منتديات إسلامنا نور الهدى وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ |
عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام
لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.
يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.
يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى
عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ
منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته
منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.
تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة
|
|
| السيدة رملة بنت أبي سفيان | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
علياء عضو نشط
| موضوع: السيدة رملة بنت أبي سفيان الخميس أبريل 21, 2016 1:45 pm | |
| السيرة - سيرة الصحابيات الجليلات - أمهات المؤمنين ـ السيدة رملة بنت أبي سفيان : سيرة السيدة رملة بنت أبي سفيان
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ـ بتاريخ 16-03-1998
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الكرام, مع الدرس العشرين من دروس الصحابيات الجليلات رضوان الله تعالى عليهن أجمعين، ومع زوجات النبي أمهات المؤمنين، ومع السيدة حبيبة بنت أبي سفيان، وهي رملة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أسلمت قديماً، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش، ولها مأساة كبيرة جداً، حدث عنها أخواها الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وعنبسة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة، وعروة بن الزبير .
كان لأم المؤمنين أم حبيبة مكانة عالية, وحرمة فائقة، ولمكانتها قيل لأخيها معاوية: أنت خال المؤمنين، لأن أخته أم المؤمنين، وهو أخوها، فكان معاوية يدعى خالَ المؤمنين لمكانتها العلية عند المسلمين .
يعني قبل أن أتابع الحديث, المرأة تستطيع أن تصل عند الله إلى أعلى مكانة، ولا تمنعها أنوثتها أن تكون ولية لله، ولا يمنعها كأنثى أن تكون عالية القدر عند الله، ولا يمنعها أن تسبق آلاف الرجال، هذه حقيقة .
أما نحن فعندنا فكر جاهلي، أن هذا امرأة، لا، هناك نساء صحابيات جليلات فُقْنَ الرجال، بربكم هل تصدقون امرأة ترى زوجها مقتولاً في ساحة المعركة، ثم ترى أخاها مقتولاً، ثم ترى أباها مقتولاً، ثم ترى ابنها مقتولاً، وتقول: ما فعل رسول الله؟ لم تطمئن حتى وقعت عينها على شخص النبي، فلما رأته معافًى سليماً, قالت: يا رسول الله! كل مصيبة بعدك جلل، أية امرأة هذه؟ فالمرأة إذا عرفت ربها، واستقامت على أمره، وأدت مهمتها التي أناطها الله بها تسبق الرجال .
أنا أتمنى أن زوجتك في البيت تعطيها نفَسًا قويًا، تعطيها معنويات عالية، بإمكانها أن تتفوق، بإمكانها أن تكون في أعلى مقام، ((اعلم أيتها المرأة, وأعلم من دونك من النساء, أن حسن تبعل المرأة زوجها, يعدل الجهاد في سبيل الله)) .
متاح لكل امرأة أن تكون بطلة، متاح لكل امرأة أن تدخل الجنة من أي أبوابها، متاح لكل امرأة أن تسابق الرجال، امرأة زاحمت النبي عليه الصلاة والسلام هكذا تروي بعض الأحاديث: ((أول من يمسك بحلق الجنة أنا، فإذا امرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي، قلت من هذه يا جبريل؟ قال: هي امرأة مات زوجها, وترك لها أولاداً, فأبت الزواج من أجلهن)) .
تنازع رسول الله في دخول الجنة، فالمرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف, والمسؤولية، إلا أن خصائصها غير خصائصه، خصائصها مناسبة لأنوثتها، وللمهمة التي أنيطت بها، وخصائص الرجل مناسبة لرجولته, وللمهمة التي أنيطت به، وهذا العصر خلط الأوراق، أنت يمكنك أن تقوم برحلة على متن (تراكس), مستحيل، وتسخر سيارة سياحية من أجل بناء، هذا الذي يحصل، خلطنا الأوراق، وتشبهت النساء بالرجال، والرجال بالنساء .
أصبحت المرأة في غير موقعها مفسدة، موقعها مقدس، موقعها أم، موقعها زوجة، موقعها أخت، أصبحت ممتهنة، أصبحت سلعة من السلع، أنت إذا أردت أن تروج أي سلعة, تضع عليها امرأة شبه عارية، حتى إن مرة عدد كبير من نساء بريطانيا, قمن بمظاهرة, يحتجن بها, على أن المرأة, امتهنت إلى درجة, أنها سلعة من السلع، لا تروج بضاعة في العالم كله إلا عن طريق المرأة، صورة مغرية لامرأة مع البضاعة، أما المرأة المسلمة فإنها ملكة .
أعجبني من رجل سألته امرأة: لماذا يمنع أن نصافح الرجال؟ هو أجابها إجابة ليست شرعية، ولكنها إجابة حكيمة، قال لها: لأن الملكة في بريطانيا لا يصافحها إلا سبعة رجال بالقانون البريطاني، ونساء المسلمات ملكات لا يصافحهن إلا سبعة رجال بالقانون الرباني .
لما اشتد الأذى على المسلمين من المشركين في مكة، وأذن النبي عليه الصلاة والسلام للمسلمين المستضعفين بالهجرة فراراً بدينهم إلى الحبشة, هاجرت أم حبيبة مع زوجها عبيد الله مع من هاجر من الصحابة إلى الحبشة، وتحملت هذه الزوجة الكثير مما تحمله الصحابة من أجل إسلامهم .
أنتم قبضتم الثمن، أما الصحابة فقد دفعوا الثمن، أنتم حملكم الإسلام، نشأتم في بلد إسلامي، المساجد مفتوحة، الصلاة لا شيء عليك بها، تصلي في البيت، وفي المسجد، والدروس قائمة، والخطب قائمة، وهناك مكتبة إسلامية، ولك أن تفعل ما تشاء، أما الصحابة فكانوا إذا صلوا يقتلون، ففرّوا بدينهم إلى الحبشة, ليقيموا شعائر الله، هم دفعوا الثمن, ونحن قبضنا الثمن، هم حملوا الإسلام، ونحن حَمَلَنا الإسلام .
تحملت أذى قومها، وتحملت هجر أهلها، والغربة عن وطنها وديارها، كل ذلك لتحيي حياة الإيمان والإسلام بعيداً عن الشرك والعصيان، وحينما استقرت في الحبشة آمنة مطمئنة, فاجأتها محنة شديدة وعصيبة، تلك المحنة هي ردة زوجها عن الإسلام، وتنصره بعد أن هداه الله للإسلام، إنها محنة منكرة، الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، والنجاشي أعلن إسلامه، وأسلم كبار البطارقة، وهذه زوجها تنصر، وشرب الخمر وعاقرها حتى مات من شرب الخمر، هل هناك محنة أقصى من هذه المحنة؟ أقرب رجل إلى المرأة زوجها، زوجها أصبح يعاقر الخمر، من البطولة إلى معاقرة الخمر .
أخرج ابن سعد عن ابن عمر بن سعيد الأموي, قال: قالت أم حبيبة: ((رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بأسوأ صورة ففزعت، فأصبحت فإذا به قد ترك دينه، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به، وأكبّ على الخمر حتى مات من شرب الخمر، فأتاني آت في نومي, فقال: يا أم المؤمنين)) .
ربنا جلّ جلاله أحياناً, يدعم الإنسان برؤيا صادقة، كلمة (يا أم المؤمنين) أي ستغدو زوجة النبي عليه الصلاة والسلام .
فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن لي، فإذا هي جارية يقال لها أبرهة, فقالت: ((إن الملك يقول لك: وكِّلِي من يزوجك؟ فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة على بشارته سوارين من فضة، فلما كان العشي, أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب, ومن هناك من المسلمين, فحضروا، وخطب النجاشي، فحمد الله تعالى، وأثنى عليه، وتشهد، ثم قال:
أما بعد؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة، فأجبت، وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، ثم خطب خالد بن سعيد, فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله, وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وصنع لهم النجاشي طعاماً .
-أخواننا الكرام, صدقوا أنه ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه، والله أعرف شبابًا مؤمنين مستقيمين ورعين كلُّ الطرق أمامهم مسدودة، ولا يوجد أمل أن يتزوج، هناك من طَرَقَ بيته، وعرض عليه ابنته مع بيت وفرش، ومع مبلغ لتأمين حاجاته
يتبع إن شاء الله
| |
| | | علياء عضو نشط
| موضوع: رد: السيدة رملة بنت أبي سفيان الخميس أبريل 21, 2016 1:46 pm | |
| هذا شيء دائم، فما من إنسان يعف عن الحرام ابتغاء وجه الله, إلا وله من الله معين، إلا وله من الله نصير، العبرة أن تكون مطيعاً لله، البطولة أن تطيعه ولا تعبأ بما سوى ذلك، فإذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان عليك فمن معك- .
قالت أم حبيبة: فلما وصل إليّ المال أعطيت أبرهة منه خمسين ديناراً, فرددتها إليّ، وقالت: إن الملك عزم عليّ بذلك، -يعني يبدو أنها صادقة- أبلغت الملك أنها أعطتها سوارين من فضة، فزجرها، وقال: أرجعي كل ذلك، وردت عليّ ما كنت أعطيتها أولاً، ثم جاءتني من الغد؛ بعود من الطيب، وورس، وعنبر، فقدمت به معي على رسول الله .
-قدمت لها هدية هذه الجارية- ولما بلغ أبا سفيان والدها، وكان مشركاً, أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح ابنته, قال: هو الفحل لا يجدع أنفه)) أي أنه الكفء الكريم الذي لا يعاب ولا يرد .
كم هي عالية أخلاق النبي، حتى إن هذا من أكبر أعدائه، ناصبه العداء عشرين عاماً ، وحاربه ثلاث مرات؛ في بدر، وأحد، والخندق، ومع ذلك ماذا قال عنه؟ قال: إنه الكفء الكريم الذي لا يعاب ولا يرد، معنى ذلك لو أن المشركين وجدوا على النبي مأخذاً واحداً, لملؤوا الدنيا صياحاً، لكنه هو الكريم, ابن الكريم، الصادق، الأمين، الورع، هذا قبل البعثة، اسمه الأمين أساساً .
أحد الرجال مغرر به، مغسول دماغه, يقول: إن كل مال الكفار يجب أن نأخذه عنوة ، فلما قرأ أن النبي ترك في فراشه عليَ بن أبي طالب, ليردّ الأمانات إلى أهلها، وكلهم مشركون، معنى ذلك أن تفكيره غلط، إذا كنت تريد أن تبني إسلامك على العدوان, فهذا الإسلام منبوذ، فالنبي عليه الصلاة والسلام، وهو نبي الأمة، وهو المشرع, حينما هاجر, ترك علي بن أبي طالب في سريره, ليردّ الأمانات إلى أهلها .
سيدنا أبو العاصي لما أسلم, كل ما معه من تجارة ضخمة لكفار قريش, صودرت في المدينة، وعرضوا عليه الإسلام، فإذا أسلم صارت له، قال: ((والله لا أبدأ إسلامي بهذا، فعاد إلى مكة، وأعطى كل ذي حق حقه، ثم أعلن إسلامه)) .
إياك أن تخلط الدين بالدنيا، إياك أن تأخذ الدنيا، وتعللها بالدين، هذا لا يخفى على الناس .
متى عادت أم حبيبة إلى وطنها, وكيف استقبل النبي المهاجرين بعد طول هذه الغربة, وكيف كان استقباله لأم حبيبة وكذلك زوجاته ؟
عادت هذه المهاجرة عقب فتح النبي خيبر، يعني بقي هؤلاء الصحابة في الحبشة ثلاثة عشر عاماً؛ يصلون، ويصومون، ويعبدون الله عز وجل، كم هي الحوادث صعبة, إنسان مبعد عن أهله ثلاثة عشر عاماً، ولم يكن ذنبه إلا أن يقول: ربي الله .
عادوا مع جعفر بن أبي طالب ومن معه، وقد سرّ النبي عليه الصلاة والسلام أيما سرور بمجيء هؤلاء الصحابة بعد غياب طويل، ومعهم الزوجة الصابرة, الطاهرة الكريمة، إنهم خرجوا من مكة فارين بدينهم من الشرك، واليوم يعودون، وأمر الإسلام يعلو، وسلطانه يمتد، فلا خوف من ظلم، ولا إرهاب، وعندما حلّوا بالمدينة, استقبلهم النبي عليه الصلاة والسلام مسروراً مبتهجًا، وهو يقول: والله لا أدري بأيِّهم أفرح؛ بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر؟.
هناك إشارة لطيفة لا بأس من ذكرها: عن أبي موسى الشعري, قال: ((كان أناس يقولون لنا: سبقناكم بالهجرة، ودخلت أسماء بنت عميس، وكانت مع مهاجري الحبشة على حفصة زوج النبي زائرة، فدخل عمر على حفصة، وأسماء عندها، فقال حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: هذه أسماء بنت عميس، قال عمر: الحبشية، هذه البحرية، قالت أسماء: نعم، قال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله منكم فغضبت, وقالت: كلا، والله كنتم مع رسول الله؛ يطعم جائعكم، ويرشد جاهلكم، وكنا في أرض العداء البغضاء، وذلك في الله، وفي رسول الله، وايم الله لا أطعم طعاماً، ولا أشرب شراباً, حتى أذكر ما قلت لرسول الله، وقالت له: والله لا أكذب، ولا أزيغ، ولا أزيد عليه، -أنت قلت: سبقناكم بالهجرة، أنا سأذهب إلى النبي ، وأنقل ما قلته لي، فإن أقر قولك قبلته، وإن لم يقره, سأنقله إليك دون زيادة- .
فلما جاءت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله, إن عمر قال كذا وكذا، فقال عليه الصلاة والسلام: ماذا قلت له؟ قالت: قلت له كذا وكذا، فقال عليه الصلاة والسلام: ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان)) .
أنتم هاجرتم مرتين مرة إلى الحبشة، ومرة إلى المدينة، اعتزاز الإنسان بإيمانه، سيدنا عمر قال كلمة: نحن سبقناكم بالهجرة، والنبي عليه الصلاة والسلام جبار الخواطر، من عظمة هذا النبي العظيم؛ أن كل صحابي من صحابته, كان يظن أنه أقرب الناس له، هذه بطولة، الصغار أحياناً يخصون بعض الناس باهتمامهم، يقربون لهم بعض الأشخاص، ويهملون الباقين، هذا شيء من الفجاجة في قيادة الدعوة، أنت للكل .
مرة إنسان بعيد عن الدين بعد السماء عن الأرض في فرنسا، نجح في الانتخابات، فألقى خطابًا في أربع كلمات، قال: أنا أشكر من انتخبني، وأحترم من لم ينتخبني، وأنا لكل الفرنسيين، وهذا إنسان كافر، ليس فيه دين .
فالنبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق، وحبيب الحق، هو لكل المؤمنين، بعطفه، ومحبته، ووفائه, وقربه، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((لن يمضي وقت على هؤلاء المهاجرين العادين, حتى اكتسبوا ما فاتهم من علم القرآن والسنة طوال غيابهم، ثم انتسبوا في مواكب الجهاد مع من سبقوهم بإحسان، وقد أشركهم النبي في مغانم خيبر)) .
هذا له معنى عميق، يعني كأنهم حضروا غزوة خيبر، أشرك النبي من هاجر إلى الحبشة في مغانم خيبر مع أهل الحديبية .
وما أن وصلت أم حبيبة رضوان الله عليه إلى المدينة بعد تلك الغربة الطويلة والأعجوبة المريرة, حتى استقبلها النبي عليه الصلاة والسلام بالسرور والبهجة، وأنزلها إحدى حجراته بجوار زوجاته الأخريات، واحتفل نساء المدينة بدخول أم حبيبة بنت سفيان بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنَّ يحملن إليها التحيات، والتبريكات، والتهاني، والأمنيات بهذا الزواج المبارك، وقد أولم خالها عثمان بن عفان وليمة حافلة, نحر فيها الذبائح، وأطعم الناس اللحم فرحًا وبهجة بهذا الزواج الميمون، واستقبل أمهات المؤمنين هذه الشريكة الكريمة بالإكرام والترحاب، ومن بينهن صفية العروس الجديدة التي لم يمض على عرسها أيام معدودات، لأنها جاءت من خيبر، وقد أبدت السيدة عائشة استعداداً لاستقبال الزوجة الجديدة التي لم تثر فيها حفيظة الغيرة حين رأتها، وقد قاربت سن الأربعين، وتعيش أم حبيبة بجوار صواحبها الضرائر بكل سعادة وأمان .
ما هو سبب مجيء أبي سفيان إلى المدينة, وهل حقق مراده عند ابنته لهذا السبب الذي جيء من أجله, ومتى أسلم أبو سفيان, وهل سرت ابنته في ذلك؟
حضر أبو سفيان إلى المدينة، صلح الحديبية فيه شرط، وهو في ظاهره لصالح قريش، أما في الحقيقة فقد انقلب عليهم، فمن خرج من المسلمين إلى مكة مرتداً خذوه، أما من جاءنا منكم مسلماً نرده، ليس هناك تكافؤ، فهذا الشرط لم يقبله سيدنا عمر، وقال: ((علام نعطي الدنية في ديننا؟ قال له سيدنا الصديق: الزم حجرك، هو رسول الله، -هذا الشرط من غرائب الصدف، فهو في ظاهره مهانة، أما عملياً فهؤلاء الذين جاؤوا, وردَّهم النبي, شكَّلوا عصابة, قطعوا الطريق على أهل مكة، فضجرت تجارتهم، لأن الطريق غير آمن- فجاء أبو سفيان إلى النبي يرجوه، ويتوسل إليه أن يلغي هذا الشرط -أيّ واحد أسلم من عندنا فاقبلوه، ليس هناك مانع- فالنبي لم يرض، -هذا هو سبب مجيء أبي سفيان إلى المدينة- .
لقد حضر أبو سفيان والد أم حبيبة المدينة, يطلب من النبي عليه الصلاة والسلام أن يمد في أجل الهدنة التي تمت المصالحة عليها في الحديبية, فيأبى عليه النبي هذا الطلب، أراد أبو سفيان أن يستعين على تحقيق الطلب بابنته زوجة النبي، فدخل دار أم حبيبة، وفوجئت به يدخل بيتها، وما رأته من خمسة عشر عاماً، ولم تكن قد رأته منذ أن هاجرت إلى الحبشة، فلاقته بالحيرة، فلا تدري أترده لكونه مشركاً، أم تستقبله لكونه أباً؟ وأدرك أبو سفيان ما تعانيه ابنته، فأعفاها من أن تأذن له بالجلوس، وتقدم من تلقاء نفسه, ليجلس على فراش رسول الله، صلى الله عليه وسلم
يتبع إن شاء الله تعالى | |
| | | علياء عضو نشط
| موضوع: رد: السيدة رملة بنت أبي سفيان الخميس أبريل 21, 2016 1:48 pm | |
| فما راعه إلا وابنته, تجذب الفراش من تحته, لئلا يجلس عليه، فسألها بدهشة: يا بنية, أرغبتِ بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ فقالت: بل هو فراش رسول الله، وأنت امرؤ نجس مشرك، فقال: يا بنية, لقد أصابك بعدي شرٌّ، وخرج من بيتها خائب الرجاء .
وبعد أن خرج أبو سفيان من بيت ابنته, توجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقد علم من أمر ابنته ما علم، فكلمه أبو سفيان في العهد فلم يجبه بشيء، فأجابه علي فقال: ويحك يا أبا سفيان، والله لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه به، -له هيبة كبيرة، صلى الله عليه وسلم- فقال أبو سفيان: يا أبا الحسن، إني أرى الأمور قد اشتدت عليَّ فانصحني, قال: والله لا أعلم لك شيئاً يغني عنك، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس، -أي أن الناس بمكة بجواري، أي بحمايتي- ثم الحق بأرضك، -يعني أجر أهل مكة- قال: أو ترى هذا مغنياً عني شيئا، قال: لا والله، لا أظنه مغنياً عنك شيئاً، ولكنني لا أجد لك غير ذلك، -طلب من النبي فرفض، سيدنا الصديق رفض، سيدنا عمر رفض، سيدنا علي قال شيئاً لا يقدم ولا يؤخر: أجر أهل مكة- .
فذهب أبو سفيان حتى وقف في مسجد النبي، والناس مجتمعون للصلاة, فقال: أيها الناس، إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره فانطلق، والنبي عليه الصلاة والسلام لم يجبه بشيء، ولم يردّ عليه الصحابة بكلمة، فلما قدم على قريش, أخبرهم بما جرى معه، وأنه جاء علياً, فوجده ألين القوم، وقال عليّ شيئًا صنعته، فو الله لا أدري هل يغني هذا شيئاً أم لا؟ قالوا : وبم أشار عليك؟ قال: أمرني أن أجير بين الناس ففعلت، قالوا: فهل أجاز ذلك محمد؟ قال: لا، قالوا: ويلك والله إذا زاد الرجل أن لعب بك، فما يغني عنك ما قلت، قال: لا والله ما وجدت غير ذلك، يعني عاد خائباً، ما حقق شيئاً .
-الحقيقة: أم حبيبة لما نقضت قريش عهدها مع رسول الله, لم يكن من أم حبيبة لأبيها وأخيها أي عون أو مساعدة, إلا أنها تدعو الله بالهداية لأبيها وقومها، ولعل نساء النبي عليه الصلاة والسلام راقبنها، وهي في موقفها ذاك الحرج، ترى جيش رسول الله يتأهب, ليأخذ قومها على غرة، ومكة لا تزال في حيرة من الأمر، وأبوها يحمل إلى قريش خيبة الرجاء، والحقيقة هذا موقف صعب، أبوها وقومها وزوجها النبي، وكما يقول كتاب السيرة: لا تراهم أغلى عليها من المسلمين، وهي التي هجرت أهلها وقومها ثلاثة عشر عاماً في الحبشة فرارًا بدينها من أذاهم- .
ولما تم فتح مكة، وطارت البشرى إلى أهل المدينة بنصر الله والفتح، وما تسامع الناس بما كان من لقاء النبي بأبي سفيان، وقد أجاره العباس، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم معه, حيث قال: ويحك يا أبا سفيان, ألم يأنِ لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله؟ قال أبو سفيان: بأبي أنت وأمي؛ ما أحلمك، وما أكرمك، وما أوصلك، وما أحكمك، -وأبو سفيان زعيم قريش، وأحد أكبر قادتها, يرى أن النبي في أعلى مكان من الحكمة، والكرم، والرحمة، والصلة- قال : بأبي أنت وأمي؛ ما أحلمك، وما أكرمك، وما أحكمك، وما أوصلك، والله إني لظننت أنه لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى شيئاً عنّا .
-حسب اعتقاده لا إله إلا الله- فقال عليه الصلاة والسلام: ويحك يا أبا سفيان, أم يأنِ لك أن تعلم أني رسول الله؟ قال أبو سفيان: بأبي أنت وأمي؛ ما أحلمك، وما أكرمك، وما أوصلك، أما هذه فو الله إنه لفي النفس منها حتى الآن شيء .
فزجره العباس على مقالته هذه زجراً قاسياً، وقال: ما لبث أبو سفيان إلا أن أعلن إسلامه، أسلم في وقت متأخر جداً بعد أن حارب النبي عشرين عاماً، وبعد أن كان لا بدّ له أن يسلم فأسلم .
-الآن في بعض الصحابة كانوا حكيمين جداً- قال: فالتمس العباس من النبي, أن يكرم الرجل بشيء يرضي كبريائه، فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام: نعم، وقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل بيت الله الحرام فهو آمن، هذا كرمه.
طارت أصداء هذا الحدث الجلل المبارك, حتى بلغ سمع أم حبيبة، فرحتْ فرحاً شديداً ، وشكرت الله تعالى أن حقق لها أمنيتها ورجاءها في إسلام أبيها وقومها, وكانت رضي الله عنها, قد رأت أنه قد أزيح عن كاهلها عبء الحزن, على عدم إسلام أبيها وقومها، وقد اعتبر يوم الفتح, يوم فتح لفرحتها، وسرورها، وسعادتها, بنجاة أبيها من الخلود في النار)) .
بعض الأخوة الكرام, عندهم حرقة على أوليائهم، وعلى آبائهم، أنا أكبرهم عليها كثيراً، الأب عمره ستون سنة لا يصلي، وبعيد عن الدين، وابنه متألم, يرى أباه هكذا .
أيها الأخوة, قبل وفاتها أرسلت إلى عائشة كما روى ذلك ابن سعد عنها, قالت: ((دعتني أم حبيبة عند موتها, فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون من الضرائر, فتحللي من ذلك، فحللتها من ذلك, واستغفرت لها، فقالت لي: سررتِني سرّك الله)) .
إذا أخطأ إنسان مع أخيه، وقال له: سامحني، فليس هناك ألطف من الاعتذار، كان بين عائشة وبين أم حبيبة ما كان بين الضرائر، وهذا الشيء مألوف، قبل وفاتها طلبت المعذرة من السيدة عائشة، وأرسلت بمثل ذلك إلى باقي ضرائرها، وتوفيت رضي الله عنها سنة أربع وأربعين، ودفنت بالبقيع .
مرة كنت في العمرة، والفندق مطل على البقيع، والطابق عال، انظر إلى البقيع, كل أصحاب النبي فيه أعلام؛ سيدنا عثمان، والسيدة عائشة، وزوجات النبي، وبنات النبي، شيء لا يصدق، النبي عليه الصلاة والسلام كان عصره عصر الأبطال، قال: ((إن الله اختارني واختار لي أصحابي)) .
أيها الأخوة, إنّ أبواب البطولة مفتحة على مصارعيها في كل مكان وزمان، إله الصحابة هو إلهنا، والوسائل هي نفسها، والطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، ومتاح لك أن تكون بطلاً في كل عصر، الشرع أمرك، والقرآن بين يديك، والسنة بين يديك، وبإمكانك أن تصل إلى الله بطاعته, والإحسان إلى خلقه، والولاء لله ورسوله، هذا ولاء أم حبيبة عجيب ، أبوها يدخل بيتها, تسحب من تحته الفراش، وتقول: هذا فراش رسول الله، وأنت نجس مشرك، ما هذا الولاء؟ في أعماقها دعاء إلى الله بهداية أبيها وقومها، هذا الموقف الأكمل، إذا أنت واليت إنسانًا فاسقًا منحرفًا فموالاتك له طعن في إيمانك، ولاؤك للمؤمنين، ودعاؤك لمن حولك من أقربائك، الولاء للمؤمنين والدعاء للشاردين، أما الولاء للشاردين والقسوة على المؤمنين, فلا .
الله عز وجل وصف المؤمنين بأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، الناس بالعكس، على المؤمنين قساة جداً، أما أمام الأقوياء فضعاف جداً، يقسو على المؤمنين لاعتقاده لا ناصر لهم في هذه الدنيا، ويستخزي أمام الكافرين ويخنع لهم، أما المؤمن يذل للمؤمن، ويكون عزيزاً أمام الكافر، ومن جلس إلى غني, فتضعضع له, ذهب ثلثا دينه .
والحمد لله رب العالمين .
السيرة - سيرة الصحابيات الجليلات - أمهات المؤمنين ـ السيدة رملة بنت أبي سفيان : سيرة السيدة رملة بنت أبي سفيان
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ـ بتاريخ 16-03-1998 | |
| | | نورهان العدوية مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
| موضوع: رد: السيدة رملة بنت أبي سفيان السبت أبريل 30, 2016 1:49 pm | |
| بارك الله فيك على النقل الطيب المبارك ونفع الله بك المسلمين
| |
| | | | السيدة رملة بنت أبي سفيان | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|