الاحتفال باليوم العالمي للحد من انتشار مرض السل
يحتفل العالم غدا باليوم العالمي للحد من انتشار مرض السل الدرن.. ذلك المرض الذي اكتشف منذ أكثر من118 عاما إلا أنه مازال ضمن قائمة الوبائيات الأكثر انتشارا بالعالم.حيث يصل عدد المصابين به حول العالم الي2 مليار مريض, مايعادل ثلث سكان العالم.
وكما يشير الخبراء, فان السل يتسبب في وفاة4500 حالة يوميا معظمهم من الدول النامية. كما يعد من الأمراض التي تنتشر عبر الهواء ومن الممكن لمريض أن يعدي15 شخصا علي أقل تقدير. وطبقا للتقارير الدولية فإنه علي الرغم من سهولة الكشف عن المرض وعلاجه إلا أن40% من المصابين بالسل لايتم اكتشافهم أو علاجهم بصورة مثلي, الأمر الذي تسبب في ارتفاع عدد المصابين الي9 ملايين حالة جديدة سنويا معظمهم في مرحلة الشباب, إضافة لذلك يعد مرضي الايدز أكثر الفئات عرضة للاصابة والوفاة بالسل نظرا لضعف مناعتهم.
ويقول ماركوس اسبينال السكرتير التنفيذي للحملة الدولية إيقاف السل إنه بالرغم من التقدم الذي حققناه عالميا لمواجهة المرض, إلا أن الأرقام والإحصاءات تشير إلي أن ماتم غير كاف, لذلك فإن شعار هذا العام هو في حركتنا لمكافحة السل لنبتكر مايسرع وتيرة العمل. وقد شهد عاما2003 و2004 ارتفاعا مفاجئا لنسب الإصابات بحيث تضاعف عدد المصابين بأفريقيا وقارة آسيا. كما شهدت السنوات الأخيرة تحورا للميكروب المسبب للسل إلي مستويين أكثر مقاومة للعلاجات الدوائية, أعلاهم يتسبب في وفاة المريض خلال أيام أو أسابيع, وفي عام2008 ارتفعت نسب الحالات المصابة بدرجة مقاومة عالية للدواء من المستوي الثاني والثالث كما تضاعفت نسب الاصابة بالمرض بالعديد من الدول مثل روسيا وجنوب أفريقيا, كما رصدت منظمة الصحة العالمية45 دولة ضمن أكثر دول العالم التي ينتشر بها المرض.
وفيما يتعلق بمصر فرغم انخفاض نسب الإصابة بالسل, إلا أن هناك عوامل تساعد علي سرعة انتقال العدوي أشهرها تدخين الشيشة في المقاهي العامة, حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلي أن الشيشة تتسبب في17% من الإصابات بمرض السل في مصر, ويرجع العلماء السبب في ذلك, لتراكم الميكروب المسبب للمرض علي جميع أجزاء الشيشة, بما في ذلك الماء والذي قد ينقل العدوي لعدة أشخاص إذا تناوب مريض التدخين معهم.
جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أطلقت استراتيجية للقضاء علي السل بمصر عام2006, وتركزت علي المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر وتتكون من خمسة عناصر رئيسية هي: زيادة الالتزام السياسي وتعزيز وسائل التمويل وضمان استدامتها, والكشف عن الحالات باللجوء إلي تقنيات البكتريولوجيا, وتوحيد مقررات العلاج والإشراف علي المرضي ودعمهم, ووضع نظام للإمداد بالأدوية, وتطبيق نظام للرصد والتقييم وتقدير الآثار.
أما عن مشكلة الدرن أو السل في مصر فانه يمكن, وفقا للدكتور أحمد حامد عطية رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر, السيطرة عليه, خاصةوأن تشخيصه سهل وغير مكلف وعلاجه مضمون ونسبة الشفاء تصل الي90%. وتقع مصر ضمن الدول متوسطة الإصابة بالمرض, وفقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية, بمعدل0.23% بنسبة10 آلاف إصابة سنويا بين كل مائة ألف شخص, يضافون إلي نسبة مماثلة متراكمة من سنوات سابقة, وفي مصر حاليا يتم تشخيص70% من حالات الإصابة, وهو مايقترب من معدلات الصحة العالمية التي تقدرها بـ80%, ويأتي ذلك نتيجة لنجاح استراتيجية مكافحة مرض الدرن التي طبقها البرنامج القومي لمكافحة الدرن الذي بدأ عام1989, حيث تمكنا من وضع هذا المرض تحت السيطرة في مصر, ومن المتوقع خلال السنوات القادمة انتقال مصر إلي قائمة الدول ذات الانتشار المنخفض لمرض الدرن.
------------------
الأهرام
الجمعة 10من ربيع الآخـر 1431 هـ 26 مارس 2010 السنة 135 العدد 45035 __________________