قارئ الملوك والسلاطين

عضو سوبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آهله وآله وأزواجه وذريته وأصحابه

وصلى الله وسلم وبارك على جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة

ورضي الله عن جميع الأولياء والصالحين ومشايحنا الأحياء والمنتقلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ مصطفى إسماعيل

قارئ الملوك والسلاطين

صاحب قدرات صوتية مميزة فهو من جمع بين عذوبة الصوت وقوة الأداء، ومزج بين علم القراءات وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات .. فكان يستحضر حجة القرآن فى صوته ويبثها فى أفئدة المستمعين لإستشعار جلال المعنى القرأنى .. أنه من ركب فى تلاوته النغمات والمقامات بشكل استحوذ على إعجاب مستمعيه حيث كان ينتقل بسلاسة ويسر من نغمة لأخرى فيأسر آذانهم ..

أنه «مغرد السماء».. «قارئ الملوك والرؤساء» .. «عبقرى التلاوة» الشيخ مصطفى إسماعيل، أبرز شيوخ التلاوة فى مصر والعالم الإسلامي، وأول قارئ يسجل فى الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها، وأختاره الملك فاروق قارئا للقصر الملكى، كما كرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأصطحبه معه السادات فى زيارته للقدس، بينما كان أعظم ما قام به هو أن ترك خلفه 1300 تلاوة لاتزال تبث عبر إذاعات القرأن الكريم.

شهدت قرية ميت غزال، التابعة لمركز السنطة، بمحافظة الغربية، عام 1905 مولد الشيخ مصطفى إسماعيل، الذى حفظ القرآن ولم يكن عمره يتجاوز الـ 12 عاما فى كتاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدى فى طنطا، ليتمعن فى دراسة القراءات وأحكام التلاوة حيث أتم تلاوة وتجويد القرأن حينما كان عمره 16 عاما. وقد شهدت مدينة طنطا إنطلاقته الحقيقية، وذلك عندما طلب منه أن يقرأ فى سرادق عزاء ضخم للقصبى باشا أحد أفراد العائلة المالكة، والذى حضره حيدر باشا، وزير الحربية آنذاك، وعدد من الوزراء، وسعد باشا زغلول وعمر باشا طوسون وعدد كبير من أعيان مصر وأفراد من العائلة المالكة.. ولم يكن هناك مكبرات للصوت فكان عليه أن يقرأ ويصل صوته لكل من فى السرادق، فينجح فى مهمته ويلقى إعجاب الحاضرين، ومن هنا ذاع صيته فى أنحاء المحافظة والمحافظات المجاورة حتى سمعه الملك فاروق وأعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئا للقصر الملكى عام 1943. ومنذ ذلك الحين وعلى مدى 35 عاما، ظل القارئ الرسمى للدولة، حيث كان يتردد صوته داخل القصور وفى المناسبات الرسمية، فكان القارئ المحبب لدى الرؤساء.

تلقى الشيخ إسماعيل العديد من الدعوات والطلبات من دول عربية إسلامية للقراءة فيها، فلبى تلك الدعوات وسافر إلى العديد من تلك الدول حيث زار نحو 25 دولة عربية وإسلامية، منها تركيا وماليزيا وألمانيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأفريقية. وقد زار الشيخ إسماعيل القدس 3 مرات، أحداها كانت عام 1960 وقرأ فى المسجد الأقصى فى ليلة الأسراء والمعراج، كما زارها مرة أخرى عام 1977 ضمن الوفد الرسمى المصاحب للسادات فى زيارته للكنيست الإسرائيلي.. وقد حصل الشيخ مصطفى إسماعيل على العديد من الأوسمة والتكريمات المحلية والعالمية، من بينها وسام الأستحقاق الذى منحه إياه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1965 بمناسبة عيد العلم، وكانت تلك هى المرة الأولى التى يمنح فيها الرئيس وساما لأحد المقرئين فى تلك المناسبة، ووسام الفنون عام 1965 ووسام الأمتياز عام 1985 من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فى حين حصل على وسام الأرز من رئيس وزراء لبنان تقى الدين الصلح 1958، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام فى ماليزيا ووسام الفنون من تنزانيا عام 1978، كما كانت من أقيم الهدايا التى حصل عليها مصحف شريف مكتوب بماء الذهب، منحه آياه الرئيس التركى الأسبق فخرى كوروترك.

وقد شهدت مدينة دمياط أخر تلاوات الشيخ مصطفى إسماعيل، ففى صباح يوم الجمعة 22 ديسمبر عام 1978 غادر عزبته، التى تقع فى مسقط رأسه، ليقرأ فى افتتاح جامع البحر بدمياط بحضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات،وبعد انتهائه طلب من سائقه عدم العودة لمنزله والتوجه لفيلته بحى رشدى بالأسكندرية، وبعد ساعات يسقط مغشيا عليه ويظل فى غيبوبة تامة على مدى عدة أيام حتى وافته المنية يوم 26 ديسمبر، وتقام له جنازة رسمية ثم يوارى الثرى فى مسقط رأسه.

» تاج الدين فيما يجب على الملوك والسلاطين
» قارئ القرآن في الجنة
» قارئ شاب مصرى يهز القلوب
» ملك الملوك سبحانه
» سلطان العلماء وبائع الملوك-