت نبياً أو رسولاً عن أمته.
ومن كل هذا الفضل العظيم - الذى فوق التخصيص والتعميم، والذى يتعدى حدود الخيال والمفاهيم -
أتت جميع البشريات من الله العلى العظيم، ساقها لنا نبيُّه الرؤوف الرحيم.
****************
وصلى الله على البشير النذير، والسراج المنير وآله بدور التمام، وأصحابه نجوم الدجى والظلام، والداعين بدعوته فى
كل وقت وآن، إلى يوم لقائك يا رحيم يا رحمن.
من كتاب: ((بشائر الفضل الإلهىّ))
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد - رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله - مصر.
************
يتبع إن شـــــــاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد أغسطس 26, 2012 3:24 pm | |
| تابع البشرى الأولى:(وبشِّر المؤمنين)
*************
ونذكر شيئاً من أقوال العارفين فى البشرى، فمنها قول أحدهم:
تَبَسَّمَ ثَغْرُ الكَوْنِ عَنْ لُؤلُؤِ الرِّفْدِ *** فَبَشِّرْ أخَا الإسلامِ بِالرِّفْقِ والوَعْدِ
آىُ القُران جاءتْ بالذِّكْرِ والرُّشْدِ *** وأفْرَاحُ إكرَامَاتِ الربِّ ذي المَجْدِ
مَا نَطَقَ عَنْ هَوىٍ قَدْ جَاءَ بِالسَّعْدِ *** وَبُشرياتٍ تَعَالَتْ عَنْ العَدِّ والحَدِّ
وقال الآخر - مشجِّعاً الأمة على نشر البشرى، وإبعاد شبح الخوف والترهيب،
واستمالة الخلق للإسلام، وإعادة البهجة إلى أهله، فقال:
تحيا القلوب بأخبار مبشرةٍ ^^^ وتنطفىء لو سمتها خوفاً وإرهابا
فبشّروا بكتابِ اللـه واجتمعوا ^^^ مبشِّرين غلِّقوا للخوف أبوابا
عسى تعيدوا للإسلامِ بهجتَه ^^^ ويهنا كلُّ عبد من خوفه ذابا
واتلوا من الذكر آيات مُفَرِّحَةً ^^^ يا قومنا أبشروا إنَّ الربَّ توَّابا
وقال الإمام أبو العزائم رضى الله عنه - فى طلب البشريات من سيد السادات صلى الله عليه وسلم:
أسعدْ معنىً كئيباً منك يا أملي *** حتى أفوز بلا كدٍّ ولا كسب
فضلا تَمُنُّ به من فَيْـضِ عاطفة *** يا رحمة الله يا ذا المنهل العذب
انظر إلى مغرم في لوعة وضنىَ *** أسعده يا سيدي بالودِّ والقُرب
أنت الرؤوف رحيم والغياث لمن *** ناداك متوسلاً يرجو رضا الرَّب
أحْيِ مُواتي بنظراتٍ تُجَمِّلُني *** بحُــلَّة النَّسَبِِ العـالي إلى الأب
لي نسبة وذنوبي لستٌ أحصوها *** ونسبتي لَكُمُ يا ســيِّدي حسـبي
يا نعمة الله لي أمل ولا عمل *** أرجوه إلا عميم العفو من ربي
أنت الوسيلة أنجد ضارعا وَلِهاً *** أنت الشفيع ليوم الموقف الصعب
أنت السِّراجُ منـيرٌ والبشيرُ لنا *** والغوث يا سيدي والنور في قلبي
في {والضحى} آية البشرى أكررها *** أكْرِمْ مُحِبـًّـا بِصَـــافي الودِّ والشرب
كنْ لي وللآل والأولاد قاطبــة *** والمسلمـين وللأبدال والصحـب
ودًّا لكل بني الإسلام يجمعهم *** يُمحِي الضلال ويُمحي موجب الكرب
تحي به السُّنة السمحا وتسـعدني *** بنور ميراث أهل الصدق والحب
صل على المصطفى ربي وأسعدني *** بخالص الإجتلا والفتح والقرب
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يتبع إن شاء المولى تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد أغسطس 26, 2012 3:28 pm | |
| البشرى الثانية
************
بشرى تكثير الحسنات وتقليل السيئات
******************
وتَمَعَّنُوا فى بشرى الآية وفى سرِّها - يا إخوانى - تجدوا عجباً عُجاباً!!
فإن الله لم يقل (ثواباً) ولا (أجراً) بل قال: (قضلاً)، وهناك فرق بين الثواب والأجر وبين الفضل.
فالثواب والأجر يكون على حسب الموازين الربَّانية التى جعلها الله عزَّ وجلَّ
ثواباً وأجراً على الأعمال الصالحة فى الحياة الدنيوية،
وقد أعطى الله هذه اللائحة للكرام الكاتبين ليسجلوا بها أعمال المؤمنين،
ويحسبوا عليها حسابات المتقين والعابدين والصالحين.
لكن الله عزَّ وجلَّ إدَّخر لهذه الأمة فوق الثواب والأجر .. (الفضل)، والفضل من الله لا يعلم مداه إلا الله.
وأول بشريات موازين الفضل الربانية تلك، هى بشرى قوله تعالى:
(إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)
(40-النساء).
فأولها أن لا يظلمنا مثقال ذرة من الخير عملناها - مهما تناهت فى صغرها أو دقَّتـها -
ولو كنت حتى لا تدرى ولا تحسُّ لها بقيمة، فهو يعلمها ويجزيك عنها.
{وَقَدْ رُوِيَ: أَنَّ السيدة عَائِشَةَ رضى الله عنها أَعْطَتْ سَائِلا حَبَّةَ عِنَبٍ، فَأَخَذَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ اسْتِحْقَارًا لَهَا،
فَقَالَتْ لَهُ زَجْرًا: كَمْ فِي هَذِهِ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ؟!! وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)
(7-الزلزلة)}
(حاشية البيجرمي على الخطيب، إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين )
فالله يحاسب الأمم السابقة كلها بالعدل، أما أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسابُها بالفضل،
ولذلك لا يستطيع أحد من السابقين أو اللاحقين أو الملائكة المقربين أن يعرف أو يطلع على عمل
أقل رجل من المسلمين، لأن عمله الذي تظنه حقيراً تجده عند الله عزَّ وجلَّ عظيم:
(وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
(15-النور)
*************************
يتبع إن شاء الله تعالى[b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد أغسطس 26, 2012 3:32 pm | |
| تابع: البشرى الثانية
************
وتتوالى البشريات فى الآية!!
وتأتى خصوصية أخرى فضلاً من الله لهذه الأمة وعناية!!
(وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ) وهذه غاية الأجر ضعفين، (وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)
وتلك زيادة فى الخصوصية للأمة المحمدية، فضلاً من الله عزَّ وجلَّ لأتباع حبيبه صلى الله عليه وسلم،
ولذا ورد من فضل الله علينا فى حديثه القدسي أنه قال:
{وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً}
مع أنه همَّ بسوء وشرٍّ!! لكن كونه حبس أعضاءه عن فعلها فهو بذلك قد جاهد نفسه،
ونظير هذا الجهاد يعطيه الله عليه حسنة:
{ وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا الله سَيِّئَةً وَاحِدَةً }
(صحيح مسلم عن ابن عباس)
ويعفو الله لمن تاب وأناب ورجع إلى الله عزَّ وجلَّ،
وذلك لأن الله يأمر الكرام الكاتبين إذا سجلوا السيئة ألا يسارعوا فى تثبيتها،
بل يكتبوها ويتركوا للعبد الذي فعلها فرصة لعله يرجع إلى الله ويتوب إلى الله، فيأمرهم الله عزَّ وجلَّ بمحوها إذ يقول:
(يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)
(39-الرعد)
وقوله صلى الله عليه وسلم:
{فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا الله عزَّ وجلَّ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ
إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ}
(صحيح مسلم عن ابن عباس.).
وهذا كله فى ميدان الأجر والثواب الذى هو فوق العقل والحساب!
أما ميدان الفضل فلا تعلمه الملائكة - إن كان الكرام الكاتبين، أو أهل عالين، أو أهل عليين -
ولا حتى أهل اللوح المحفوظ، وإنما الأمر مفوض إلى ربِّ العالمين عزَّ وجلَّ،
وإليه يشير الحديث القدسى:
{كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ. الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَىٰ سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ.
قَالَ اللّهُ عزَّ وجلَّ: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ}
فما هذه السبعمائة ضعف وأين تبلغ؟!!!!إن الله لم يقل سبعمائة أمثالها!
فلو كان ذلك لفهمنا أنه سبعمائة حسنة! ولكن قال: (سبعمائة ضعف)
فهل يضاعفها الله سبعمائة مرة؟!
أتدرون لو ضوعف شيىء سبعمائة مرة كما يبلغ؟!! إحسبوا يا أهل الحساب!
أى لو ضاعفت رقماً، ثم ضاعفته ثانية! ثم ثالثة؟ فإنك لو ضاعفت رقما عشر مرات لصار أكبر من أصله
ما يزيد عن ألف مرة!! ولو ضاعفته عشرين لصار أكثر من مليون مثل!! فكم تبلغ مائة مرة فقط!
وأين تصل السبعمائة إذاً! بل والله فوق هذا وأعظم و أعلى!
(لأنك لو ضاعفت عدداً عشر مرات فقط لصار 1024 مثلاً،
ولوضاعفته عشرين مرة لصار 1048576 مثلاً، وإذا ضعفته ستون مرة لصار أكثر من مليون مليار ضعف بكثير
( أى واحد صحيح وعلى يمينه أكثر من ثمانية عشر صفراً)!!!)
هل يتذكر أحدكم قصة الحكيم الذى إخترع لعبة الشطرنج،
فأراد ملك الصين مكافأته،
فطلب الحكيم أن يعطيه الملك حبوباً من القمح بمضاعفات مربعات اللعبة - وهى أربعة وستون –
فاغتاظ الملك أنه طلب طلباً حقيراً منه! فلما أصرَّ! لم يجد الخزنة فى المملكة أعداداً من الحبوب تكفى أن يضاعف
الحبة الأولى أربعة وستين مرة!!!!!!
فمن الذي يعرف مقدار قيمة هذا الفضل الكبير؟
أو من يستطيع أن يعرف جزاء الصوم مثلاً؟!!
من يستطيع معرفة حدود تلك البشرى؟!!!
لا يستطيع أحد معرفته من الأولين والآخرين! ولا من الجن! ولا من الإنس!
ولا من الملائكة ولا حتى المقربين!!
وذلك لأن الله عزَّ وجلَّ نسب الفضل لذاته! ثم عظَّم الفضل!! فأين يبلغ ما عظم الله؟!!!!!!
لا أحدُ يعرف أبداً ... قال عزَّ وجلَّ فى سورة الجمعة:
(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
(3-الجمعة)
* * * * * * * * * * * * *
يتبع إن شــــــــــــــــــــــــاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد أغسطس 26, 2012 3:48 pm | |
| تابع : البشرى الثانية
***********
وقد قال سيدى أحمد بن على بن مشرف رضى الله عنه:
وصيح بكل العالمين فاحضروا **** وقيل قفـوهم للحساب ليُسـألوا
فذلك يوم لا تحـد كروبـــــــــــه **** بوصف فان الأمر أدهى وأهولُ
يحاسب فيه المرء عن كل سعيه *** وكل يجـازي بالذي كان يعمــــلُ
وتوزن أعمال العباد جميعها **** وقد فاز من ميزان تقـواه يثقـلُ
وفي الحسنات الأجر يلقى مضاعفاً ** وبالمثل تجزي السيئات وتعـدلُ
ولا يدرك الغفران من مات مشركاً ** وأعمالـه مردودةٌ ليس تُقبــــلُ
ويَغْفِرُ غير الشرك ربي لمن يشاء ** وحسن الرجا والظن في الله أجملُ
وإن جنــــــان الخلد تبقى ومن بها ** مقيماً على طول المدى ليس يرحلُ
أعدَّت لمن يخشـــــى الإلـه ويتقي ** ومات على التوحيـــــــد فهو مهللُ
وينظر من فيها إلى وجــــه ربه *** بذا نطـق الوحي المبــــين المـنزلُ
وقال الإمام أبو العزائم فى دعائه لمولاه فى هذا الباب والرحاب:
بخضـــــوع من فضله بإعتقاد ^^^^ إسأل الله ضارعاً يا فؤادي
والرضا والجمال عين مرادي ^^^^ يا ملبي الداعــي ســألتك ربي
لي تجلَّ بواســــــع الإمـــــداد ^^^^ باسمك الأعظم العلي تعالى
من جمال العطا وخير الأيادي ^^^^ نجِّحن مقصـدي أعـني بودٍّ
بجمال الوهـــاب والجـــــواد ^^^^ أنت ربى وأنت حسبي تعطف
أعطني فوق مقصدي ومرادي ^^^ قابل التوب غافر الذنب ربي
بجمال الحسنات هب لي رشادي ^^ بدلن كل ســـــــــيئاتي إلهي
مَكِّنَنْ لي في الأرض بالإسعاد ^^^ واجعلني الإمـــام وارث نور
وبفضــــــــل الولي والإمــــداد ^^^ جملن ظاهــــري بعز عزيز
وبحب بكامل الإعتقــــــــــــــاد ^^^ جملن باطني بحـــــــق يقين
وضياء الهدى لهم بالـــــوداد ^^^^ واجعلني كنز الغنى للأحبَّا
وصلاة على الحبيب الهادي ^^^^ نجِّح القصد أعطني السـؤل ربي
*****************************
يتبع إن شــــــــــــــــــــــــاء المولى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الجمعة أغسطس 31, 2012 1:37 am | |
| البشرى الثالثة
******** بشرى مضاعفة الأعمال بالنيات
وبشريات إخلاص النيَّة وصلاح الطوية
******************* وهذه بشرى خاصة أسوقها لتتيقظ قلوبنا،
ولا يكون تسارعنا للعمل عند نصب أوكازيون العمل فى رمضان فقط!!!
فإذا انفضَّ سوق رمضان حدث التراخى والتكاسل عن عبادة الله وطاعته بعدها،
كما يحدث للكثير من أهل الإيمان!!!
هذه البشرى ليعلم الجميع أن أوكازيون المغفرة والرحمة الإلهية لا يغلق أبوابه بنهاية رمضان،
فإنهم لا يعلمون أن فضل الله الذى لا يعدُّ ولا يحدُّ مع المؤمنين فى كل وقت وحين
كيف ذلك؟
إن الله عزَّ وجل جعل كل أعمال المؤمنين إذا سبقتها نيَّةٌ صالحة، فيها إخلاص لربِّ العالمين،
وتابع فيها المرء النبى الأمين فى عمله وحركاته وسكناته، لها أجر لا يعد ولا يحدّ.
يكفى أن نشير إلى بعض الآيات فى ذلك لتعلم يقيناً أن كل شئ تعمله
إن كان لنفسك أو لزوجك أو لولدك أو لجيرانك أو لأقاربك
أو فى عملك أو فى أى زمان ومكان سبقته نية صالحة
وتابعت فى أداءه هدى الحبيب،
فهذا الأمر يقول فيه الله:
(إِنَّا لَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)
(30-الكهف)
تأكد واعلم علم اليقين أن عملك لن يضيع، فكيف يتعامل الله مع هذا العمل؟
بيَّن ذلك فقال كما أسلفنا وأوردنا:
(وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)
(40-النساء)
وهنا أخبركم بسرٍّ عظيم وبشرى هائلة - يا إخوانى الأحباب:
إنَّ أى حسنة ينالها المسلم يكرمه مولاه تعالى فيضاعفها أضعافاً مضاعفة إلى يوم القيامة!!
تظل يضاعفها الله إلى يوم الدين إن شاء الله،
فتجد الحسنة القليلة جبالاً من الأجر والثواب
ربَّاها وغذَّاها وكبَّرها لك الله جلَّ فى علاه كما أخبر صلى الله عليه وسلم:
{ إنَّ اللَّهَ لَيُربِّي لاًّحَدِكُمُ التَّمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ}
(رواه ابن حبان عن عائشة رضى الله عنها)
إذاً جهاد السالك والمريد لتصحيح النيَّة –
ولا يتم تصحيح النيَّة إلا بعد صفاء الطوية وتطهير القلب بالكلية لربِّ البرية
ووضع الإخلاص فى كل عمل وفى كل قول وفى كل حركة وفى كل سكنة لمولاه عز وجل
فتصبح أعماله وأقواله - حتى ما كان ظاهره عملٌ دنيوى - فله فيها أجر وثواب
وقربة عند الله عز وجل،
فالنيَّة قبل أى عمل! كأن أنوى قبل الطعام مثلاً أن أتقوى به على طاعة الله
أو يكون فيه شفاءٌ
أو أتعرف فيه وأنظر فيه إلى عناية الله بى ورعايته لى مثل قوله سبحانه:
(فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ. أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا)
(24-25عبس):
فإذا نوى الإنسان قبل طعامه فيكون وقت تناول الطعام عبادة لله عزَّ وجلَّ،
وإذا فكَّر ليتعرف على نعمة الله عليه - كما ذكرنا - فى الطعام،
كان وقت الطعام فتحٌ عليه من علوم الإلهام
لأنه سيفكر فى الآية .. وتأتيه العناية ويرزقه الله سبحانه بأسرار من هذه الآية
فيرى أسرار الله فى الطعام وهو يتناول هذا الطعام.
حتى النوم!!! فلو نام الإنسان حتى ولو ليستجم،
فإنه ينوى بذلك التأهب والاستعداد للمداومة على طاعة الله،
لأن الله يعلم أنى لا أستطيع الدوام على حال واحد – فدوام الحال لنا من المحال -
فتستجم الأعضاء حتى تستعيد النشاط فى طاعة الله وعبادة الله،
فيكون النوم هنا عبادة، وهذا هو الذى يقول فيه سيدنا رسول الله:
{ مَنْ نَامَ عَلَى تَسْبِيحٍ أَوْ تَكْبِيرٍ أَوْ تَهْلِيلٍ أَوْ تَحْمِيدٍ بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
وَمَنْ نَامَ عَلَى غَفْلَةٍ بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَعَودُوا أَنْفُسَكُمْ الذكْرَ عِنْدَ الْنَّوْمِ }
(الدَّيلمي عن الْحكم بن عمير، جامع المسانيد والمراسيل)
فالنيَّة عليها المدار! فلو نام وهو ينوى القيام لحزبه من القرآن أو الذكر أو الصلاة
فغلبه النوم أو التعب فلم يقم بما نوى، حصًّل الأجر بالنيَّة وانعقاد الطوية:
{مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَغَلَبَتْهُ عَينه حَتَّى يصْبَحَ
كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ}
(سنن النسائي الكبرى عن أبي الدرداء)
لو صفَّى الإنسان القلب والجَنان، فإن الله عزَّ وجلَّ سيدبر له النوايا
فى صفاء الطوايا فى كل حركة وسكنة، لأننا عاجزون عن تدبير هذه النوايا،
لكن إذا صُفى القلب لله، فإن الله يتولاه ويقذف فيه النوايا الطيبة التى ترفعه عند مولاه:
(إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ)
(70-الأنفال)
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ )
(201-الأعراف)
مبصرون للحقيقة التى يريدونها والتى يريدها الله عزَّ وجلَّ منهم،
فالنوايا ليست بأن يجلس الإنسان يعدُّها أو يستحضرها،
ولكن النوايا تحتاج إلى صفاء القلب، حتى لا يكون فيه رغبة إلا فى رضا مولاه،
يُكَسِّر صنم الشهرة فى نفسه، ويكسِّر صنم الحظِّ فى طبعه، ويكسِّر أصنام الآمال الكاسدة والفانية
مثل تمنى العلو فى الأرض، أو الشأن عند الخلق، فيمحو كل ذلك ويعتمد على عكاز الصدق
فهو الذى يوصله إلى مراد الله عزَّ وجلَّ مع الصادقين فى كل أحوالهم وأفعالهم وأقوالهم:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)
(119-التوبة)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
*********************
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الجمعة أغسطس 31, 2012 1:42 am | |
| تابع البشرى الثالثة
************
مضاعفة الأعمال بالنيات
**************
قال الأمير الصنعانى رضى الله عنه فى إخلاص النية وصلاح الطوية:
ما بال أعمالك لا تقبل ***** وما لميزانك لا يثقل
أفق أفق قبل حلول الثرى **** غفلت عمن عنك لا يغفل أخلص لـه النية في كل ما **** تقول أو تترك أو تفعل
وجانب الدنيا ولذاتها ****** فإنها السم الذي يقتل
كم هالك في حبها تالف **** يمشي عليها وهو لا يعقل
جاوزتها خمسين عاماً فما ***** ترجوه في العمر الذي يقبل
إن كان أعمالك فيما مضى ***** في كفة الميزان لا يثقل
فما الذي ترجوه من بعد ذا ***** ليس سوى من ستره مسبل
رب البرايا من غدا فضلـه ***** عن كل من أوجده يفضل
يا رب في دار الفنا رحمة ***** فهي لمن فيها غدت تشمل
وقال مولانا أبو العزائم رضى الله عنه فى بشرى مضاعفة الأعمال بالنية
إذ هو فى مصر والحجيج بعرفات وبنيته يرجو الله أن يكرم معهم بواسع الإحسان:
قفي روحي يوم الحج وقفة ولهان ***** ويا قلب فاضرع ثَمَّ للحنَّان
أنا العبد أرجو الفضل والقرب والرضا ***** إغاثة مضطر إجابة حيران
بتوفيقك اللهم سارع من دُعُوا ***** إلى البيت في شوق إلى الرحمن
وها أنا في مصر وقلبي معلق ***** بأستار بيت الله والأركان
وفي (إنما الأعمال) صححت نيَّتي ***** أيا رب أكرمني بواسع إحسان
أيا رب هذي ليلة الوقفة التي ***** بها وقف الأفراد كل زمان
سألت أغثني يا إلهي ونجني ***** من النفس والأعداء والشيطان
أيا رب أولادي وكل أحبتي ***** أيا رب جمِّلنا بأنوار قرآن
ووسع لنا الأرزاق يا رب واهدنا ****** صراطك وامنحنا شهود عيان
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الجمعة أغسطس 31, 2012 1:52 am | |
| البشرى الرابعة
************
باب الرزق فى السماء
***********
وهى بشرى الرزق من السماء
وهى تلك البشرى التى بسرِّها خاطب الله تعالى أحبابه من أهل الإيمان
كاشفا لهم الستر عن تلك البشارة العظيمة من بشريات الرحمن!
وهو أول ما ينشغل به بنو الإنسان فى هذه الأكوان
ألا وهى من أين تأتيهم الأرزاق؟؟؟!..
فبشرهم الله ورفع عنهم الهموم، وقال لهم إياكم أن تكونوا فى الرزق الدنيوي كالأعداء
فكل نظرهم طيني وإلى عالم الأرض دنى، فقال لأحبابه:
(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)
( 22 -الذاريات )
أى اطلبوا الرزق من السماء ... كيف ذلك ؟؟
أى اطلبوه بالسمو إلى الله ... والتقرب إلى الله ...
واتباع شرع الله ومنهج حبيبه ومصطفاه من السعى الحلال فيمنحكم الله رضاه
ويسخر لكم كل شئ فى هذه الحياة ...
ألم تسمعوا قول الله:
(وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ)
(72-يس)
فيطلبون الأرزاق من الأبواب التى أباحها الخلاق! فيكون فيها للعقول والأبدان الوفاق والإتفاق
لأنها جاءت من أبواب إرتضاها المنعم الرزاق!..
فإن عاكستهم الدنيا بصروفها، وأنستهم الشدائد بشرى الله لهم بضمان أرزاقها!
وأبطأ عليهم فتح هذه الأبواب بالحلال؛ حذرهم من فتحها بالمعاصى ذو الجلال! ...
فإن غفل الناس وضلوا، وطلبوا الأرزاق بالمعاصى وزلُّوا!
وعن بشرى الله التفتوا أو كلُّوا!
تكالبت عليهم الهموم، وتقاذفتهم الأنكاد والغموم،
ولم يصلوا لمرادهم، ولم يزدادوا إلا شقاءاً وعناءاً، ....
بل وتقلبوا بما كسبوه فى نار البعد عن الله، وصرفها فى الملاهى والمفاسد
لأنهم جلبوها بإغضاب الله بالمعاصى وركوب كل دانى وقاصى.
وقد خاطب الله أهل الإيمان فى موضع آخر بعد أن بشرهم بضمان الرزق والأمان،
أن البشرى فى كتاب الله موجودة بين أيدينا، والشفاء متحقق بإذن الله مما نكابد ونعانى،
فقال تعالى فى محكم الكتاب:
(قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ)
(57-يونس)
فالأمر مقسوم ومقدور ولم يبق علينا إلا السعى ليظهره الله إلى النور.
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الجمعة أغسطس 31, 2012 1:59 am | |
| تابع البشرى الرابعة
**********
باب الرزق فى السماء
***********
قال الفقيه الصوفي المتخلق أبو محمد بن الناظر: سمعت هاتفاً يقول لى فى نومى:
نحن قسمنا الأرزاق بين الورى **** فأدِّب النفس ولا تعترض
وسـلِّم الأمر لأحـكامنا **** فكل عبد رزقه قد فرض
وقال الإمام الشافعى رضى الله عنه فى قصيدة له بعنوان
(توكلت على الله):
تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي ***** وَأَيْقَنْتُ أنَّ اللَّهَ لاَ شَكَّ رَازِقي
وَمَا يَكُ مِنْ رِزْقِي فَلَيْسَ يَفوتُني ***** وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سَيأْتي بِهِ اللَّهُ العظـيمُ بِفَضْـــلِهِ ***** وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِني اللسَانُ بِنَاطِقِ
فَفي أي شيءٍ تَذْهَبُ النَفْسُ حَسْـرَةً ***** وَقَدْ قَسَّمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِق
وقال ابو تمام الشاعر:
تَحُومُ على إِدراكِ ماقد كُفِيتَه *** وتُقْبِلُ بالآمالِ فيهِ وتُدْبِرُ
ورِزْقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ *** على حالة يوماً وإِمّا مُؤَخَّـرُ
ولا حَوْلُ مَحْتال ولا وَجْهُ مَذْهَبٍ *** ولا قَدَرٌ يُزجيه إِلاَّ المُقَدرُ
لقَدْ قَدَّرَ الأَرزاقَ منْ ليسَ عادِلاً *** عنِ العَدْلِ بينَ النَّاسٍ فيما يُقَدرُ
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد سبتمبر 02, 2012 1:55 pm | |
| البشرى الخامسة
*********** بالإستغفار تجرى الخيرات أنهار!
*********
ثم تأتى البشرى التى فيها حلول لكثير من مشكلاتنا! كيف ذلك؟
أليس كلنا مشغولٌ بالرزق وهمِّ الرزق؟
من شغله همُّ الرزق لنفسه أو لولده أو بنته! وكلَّت الحيل وضاقت
السبل! فأين هو من بشرى الإستغفار!
مفتاح الخيرات والإدرار!! وسرِّ منابع الإنهار!! وهطول الأمطار!!
لزوم الاستغفار لقول الواحد الغفار:
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا.
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا )
(10: 12-نوح)
وقول الحبيب المختار صلى الله عيه وسلم - فى سر الإستغفار الذى
يفتح الأبواب بالليل وبالنهار:
(مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ؛ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرجاً،
وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً،ورَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ }
(رواه أبو داود ع ابن عباس رضى الله عنهما)
والأمر واضح للعيان، ولا يحتاج للإكثار من الكلام،
ولا لتنويع البيان ،فليس بعد كلام الله الملك الحنان المنان،
وبيان حبيبه المصطفى صلى الله عيه وسلم قول ولا بيان!!!
ولكننا نورد بعضاً من أقوال السادة الأئمة الأعلام من قول منظوم له مقام:
خليلي إنَّ للشريعة حافظٌ *** ولكنْ لـها سرٌّ على عينه غطا
فَمَنْ لزم الاستغفار واستعمل الذي ** قد ألزمه الرحمن لم يمشِ في عمى
وسخَّر لـه كلَّ الوجودِ خلافة *** وفجَّر له الخيرات لا أين ولا متى
وقال الآخر مشيراً إلى بشرى الآيات الكريمة وبركات الإستغفار العظيمة:
إذا أحدنا لم يكسب معاشاًً لنفسه ^^^^ شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الأدنين كلاًًّ وأوشكت ^^^^ صلات ذوي القربى لـه أن تنكرا
فاستغفروا ربَّكم كما أمر ربُّنا ^^^^ يرسل السماء وجناتٍ وأنهرا
وأموال وأولاد فى (نوحٍ) ذكرها ^^^^ ووعد الحبيب من الخير أبحرا
ومن الضيق مخرجا ومن الهم مفرجا ^^^^ ومن الرزاق أبوابٌ عزَّت فلا تحصرا
فكيف ترضى بالدون وقد جعل ^^^^ فى الاستغفار مخرجاًً لمن كان معسرا
وقال الشاعر المعروف جميل صدقي الزهاوي أكرمه الله:
قلت يا قَوم اِستَغفروا اللَه تنجوا **** إنه كانَ راحماً غفارا
إنه يرسل السماء عليكم **** مثلما تَبتَغُونَهَا مدرارا
إنه الله يجعل الأرض جنا **** ت وَيُجري من تحتها الأنهارا
إِنَّه الله وحده خلق النا **** س من الأرض تحتهم أَطوارا
إذا أردنا أن يرفع الله عنا عذاب الغلاء، وعذاب الأمراض والوباء،
علينا بالإكثار من الاستغفار .. والمداومة على ذلك ليل نهـار.. هيا بلا أعذار ولا انتظار.....
******
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد سبتمبر 02, 2012 2:00 pm | |
| البشرى السادسة
*********
بالاستغفار تمحق الذنوب والأوزار
***************
إن البشارة التى معنا هنا الآن، هى بشارة تهفو إليها النفوس والأرواح، ويهون دونها كل التعب والأتراح،
وهى أمل كل مؤمل فى كل آن وحال، ألا وهى مغفرة العزيز المتعال!
وهى قوله تعالى لنا وبشارته لكل واحد فينا:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
(53-الزمر)
فنحن جماعة المؤمنين، لو نظرنا إلى إكرام الله لنا فى تلك الآية الكريمة، وفى غيرها من كتابه المبين
ما وسِعَنا إلا أن نخرُّ لله ساجدين على عطاءه الذى تفضَّل به علينا أجمعين،
فقد خلق الله عزَّ وجلَّ الملائكة - وهم أعلى الأصناف فى الطاعات من نور الملكوت،
وخلق الجن من النار، .. أما نحن فقد خلقنا وسوانا ونفخ فينا من روحه، أعطانا أعزَّ ما عنده:
(وَرُوحٌ مِّنْهُ)
171-النساء)
جعل فينا روح من حضرته:
(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ )
(29-الحجر)
ووسع لنا سبحانه دائرة العفو الإلهى أيما وسعة! ونوَّع وعدَّد أبواب الفضل الربانى!
وهنا عظمة البُشرى!!!!!!
ولكى نَشِمُّ قليلاً من عبيرها، أعرض لكم مقارنة واحدة!
وقيسوا بفهمكم – تدركوا تناهى بشرى ربكم، وإحسان إلهكم!!
فقد عَبَدَ إبليسُ الله ثنتين وسبعين ألف سنة،
لم يترك موضع أربع أصابع فى السموات السبع إلا وله فيه سجدة لله عزَّ وجلَّ،
وأذنب ذنباً واحداً! فقال له الله:
(اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا)
(18-الأعراف)
أذنب ذنباً واحداً فطُرد، وبالمقت باء وأبعد إلى الأبد!!
أما نحن، فلمْ يقنطنا الله من رحمته، بل تحنَّن لنا وساق بشرياته إلينا ومنته،
فهو يغفر لنا الذنوب جميعاً!!!!
وقال أحدهم فى ذلك أبياتٍ قليلة - ولكنها محكمة ورصينة:
إبليس قد هوى لما عصى ربى **** بذنب واحدٍ أبى السجود لجدى
وأنا عبدٌ ظلومٌ ملأتُ أرضى وبحرى **** بقراب الخطايا ويْحِى انتهى أمرى
ناديتنى (قل يا عبادى) أثلجت صدرى **** (يغفر الذنوب جميعاً) قد محتْ وزرى
وهو الغفور الرحيم أكَّدتْ وَصْلِى **** محقتْ آىُ (الزُّمَر) كُلَّ بُعدى وفَصْلِى
ولكن هل هناك ما لا يغفر؟ قال الله: شئٌ واحد:
(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)
(48-النساء)
فإذا أذنب العبد وأحس بوقع الذنب وقال: يارب،
يقول له رب الوجود -كما أخبرنا سيد كل مخلوق وموجود:
( يا ابنَ آدَمَ إنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً)
(سنن الترمذى عن أنس)
ناهيك بعد ذلك عن فضل المدوامة على الاستغفار!!!!!
فإذا كان الحبيب الذى حفظه الله من الذنوب والأوزار يتوب لله فى الليل والنهار مائة مرة ويقول:
( "يَا أَيُّهَا النَّاسُ: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ كُلَّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ"
فَقُلْت لَهُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ، اثْنَتَانِ أَمْ وَاحِدَةٌ؟
فَقَالَ: هُوَ ذَاكَ، أَوْ نَحْوَ هَذَا)
(عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، أخرجه أحمد: المسند الجامع)
فما بالنا وكلنا أوزار نترك الإستغفار وهو بشرى حصن الحفظ من عذاب الجبار:
(وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
(33-الأنفال)
************** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد سبتمبر 02, 2012 2:20 pm | |
| تابع البشرى السادسة
*****************
بالاستغفار تمحق الذنوب والأوزار
***************
وهنا نورد شيئا من أشعار الحكماء، ونظم الصالحين والأولياء،
نروح به النفوس، ونشوِّقها إلى رحمة وعفو وشفقة المليك القدوس،
قال الحكيم التلمساني المنداسي رضى الله عنه:
ربِّ إني ظلمت نَفسي وَنَفسي *** ظلمتني فصيرتني ذَليلا
قد أتى فى القران قولك إلهى *** (لا تقنطوا) فجعلت أَرجى القبولا
قولك الحق لست تخلف وعداً *** ولك الملك لا تزال مُقيلا
أَمِّنْ الروعَ لا تزال كَريماً *** وَأَنا الغمر لا أزال بَخيلا
وسأورد فى الاستغفار بعض الأبيات من قصيدة شهيرة من مائة بيت
لسيدى العارف بالله والملقب بـ (بركة الوجود) سيدى عبد الغنى
النابلسى، وله دواوين من قصائد مئوية عديدة،
قال رضى الله عنه فى قصيدة مشهورة أسماها:
(استغفر الله من سرى ومن علنى):
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن سَرّي وَمِن عَلَني ^^^^^ أَستَغفِرُ اللَهَ مِن نَفسي وَمِن بَدَني
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن روحي الَّتي نُفِخَت ^^^^ عَن أَمرِ خالِقِها في جِسمي الوَهنِ
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن عَقلي إِذا اِختَلَفَت ^^^ بِهِ المَعاني وَمِن فَهمي وَمِن فِطَني
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن فِكري وَما سَرَحَت ^^^^ خَواطِري فيهِ مِن بادٍ وَمُكتَمَنِ
أَستَغفِرُ اللَهَ مِمّا يَقظَتي كَسَبَت ^^^^^^ وَما عَلَيَّ جَرى في النَومِ وَالوَسَنِ
أَستَغفِرُ اللَهَ مِمّا باشَرَتْهُ يَدي ^^^^^^ مِن كُلَّ شَيءٍ قَبيحِ الفِعلِ أَو حُسنِ
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن رِجلي وَما بَطَشَتْ ^^^ في الخَيرِ وَالشَرُّ تُدَنّيني وَتُبعِدُني
أَستَغفِرُ اللَهَ مِمّا قَد رَأى بَصَري ^^^^ في طولِ عُمري وَمِمّا قَد وَعَت أُذُني
أَستَغفِرُ اللَهَ مِمّا قَد نَطَقَتُ بِهِ ^^^^ مِن كُلِّ لَفظٍ شَريفٍ في الوَرى وَدَنى
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن كَفّي وَما وَضَعَت ^^^ عَلَيهِ مِن ناعِمٍ في اللَمسِ أَوخَشِنِ
أَستَغفِرُ اللَهَ مِمّا قَد شَمَمتُ لَهُ ^^^ مِن الرَوائِحِ في الخَضراءِ وَالدِمَنِ
أَستَغفِرُ اللَهَ مَمّا ذُقتُهُ بِفَمي ^^^ مِمّا أَراهُ كَريهاً أَو أَراهُ هَني
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن سَخَطي وَمِن غَضَبي ^^^ وَمِن رِضايَ وَإِشفاقي وَمِن جُبني
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن ضيقي وَمِن سِعَتي ^^^ وَمِن هَزالي وَمِن سَقَمي وَمِن سَمَني
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن قَولي بِلى وَنَعَم ^^^^ وَلا وَكَيفَ وَيا لَيتي وَهَل وَمِنِ
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن هَذا لِما وَبِما ^^^^ قَد كانَ هَذا الأَمرُ بِالخَفا قَمَنِ
أَستَغفِرُ اللَهَ مِمّا قَد دَرَيتُ وَما ^^^ لَم أَدرِ مِن خَبَرٍ في الناسِ يَعجِبُني
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن كُلِّ المَقاصِدِ في ^^^ دَهري وَمِن أَمَلٍ في الصَدرِ مُحتَقِنِ
أَستَغفِرُ اللهَ ما كانَ في عَمَلي ^^^^ وَما هَممَتُ بِهِ مِنهُ وَلَم يَكُن
أَستَغفِرُ الله مِن كُلِّ الذُنوبِ وَمِن ^^^ كُلِّ البَلايا وَكُلِّ الشَرِّ وَالفِتَنِ
أَستَغفِرُ الله مِن دَمعٍ بَكَيتُ بِهِ ^^^ وَمِن دَمٍ كانَ مِنّي سائِلاً وَمِنّي
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن صَبري وَمِن جَزعي ^^^ وَمِن غَرامي وَمِن شَوقي وَمِن شَجَني
أَستَغفِرُ اللَهَ مِن سَهلٍ عَلَيَّ وَمِنْ ^^^ صَعبٍ وَمِن فَرَحٍ عِندي وَمِن حَزَنِ
*******************
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد سبتمبر 02, 2012 3:03 pm | |
| البشرى السابعة
*****
التقوى هى مفتاح الرزق الأقوى
***********
لما أصبح الناس فى مجتمعنا يشكون مرَّ الشكوى من ضيق الأرزاق،
وسوء الأخلاق، وانتشار الشقاق والنفاق، فلا قليل يفى، ولا كثير يغنى، والغلاء الذى استشرى! والأمر من شدة إلى أشد!!
ما العـلاج؟ وأين سبيل النجاة والشفاء؟
العلاج فى آيات فى كتاب الله عزَّ وجلَّ، فيها البشرى والشفاء،
والنجاة والدواء،قال تعالى:
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
(2-3الطلاق)
وقال الرجل الحكيم مبيِّناً فضل التقوى:
ألا إنما التقوى بابُ الرِّزقِ والفَخْرِ ^^ وَتَرْكُ التُّقى بَابُ الذُّلِّ والفَقْرِ
وليس على عَبْدٍ تَقِـيٍّ نَقِيصَــةٌ ^^^ إذا صحَّتْ تَقْوَاهُ فى الجَهْرِ والسِّـرِّ
ولكننا كأننا نسينا بشرى الله لن، وأخذنا نبحث فى الدنيا حيارى
كأعداء الله!! وقد جعل للخلق طريقين للأرزاق:
أما طريق أهل الكفر والشرك والجحود والشقاق؛ فهو طريق الكدح
والسعي فى الأسباب التى خلقهاالله، بلا نظر ولا إعتبار لأمر آخر.
وأما الطريق الثانى فهو طريق أهل الأيمان والتقوى - وهو الوارد
فى هذه البشرى - وشرط نوالها والتمتع بنورها وسرُّها هو التقوى،
فإن أهل الإيمان - وإن كان لزاماً عليهم الأخذ بالأسباب التى خلقها
الله، إلا أنه تفضَّل عليهم وزادهم من جوده وكرمه، وجعل أرزاقهم
ليست وقفاً على الأسباب وحسب، كما عامل أهل الكفر والجحود؛
وإنما جعل سبحانه وتعالى طريقـاً للمتقـين، وسبيلاً للمؤمنين من
وراء الأسباب، وهو سبيل البركة التى يفتح الله كنزها من وراء
الأسباب، فهو يرزقهم بغير حساب الأسباب، وأكَّد ذلك فى الآيات
لبينات الأخرى، التى ساق فيها الأمل والبشرى:
(إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ)
(37- آل عمران)
فإذا قمنا بالشرط الوارد فى تلك البشرى رزقنا الله بغير حساب،
وكنا من المتقين الذين ذكرهم الله فى الكتاب.
فمفتاح التقوى هو السبب الأقوى!
وتقوى الله أى مراقبة الله، والتَّقِىُّ لا يغش فى كيل ولا ميزان، ولا ينصب
ولا يخدع أحداً من الناس - فى أى شأن، ولا يكذب ولا يفعل شيئاً يغضب
الرحمن، ولا يعمل عملاً نَهاه عنه النَّبِىُّ العدنان، وإنما يصنع الخير
الذى أمره الله فى كل وقت وآن، و يتحرَّى الصدق فى كل حال وزمان
ومكان - مع الله ومع جميع خلق الله فى الأكوان.
وقد ورد فى الأثر الذى أثلج الله به صدور أهل الإيمان من البشر؛
أن الله خاطب عباده فقال فى الخبر:
{يا ابن آدم لا تخشَ من ضيق الرزق وخزائني ملآنة،
وخزائني لا تنفذ أبداً،
يا ابن آدم لا تطلب غيري وأنا لك، فإن طلبتني وجدتني،
وإن فتني فتك وفاتك الخير،
يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب}
(ورد فى المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي)
فإن خاف الله واتقاه؛ فتح الله له باب رزق خفى من عند مولاه،
فكان رزقه بلا حساب وبارك له فيه فكفاه،
حتى يعجب الخلق من رزق الله لأهل العقل القليل؛ وذوالنهى عاجزون،
ولذا قال القائل فى الرزق - يسوقه الله بغير حساب من وراء
الإحتساب:
لو كانت الأرزاق مقسومةً**** بقدر ما يستوجب العبد
لكان من يُخْدَمُ مستخدماًّ ***** وغاب نحسٌ وبدا سعد
لكنها تجري على سمتها ***** كما يريد الواحد الفرد
وكم من أمثلة ساقها الله فى كتابه للرزق من غير حساب،
كما حدث مع أم المسيح السيدة مريم عليها السلام،
وقد ضرب لنا مثلين فى قصتها، وأوردهما باختصار شديد:
أما المثل الأول فكانت أمها عاقراً لا تنجب،
وذات يوم رأت طائراً أعمى فى عش على شجرة،
ورزقه الله بطائر مبصر يحضر الطعام ثم يضع منقاره فى منقاره
حتي ينزل له الطعام، فإذا تأكدأنه شبع من الطعام
ذهب وملأ فمه بالماء، وجاء ووضع منقاره فى منقاره
ليشرب منه الماء، وهنالك وعندما رأت ذلك أمامها،
علمت أن لله قدره لا يعجزها فى الأرض ولا فى السموات شئ فدعت الله،
وقالت كما قال الله :
(هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء)
(38-آل عمران)
فلم تذهب إلى طبيب!! ولم يكن فى عصرها أطفال أنابيب،
ولكنها دعت الحبيب المجيب عزَّ وجلَّ،
فاستجاب الله لها وأصلح أدواتها وأجهزتها وأهَّلها،
وأخرج منها مريم بقدرة من لا يُسأل عما يفعل فهذا المثل الأول
للرزق بغير حساب!!!
ثم قصة سيدنا زكريا عليه السلام،
وهى أن زوج أم مريم بعد حملها - قد توفى، فلما وضعتها أنثى –
وكانت قد نذرت لله إن جاء ذكراً أن تجعله خادماً لله فى بيت المقدس –
ولذلك أسمتها مريم - أى العابدة -
فذهبت إلى الكهنة تطلب من يكفلها،
فأقرعوا، فأصابت القرعة زوج خالتها زكريا عليه وعلى نبينا
الصلاة والسلام، فكفلها وتعهدها بالرعاية حتى كبرت،
وعلَّمها كيف تعبد الله ، وجعل لها خلوة فى بيت المقدس، تفرغت
فيها لطاعة الله.
وكانت الخلوة مكاناً مرتفعاً لا يبلغه إلا بسلم يضعه وقت صعوده فقط،
ومعه مفتاح واحد،
وذات مرة ذهب إليها وفتح فوجد رزقاً ساقه الله من وراء الأسباب،
فاكهة فى غير أوانها ولا احتساب!!
فعلم أنها قد وصلت إلى التُّقي الذى إذا وصل إليه عبد تولاه مولاه
ورزقه من وراء الأسباب بغير حساب!
وعندها ماذا فعل؟ سأل الله الذرية الصالحة على الفور!!!
فاستجاب له ذو العزة والجلال فى التو والحال!!!
وهذا هو المثال الثانى على الررزق بغير حساب
من لدن المعطى الوهاب
والأمثلة لا تنتهى!
وقال أبو تمام الشاعر المعروف فى قصيدته
التى ذهبت أبياتها أمثالاً:
ينال الفتى من عيشه وهو جاهلُ *** ويكدي الفتى في دهره وهو عالمُ
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا *** هلكنَ إذاً من جهلـهنَّ البهائمُ
فلم يجتمع شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ ***** ولا المجدُ في كف امرئ والدراهمُ
ولم أرَ كالمعروف تدعى حقوقه ***** مغارم في الأقوام وهي مغانمُ
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد سبتمبر 02, 2012 3:21 pm | |
| البشرى الثامنة
**********
السعى فى طلب الأرزاق باب فتح الرزَّاق
*****************
وهذه البشرى العظيمة بها حفظ ناموس الحياة وقوانينها،
وهى السرُّ الذى يرزق الله به كلَّ مَنْ قام للدنيا بحسب شئونها،
وطبق نظامها، وببركتها لا يدع الدين مجالاً لأتباعه أن يكسلوا
أو يتقاعسوا، فقد بشَّر الله كل من أراد أن يأكل من رزقه أو فضله
فقال:
(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ)
(10-الجمعة)
(فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)
(15-الملك)
وقال صلى الله عليه وسلم موجِّهاً أصحابه وأحبابه إلى طلب الأرزاق
والسعى إليها:
{ الْتَمِسُوا الرزْقَ فِي خَبَايَا الأَرْضِ ٍ}
((الدارقطنى في الأَفراد والبيهقى فى شعب الإيمان عن عائشة، وابن عساكر عن عبد اللَّه بن أبي ربيعة رضى الله عنه)
وأمرهم بالسعى مبكراً فى طلب الأرزاق والسعى على المعاش، فقال:
{ إذا صليتم الفجر فلا تناموا عن طلب أرزاقكم }
(الطبرانى عن ابن عباس، كنز العمال)
فهذه البشرى هى التى تدفع كل مسلم للأخذ بالأسباب التى سنَّها الله
فى الوجود، وإلا سنجد فى المسلمين من يجلس ويقول رزقى سيأتينى كما يأتينى أجلى، وتتعطل الحياة ويخلد الناس للكسل!
ولكننا نأخذ بالأسباب وعينُنا على خالقها،
فأنا أشرب الدواء وأعلم علم اليقين أن تأثيره ليس ممن صنعه؟
أو كتبه؟ لكن مِنْ الذي وضع فيه التأثير وخلقه،
ثم حركه فى داخلى وأذن بالشفاء، وهو الله عزَّ وجلَّ.
فهذه البشرى الرائعة من الأهمية بمكان؛ إذ أخطأ الكثير منا
فولجوا باب الدعاء! تخفق قلوبهم بالرجاء يدعون بالليل والنهار!
ولكن لا يأخذون بالأسباب التي أمر بها الله!
عندما أمرنا أن نمشى فى مناكبها - أى أعاليها كالجبال؛
فاصعدوا القمم بحثـاً عن أرزاق الواحد المتعال!
مع الدعاء لحضرته لتفعل الأسباب،
وانظروا إلى عمر - رضى الله عنه - إذ رأى شباباً أشداء يعمرون
المسجد ويدعـون! فسألهم من أين تأكلون؟! فسكتوا، فقال:
{لا يَقْعُدْ أحدُكمِ عن طَلب الرِّزق ويقول: اللهم ارزُقْني
وقد عَلِم أن السَّماءَ لا تُمْطِرُ ذَهَباً ولا فِضة
وإنّ الله تعالى إنما يَرْزق الناسَ بعضهم من بعض}،
وضربهم بدرته وأخرجهم من المسجد ليلتمسوا الأرزاق .
فالبشرى العظيمة هى فى المنهج القويم، والطريق المستقيم،
لمن أراد أن يمشى على شرع العزيز الحكيم،
ويحظى فى الدنيا بكل العزة والتكريم،
أن يمشى كما أمر الله، فيأخذ بالأسباب التي أمر بها مولاه،
ويبذل فيها جهده، ولا يدخر وسعاً فى تحصيلها، ويستعين على ذلك
بطاعة الله والدعاء لله.
قال الرجل الصالح رضى الله عنه وأرضاه فى شعر الحكمة:
توكل على الرحمن في الأمر كلِّـه* ولا ترغبن في العجز يوماً عن الطلب
ألم تر أن اللـه قال لمريم ****** (وهُزِّي إليك) الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزِّه *** جنته ولكن كل رزق لـه سبب
واستمع لقول ابن أبى الصلت فى حكمة السعى على المعاش بيقين:
لا تقعدن بكسر البيت مكتئبا ****** يفنى زمانك بين اليأس والأمل
واحتل لنفسك في شيء تعيش به *** فإن أكثر عيش الناس بالعمل
ولا تقل إن رزقي سوف يدركني *** وإن قعدت فليس الرزق كالأجل
وقالوا:
"زوَّج العجز التوانى والكسل، فانتجا الحرمان وفقدان الأمل".
قال أبو المعافى:
كأن التكاسل أنكح العجز بنته ^^^^ وساق إليها حين زفت له مهرا
فراشاً وطيئاً ثم قال لـه اتكي ^^^ رويدكما حتماً أن تلدا الفقرا
وقال الإمام أبو العزائم فى سر العمل،
ويشير إلى الأمر بظاهره وباطنه:
العِلْمُ يَهْتِفُ بِالعَمَلْ ********* فَاعْمَلْ تَنَلْ كلَّ الأمَلْ
بِالعِلْمِ يَخْشَى اللهَ مِنْ ******** كُلِّ عَلِيمٍ قَدْ وَصَلْ
العِلْمُ كَشَفَ الحُجَبَ مِنْ ****** سِرُّ الحَقَائقِ فِي الأزَلْ عِلْمُ يقينٍ بَعْـــــــــدَهُ ******** عَينُ اليَقِينِ بِلا وَجَلْ
مِنْ بَعْدِهِ حَــقٌّ جَلِيّ ******** حَقُّ اليَقِينِ لِمَنْ عَقِلْ
مِنْ بَعْدِ ذا فَوقَ المَقَامِ جَمِيعَهُ *** كُبْرَى الوِلايَةِ فَاتَّصِلْ ******************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد ديسمبر 30, 2012 5:14 pm | |
| البشرى التاسعة
*************
بشرى البركة
***********
ولكى نفهم المقصود من تلك البشرى! فإننى أقول:
أننا نقع فى اللبس فى الفارق بين ما صرفه الله لنا من الرزق المسطور!
وما نريد أن نصرفه من المال المنظور! كيف؟
لأننا قد نسينا أن الذى يرضى بما قدّره له الله يأتيه دعمٌ من مولاه!!
ما اسمه؟ اسمه البركة!! نعم، اسمه البركة!
وما البركة؟!
عندما تأتى البركة فى القليل تقوم مقام الكثير!
من أين هذا؟ فى كتاب الله ، وفى سنة حبيب الله صلى الله عليه وسلم ؟
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ)
(96-الأعراف)
لم يقل فتحنا لهم (خيرات)، فالخيرات كما هى .. لكن يضع فيها البركة..أهذا واضح؟
خذوا أمثلة - وهى أكثر من أن تعد أو تحصى:
إذا كان الأكل فى البيت يكفى اثنين، يجعله يكفى عشرة ويزيد، طالما فيه البركة،
وإذا كان الجلباب أو الحُلّة تبلى كل سنة! فبالبركة تمكث السنين ولا تبلى!
ومن يراها يقول مبروك على الثوب الجديد! لماذا ؟ لأن فيها بركة الله عزَّ وجل.
ومن عجيب بشرى البركة - وهذه تستدعى صفاء الذهن لكى نستوعبها –
قول الحكيم: { من العصمة ألا تجد }
فكم زيادةٌ فى الرزق فتحت على العبد باب وسعة ، دخل منها على عصيان الله فأكلت منه الأخضر واليابس!
وفتحت عليه وعلى بيته أبواب شهوات ورغبات لا يطيقونها، وقد عصموا منها أولاً بفقدان الوسعة!
وكلكم يعرف قصة الذى نصحه صلى الله عليه وسلم لما طلب الدعاء له بالزيادة:
أن قليل تشكر خير من كثير لا تطيق! فلم يسمع وأصرَّ!
فدعا له فزاد ماله ونما وزاد جشعه،
حتى قال عن الزكاة لما سئل دفعها: إن هى إلا أخت الجزية!
فأعقبه الله نفاقاً فى قلبه إلى يوم لقياه!
إذاً .. أفلم يكن الفقد أو ضيق ذات اليد التى كان فيها أولاً له بركة ومنَّة عليه!
ومن البركة حجز الأمراض وإبعاد الأعراض!
فربما أتاك من المال الألاف ومعه مرض بعشرات الألاف فتصير أفقر! أفلم يكن المنع أغنى وأبرك!
وربما فتح لك المال مصاريع المشاريع فوقعت فى أرضها قتيلاً أو صريع!
فقد المسلمون البركة الآن، فأطلقوا أيديهم ليحصلوا مرادهم!
لِمَ؟ لأن ليست معهم بشرى آية سورة الطلاق من قول الله:
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
(2-3 الطلاق)
بماذا أو كيف؟ هذه هى البركة!
هل فهمنا هذه البشرى؟كيف تأتى وما أثرها؟
إذا فهمنا ذلك .. أجيبونى إذاً ... من أغنى الناس؟
من رضى بما قدّره الله له من الحلال، وسارع فى طاعة ذى الجلال،
فأتته البركة التى تُحيّر الناس كلها فى شأنه، وهذه معجزة الإسلام المستمرة إلى يوم الدين!
هؤلاء أغنى الناس!!!!
***************************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد ديسمبر 30, 2012 5:20 pm | |
| تابع: البشرى التاسعة
******************
بشرى البركة
**********
ومن عيون أسرار بشرى البركة استجابة الدعاء
فيكون الشيىء قليلاً فتدعو الله فيستجيب لك فيكفى القليل!
أو تنزل النازلة وليس عندك طاقة لصدها ولا لصرفها
فتدعو فتكشف وتفوز بالأجر والنجاة معها هدية!
تجد الناس فى المجتمع دخلهم قليل، ولكنهم يعيشون أفضل من أناس دخلهم كثير،
بل وهم من الجماعة الذين يدخلون الجنة بغير حساب،
فالذى يراقب الله ويتحرى الحلال فى مطعمه ومشربه، ولا يستزيد مما يغضب الله،
فهو ولى من أولياء الله! لأنه من أهل الإستجابة! وحلت عليه وفيه البركة
سيدنا سعد سأل رسول الله قال: يا رسول الله كيف أكون مستجاب الدعوة ؟ ماذا أفعل ؟
لم يُعطه كماً من العبادات فى الليل، أو الصيام فى الحرّ، أو كماً يتلوه من القرآن؟
.... لا هذا ولا ذاك ! بل قال له صلى الله عليه وسلم قولاً مباشراَ:
{ يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ }
(رواه الطبراني فى الصغير عن ابن عباس)
شرط واحد! كُلْ حلالاً تكن دعوتك مستجابة!
هل تريد أكثر من ذلك لحل مشكلاتك وصلاح زوجك وأولادك! والبركة فى بيتك وولدك ومالك!
لا أظن!
قال الإمام على كرم الله وجهه ورضى الله عنه:
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ *** فَإِنَّ ذَلِكَ وَهْنٌ مِنْكَ في الدِّيْنِ
واسْتَرْزِقِ اللَّهَ مِمَّا في خزائِنِهِ *** فَإِنَّما الأَمْرُ بَيْنَ الكافِ والنُّونِ
إِنَّ الَّذي أَنْتَ تَرْجوهُ وَتَأْمُلُهُ *** مِنَ البَرِيَّةِ مِسْكِيْنُ ابْنِ مِسْكِيْنِ
ما أَحْسَنَ الجُوْدَ في الدُّنُيا وفي الدِّينِ *** وأَقْبَحَ البُخْلَ فِيْمَنْ صِيْغَ مِنْ طِيْنِ
ما أَحْسَنَ الدِّيْنَ والدُّنْيا إذا اجْتَمَعَا *** لا بَارَكَ اللِه في دُنْيا بِلا دِيْنِ
لو كان باللُّبّ يَزْدادُ اللَّبِيْبُ غِنًى *** لَكانَ كُلُّ لَبيبٍ مِثْلَ قارُونِ
لَكِنَّ ما الرِّزْقُ بالميزانِ مِنْ حِكَمٍ *** يِعُطَى اللَّبِيْبُ وَيُعْطَى كُلُّ مأْفُونِ
***** ********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: بشائر الفضل الإلهى الأحد ديسمبر 30, 2012 5:43 pm | |
| البشرى العاشرة
تقوى المحارم باب المكارم
*****************
وهذه بشرى فيها العجب العجاب .... لماذا؟
أكثر العوام يظنُّ أن الغنى لا يجتمع مع الإيمان!!
وأن العبادة لا بد أن تأتى بالفقر والضعف والحرمان!!
أو تجلب الغلظة والجفاء أو التجهُّم والشحناء!!
وحاشا لله أن يكون هكذا أتباع دينه السعداءّ. إنما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين!
وحاشا للغنى المغنى أن يرضى لمحبيه أن يكونوا فقراء أذلاء! أو يكونوا تعساء أو أشقياء!
فتصاريف القدر فوق عقل العقلاء!! فما بالك بفهم الناس البسطاء! ولذا احتجنا لحكمة العلماء .
ولا أطيل عليكم فأظنكم متشوقون للبشرى!
بشرى الحبيب إلى كل حبيب! ولكل عبد مقبل على الله منيب!
وكل من يرجو التقى والهدى والعفاف والغنى!!
{ أقبل صلى الله عليه وسلم على أصحابه يوماً فسألهم:
مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هذِهِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلَ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمَ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قال: فَأَخَذَ بِيَدِي وَعَدَّ خَمْساً، قالَ صلى الله عليه وسلم:
{ اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ،
وَأَحْسِنْ إلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِناً، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِماً،
وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ }
(رواه الترمذي من حديث أبي هريرة،
ورواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما من حديث واثلة عن أبي هريرة، الترغيب والترهيب).
الله أكبر ! بشرى خمسة فى واحد!! كيف هذا وظاهرها خمسة أوامر ونواهى؟!!
قديماً قالوا: أعمال الخير والبر يقوم بها البار والفاجر!
ولكن المعاصى والمحرَّمات لا يتركها إلا المؤمن الصابر!
وهنا السرُّ يا إخوانى!
فاتقاء المحارم تشمل توقِّى المحرَّمات التى هى فعل المنهيَّات وترك المأمورات،
لأن ترك المأمورات من أوَّل المنهيَّات والمحرَّمات!!
أفرأيتم!! لفظان فيهما عماد الأمر والنهى!
ورأس زاوية كل صلاح وغى! فمن اتقى المحرمات وأتمَّ المأمورات،
أفتراه يحمل حسداً أو غشًّا أو ضغينة أو حقدا؟ً
فالأولى تجعله من أوائل العابدين، والثانية نتيجة من الأولى وتجعله من الراضين الشاكرين!!
ثم هل ترى هذا يؤذى له جاراً، وأذيته من أول المنهيات!! والإحسان إليه من أقوى المأمورات!!
فمثل هذا أمِنَهُ جارُه وعاش بجانبه فى أمن وأمان! أفمثل هذا يغشُّ إخوانه،
أو لا يحبَّ لهم الخير كما يحبُّه لنفسه؟
لا، بل قد يؤثر إخوانه على نفسه!
أفلا يكون التارك للمحرمات والمواظب على الطاعات إذاً مسلماً حقًّا ومؤمنا صدقاً!
ومثله يكثر جدُّه ويقلُّ هزله! وإذا مزح فلا يقول كذباً!
فكل تلك الخيرات فروع وثمار لشجرة ترك المحرمات والمنهيات!
فمن كان ترك المحرمات همَّه وقصده! فهو عابدٌ فى صدق، راضٍ فى يقين،
يشعُّ سلاماً لمن حوله ومحبة! بل وبشاشةً ومودة!
فمن منكم يريد أن يكون أعبد الناس وأغنى الناس!
مسلماً على حق ومؤمنا بصدق!
من يريد هذا سيقول: ولكن الرجاء بعيد! والنوال أبعد! لا والله!
فالرجاء يسير والنوال أقرب!! والبشرى هائلة وعظيمة، وبابها هو الأوسع الأرحب!!!
فالبشرى العظيمة ياأحبائى السعداء سرُّها كلمة واحدة!
تدبرها فى رأسك، وتجعلها نصب عينك!!
لا تقترف المحرمات، ولاتنتهك الحرمات، ولا تتجرأ على المنهيات
هل فهمنا ووعينا تلك البشرى؟!!!
إن جميع الطاعات ولو ملأتْ الأرض والسموات يطيح بها مرتكبو المحرمات!
قال صلى الله عليه وسلم:
ٍٍ{ لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، بِيضاءً
فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً.
قَالَ ثَوْبَانُ: يَارَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ.
قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ.
وَلكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ، إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ، انْتَهَكُوهَا}
(وروى ابن ماجه عن ثوبان قال ورواته ثقات).
وحتى نكون من أهل تلك البشرى، يلزم إيضاح أن الرضا بالمقسوم لا يعنى بحال أن نرضى بما قسم الله لنا حتى لو كنا فى الفقر أو المرض!
لأن هذا فهم سقيم لكلام النبي الكريم،
ولكن الفهم المستقيم أن ترضي بما قسم الله لك من أحوال الإيمان العليَّة، أو المعيشة الهنيَّة!
ولكن لا ترضى المعاصى أو الدنيَّة! أو المصيبة والبليَّة، ولا تحرك ساكناً وتقول رضيت بالقضية!
فالرضا ألا يتغير قلبك على مولاك بنزول البلاء! ولكن قل: هو لحكمة ظاهرةً أو خفية!
وتستعين به وبأسباب كونه لرفع البليَّة، مع دعاء العبودية لربِّ البريَّة!
فالشفاء لا يأتى إلا بدواء وطبيب! كما أن الرزق لا يأتى إلا بطَرْقِ باب الرزاق المجيب!
فتذهب للطبيب، ثم تطلب من ربِّ الطبيب أن يجعل الشفاء على يده،
وترفع الدواء إلى فيك، وتسأل خالقك وباريك: اللهم شفاؤك، ليعافيك!
فيجعل الشفاء فى الدواء،
فهذا هو فهم الرضا بالقسمة والقضاء الذى يجعلك من أهل البشرى السعداء
ولله درُّ الشاعر الحكيم - الذى نظم فى بشريات الحديث شعراً رائعا جمع فأوعى -
فقال رحمة الله عليه:
عن الـهادي أتانا لـه بشيرٌ **** عليه صَلِّ ما لاحَ الضياء
مقالٌ قد حوى كلَّ العطايا **** فعمَّ الفرح أرضاً والسماء
إِذا ما المرءُ كنَّ به خُماسٌ ***** فذاك هو السعيد لـه الحَبَاء
فصبرٌ عن محارم ذاتِ ربي ***** ورضا الأمر ما قسم القضاء
وإحسان الجوار ولو أساءوا ***** وحبُّ الناس مفتاح العطاء
فعبد قد رضى آمن وأسلم ***** له فى المزح قلُّ لا إجتراء
فمن جمع وأحسن ذا الحوايا ***** ففى الدنيا هناه وفى اللقاء
كما قال شعراء آخرون فى بشريات إجتناب الحرام والكف عن الآثام :
وبي من حَصين الدين درعُ وِقايَة ^^^^ به أتَوَقّى من وقوع المآثم
ولي من جميع الطيّبات بشارةٌ ^^^^ بقول كفوا عن ركوب المحارم
وقال بعضهم ناصحاً إخوانه بثمرة ترك الحرام وقد تولى العمر وفات! فقال:
جد في الجد قد تولى العمر ^^^^ فما التفريط وقد تدانى الخطر
تب فعسى لقد جاء الخبر ^^^^ دع الحرام تكف كل الأمر
***************
يتبع ن شاء الله | |
|
| |
| بشائر الفضل الإلهى | |
|