قصة امرأة أبي لهب
الحمدُ للهِ الذي أنزلَ آياتٍ بيناتٍ، وفصلها سورًا وآياتٍ، وصلى اللهُ وسلمَ على نبيِّ الْمَكْرُمَاتِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم حتى المماتِ. أمّا بعدُ:
أيّها النَّاسُ!اتقوا ربَّكم واشكروه، واعملوا بالقرآنِ وتدبروه، فهو سد منيع في وجه فتنِ الشبهاتِ والشهواتِ، سنبدأ الحديث عن قصص النساء في القرآن في عصر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، نساء لهن صولات وجولات مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم ذكرهن القرآن تصريحاً وتلميحاً نقف اليوم مع امرأة جهنمية، امرأة من علية القوم وذات نسب وحسب، أخت زعيم من زعماء قريش، وزوجة سيد من ساداتها، صاحبة همة علية وعمل دؤوب لا ينقطع؛ لكنها وللأسف همة في المكر والدهاء، وعمل في الشر والعداء، سليطة اللسان، بذيئة الأخلاق الكل يتحاشاها ويهرب منها، فهي مثال للمرأة السوء، وصورة للجانب المظلم للمرأة، حيث الشر والمكر، امرأة حاقدة لا تكل ولا تمل في سبيل الصد عن الإسلام، تفكر وتخطط وتكيد وتعمل لإيذاء الحبيب صلى الله عليه وسلم بكل صور الإيذاء، إنها حمالة الحطب، امرأة أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، أم جميل، أروى بنتُ حرب بن أمية، أخت أبي سفيان زعيم قريش، ولتتكامل الدروس الاجتماعية التربوية من قصة هذه المرأة..
أذكر لكم أنها ليست فقط زوجة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هي جارة له فبيتها ملاصق لبيت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، والجار له حقوق شرعية واجتماعية تظافرت بها الأدلة من القرآن والسنة، بل الأمر أبعد من هذا فولداها عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب، هما زوجان لبنتي الرسول صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما أجمعين، وذلك قبل البعثة النبوية، إذا فهناك قرابة وجوار ومصاهرة ورحم
صورة اجتماعية واقعية لأسرة تقودها امرأة تمكن الحقد والحسد منها،فأعمى بصرها وبصيرتها، وأفقدها عقلها وصوابها، فكانت خلف زوجها تؤزه وتحرضه وتغريه، وتمده بأنواع الحيل والافتراء والدس على محمد، وتؤجج نار الفتنة، وتثير حربًا شعواء على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك وصفها القرآن بحمالة الحطب.
وهذا نوع من النساء المسترجلات لا بأشكالهن بل بأفعالهن لا يعجبهن الرجل إلا إذا كان قوي الجسم ضعيف العقل، لتتلاعب بعقله، وتتحكم بفعله، وهكذا إذا ضعف القوَّامُ، فسدَ الأقوام، وكم خَرِبت بيوت عامرة تحكمت فيها نساء وأشباه نساء يتكلفون ما لا يطيقون، وينافسون على ما لا يقدرون، فلا يغلبنكم معاشر الرجال هذا النوع من النساء على رجولتكم فإن القوامة لكم، فطبيعة المرأة خلقها الله بفطرتها ضعيفة عاطفية سريعة التأثر، تحتاج لقوة الرجل وعقله، وحسن تدبيره مع حسن أخلاقه ورفق تعامله ورحمته، فالقوامة:ليست تسلط وصخب ورفع صوت وأمر ونهي، وإنما هي شدة في لين، وقوة في الدين، وهكذا كَانَ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا سَهْلًا إِذَا هَوِيَتِ زوجته الشَّيْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ ما لم يُغضب الله، فما أجمل الاعتصام بمنهج الحبيب صلى الله عليه وسلم.
أما أم جميل حمالة الحطب فقد استطاعت بتسلطها ومكرها وحقدها أن تجعل زوجها يحارب ويعادي ابن أخيه، فقادت حملة شيطانية ضد أطهر خلق الله، حملة إيذاء وسخرية واستهزاء،كان شعار حملتها: (مذمما- تعني: محمداً- أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا)، كانت ترفع صوتها بهذا الشعار بطرقات مكة، وتمشى بين الناس بالنميمة ضد النبي صلى الله عليه وسلم ،تُحرض الناس عليه، بل كانت تترقب طريقه ثم تسبه وتعيره بالفقر، ثم أخذت تضع الشوك والأذى أمام بيته وفي طريقه، بل تحكمت بحياة أولادها، وتلاعبت بعقولهم كما فعلت بأبيهم، فقد ذكر الزمخشري في تفسيره: بأنها قالت لولديها:رأسي برأسيكما حرام إن لم تطلقا بنتي محمد، فلم يكن لهما إلا الرضوخ لها، فقاما بتطليق أم كلثوم ورقية، هكذا هي المرأة السوء تفريق للأسرة وإيغار للصدور، وخصومة وطلاق، وحسد وحقد ومكر كبار، ثم إن هذه الحادثة تؤكد أن أحد أهم أسباب الطلاق في المجتمعات تدخل الأمهات في حياة الأولاد مع أزواجهم، فكم سمعنا وقرأنا وحُدثنا عن أمهات غيورات متسلطات آذين أولادهن وأزواجهم، وتسببن في خراب بيوتهم شعرن أو لم يشعرن، وربما ظن البعض من الأبناء أن هذا من البر بالآباء فرضخوا واستجابوا وأفسدوا حياتهم وهذا ليس من البر قطعاً، بل الأم آثمة ظالمة في مثل هذه الحالة، وربما سُلط عليها أو على ابنها فقد قيل أن عتبة بن أبي لهب، لما سمع كلام أمه حمالة الحطب، ذهب لمحمد وقال: يا محمد أنا كافر بالنجم إذا هوى، وبالذي دنا فتدلى، ثم بصق تجاه الرسول ورد عليه ابنته وطلقها، فقال الرسول من شدة حزنه: اللهم سلط عليه كلباً من كلابك، وكان أبو طالب عمه حاضراً فقال:ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة. ثم عاد عتبة إلى أبي لهب وأخبره ثم خرج إلى الشام فنزلوا منزلاً، فأشرف عليهم راهب من الدير وقال: إن هذه أرض مسبعة، فقال أبو لهب لأصحابه: أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني عتبة من دعوة محمد. فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتبة، فجاء السبع يتشمم وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله.إن دعوة المظلوم مستجابة، فما بالك لو كان المظلوم سيد البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، فما أعظم دروس وعبر حمالة الحطب، ولذا أنزل الله فيها سورة تتلى إلى يوم القيامة لتكون عظة وعبرة لهذا الصنف من النساء تلك اللاتي يعملن للشر، ويُخططن لأذية الناس، ويقفن في وجه دعوة الخير ونشره، فحمالة الحطب امرأة أبي لهب أنموذج يتكرر في كل زمان ومكان، في الصد عن الخير ونشر الإسلام، وإذاعة الشر والرذيلة، ربما تمثل هذا الأنموذج في زماننا بفكر أنثوي فاسد وقلم نسوي صارخ بالرذيلة، أو بالغمز واللمز لأهل العلم والفضل من الصالحين والعاملين،وربما بإدارة لأوكار الدعارة والرذيلة،أو التعري والمجون عبر الفضائيات والمجلات،أو السحر والشعوذة والكهانة، أو النمامات القوالات الساعيات في خراب البيوت وتفريق الأزواج..، أو غير ذلك من صور الإيذاء للمجتمع والتربص بالناس، إنه نادي حمالة الحطب للمكر والإيذاء يعج بكثير من المشاركات والعضوات اللاتي يُتقن فن إذاعة الشر والأذية للناس، نعوذ بالله من شرهن ومكرهن، لقد كانت أم جميل عونًا لزوجها على كفره وجحوده وعناده؛ فتكون يوم القيامة عَونًا عليه في عذابه في نار جهنم،ولهذا قال تعالى:{حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} يعني تحمل الحطب فتلقيه على زوجها، ليزداد على ما هو فيه، فهي مُهَيَّأة لذلك،{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}أي:في عنقها،والعرب تسمي العنق جيدا
لقد كان لها قلادة فاخرة فقالت:لأنفقنها في عداوة محمد، فأعقبها الله بها حبلا في جيدها من مسد النار،والمَسَدُ:حبل من ليف أو خوص، وقد يكون من جلود الإبل أو أوبارها، ومسدت الحبل: إذا أجْدتُ فَتله.
قال مجاهد: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}أي:طوق من حديد، ألا ترى أن العرب يسمون البَكْرة مَسَدًا؟.
{حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}كانت تمشي بالنميمة، وتضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكانت تأتي بأغصان الشوك، فتطرحها بالليل في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة، ومجاهد، والسدي: كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقي العداوة بين الناس، وتوقد نارها كما توقد النار بالحطب. يقال: فلان يحطب على فلان، إذا كان يُغْرِي به. وذكر القرطبي في سياق تفسير هذه السورة قول أكثم بن صيفي لبنيه: إياكم والنميمة! فإنها نار محرقة، وإن النمام ليعمل في ساعة مالا يعمل الساحر في شهر
كم من حمالة حطب اليوم تحطب الكلام، وتمشي بالنميمة والإفساد بين النساء، فعالم المرأة اليوم يعج بالقيل والقال، وأكثره على وجه الإفساد والكيد،
فبعض النفوس نار الحقد والحسد فيها لا تخبو، و(لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ).
وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ).
ولا خلاف في أن النميمة من الكبائر، وأنها تهدم العمل الصالح، وأنها سوسة تنخر في المجتمع.
روى الحاكم في المستدرك، وابن أبي حاتم عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ:"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ"، أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبٍ، وَلَهَا وَلْوَلَةٌ وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ، وَهِيَ تَقُولُ: مُذَمَّمًا أَبَيْنَا وَدِينَهُ قَلَيْنَا وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجَدِ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَقْبَلَتْ وَأَنَا أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَرَاكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ِصلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي"، وَقَرَأَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا}فَأَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَمْ تَرَ رَسوُلَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي، قَالَ: لا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ، فَوَلَّتْ وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي ابْنَةُ سَيِّدِهَا".
قال الحاكم:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وعن جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ رضي الله عنه قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ -وهي امرأة أبي لهب- فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:{وَالضُّحَى*وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}. رواه البخاري ومسلم
هكذا كانت لا تهدأ ولا يقر لها قرار في تنويع الأذى للنبي فكفاه الله شرها وأذاها بمعجزة عظيمة من معجزاته لأنبيائه ورسله، ولم لا ؟ وقد وعد الله نبيه بذلك في قوله:{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} فكفاه الله هذا الأذى وتوعد أبا لهب وامرأته وعيدًا شديدًا لأنه سبحانه وتعالى تكفل بإهلاك من آذى نبيا من أنبيائه أو وليا من أوليائه، وذلك في قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}، أما في الآخرة فهاهي سورة المسد شاهدة ناطقة بسوء المصير
وأما الخاتمة في الدنيا فقد رمى الله أبا لهب بالعدسة[وهي: بثرة تخرج في البدن كالطاعون، وقلما يسلم صاحبها] فقتلته!! فتركه ابناه بعد موته ثلاثا ما دفناه حتى انتن،وكانت قريش تتقي هذه العدسة، كما تتقي الطاعون حتى قال لهم رجل من قريش: ويحكما! ألا تستحيان إن أباكما قد انتن في بيته ألا تدفنانه؟ فقالا: إنما نخشى عدوى هذه القرحة!! فقال: انطلقا، فأنا أعينكما عليه، فوالله ما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد ما يدنون منه، ثم احتملوه إلى أعلى مكة، فأسندوه إلى جدار، ثم رجموا عليه بالحجارة. هذه هي النهاية المأساوية للشر، أما امرأة أبي لهب، أم جميل فالجزاء من جنس العمل، فقد كانت تأتي كل يوم بإ بالة حزمة كبيرة من الحسك نبات له ثمرة ذات شوك تعلق بأصواف الغنم، وهو السعدان، فتطرحها في طريق النبي، فبينما هي حاملة ذات يوم حُزمة، إذ أَعْيَت، فقعدت على حجر لتستريح، فجُذبت من خلفها، وقد كانت تحتطب في حبل تجعله في جيدها من ليف، فخنقها الله جل وعز به فهلكت،وهو في الآخرة حبل من نار. سبحان ربي ماتت بحبل من ليف في الدنيا على حزمة الشوك الذي تؤذي به الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وهو حبل ممتد لها في الآخرة لكنه ممسود بالنار، وهكذا يسدل الستار على بيت قرابة وعمومة ومصاهرة لكنه بيت سوء كان أفراده قد أعلنوا العداوة لهذا الدين وأهله حقداً وحسداً، أعلنوا الاستهزاء بالنبي ودينه، لكن الله كان لهم بالمرصاد. وعوض الله نبيه ببيت أبي بكر الصديق بيت صلاح وطهر، فكان هو وزوجه وأولاده وبناته رضي الله عنهم أجمعين خير ناصر ومعين، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، وتدبرُوا القرآنَ، وخذُوا منه العظةَ والعبرةَ، واعملوا بما فيهِ، فهوَ دستورُ حياةٍ ومنهجُ عملٍ. اللهمَّ فَقِّهْنَا بالدينِ وارزقْنَا تدبرَ القرآنِ والعملَ بِهِ يَاربَّ العَالمينَ، اللهمَّ انصرْ إخوَانَنَا المستضعفينَ في كلِّ مكانٍ ياربَّ العالمينَ، اللهم فرِّجْ همَّ إخوانِنَا في غَزَّةَ وفلسطينَ برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمينَ ،وألِّفْ بينَ قلوبِ قادَتِهم على التوحيدِ والقرآنِ، وأصلح ولاةَ أمرِنَا، ووفِّقْهُم لِمَا تُحِبُّهُ وتَرضَاهُ،وارزقْهُمُ البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، اللهمَّ اشفِ مرضَانَا وجميعَ مرضى المسلمينَ،وارفعْ عنهُمُ البلاءَ برحمتِكَ يَا أرحَمَ الراحمينَ، اللهمَّ ندعوكَ برحمتِكَ التي وسعتْ كلَّ شيءٍ،ونتوسلُ إليكَ بكَرَمِكَ الذي عمَّ كلَّ شيءٍ، اللهمَّ اسقِنَا منْ بركَاتِكَ،اللهمَّ اسقِنَا وأَغِثْنَا برحمَتِكَ، اللهمَّ انشُر رحمَتَكَ بينَ العبادِ،وأسقِ الحاضرَ والبادِ،اللهمَّ سُقيَا بركةٍ ورحمةٍ يا أرحمَ الراحمينَ،اللهمَّ صلِّ وسَلِّم على النبيِّ الأمينِ،وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ،ومنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ،والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.