منتديات إسلامنا نور الهدى
ذو الوجهين عند أهل الحقيقة 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
ذو الوجهين عند أهل الحقيقة 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 ذو الوجهين عند أهل الحقيقة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



ذو الوجهين عند أهل الحقيقة Empty
مُساهمةموضوع: ذو الوجهين عند أهل الحقيقة   ذو الوجهين عند أهل الحقيقة I_icon_minitimeالإثنين يناير 25, 2010 10:45 am

ذو الوجهين عند أهل الحقيقة

ذو الوجهين عند أهل الحقيقة Get102008i0laj5zjho6ep5

حمداً لله تعالى مشفوعاً بالتوحيد والتقديس0
حمداً لله الذي خَصّ نبيَّه محمّداً وأهلَ بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم بالاجتباءِ والاصطفاء، والتطهيرِ والتكريم، وأمرَ بالصلاةِ عليه وعليهم كما أمرَ بالصلاةِ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، وجعل معرفتَهم براءةً من النار، ومحبّتَهم جوازاً على الصراط، وولايتَهم أمْناً مِن العذابِ الأليم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمّدٍ النبيِّ الأُمّيِّ الذي هو على خُلُقٍ عظيم، وبالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.
وعلى ذريّتهِ وأهل بيته وعترته , الذين بذِكْرهم تُستدفَعُ نوازلُ البلاء والضرر، ويُستعاذُ من سوء القضاء وشرّالقَدَر، ويُستنزل بهم في المُحول نَوافعُ المطر، ويُستقضى بهم على غلَبات اليأس وجوامعِ الوَطَر, جَمالُ ذي الأرضِ كانوا في الحياةِ , وهُم بـعـد المـمـاتِ جـمالُ الكُتْـبِ والـسِّيَـرِ


[ ذو الوجهين]
عند أهل الحقيقة
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذو الوجهين في الدنيا ذو لسانين في النار"
عن الشيخ الولي التقي الثقة المُقْري القاضي أبو الفضل علي الواسطي القرشي بمدرسته في واسط ، قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ، قال: أنبأنا علي أبو طاهر الحسن بن الوزير أبي القاسم علي بن صدقة بن علي ، قال: أنبأنا أبو المطهَّر سعد بن عبدالله الأصبهاني ، قال: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الحافظ ، قال: أنبأنا أبو محمد عبدالله بن جعفر بن فارس ، قال: أنبأنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، قال: أنبأنا أبو داود الحضري ، قال: أنبأنا ابن الربيع عن نعيم بن حنظلة ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذو الوجهين في الدنيا ذو لسانين في النار"
أخرجه أبو داود: الأدب ، باب في ذي الوجهين 4873 والهيثمي في موارد الظمآن (مؤسسة الرسالة) 2/879 (الأدب، باب ذي الوجهين) برقم 1979 وحسّنه ابن حبان (صحيحه 5756) والترغيب والترهيب (طبعة ابن كثير وشركائه ط1) 3/568 رقم 4350. ورواه بسندين آخرين ضعيفين وبلفظين مقاربين في 4349 و 4351، وروى نحوه السيوطي في الجامع الصغير (دار الفكر) 1/667 برقم 4345، وحسّنه، والهيثمي في مجمع الزوائد (الفكر) 8/179 ( الأدب: باب الوجهين واللسانين الباب 126 (13151 – 13154 ) وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/160 وابن أبي الدنيا في الصمت 282 والطبراني في الكبير 1697 و 9168 والأوسط 6278.
ولهذا صرف العارفون وجوههم إلى الله تعالى فلن ترى للعارف وجهين أصلاً ومن هذا السر أُمروا بعدم الجمع بين أستاذين ، وقالوا: إذا وُجد الأكمل الأفضل في طريق الله تعالى ، الأصح اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى المريد أن يتمسك به ، بل على كل مَنْ كان يزعم المشيخة أن يلتحق به هو وأولاده في الطريق، وهذا ضربٌ من أعظم أضراب المعرفة بالله.
أي سادة ، اعلموا أن العارفين على أصناف مختلفة ، ومناهج متفاوتة ، ومراتبَ متلوّنة ، وأنواعٍ متفرقة ، ومنازلَ متنوعة ، فمنهم مَنْ عرف الله بالقَدْرِ فخافه ، ومنهم من عرفه بالفضل فأحسن الظن به ، ومنهم مَنْ عرفه بالمراقبة فاعتقد الصدق ، ومنهم من عرفه بالعظمة فاعتقد الخشية ، ومنهم مَنْ عرفه بالكفاية فاعتقد الافتقار إليه ، ومنهم من عرفه بالفرادنية فاعتقد الصَّفوة ، ومنهم مَنْ عرفه به فاعتقد الوصلة ، فوُجِدَ أن الخوف على قدر عرفان القدرة ، ووُجْدان حسن الظن على قدر عِرْفان العظمة ، ووجدان الافتقار على قدر عرفان الكفاية ، ووجدان الصَّفوة على قدر عرفان الفردانية ، ووجدان الوصلة على قدر عرفان الربِّ تعالى ، وكذلك أهل السموات في العبادة على مقامات ، فمقام بعضهم الحياءُ والحُرْمة ، ومقام بعضهم القُرْبةُ والمُؤَانسة ، ومقام بعضهم رؤيةُ المِنَّة ، ومقام بعضهم المراقبة ، ومقام بعضهم الهيبة ، كما قال الله تعالى:( وما مِنّا إلا له مقامٌ معلوم) الصفات: 164
فأهل المعرفة عامَّتُهم يعرفونه على سبيل الخبر في التوحيد عن الصادق الأمين ، سيدنا وسيد العالمين محمد صلى اللهُ عليه وسلم ، فصدَّقوه بقلوبهم وعملوا بأبدانهم ، إلا أنهم دنَّسوا أنفسهم بالذنوب والمعاصي ، فعاشوا في الدنيا على الجهل والتقصير ، فهم على خطرٍ عظيم ، إلا أن يرحمَهم أرحمُ الراحمين ، وأناسٌ فوقهم يعرفونه بالدلائل ، وهم أهل النظر والعَقْل والفِكْر ، أيقنوا بالتوحيد من قِبَلِ الدلائل والآثار وآيات الربوبية ، استدلوا بالشاهد على الغائب ، واستيقنوا صحّة الدلالة ، فهم على طريق حسن ، إلا أنّهم عاشوا محجوبين عن الله تعالى برؤية دلائلهم ، وخواصُّ أهل المعرفة من أولي اليقين ، عرفوه به سبحانه ، فوقفوا متمكِّنين مع معرفتهم ، لا تَخْطَفُهم الأدلّة ، ولا تصرفهم العِلّة ، دليلهم رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ، وإمامُهم القرآن ، ونورهم يسعى بين أيديهم ، فمن عرفه تعالى بالخبر ، كمَثَلِ إخوة يوسف ، إذ عرفوا لونه وغفلوا عنه حتى افتضحوا بين يديه ، حيث: (قالوا إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل) سورة يوسف: 77
ومن عرفه بالدلائل كمَثَلِ يعقوب ، إذ عرف أن يوسف يُعَدُّ في الأحياء فازداد حُزناً وبكاء ، واحتمل ما احتمل من أنواع البلاء ، حتى ابيضَّت عيناه من الحزن عِلْماً منه بحياته ، وشوقاً إلى لقائه ، حتى قال: (اذهبوا فتحسَّسُوا من يوسف)، وقال: (إنّي لأجد ريحَ يوسف) ، حتى قال مَنْ غفل عنه : (قالوا تاللهِ إنَّكَ لفي ضلالِكَ القديم) سورة يوسف: 95 , وقالوا: (تفتؤُا تذكُرُ يوسُفَ) الآية سورة يوسف: 85
ومَثَلُ مَنْ عرفه به ، كبنيامين , هو شقيق يوسف بن يعقوب عليهما السلام ، وأمهما راحيل بنت لابان (بنت خال يعقوب) وسائر إخوة يوسف عليه السلام إنما هم إخوته لأبيه فقط ، هكذا ذكر الحافظ ابن كثير في قصص الأنبياء (الفكر) 267
حين أخذه يوسف لنفسه ، فقال: يا أخي أمشاهدتي تريد أم الرجوع إلى أبيك؟ قال: بل مشاهدتك أريد ، قال: فإن أردتني فاصبر على مِحْنتي ، قال: نعم أحتمل لأجلك كل بلوى ، أليس أني أبقى معك ولا أفارقك ، ثم أخرج الصاعَ من وعائه ، ونسبه إلى السَّرِقة، حتى عابه أهلُ مصر على ذلك ولاموه ، وشتمه إخوته ، وهو في ذلك كلِّه مسرورٌ ضاحكٌ في سِرِّه ، ولم يَخَفْ من لومة اللائمين ، فهذا مَثَلُ مَنْ عرفه من أهل اليقين .
قال شيخ الطائفة الإمام الحسن البصري رضي الله عنه: الحسن بن يسار البصري ، أبو سعيد 21-110 هـ، من أفضل التابعين وأعلمهم، كان يقول: " شر الناس للميت أهله يبكون عليه ولا يهون عليهم قضاء دَيْنَهُ " (طبقات الشعراني 1/38). وكان الإمام الغزالي يقول: " كان الحسن البصري أشبه الناس كلاماً بكلام الأنبياء"
أهل المعرفة في الدنيا على ثلاث منازل ، رجل لقي العبادة فعانقها وخلط بها لحمَه ودمَه ، وفزع إليها قلبُه ، وعًلِمَ أن الله تعالى رازقُه وكافيه ، فوثِقَ بوعده فلم يشغل نفسه بشيء من أمور الدنيا ، جعل السماء سقفه ، والأرضَ بساطه ، ولا يبالي على يُسرٍ أصبح أم على عُسر ، أمسى يعبد الله تعالى حتى يأتيَه اليقين ، فهذا الضرب في الدنيا أعز من الكبريت الأحمر . ورجل آخر لم يصبر كما صبر الأول ، فطلب كِسْرَةً من حِلِّها أي طلب قليلاً من حلالها ، يقيم بها صُلْبَهُ ، وخِرْقة يواري بها عورته ، وبيتاً يسكنه ، وزوجة يستعفُّ بها ، وهو مع ذلك شديد الخوف عظيم الرجاء ، فهو على طريق حسن وأما الثالث فإنه لا يصدق الله بقوله ، فيبني القصرَ المشيد ، ويركب المركب الفَرِهَ ( من الفراهة وهي الجمال والحسن. والفره ، هو البطر) ويستخدم الخدم ، فليس له في الآخرة من خَلاق ( نصيب) إلا من يرحمه أرحم الراحمين.
رأيت في بعض الأخبار: أن عيسى بن مريم عليه السلام مرَّ بنفر من الناس ، قد نحلت أبدانهم ، وتغيرت ألوانهم ، فقال: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: الخوف من النار ، فقال: حق على الله أن يُؤَمِّنَ الخائف ( ومن أسماء الله تعالى: المؤمن، لأنه سبحانه " منبع كل أمن وتصديق، فكل مَنْ يدخل في حصنه فهو آمن.. فهو المؤمّن من كل خوف "الدكتور ضياء الدين الجماس: التفكُّر في الأسماء (دار الهجرة ط1) ص 110 وما بعدها".)
ثم بلغ إلى نفر آخر ، فإذا أبدانهم أشد نحولاً ، وألوانهم أشد تغيراً ، فقال: ما الذي بلغ بكم ؟ قالوا: الشوق إلى الجِنان ، فقال: حق على الله أن يعطيكم ما ترجون ، ثم مر حتى بلغ نفراً ثالثاً فإذا أبدانهم أشد نحولاً وألوانهم أشد تغيراً ، فقال: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: الحب لله والشوق إليه ، فقال لهم عيسى عليه السلام : أنتم المقرَّبون ، ثلاث مرات ، فأهل المعرفة ثلاث أصناف ، صنف يمشون على قدم الافتقار والاضطرار ، وصنف يمشون على قدم الاعتبار والانكسار ، وصنف يمشون على قدم الافتخار والاستبشار ، قال الله تعالى: (فمنهم ظالمٌ لنفسه) سورة فاطر 32.
والناسُ في مشهد المعرفة على مرتبتين ، إما في يقظة المعرفة فهم في تربية الولاية فينظرون الكرامة ، وإما في نوم الفضلة فهم في تربية العداوة ، فهم ينظرون الأمانة ، إلا أن يرحمهم أرحم الراحمين . فسبحان مَنْ خَصَّ مِنْ عبيده مَنْ شاء وأعطاهم ثم دعاهم إلى نفسه بفضله حيث قال: (وأنيبوا إلى ربكم) سورة الزمر :54 ، فأجابوه وأنابوا إليه ، فهم على أصنافٍ شتى ، فالتائبون يمشون برِجْل الندامة على قدم الحياء ، والزاهدون يمشون برجل التوكل على قدم الرضا ، والخائفون يمشون برجل الهيبة على قدم الوفاء ، والمحبون يمشون برجل الشوق على قدم الصفاء ، والعارفون يمشون برجل المشاهدة على قدم الفناء ، فالمعرفة طعامٌ أطعمه الله مَنْ شاء من عباده ، فمنهم مَنْ يذوقه ذوقاً ، ومنهم مَن يأكل منه بلاغاً ، ومنهم مَن يأكل منه كَفافاً ، ومنهم مَن يأكل شِبَعاً ، والناس في المعرفة على منازل ، فمنهم من يكون منزله كشِعْب ، ومنهم مَن يكون كقرية ، ومنهم من يكون كمِصْر ، ومنهم من يكون منزله منها كالدنيا والآخرة . رُوي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أخرجوا مِن النار مَن قال لا إله إلا الله وفي قلبه حبة خردل من الإيمان" عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن بُرّة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذَرّة من خير". قال أبو عبد الله (البخاري): قال أبان: حدثنا قتادة: حدثنا أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (من إيمان) مكان: (من خير) [ البخاري: الإيمان، باب زيادة الإيمان ونقصانه، رقم 44، ومسلم: الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها 193] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج مِن النار مَن كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان" أخرجه الترمذي (في صفة جهنم ، الباب العاشر، رقم 2601 وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح) وفي رواية ذكرها رزين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان "[جامع الأصول لابن الأثير (المبارك بن محمد 544-606 هـ) (ط 2 دار الفكر) 9/357 رقم الحديث 700]
وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وما ذلك إلا حقيقة المعرفة ، فيقول لهم الرب تعالى: أنتم عبيدي حقاً ، فقد طال شوقكم إليّ ، وشوقي إليكم ، السلام عليكم عبيدي ، فها أنا حبيبكم ، فبعزتي ما خلقتُ الجنة إلا من أجلكم ، فلكم اليوم ما شئتم ( مسلم: الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان 8 والترمذي: الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان 2613 وأبو داود في السنة، باب في القدر 4695 والنسائي: الإيمان، باب نعت الإسلام 8/97)
وحُكي أن مالك بن دينار- وهو من رواة الحديث، بصري ورع، مات سنة 131 هـ.
وثابتاً البناني (كان يقول: إن أهل الذكر يجلسون للذكر وعليهم من الذنوب أمثال الجبال، فيقومون وليس عليهم ذنب واحد (الطقات الكبرى للشعراني 1/47) رحمهما الله
دخلا على رابعة البصرية - وهي أم الخير رابعة بنت إسماعيل العدوية البصرية ، ماتت بحدود 180 هـ، واقرأ إن شئت تاريخ شعراء العربية لمحمد حسني مصطفى، العصر العباسي الأول، العدد التاسع (رابعة العدوية)،، وفيه: لقد أحبّت (رابعة) رب العالمين جل جلاله ، وتجردت لعبادته ، وأيقنت أنه أهلٌ أن يُعبد، طمعاً برضاه وجنته، واتقاءً لعذابه، حتى لو أنه عزّ وجل ما جعل ثواب المتقين جنة، وعذاب العاصين النار، لكان يستحق أن يُعبد ؛ لجلال وجهه، وعظيم صفاته، وإحسانه الذي لا يُحَد، وآلائه الغامرة" ({رابعةالعدوية ص6) وهذا يحتاج الذين يتعرضون لهذه الفكرة إلى دقة بالغة لدى التعبير عنها؛ فإن العلامة أبا العباس أحمد بن زروق يقول تعظيم ما عظم الله مُتعيِّن واحتقار ذلك ربما كان كفراً [ قواعد التصوف (مكتبة الكليات الأزهرية ط2 ) 136].
فقالت لمالك: أخبرني لم تعبد ربك؟
قال: شوقاً إلى الجنان
فقالت لثابت : وأنت يا غلام؟
فقال: خوفاً من النيران
فقالت: أنت يا مالك مثل أجير السوء لا يعمل إلا طمعاً ، وأنت يا ثابت مثل عبد السوء ، تعمل خوفاً من الضرب ، فقالا: وأنتِ يا رابعة ، فقالت: حباً لله تعالى ، وشوقاً إليه.
وحُكيَ أن ذا النون المصري رضي الله عنه كان يعظ الناس ذات يوم وهم يبكون، وفيهم شابٌّ يضحك ، فقال له: ما لك يا فتى؟ فقال ينشد ويقول:
كلُّهم يعبدون من خوف نارٍ = ويرون النجاة حظاً جزيلا


doPoem(0)


أو بأن يسكنوا الجنان فيُضحوافي رياضٍ عيونها سلسبيـلا
ليس في الخلد والجِنان هوائيأنا لا أبتغـي بحبّـي بديـلا




ذو الوجهين عند أهل الحقيقة Get102008i0laj5zjho6ep5

حمداً لله تعالى مشفوعاً بالتوحيد والتقديس0
حمداً لله الذي خَصّ نبيَّه محمّداً وأهلَ بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم بالاجتباءِ والاصطفاء، والتطهيرِ والتكريم، وأمرَ بالصلاةِ عليه وعليهم كما أمرَ بالصلاةِ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، وجعل معرفتَهم براءةً من النار، ومحبّتَهم جوازاً على الصراط، وولايتَهم أمْناً مِن العذابِ الأليم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمّدٍ النبيِّ الأُمّيِّ الذي هو على خُلُقٍ عظيم، وبالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.
وعلى ذريّتهِ وأهل بيته وعترته , الذين بذِكْرهم تُستدفَعُ نوازلُ البلاء والضرر، ويُستعاذُ من سوء القضاء وشرّالقَدَر، ويُستنزل بهم في المُحول نَوافعُ المطر، ويُستقضى بهم على غلَبات اليأس وجوامعِ الوَطَر, جَمالُ ذي الأرضِ كانوا في الحياةِ , وهُم بـعـد المـمـاتِ جـمالُ الكُتْـبِ والـسِّيَـرِ


[ ذو الوجهين]
عند أهل الحقيقة
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذو الوجهين في الدنيا ذو لسانين في النار"
عن الشيخ الولي التقي الثقة المُقْري القاضي أبو الفضل علي الواسطي القرشي بمدرسته في واسط ، قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ، قال: أنبأنا علي أبو طاهر الحسن بن الوزير أبي القاسم علي بن صدقة بن علي ، قال: أنبأنا أبو المطهَّر سعد بن عبدالله الأصبهاني ، قال: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الحافظ ، قال: أنبأنا أبو محمد عبدالله بن جعفر بن فارس ، قال: أنبأنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، قال: أنبأنا أبو داود الحضري ، قال: أنبأنا ابن الربيع عن نعيم بن حنظلة ، عن عمار بن ياسر رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذو الوجهين في الدنيا ذو لسانين في النار"
أخرجه أبو داود: الأدب ، باب في ذي الوجهين 4873 والهيثمي في موارد الظمآن (مؤسسة الرسالة) 2/879 (الأدب، باب ذي الوجهين) برقم 1979 وحسّنه ابن حبان (صحيحه 5756) والترغيب والترهيب (طبعة ابن كثير وشركائه ط1) 3/568 رقم 4350. ورواه بسندين آخرين ضعيفين وبلفظين مقاربين في 4349 و 4351، وروى نحوه السيوطي في الجامع الصغير (دار الفكر) 1/667 برقم 4345، وحسّنه، والهيثمي في مجمع الزوائد (الفكر) 8/179 ( الأدب: باب الوجهين واللسانين الباب 126 (13151 – 13154 ) وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/160 وابن أبي الدنيا في الصمت 282 والطبراني في الكبير 1697 و 9168 والأوسط 6278.
ولهذا صرف العارفون وجوههم إلى الله تعالى فلن ترى للعارف وجهين أصلاً ومن هذا السر أُمروا بعدم الجمع بين أستاذين ، وقالوا: إذا وُجد الأكمل الأفضل في طريق الله تعالى ، الأصح اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى المريد أن يتمسك به ، بل على كل مَنْ كان يزعم المشيخة أن يلتحق به هو وأولاده في الطريق، وهذا ضربٌ من أعظم أضراب المعرفة بالله.
أي سادة ، اعلموا أن العارفين على أصناف مختلفة ، ومناهج متفاوتة ، ومراتبَ متلوّنة ، وأنواعٍ متفرقة ، ومنازلَ متنوعة ، فمنهم مَنْ عرف الله بالقَدْرِ فخافه ، ومنهم من عرفه بالفضل فأحسن الظن به ، ومنهم مَنْ عرفه بالمراقبة فاعتقد الصدق ، ومنهم من عرفه بالعظمة فاعتقد الخشية ، ومنهم مَنْ عرفه بالكفاية فاعتقد الافتقار إليه ، ومنهم من عرفه بالفرادنية فاعتقد الصَّفوة ، ومنهم مَنْ عرفه به فاعتقد الوصلة ، فوُجِدَ أن الخوف على قدر عرفان القدرة ، ووُجْدان حسن الظن على قدر عِرْفان العظمة ، ووجدان الافتقار على قدر عرفان الكفاية ، ووجدان الصَّفوة على قدر عرفان الفردانية ، ووجدان الوصلة على قدر عرفان الربِّ تعالى ، وكذلك أهل السموات في العبادة على مقامات ، فمقام بعضهم الحياءُ والحُرْمة ، ومقام بعضهم القُرْبةُ والمُؤَانسة ، ومقام بعضهم رؤيةُ المِنَّة ، ومقام بعضهم المراقبة ، ومقام بعضهم الهيبة ، كما قال الله تعالى:( وما مِنّا إلا له مقامٌ معلوم) الصفات: 164
فأهل المعرفة عامَّتُهم يعرفونه على سبيل الخبر في التوحيد عن الصادق الأمين ، سيدنا وسيد العالمين محمد صلى اللهُ عليه وسلم ، فصدَّقوه بقلوبهم وعملوا بأبدانهم ، إلا أنهم دنَّسوا أنفسهم بالذنوب والمعاصي ، فعاشوا في الدنيا على الجهل والتقصير ، فهم على خطرٍ عظيم ، إلا أن يرحمَهم أرحمُ الراحمين ، وأناسٌ فوقهم يعرفونه بالدلائل ، وهم أهل النظر والعَقْل والفِكْر ، أيقنوا بالتوحيد من قِبَلِ الدلائل والآثار وآيات الربوبية ، استدلوا بالشاهد على الغائب ، واستيقنوا صحّة الدلالة ، فهم على طريق حسن ، إلا أنّهم عاشوا محجوبين عن الله تعالى برؤية دلائلهم ، وخواصُّ أهل المعرفة من أولي اليقين ، عرفوه به سبحانه ، فوقفوا متمكِّنين مع معرفتهم ، لا تَخْطَفُهم الأدلّة ، ولا تصرفهم العِلّة ، دليلهم رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ، وإمامُهم القرآن ، ونورهم يسعى بين أيديهم ، فمن عرفه تعالى بالخبر ، كمَثَلِ إخوة يوسف ، إذ عرفوا لونه وغفلوا عنه حتى افتضحوا بين يديه ، حيث: (قالوا إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل) سورة يوسف: 77
ومن عرفه بالدلائل كمَثَلِ يعقوب ، إذ عرف أن يوسف يُعَدُّ في الأحياء فازداد حُزناً وبكاء ، واحتمل ما احتمل من أنواع البلاء ، حتى ابيضَّت عيناه من الحزن عِلْماً منه بحياته ، وشوقاً إلى لقائه ، حتى قال: (اذهبوا فتحسَّسُوا من يوسف)، وقال: (إنّي لأجد ريحَ يوسف) ، حتى قال مَنْ غفل عنه : (قالوا تاللهِ إنَّكَ لفي ضلالِكَ القديم) سورة يوسف: 95 , وقالوا: (تفتؤُا تذكُرُ يوسُفَ) الآية سورة يوسف: 85
ومَثَلُ مَنْ عرفه به ، كبنيامين , هو شقيق يوسف بن يعقوب عليهما السلام ، وأمهما راحيل بنت لابان (بنت خال يعقوب) وسائر إخوة يوسف عليه السلام إنما هم إخوته لأبيه فقط ، هكذا ذكر الحافظ ابن كثير في قصص الأنبياء (الفكر) 267
حين أخذه يوسف لنفسه ، فقال: يا أخي أمشاهدتي تريد أم الرجوع إلى أبيك؟ قال: بل مشاهدتك أريد ، قال: فإن أردتني فاصبر على مِحْنتي ، قال: نعم أحتمل لأجلك كل بلوى ، أليس أني أبقى معك ولا أفارقك ، ثم أخرج الصاعَ من وعائه ، ونسبه إلى السَّرِقة، حتى عابه أهلُ مصر على ذلك ولاموه ، وشتمه إخوته ، وهو في ذلك كلِّه مسرورٌ ضاحكٌ في سِرِّه ، ولم يَخَفْ من لومة اللائمين ، فهذا مَثَلُ مَنْ عرفه من أهل اليقين .
قال شيخ الطائفة الإمام الحسن البصري رضي الله عنه: الحسن بن يسار البصري ، أبو سعيد 21-110 هـ، من أفضل التابعين وأعلمهم، كان يقول: " شر الناس للميت أهله يبكون عليه ولا يهون عليهم قضاء دَيْنَهُ " (طبقات الشعراني 1/38). وكان الإمام الغزالي يقول: " كان الحسن البصري أشبه الناس كلاماً بكلام الأنبياء"
أهل المعرفة في الدنيا على ثلاث منازل ، رجل لقي العبادة فعانقها وخلط بها لحمَه ودمَه ، وفزع إليها قلبُه ، وعًلِمَ أن الله تعالى رازقُه وكافيه ، فوثِقَ بوعده فلم يشغل نفسه بشيء من أمور الدنيا ، جعل السماء سقفه ، والأرضَ بساطه ، ولا يبالي على يُسرٍ أصبح أم على عُسر ، أمسى يعبد الله تعالى حتى يأتيَه اليقين ، فهذا الضرب في الدنيا أعز من الكبريت الأحمر . ورجل آخر لم يصبر كما صبر الأول ، فطلب كِسْرَةً من حِلِّها أي طلب قليلاً من حلالها ، يقيم بها صُلْبَهُ ، وخِرْقة يواري بها عورته ، وبيتاً يسكنه ، وزوجة يستعفُّ بها ، وهو مع ذلك شديد الخوف عظيم الرجاء ، فهو على طريق حسن وأما الثالث فإنه لا يصدق الله بقوله ، فيبني القصرَ المشيد ، ويركب المركب الفَرِهَ ( من الفراهة وهي الجمال والحسن. والفره ، هو البطر) ويستخدم الخدم ، فليس له في الآخرة من خَلاق ( نصيب) إلا من يرحمه أرحم الراحمين.
رأيت في بعض الأخبار: أن عيسى بن مريم عليه السلام مرَّ بنفر من الناس ، قد نحلت أبدانهم ، وتغيرت ألوانهم ، فقال: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: الخوف من النار ، فقال: حق على الله أن يُؤَمِّنَ الخائف ( ومن أسماء الله تعالى: المؤمن، لأنه سبحانه " منبع كل أمن وتصديق، فكل مَنْ يدخل في حصنه فهو آمن.. فهو المؤمّن من كل خوف "الدكتور ضياء الدين الجماس: التفكُّر في الأسماء (دار الهجرة ط1) ص 110 وما بعدها".)
ثم بلغ إلى نفر آخر ، فإذا أبدانهم أشد نحولاً ، وألوانهم أشد تغيراً ، فقال: ما الذي بلغ بكم ؟ قالوا: الشوق إلى الجِنان ، فقال: حق على الله أن يعطيكم ما ترجون ، ثم مر حتى بلغ نفراً ثالثاً فإذا أبدانهم أشد نحولاً وألوانهم أشد تغيراً ، فقال: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: الحب لله والشوق إليه ، فقال لهم عيسى عليه السلام : أنتم المقرَّبون ، ثلاث مرات ، فأهل المعرفة ثلاث أصناف ، صنف يمشون على قدم الافتقار والاضطرار ، وصنف يمشون على قدم الاعتبار والانكسار ، وصنف يمشون على قدم الافتخار والاستبشار ، قال الله تعالى: (فمنهم ظالمٌ لنفسه) سورة فاطر 32.
والناسُ في مشهد المعرفة على مرتبتين ، إما في يقظة المعرفة فهم في تربية الولاية فينظرون الكرامة ، وإما في نوم الفضلة فهم في تربية العداوة ، فهم ينظرون الأمانة ، إلا أن يرحمهم أرحم الراحمين . فسبحان مَنْ خَصَّ مِنْ عبيده مَنْ شاء وأعطاهم ثم دعاهم إلى نفسه بفضله حيث قال: (وأنيبوا إلى ربكم) سورة الزمر :54 ، فأجابوه وأنابوا إليه ، فهم على أصنافٍ شتى ، فالتائبون يمشون برِجْل الندامة على قدم الحياء ، والزاهدون يمشون برجل التوكل على قدم الرضا ، والخائفون يمشون برجل الهيبة على قدم الوفاء ، والمحبون يمشون برجل الشوق على قدم الصفاء ، والعارفون يمشون برجل المشاهدة على قدم الفناء ، فالمعرفة طعامٌ أطعمه الله مَنْ شاء من عباده ، فمنهم مَنْ يذوقه ذوقاً ، ومنهم مَن يأكل منه بلاغاً ، ومنهم مَن يأكل منه كَفافاً ، ومنهم مَن يأكل شِبَعاً ، والناس في المعرفة على منازل ، فمنهم من يكون منزله كشِعْب ، ومنهم مَن يكون كقرية ، ومنهم من يكون كمِصْر ، ومنهم من يكون منزله منها كالدنيا والآخرة . رُوي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أخرجوا مِن النار مَن قال لا إله إلا الله وفي قلبه حبة خردل من الإيمان" عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن بُرّة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذَرّة من خير". قال أبو عبد الله (البخاري): قال أبان: حدثنا قتادة: حدثنا أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (من إيمان) مكان: (من خير) [ البخاري: الإيمان، باب زيادة الإيمان ونقصانه، رقم 44، ومسلم: الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها 193] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج مِن النار مَن كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان" أخرجه الترمذي (في صفة جهنم ، الباب العاشر، رقم 2601 وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح) وفي رواية ذكرها رزين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان "[جامع الأصول لابن الأثير (المبارك بن محمد 544-606 هـ) (ط 2 دار الفكر) 9/357 رقم الحديث 700]
وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وما ذلك إلا حقيقة المعرفة ، فيقول لهم الرب تعالى: أنتم عبيدي حقاً ، فقد طال شوقكم إليّ ، وشوقي إليكم ، السلام عليكم عبيدي ، فها أنا حبيبكم ، فبعزتي ما خلقتُ الجنة إلا من أجلكم ، فلكم اليوم ما شئتم ( مسلم: الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان 8 والترمذي: الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان 2613 وأبو داود في السنة، باب في القدر 4695 والنسائي: الإيمان، باب نعت الإسلام 8/97)
وحُكي أن مالك بن دينار- وهو من رواة الحديث، بصري ورع، مات سنة 131 هـ.
وثابتاً البناني (كان يقول: إن أهل الذكر يجلسون للذكر وعليهم من الذنوب أمثال الجبال، فيقومون وليس عليهم ذنب واحد (الطقات الكبرى للشعراني 1/47) رحمهما الله
دخلا على رابعة البصرية - وهي أم الخير رابعة بنت إسماعيل العدوية البصرية ، ماتت بحدود 180 هـ، واقرأ إن شئت تاريخ شعراء العربية لمحمد حسني مصطفى، العصر العباسي الأول، العدد التاسع (رابعة العدوية)،، وفيه: لقد أحبّت (رابعة) رب العالمين جل جلاله ، وتجردت لعبادته ، وأيقنت أنه أهلٌ أن يُعبد، طمعاً برضاه وجنته، واتقاءً لعذابه، حتى لو أنه عزّ وجل ما جعل ثواب المتقين جنة، وعذاب العاصين النار، لكان يستحق أن يُعبد ؛ لجلال وجهه، وعظيم صفاته، وإحسانه الذي لا يُحَد، وآلائه الغامرة" ({رابعةالعدوية ص6) وهذا يحتاج الذين يتعرضون لهذه الفكرة إلى دقة بالغة لدى التعبير عنها؛ فإن العلامة أبا العباس أحمد بن زروق يقول تعظيم ما عظم الله مُتعيِّن واحتقار ذلك ربما كان كفراً [ قواعد التصوف (مكتبة الكليات الأزهرية ط2 ) 136].
فقالت لمالك: أخبرني لم تعبد ربك؟
قال: شوقاً إلى الجنان
فقالت لثابت : وأنت يا غلام؟
فقال: خوفاً من النيران
فقالت: أنت يا مالك مثل أجير السوء لا يعمل إلا طمعاً ، وأنت يا ثابت مثل عبد السوء ، تعمل خوفاً من الضرب ، فقالا: وأنتِ يا رابعة ، فقالت: حباً لله تعالى ، وشوقاً إليه.
وحُكيَ أن ذا النون المصري رضي الله عنه كان يعظ الناس ذات يوم وهم يبكون، وفيهم شابٌّ يضحك ، فقال له: ما لك يا فتى؟ فقال ينشد ويقول:
كلُّهم يعبدون من خوف نارٍ = ويرون النجاة حظاً جزيلا


doPoem(0)


أو بأن يسكنوا الجنان فيُضحوافي رياضٍ عيونها سلسبيـلا
ليس في الخلد والجِنان هوائيأنا لا أبتغـي بحبّـي بديـلا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلمة
مشرفة المنتديات العامة والثقافية
مشرفة المنتديات العامة والثقافية




ذو الوجهين عند أهل الحقيقة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذو الوجهين عند أهل الحقيقة   ذو الوجهين عند أهل الحقيقة I_icon_minitimeالإثنين فبراير 15, 2010 3:34 pm

ذو الوجهين عند أهل الحقيقة 35
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمدقطب
صديق المنتدى ومدير عام منتدى السلطان الفرغل
صديق المنتدى ومدير عام منتدى السلطان الفرغل
محمدقطب



ذو الوجهين عند أهل الحقيقة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذو الوجهين عند أهل الحقيقة   ذو الوجهين عند أهل الحقيقة I_icon_minitimeالأربعاء مايو 05, 2010 6:43 pm

ذو الوجهين عند أهل الحقيقة Turban


ذو الوجهين عند أهل الحقيقة 9

ذو الوجهين عند أهل الحقيقة Normal_refcap
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء
عضوفعال
عضوفعال




ذو الوجهين عند أهل الحقيقة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذو الوجهين عند أهل الحقيقة   ذو الوجهين عند أهل الحقيقة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 16, 2011 7:21 pm

سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ

يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث
أصلح لي شاني كله


بارك الله فيك
وجزاك خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذو الوجهين عند أهل الحقيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أهل الحقيقة مع الله
» كتاب أهل الحقيقة مع الله
» استجابة الدعوة عند أهل الحقيقة
» الصحفي الباحث عن الحقيقة
»  شمس الحقيقة للكروان الصداح ياسين التهامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: الحديث الشريف :: الأحاديث النبوية-
انتقل الى: