منتديات إسلامنا نور الهدى
حوار الرسول مع مشركي مكة 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
حوار الرسول مع مشركي مكة 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 حوار الرسول مع مشركي مكة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سرحان
عضوفعال
عضوفعال




حوار الرسول مع مشركي مكة Empty
مُساهمةموضوع: حوار الرسول مع مشركي مكة   حوار الرسول مع مشركي مكة I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 23, 2021 3:42 pm

[b]لقد كانت الوسيلة الأولى التي اعتمدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقاومته لوسائل الكافرين المتعددة في حربه، هي وسيلة "الحوار"؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن حجَّة الله بالغة، وأن المكذِّبين لا يمتلكون دليلاً قويًّا على أباطيلهم؛ ومن ثَمَّ فميدان المناظرة والمحاورة هو ميدان عظيم للمؤمنين، وخسارة المشركين فيه مؤكدة، خاصةً إذا كان الحوار هادئًا غير متعصب، رقيقًا غير متشدد، يخاطب العقول حينًا، ويخاطب القلوب حينًا آخر؛ ولهذا كان الحوار هو المنهج الأساسي في الدعوة إلى الإسلام، على الرغم من التعنت الكافر، والسخرية المستمرة.[/b]
ويمكن أن نرى صورة من صور ذلك الحوار الذي كان يدور بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين مشركي مكة بما جاء في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81]؛ حيث يحاور الرسولُ صلى الله عليه وسلم المشركين، مُبلِّغًا عن رب العالمين، أنه لو فُرِض أن لله عز وجل ولدًا على الحقيقة كما تزعمون، لعَبَدْتُهُ سبحانه على ذلك؛ لأني عبدٌ من عبيده، مطيع لجميع ما يأمرني به، ليس عندي استكبار ولا إباء عن عبادته؛ ولكن هذا ممتنع في حقِّه تعالى [1]؛ ومن ثَمَّ فلا يصحُّ أن أُثبت له ما ينفيه عن نفسه عز وجل، ولا يستقيم أن أعبد ما تعبدون من الملائكة التي ادَّعيتم أنهم بنات الله، ليس لبُغضي وعداوتي لكم أو للملائكة؛ بل إنما هو لجزمي باستحالة ما نسبتموه إلى الملائكة، وبنيتم عليه عبادتكم من كونهم بنات الله عز وجل [2]!
فمن خلال ذلك النص القرآني وتفسيره، يتضح لنا الشكل العام للحوار الذي انتهجه الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين في محاجاتهم ومقارعتهم، والذي يُعَدُّ حوارًا عقليًّا تفاعليًّا، وليس جدليًّا جامدًا؛ ينطلق فيه الرسول صلى الله عليه وسلم من مسلَّماتهم، ثم يبني عليها الفروض، ليصل إلى النتيجة المنطقية العقلية، بالحجة والبرهان القوي؛ وذلك دون إسفافٍ لهؤلاء المخالفين، ودون محاولة لفرض الرأي عليهم بالقوة.
ووصف القرآن الكريم المنهج التحاوري الذي كان بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين مشركي مكة، وجسَّد حال الطرفين أثناء الحوار، وما كان من اتهام وأدلة وإقناع لدى الطرفين. وأوضح أن اتهامات مشركي مكة كانت تقليدية جامدة، حيث كانوا يردُّون بالتعجُّب، ثم يُطلقون أحكامهم بالتهم المتجنِّية!! فقال تعالى: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ} [ص: 4-7]!
وفي المقابل فقد أوضح القرآن الكريم أن الرسول صلى الله عليه وسلم حاورهم بكل هدوء، وطلب منهم إبداء الدليل على تعجُّبهم واتهامهم وما هم عليه من شرك؛ فقال الله تعالى يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم، ويدعوه لمحاورتهم: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأحقاف: 4].
سورة الأحقاف نموذج للحوار بين رسول الله والمشركين
وعلى هذا النحو كانت محاورات الرسول صلى الله عليه وسلم للمشركين في مكة، التي صوَّرها القرآن الكريم في أغلب سوره المكية، ويمكن أن نأخذ مثالاً جديدًا على ذلك بما جاء في سورة الأحقاف، لنقف على طريقة وطبيعة وأبعاد حوار رسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين، واتهامات وأدلة الطرفين.
[b][b]يقول الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلاَ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شيئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8) قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى[/b] إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} [الأحقاف: 7-12].[/b]
والآيات تشرح نفسها؛ فهي تُوَضِّح اتهام مشركي مكة للرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر، وأنه افترى ما يتلو من آيات الله، ثم تُبَيِّن ردَّ الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم في هذه المحاورة، وأنه لو كذب على الله كما قالوا وزعم أن الله أرسله ولم يرسلْه، لعاقبه الله عز وجل أشد العقوبة، حتى لم يَقْدرْ أحد من أهل الأرض، لا أنتم ولا غيركم، أن يُجيره منه!
ثم تتابع الآيات رد الرسول صلى الله عليه وسلم العقلي الرحيم على المشركين، وقوله: إنه ليس بأول رسول طَرَق العالم؛ بل قد جاءت الرُّسل من قبله، وما هو بالأمر الذي لا نظير له حتى تستنكروه وتستبعدوا بعثته إليكم؛ فإن الله قد أرسل قبله جميع الأنبياء إلى الأمم [3].
ثم يطلب منهم الرسول صلى الله عليه وسلم الاستعانة بأصحاب الخبرة في هذا المجال، وبأهل التخصص في هذا العلم، فيُحيلهم إلى علماء بني إسرائيل، وكانوا متوافرين بيثرب [4] وشمالها، فيطلب من المشركين أن يذهبوا إليهم، ويسمعوا منهم، ثم يعودوا إليه بما عرفوه، فيكملوا حوارهم بناءً على ما حصلوا عليه من معلومات جديدة؛ ويوضح القرآن الكريم أنه في مواجهة هذا المنطق وهذه الدلائل لم يكن أمام المشركين إلا الهروب من المناقشة والحوار؛ حيث قالوا بعد سماع الحجج المفحمة: {لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ}! فهم يُعرِضون عن مناقشة الحجج، ويقولون في منتهى السطحية: ليس من المعقول أن يُدرك هؤلاء البسطاء والعبيد الحقَّ، ويسرعوا إليه سابقين؛ بينما نحن الأشراف القادة نتبعهم بعد ذلك! إنها السذاجة الطفولية في مواجهة حجة الله البالغة!
كما يوضح القرآن الكريم -أيضًا- أنه بعد أن أقام الرسول صلى الله عليه وسلم الحجج والبراهين على صدق نبوته، وصحة ما يدعو إليه، احتار المشركون في أمره، فلم يجدوا أمامهم -أمام هذه الأدلة والبراهين التي لا يستطيعون دفعها- إلا أن يُطالبوه في حواراتهم معه بعدد من المطالب التي لم يكن الغرض منها التأكد من صدقه صلى الله عليه وسلم، وإنما مجرَّد التعنُّت والتعجيز!
[b]وقد مرَّ بنا عند الحديث عن طلب المعجزات بعض الأمثلة من ذلك، وذكر القرآن الكريم أمثلة أخرى كثيرة؛ منها مثلاً: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جنَّة يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رجلاً مَسْحُورًا} [الفرقان 7 - 8]، وقال أيضًا: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: 15]، وكثرة الآيات في هذا الموضوع تُؤَكِّد أنها كانت عادة عند الكافرين في حوارهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.[/b]
الرحلة المكية إلى يهود يثرب
ولقد دفعهم الانتصار المستمرُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المناظرات والحوارات العلمية إلى أن يذهبوا فعلاً إلى يثرب، ويلتقوا بأحبار اليهود هناك، وذكروا لهم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد كان اليهود يتوقَّعون ظهور النبي في هذا التوقيت، وكانوا يُعِدِّون أسئلة معينة لاختبار صدقه؛ ومن ثَمَّ فقد نقلوا هذه الأسئلة لكفار قريش، وعاد بها المشركون بسرعة إلى مكة.
وقد ذكر ابن إسحاق قصة هذه الرحلة المكية إلى أحبار اليهود [5]، ومع أن سند القصة ضعيف فإنها مشتهرة جدًّا عند علماء السيرة؛ مما يوحي بوجود قبول لها عندهم، كما أن القصة ليس فيها تعارض مع ما نعرفه من أحداث في السيرة، أو من سياق لسورة الكهف، التي نزلت عقب حدوث هذه القصة، وقد نقل الطبري في تفسيره [6]، وكذلك ابن كثير في تفسيره [7] وغيرهما [8] هذه القصة كما جاءت في سيرة ابن إسحاق.
قال ابن إسحاق: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَدِمَ عَلَيْنَا مُنْذُ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَتْ قُرَيْشٌ النَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيط، إِلَى أَحْبَارِ يَهُودَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالُوا لَهُمْ: سَلُوهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَصِفُوا لَهُمْ صِفَتَهُ، وَأَخْبِرُوهُمْ بِقَوْلِهِ؛ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الأَوَّلِ، وَعِنْدَهُمْ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ عِلْمِ الأَنْبِيَاءِ. فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ، فَسَأَلُوا أَحْبَارَ يَهُودَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَوَصَفُوا لَهُمْ أَمْرَهُ وَبَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَالاَ: إِنَّكُمْ أَهْلُ التَّوْرَاةِ، وَقَدْ جِئْنَاكُمْ لِتُخْبِرُونَا عَنْ صَاحِبِنَا هَذَا. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُمْ: سَلُوهُ عَنْ ثَلاَثٍ نَأْمُرُكُمْ بِهِنَّ، فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ بِهِن، فَهُوَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَالرَّجُلُ مُتَقَول فَرَوْا فِيهِ رَأْيَكُمْ: سَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الأَوَّلِ؛ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ؟ فَإِنَّهُمْ قَدْ كَانَ لَهُمْ حَدِيثٌ عَجِيبٌ. وَسَلُوهُ عَنْ رَجُلٍ طَوَّافٍ بَلَغَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، مَا كَانَ نبَؤه؟ وَسَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، مَا هُوَ؟ فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ بِذَلِكَ فَهُوَ نَبِيٌّ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ لَمْ يُخْبِرْكُمْ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مُتَقَوِّلٌ، فَاصْنَعُوا فِي أَمْرِهِ مَا بَدَا لَكُمْ.
فَأَقْبَلَ النَّضْرُ وَعُقْبَةُ حَتَّى قَدِمَا عَلَى قُرَيْشٍ، فَقَالاَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، قَدْ جِئْنَاكُمْ بِفَصْلِ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ، قَدْ أَمَرَنَا أَحْبَارُ يَهُودَ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ أُمُورٍ، فَأَخْبَرُوهُمْ بِهَا، فَجَاءُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنَا: فَسَأَلُوهُ عَمَّا أَمَرُوهُمْ بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُخْبِرُكُمْ غَدًا بِمَا سَأَلْتُمْ عَنْهُ". وَلَمْ يَسْتَثْنِ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ، وَمَكَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، لاَ يُحدث اللهُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَحْيًا، وَلاَ يَأْتِيهِ جِبْرِيلُ عليه السلام حَتَّى أَرْجَفَ [9] أَهْلُ مَكَّةَ وَقَالُوا: وَعَدَنَا مُحَمَّدٌ غَدًا، وَالْيَوْمُ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً قَدْ أَصْبَحْنَا مِنْهَا لاَ يُخْبِرُنَا بِشَيْءِ مِمَّا سَأَلْنَاهُ عَنْهُ. وَحَتَّى أحزنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مكثُ الْوَحْيِ عَنْهُ، وَشَقَّ عَلَيْهِ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ، ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام مِنْ عِنْدِ اللهِ عز وجل بِسُورَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، فِيهَا مُعَاتَبَتُهُ إِيَّاهُ عَلَى حُزْنِهِ عَلَيْهِمْ، وخَبَر مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الْفِتْيَةِ وَالرَّجُلِ الطَّوَّافِ، وَقَوْلُ اللهِ عز وجل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا} [الإِسْرَاءِ: 85].
ويروي ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلْيَهُودِ أَعْطُونَا شيئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرَّجُلَ، فَقَالُوا: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَسَأَلُوهُ، فَنَزَلَتْ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنِ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}، قَالُوا: أُوتِينَا عِلْمًا كثيرًا أُوتِينَا التَّوْرَاةَ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كثيرًا، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} [10].
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على يقين أنه على الحقِّ، وكان يُدرك أنها معركة مستمرَّة مع هؤلاء المعاندين، وكان في جولاته السابقة معهم يردُّ عليهم بما ينزل عليه من الوحي؛ ولذلك حدَّد لهم دون تردُّد موعدًا في اليوم التالي؛ ولكن في هذه المرَّة دون أن يُعَلِّق الأمر على مشيئة الله عز وجل، وكان الأولى في هذا الموقف أن يقول لهم: سأجيبكم إن شاء الله عندما يأتي وحي من السماء، فأنا لا أُنزله بإرادتي، إنما ينزل بأمر الله عز وجل.
وعلى عكس ما توقَّع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم ينزل الوحي عليه في اليوم التالي، وصارت أزمة، وحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشعر المشركون ببوادر أمل، وتوقَّعوا نصرًا قريبًا لهم؛ ولكن بعد خمس عشرة ليلة نزل الوحي يحمل الإجابة الحاسمة على أسئلتهم، وجاءت الإجابة مطابقة تمامًا لما ذكره اليهود، وكان التأخُّر في الردِّ علامة جديدة من علامات النبوة؛ لأنه لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم هذا العلم عن طريق قراءة في كتب الأولين كما يزعمون، لكانت الإجابة حاضرة عنده؛ لكنه لا يعلم شيئًا فعلاً إلا عن طريق الوحي، ولو كان الأمر بيده لما عرَّض نفسه للإحراج أمام زعماء قريش، ولقد كانت الإجابة آية للفريقين، فريق المشركين، وفريق اليهود، وكانت في الوقت نفسه درسًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وتنبيهًا لهم ألا يَذكروا شيئًا عن المستقبل دون تقديم مشيئة الله، ونزل قوله تعالى: {وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} [الكهف: 23 - 24].
ولقد لاحظنا في معرض ردِّ ربِّ العالمين على اليهود في مسألة الروح أن مستقبل اليهود مع المسلمين لن يكون مشرقًا، فإنه وعلى الرغم من أن الإجابات جاءت مطابقة لما عندهم من أدلة فإنهم تركوا الإجابة، وعلَّقوا متكبرين على مسألة قلَّة علمهم، فردُّوا على قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قليلاً} [الإسراء: 85] بقولهم: أُوتِينَا عِلْمًا كَثِيرًا أُوتِينَا التَّوْرَاةَ وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا، فظهر واضحًا تجاهلهم للحقِّ، واتباعهم للهوى.
وعودةً إلى موقف المشركين، فالذي يظهر من ذلك كله هو أنه على الرغم من عجز المشركين عن المقارعة بالحجة والمنطق، وإقامة الدليل العلمي والعقلي على دعواهم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستمع إليهم وينصت لهم، ولم يتعدَّ في ردِّه وحواره معهم إلى أي شائبة من شوائب الإكراه المادي أو النفسي، أو محاولة فرض الرأي بالقوة، حتى لو كانت آراؤهم غير مقبولة عقلاً أو شرعًا؛ بل كان يُوَسِّع صدره تمامًا للإجابة عن كل أسئلتهم، ولو كانت تبدو أحيانًا طفولية ساذجة! حتى إنهم جاءوا إليه يسألونه في يوم من الأيام عن نسب ربِّه وعائلته! وهم بذلك يُوَضِّحون مدى ضعف تصورهم عن الرب، ومدى سطحية تفكيرهم، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردَّ عليهم دون غضب أو تعصُّب؛ وذلك بما نزل من القرآن في هذا الصدد، فعَنْ أبي بن كعب، أَنَّ المُشْرِكِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ. فَأَنْزَلَ اللهُ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1) اللهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 1 - 2] [11].
كان هذا هو الأسلوب النبوي في التعامل مع المشركين في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الدعوة، ولم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدًا عن أدبه ودماثة خلقه، ولم يُغلق قضية من القضايا دون حوار، ولم يضع خطوطًا حمراء لاستفسارات المشركين، إنما كان يصول ويجول هنا وهناك، في منتهى الأدب والتواضع، ناقلاً عن ربِّه عز وجل كلِّيات الإيمان، وأساسيات العقيدة.
_________________
[1] راجع تفسير ابن كثير 7/241، 242.
[2] راجع الألوسي: روح المعاني 13/103.
[3] انظر تفسير الطبري 22/97 وما بعدها، وتفسير ابن كثير 7/275 وما بعدها.
[4] سنتناول ذكر المدينة باسم "يثرب" قبل الهجرة مع علمنا بالنهي عن إطلاق هذا الاسم عليها؛ لأنها قبل الهجرة كانت مشهورة به، وسنتناول هذا النهي في موضعه -إن شاء الله- وسنُعَلِّق على مغزاه وأهميته في مقدمة العهد المدني.
[5] ابن إسحاق: السير والمغازي ص202، وابن هشام: السيرة النبوية 1/300، والبيهقي: دلائل النبوة 2/270، وقال ابن كثير: وقد ثبت في الصحيحين أن اليهود سألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فتلا عليهم هذه الآية -فإما أنها نزلت مرة ثانية أو ذكرها جوابا- وإن كان نزولها متقدمًا ومن قال: إنها إنما نزلت بالمدينة واستثناها من سورة سبحان ففي قوله نظر، والله أعلم. انظر: ابن كثير: البداية والنهاية، 3/69، 70.
[6] الطبري: جامع البيان 17/592.
[7] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 5/136.
[8] الرازي: مفاتيح الغيب 21/428، والقرطبي: الجامع لأحكام القرآن 10/346، وقال ابن الزبير الغرناطي: من الثابت المشهور أن قريشًا بعثوا إلى يهود بالمدينة يسألونهم في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابتها يهود بسؤاله عن ثلاثة أشياء. انظر: البرهان في تناسب سور القرآن ص249، وأبو حيان: البحر المحيط 7/134، وقال الطاهر ابن عاشور: ذكره كثير من المفسرين، وبسطه ابن إسحاق في سيرته دون سند، وأسنده الطبري إلى ابن عباس بسند فيه رجل مجهول. انظر: التحرير والتنوير 15/242.
[9] أرجف أهل مكة: خاضوا في الأخبار السيئة، وذِكْر الْفِتَن على أن يوقعوا في الناس الاضطراب من غير أن يصح عندهم شيء.
[10] الترمذي: كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة بني إسرائيل (3140)، وقال: حديث حسن صحيح. والنسائي (11314)، وأحمد (2309) وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح. وابن حبان (99)، وأبو يعلى (2501)، وقال حسين سليم أسد: إسناده حسن. والحاكم (3961)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، انظر: التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان 1/209.
[11] الترمذي: كتاب التفسير، باب ومن سورة الاخلاص (3364)، وأحمد (21257)، والحاكم (3987)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، والطبراني: المعجم الأوسط، 6/25.

https://www.islamstory.com/ar/artical/3406638
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حوار الرسول مع مشركي مكة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار بين ..
» حوار جاد مع نصراني
» حوار بين الحق والباطل
» حوار أهل الكتاب إلكترونيا
» حوار بين الحق و الباطل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: المنتديات العامة والثقافية :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: