منتديات إسلامنا نور الهدى
صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
+16
أبوالعيون
مروان علي
سعيد علي
سهام العدوية
حنان الإسكندرانية
شمس الهدى
منتصر
آلاء
عبدالفضيل العدوي
سلوى العدوية
فهد
كمال العدوي
أسماء
عدوية
نورهان العدوية
الهوارى
20 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد يناير 19, 2014 7:14 pm





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله – بحمده تتم الصالحات وتفيض , وبشكره تكثر النعم وتزيد , وبفضله تتنزل الرحمات على العبيد , الأمر أمره , والملك ملكه , والحكم حكمه , والقضاء قضاؤه, والكل عباده , ولا يخرج شيء عن سلطانه
اللهم صلي وسلم وبارك على صاحب السيرة العطرة سيدنا محمد رسول الله , يا سيدي يا رسول الله يا خير من عرف الإله بفضله , يا بهجة الدنيا ونور خطاها, فبحقك تمتمت الحروف وسرها , لم يحصها غير الذي أوحاها, وبحق من ألقى الجبال رواسيّ , والأرض قدر قوتها ودحاها , ومن خلق النجوم وبدرها, في قبة العلياء أنت ضياها , لو أن أرضا من أرض سمائنا فوق السماء السبع كنت أنت سماها , صلى عليك الله يا علم الهدى وسلم ما لاحت على الآيك الحمائم وعلى أهلك وآلك وأزواجك وذريتك وأصحابك الغر الميامين
ورضي الله تبارك وتعالى عن ساداتنا من الأولياء والصالحين ومشايخنا الأحياء والمنتقلين
اللهم اغفر لنا لوالدينا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر منتديات إسلامنا نور الهدى في هذا الشهر المبارك وهذه الأيام الزكية الطيبة أن تحتفل بسيرة خير الأنام سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتنتهز منتديات إسلامنا نور الهدى هذه المناسبة العظيمة المباركة على صاحبها أفضل الصلوات وأتم التسليمات وأعم البركات وتدعوكم للمشاركة
لقد زكى الله تبارك وتعالى – من فوق سمع سموات  نبيه ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تزكية ما زكاها لأحد من الخلق :

زكاه في "عقله" فقال جلا وعلا : { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } 2 النجم
وهو الشهادة للرسول، صلوات الله وسلامه عليه، بأنه بار راشد تابع للحق، ليس بضال، وهو: الجاهل الذي يسلك على غير طريق
                                           { مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) 2 القلم    
أي: لست، ولله الحمد، بمجنون، كما قد يقوله الجهلة من قومك، المكذبون بما جئتهم به من الهدى والحق المبين، فنسبوك فيه إلى الجنون.
زكاه في "صدقه" فقال جلا وعلا { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى }3 النجم
بغير علم، والغاوي: هو العالم بالحق العادل عنه قصدًا إلى غيره، فنزه الله - سبحانه وتعالى - رسوله وشَرْعَه عن مشابهة أهل الضلال كالنصارى وطرائق اليهود، وعن علم الشيء وكتمانه والعمل بخلافه، بل هو صلوات الله وسلامه عليه، وما بعثه الله به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة, ما يقول قولا عن هوى وغرض، { إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى } أي: إنما يقول ما أمر به، يبلغه إلى الناس كاملا موفَّرًا من غير زيادة ولا نقصان، كما رواه الإمام أحمد.

حدثنا يزيد، حدثنا حَرِيز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن مَيْسَرَة، عن أبي أمامة؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثلُ الحيين -أو: مثل أحد الحيين-: رَبِيعة ومُضَر". فقال رجل: يا رسول الله، أو ما ربيعة من مضر؟ قال: "إنما أقول ما أقول" المسند (5/257) وقال الهيثمي في المجمع (10/381): "رجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة".
وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عُبَيد الله بن الأخنس، أخبرنا الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن مَاهَك، عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر، يتكلم في الغضب.
فأمسكتُ عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "اكتب، فوالذي نفسي بيده، ما خرج مني إلا حق".
ورواه أبو داود عن مُسَدَّد وأبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن يحيى بن سعيد القَطَّان، به - المسند (2/162) وسنن أبي داود برقم (3646).

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، عن ابن عَجْلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أخبرتكم أنه الذي من عند الله، فهو الذي لا شَكّ فيه". ثم قال: لا نعلمه يُروَى إلا بهذا الإسناد - مسند البزار برقم (203) "كشف الأستار" وقال الهيثمي في المجمع (1/179): "فيه أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة، وفيه كلام لا يضر وبقية رجاله رجال الصحيح

وقال الإمام أحمد: حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن محمد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا أقول إلا حقا". قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله؟ قال: "إني لا أقول إلا حقا" - المسند (2/340) ورواه الترمذي في السنن برقم (1990) من طريق المقبري به وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
 
زكاه في "فؤاده" فقال جلا وعلا : { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}الاية 11 سورة النجم
زكاه في "معلمه" فقال جلا وعلا : { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى } 4-5 النجم
 زكاه في "بصره" فقال جلا وعلا : (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) 17 النجم
زكاه في "صدره" فقال جلا وعلا : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } 1 سورة الشرح
زكاه في "طهره" فقال جلا وعلا : { وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) 2 سورة الشرح
زكاه في "ذكره" فقال جلا وعلا :  { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } 4 سورة الشرح   
زكاه في "حلمه" فقال جلا وعلا : { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } 128 التوبة
وزكاه "كله" فقال جلا وعلا: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) 4 القلم
 
هذا وقد قال الشاعر: عمر الرافعي
عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.
وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام.
قاضي أديب وشاعر ومفتي متصوف
نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر.
حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح ، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربية وصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله : مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب
انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور. له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.
أَرى كلَّ مَدحٍ في النَبِيِّ مُقَصّراً
وَلَو صيغَ فيه كُلُّ عِقدٍ مجوهَرا
وَهل يَقـدر المُدّاحُ قَـدرَ محمّدٍ
وَإِن بالَغ المثني عَلَيهِ وَأَكثَرا
إِذا اللَهُ أَثنى بِالَّذي هــو أَهلُهُ
عَلى مَن يَراهُ لِلمَحامِدِ مَظهرا
وَخَصَّصهُ في رفعه الذكر مُثنياً
عَلَيهِ فَما مِقدار ما تمدح الوَرى
أكتفي بهذا القدر لأترك لأحباب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرصة في هذه الأيام العطرة التي يفوح عبقها
يملأ الأكوان ليدلوا كل منهم بدلوه في حب الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحابته






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد يناير 19, 2014 11:11 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم , ارسله بالهدى ودين الحق , لك الحمد ربي والشكر على هذه النعمة المهداة

والصلاة والسلام والبركات على النور الهادي إلى سواء الصراط سيدنا ومصطفانا محمد رسول الله وعلى أهله وآله وأزواجه وذريته واصحابه الغر الميامين

ورضي الله تعالى عن جميع الأولياء والصالحين ومشايخنا الأحياء والمنتقلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسال الله تعالى أن يثيبكم خير المثوبة على هذه الصفحة الطيبة
وإنه لمن دواعي سروري في هذه الأيام الطيبة والمباركة أشارك معكم بقصيدة: من لصب مهيم بجنابه وعدد أبياتها ٣١

للشاعر عمر الرافعي 
من لصبٍّ مهيَّم بِجنابـــــــــــه
وَهو كَالطَير في فَسيجِ رحابه
يَتَغَنّى بِاِسمِ الحَبيبِ المُفَدّى
 بَينَ سَفحِ الوادي وَبَينَ قبابه
في غِياضٍ مَحفوفَةٍ بِرِياضٍ
وَحِياضٍ طابَت بِطيبِ شَرابه
 فَهناك العَيشُ الرَغيد المُرَجّى
 بَينَ غزلانِهِ وَبَينَ كِعابـــــــــه
كُلّ حُلو الدَلالِ حُلو الثَنايا
كُلّ قَلبٍ يَصبو لَهُ باِنجِذابه
لَست أَدري وَقَد تَرَشَّفتُ مِنهُ
ضَرباً ما رَشَفتُ أَم من رضابِه 
يا لعين الزَرقاء يَطفــــو حُبابُ
الكَأسِ مِنها خَمراً بِلطف حُبابِه
يا لَها طيبَةً بِأَحمـد طابَــــــــت
إي وَرَبّي روحي فِدى أَعتابه
لَيتَ لي كَالبُراق أَركَبُ مَتنَ
البَرقِ مِنهُ حَتّى أَكون بِبابه
فَأَراني كَحاجِبٍ يَرتَضيهِ
قائِم بِالشُؤون في حُجّابه
وَأهيل الحِمى كَهالةِ بدر
التتِمِّ في أُفقِهِ وَحولَ جنابه
يا بَني البَيت وَالحَطيم وَأَنوارِ
المَقام الكَريم في مِحرابِه
لا يرعكم عَنهُ البعاد قَليلاً
أَيُّ لَيث ما غابَ عَن حِصن غابه
أَي سَهم ما فارَقَ القَوس يَوماً
وَحَسامٍ لَم يُنتَضى من قرابِه
أَي عادٍ في فرقَة الدَهر يَوماً
 بَعد أَسفار جدّكم وَاِغتِرابِه 
هذِه سنَّةُ المَعالي أَلَسنا
 نَنظُر البَدر سائِراً في قبابِه
قَد تُسامُ العُقودُ أَسوَأَ فَرطٍ
 لِيُعاد النظامُ أَبهى مُشابِه
وَيحلُّ العناقُ وَهو شَهِيٌّ
ِمَزيد اِتّصاله وَاِقتِرابهِ
وَيُبين الظَمآنُ قَبل اِرتِواءٍ
َمع حبّ الوُرودِ كَأس شَرابِه
 فَاِصبِروا صبر جدّكم لا يرُعكم
ما دَهى البَيت من عَظيم مُصابه
إِنّ من غيرَة الغَيور عَلى البَيتِ
وَإِحسانِــــــــه وجــود جنابــــِه
أَن يردَّ اِلتهاف مكّة والبيت
وَيَرثي لِحُزنِــــهِ وَاِكتِئابِــــه
وَيُجيبُ الدُعاءَ منّاً وَلُطفاً
وَيُعيدُ الحَبيبَ من أَحبابِه
يا حَبيباً أَدنــاهُ مــــَولاهُ لَيــل
الوَصلِ في حَفل قربه وَخِطابِه
وَأَراهُ آيـــاتِـــــهِ بــــل أَراهُ
ذاته وَهو ما لَهُ من مُشابِه 
من لِعَبدٍ مُستَضعَف في زَمانٍ
شِبهُ ذِئبٍ مكشّرٍ عـــن نابــــه
وَخطوب الزَمان تَترى لَدَيهِ
وَهو لِلَّهِ صابِرٌ بِاِحتِسابِــــه
وَلَـهُ نِسبَةٌ لِعليـاك حــــــــــــقٌّ
لَو رَعى الناس منهُ حقّ اِنتِسابه
فَالفتوح الفتوح من كُــلّ وَجـــهٍ
وَالقبول القَبول في اِستصوابِه
 وَصَلاة المَولى عَلَيكَ توالى
ما تَوالى زَمانُنا في اِنقِلابه
وَعلى الآلِ وَالصَحابَةِ مِمَّن
كُلّ شَيء مسطّرٌ في كتابِه




 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عدوية
عضو سوبر
عضو سوبر




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد يناير 19, 2014 11:27 pm

صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  9m6q

صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  1477828_625934634137018_1016206653_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء
عضوفعال
عضوفعال




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالإثنين يناير 20, 2014 3:02 pm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير

أعاده الله علينا وعليكم بالصحة واليمن والبركات


بمَولِد خير خلق اللَهِ طه
بَدا فَضلٌ وفضل علاهُ شامِخ
خَوارِقُ عادَةٍ ظَهَرَت فَكانَت
مَكارِم دونَه شُمُّ الرَواسِخ
حباني القرب فَتحاً دون شَيخٍ
وَفيه غنايَ عن كُلّ المَشايِخ
 وَهل لِلفَتحِ إِلّا حُبُّ طه
فقلبي عامرٌ بِالحبّ راسِخ
 لزمتُ طريقَةً تدني بَعيداً
وَخلَّفتُ الَّتي بَعُدَت فَراسِخ
 وَكم عانيتُ من شيخٍ وَشيخٍ
فَكانوا بَينَ مَنسوخٍ وَناسِخ
وَقُمت ببرزخي وَحَبيب قَلبي
 مَعي وَمَشايخي رَهنُ البَرازِخ
حَبيبَ اللَهِ أَنتَ حَبيبُ قَلبي
 عُلىً وَعُلاكَ في الدارَين باذِخ
 دَهاني خطبُ أشياخي فَكُن لي
 وَخَطبي فادِحٌ لِلقَلبِ شادخ
 فَخُذ بِيَدي وَداو جَميعَ سقمي
 بنفثة نافثٍ أَو نفخ نافِخ
وَعُذراً إِن صَرَختُ إليكَ أشكو
 فَنَفسي تَشتَكي وَالقَلب صارِخ
 وَأَنتَ وَسيلَتي دنيا وَأُخرى
وَسيلَةُ مؤمنٍ لِلأَمرِ راضِخ
فَحَقّق ما رَجَوتُ بِفَضل رَبّي
 لِتجبر كسر قَلبٍ ثمَّ فادِخ
 فَعهد محبّتي عهدٌ صَحيحٌ
 بِفَضل اللَهِ لَم يَفسخه فاسِخ
عَلَيك ومن يَليكَ بكلّ حينٍ
صلاةُ اللَهِ تَنسَخها النَواسِخ

الشاعر: عمر الرافعي



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كمال العدوي
عضوفعال
عضوفعال




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالإثنين يناير 20, 2014 3:39 pm




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم , ارسله بالهدى ودين الحق , لك الحمد ربي والشكر على هذه النعمة المهداة
والصلاة والسلام والبركات على النور الهادي إلى سواء الصراط سيدنا ومصطفانا محمد رسول الله وعلى أهله وآله وأزواجه وذريته واصحابه الغر الميامين
ورضي الله تعالى عن جميع الأولياء والصالحين ومشايخنا الأحياء والمنتقلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمة النبي بغير المسلمين

إن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين أمر متوقع ومفهوم, فهم أتباعه وناصروه ومحبوه, وهم الذين يعتقدون عقيدته, ويدينون بدينه, وهم الذين يقدموه على أبنائهم وأزواجهم وأموالهم, بل وعلى أنفسهم, وإن أخطأ المسلمون أحيانًا فهو صلى الله عليه وسلم لهم كالأب لأولاده, وكالمعلِّم لتلامذته, بل أعظم من ذلك, فهو صلى الله عليه وسلم كان يقول: "أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ"- البخاري: كتاب الكفالة, باب الدَّيْن (2176), ومسلم في الفرائض, باب مَن ترك مالاً فلورثته (1619), والترمذي (1070), والنسائي (1963), وأبو داود (2954), وابن ماجة (2415), وأحمد (9847), وابن حبان (4854)
فهو ليس فقط أقرب إليهم من والديهم ومعلميهم, ولكن أقرب إليهم من أنفسهم!

لهذا كله فرحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين أمر مفهوم..

لكن أن تشمل رحمة النبي صلى الله عليه وسلم غير المسلمين فهذا شيء مبهر حقًّا!!

إنه لشيء رائع حقًّا أن يرحم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك الذين رفضوا عقيدته واعتنقوا غيرها, وأولئك الذين لم يعترفوا بنبوته أصلاً! بل إنه لشيء شديد الإبهار أن نراه يرحم ويَبَرُّ ويعطف ويحنو على أولئك الذين عذبوه وعذبوا أصحابه, وعلى أولئك الذين مارسوا معه ومع المسلمين أشد أنواع القسوة والعنف!!
صور من رحمة النبي بغير المسلمين
رحمة النبي مع المشركين

لقد كانت العلاقة بينه وبين المخالفين له في الدين -والذين يعيشون معه في مجتمع واحد- أعلى بكثير من مجرد علاقة سلام ووئام, لقد كانت علاقة "بِرٍّ ورحمة" بكل معاني الكلمة..

ونحن لا نخالف الحقيقة إذا قلنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعامل غير المسلمين المحيطين به معاملة الرجل لأهله..

فها هو أنس بن مالك رضي الله عنه يروي موقفًا عجيبًا من مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم  فيقول: "كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ‏فَمَرِضَ؛ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ‏ ‏ ‏يَعُودُهُ؛ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ؛ فَقَالَ لَهُ: "أَسْلِمْ"؛ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ؛ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ ‏أَبَا الْقَاسِمِ ؛ ‏فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ‏  ‏وَهُوَ يَقُولُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ"- البخاري: كتاب الجنائز, باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلَّى عليه؟ وهل يُعرَض على الصبي الإسلام؟ (1290), ورواه الترمذي (2247), والحاكم 1342 والنسائي في سننه الكبرى 7500

وتدبروا هذا  جيدًا بالعقل والقلب!

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم  يستعمل غلامًا يهوديًّا في الخدمة, ولا يمتنع عن ذلك ليجعل الحياة مع أصحاب الديانات الأخرى في داخل المدينة المنورة حياة طبيعية, ثم يمرض هذا الغلام فيذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم  ليعوده في بيته!!

إننا يجب أن ندرك -لنعرف قيمة الموقف- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعلى سلطة في المدينة المنورة, والغلام اليهودي لا يعدو أن يكون خادمًا, وعلى غير مِلَّة الإسلام!

أيحدث في بقعة من بقاع الأرض أن يزور رئيس البلاد خادمًا له إذا مرض, وخاصة إذا كان على غير دينه؟!

إننا قد اعتدنا أن نقرأ مثل هذه المواقف عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم فلم نعُدْ نحلل وندرس, ولكن الوقوف للتدبر في مثل هذه الكنوز يعطينا فيضًا هائلاً من الخير والحكمة.

ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينسى وظيفته الأولى في الدنيا وهي البلاغ؛ فيدعوه للإسلام, فيسلم الغلام, فيخرج النبي  فرحًا بإسلامه, كأنما أسلم أحدُ أَحَبِّ أهله إليه..

إن هذه هي الرحمة -حقيقةً- في أعلى صورها..

وهذه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها تحكي فتقول: "قَدِمَتْ عَلَيَّ ‏ ‏أُمِّي ( هي قُتيلة بنت سعد من بني عامر بن لؤي, امرأة أبي بكر الصديق, وهي أم عبد الله وأسماء. ذكرها ابن الأثير في الصحابيات, وقال: تأخر إسلامها قدمت إلى المدينة وهي مشركة بعد صلح الحديبية. انظر: أسد الغابة 6/ 242)
وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ ‏ ‏قُرَيْشٍ ‏إِذْ عَاهَدُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم  ‏وَمُدَّتِهِمْ مَعَ أَبِيهَا فَاسْتَفْتَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ ‏فَقَالَتْ: يَا رسول الله, إِنَّ‏ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ ‏رَاغِبَةٌ ‏أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ‏: "‏نَعَمْ صِلِيهَا" البخاري: كتاب الهبة وفضلها, باب الهدية للمشركين (2477, 5634, 3012), ومسلم في الزكاة, باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين (1003), وأبو داود  (1668) وأحمد 26960

ها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن تصل أمها المشركة, ومع أن دولة قريش في ذلك الوقت كانت دولة محاربة, ولكنها في عهد مؤقَّت, فلم يمنع المرأة المشركة من دخول المدينة, ولا دخول بيت أسماء رضي الله عنها, وهو بيت الزبير بن العوام(هو الزبير بن العوام, يُكنَّى أبا عبد الله, أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم, لم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان أول من سلَّ سيفًا في الإسلام, وقد استشهد يوم الجمل. انظر الاستيعاب 1/ 151, أسد الغابة1/ 377, الإصابة الترجمة (2791) وهو من كبار رجال الدولة, وقد يكون لديه من الأسرار ما لا يجب أن يطَّلع عليه المشركون, ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَحْرِمُ أمًّا مشركة من زيارة ابنتها المسلمة, ولا يحرم بنتًا مسلمة من بِرِّ أمها المشركة..

هكذا بمنتهى التسامح والرحمة, وبأعلى درجات الرضا.. إنه لم يفكر ولم يتردد.. فليس في الرحمة تردد!!

وفي موقف آخر لطيف يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما, ويذكر فيه أَنَّ‏ ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ‏رَأَى‏ ‏حُلَّةً ‏سِيَرَاءَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: يَا رسول الله لَوْ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ فَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلِلْوَفْدِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ؛ فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏: "إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ", ثُمَّ جَاءَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ ‏مِنْهَا ‏حُلَلٌ ‏فَأَعْطَى ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ‏ مِنْهَا ‏‏حُلَّةً؛ ‏فَقَالَ ‏عُمَرُ:‏ ‏يَا رسول الله كَسَوْتَنِيهَا وَقَدْ قُلْتَ فِي ‏‏حُلَّةِ ‏عُطَارِدٍ مَا قُلْتَ, قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏: "‏إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا"؛ فَكَسَاهَا ‏عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه‏‏ ‏أَخًا ‏‏لَهُ‏ ‏بِمَكَّةَ‏ ‏مُشْرِكًا !!

حُلَّة سيراء: من الحرير الخالص, وهي مُحَرَّمة على الرجال

البخاري: كتاب الجمعة, باب يلبس أحسن ما يجد (846), ومسلم في اللباس والزينة, باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة (2068), وأبو داود (1076), والنسائي (5295), وابن ماجة (3591) وأحمد (4713) ومالك برواية يحيى الليثي (1637) وبرواية محمد بن الحسن الشيباني 869

فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يُهْدِي هذه الحُلَّة لأحد إخوانه المشركين, ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعترض, وإقراره  -كما هو معلوم- سُنَّة. - عثمان بن عبد حكيم, وهو أخو عمر من أمه, ومُختلَف في إسلامه بعد ذلك, انظر: فتح الباري 1/ 331

يقوم الإمام النووي رحمه الله معلقًا على هذا الموقف: "وفي هذا دليلٌ لجواز صلة الأقارب الكفار والإحسان إليهم, وجواز الهدية إلى الكفار" - النووي: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 14/ 39

وهذه رحمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمر رضي الله عنه, وكذلك رحمة بأقاربه المشركين!

ومن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين أنه كان يسلك معهم دائمًا مسلك التبشير, ويتخذ ذلك منهجًا عامًّا له, فكان هذا هو الغالب على حياته صلى الله عليه وسلم وعلى أقواله وأفعاله, ولم يكن يخرج عن هذا الطبع على الرغم من قسوة المشركين عليه…

روى ربيعة بن عباد الديلي -وكان مشركًا فأسلم- قال: "رَأَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ‏ذِي الْمَجَازِ ‏يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تُفْلِحُوا", وَيَدْخُلُ فِي ‏فِجَاجِهَا ‏وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا, وَهُوَ لا يَسْكُتُ يَقُولُ: "أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تُفْلِحُوا" إِلا أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلا أَحْوَلَ وَضِيءَ الْوَجْهِ ذَا ‏غَدِيرَتَيْنِ ‏‏يَقُولُ: إِنَّهُ ‏صَابِئٌ كَاذِبٌ؛ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ‏مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ‏‏وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ؛ قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ ‏أَبُو لَهَبٍ"

متقصفون: مزدحمون

مسند أحمد (491, 492, 493) و (341) وسنده حسن. وقال الساعاتي في الفتح الرباني (20/216): سنده جيد.  ومستدرك الحاكم (1/15), ومعجم الطبراني الكبير (5/55), والبيهقي (17505), وله شاهد من حديث طارق به عبد الله المحاربي, أخرجه أبو بكر بن شيبة, انظر المطالب العالية (4277)

فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يخرج عن أدبه في المعاملة حتى مع السفاهة الواضحة لأبي لهب, وظل على منهج التبشير يدعو الناس إلى الفلاح والنجاة.

بل إنه كان يبشرهم بمُلْكِ الدنيا قبل نعيم الآخرة إن هم آمنوا بالله ولم يشركوا به شيئًا..

عَنْ‏ ‏ابن عباس رضي الله عنهما قال: "مَرِضَ ‏أَبُو طَالِبٍ ‏فَجَاءَتْهُ ‏قُرَيْشٌ ‏‏وَجَاءَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏وَعِنْدَ‏ ‏أَبِي طَالِبٍ ‏مَجْلِسُ رَجُلٍ فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ ‏كَيْ يَمْنَعَهُ وَشَكَوْهُ إِلَى ‏أَبِي طَالِبٍ؛ ‏فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ؟ قَالَ: "‏إِنِّي أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً ‏‏تَدِينُ‏ ‏لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ ‏وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ ‏الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ"؛ ‏قَالَ: كَلِمَةً وَاحِدَة؟!ً قَالَ: "كَلِمَةً وَاحِدَةً" قَالَ: "يَا عَمِّ قُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؛", فَقَالُوا: إِلَهًا وَاحِدًا مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا ‏اخْتِلاقٌ؛ ‏قَالَ: فَنَزَلَ فِيهِمْ الْقُرْآنُ { ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ}ص: 1, 2-إلى قوله {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ}ص: 7 - سنن الترمذي (3232) وقال: حديث حسن. ومسند أحمد (2008) والحاكم في المستدرك  3617

فهو لا يعبس في وجوههم, ولا يقاطع مجالسهم, ولا ينظر لهم نظرة المتكبر المعرض, إنما يتلطف إليهم ويتودد, ويبشرهم بمُلك الدنيا ونعيم الآخرة.

إننا أمام هذه المواقف لا نملك إلا أن نهتف بقول ربنا سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}الأنبياء: 107






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فهد
عضو نشط
عضو نشط




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالإثنين يناير 20, 2014 3:45 pm

صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  49445375
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلوى العدوية
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2014 10:29 pm


النبي - صلى الله عليه وسلم- زوجاً
الحمد لله العلي العظيم، البر الرحيم، جعل  الإحسان إلى الزوجة من الدين فقال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} " وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ}, والصلاة والسلام على النبي الحنون العطوف القائل في حجة الوداع: (أوصيكم الله في النساء)، وعلى آله وأصحابه وأزواجه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مثَّل النبي - صلى الله عليه وسلم- في حياته المليئة بالالتزامات أفضل زوج في التاريخ، فلم تمنعه كثرة أعماله ومشاغله من إعطاء أزواجه حقوقهن الواجبة عليه، مع أنه كان قائداً للدولة، ومبلغاً للرسالة وقائداً للجيش، ومعلماً للناس إلا أن هذه الأعمال كلها لم تحلْ بينه وبين أزواجه كما هو حال كثير من المسلمين اليوم يضيع حقوق زوجه بحجة الأعمال الكثيرة والالتزامات العديدة، ويا ليت أن الأمر يتوقف عند هذا بل إن بعض الأزواج يعتدي على زوجه بالشتم والسب والضرب، وهؤلاء الأزواج قد خالفوا سنة نبيهم في هديه مع أزواجه.
فالرسول- صلى الله عليه وسلم- لم يضرب بيده الشريفة الطاهرة أحداً كما قالت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- : (مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلَا خَادِمًا) مسند أحمد - ج 53 / ص 358
وإنما كان -عليه الصلاة والسلام- زوجاً حنوناً رحيماً يعطف على أزواجه ويرحمهن ويبتسم لهن ويعاملهن معاملة حسنة, معاملة نبوية كريمة، فقد كان - صلى الله عليه وسلم- متزوجا تسعا من النساء إلا أنه لا يمنعه كثرتهن أن يعطي كل واحدة منهن حقها.
فالنوم عندهن كان بالسوية، ينام عند هذه ليلة وعند الأخرى ليلة وعند الثالثة والرابعة وهكذا بقية نسائه - عليه الصلاة والسلام-، فهو لا يُغّلِبَ إحداهن على الأخريات، وإنما بالسوية إلا من تنازلت عن حقها كما تنازلت أم المؤ منين السيدة زينب بليلتها لأم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنهن أجمعين
وكان عليه الصلاة والسلام يصحب زوجاته في السفر، كما صحّ في الحديث عن أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) رواه البخاري ومسلم
فيحسن إليها ويبتسم لها بل ويمازحها ويضاحكها، ويسابقها كما فعل مع أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-.
ثم إنه -عليه الصلاة والسلام- راعى أموراً في حق الزوجية قد تكون صغيرة في أعين الناس ألا وهي التجمل لأزواجه والتزين لهن فقد قالت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-: كان - صلى الله عليه وسلم- لا يدخل بيته إلا والسواك على فمه، فهو لا يريد أن تشم منه أزواجه رائحة أكله - صلى الله عليه وسلم- ما أطيبه حياً وميتاً، لم يكن عليه الصلاة والسلام- بحاجة لذلك فهو طيب الريح، بأبي هو وأمي ولكنه قدوة للناس، يهتم بكل صغيرة وكبيرة  في الحياة الزوجية لأن هذه الأمور لها أثرها الكبير في الحياة الزوجين سلباً وإيجاباً.
والمزاح مع أزواجه لم يكن غائباً عنه -عليه الصلاة والسلام- بل كان حاضراً في كثير من أوقاته مع أهله فأم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- تقول: كنت أغتسل أنا والرسول - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد حتى إنه ليقول دعي لي وأقول دع لي" فكان هذا مزاحاً لطيفاً يدل على حسن العشرة النبوية منه - صلى الله عليه وسلم-مع أزواجه
وعن أم المؤمنين السيدة عائشة قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعطيني العظم فأتعرّقه - أي: آكل ما بقي فيه من اللحم وأمصه - ، ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي) رواه مسلم
فأي حب وأي مودة منه - صلى الله عليه وسلم- لأزواجه؟!
وهو في بيته كان -عليه الصلاة والسلام لا يأنف من أن يقوم ببعض عمل البيت ويساعد أهله
ُسئلت أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها- : "ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - أي: في خدمتهم - ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" رواه البخاري .
وفي رواية عند أحمد: كان بشرًا من البشر، يَفْلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. وفي رواية أخرى: كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. وهي في صحيح الجامع 4813
ثم إنه -عليه الصلاة والسلام- كان يتحمل ما يصدر من نسائه ويعذرهن فيما يصدر منهن فقد دخل إحدى الليالي بيت إحدى نسائه ولم تكن ليلتها وإنما دخل ليبول فلما خرج وذهب إلى الأخرى التي هي ليلتها أغلقت عليه الباب ولم تفتح له فكان يقول لها إنما دخلت من أجل البول وهي مصرة على الإغلاق فلما فتحت لم يغضب عليها ولم يضربها مع أنها فعلت فعلاً كبيراً لكنه -عليه الصلاة والسلام- عذرها وعفى عنها.
وها هو صلى الله عليه وسلم يحن على أزواجه ويعطف عليهن
فعن أنس رضي الله عنه قال: (خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر، فرأيت النبي  يُحَوِّي لها -أي: لصفية - وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب) رواه البخاري
هذا هو محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- زوجاً، وهذه هي بعض معاملاته وأخلاقه مع أزواجه فقد كان أفضل الأزواج على الإطلاق.
فهل للأزواج اليوم أن يحسنوا معاملة ومعاشرة أزواجهم كما كان نبيهم- صلى الله عليه وسلم-
هل للأزواج أن يغيروا من أسلوب القهر والظلم على الزوجات.
آمل أن تكون السيرة العطرة للنبي - صلى الله عليه وسلم- قدوة لنا نجعلها نصب أعيينا في تعاملاتنا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالفضيل العدوي
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأربعاء يناير 22, 2014 12:12 am



 
﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾
 
إذا كان قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد الخلق، وحبيب الحق يزداد ثبوتاً بسماع قصة نبي دونه في المرتبة، فكيف بمؤمن يستمع إلى قصة سيد الخلق، وحبيب الحق، إن سيرته صلى الله عليه وسلم تنور العقول، وتطمئن القلوب، وتسعد النفوس، وتبعث في الإنسان روح البطولة، لأنه أكمل خلق الله أجمعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
آلاء
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالخميس يناير 23, 2014 9:43 am



كل عام وأنتم بخير

طِرتُ شَوقاً إِلى رِحابِكَ أَسعى
في مَنامي وَالطَرفُ يَذرِفُ دَمعا
 فَبَلَغتُ المُنى بِذلِكَ قَطعاً
 حَيثُ قَد بِتُّ وَالحمى من نَصيبي
 طِبتُ نَفساً بِالقُربِ من علياكا
 وَفُؤادي مُهَيَّمٌ بِلُقاكا
 قَرَّتِ العَينُ ثمَّ في مرآكا
تَنجَلي مُشرقاً بِحُسنٍ عَجيبِ
أَنا لَولاكَ ما تَمَنَّيتُ أَبقى
في حَياتي إِلّا لأَلقاكَ حقّا
ما تَراني أَذوبُ شَوقاً وَعِشقا
كُلّ يَومٍ أَرجو لِقاءَ الطَبيبِ
قَد تَجَرَّدتُ عن سِواكَ بِقَلبي
وَالهَوى آخِذٌ بِروحي وَلُبّي
حَسبُ صَبٍّ يَقولُ رُحماكَ رَبّي
مَن لِهذا المحبِّ غَيرُ الحَبيبِ
أَنا صَبٌّ بِالمُصطَفى مَشغوفُ
وَالفَتى حَيثُ قَلبُه مَصروفُ
رَبِّ جُد لي بِرَحمَةٍ مِنكَ تُطفي
غِلَّتي عاجِلاً وَمُنَّ بِلُطفِ
رَبّ خُذني إلى حَبيبيَ وَاِشفِ
أَلَم النَفس من جَميع الخُطوبِ






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منتصر
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالخميس يناير 23, 2014 11:08 am

السلام عليكم ورجمة الله وبركاته

كل عام وأنتم جميعا بخير




عدل سابقا من قبل منتصر في الخميس يناير 23, 2014 1:49 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منتصر
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالخميس يناير 23, 2014 1:46 pm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحمة النبي بالأطفال

كان النبي رحيمًا لين الجانب- ( كارين آرمسترونج (كاتبة بريطانية): سيرة النبي محمد ـ كتاب سطور 1998 (ترجمة: فاطمة نصر، محمد عناني)

تشير التقديرات إلى أن مليون طفل سنويًّا يتم استغلالهم في البغاء وإنتاج المواد الإباحية -وما شابه من الأنشطة- وكثير منهم أجبروا أو اختطفوا أو استدرجوا، أو هم ضحايا الاتجار بالأطفال - دراسة تعزيز حقوق الأطفال، ص 20
رعاية الأطفال

ما أبلغ ما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يصف رحمة الرسول بالأطفال إذ قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّه " مسلم: كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (2316)، وأحمد (12123)، وابن حبان (6950)، وأبو يعلى (4192)، والبيهقي في شعب الإيمان (11011)

وإن الإنسان لَيَعْجَبُ حقًّا من رؤية مواقف رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأطفال، ويزداد العجب عندما تنظر إلى حجم المسئوليات الملقاة على عاتقه صلى الله عليه وسلم، وهو يدير الدولة، ويقود الجيوش، ويحكم بين الناس، ويتفاوض مع الوفود، ويتعامل مع الأصحاب، ويشرف على كل صغيرة وكبيرة في حياة المسلمين، ويتلقى الوحي من رب العالمين، ويصل به إلى كل من يستطيع، حتى يرسل الرسائل إلى ملوك العالم وزعمائه يدعوهم إلى الإسلام!!

رجل بهذا الثقل من المسئولية، وهذا الحجم من التَّبِعات يهتم كثيرًا –بل وكثيرًا جدًا- بأطفال أمته، مهما كانوا بسطاء!

ولا يتأتَّى ذلك إلا من نبي!
صور من رحمة النبي بالأطفال

ثم إن العجب يزداد ويزداد حتى يبلغ الذروة عندما تعلم أن رحمة الرسول هذه كانت في بيئة لا يجدون فيها حقًّا لصغير، بل ويعتبرون أن رحمة الصغير لون من ألوان الضعف غير مقبول، حتى يفتخر الرجل بأنه لا يرحم أبناءه!

قَبَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس,الأقرع بن حابس هو: ابن عقال التميمي المجاشعي الدرامي، وفد على النبي ، وشهد فتح مكة وحُنينًا والطائف، وهو من المؤلفة قلوبهم، وقد حَسُنَ إسلامُه. شهد فتح العراق وفتح الأنبار وكان على مقدمة خالد بن الوليد. الاستيعاب1/193، أسد الغابة1/149، الإصابة: الترجمة 299

فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله  فقال: "من لا يَرحم لا يُرحم"- البخاري كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (5651)، ومسلم: كتاب الفضائل باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال.. (2318)، وأبو داود (5218)، والترمذي (1911)، وأحمد (7121)

إن الأقرع كان يظن أنه من الرجولة والفحولة أن يقسو القلب ويتحجر، حتى لا يرحم صغيرًا، ولا يُقَبِّل طفلاً، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم رَدَّ عليه بالرد المفحم، ولم يكن ردًا خاصًا بموقفه فقط، إنما رد بقاعدة من القواعد الإسلامية الثابتة..  إنه قال له في إيجاز: "من لا يَرحم لا يُرحَم!"..

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصبر على بكاء طفل ولا على ألمه.. يروي أبو قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أُمَامَة بنت زينب بنت رسول الله فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها- البخاري: كتاب أبواب سترة المصلي، باب إذا حمل جارية على عنقه في الصلاة (494)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب جواز حمل الصبيان في الصلاة (543)، وأبو داود (917)، وأحمد (22577)، ومالك في الموطأ برواية يحيى الليثي (410)، وبرواية محمد ابن الحسن الشيباني (287)، والدارمي 1359


إنه هنا في أعظم شعائر الإسلام، وهي الصلاة، ومع ذلك فهو لا يصبر على بكاء الطفلة أُمَامَة حفيدته، فيحملها حتى في أثناء الصلاة!!

بل إن رحمته كانت تجعله يطيل أو يُقصِّر من صلاته بحسب ما يريح الأطفال!!

فنحن نراه في موقف عجيب يطيل السجود في صلاة الجماعة على غير عادته وذلك حتى لا يزعج طفلاً!

والقصة يرويها شداد بن الهاد - شداد بن الهاد، واسم الهاد: أسامة بن عمرو وسمي كذلك لأنه كان يوقد النار ليلاً للأضياف. شهد الخندق وسكن المدينة، وتحول إلى الكوفة، وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود. انظر الإصابة (3856)، أسد الغابة: (2/374)


ويقول فيها: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حسينًا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلَّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله  الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ" - النسائي (1141)، وأحمد (27688)، الحاكم (4775)، وصححه ووافقه الذهبي، وابن خزيمة (936)، وابن حبان (2805)، واستدل به الألباني في إطالة الركوع. انظر: صفة صلاة النبي للألباني ص148

وعلى النقيض من هذا نجده يسرع في صلاته في ظروف أخرى لكي يرحم طفلاً آخر..

يروي أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ"- البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب من أَخَفَّ الصلاة عند بكاء الصبي (677)، وابن ماجة (989)، وابن خزيمة (1610)، وابن حبان (2139)، وأبو يعلى (3144)، والبيهقي في شعب الإيمان (11054).

ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكَيِّف -بلا تعنت ولا تشدد- صلاته وصلاة المسلمين، لكي يرحم الطفل الصغير، وكذلك ليرحم أمَّه!

وفي مواقف أخرى من السيرة تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرغ من أوقاته ليلعب مع الأطفال، فهذا أسامة بن زيد يروي فيقول: كان رسول الله يأخذني فيُقعِدني على فخذه ويُقعِد الحسنَ على فخذه الآخر ثم يضمهما، ثم يقول: "اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا". البخاري: كتاب الأدب باب وضع الصبي على الفخذ (5657)، وأحمد (21835)، وابن حبان (6961)، والنسائي في سننه الكبرى (8184).

وانظر إلى رحمته وهو يواسي طفلاً لموت طائر صغير كان يلعب به!

يقول أنس بن مالك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أم سليم) أم سُلَيْم اسمها سهلة، ويقال: الغُمَيْصاء. كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية. فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها، ثم تزوجت بعده أبو طلحة الأنصاري، وتوفيت في حدود 40هـ في خلافة معاوية. الإصابة الترجمة 12066
ولها ابن من أبي طلحة يُكَنَّى أبا عمير، وكان يمازحه، فدخل عليه فرآه حزينًا، فقال: "ما لي أرى أبا عمير حزينًا؟!" فقالوا: مات نُغْرُه الذي كان يلعب به، قال: فجعل يقول: "أبَا عُمَيْر، مَا فَعَلَ النُّغَيْر؟"

نُغْرُه : طائر صغير يشبه العصفور منقاره أحمر.

البخاري: كتاب الأدب، باب الكُنْيَة للصبي وقبل أن يولد للرجل (5850)، ومسلم: كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته (2150)، وأبو داود (4969)، والترمذي333

إنه لا يسخر من مشاعره، ولا يُسفِّه حزنه، بل يشاركه ويضاحكه، فإذا علمت أن هذا الطفل الصغير ما هو إلا أَخٌ لخادم يخدم رسول الله اطَّلعت على قدر الرحمة والتواضع اللذين كانا في قلبه .
رحمة النبي بالبنات

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يولي أهمية خاصة لرعاية البنات، وذلك لعلمه أن قلوب الناس تميل بشكل أكبر للذكور من الأولاد، وخاصة في هذه البيئة العربية، فكان  يُعظِّم جدًا من أجر الذي يربيهنَّ.. قال رسول الله : "مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ"- مسلم: كتاب البر والصلة والأدب، باب الإحسان إلى البنات (2631)، واللفظ له، والترمذي (1914)، والحاكم (7350)، والبخاري في الأدب المفرد 894.

وكان من رحمته بالأطفال أنه لا يكلفهم ما لا يطيقون، وقد جاءه أطفالٌ يوم أُحُدٍ يريدون الخروج معه للقتال فرَدَّهم لصغر سنهم، وكان منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأسامة بن زيد، وأسيد بن ظهير، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وعرابة بن أوس، وعمرو بن حزم، وأبو سعيد الخدري، وسعد بن حبة، وغيرهم- صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم ص228.

وقارن هذا بالأعداد الهائلة للأطفال التي تستخدم الآن في الحروب في بقاع كثيرة من العالم.. فقد ذكرت هيئة الأمم المتحدة أن هناك أكثر من ثلاثمائة ألف طفل مجنَّد في عشرين دولة يمارسون القتال بالإكراه!! تقرير الحالة الاجتماعية الصادر عن الأمم المتحدة 2005، ص121

ولم تكن مواقف اهتمامه ورحمته للأطفال بالمواقف العابرة التي تحدث على فترات متباعدة، بل كانت متكررة جدًا، لدرجة أن الأطفال كانوا دائمًا في استقباله إذا جاء من سفر ليلاعبهم ويداعبهم، وكأنه ليس أمامه من الهموم والمشاغل غيرهم!  يقول عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي: أول من وُلِدَ بأرض الحبشة من المسلمين لما هاجر أبواه إليها (1هـ- 80هـ)، وأتى البصرة والكوفة والشام، وكان كريما يُسمَّى بحر الجود، وللشعراء فيه مدائح. أسد الغابة 3/93، الأعلام للزركلي 4/76.


قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِصِبْيَانِ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ: وَإِنَّهُ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ فَحَمَلَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ جِيءَ بِأَحَدِ ابْنَيْ فَاطِمَةَ فَأَرْدَفَهُ خَلْفَهُ قَالَ: فَأُدْخِلْنَا الْمَدِينَةَ ثَلاثَةً عَلَى دَابَّةٍ" مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عبد الله بن جعفر { (2428)، والبيهقي في سننه الكبرى (10154)، والنسائي في سننه الكبرى 4246

وتخيل هذا المشهد، وقائد الدولة يدخل مدينته، وهو يركب دابته وقد حمل طفلاً وأردف آخر خلفه!!

بل إنه عندما دخل مكة فاتحًا استُقْبِل أيضًا بالأطفال، فلم يمنعه الموقف المهيب، ولا الوضع العسكري الخطير، من أن يتلطف معهم، بل ويحملهم!  يقول عبد الله بن عباس: "لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ  مَكَّةَ اسْتَقْبَلَتْهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَهُ!" البخاري كتاب أبواب العمرة، باب استقبال الحاج القادمين والثلاثة على الدابة (1704)، وأبو داود (1940)، والنسائي (3064)، وابن ماجة (3025)، وأحمد (2842)، وابن حبان 3869

هذه نبذة مختصرة عن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس الهدى
عضو سوبر
عضو سوبر
شمس الهدى



صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالخميس يناير 23, 2014 2:21 pm


كل عام والجميع بخير

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأيتام
الرسول  (صلى الله عليه وسلم)  , نفسه ولد يتيما, ليعرف وليشعر ما لليتيم من حقوق, ولذلك عقب الله تعالى قوله (ألم يجدك يتيما فآوى) بقوله " فأما اليتيم فلا تقهر"
قال النيسابورى: قال أهل التحقيق: الحكمة في يتم النبي  (صلى الله عليه وسلم)  أن يعرف قدر الأيتام، فيقوم بأمرهم، وأن يكرم اليتيم المشارك له في الاسم - غرائب القرآن ورغائب الفرقان 6/518
وعن أبى هريرة عن النبى  (صلى الله عليه وسلم)  قال خير بيت المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وشر بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه.- ابن ماجه رقم 3679 , وعبد بن حميد "المنتخب" رقم 1467 والبخاري فى الأدب المفرد رقم 137 إسناده ضعيف يحيى بن أبي سليمان ضعفه البخاري وأبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات .
وذكر فضل المرأه التى مات زوجها فحبست نفسها على تربية أولادها ولم تتزوج:
فعن عوف بن مالك الأشجعى أن رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  قال: أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة – وأوما يزيد (بن ذريع الراوى) بالوسطى والسبابة – امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال، حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا
سفعاء الخدين :هى التى تغير لونها إلى الكمودة والسواد من طول الأيمة, يريد بذلك أنها حبست نفسها على أولادها ولم تتزوج فتحتاج إلى الزينة والتصنع للزوج. قاله المنذرى (الترغيب والتزهيب, 3/231 , طبع مكتبة دارا التراث , القاهرة
بانوا : أي استقلوا بأمرهم وانفصلوا عنها (انظر شرح الطيبى 9/218
أحمد في المسند 6/29 , والبخاري في الأدب المفرد رقم 141, وأبو داؤد في السنن رقم 5149 , قال الألباني: ضعيف , وقال شعيب : حسن لغيره إن شاء الله
ولذلك أكدّ النبى  (صلى الله عليه وسلم)  فى ذلك أيما تأكيد وأوصى بكفالتهم والإحسان إليهم وبيّن الفضائل المترتبة على ذلك حتى قال: أناوكافل اليتيم فى الجنة هكذا. وأشار بالسبّابة والوسطى وفرّج بينهما شيئاً- البخارى رقم 5304 و 6005 ومسلم رقم 2983
وعن أبى أمامة أن رسول الله قال: من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده، كنت أنا وهو فى الجنة كهاتين، وفرق بين إصبعيه السّبابة والوسطى - مسند أحمد 5/250,قال شعيب : صحيح لغيره دون أوله
وكان رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  يخص بعض أصحابه بالأمر بالإحسان إلى اليتيم لما كان له عهد به فقال للسائب بن عبدالله "ياسائب انظر أخلاقك التي كنت تصنعها فى الجاهلية فاجعلها في الإسلام: اقرالضيف وأكرم اليتيم وأحسن إلى جارك"- أحمد بأطول من هذا (3/425) قال الهيثمى فى المجمع (8/190) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وقد وقع فى نضرة النعيم (8/ 3254 ) خطأ فى نقل كلام الهيثمى هذا. فنقلوه بعد حديث أبي أمامة المذكور قبل هذا الحديث فليصحح
وكان  (صلى الله عليه وسلم)  متورعاً شديداً فى أمراليتيم ويُكبرشأنه حتى كان يوصى بعض اصحابه الذين يراهم ضعافاً عن القيام بمصالح اليتيم أن لا يتولوا مال اليتامى. فقد روى أبوذررضي الله عنه فقال: قال لي رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  "يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، واني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمَّرنَّ على اثنين، ولا تولَّينَّ مال يتيم- مسلم رقم (1826) والنسائى رقم 3697 فى كتاب الوصية. وقال القرطبي شارحاً قوله "ضعيفا": اي عن القيام بما يتعين على الأمير من مراعاة مصالح الرعية الدنيويه والدينية, ووجه ضعفه عن ذلك أنّ الغالب عليه كان الزهد واحتقار الدنيا,ومن هذا حاله لا يعتنى بمصالح الدنيا ولا أموالها اللذين بمراعاتهما تنتظم مصالح الدين ويتم أمره. (انظر سنن النسائى بشرح السيوطي 6/255
وكان  (صلى الله عليه وسلم)  يشدد فى شأن اليتيم، قال مرة كما روى عنه أبوهريرة: اللهم اني أُحَرِّجُ حق الضعيفين: اليتيم والمرأة.- أحمد 2/439 وابن ماجه رقم 3678 , قال البوصيري في زوائد ابن ماجه:هذا إسناد صحيح , وقال الألباني: حسن , وقال شعيب : إسناده قوى
المعنى: أحرّج عن هذا الإثم، بمعنى عن أن يضيع حقهما، وأحذر من ذلك تحذيراً بليغاً، وأزجر عنه زجراً أكيداً. قاله النووى- نقله البوصيري , انظر زوائد ابن ماجه , ص 475, رقم 1219
وكان  (صلى الله عليه وسلم)  يرى علاج قسوة القلب فى مسح رأس اليتيم.
فعن أبى هريرة "أن رجلاً شكا إلى رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  قسوة قلبه: فقال له (صلى الله عليه وسلم) . امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين - أحمد 2/264 و 2/387, قال المنذري رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (الترغيب والترهيب 3/231) ,قال شعيب : إسناده ضعيف."
وكان صلى الله عليه وسلم يتولى بعض الأيتام بنفسه, منهم أولاد جعفر بن أبى طالب.
فعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال فإن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر , فإن قتل أو استشهد فأميركم عبدالله بن رواحة وذكر حديثا طويلاً وفيه أنه  (صلى الله عليه وسلم)  قال: اللهم اخلُف جعفراً فى أهله، وبارك لعبدالله فى صفقة يمينه"
قالها ثلاث قال (أي عبدالله بن جعفر): فجاءت أمّنا فذكرت له يُتمنا، وجعلت تُفرِح له، فقال: العَيْلَةَ تخافين عليهم وأنا وليهم فى الدنيا والآخرة- أحمد فى المسند 1/204-205وابن سعدفى الطبقات 4/ 36-37 قال الهيثمى في المجمع (6/157) رواه احمد والطبرانى ورجالهما رجال الصحيح: ومعنى تُفرح له, قال ابوموسى: فإن كان بالحاء فهو من أفرحه: إذا غمه. وأزال عنه الفزع, وأفرحه الدين إذا أثقله, وإن كانت بالجيم فهو من المفرَج الذى لا عشيرة له. فكأنها أرادت أن أباهم توفي ولا عشيرة لهم, فقال النبي  (صلى الله عليه وسلم)  اتخافين العيلة وأنا وليهم (النهاية 3/424)
والعيلة : الفقر والحاجة , أو فقدان العائل
ولم تكن رحمته  (صلى الله عليه وسلم)  بالأيتام مقصورة على يتامى أهله وقبيلته أو يتامى المسلمين بل قد تعدتهم إلى أيتام غير المسلمين. وكان يرحم اليتامى من حيث كونهم يتامى بغض النظر عن دينهم أو نسبتهم؛ فعن عمران بن حصين قال: كنت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم في مسير له. فأدلجنا ليلتنا ( أي سرنا من أول الليل) حتى إذا كان في وجه الصبح عرّسنا(أي: نزلنا آخر الليل للراحة .)  فغلبتنا أعيننا حتى بزغت الشمس. قال: فكان أول من استيقظ منا أبوبكر. وكنا لا نوقظ نبي الله صلى الله عليه وسلم من منامه إذا نام, حتى يستيقظ.ثم استيقظ عمر، فقام عند نبي الله صلى الله عليه وسلم.فجعل يكبر ويرفع صوته بالتكبير. حتى استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم.فلما رفع رأسه و رأى الشمس قد بزغت قال "ارتحلوا" فسار بنا حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى بنا الغداة، فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا. فلما انصرف قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم"يا فلان ما منعك أن تصلي معنا؟ "قال: يا نبي الله!أصابتنى جنابة. فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فتيمم بالصعيد. فصلى.ثم عجلني فى ركب بين يديه، نطلب الماء. وقدعطشنا عطشا شديدا.فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة) أي مرسلة، مدلية( رجليها بين مزادتين(المزادة أكبر من القربة، والمزادتان حمل بعير،. سميت مزادة لأنه يزاد فيها من جلد آخر من غيرها)
فقلنا لها: أين الماء! قالت: أيهاه. أيهاه(هيهات هيهات.) لاماءلكم, قلنا: فكم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: مسيرة يوم وليلة. قلنا: انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وما رسول الله؟ فلم نملكها من أمرها شيئا(أي لم نخلها و شأنها حتى تملك أمرها) حتى انطلقنا بها. فاستقبلنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسألها فأخبرته مثل الذى أخبرتنا وأخبرته أنها موتمة  لها صبيان أيتام – فأمر براويتها(الراوية عند العرب: الجمل الذى يحمل الماء, وأهل العرف قد يستعملونه في المزادة، استعارة, والأصل: البعير) فأنيخت. فمج في العزلاوين العلياوين.( العزلاء هو المصعب الأسفل للمزادة الذي يفرغ منه الماء و يطلق أيضا على فمها الأعلى) ثم بعث بروايتها, فشربنا. ونحن أربعون رجلا عطاش حتى روينا. وملأنا كل قربة معنا وإداوة. وغسلنا صاحبنا(يعني الجنب. أي أعطيناه ما يغتسل به) غير أنا لم نسقِ بعيرا. وهي تكاد تنضرج(أي تنشق) من الماء (يعني المزادتين) ثم قال "هاتواما كان عندكم, فجمعنا لها من كسرٍ وتمر، وصَر لها صُرة (أي شد ما جمعه لها في لفافة).فقال لها: اذهبي فأطعمي هذا عيالك. واعلمي أنا لم نرزأ(أي لم ننقص) من مائك .فلما أتت أهلها قالت: لقد لقيت أسحر البشر. أو إنه النبي كما زعم.كان أمره ذيت وذيت (بمعنى كيت وكيت، وكذا وكذا ) فهدى الله ذلك الصرم(أي: أبيات مجتمعة أو جماعة منعزلة) بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا.- صحيح مسلم رقم 682



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حنان الإسكندرانية
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد فبراير 02, 2014 6:32 pm


لا يسعني إلا ان أتقدم بخالص الشكر والتقدير للقائمين

على هذه الصفحة الطيبة

سائل الله تعالى ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم

سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه روي موقفًا عجيبًا من مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم  فيقول: "كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ‏فَمَرِضَ؛ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ‏ ‏ ‏يَعُودُهُ؛ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ؛ فَقَالَ لَهُ: "أَسْلِمْ"؛ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ؛ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ ‏أَبَا الْقَاسِمِ ؛ ‏فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ‏  ‏وَهُوَ يَقُولُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ"- البخاري: كتاب الجنائز, باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلَّى عليه؟ وهل يُعرَض على الصبي الإسلام؟ (1290), ورواه الترمذي (2247), والحاكم 1342 والنسائي في سننه الكبرى 7500
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حنان الإسكندرانية
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد فبراير 02, 2014 6:46 pm



معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين
 
إن الذي ينظر إلى الرسالة المحمدية يجدها قد حفظت كرامة الإنسان، ورفعت قدره، فالناس بنو آدم سواء المسلم وغير المسلم، وقد كرم الله بني آدم جميعًا؛ فقال في قرآنه{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }الإسراء: 70
فالجميع لهم الحقوق الإنسانية كبشر أمام ربهم، وإنما يتميز الناس عند ربهم بمدى تقواهم وإيمانهم وحسن أخلاقهم، وكم كان حرص محمد صلى الله عليه وسلم  على إبراز هذا المعنى الإنساني واضحًا في تعاملاته وسلوكياته مع غير المسلمين!
ففي الحديث الثابت يقول محمد صلى الله عليه وسلم : «إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تُخلِّفكم»، فمرت به يومًا جنازة، فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال: «أليست نفسًا»   متفق عليه
وكان محمد صلى الله عليه وسلم  ربما عاد المرضى من غير المسلمين؛ فقد زار النبي صلى الله عليه وسلم  أبا طالب وهو في مرضه، كما عاد الغلام اليهودي لما مرض- رواه البخاري 1356
وحرص على القيام بحقوقهم في الجوار فقال: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» رواه الترمذي 1944
 فشمل حديثه كل جار حتى لو كان من غير المسلمين.
ولم يأت محمد صلى الله عليه وسلم  ليسلب الحرية من الذين لم يتبعوه، بل قد تعامل معهم بتسامح نادر الحدوث، وكان من أهم هذه المبادئ في تعامل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  مع الآخر:
لا إكراه في الدين:
رغم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعتقدون يقيناً أن الحق في اتباع الإسلام؛ فهو المتمم لرسالات الرسل من قبل، إلا أنهم لم يحاولوا مطلقًا إجبار أحد على الدخول في الإسلام رغمًا عنه، وقد أبان القرآن جليًّا عن ذلك المعنى بقوله: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } (البقرة: 256).
فلا إرغام لأحد على الدخول في الإسلام حتى لو كان المُرغِم أبًا يريد الخير لأبنائه، ولو كان المُرغَمُ ابنًا لا يشك في شفقة أبيه عليه. وحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم  نفسه نهي عن إكراه الناس للدخول في هذا الدين، فقال عز وجل: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } (يونس: 99) .
ولم يكتفِ الإسلام بمنح الحرية لغير المسلمين في البقاء على دينهم، بل أباح لهم ممارسة شعائرهم، وحافظ على أماكن عباداتهم، فقد كان ينهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم  أصحابه عن التعرض لأصحاب الصوامع ولم يتعرض يومًا لدار عبادة لغير المسلمين، وقد فقه هذا المعنى جيدًا أصحابه وخلفاؤه من بعده؛ لذلك كانوا يوصون قادتهم العسكريين بعدم التعرض لدور العبادة، لا بالهدم ولا بالاستيلاء، كما سمح لهم بإقامة حياتهم الاجتماعية وفق مفاهيمهم الخاصة، كالزواج والطلاق ونحوه.
قيم العدل مع الآخر:
أمر محمد صلى الله عليه وسلم  بالعدل بين الناس جميعًا مسلمهم وغير المسلم منهم، جاء في القرآن { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ }النساء: 58
وتلقى محمد صلى الله عليه وسلم  الآيات فقام بها أتم قيام، فالأمر كان بالعدل بين الناس جميعًا دون النظر إلى ذواتهم أو أجناسهم أو دينهم أو حسبهم؛ فالكل سواسية حتى لو كان صاحب الحق ظالمًا للمسلمين، فلابد من إعطائه حقه. وأمر القرآن الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم  أن يحكم بالعدل إن جاءه أهل الكتاب يُحَكِّمونه بينهم { وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }المائدة: 42
وفي أكثر من ثلاثين حديثًا يشدِّد محمد صلى الله عليه وسلم  على أصحابه على حق المُعاهَد، وهو من ارتبط مع المسلمين بمعاهدة، فمنها قوله: «من قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا».( رواه البخاري 6914
ومنها قوله: «ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ له شيئًا بغير حقه، فأنا حجيجه يوم القيامة».( رواه أبو داود (3052)  
وقال صلى الله عليه وسلم : «من قتل معاهدًا في غير كنهه، حرم الله عليه الجنة».( رواه أحمد (19864) وأبو داود (2760)
ونهى محمد صلى الله عليه وسلم  عن تعذيب أي نفس ولم يشترط فيها الإسلام؛ فقال: «إن الله عز وجل يُعذِّب الذين يعذبون الناس في الدنيا».(- رواه مسلم 2613
 لقد حفظ محمد صلى الله عليه وسلم  وضمن لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي أمنهم على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، فلا يُتعرض لها بسوء لا من المسلمين ولا من غيرهم، ما داموا في أرض الإسلام.
معاملة حسنة مع الآخر:
لقد تركت تعاليم محمد صلى الله عليه وسلم  مبدأً مهمّاً هو أن الأصل في المسلم المعاملة الحسنة مع كل الخلق؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : «إنما بُعثت لأتمم مكارم وفي رواية ( صالح ) الأخلاق»(- رواه أحمد 8729
 ومكارم الأخلاق مع الجميع سواء، المسلم وغير المسلم.
إن التعايش والتفاهم والتعاون بين الأمم والخلق أمر تحتاجه الإنسانية حاجة ماسة، وقد أمر محمد صلى الله عليه وسلم  في رسالته بالرحمة في كل جوانبها، وحسن التعامل بشتى وجوهه، تقول آيات القرآن: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة:8  وفسر علماء الإسلام البِرّ هنا في الآية بقولهم: «هو الرفق بضعيفهم، وسد خَلَّة فقيرهم، وإطعام جائعهم، وكساء عاريهم، ولين القول لهم - على سبيل التلطف لهم والرحمة -لا على سبيل الخوف والذلة -، واحتمال أذيتهم في الجوار - مع القدرة على إزالته- لطفًا بهم لا خوفًا ولا طمعًا، والدعاء لهم بالهداية، وأن يُجعلوا من أهل السعادة، ونصيحتهم في جميع أمورهم، في دينهم ودنياهم، وحفظ غيبتهم إذا تعرض أحد لأذيتهم-» انظر: الفروق للقرافي 3/15
وتتأكد المعاملة الحسنة مع الأقارب منهم، وتصل إلى الوجوب مع الوالدين؛ فتذكر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه قالت: قدمت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد قريش؛ إذ عاهدوا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم  فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة أَفَأَصِلُها ؟ قال: «نعم صِلِي أمك».(- متفق عليه
ولما قدم وفد نجران -وهم من النصارى-على محمد صلى الله عليه وسلم  بالمدينة، دخلوا عليه مسجده بعد العصر، فكانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم فقال محمد صلى الله عليه وسلم : «دعوهم»، فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.
وتقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم  ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير - متفق عليه
 وذلك في نفقة عياله صلى الله عليه وسلم  .
هذا، وقد أمر محمد صلى الله عليه وسلم  المسلمين بحسن رعاية أهل الذمة الذين يعيشون في أكنافهم، فمن احتاج منهم للنفقة تكفلوا به، فالدولة مسؤولة عن الفقراء من المسلمين وأهل الذمة، فتتكفل بالمعيشة الملائمة لهم ولمن يعولونه؛ لأنهم رعية للدولة المسلمة، وهي مسئولة عن كل رعاياها، وقد قال محمد صلى الله عليه وسلم  : «كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته»(- متفق عليه
وحينما مر الخليفة الثاني عمر وهو في الشام على قوم من النصارى مجذومين أمر أن يُعْطَوْا من الصدقات، وأن يُجرَى عليهم القوت عند العجز والشيخوخة والفقر.
حرية العمل والكسب:
وضع محمد صلى الله عليه وسلم  مواثيقه أن لغير المسلمين حرية العمل والكسب في بلاد المسلمين، سواء بالتعاقد مع غيرهم، أو بالعمل لحساب أنفسهم، ومزاولة ما يختارون من المهن الحرة، ومباشرة ما يريدون من ألوان النشاط الاقتصادي، ويستوي حالهم في ذلك مع المسلمين سواء بسواء، ولهم الحق في البيع والشراء وسائر العقود، ولهم الحق فيها وفي كل المعاملات المالية ما اجتنبوا الربا.
وفيما عدا الربا، وبيعهم وشرائهم الخمور والخنزير، وما يضر المجتمع مما نهى الإسلام عنه؛ فلهم الحق فيما تعاملوا به، وإنما نهى عن تعاملهم فيما سبق؛ للضرر الحاصل منه سواء عليهم، أو على مجتمعهم.
كما يتمتعون بسائر الحريات في التملّك وممارسة الصناعات والحِرَف وغيرها.
 
 
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سهام العدوية
عضو سوبر
عضو سوبر




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد فبراير 02, 2014 7:12 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي أرسل لنا رسوله هاديا ومبشر ورحمة للعالمين
والصلاة والسلام علي نبي الرحمة سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وأهله وآله وأزواجه وذريته وأصحابه
السلام عليكم ورحمة الله الله وبركاته

معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للجيران

بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم  فوجد بعض الناس يتخذون من سوء الجوار خُلقًا يختصون به، فكان كل رجل يظلم ويسيء الجوار لجاره، ولا يعتبر ذلك نقيصةً أو خطأ، وقد وصف جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم  حالهم بينما هو يخاطب النجاشي ملك الحبشة وصفًا مختصرًا؛ فقال: «إنّا كنا أهل جاهلية وشر، نقطع الأرحام، ونسيء الجوار » رواه أحمد (3/180)


فكان الجار لا يأمن من جاره شرّه، بل إنه كان ينتظر منه الشر في أي لحظة، فجاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم  فرفع قيمة حسن الجوار، وأعطى للجار حقوقًا كثيرة ساعدت في تأمين المجتمع وإرساء قواعد المحبة والأمن والسلامة والتعاون بين أفراده .
وهو بهذا يفصح عن أن رسالته لم تكن فقط رسالة عبادية لإصلاح الدين فقط، بل إنها تدعو لإصلاح الحياة والمجتمع وكافة صنوف المعاملات، فهي رسالة إصلاحية لشتى جوانب الحياة. وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم  هو أول من يطبق تلك الحقوق والواجبات؛ ليكون قدوة عملية لغيره في ذلك.
حق الجار في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم :
جاءت آيات القرآن تؤكد على حق الجار وتوصي به، فقال سبحانه{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا  }النساء: 36
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية وما المراد بالجار، يقول: الجار ذي القربى: يعني الذي بينك وبينه قرابة، والجار الجنب: الذي ليس بينك وبينه قرابة، وينقل قولاً لبعض العلماء مفاده أن: الجار ذي القربى، يعني الجار المسلم، والجار الجنب، يعني غير المسلم، وكلا القولين يوصي بالجار- تفسير ابن كثير 1/424
وقد نقلت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم  أحاديث عديدة تشدّد الوصاية بالجار، لمكانة هذا الجار وما له من حقوق يجب أن يهتمّ بها؛ حتى إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  ظنّ من كثرة ما يوصيه جبريل عليه السلام بالجار، أنه سيورّثه، ويجعله كأنه فرد من أبناء الأسرة، فعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورّثه» متفق عليه
وكلمة ما زال يوصيني، أي أنه كلما لقيه، وأراد الانصراف أوصاه بحق الجار، ويؤكد عليه فيه، ويذَكِّره بحسن الجار حتى ظن محمد صلى الله عليه وسلم  أن الله عز وجل من كثرة هذه الوصية بالإحسان للجار سيجعل له في مال جاره حقًّا.
بل جعل الإسلام أفضل الجيران خيرهم لجاره فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن الرسول صلى الله عليه وسلم  قال: «خير الأصحاب عند الله خيرُهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرُهم لجاره». رواه الترمذي 1944
ويخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم  أن أقبح المعاصي وأشدّها إثمًا: إيذاء للجار، وخيانة حق المجاورة؛ لأن الواجب على الجار أن يكون أمينًا على مال جاره، محافظًا على عرضه وشرفه، فإذا جاء الخلل من الجار نفسه، فإن هذا تَعَدٍّ وتجاوز لا يُغتفر عند الله؛ إذ إنه أذية وخيانة، فقد روى المقداد بن الأسود عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  أنه قال لأصحابه يومًا، وهو يحدّثهم: «ما تقولون في الزنا؟» قالوا: حرام حرّمه الله ورسوله، وهو حرام إلى يوم القيامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لأن يزني الرجل بعشر نسوة، أيسر من أن يزني بحليلة جاره». قال: «فما تقولون في السرقة؟» قالوا: حرّمها الله ورسوله، فهي حرام إلى يوم القيامة، قال: «لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات، أيسر من أن يسرق من جاره» رواه أحمد 23342
وعن ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله أيّ الذنب أعظم؟، قال: «أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك». قلت: ثم أي؟، قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك»، قلت ثم أيّ؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك» متفق عليه
وتسأله زوجته عائشة: يا رسول الله إن لي جارين، فإلى أيهما أُهدي – يعني لو كان لدي شيء واحد أهديه، فأيهما أقدم في الاختيار؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إلى أقربهما منك بابًا» رواه البخاري (2259
ونبه إلى أهمية الابتسامة بين الجار لجاره، وأن يأكل من طعامه إذا أطعمه، فعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تحقرنّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» رواه مسلم 6857
وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم  «يا أبا ذر! إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك» رواه مسلم 2625
لقد علّم محمد صلى الله عليه وسلم  أن للجار حقًّا على جاره، في المشاركة بالسراء والضراء، وفي إطعامه مما يأتي عنده، ولو بمرقة مما تُطبخ، لكي يُشعره بمكانته واهتمامه به وعدم إيذائه، أو الإساءة إليه، والمحافظة على أهله وأولاده، في حال غيابه، وتقديم الخدمات لهم، ورعاية شئونهم إذا احتاجوا لذلك، وكفّ الأذى عنهم، وعدم تعدي الكبير على صغيرهم، أو أخذ حق لهم.
إنه يوصي بمحبته إذن واحترامه، وحسن معاملته، والتودد إليه، كلما سنحت لك الفرصة، وزيارة مريضه، ومواساته والقيام بخدمته، ومعاونته عند الضرورة، وحبّ الخير له، وغضّ البصر عن محارمه.
يقول صلى الله عليه وسلم : «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربعة من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق» رواه ابن حبان في صحيحه (4032)
التعامل مع الجيران:
لقد حرص النبي محمد على تأكيد وترسيخ الممارسات العملية الخاصة بالجيرة؛ لتنفيذ المعاني النظرية التي أعلنها وأكد عليها، فيؤكد مثلاً على كفّ الأذى بطريقة عملية؛ ذلك أنك تعلم خبيئة جارك، وجارك يعلم خبيئتك، وربما تسمع منه أو عنه شيئًا من خصوصياته لا يطلع عليها أحد غيرك، ومن الممكن أن تستغل ذلك في إيذائه وسيكون إيذاؤك له أبلغ وأعظم من إيذاء أي أحد غيرك؛ لأنك تعلم من أين يُؤْذَي، وأيّ الجروح أكثر إيلامًا له، حتى إنه قد قرن بين سلامة الإيمان وإبعاد الأذى عن الجار، فقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره» متفق عليه
يقول أبو هريرة قال رجل: يا رسول الله إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في النار»، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يُذكر من قلة صيامها وصلاتها، وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها، قال: «هي في الجنة» رواه أحمد (9383)
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ »رواه مسلم46
وعلى جانب آخر أرشدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم  إلى أن الجار لو استأذن جاره في استعمال بعض ما أعطاه الله، فينبغي يأْذن له بذلك، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يمنعنَّ جارٌ جاره أن يغرز خَشَبه في جداره » متفق عليه
فقد يحتاج الجار  أو يضطر إلى التوسعة على نفسه وعياله، وقد يتطلب ذلك أن يفعل شيئًا في ملكك، فإن أراد ذلك فأُذن له حبًّا وكرامة، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
أما فيما يخص العطاء؛ فإن الجار أعلم بجاره، ويعلم عنه ما لا يعلمه غيره، وقد ينخدع الناس في مظهر بعض الناس، ولا يعلمون عنه شيئًا، ولكن الجار لا ينخدع، فإن كان في حاجة إلى مال فأعطه مما أعطاك الله، فإن له فوق حاجته كفقير حق الجار، فهو أوْلى من الفقير البعيد، وإذا استقرضك وكان لديك سَعَة فأَقْرِضْه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما آمن بي مَن بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم».( رواه الطبراني في الكبير751
وهكذا تتجلى أروع معاني الوفاء والتعاون والحرص على الآخر ممن يعيش معنا، وهذه المعاني الرائعة غرسها النبي محمد صلى الله عليه وسلم  في أصحابه، وكان هو خير جار لجيرانه وأفضلهم لهم صلى الله عليه وسلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد علي
عضو نشط
عضو نشط




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد فبراير 02, 2014 7:25 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي أرسل لنا رسوله هاديا ومبشر ورحمة للعالمين
والصلاة والسلام علي نبي الرحمة سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وأهله وآله وأزواجه وذريته وأصحابه
السلام عليكم ورحمة الله الله وبركاته
النبي -صلى الله عليه وسلم- والرفق بالحيوان
ينطلق المفهوم النبوي للرفق بالحيوان من تصور متوازن يجمع بين منفعة الإنسان وبين الرحمة والرأفة؛ فهو مفهوم لا يسمح بالقسوة أو العبث أو النفعية المطلقة، كما لا يتجاهل احتياجات الإنسان الغذائية والمعيشية التي تتطلب الانتفاع بالحيوان. ومن ثم فكما أن الإسلام لا يسمح بالعبث بالحيوانات أو إيذائها أو تكليفها ما يشق عليها، فهو لا يجنح إلى قول جماعات الرفق بالحيوان المعاصرة التي تدعو إلى منع قتل الحيوانات بالكلية تذرعاً بحماية حقوقها.
وقد جعل النبي –صلى الله عليه وسلم- الرحمة بالحيوان باباً من أبواب الأجر ودخول الجنة، كما جعل القسوة معها سبباً لدخول النار.
فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ((بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى القلب! فشكر الله له، فغفر له)) قالوا يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: ((في كل كبد رطبة أجر)).
و روي أيضاً عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به)). ومعنى الركية: البئر.
وفي المقابل روى البخاري وغيره عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض)).
وفي رواية: ((عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)).
وقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحسن إلى الحيوانات ويرحمها
فقد روى أحمد وأبو داود -وصحح الحديث الشيخ أحمد شاكر- عن عبد الله بن جعفر –رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- دخل حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- حن وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فمسح ذِفراه فسكت فقال: ((من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟)) فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: ((أفلا تتقى الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه)). ومعنى ذفراه: مؤخرة رأسه، ومعنى تدئبه: تتعبه.
فالحديث يبين لنا رحمة النبي –صلى الله عليه وسلم- وذهابه إليه وتهدئة حزنه ثم نهى صاحبه عن إيذائه، ومن قول النبي –صلى الله عليه وسلم- ((أفلا تتقي الله في هذه البهيمة)) يبين النبي –صلى الله عليه وسلم أن الرحمة بالحيوان من تقوى الله عز وجل.
وروى أبو داود وأحمد وابن حبان وابن خزيمة –وصحح الحديث الشيخ شعيب الأرناؤط- عن سهل بن الحنظلية –رضي الله عنه- قال: مر الرسول –صلى الله عليه وسلم- ببعير قد لصق ظهره ببطنه، فقال: ((اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة))
وروى الطبراني في الأوسط وأبو نعيم وابن ماجة والطحاوي والدارقطني والبيهقي –وصحح الألباني الحديث- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يصغي للهرة الإناء فتشرب ثم يتوضأ بفضلها.
فهذه الأحاديث كلها –و غيرها كثير- تبين أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان رحيماً في التعامل مع الحيوانات وكان يحسن معاملتها.
وقد بين النبي –صلى الله عليه وسلم- ضوابط مشددة لقتل الحيوان
ففي الحديث الذي رواه أبو داود والنسائي وغيرهما من حديث شداد بن أوس قال: خصلتان سمعتهما من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته ‏وليرح ذبيحته.
وروى أحمد وابن ماجة من حديث ابن عمر، قال: أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بحد الشفار وأن توارى البهائم، وقال: إذا ذبح أحدكم فليجهز.
وكذلك جاء في حديث في سنن أبي داود ألا يذبح ولد الناقة وهو صغير حتى يكبر ويكون ابن مخاض (في السنة الثانية من عمره) أو ابن لبون (في السنة الثالثة). وقد أعرضت عن ذكره لصعوبة ألفاظه.
وروى النسائي والحاكم –و صححه الشيخ أحمد شاكر- عن ابن عمرو –رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما من إنسان يقتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا يسأله الله عنها يوم القيامة)). قيل: يا رسول الله وما حقها؟ قال: ((حقها أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمي به)).
وقد أجاز النبي –صلى الله عليه وسلم- تربية الحيوانات للانتفاع بها، بل وللتسلي بها وملاعبتها، مثلما جاء في حديث أنس بن مالك الذي رواه البخاري:
كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له أبو عمير ‏ ‏قال أحسبه فطيماً وكان إذا جاء قال يا أبا عمير ما فعل النغير (نغر كان يلعب به) فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا.
ولكن هذا الحديث لا يعني مطلقاً تجويع هذه الحيوانات فهذا محرم كما سبق في حديث المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها فلم تطعمها. كما لا يعني تحميل الحيوان ما لا يطيق.
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ((بينما رجل يسوق بقرة، إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث)).
فالحديث يدل على أن لكل حيوان دوراً، فلا يمكن ركوب البقر لأنها لا تحتمل هذا، وإنما يستفاد بها في الحرث وفي الاستفادة بلحومها وألبانها.
وكذلك نهى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن إيذاء الحيوانات.
فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أنه قال: إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً. ومعنى الغرض: ما ينصبه الرماة يقصدون إصابته بالنبال وغيرها.
وروى مسلم عن ابن عباس –رضي الله عنهما- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- مر على حمار قد وسم في وجهه فقال: ((لعن الله الذي وسمه)). وقد ورد هذا المعنى في أحاديث عديدة.
وروى أبو داود عن أبي مسعود –رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش، فجاء النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: ((من فجع هذه بولديها؟ ردوا ولديها إليها)).
وروى البخاري ومسلم عن أنس أن النبي –صلى الله عليه وسلم- نهى أن تصبر البهائم. (أي تحبس وتضرب حتى تموت).
وقد وردت نصوص في القرآن والسنة تحرم الإبادة الجماعية أو القتل الجماعي لصنف من الحيوانات وتحض على الحفاظ على أنواع الحيوانات من الانقراض لصيانة التوازن البيئي.
فمن ذلك ما جاء في سورة هود: ((حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل)) (هود: 40)
فتبين الآية أن الله قد أمر نبيه نوحاً عند حدوث الطوفان بإنقاذ ذكر وأنثى من كل المخلوقات الموجودة ليمكنها التزاوج والتكاثر من جديد.
وروى البخاري في صحيحه أيضاً عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: ((قرصت نملة نبياً من الأنبياء فأمر بقرية من النمل فأحرقت فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة تسبح الله؟)) وفي رواية أخرى للحديث: ((فهلا نملة واحدة؟))
وروى أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم –وصححه الألباني- عن عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ((لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهيم)).
فرغم أن العرب كانوا يأنفون من الكلاب ويتأذون منها إلا أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يسمح لهم بقتلها قتلاً جماعياً.
وأجمل ما جاء في باب الرحمة بالحيوان في السنة النبوية هو تحريم لعنة الحيوانات، وتحريم الإيذاء المعنوي هو أمر لم ترق إليه الأديان أو الفلسفات في أي وقت من الأوقات ولا حتى في العصر الحاضر الذي كثرت فيه الكتابات عن حقوق الحيوان.
فقد روى مسلم من حديث أبي الدرداء أنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (لا يكون اللعانون شفعاء يوم القيامة).
وروى أحمد – وله شاهد في مسلم- عن أبي برزة قال: كانت ‏ ‏راحلة ‏ ‏أو ناقة أو بعير ‏ ‏عليها بعض متاع القوم وعليها ‏ ‏جارية، ‏فأخذوا بين جبلين فتضايق بهم الطريق فأبصرت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت: ‏حل ‏ ‏حل ‏ ‏اللهم العنها فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من صاحب هذه ‏ ‏الجارية؟ ‏ ‏لا تصحبنا ‏ ‏راحلة ‏ ‏أو ناقة أو بعير عليها من لعنة الله تبارك وتعالى.
أما إن قال قائل: فلماذا لم يحرم الإسلام قتل الحيوانات وركوبها بالكلية؟ قلنا: قد جاءت النصوص العديدة بجواز ذبح الحيوانات وأكلها وركوبها والاستفادة بألبانها ولحومها وجلودها بعد دبغها –إلا ما جاء النص بتحريمه مثل أكل الميتة والخنزير- ولا سبيل إطلاقا لتأويل نصوص القرآن ليقال إنه قد حرم مثل هذه الأمور، بل إنه قد جاء القرآن بالوعيد الشديد على من يحرم شيئاً مما أحله الله حتى جعل ذلك من عمل المشركين.
فقد قال تعالى: (( وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون)) (الأنعام: 138)
وقال سبحانه: (( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون)) (يونس: 59)
و نقول أيضاً: إن المتحدثين بهذه الأمور هم من دول غنية وكثيرة الموارد، فهل تصلح دعوتهم في الدول قليلة الموارد أو الدول التي بها مجاعات؟ فقد جاء شرع الله صالحاً لهم جميعاً. ولا يمكن أن يقال إن الغذاء النباتي الموجود على كوكب الأرض يكفي سكانه جميعاً، ولا دليل أنه كان يكفيهم في أي وقت من الأوقات. ثم قد تحدث الأطباء عن أهمية البروتين الحيواني والسمكي حديثاً وافياً، ولا يوجد في الأقوال الطبية المعتمدة إن الإنسان يمكنه أن ينال حاجاته الغذائية كاملة من النباتات، بل هي على خلاف ذلك تماماً. وكذلك، فالمتحدثون من دول تقتل الناس ولا تبالي، ولا يقيمون وزناً لحقوق الإنسان أولاً، فهل الحفاظ على الحيوانات أولى عندهم من الرحمة بالإنسان؟ وأخيراً، فالدعوة القائلة بالاكتفاء بالنباتات في الغذاء قد نفذها بعض الأفراد في بعض دول العالم، ولكن لم يمكن تطبيقها إلى اليوم في أي من المجتمعات البشرية، وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وغيرهما من دول العالم تصنف العديد من جمعيات حقوق الحيوان على أنها جمعيات إرهابية تهدد أمن المجتمع، وذلك لأن بعضاً منهم قد قاموا بأعمال تخريبية في بعض مزارع الحيوانات والدواجن. فقد آمنا بما أمرنا به الله ورسوله، وآمنا أنه ما حوت الأرض أرحم ولا أرأف بخلق الله سبحانه وتعالى من نبيه محمد –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كما وصفه ربنا عز وجل في كتابه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالفضيل العدوي
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 04, 2014 8:21 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي هداني لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
اللهم صلي وسلم وبارك على صاحب السيرة العطرة سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأصحابه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم جميعا بخير
رحمته صلى الله عليه وسلم بكبار السن
كان سيدنا محمد نبي الله صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالضعفاء بشوشًا سهل المعاملة رقيق القلب- كتاب العالم الشرقي فلور اندريه(مستشرق ألماني) :
من المقدر أن يرتفع عدد المسنين من حوالي ٦٠٠ مليون إلى حوالي مليارين من المسنين بحلول عام 2050م، ومن المتوقع للمرة الأولى في التاريخ، أن يصبح عدد الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم سن الستين أكثر من عدد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن الخامسة عشرة- تقرير الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة، الصادر عن الأمم المتحدة، أبريل 2002م، المنشور على الشبكة العنكبوتية، الرابط الإلكتروني http://www.un.org/arabic/conferences/ageing/docs/A_CONF_197_9.pdf
مع أن كبير السن قد ازداد خبرة ودراية وحكمة، ومع أنه قد يكون قد ازداد مالاً وجاهًا، إلا أنه لا شك يعاني صورة واضحة من صور الضعف، وذلك في صحته وجسمه، وقد يكون في شكل آخر من أشكال الضعف الكثيرة، والله عَزَّ وجَلَّ ذكر ذلك تصريحًا في كتابه فقال: "...ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً "- سورة الروم 54
  ولهذا الضعف أولى رسول الله صلى الله عليه وسلم  أهمية خاصة لكبار السن، وظهر ذلك في أقواله وأفعاله على حَدٍّ سواء..
  يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ "- أبو داود (4843)، والبخاري في الأدب المفرد (357)، وابن أبي شيبة (21922)، والبيهقي في شعب الإيمان (2685)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، وَثَّقَه ابنُ حبان ودحيم وضعفه أبو داود وغيره، وبقية رجاله ثقات، وقال الشيخ الألباني: (حسن). انظر حديث: (2199) في صحيح الجامع
وهو هنا في هذه الكلمات الرقيقة يُعظِّم عند المسلمين قيمة الشيخ الكبير، حتى إنه لَيُقدِّمه على حامل القرآن، وعلى الحاكم العادل مع عظم قدرهما، وسمو مكانتهما..
وجاء شيخ ذات يوم يريد النبي صلى الله عليه وسلم ، فأبطأ القوم أن يُوسِّعوا له، فَرَقَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم  ورَحِمَه، وقال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا"- الترمذي (1919) واللفظ له، وأحمد (6733)، والحاكم (209)، والبخاري في الأدب المفرد (358)، والطبراني في الكبير (12276)، وأبو يعلى (4242)، وقال الشيخ الألباني: (صحيح). انظر حديث: (5445) في صحيح الجامع.
إنه يقول: إن الذي لا يرحم الصغير ولا يوقَّر الكبير ليس منا نحن المسلمين، أي أنه لا يتصف بصفاتنا، ولا يعمل بأعمالنا، ولا يتخلَّق بأخلاقنا.. وما أحسب أن قانونًا في العالم ـ غير الإسلام ـ قد جعل احترام الكبير وتوقيره أصلاً من أصوله..
وكانت هذه سِمَته في حياته صلى الله عليه وسلم  ..
وما أروع ما قاله للصِّدِّيق > يوم فتح مكة حين أتى بأبيه أبي قحافة، وكان شيخًا كبيرًا مسنًّا ليُسلِمَ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم  في البيت الحرام، فقال صلى الله عليه وسلم : " هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ"- أحمد (27001)، وابن حبان (7208)، والحاكم (4363)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن
إنه القائد المنتصر الذي يدخل مكة فاتحًا، وأبو قحافة شيخ كبير تأخَّرَ إسلامه أكثر من عشرين عامًا، ومع ذلك يوقِّره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويرى أنه كان الأَوْلى أن يتحرك هو ـ وهو الرسول الزعيم المنتصر ـ إلى بيت الشيخ!
هذه هي منزلة كبار السن في عين رسول الله صلى الله عليه وسلم ..  بل إنه صلى الله عليه وسلم  يرفض أن تطول الصلاة الجماعية - مع حُبِّه لها وتعظيمه لقدرها - لأن ذلك قد يشق على كبير السن وغيره من أصحاب الحاجات، وهذا دليل على نظرته الشمولية لمسألة الرحمة، ودليل على اتساع أفقه، وإدراكه لحقيقة الإسلام، وإنه في الأساس رحمة للناس وليس مشقة وعذابًا لهم..  نلحظ كل ذلك من موقف فريد رواه أبو مسعود الأنصاري وفيه أن رجلاً قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم  في موعظة أشدَّ غضبًا منه يومئِذٍ، ثم قال:" إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ "
( أبو مسعود الأنصاري هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة، من بني الحارث بن الخزرج، كان أحدث من شهد بيعة العقبة سنًا، ومات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين.. الإصابة الترجمة 5607  )

صلاة الغَدَاة: صلاة الصبح
البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب تخفيف الإمام في القيام وإتمام الركوع والسجود (670)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام (466)، والدارمي (1259)، وابن خزيمة (1605)، وابن حبان (2137)، والطبراني في الكبير (560)، وابن أبي شيبة (4657).
فيالَعَظَمَةِ هذا الموقف!!
وإذا كانت كل هذه الرحمة لعموم كبار السن، فإنها ولا شك أعظم وأجلُّ في حق الوالدين..
إن الأبوين في كثير من بلاد العالم - الذي يسمُّونه متحضرًا في زماننا - لا يجدان رعاية ولا عونًا من أبنائهم بعد أن يتقدم بهما العمر، وتضعف منهما الصحة..
لكنَّ الأمر ليس كذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صَحَابَتي؟ قال: "أمك. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثم أبوك"- البخاري: كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة (5626)، ومسلم كتاب البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين، وأنهما أحق به (2548)، وابن ماجة (3658)، وابن حبان (434)، وأبو يعلى (6092).
فأحق الناس بالصحبة ليس الصديق ولا الحاكم ولا صاحب العمل ولا غير هؤلاء، إنما أحق الناس بالصحبة الأم ثم الأب، وقدَّم الأم ثلاثًا لضعفها وشدة احتياجها عند كبرها..
هذه هي رحمته صلى الله عليه وسلم  بالأم والأب، ولْيُقارن أهل الأرض بين هذه الرحمة وما يحدث في العالم أجمع!..
بل إنه صلى الله عليه وسلم  في موقف آخر يقول ما يتفطَّر له القلب رقةً وتأثرًا!!
لقد جاءه رجل يقول له: إني جئت أبايعك على الهجرة، ولقد تركت أبويَّ يبكيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما"- أبو داود (2528)، والنسائي (4163)، وابن ماجة (2782)، وأحمد (6490)، وابن حبان (7250)، والحاكم (7250)، والبزار (2409)، وزاد: وأبى أن يبايعه، وقال الشيخ الألباني: صحيح.!
يا لَرَحْمَتِك يا رسول الله!!
فالرجل جاء يبايع على الهجرة، والأمر جد خطير، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم   يهتم - ليس فقط برضا والديه وراحتهما - بل وبضحكهما وسرورهما!!
هذه هي رؤيته صلى الله عليه وسلم  لكبار السن في أمته، وهذه هي رؤيته للواجب نحو الوالدين، وإذا كان هناك في العالم من يدَّعي أن قانونه يشبه ـ ولو من بعيد ـ قانون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنني على يقين أنه لن يوجد من يدَّعي أن هناك مَن طبَّق على أرض الواقع ما طبَّقه رسول الله صلى الله عليه وسلم  من مواقف الرحمة، ومن مظاهر الرعاية لحقوق الإنسان!! وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)الأنبياء: 107
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مروان علي
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد فبراير 09, 2014 11:01 pm


اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأزواجه وأصحابه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمّد باب اللَّهِ قِف بي بِبابِه
نَلوذ بِمَن لاذ الوَرى بِجِنابهِ
هُوَ الرَحمَة العُظمى فَهَل مُمسِكٌ لَها
وَقَد عَمَّت النُعمى بِفَيض سَحابهِ
وَآيَة فَتح اللَهِ لِلنّاسِ رحمَةً
محمّد مِصداقٌ لها في كِتابِهِ
فَيا سَعد أَسعِدني بِطيب حَديثِه
وَيا رَبِّ زِدني من لَذيذ خطابِهِ
تمثّل في الرُؤيا لِروحي مبشّراً
بَشائِرَ أَطويها لِنَشرِ جَوابِهِ
فَإِن وفّق المَولى بَلَغتُ به المُنى
قَريباً وَغايات المُنى بِاِقتِرابِهِ
وَإِن جادَني لُطفاً بِرَفعِ حجابِه
وَقفت وقوفَ العاشِقينَ بِبابهِ
أَموتُ وَأَحيا وَالفَناءُ به البَقا
فَلا بَرِحت روحي شَريفَ رحابِهِ
عَلَيهِ صلاةُ اللَّهِ وَالآل سَرمَداً
وَلا سيما أَهلِ العَبا وَصحابهِ
مَدى الدَهر ما أَمَّ المُحبُّ رحابه
وَسابقه دمع له بِاِنسِكابِهِ

من قصيدة للشاعر عمر الرافعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلوى العدوية
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد فبراير 09, 2014 11:30 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وذريته وأصحابه

يا رَسولَ اللَهِ يا خير الأَنامِ
كُن لِعَبدٍ فيك صبٍّ مُستَهام
كُن لهُ مَولايَ لا زِلت له
سيّدَ الساداتِ وَالرُسلِ الكِرام
كن له دُنيا وأخرى شافِعاً
يا شَفيع الخلق في يوم الزِحام
كن لِهذا الصبّ مَلكوم الحَشا
زادَه البَينُ سَقاماً في سقام
كن لِمَن يَبكي بكا الثَكلى إِذا
ما رَأى طيبة يَوماً في المَنام
كُن لِمَن ذاب لَها وجداً وللرَوضَة
الغُرّا وَذياك المَقـــــــــــــــــــام
كم وَكم نادى اِحمِلوني لِلحِمى
وَاِطرَحوني منه في باب السَلام
وَاللَيالي آه منهـــا لـــم تكُن
تُسعد الصَبَّ بتَحقيق المَرام
قَد مَضَت بِضعٌ وَعِشرون عَلى
هـــذه الحالَة عاماً بعدَ عــــام
فَمَتى يَأذن لي حامي الحِمى
يا رَعى اللَه حماهُ بــــــدوام
إيـــه يـا سَعـد بَـــدا لي بارِقٌ
بارِقُ البُشرى بَدا لي بِاِبتِسام
يا لبُشـــرى في رَبيع أقبَلَــت
وَرَبيعُ الخَيرِ يُرجى لِلقِيــــام
بشّــــرتني بِاللّقـــــا يـا حبّذا
خيرُ بُشرى هي من خير الأنام
يا رَسول اللَهِ خُذني لِلحِمى
كَم وَكَم نحتُ كما ناحَ الحمام
وَاِجمَع الشَمل قَريباً عاجِلاً
حيثُ جمعَ الجمع في دارِ السَلام
ما تغنّيتُ اِشتِياقاً لِلحِمى
وَلِرُؤيا بدرِه بدرِ التَمام

للشاعر الكبير عمر الرافعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوالعيون
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأحد فبراير 09, 2014 11:48 pm

الصلاة والسلام والتحيات والبركات من رب الأنام على خير الأنان سيدنا رسول الله وآله وصحابته

السلام على أمة الطتهر فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبّكَ لا يُضامُ وَحقّ حبِّك
وَأَنتَ نَصيرُهُ بِاللَهِ رَبّك
وَكَيفَ يمسُّهُ في الدَهرِ ضيمٌ
وَصرفُ الدَهرِ يُصرَف عن مُحبّك
وَإِن يَمسسهُ ضُرٌّ مِنهُ يَشكو
فذلك ضرُّ بُعدكَ بَعدَ قُربِك
تَجاذبه إليكَ الشَوقُ حَتّى
تمثّلَ في الرِحابِ مَشوقُ رُحبِك
وَما جَذباتُ شَوقٍ منهُ تُحظي
بِهذا القرب بَل قُرباتُ جذبك
أَخذت تضُمُّهُ صدراً لصدرٍ
فَباتَ بِمَضجَعٍ جُنباً لجنبك
وَجدت بِنَفحَةٍ أَحيته قَلباً
بسرِّ الذاتِ من نفحات قَلبك
فَشاهد منكَ أَسرارَ التدلّي
بسرّ دُنُوِّكَ الأَسمى لربّك
فَهل لِلبَينِ ثمّة من حجابٍ
وقد رُفعَ الحجابُ برَفع حُجبك
وَهل بعدَ الهداية من ضلالٍ
لِتارِكِ كُلِّ ركبٍ دونَ رَكبِك
فَما بال الجهول بكلّ معنىً
يفنّد قول معروفٍ بحبّك
بدا معناكَ في الصَبِّ المعنّى
فَأَنكرُهُ الزَمانُ حسود صَبِّك
أَلست تَراهُ كَيفَ يُريب فيه
بنيه فَقُل لها اِرجع بِرَيبك
وَعاتبهُ عَلى ما فاضَ فيه
عَسى يَتَدارَك المُفضي لِعتبك
وَجَلِّ حقيقَةَ الأَمرِ المعمّى
بِنور الحَقّ في مِرآة قَلبِك
عَسى تُجلى البَصائِرُ من سناهُ
فَتَشهَدَ غَيبَهُ في لوح غَيبِك
وَإِن تَر ثمّ تَقصيراً أَتاهُ الـ
مُقَصِّر قل له عجِّل بِأَوبك
وَقُل من بَعد ذَنبٍ تابَ مِنهُ
إِلهُ العَرشِ شَفّعني بِذَنبِك
وَفَرِّج كُربه بِالعَفو عَنهُ
وَقل بُشراك في تَفريج كربك
وَإِن همَّ المريبُ به بسوءٍ
وَأَغرى حِزبَ شَيطانٍ بحزبك
فَلا تَدع العِدى يَصلوا إِليهِ
وَقد أَصلَيتَهم نيرانَ حربك
كَفى أَن يحتَمي بِحماكَ صَبٌّ
فَتَحميهِ فَكَيفَ بِوُلدِ صُلبِك
عَلَيكَ صَلاةُ رَبّي مع سَلام
لأَهل حِماكَ آلِك ثمّ صحبِك
مَدى الأَيّام ما يَشدوك شادٍ
مُحِبُّكَ لا يُضام وَحَقِّ حُبِّك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هاجر
عضو مميز
عضو مميز
هاجر



صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالإثنين فبراير 10, 2014 3:57 pm

صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  1477828_625934634137018_1016206653_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سميرة
عضو سوبر
عضو سوبر




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 12, 2014 12:03 pm


سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحياته أعظم نبعٍ لمن يُريد تربية المجتمع على قيم الرأفة والرحمة، والتي ظهرت في حرصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الناس عامَّة، وأُمَّته خاصَّة، وكان هذا الحرص دليلاً على حسن خلقه وصدق نُبُوَّتِهِ، ولذلك وصفه الله ـ عز وجل ـ بقوله: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }(التوبة: 128) .
ذكر القرطبي في تفسيره عن الحسين بن الفضيل قوله: " لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي محمد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، فإنه قال: { بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }(التوبة: من الآية128)، وقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ }(الحج: من الآية65) "
وقال الشيخ السعدي في تفسيره: " أي شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم، ولهذا كان حقّه مقدما على سائر حقوق الخلق، وواجب على الأمة الإيمان به وتعظيمه وتعزيره وتوقيره " .

والأمثلة والصور التي تدل على حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أمته ورأفته ورحمته بهم ـ أفرادا وجماعات ـ كثيرة، منها :

عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قبّل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحسن بن علىّ، وعنده الأقرع بن حابس التيمى، فقال الأقرع: إن لى عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم قال: من لا يرحم لا يرحم ) رواه البخاري .
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : ( دخلَ أعرابِيٌّ المسجد ، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جالس، فصلَّى، فلما فرغ قال: اللهمَّ ارحمني ومحمدًا، ولَا ترحمْ معنا أحدا، فالتفَتَ إليهِ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: لقدْ تَحَجَّرْتَ واسعًا، فلم يلبثْ أنْ بال في المسجد، فأسرع إليه الناس ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أهْريقوا عليْهِ سَجْلًا مِنْ ماءٍ، أوْ دلْوًا مِنْ ماء، ثُم قال : إِنَّما بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولَمْ تُبْعَثوا مُعَسِّرين ) رواه أبو داود .
وعن معاوية بن الحكم السلمي ـ رضي الله عنه ـ قال: ( بينا أنا أصلي مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إليّ! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت. فلما صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ماكهرني، ولا ضربني ولا شتمني قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) رواه مسلم .
قال النووي: " فيه بيان ما كان عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من عظيم الخُلق الذي شهد الله تعالى له به، ورفقه بالجاهل، ورأفته بأمته، وشفقته عليهم " .

ومع أن التقرُّب إلى الله أمرٌ محمود ومأمور به، إلا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعرض عن عبادة من العبادات، أو يترك عملا من الأعمال - وهو ومحبَّب إلى قلبه - لا لشيء إلاَّ لخوفه أن يشقّ على أحدٍ من أمته، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيُفرض عليهم ) رواه البخاري .
وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوِّل فيها، فأسمع بكاء الصبي فأَتَجَوَّزْ (أخفف) في صلاتي، كراهية أن أشق على أمه ) رواه أحمد .

ومن صور حرصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أمته ورحمته ورأفته بهم : خوفه عليهم من النار، ورغبته أن يكونوا أكثر أهل الجنة، فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ألا وإني آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش أو الذباب ) رواه أحمد .
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال - صلى الله عليه وسلم ـ : ( إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فيأتوني فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي، أمتي، فيقال: انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي، أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي، أمتي، فيقال: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) رواه البخاري .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ قال: ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلا قول الله ـ عز وجل ـ في إبراهيمَ ـ عليه السلام ـ: { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }( إبراهيم الآية : 36 )، وقال عيسى عليه السلام: { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم }( المائدة الآية : 118 )،فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ أُمَّتي أُمَّتي، وبكى، فقال الله ـ عز وجل ـ: يا جبريل ! اذهب إلى محمد، - وربُّكَ أعلم -، فسَلهُ ما يُبكيكَ؟، فأتاهُ جبريل عليهِ الصلاة والسلام فسَأله، فأخبره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ : إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُك ) رواه مسلم .
قال النووي: " هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد، منها: بيان كمال شفقة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أمته واعتنائه بمصالحهم، واهتمامه بأمرهم، ومنها: استحباب رفع اليدين في الدعاء، ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة، زادها الله تعالى شرفا بما وعدها الله تعالى بقوله: سنرضيك في أمتك ولا نسوءك، وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها، ومنها: بيان عظم منزلة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند الله تعالى، وعظيم لطفه سبحانه به ـ صلى الله عليه وسلم ـ " .

للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الصفات والأخلاق أعظمها وأكملها، قال الله ـ تعالى ـ عنه: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم:4) .
قال السعدي: " الآيات الحاثات على الخلق العظيم، كان له منها أكملها وأجلها، وهو في كل خصلة منها، في الذروة العليا، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ سهلا لينا، قريبا من الناس، مجيبا لدعوة من دعاه، قاضيا لحاجة من استقضاه، جابراً لقلب من سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائبا، وإذا أراد أصحابه منه أمرا وافقهم عليه، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور، وإن عزم على أمر لم يستبدّ به دونهم بل يشاورهم، وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسا له إلا أتم عشرة وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن إلى عشيرته غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " .
وقد وصفه الله تعالى بالحرص على أمته والرأفة والرحمة بها فقال: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }(التوبة:128) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عدوية
عضو سوبر
عضو سوبر




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالإثنين فبراير 17, 2014 3:08 pm

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأزواجه وأصحابه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يَسمعون من الطعام صوتَ تسبيح الله عز وجل وهو يؤكَل في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وقد شهد بذلك جموع منهم؛ ومن ذلك ما رُوي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ" رواه البخاري 3314
نبوع الماء من بين أصابعه:
كذلك رأى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الماء وهو يَنبع من بين أصابعه، فيكفي جيشًا شربًا ووضوءًا، وهذا منقول عن جَمعٍ منهم.
ومن ذلك ما رُوي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "أُتى النبي صلى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ وَهُوَ بِالزَّوْرَاءِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، فَجَعَلَ المَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ القَوْمُ".
قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة- رواه البخاري 3307ومسلم 2279
وعن عبد الله بن مسعود قال: "كنا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدُّونها تخويفًا، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلَّ الماء، فقال: "اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ". فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخَل يده في الإناء ثم قال: "حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ المُبَارَكِ، وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ". فلقد رأيتُ الماء ينبع من بين أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم"رواه البخاري 3314.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محروس
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالإثنين فبراير 17, 2014 3:32 pm


اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معجزاته  في الحيوانات، لنا أن نتأمل قصة الجمل الذي بكى واشتكى للنبي  ما يلاقيه من تعب وجوع!
فقد روى عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: أردفني رسول الله  خلفه ذات يوم فدخل حائطًا  حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله  فمسح ذفراه مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟" فجاء فتًى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله. فقال: "أَفَلا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا؟! فَإِنَّهُ شَكَى إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ" فسكن، فقال: " لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي
الحائط ههنا: البُسْتانُ من النخيل إذا كان عليه حائط وهو الجِدارُ. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة حوط 7/279.
ذفرى البعير: أصل أذنه، وهو الموضع الذي يعرق منه الإبل خلف الأذن. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة ذفر 4/306
تدئبه: أي تتعبه، وتعمل عليه عملاً متواصلاً
رواه أحمد (1754)، وأبو داود (2549)، الحاكم (2485)، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الألباني: صحيح، انظر السلسلة الصحيحة (20)، وصحيح أبي داود (2222
وفي رواية أخرى عن يحيى بن مُرَّة من حديث طويل قال فيه: وكنت عنده - أي عند النبي  - جالسًا ذات يوم، إذ جاءه جملٌ يُخبِّب حتى ضَرَبَ بِجِرَانِهِ بين يديه ثم ذرفت عيناه، فقال: "وَيْحَكَ، انَظْرُ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ، إِنَّ لَهُ لَشَأْنًا". قال: فخرجت ألتمس صاحبه، فوجدتُه لرجل من الأنصار، فدعوته إليه، فقال: "مَا شَأْنُ جَمَلِكَ هَذَا؟" فقال: وما شأنه؟ قال: لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه، ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية، فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسِّم لحمه، قال: "فَلاَ تَفْعَلْ، هَبْهُ لِي أَوْ بِعْنِيهِ"- رواه أحمد (17583)، وابن أبي شيبة (31753
وفي هذه المعجزة دَلالة مهمَّة على أهمِّيَّة الرحمة بالحيوان، ومراعاة حاله من القوة والضعف والراحة والتعب - مصطفى مراد: 100 معجزة ومعجزة من معجزات الرسول  ص54
ومثل هذا الجمل الذي بكى أمام النبي  واشتكى له، فقد سجد له بعيرٌ آخر هائج لم يقدر عليه صاحبه.
يروي ذلك أنس بن مالكٍ  فيقول: كان أهل بيتٍ من الأنصار لهم جملٌ يَسْنُونَ عَلَيْهِ، وإنَّ الجمل اسْتُصْعِبَ عليهم فمنعهم ظَهْرَهُ، وَإِنَّ الأنصار جاءوا إلى رسول الله  فقالوا: إنَّه كان لنا جملٌ نُسْنِي عليه وَإِنَّهُ اسْتُصْعِبَ علينا وَمَنَعَنَا ظَهْرَهُ، وَقَدْ عَطِشَ الزَّرْعُ وَالنَّخْلُ.
فقال رسول الله  لأصحابه: "قُومُوا". فقاموا، فدخل الحائطَ والجمل في ناحيةٍ، فمشى النَّبيُّ  نحوه، فقالت الأنصار: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ قَدْ صَارَ مِثْلَ الْكَلْبِ الْكَلِبِ، وَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ صَوْلَتَهُ.
الْكَلِبِ: المفترس. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة كلب 1/721
فَقَالَ: "لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْسٌ". فَلَمَّا نَظَرَ الْجَمَلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  أَقْبَلَ نَحْوَهُ حَتَّى خَرَّ سَاجِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ  بِنَاصِيَتِهِ أَذَلَّ مَا كَانَتْ قَطُّ حَتَّى أَدْخَلَهُ فِي الْعَمَلِ.
فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ بَهِيمَةٌ لا تَعْقِلُ تَسْجُدُ لَكَ، وَنَحْنُ نَعْقِلُ، فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ. فَقَالَ: "لا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ..."، الحديث- مسند أحمد (12635
وفي هذا السياق أيضًا، فقد غاصت رجلا فرس سُراقة في الأرض بدعائه  !!
وكان ذلك لمَّا يئس المشركون من الظَّفَر برسول الله  وصاحبه أبي بكر  يوم الهجرة، فجعلوا لمن جاء بهما جائزة تبلغ مائة ناقة، وفي ذلك يروي سراقة بن جُعْشُم (أحد المشركين يومئذ) فيقول: جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ  وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْ قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ. قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلاَنًا وَفُلاَنًا انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا. ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ   وَهُوَ لا يَلْتَفِتُ وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الاِلْتِفَاتَ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ، حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ  ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ.وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَآنِي وَلَمْ يَسْأَلاَنِي إِلاَّ أَنْ قَالَ: "أَخْفِ عَنَّا". فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ  . سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلاَمِ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَنَادَيْتُهُمْ بِالأَمَانِ فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ الأَرْضَ، وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي، فَرَكِبْتُهَا فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ، فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الأَزْلاَمَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا أَضُرُّهُمْ أَمْ لا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي وَعَصَيْتُ الأَزْلاَمَ تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ.
الزُّجُّ: الحديدة التي تُرَكَّبُ في أَسفل الرمح، وتُرْكَزُ به الرُّمْح في الأَرض. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة زجج 2/285
عثان: أي دُخَان، أَراد به الغُبار، وجمعه عَواثِنُ على غير قياس. انظر النهاية في غريب الأثر 3/401، ابن منظور: لسان العرب، مادة عثن 13/276
البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة (3693
وجاء في حديث أنس: فقال: يا نبي الله، مرني بما شئت. قال: "فَقِفْ مَكَانَكَ، لا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا". قال: فكان أول النهار جاهدًا على رسول الله  ، وكان آخر النهار مَسْلَحَة له- مسلحة له: أي حارسًا له بسلاحه. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة سلح 2/486
وذكر ابن سعد أنه لمَّا رجع قال لقريش: قد عرفتم بصري بالطريق وبالأثر، وقد استبرأتُ لكم فلم أَرَ شيئًا. فرجعوا - ابن سعد : الطبقات الكبرى 1/232، وانظر: ابن حجر: فتح الباري 11/236
يقول النووي معلِّقًا: "وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله  " شرح النووي على مسلم 7/43.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محروس
عضو مميز
عضو مميز




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 22, 2015 11:09 am

ما أبلغ ما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يصف رحمة الرسول بالأطفال إذ قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّه " مسلم: كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (2316)، وأحمد (12123)، وابن حبان (6950)، وأبو يعلى (4192)، والبيهقي في شعب الإيمان (11011)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منال
عضو نشط
عضو نشط




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 12, 2018 7:35 pm

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحابته وسلم


جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس الهدى
عضو سوبر
عضو سوبر
شمس الهدى



صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2018 6:37 pm

صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  46446101_933161140208342_315216093759143936_n.jpg?_nc_cat=100&_nc_ht=scontent-cai1-1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منال
عضو نشط
عضو نشط




صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم    صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2018 6:38 pm

صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  46382818_596733280758178_1243695135896633344_n.jpg?_nc_cat=109&_nc_ht=scontent-cai1-1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفحة مخصصة بالاحتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تربية الايناء على محبة الله وشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» الامام على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسر الله المكنون1
» الامام على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسر الله المكنون2
» الارتقاء الروحى والجماعى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
» بعض ميزات سيدنا النبي محمد رسول الله صلّ الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: السير والتراجم وأعلام الإسلام :: سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: