ينقذ جده بذكائه

عضو مميز

طفل ينقذ جده بذكائه
في العاشرة من عمره ، يعيش مع أمه وأبيه وجده في منزل كبير حياة سعيدة هنيئة ، كان صبيا مجتهدا في دراسته ، محبا لأسرته ، مطيعا للكبار ، وكان يحب جده العجوز كثيرا ويقضي معه معظم وقته ، يتجاذبان أطراف الحديث ويتسامران ويتضاحكان
في أحد الأيام بعد أن انتهى حمد من واجباته المنزلية ، وأنهى جميع ما عليه من دروس ، ذهب كعادته إلى غرفة جده وسلم عليه وجلس معه يناقشه فيما تعلمه في المدرسة

دخل والد الطفل على والده وابنه الدار وجلس نائيا والتزم الصمت لبرهة قصيرة وكأن أمرا ما يشغل باله ، سأله أبوه برفق :
ما بك يا ولدي تبدو نشغول البال .. هل هناك ما تود أن تخبرني به ؟

رد: الحقيقة يا أبي أنني أراك وحيدا طوال الوقت .. وأخشى أن تسبب لك هذه العزلة الحزن والاكتئاب فلماذا لا تحاول أن تكون بعض الصداقات مع غيرك ؟
استغرب كلا من الجد والطفل من هذا السؤال ، فهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الموضوع
قال الجد : ماذا تحاول أن تقول يا بني ؟
رد أ: لقد أخبرني أصحابي عن دار يجتمع فيها الكثير من الشيوخ والرجال للسمر وتكوين الصداقات
والترويح عن النفس بالأحاديث اللطيفة .. فما رأيك لو ذهبنا غدا إلى هناك ؟
بدا الأمر للطفل غريبا مثيرا للشك ، فهو لم يسمع بهذه الدار من قبل ، إلا أن جده أبدى حماسة شديدة لهذا الأمر الذي بدا له مشوقا ومثيرا ..
قال الجد والحماسة تلمع في عينيه : خذني إليها غدا يا ولدي إن استطعت .
ابتسم الأبن ابتسامة غريبة وقال : حسنا .. ليكن !
و لكن الطفل.. ما زال مرتابا بخصوص هذه الدار .. فماذا يكون سرها يا ترى ؟
قال الطفل لأبيه : هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟
تجهم وجه الأب وقال : لا يمكنك أن تأتي معنا ، الأفضل أن تذاكر دروسك ..
تدخل الجد بمرح كعادته قائلا : يمكنك أن تأتي معنا يا صغيري إذا أنهيت دروسك باكرا .

وهكذا كان .. حرص الطفل على أن ينهي واجباته ودروسه بسرعة ، وعندما حان موعد الانطلاق كان أكثرهم استعدادا وفضولا لكشف سر الدار التي تحدث عنها والده .
وركب الثلاثة السيارة وانطلقوا في طريقهم ، كان الجد منتشيا مسرورا ، وكان الطفل متوجسا متشككا يكاد الفضول يقتله ، في حين كان الأب – ويا للعجب – متوترا عصبيا منزعجا .. ترى ما السبب ؟
كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جدا ، ولكنهم وصلوا أخيرا ..

وفعلا ، رأى الطفل الدار التي تحدث عنها والده ، وكان فيها الكثير من الشيوخ والعجائز الذين سرعان ما وجد الجد مكانا بينهم ، وكانت هناك لائحة كبيرة معلقة على باب الدار كتب عليها بخط أسود عريض دار العجزة والمسنين!!
دهش حمد مما رآه ، هل كان والده يقصد التخلص من الجد العجوز بنقله إلى دار العجزة ؟ هل يعقل ذلك ؟ لماذا يتخلى الابن عن أبيه الذي لم يتخل عنه قط ؟
تساؤلات حائرة ثارت في عقل الطفل الذي تملكه القلق الشديد والخوف على جده المسكين ، أما بالنسبة للأب فما إن رأى أن الجد قد استقر في مكانه وانغمس في الحديث مع غيره حتى شد الطفل من يده وغادر الدار .. !

أدرك الطفل أن والده يريد التخلص من الجد العجوز ، وسرعان ما فكر بطريقة ذكية لإنقاذ جده .. ولكن الوقت لا يسعفه ، فسرعان ما انطلقت السيارة به وبوالده تشق طريقها قافلة إلى المنزل .

كان الأب متوترا وكأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنه الذي بادر وسأله :
- أبي .. أين جدي ؟
- تركناه في الدار .
- لماذا ؟
- لأنها مكان الكبار .
لزم الطفل الصمت لبرهة ثم قال : أبي .. ما اسم هذا الشارع ؟
رد الأب بضجر : شارع .........
- وما اسم هذه المنطقة ؟
- منطقة ...........
- و ما اس..... ..

قاطعه الأب بحدة وضجر صارخا فيه : أما من نهاية لهذه الأسئلة المزعجة ! لماذا تسأل عن هذه الأمور ؟!
رد الطفل بهدوء و دهاء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما أحضرت جدي ، أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟
أصيب الأب بذهول مفرط حتى أنه عجز عن قيادة السيارة وأوقفها جانب الطريق راح يحدق في ابنه بدهشة وبلسان معقود لا يدري ماذا يقول ..
وفوجئ الطفل بأبيه يغطي وجهه بكفيه ويبكي ندما وهو يردد " سامحني يا أبي ! "

جزع الطفل من بكاء أبيه ولكنه أدرك أنه ندم على تخليه عن أبيه في كبره وإلقائه في دار العجزة ، وضع الطفل يده على كتف أبيه وقال : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي ونأخذه معنا إلى البيت .
ولم يملك الأب أمام براءة الطفل ونقاء قلبه وبره بجده إلا أن ينفذ ما طلبه ، عاد الأب وقبل يد والده ندما – وإن كان الجد لا يعرف سببا لذلك !
المهم فقط ، أن أبا الطفل قد تعلم شيئا من ابنه الذكي ذو العشرة أعوام ، وهو وجوب البر والوفاء للآباء ..
قال تعالى { و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

» ينقذ فتاة من أسد
» مُلازم أول ينقذ شاباً من
» لمرضى الكلى.. كوب من .. ينقذ كليتك
» اختراع قد ينقذ ملايين مرضى القلب دون جراحة
» بالفيديو.. ذكاء زرافة ينقذ صغيرها من هجوم الأسود الجائعة