منتديات إسلامنا نور الهدى وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ |
عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام
لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.
يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.
يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى
عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ
منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته
منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.
تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة
|
|
| كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سميرة العدوية مشرفة عامة
| موضوع: كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره الأحد يوليو 24, 2011 6:16 pm | |
| كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا ومولانا محمد السابق الخاتم صلاة تكون لنا وصلة بجنابه وتغيبنا في نوره وتحسن عاقبتنا بحسن الختام وسلم عليه وعلى آله وصحبــه يا سلام ) . هذا كتاب البرهان المؤيد لسيدى العارف بالله احمد الرفاعى وهو من درر كتب التصوف ولعموم الفائده ننقله لكم من الموقع التالى
الرابط
http://www.rifaieonline.com/book05.htm
نسالكم صالح الدعاء
| |
| | | سميرة العدوية مشرفة عامة
| موضوع: رد: كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره الأحد يوليو 24, 2011 6:19 pm | |
| كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا ومولانا محمد السابق الخاتم صلاة تكون لنا وصلة بجنابه وتغيبنا في نوره وتحسن عاقبتنا بحسن الختام وسلم عليه وعلى آله وصحبــه يا سلام ) . هذا كتاب البرهان المؤيد لسيدى العارف بالله احمد الرفاعى وهو من درر كتب التصوف وقد اشار اليه سيدى ومولاى سيد المنفلوطى فى مقابله الاسبوع معه ولعموم الفائده ننقله لكم
كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره
(أي سادة ) الزهد أول قدم القاصدين الي الله عز وجل , وأساسه التقوي , وهي (خوف الله )رأس الحكمة , وجماع كل ذلك حسن متابعة إمام الأروح والأشباح , السيد المكرم , رسول الله صلي الله عليه وسلم وأول طريق المتابعة حسن القدوة عملا بحديث " إنما الاعمال بالنيات " (عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم متفق علي صحته رواه البخاري ومسلم " رياض الصالحين " ) ألا ترون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كيف قال لرجل , قال له يارسول الله : رجل يريد الجهاد وهو يبتغي عرضا من الدنيا , فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم " لا أجر له " ( اخرجه احمد والحاكم وحسنه ) فأعظم ذلك الناس , فقالوا للرجل : عد لرسول الله صلي الله عليه وسلم فلعلك لم تفهمه , فقال الرجل يارسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله , وهو يبتغي من عرض الدنيا فقال : " لا أجر له " رواه الثقات وصححوه . فمن هذا ومثله علمنا أن نتائج العمل تحسن وتقبح بالنية فعاملو الله بحسن النيات , واتقوه في الحركات والسكنات , وصونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ماتشابه من الكتاب والسنة , لأن ذلك من أصول الكفر . قال تعالي: ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) (آل عمران 7 ) والواجب عليكم وعلي مكلف في المتشابه الايمان بأنه من عند الله , أنزله علي عبده سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وما كلفنا سبحانه وتعالي تفصيل علم تأويله قال جلت عظتة ( وما يعلم تأويلة إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) ( آل عمران 7) فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالي عما دل عليه ظاهره,وتفويض معناه المراد منه إلي الحق تعالي وتقدس وبهذا سلامة الدين . سئل بعض العارفين عن الخالق تقدست اسماؤه فقال للسائل : إن سألت عن ذاته , فليس كمثله شيء وإن سألت عن صفاته , فهو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإن سألت عن اسمه فـ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ الحشر21 ) وإن سألت عن فعله فـ (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) الرحمن 29 ) .وقد جمع إمامنا الشافعي رضي الله عنه جميع ماقيل في التوحيد بقوله : من انتهض لمعرفة مدبره فانتهي إلي موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه وإن إطمأن إلي العدم الصرف , فهو معطل وإن اطمأن لموجود , واعترف بالعجز عن إدراكة فهو موحد
"أي سادة " -: نزهوا الله عن سمات المحدثين , وصفات المخلوقين وطهروا عقائدكم من تفسير معني الاستواء في حقه تعالي بالاستقرار , كاستواء الأجسام علي الأجسام المستلزم للحلول , تعالي الله عن ذلك واياكم والقول بالفوقية والسفلية , والمكان واليد والعين بالجارحة , والنزول بالاتيان والانتقال فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره علي ما ذكر , فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود فما بقي إلا ما قاله صلحاء السلف : وهو الإيمان بظاهر كل ذلك ورد علم المراد إلي الله ورسوله ,مع تنزيه الباري تعالي عن الكيف وسمات الحدوث وعلي ذلك درج الأئمة وكل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالي ورسوله ولكم حمل المتشابه علي ما يوافق أصل المحكم لأنه اصل الكتاب والمتشابه لا يعارض المحكم . سأل رجل الإمام مالكا بن أنس رضي الله عنه عن قوله تعالي (الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ( طه 5 ) ) فقال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا وأمر به أن يخرج وقال إمامنا الشافعي رضي الله عنه لما سئل عن ذلك آمنت بلا تشبيه , وصدقت بلا تمثيل , واتهمت نفسي في الإدراك , وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك وقال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه : من قال لا أعرف الله أ في السماء هو أم في الأرض ؟ فقد كفر لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا , ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه وسئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء فقال : استوي كما أخبر , لا كما يخطر للبشر وقال الإمام ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام : من زعم أن الله في شيء , أو من شيء , فقد أشرك إذ لو كان علي شيء لكان محمولا ولو كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا
" أي سادة " أطلبو الله بقلوبكم , هو أقرب إليكم من حبل الوريد أحاط بكل شيء علما
الدين النصيحة إذا قلتم : لاإله إلاالله , فقولوها بالاخلاص الخالص من الغيرية , ومن خطورات التشبيه والكيفية والتحتية والفوقية والبعدية والقربية وخذوا نتائج الأعمال بخالص النية فقد قال سيد البرية عليه أفضل الصلاة والسلام والتحية ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوي فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ماهاجر إليه ) (عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم متفق علي صحته رواه البخاري ومسلم ).
أحكمو أعمالكم علي الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :( بني الإسلام علي خمس , شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ) .عن آبى عبدالرحمن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم ( الاربعين حديث النووية ) .إياكم ومحدثات الأمور قال عليه الصلاة والسلام : (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهور رد ) عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم ( الاربعين حديث النووية ) .
عاملوا الله بالتقوي وعاملو الخلق بالصدق وحسن الخلق عاملو أنفسكم بالمخالفة , وقفوا عند الحدود (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ( النحل 91 )
إياكم والكذب علي الله والخلق , فإن الدعوي كذب علي الله وخلقه كل العبودية معرفة مقام العبدية الذين عمل بالأوامر , واجتناب عن النواهي , وخضوع وانكسار في الأمرين العمل بالأوامر يقرب إلي الله والاجتناب عن النواهي خوف من الله , طلب القرب بلا أعمال , محال وأي محال الخوف مع الجرأة فضيحة أطلبوا الله بمتابعة رسوله صلي الله عليه وسلم وإياكم وسلوك طريق الله بالنفس والهوي فمن سلك الطريق بنفسه ضل في أول قدم
"أي سادة " عظموا شأن نبيكم هو البرزخ الوسط الفارق بين الخلق والحق عبدالله حبيب الله , رسول الله , أكمل خلق الله , أفضل رسل الله , الداعي الي الله المخبر عن الله ,الآخذ من الله , باب الكل إلي الحظيرة الرحمانية وسيلة الكل إلي الحظيرة الصمدانية ومن اتصل به اتصل ومن انفصل عنه انفصل , قال صلوات الله وتسليماته: (لايؤمن أحكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به ) عن أبي محمد : عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلي الله عليه وسلم حديث صحيح ( الاربعين حديث النووية)
"أي سادة " إعلموا أن نبوة نبينا صلي الله عليه وسلم باقية بعد وفاته كبقائها حال حياته , إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وجمع الخلق مخاطبون بشريعته الناسخة لجميع الشرائع ومعجزاته باقية وهي القرآن قال تعالي: (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ( الإسراء 88 )
" أي سادة " من رد أخباره الصادقة كمن رد كلام الله تعالي آمنا بالله, وبكتاب الله ,وبكل ماجاء به نبينا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم قال تعالي (وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) (النساء 115 ) أفضل الصحابة سيدنا أبو بكر رضي الله عنه , ثم سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه , ثم عثمان ذو النورين رضي الله عنه , ثم علي المرتضي كرم الله وجهه ورضي عنه والصحابة رضي الله عنهم كلهم علي هدي روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) رواه ابن عبدالبر والبيهقي وهو ضعيف من جهة السند, وقال الجوهري إن هذا الحديث حسن خلافا لمن نازع فيه يجب الإمساك عما شجر بينهم وذكر محاسنهم , ومحبتهم , والثناء عليهم , رضي الله عنهم أجمعين فأخبوهم وتبركوا بذكرهم , واعملوا علي التخلق بأخلاقهم قال النبي عليه السلام لأصحابه : (أوصيكم بتقوي الله والسمع والطاعة , وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعض منكم فسيري اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمورفإن كل بدعة ضلالة ) عن أبي نجيع العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم رواه أبو داود , والترمذي , وقال : حديث حسن صحيح ( الاربعين حديث النووية ) ونوروا كل قلب من قلوبكم بمحبة آله الكرام عليهم السلام فهم أنوار الوجود اللامعة وشموس السعود الطالعة قال تعالي :( قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ( الشوري 22) وقال صلي الله عليه وسلم (الله الله في أهل بيتي ) ( رواه الدولابي في الذرية الطاهرة , وهو صحيح ) من أراد الله به خيرا ألزمه وصيه نبيه في آله فأحبهم واعتني بشأنهم وعظمهم وحماهم وصان حماهم وكان لهم مراعيا , ولحقوق رسوله فيهم راعيا المرء مع من أحب ومن أحب الله أحب رسول الله ومن أحب رسول الله أحب آل رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن أحبهم كان معهم وهم مع أبيهم عليه الصلاة والسلام قدموهم عليكم ولا تقدموهم وأعينوهم وأكرموهم يعود خير ذلك عليكم
إلصقو بأولياء الله (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) ( يونس 62 و 63 ) الولي من واد الله , وآمن به واتقاه , فلا تحادو من واد الله , جاء في بعض الكتب الإلهية ( من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) ( رواه الامام أحمد في مسنده وهو صحيح وروي عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم بلفظ ( إن الله تعالي قال : من عادى لي وليا الحديث رواه البخاري ( الاربعين حديث النبوي) . الله يغار لأوليائه وينتقم لهم من يؤذيهم , ويكرمهم بصون محبيهم , وعون من يلوذ فيهم , هم أخص المخاطبين بآية ( 5 صفحة 28 ( السجدة فصلت 31 ) عليكم بمحبتهم والتقرب إليهم تحصل لكم بهم البركة كونوا معهم , (أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ( المجادلة 22 )
" أي سادة " حدوا المراتب وإياكم والغلو ,أنزلو الناس منازلهم. أشرف النوع الإنساني الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وأشرف الأنبياء نبينا محمد صلي الله عليه وسلم , وأشراف الخلق بعده آله وأصحابه , وأشراف الخلق بعدهم التابعون أصحاب خير القرون هذا علي وجه الإجمال وأما علي وجه الإفراد , فالنص النص , وإياكم والأخذ بالرأي فما هلك من هلك إلا بالرأي هذا الدين لايحكم فيه بالرأي أبدا حكموا آراءكم في المباحات(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ( النساء 59 ) إياكم وتفضيل بعضهم علي بعض , رفع الله تعالي بعضهم علي بعض درجات , لكن لايعرفها غيره ومن ارتضي من رسول , أيدوا هذه العصابة بترك الدعوي , شيدوا أركان هذه الطريقة المحمدية بإحياء السنة وإمانتة البدعة .
" أي سادة الفقير علي الطريق مادام على السنة , فمتي حاد عنها زل عن الطريق , قيل لهذه الطائفة : الصوفية , واختلفت الناس في سبب التسمية وسببها غريب لا يعرفه الكثير من الفقراء , وهو إن جماعة من مصر يقال لهم بنو الصوفة , وهو الغوص بن مر بن أدبن طابخة الربيط , كانت أمه لا يعيش لها ولد , فنذرت إن عاش لها ولد لتربطن برأسه صوفة , وتجعله ربيط الكعبة , وقد كانو يجيزون الحاج, إلي أن من الله بظهور الإسلام فأسلموا وكانوا عبادا ونقل عن بعضهم حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم , فمن صحبهم سمي بالصوفي وكذلك من صحب من صحبهم أو تعبد ولبس الصوف مثلهم ينسبونه إليهم , فيقال : صوفي ونوع الفقراء الأسباب فمنهم من قال التصوف الصفاء زمنهم من قال : المصافاة وغير ذلك وكله صحيح من حيث معناه لأن أهل هذه الخرقه التزموا الصفاء والمصافاة , وعملوا بالآداب الظاهرة وقالوا : إنها تدل علي الآداب الباطنة وقالوا : احسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن , وقالوا : من لم يعرف أدب الظاهر لا يؤتمن علي أدب الباطن. كل الآداب منحصرة في متابعة النبي صلي الله عليه وسلم قولا وفعلا , وحالا وخلقا , فالصوفي آدابه تدل علي مقامه , زنوا أقواله وأفعاله وأحواله وأخلاقه بميزان الشرع , يعلم لديكم ثقل ميزانه وخفته , خلق النبي القرآن, قال تعالي (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ( الأنعام 38 ) ومن التزم الآداب الظاهرة دخل في جنسية القوم وحسب في عدادهم( وفي نسخة في أعدادهم ) ومن لم يلتزم الآداب الظاهرة فهو فيهم غير , لا يلتبس حاله عليهم , لأن استعمال الآداب دليل الجنسية , بل تكون علة الضم , قال رويم : التصوف كله أدب , وهذا الأدب الذي أشارت اليه الطائفة أدب الشرع , كن متشرعا ودع حاسدك يكذب عليك , وينسب ما يحب إليك
ولست أبالي من زماني بريبة إذا كنت عند الله غير مريب
إذا كان سري عند ربي منزها فما ضرني واش أتي بغريب
"أيها السالك " إياك ورؤية النفس , إياك والغرور , إياك والكبر , فإن كل ذلك مهلك . مادخل ساحة القرب من استصغر الناس واستعظم نفسه . من أنا ومن أنت ؟ " أي أخي " كل واحد منا مسيكين , أوله مضغة وآخره جيفة . شرف هذا العرض جوهر العقل , العقل ما عقل النفس وأوقفها عند حدها , فإذا لم يكن عقل المرء عاقلا لنفسه , موقفا لها عند حدها في أخذها وردها فليس بعقل , وإذا لم يكن عقل المرء عاقلا لنفسه , موقفا لها عند حدها في أخذها وردها فليس بعقل , وإذا حرم المرء الجوهر ذهب شرفه وبقي عرضا ثقيلا كثيفا لا يليق لمرتبة عزيزة , ولا لمنصب نفيس , وإذا تم عقله وكمل صار الحكم فيه للجوهر المحض , فصلح أن يكون علي تيجان الملوك والأكاسرة وأول مراتب العقل الانخلاع عن الانانية الكاذبة والدعوي الباطلة , وصولة الفتق والرتق , والوهب والسلب , وإذا حكمه المقام وصار صفه عليه أيضا ,فاللازم عليه أن يعرف مبتدأه الطيني ومنتهاه الترابي وأن يقف بين هذه البداءة والنهاية بما يناسبهما من قول وفعل , لأن واعظ الله في قلب كل رجل مسلم , من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ .كيف ينتفع بالموعظة من كان قلبه غافلا ؟! قال سهل : الغفلة سواد القلب , وقال السيد الأمين صلي الله عليه وسلم من حديث :( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) ( عن أبي عبدالله : النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم من حديث أوله ( إن الحلال بين , والحرام بين ) الحديث رواه البخاري ومسلم ( الاربعين حديث النووية ) .
" أي أخي " – تنتفع من موعظتي وأنتفع من موعظتك إذا أخلص كل منا . (أي أخي ) _أنت أحسن مني , رحمتك ذلة التلقي , وأنا أخذتني سكرة التعليم . (أي أخي ) , إن أنا غلبت نفسي المسكينة , وقلت لها : علمك الله وأوجب عليك تعليم الإخوان , وكاتم العلم يلجم بلجام من نار فتعبك لك قفي عند حدك , ربما كان فيهم من هو عند الله أجل منك , أخفاه عنك ليختبرك , وبعد ذلك سكنت ثائرتها الكاذبة , وعرفت قدرها , ووقفت عند طورها فلها الحظ الأوفر , وكذلك أنت.
" أي سادة " إن غلبت نفسك وألزمتها التعليم , وذبحت الهوي بسكين الافتداء , وأخذت الحكمة غاضا طرفك عن شرفك وعلمك وحسبك وأبيك ومالك وحالك فقد فزت فوزا عظيما , ومن لم يحاسب نفسه عن كل نفس ويتهمها لم يثبت عندنا في ديوان الرجال .
" أي سادة " أنا لست بشيخ , لست بمقدم علي هذا الجمع , لست بواعظ لست بمعلم , حشرت مع فرعون وهامان إن خطر لي أني شيخ علي أحد من خلق الله إلا أن يتغمدني الله برحمته , فأكون كآحاد المسلمين , مت مسلما ولا تبال , الآسلام حبل الوصله الي الله , لو عبدالله غير المسلم بعبادة الثقلين بعيد عن الله مغضوب عليه , ولو أتي العبد المسلم بذنوب الثقلين له من الله حظ العبودية (قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ( الزمر 53 ) أحكمو رابطة الوصلة مع الله بشرائط الاسلام " المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه " عن ابي هريرة رضي الله عنه حديث صحيح رواه البخاري وغيره
أين أهل الصدق الذين يأمرون الناس بالبر ويأتمرون به ؟ أين اهل الإيمان الكامل الذين يطلبون الحكمة ولا يقف نظرهم عند موضعها ؟ من كمال الايمان والصدق وعظك نفسك , ونفعك غيرك , وأخذك الحكمة أني وجدتها . كل الفقراء ورجال هذه الطائفة خير مني , أنا حميد اللاش , أنا لاش اللاش , لكن الحق يقال, الصوفي من صفي سره من كدورات الأكوان وما رأي لنفسه علي غيره مزية هكذا كتب الله وحكم وهذا والله خلق عبيده الذين طهرهم من رؤية غيره , أي أخي أنت غير , ونفسك غير وغيرك غير كل ما أدركه بصرك واختلج بشكله وكيفيته سرك فهو غير , ربنا لا تكيفه الأفكار , ولا تدركه الأبصار .
" أي أخي " أخاف عليك من الفرح بالكرامة وإظهارها , الأولياء يستترون من الكرامة كاستتار المرأة من دم الحيض .
"أي أخي " الكرامة عزيزة بالنسبة إلي المكرم , ليست بشيء بالنسبة لنا لأن هذا الاكرام لما ورد من باب الكريم عظم وعز وتلقته القلوب بالاجلال ولما تحول لفظ النسبة إلي العبد هان الأمر , واستتر الكامل من هذه النسبة التي تحول أمرها من باب قديم إلي باب حادث خيفة إستحسان النسبة الثانية , فإن قبولها سم قاتل , كلنا عار إلا من كساه , كلنا جائع إلا من أطعمه , كلنا ضال إلا من هداه , ليس للعاقل إلا قرع باب الكريم في الشدة والرخاء . المخلوق ضعف , عجز , فقر , حاجة , عدم محض .
أكرم الله أحبابه المتقين , وأظهر علي أيديهم الخوارق , وأيدهم بروح من عنده , ورفع منارهم فاشتغلوا به تعالي عن كل ذلك خافوا الله فأسكنهم جنة قربه , وأكرمهم إذا نزلوا به بالنظر إلي وجهه الكريم (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) ( النازعات 40 – 41 ) شر الهوي رؤية الأغيار , والاشتغال عن الخالق بالمخلوق , ما الذي يراه العاقل من الاشتغال بغيره ؟ القول بتأثيرغيره في كل أثره ما , قليل أو كثير كلي أو جزئي شرك , قال رسول الله ] [r لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما " ياغلام إني أعلمك كلمات إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك إذا سالت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعو علي أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ( الاربعين حديث للنووي ) .
" أي سادة " تفرقت الطوائف شيعا , وحميد بقي مع أهل الذل والانكسار , والمسكنة والاضطرار . إياكم والكذب علي الله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ( العنكبوت 68 ). ينقلون عن الحلاج أنه قال : أنا الحق . أخطأ بوهمه لوكان علي الحق ما قال : أنا الحق يذكرون له شعرا يوهم الوحدة , كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا , ما أراه شرب ما أراه حضر , ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلي حال . من ازداد قربا ولم يزدد خوفا فهو ممكور . إياكم والقول بهذه الأقاويل , إن هي إلا أباطيل . السلف علي الحدود بلا تجاوز . بالله عليكم هل يتجاوز الحد إلا الجاهل ؟, هل يدرس عنوة في الجب إلا الأعمي ؟ ما هذا التطاول؟ وذلك المتطاول ساقط بالجوع , ساقط بالعطش , ساقط بالنوم , ساقط بالوجع , ساقط بالفاقة , ساقط بالهرم , ساقط بالعناء . أين هذا التطاول من صدمة صوت (لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ( غافر ( المؤمن 17 ) . العبد متي تجاوز حده مع إخوانه يعد في الحشرة ناقصا . التجاوز علم نقص ينشر علي رأس صاحبه , يشهد عليه بالدعوي يشهد عليه بالغفلة , يشهد عليه بالزهو يشهد عليه بالحجاب يتحدث القوم بالنعم لكن مع ملاحظة الحدود الشرعية الحقوق الإلهية تطلبهم في كل قول وفعل . الولاية ليست بفرعونية ولا بنمرودية . قال فرعون : أنا ربكم الأعلي وقال قائد الأولياء وسيد الأنبياء صلي الله عليه وسلم " لست بمليك " ( اول الحديث " هون عليك فأني لست بملك انما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد " رواه ابن ماجة والحاكم عن ابي مسعود البدري والحاكم عن جرير ( الفتح الكبير ) حديث صحيح . نزع ثوب التعالي والإمرة والفوقية كيف يتجرأ علي ذلك العارفون والله يقول (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ( يس 59 ). وصف الافتقار إلي الله وصف المؤمنين قال تعالي : (يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( فاطر 15 ) هذا الذي أقوله علم القوم , تعلموا هذا العلم فإن جذبات الرحمن في هذا الزمان قلت . إصرفوا الشكوي إلي الله في كل أمر. العاقل لا يشكو لا إلي ملك ولا إلي سلطان , العاقل كل أعماله لله .
" أي سادة " ماقلت لكم إلا مافعلته وتخلقت به , فلا حجة لكم علي. إذا رأيتم واعظا أو قاصا أو مدرسا فخذوا منه كلام الله تعالي , وكلام رسوله صلي الله عليه وسلم , وكلام أئمة الدين الذين يحكمون عدلا , ويقولون حقا , واطرحوا مازاد , وإن أتي بما لم يأت به رسول الله صلي الله عليه وسلم فاضربوا به وجهه . الحذر الحذر من مخالفة أمر النبي العظيم صلاوات الله وسلامه عليه , قال تعالي (فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( النور 63 ) كان العراق أخاذة ( فاتنة ) المشايخ , وغيبة العارفين ( مدفن ) مات القوم الله الله بمتابعتهم اخلفوهم بحسن التخلق , اعقبوهم بصحة الصدق , لا تلبسوا ثوب قوله تعالي: " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا " ( مريم 59 ) .
"أي إخواني " لا تخجلوني غدا بين يدي العزيز سبحانه وقد سبقكم أصحاب الأعمال المرضيات . كل نفس من أنفاس الفقير أعز من الكبريت الأحمر إياكم وضياع الأوقات , فإن الوقت سيف إن لم يقطعه الفقير قطعه . قال تعالي : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ( الزخرف ) عليكم بالأدب فإن الأدب باب الرب حكي عن سعيد بن المسيب أنه قال : من لم يعرف مالله عليه في نفسه , ولم يتأدب بأمره ونهيه كان من الأدب في عزلة . قال الله تعالي : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ( فاطر) . سئل الحسن البصري رضي الله عنه عن أنفع الأدب فقال : التفقه في الدين , والزهد في الدنيا , والمعرفة بحقوق الله تعالي علي عبده . وقال سهل بن عبدالله رضي الله عنه : من قهر نفسه بالأدب عبد الله بالإخلاص , ومن الأدب أيضا الأدب مع المشايخ فإن من لم يحفظ قلوب المشايخ سلط الله عليه الكلاب التي تؤذيه , أدب صحبة من فوقك الخدمة , ومن هو مثلك الايثار والفتوة , ومن دونك الشفقة والتربية والمناصحة , صحبة العارف مع الله بالموافقة , ومع الخلق بالمناصحة , ومع النفس بالمخالفة , ومع الشيطان بالعداوة . إنكار العبد نعمة الله من موجبات السلب , أنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون , إن الله إذا وهب عبده ما استردها شكر النعمة معرفة قدرها , من أراد أن تدوم نعمته فليعرف قدرها , ومن أراد أن يعرف قدرها فليشكرها , الشكر ما قاله الجنيد رضي الله عنه وهو : أن لا يستعين العبد بنعمته تعالي علي معصيته .
" الشكر " وقوف القلب علي جادة الأدب مع المنعم " الشكر " أن يتقي العبد ربه حق تقاته وذلك أن يطاع فلا يعصي , ويذكر فلا ينسي , ويشكر فلا يكفر , الشكر اجتناب ما يغضب المنعم تعالي , الشكر رؤية المنعم لا رؤية النعمة , قالت عائشة رضي الله عنها : ( أتاني رسول الله صلي الله عليه وسلم في ليلة , فدخل معي في لحافي حتي مس جلدي جلده ثم قال لي : يا بنت ابي بكر ذريني أتعبد لربي قلت : إني أحب قربك , وأذنت له , فقام إلي قربة من ماء فتوضأ وأكثرصب الماء ثم قام يصلي , فبكي حتي سالت دموعه علي صدره , ثم ركع فبكي , ثم سجد فبكي , ثم رفع رأسه فبكي فلم يزل كذلك حتي جاء بلال فآذنه بالصلاة فقلت : يارسول الله , مايبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ أفلا أكون عبدا شكورا (حديث صحيح رواه محمد بن نصر في قيام الليل ) قال داود عليه السلام : أي رب كيف أشكرك وشكري لك نعمة من عندك ؟ فأوحي الله اليه : ( الآن شكرتني ) الشكر طلب المنعم , ورفض الدنيا وما فيها . طلب المنعم يصح بالزهد , والزهد من ترك الدنيا , ولا يبالي من أخذها . قال أمير المؤمنين علي رضوان الله عليه وسلامه :
دنيا تخادعني كأني لست أعرف حالها
ذم الال÷ حرامها وأنا اجتنبت حلالها
بسطت إلي يمينها فكففتها وشمالها
ورأيتها محتاجة فوهبت جملتها لها
قال العارفون : الزهد قصر الأمل , ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء , من زهد في الدنيا وكل الله به ملكا يغرس الحكمة في قلبه . قال تعالي: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ( القصص 83 ) والعاقبة للتقوي , كل الخير جعله الله في بيت وجعل مفتاحه التقوي , قال الله تعالي : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( النحل 97 ) .
" أي سادة " أحذركم الدنيا , وأحذركم رؤية الأغيار , الأمر صعب , والناقد بصير , إياكم وهذه البطالات إياكم وهذه الغفلات إياكم والعوالم إياكم والمحدثات , أطلبوا الكل , من ترك الكل نال الكل , ومن أراد الكل فاته الكل , كل ما أنتم عليه من الطلب لا يصلحه إلا تركه والوقوف وراءه . وحدوا المطلوب تندرج تحت توحيدكم كل المطالب . من حصل له الله حصل له كل شيء , ومن فاته الله فاته كل شيء , بالله عليكم هذه المعرفة تمر؟ هيهات هيهات , من خرج عن نفسه وغيره , وصفع أبهة طبعه , تخلص من قيد الجهل . ليس الأمر كما تظنون اجبة صوف , وتاج , وثوب قصير , جبة حزن وتاج صدق , وثوب توكل وقد عرفتم : العارف لا يخلو ظاهره من بوارق الشريعة , وباطنه من نيران المحبة , يقف مع الأمر , ولا ينحرف عن الطريق , وقلبه يتقلب علي جمر الوجد وجد إيمان , ووقوفه إذعان, ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه تراه فإنه يراك ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول الحديث بينما نحن جلوس عند رسول الله صلي الله عليه وسلم واللفظ أعلاه في البخاري ومسلم متفق عليه .
أمامه وقوف من يراه وهو لا تخفي عليه خافية , علم , وأمر , وإرادة , وبعدها الإمكان , وبعد الإمكان التكوين , وبعده التكليف , وبعدة الفصل أو الوصل , صدق العبودية أن يسلم لسيدة الفقير إذا انتصر لنفسه تعب , وإذا سلم الأمر لمولاه نصره من غير عشيرة ولا أهل , أقامنا الله أئمة الدعوة إليه بالنيابة عن نبية صلي الله عليه وسلم. من اقتدي بنا سلم , ومن أناب إلي الله بنا غنم , الحق يقال : نحن أهل بيت ما أراد سلبنا سالب إلا وسلب , ولا نبح علينا كلب إلا وجرب , ولاهم علي ضربنا ضارب إلا وضرب ولاتعالي علي حائطنا حائط إلا وخرب , (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا ( الحج 38 ) (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ( الأحزاب 6 ) إنكار بوارق الأرواح جهل بمدد الفتاح , لا تعطيل لكلمة الله ( الله الذي نزل الكتاب وهو يتولي الصالحين ) يتولي أمورهم وأمور مناديهم , ومن ينزل بناديهم , حال حياتهم وبعد مماتهم , بلحوق علم منهم , العبد إذا كان راحما يستر النائم ولا يذكر له ذلك , يوصل الخير إلي الفقير ولا يعرفه الخبر . الله الرحمن الرحيم العظيم الكريم , ينتصر لعبده الولي من حيث لا يدري , يرزقه من حيث لا يحتسب , تعصمه جبال عنايته من ماء غرق الأكدار والاقتدار , تدفع عنه وعن محبيه الأقدار بالأقدار لا به ولكن له التنزلات المحكمة , ليس لها من دون الله كاشفة , من اعتصم بالله عصم , ومن وقف مع الأغيار ندم . قال سيدى الشيخ منصور الرباني رضي الله عنه :- ( الاعتصام بالله ثقتك به , وتنزيه خواطرك عن غيره - . القوم أرشدونا , دلونا علي الطريق , كشفوا لنا حجاب الإغلاق عن خزائن درر الكتاب والسنة , عرفونا حكمة الأدب مع الله ورسوله , هم القوم لا يشفى جليسهم, من آمن بالله وعرف شأن رسوله أحبهم واتبعهم .
" أي سادة " القوم بايعوا الله بصدق النيات , وخالص الطويات علي كثرة المجاهدات , وملازمة المراقبات والطاعات , و الصبر علي جميع المكروهات , وقال سبحانه وتعالي فيهم (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ( الأحزاب 23 ) بادروا ركوب العزائم بالعزم , وقوة الحزم , فهجروا المنام و وتركو الشراب والطعام , وقاموا الله بالخدمة في حنادس الليل والظلام , وخدموا بالخشوع والسهر والقيام , والركوع و السجود والصيام , وتمللوا في محاريبهم بين يدي محبوبهم لنيل مطلوبهم , حتي وصلوا إلي مقام القرب ومحل الأنس , وظهر لهم سر قوله تعالي :(إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ( الكهف 3 ) . فأعطاهم الدرجة العليا , والمحل الأدني , ولاريب فالقريب من القريب قريب , والمحب عند أحباب الحبيب حبيب , حبيب لهم , حبيب لمحبيهم , محبوب عند الله , ترفعه بركه محبته إلي المحبوبية ما شاء الله كان .
" أي سادة " عليكم بالتقرب من أولياء الله , من ولي والى الله والي الله ومن عادي ولي الله عادي الله , من أحب عدوك , هل تحبه يا أخي ؟ لاوالله, الله أغيرمن الخلق , ويفعل وينتقم ويقهر من أحب محبك هل تبغضه ؟ لا والله , الله أكرم من الخلق , يحسن ويجعل وينعم ويكرم وهو أكرم الأكرمين , وأرحم الراحمين . نعم الله تعالي تذكر من قربته من العزيز فهو قريب ومن أبعدته عنه فهو بعيد أيها البعيد عنا , الممقوت منا , ماكان هذا منك يامسكين لو كان لنا فيك مقصد يشهد بحسن استعدادك وخالص حبك إلي الله ,اهله , اجتذبناك إليا , وحسبناك علينا , شئت والإ – لكن الحق يقال : حظك منعك , وعدم استعدادك قطعك لو حسبناك منا ما تباعدت عنا , خذ مني يا أخي علم القلب , خذ مني علم الذوق , خذ مني علم الشوق , أين أنت ني يا أخا الحجاب كشف لي قلبك
" أي أخي " لو سمعت نصحي لتبعتني , لا تقل لو أخذتني تبعتك , أنا علي النصيحة وأنت علي كل حال عليك أن تسمع وتتبع , اعمل بطاعة الله , وارض بقضاء الله , واستأنس بذكر الله تكن من أصفياء الله , من عرف الله زال همه . العارف من هاجر وتجرد من الخلق .
" أي سادة " المغبون من أنفق عمره في غير طاعة الله , والزاهد من ترك كل شيء يشغل عن الله , والمقبل من أقبل إلي الله , وذو المروءة من لم ينزل بدون الله , والقوي من استقوي بالله , عليكم بتجريد التوحيد , وهو : فقدان رؤية ما سواه لوحدانيته , إن قلت يا ألله , فقد ذكرته باسمه الأعظم , ولكن حرمت هبيته , لأنك تقول من حيث أنت لا من حيث هو , الغني الأكبر الأنس به سبحانه وتعالي , والفاقة العظمى دوام الأنس بالموتي وأغلظ حجب القلوب الاستناد إلي المربوب , معدن المعرفة القلب قال تعالي : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) ( ق 37 ) وقال تعالي : وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ( الحج 32 ) .
" أي سادة " – من يتق الله بحفظ السر عن آفات الالتفات إلي السوى يجعل له مخرجا من حجب الإبعاد , ويرزقه المشاهده والوصلة من حيث لا يحتسب , سبب معرفة العبد ربه معرفة العبد نفسه , من عرف نفسه فقد عرف ربه , من عرف نفسه لربه أفني كليته بربه , أوحي الله إلي داود عليه السلام : ألا من عرفني أرادني وطلبنى ومن طلبنى وجدنى , ومن وجدني لم يختر علي حبيبا سواى .
عجبت لمن يقول ذكرت ربي و وهل أنسي فأذكر من نسيت ؟
أموت إذا ذكرتك ثم أحيا ولولا ماء وصلك ما حييت
فأحيا بالمني وأموت شوقا فكم أحيا عليك وكم أموت
شربت الحب كأسا بعد كأس فما نفد الشراب وما رويت
" عليكم أي سادة " بذكر الله فإن الذكر مغناطيس الوصل , وحبل القرب من ذكر الله طاب بالله , ومن طاب بالله وصل إلي الله , ذكر الله يثبت في القلب ببركة الصحبة , المرء علي دين خليله , عليكم بنا صحبتنا ترياق مجرب , والبعد عنا سم قاتل . أي محجوب : تزعم أنك اكتفيت عنا بعلمك , ما الفائدة من علم بلا عمل ؟ ما الفائدة من عمل بلا إخلاص ؟ الإخلاص علي حافة طريق الخطر , من ينهض بك إلي العمل ؟ من يداويك من سم الرياء ؟ من يدلك علي الطريق القويم ( وفي نسخة اخري " الامين ) بعد الإخلاص ؟ (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( النحل 43 ) هكذا أنبأنا العليم الخبير , تظن أنك من أهل الذكر ما حرمت ثمرة الفكر صدك حجابك , قطعك عملك , قال عليه الصلاة والسلام : ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ) ( رواه الترمذي باسناد صحيح ) لازم أبوابنا أي محجوب : فإن كل درجة وآونة تمضي لك في أبوابنا درجة وإنابة إلي الله تعالي . صحت إنابتنا إلي الله , قال تعالي (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) ( لقمان 15 ) أيها المتصوف , لم هذه البطالة , صر صوفيا حتي نقول لك : أيها الصوفي " أي حبيبي " تظن أن هذه الطريقة تورث من أبيك , تسلسل من جدك تأتيك باسم بكر وعمرو , تصر لك في وثيقة نسبك , تنقش لك علي جيب خرقتك , علي طرف تاجك , حسبت هذه البضاعة ثوب شعر , وتاجا وعكازا ولقا , وعمامة كبيرة , وزيا صالحا , لا والله , إن الله لا ينظر ألي كل هذا , ينظر إلي قلبك كيف يفرغ فيه سره , وبركة قربه وأنت غافل عنه بحجاب التاج , بحجاب الخرقة , بحجاب السبحة , بحجاب العصا , بحجاب المسوح , إيش هذا العقل الخالي من نور المعرفة ؟ إيش هذا الرأس الخالي من جوهر العقل ؟ ما علمت بأعمال الطائفة وتلبس لباسهم يا مسكين
| |
| | | سميرة العدوية مشرفة عامة
| موضوع: رد: كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره الأحد يوليو 24, 2011 6:21 pm | |
|
" يا أخي " لو كلفت قلبك لباس الخشية , وظاهرك لباس الأدب , ونفسك لباس الذل , وأنانيتك لباس المحو , ولسانك لباس الذكر وتخلصت من هذه الحجب , وبعدها تلبست بهذه الثياب كان أولي لك ثم أولي , لكن كيف يقال لك هذا القول و أنت تظن أن تاجك كتاج القوم , وثوبك كثوبهم , كلا الأشكال مؤتلفة , والقلوب مختلفة لو كنت علي بصيرة من أمرك خلعت أباك وأمك , وجدك وعمك , وقميصك وتاجك , وسريرك ومعراجك , وأتيتنا بالله لله , وبعد حسن الأدب لبست , وأظنك بعد الأدب تقطع نفسك عن الثوب والعوارض القاطعة أي :مسكين
تمشي مع وهمك , مع خيالك , مع كذبك , مع عجبك وغرورك , وتحمل نجاسة أنانيتك , وتظن أنك علي شيء , وكيف يكون ذلك ؟ . تعلم علم التواضع , تعلم علم الحيرة , تعلم علم المسكنة والانسكار .
" أي بطال " تعلمت علم الكبر , تعلمت علم الدعوة , تعلمت علم التعالي , إيش حصلت لك من كل ذلك ؟ تطلب هذه الدنيا الجيفة بظاهر حال الآخرة , لبئس ما صنعت . ما أنت إلا كمشتري النجاسة بالنجاسة , كيف تغفل نفسك بنفسك , وتكذب علي نفسك وأبناء جنسك ؟ لا يقرب المحب من محبوبه حتي يبعد من عدوه , رمي بعض المريدين ركوته في بعض الآبار ليستقي الماء فخرجت مملوءة بالذهب , فرمي بها في البئر , وقل : ياعزيزي وحقك لا أريد غيرك من أثبت نفسه مريدا صار مرادا , من أثبت نفسه طالبا صار مطلوبا , من عكف علي الباب دخل الرحاب , ومن أحسن القصد بعد الدخول تصدر في غرفة الوصلة . دخل علي كرم الله وجهه ورضي عنه مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم فرأي أعرابيا في المسجد يقول : إلهي أريد منك شويهة , ورأي أبا بكر الصديق رضي الله عنه في زاوية أخري يقول : إلهي أريدك . شتان ما بين المرادين , شتان مابين الهمتين , تلعب الآمال بالعقول , تلعب بالهمم , كل يطير بجناح همته إلي أمله ومقصد قلبه , فإذا بلغ غاية همته وقف فلم يجاوزها قال تعالي : (كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ( الإسراء 84 ) أي علي نيته وهمته .
" أي أخي " لا تجعل غايه همتك , ومنتهي قصدك أن تمر علي الماء , أ و تطير في الهواء , يصنع الطير والحوت ما أردت , طر بجناح همتك إلي مالا غاية له , العارف المتمكن لا شيء عنده من العرش إلي الثري أعظم من سروره بربه , والجنة وكل ما فيها في جنب سروره بربه أصغر من خردلة ملقاة في أرض فلاة . من خساسة النفس ودناءة الهمة وقلة المعرفة اشتغالك بالنعمة عن المنعم , العارفون تجردوا عن الدارين , وطلبو رب العالمين تجردوا عن النفس والولد . أوحي الله تعالي إلي يعقوب عليه السلام لما قال : يا أسفا علي يوسف , إلي متي تذكر يوسف , أيوسف خلقك , أو رزقك أو أعطاك النبوة ؟ فبعزتي لو كنت ذكرتني , واشتغلت بي عن ذكر غيري لرجت عنك من ساعتك فعلم يعقوب عليه السلام أنه مخطيء في ذكره يوسف فأمسك لسانه عن ذكره . قال موسي عليه السلام: إلهي أقريب أنت فأناجيك , أم بعيد فأناديك ؟ فقال الله تعالي : أنا جليس لمن ذكرني , وقريب ممن أنس بي , أقرب إليه من حبل الوريد .
" أي سادة " قال أهل الله رضي الله عنهم : من ذكر الله فهو علي نور من ربه , وعلي طمأنينة من قلبه , وعلي سلامة من عدوه , وقالوا : ذكر الله طعام الروح , والثناء عليه تعالي شرابها , والحياء منه لباسها , وقالوا : ماتنعم المتنعمون بمثل أنسه , ولا تلذذ المتلذذون بمثل ذكره , وجاء في بعض الكتب الإلهية أن الله تعالي قال : ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ , ومن ذكرني من حيث هو ذكرته من حيث أنا , ومن ذكرني من حيث هو أعطيته من حيث أنا , القوم شغلهم ذكره ومقصدهم هو يرون أن الحوادث الكونية تقوم بقضائه وقدره فلا يعارضونها لا بقلب ولا بلسان (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) ( الاعراف 200 ) . قال ابن عباس رضي الله عنهما :- ما من مؤمن إلا وعلي قلبه شيطان , إذا ذكر الله خنس , وإذا نسي الله وسوس –
" أي سادة " لو أن العالم فريقان : فريق يبخرني بالند والعنبر , وفريق يقرض لحمي بمقاريض من نار , ما نقص هؤلاء عندي , ولا زاد هؤلاء عندي , لعلمي أن ذلك من مجاري الأقدار , إذا قطعتم حبل المعارضة بسكين التسليم له ذكرتموه , جاء في الخبر ( أذكر الله حتي يقولوا مجنون ) .
"أي سادة " هذه الخيالات الباطلة أخذتكم من واد إلي واد , وهذه الحجب الغليظة حولتكم من مقام إلي مقام ليست الهمة أن يقف الرجل عند حجابه , بل الهمة أن يفتق شراع الحجاب , ويتدلي إلي الرحاب , صوارم الهمم تفل مالا يمر بالأوهام , حجب القلوب لا تشق إلا بسهام القلوب , قال علي أمير المؤمنين عليه السلام :
دواؤك منك وما تبصر وداؤك فيك وما تشعر
وتزعم الأكبر العقل وقد انطوى بك ومن العالم المطوي فيك يظهر لك جرمك الذي استصغرته , إذا لولا وصول جرمك الي الغاية التي تحيط بذلك العالم الأكبر , وتليق له لما صار محلا للعالم المذكور , فخذ بالهمة العلية علي مقدار ما بلغه جرم هيكلك من الإحاطة بالعالم الأكبر الذي يمتد شعاع مادته إلي كل مقام , وتنتهي بوارق رسله إلي كل حضرة , وتشق عزائم مداركه صف كل معمعة , وبلغ نجاب فكرته إلي كل حضرة به, الله يعطي ويمنع ويصل ويقطع , ويفرق ويجمع , ويضع ويرفع وعليه جعل مدار الأكوان وهو أول مخلوق من المواد الكبري الآدمية أنبأنا الحبيب الكريم , والسيد العظيم , عليه صوات الله وتسليمه (إن أول ما خلق الله العقل ) ( قال ابن حبان في روضة العقلاء غير صحيح لكن قال الزبيدي في شرح الاحياء وقد ورد في العقل أحاديث صححها بعض الأئمة فإذا علمتم ما انطوى فيكم عظمتم شأن ذواتكم , واحتفلتم بإعلاء شرف صفاتكم حتي تسمو عن منزلة الحجاب , بالقوة , بالجمال , بالمال , بالأهل , بالعشيرة , بالمنصب , بالرياسة قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه :
وكل رياسة من غير علم أذل من الجلوس علي الكناسة
العقل عاقل العلم , لا يتم شرف العلم للمخلوق إلا بالعقل , قال جماعة بإعلاء قدر العلم علي العقل , لوكن ذلك بالنسبة إلي الله لآن العلم صفته تعالي , والعقل صفه المخلوق وأما بالنسبة إلي الله لأن العلم صفته تعالي , والعقل صفه المخلوق , وأما بالنسبة إلي علمنا وعقلنا , فعقلنا أجل مرتبة , وأرفع منزلة من علمنا , إذا لولا العقل لما تم لنا العلم , العاقل يكبو ويصرع , ولكن يؤهل له النجاح , ويرجي له الخير والأحمق يصرع ويكبو ويخشى عليه القطيعة وعدم النجاح , العاقل من فهم حكمة الدين . بلغنا عن الإمام علي أمير المؤمنين كرم الله وجهه ورضي الله عنه أنه قال : كل عقل لم يحظ بالدين فليس بعقل , وكل دين لم يحظ بالعقل فليس بدين , هذا الدين أتي بأحكام ألزمنا المبلغ عليه الصلاة والسلام العمل بها , ووعد والوعيد فإذا تريض العقل بالعمل والاجتناب ( جاء في بعض الطبعات ( الاجتناب عنها ) يصل إلي الإحاطة بسر الوعد والوعيد .
" أي سادة " تفكرو اهل من عقل ذكي قر بطبع سليم يجهل حكمة الأوامر والنواهي الدينية ويردها ؟ لا والله بل كل عاقل ذكي العقل , سليم الطبع , تعطف أشعة عقله علي عتبه باب الأمر والنهي , علما بجمعها بين خيري الدنيا والآخرة ومابقي عندكم إلا ما جاء في الوعد من فضل الله وكرمه , وفيه أبحاث علية ,تذكر عجائب قدرته تعالى , وما جاء في الوعيد من بطش الله وعدله , وفيه أبحاث غامضة تذكر غرائب عظمة الألوهية , يشهد علي كونها طبعك وحجابك , وفهمك وفكرك وكل ماتراه من المشهودات الكونية: العلوية والسفلية , حجبك عن حقيقة كشفها عدم استعدادك , وقلة قابليتك وقطيعتك , ودناءة همتك , أين الرياضة التي جلت عن مرآة عقلك غبار غفلتك ؟ أين متابعتة الدليل الأعظم صلي الله عليه وسلم بكل ما جاء به قولا وفعلا , وحالا وخلقا ؟ هات هذه النقود وأطلب بعدها البضاعة , أيصح لبواب الملك أن ينكر علي جلاسه ما يذكرونه من زينة داره , وأمتعة بيته وحسن ألبسته , وأوانيه واسلحته ومخزوناته , وشدة عقابه وبطشه في من يغضب عليه , وكثرة عوائده وفوائده وإحسانه إلي من يحبه ويقربه , كيف يصح ذلك للبواب , وهو مسكين محجوب بماهو فيه من عقله , أن يجتهد لإحراز رتبة المجالسة كي يرى ما رآه جلاس الملك ؟ هذا أجمل من إنكاره , وأعم مكرمة وأحسن حالا , وأسلم عاقبة وأصلح شأنا إذا طبعت مرآة بصيره القلب بتراكم صدأ الغفلة عن الرب توارت وجوه الحقائق عن بواطن الافهام , وامتنع عنها إنفاذ نور الإلهام , فأظلم وجه البيان بتصاعد أنجزة الخيالات وغمامات الأوهام ما يغني الشمس عن المكفوف مع كمال إشراقها , وماله عيون تقبل منه نورها وبرهانها , ومايجدي فرط الإشراق مع ضعف الإحداق , نحن في موقف إشراق شمس القدرة وعيون أفهامنا ضعيفة , وبغمامات الغفلة محتجبة فما عيون تصلح لرؤية ذلك الجمال ولا قلوب تحمل مهابة تلك العظمة وعزة ذلك الجلال كلنا تجري بنا سبل الفناء , وتقذفنا في أغوار غاياتنا المغيبة عنا , المحجوبة ذوننا , كلنا تجري سفن المنايا برياح حرصنا وشراع أطماعنا في بحار آمالنا وتقذفنا في لجج آجالنا , وهمومنا موكلة بقضاء مهماتنا عن عاجل أمورنا , وأيدى الحوادث تتلاعب بنا وهواتف الفناء تزعجنا
الناسي في غفلاتهم ورحي المنية تطحن
ما دون دائرة الرحي حصن لمن يتحصن
كل يوم ينادى ملك الموت من بين أيدينا ومن خلفنا (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ( النساء ) وظلمات أجداثنا تنتظر ولوج أجسادنا , ونحن غرفي في غمرة غفلاتنا , وسكرة شهواتنا " فيا أيها العاقل " إلي متي تصرف نفسك عن طريق النجاة إلي سبيل المعاطب والمهلكات وتصرفها عن فسحة الطاعات إلي مضايق المخالفات ؟ وتعرضها لما بين يديها وتسقيها من كؤوس الخطيئات وأدناس السيئات ؟ وتوردها موارد الفتن والآفات ؟
"أي أخي " العمر قصير والناقد بصير وإلي الله المصير
يا أيها المعدود أنفاسه لابد يوما أن يتم العدد
لابد من يوم بلا ليلة وليلة تأتي بلا يوم غد
" أي سادة " الفكر أول أعمال النبي صلي الله عليه وسلم كان قبل فرضية المفروضات عبادته التفكر في آلاء الله ومصنوعاته , حتي كلف ما كلف عليه صلوات الله وسلامه فعليكم بالتفكر في آلاء الله , وأخذ العبرة من الفكرة , فإن الفكرة إذا خلت من العبرة بقيت وسواسا وخيالا وإذا أنتجت العبرة بقيت واعظا وحكمة أحكموا الأعمال بعد التفكر علي أصل صحيح وأحكموا الأخلاق بعد الأعمال علي طريق مليح وزينوا كل ذلك بالنية وخذوا بحبال السخاء فإنه من علامات الزهد , وأقول هو باب الزهد وأقول إذا صح وعلت طبقته : كل الزهد وهو أول قدم القاصدين إلي الله قال تعالي (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ( البقرة 3و4و5 ) أيدو عقدة حبل الوصلة مع الله بغض الطرف عما تراه أبصاركم من النكس عند الخلق طمعا بتعمير الحق فإنه تعالي يقول وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ( يس 68 ) لا تجعلوا منتهي أنظاركم وغاية أبصاركم رؤية الخلق ملوكهم وأواسطهم والطبقة السفلي منهم علي حال واحد في العجز والفقر والمسكنة حجب قامت علي العيون ستر بها الخالق خلقه , وقضي فيهم بأمره فالعاقل من أدرك هذا الشأن وأعرض عن الحجاب والمحجوب , والتجأ إلي المقيم القديم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ( الأعراف 54 ) لا تطلقوا ألسن العلماء ومعها قلوب الجبابرة , وجراءة الزنادقة , وفجور الكفرة إذا أطقلتم الألسن أمسكو ا الجوارح والقلوب عن كل ما يغضب الملك العدل اللطيف الخبير أحسن حالا مع الله , وأحسن مع الناس وأحسن معكم في انفسكم إذا خلوتم , إذا جلوتم , إذا متم , إذا بعثتم , إذا سئلتم هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها الله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور الله الله أحذركم الله امتثالا , ويحذركم الله نفسه أمرا فقابلوا النصيحة بالقبول وقابلوا الأمر المطاع بالامتثال وإياكم ومحاربة الله , فما فاز من حاد الله ولا ذل من والي الله (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( يونس 62)
صحت أسانيد أولياء الله إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم " تلقن منه أصحابه كلمة التوحيد جماعة وفرادى , واتصلت بهم سلاسل القوم قال : شداد بن أوس : كنا عند النبي صلي الله عليه وسلم فقال : النبي صلي الله عليه وسلم ( هل فيكم غريب ؟ - يعني من أهل الكتاب – قلنا لا يارسول الله فأمر بغلق الباب وقال : ارفعو أيديكم وقولوا : لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا وقلنا : لا إله إلا الله ثم قال الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة , وأمرتني بها , ووعدتني عليها الجنة , وإنك لا تخلف الميعاد ثم قال صلي الله عليه وسلم : ألا ابشروا فإن الله قد غفر لكم ) ( رواه الطبراني والامام احمد والبزاز وغيرهم واسناده حسن ( رساة النصرة النوبية ص 41 ) وحسنه الجلال السيوطى في الحاوي ) هذا وجه تلينه صلوات الله وسلامه عليه أصحابه جماعة وأما تفينه عليه الصلاة والسلام جمعة منهم فرادى , فقد صح أن عليا رضي الله عنه ( سأل النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يارسول الله دلني علي أقرب الطرق إلي الله وأسهلها علي عباده و وأفضلها عند الله تعالى فقال صلي الله عليه وسلم (أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله ولو أن السموات السبع والأرضين السبع في كفة , ولا إله إلا الله في كفة , لرجحت بهم لا إله إلا الله ) ( رواه ابن عابدين في ثبته مختصرا عنه هنا وقال : الكوراني زيادة في الحديث في مسالك الابرار وقد أثبته بعض المحدثين ونفاه بعضهم وممن اثبته المقدسي في المختارة , كما رجح ذلك الحافظ ابن حجر وصححه وقواه كما اثبته جمع من المتصوفة فيهم من هو جامع بين الحديث والفقه كالجيلاني والسهر وردي وغيرهما ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة وعلي وجه الأرض من يوقل : الله , الله ) (وفي نسخة ( لا إله إلا الله ) فقال رضي الله عنه كيف أذكر يارسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : أغمض عينيك واسمع مني ثلاث مرات ثم قل أنت ثلاث مرات وأنا أسمع فقال صلي الله عليه وسلم لاإله إلا الله , ثلاث مرات مغمضا عينيه , رافعا صوته , وعلي يسمع ثم قال علي رضي الله عنه : لا إله إلا الله , ثلاث مرات مغمضا عينيه رافعا صوته والنبي صلي الله عليه وسلم يسمع ) وعلي هذا تسلسل أمر القوم وصح توحيدهم وتجردوا عن الأغيار بالكلية , وأسقطوا وهم التأثير من الآثار وردوها بيد اعتقادهم الخالص إلي المؤثر وقاموا علي قدم الاستقامة فكملت معرفتهم , وعلت طريقتهم فعاملوا الله كما عاملوه , تحصل لكم المناسبة مع القوم , ويتم نظام أمركم وراءهم , فتكون أقدامكم علي أقدامكم القوم سمعوا وطابوا ولكنهم سمعوا أحسن القول فاتبعوه وسمعوا غير الحسن فاجتنبوه تحلقوا وفتحوا مجالس الذكر وتواجدوا وطابت نفوسهم وصعدت أرواحهم لاحت عليهم بوارق الإخلاص حاله ذكرهم وسماعهم تري أن أحدهم كالنائب علي حال الحاضر كالحاضر علي حال الغائب , يهتزون اهتزاز الأغصان التي تحركت بالوارد لا بنفسها يقولون : لا إله إلا الله ولا تشتغل قلوبهم بسواه يقولون الله , ولا يعبدون إلا إياه يقولون : هو وربه لا بغيره يتباهون إذا غناهم الحادي يسمعون منه التذاكر ,فتعلو همتهم في الاذكار لك أن تقول يا أخي الذكر عبادة فما الذي أوجب أن يذكر في حلقته كلام العاشقين واسماء الصالحين ؟ ولكن يقال لك : الصلاة أجل العبادات يتلي فيها كلام الله وفيه الوعد والوعيد ويقال في تحية الصلاة : السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاتة , والسلام علينا وعلي عباد الله الصالحين – ما أشرك المصلي , ولا خرج عن بساط عبادته , ولا عن حد عبودتيه وكذلك الذاكر, سمع الحادى يذكر اللقاء , فطاب بطلب لقاء ربه من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه سمع لحادي يذكر الفراق , فتأهب للموت , وتفرغ من حب الدنيا حب الدنيا رأس كل خطيئة سمع الحادي يذكر الصالحين , فتقرب بحب أحباب الله إلي الله هذه من الطرق التي بعدد أنفاس الخلائق إلي الله
غني بهم حادي الأحبة في الدجي فأطار منهم أنفسا وقلوبا
فأراد مقطوع الجناح بثينة زهمو أرادوا الواحد المطلوبا
" نعم يؤاخذ الكاذب " يحرم عليه السماع يلزم بعدم الحضور في مجالسه حتي يصدق أين أولئك ؟ كادوا يدخلون أعداد الملائك غلبوا نفوسهم فاضمحلت وطاروا بأجنحة الأرواح فسارت بهم ودنت فتدلت وقليل ماهم أخصلصوا , فتخلصوا من قيد الرقية , ووصلوا إلي مقام الحرية ماملكتهم الأغيار , كلا بل هم الأحرار كل الأحرار كانوا وبانوا رحم الله القائل :
أتمني علي الزمان محالا أن تري مقلتاي طلعة حر
ماقلت لك يا أخي : ذهب القوم لإساءة ظن بأهل الوقت ولكن القول علي الغالب : نحن في زمان عمت به الجهالة , وكثرت به البطالة , وفشت فيه الدعوي الكاذبة , ونقلت فيه الأخبار المزخرفة إيش نعمل ؟ تحرد علي من ؟ أكثر الناس سلكوا هذه الطرق دارهم مادمت في دارهم ؟ وحيهم مادمت في حيهم ولكن ما الفائدة من مداراة تأخذهم بها العزة ومن تحية تمكن فيهم الغفلة إصدع بما تؤمر , وأعرض عن الجاهيلين , وأمر بالعرف
إيش أعمل بالسماع الذي رقص فيه الراقص بغير قلب , ونجاسة النفس لطختة ؟ كيف يحسب برقصه ونقصه من الذاكرين ؟
ورب تال تلا القرآن مجتهدا بين الخلائق والقرآن يلعنه
لله ملائكة جرد تحت العرش يرقصون ويذكرونه تعالي ويهتزون لذكره هذه أرواح رقصت بالله الله وأنت يا مسكين ترقص بنفسك لنفسك أولئك الذاكرون , وأنت المغبون المفتون سمي القوم الهز بالذكر رقصا إذا كان وارد الهزة من الروح , فنسبوا الرقص للروح لا للجسم , وإلا فأين الراقصون ؟ وأين الذاكرون ؟ طلب هؤلاء حق وطلب هؤلاء ضلال
سارت مشرقة سرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب
الراقصون كذابون والذاكرون مذكورون بين الملعون والمحبوبون عظيم إذا دخلتم مجالس الذكر فراقبوا المذكور , واسمعوا بأذن واعية إذا ذكر الحادي أسماء الصالحين فألزموا أنفسكم اتباعهم لتكونوا معهم المرء مع من أحب أوجبوا عليكم التخلق باخلاقهم خذوا عنهم الحال , والوجد الحق الوجد الحق وجدان الحق لا تعملوا بالهوي لا أقول لكم أني أكره السماع لتحققي في مقام سماع القول واتباع أحسنه ولكن أقول لكم : إني أكره السماع للفقراء , القاصرين عن هذه المرتبة لما فيه من البليات الموقعة في أشد الخطيئات وإذا كان ولا بد فمن حادي أمين مخلص , يمدح الحبيب عليه السلام ويذكر بالله , ويذكر الصالحين , وهناك وقفوا وعلي المرشد العارف أن يأخذ من السماع الحصة اللازمة ويفيضها علي قلوب أهل حضرته بإذن الله وقدرته فإن الحال يسري كسريان الرائحة في المشام , ونقطة الإخلاص إكسير
" الرجل من يربي بحاله لا من يربي بمقاله " وإذا جمع بين الحال والمقال فهو الرجل الأكمل أخذتم هذه المواكب عدة لقمع شوكة الكافرين والصابئين , وأصحاب الزيغ , والذين في قلوبهم مرض في هذه البقاع لإرهابهم , ولإعلاء كلمة الدين , وتشييد شرف المسلمين أحنتم العمل إن حسنت معه النية كمل الخير إن أرجعتم كل أحوالكم إلي الكتاب والسنة ولو من باب , وإلا فبئست الأحوال والأعمال والأقوال بل أقول إذا ساءت المذاهب لافرق بينكم وبين أولئك القوم إلا بالعلامة والعمامة فكونوا من القوم أحباب الله , وأهل باب الله , لا من القوم أعداء الله المبعودين عن الله
"أي سادة " إياكم والدجالية إياكم والشيطانية إياكم والطرق التي تقود إلي كلا الوصفين أخجلوا الشيطان بخالص الإيمان خربوا بيع الدجل بيد الصدق
" الطريق واضح " صلاة وصوم , وحج وزكاة والتوحيد والشهادة برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام أ ول الأركان واجتناب المحرمات حال المؤمن مع الله , وهذا هو الطريق ومن حال المؤمن مع الله أيضا ذكر الله تعالي كثيرا ومن أدب الذكر صدق العزيمة وكمال الخضوع والانكسار والانخلاع عن الأطوار والوقوف علي قدم العبودية بالتمكن الخالص والانخلاع عن الأطوار والوقوف علي قدم العبودية بالتمكن الخالص والتدرع بدرع الجلال حتي إذا رأي الذاكر رجل كافر أيقن أنه يذكر الله بصدق التجرد عن غيره وكل من رآه هابه وسقط من بوارق هيبته علي قلب الرايء مايجعل هشيم خواطره الفاسدة هبا منثورا وإذا كان الأمر علي غير هذا المنوال , فأحسنه بالنسبة إلي العامة التمكنن , وضبط القول , وجمع الأدب الباطني والظاهري مهما أمكن , وكف الطرف عن النظر إلي أحد
اللهم اجعلنا ممن ركبت علي جوارحهم من المراقبة غلاظ القيود وأقمت علي سرائرهم من المشاهدة دقائق الشهود فهجم عليهم نشر الرقيب مع القيام والقعود , فنكسوا رؤوسهم من الخجل , وجباهم للسجود , وفرشولفرط ذلهم علي بابك نواعم الخدود , فأعطيتهم برحمتك غاية المقصود وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
" يا فقير " اقتد بالقرآن المجيد اتبع آثار السلف ايش أنا حتي أدعو لك ؟ ما مثلي إلا كمثل ناموسة علي الحائط لا قدر لها حشرت مع فرعون وهامان وقارون , وأخذني ما أخذهم إن كان خطر لي في سري أني شيخ هذا الجمع , أو مقدمهم , أو من يحكم عليهم , أو ثبت عندي أني فقير منهم وكيف تدعوه نفسه إلي ذلك من هو لا شيء , ولا يصلح لشيء , ولا يعد بشيء ؟
" أي سادة " لا تضيعوا أوقاتكم بما ليس لكم به راحة , فما مضي منكم نفس إلا وهو معدود عليكم إياكم وما تغترون به , واحفظوا أوقاتكم وقلوبكم , فإن أعز الأشياء الوقت والقلب فإذا اهملتم الوقت ,( في نسخة أخري : ضيعتم بدل أعميتم ) وأعميتم القلب فقد ذهبت منكم الفوائد واعلموا أن الذنوب تعمي القلوب وتسودها وتسوؤها وتمرضها مكتوب في التوراة " في كل قلب مؤمن نائحة تنوح عليه وفي كل قلب منافق مغن يغني وفي قلب العارف موضع لايسره أبدا وفي قلب المنافق موضع لايغمه أبدا "
" أي سادة " أنتم تذكرون الله في هذا الرواق , وتتواجدون وتهتزون فيقول الفقهاء المحجوبون : رقص الفقراء ويقول العارفون : رقص الفقراء فمن كان منكم وجده كاذبا , وقصده فاسدا , وذكره من اللسان مع كمح الطرف إلي الأغيار , فهو رقاص كما قال الفقهاء , وصدق عليه ماقالوا ومن كان منكم وجده صادقا , وقصده صالحا , عملا بقوله تعالي : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ( الزمر 18 ) وكان من الذين إذا سمعوا القول قصدوا المراد من القول , وهو الإجابة لداعي الله فيالأزل كما قال تعالي فيهم (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ( الاعراف 171 ) فسمع من سمع بلا حد ولا رسم ولا صفة فثبتت حلاوة السماع فيهم بتردد فلما خلق الله تعالي آدم عليه السلام وكونه , وأظهر ذريته إلي الدنيا , ظهر ذلك السر المصون المكنون فيهم فإذا سمعو نغمة طيبة , وقولا حسنا , طارت همهم إلي الأصل الذي سمعوه من ذلك النداء وأولئك هم العارفون بالله تعالي في الأزل , المتحابون فيه , المتزاورون لأجله , الذاكرون المهيمون به عن غيره فذلك الفقير يقال له ذاكر رقصت روحه , وصحت عزيمته , وكمل عقله , وابيضت صحيفته , وأخذ من روحه , وصحت عزيمته , وكمل عقله , وابيضت صحيفته , وأخذ من السماع الحظ المكنون , ونشر السر المطوي فيه لأن السماع موجود سره في طبع كل ذي روح يسمع , وكل جنس يسمع بما يوافق طبعه , ويفهم من السماع ما تنهي إليه همته أم تري الطفل إذا سمع الحدو طرب ونام والجمال إذا حداها الحادي سارت ونسيت ألم الثقل ؟
" جاء في الآثار "أن الله ما خلق السموات والارض ألذ من صوت إسرافيل عليه السلام فإذا قرأ في السماء قطع علي أهل السموات السبع ذكرهم وتسبيحهم لما أهبط الله آدم إلي الأرض بكي ثلثماه عام فأوحي الله تعالي إليه : ياآدم فيم بكاؤك ؟ وما جزعك ؟ فقال يارب لست أبكي شوقا إلي جنتك ولا خوفا من نارك وإنما بكائي شوقا إلي الملائكة المتواجدين حول العرش , سبعين ألف صف جرد مرد يرقصون ويتواجدون ويدورون حول العرش , ويد كل واحد منهم بيد صاحبه , وهم يقولون جل الملك ملكنا لولا ملكنا هلكنا من مثلنا وأنت إلهنا ؟ ومن مثلنا وأنت حبيبنا ومستغاثنا ؟ وذلك دأبهم إلي يوم القيامة فأوحي الله تعالي إليه يا آدم : إرفع رأسك وانظر إليهم فرفع رأسه إلي السماء فنظر إلي الملائكة وهم يرقصون حول العرش جبرائيل رأسهم , وميكائيل قوالهم فلما رآهم سكن روعه وأنينه وقيل في تفسير قوله تعالي : (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (الروم 15 ) أي يسمعون هذا أساس مقاصد العارفين في السماع والتواجد وهذا العطاء ما هو بالرقص المحرم كما يزعم بعض الجهلاء من ممقوتي الفقراء هذا العطاء يحصل لرجل يملك خاطره ؟ ولا يجول بقلبه وسواس , ولا يلتفت إلي عرض من أعراض الأكوان ولا يقصد الا الله جلت عظته ومن كان ملطخا بأوساخ الوسواس وأدناس الطبع عليه أن يذكر الله محافظا على أدب القول والحركه مهما أمكن وأن لا يخوض بحر الدعوي الكاذبة ويدعي منزلة القوم ألم يعلم بأن الله يري؟ والله غيور وبهذا القدر كفاية
" أي سادة " كونوا مع الشرع في آدابكم كلها ظاهرا أو باطنا فإن من كان مع الشرع ظاهرا وباطنا كان الله حظه ونصيبه ومن كان الله حظه ونصيبه كان من اهل مقعد صدق عندد مليك مقتدر
| |
| | | سميرة العدوية مشرفة عامة
| موضوع: رد: كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره الأحد يوليو 24, 2011 6:22 pm | |
|
" أي سادة " منكم الفقهاء والعلماء أيضا ولكم مجالس وعظ ودروس تقرؤونها وأحكام شرعية تذكرونها وتعلمونها الناس إياكم أن تكونوا كالمنخل يخرج الدقيق الطيب ويمسك لنفسه النخالة وأنت كذلك تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقي الغل في قلوبكم تطالبون حينئذ بقوله تعالي (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ ( البقرة 44 ) إذا أحب الله عبدا جعل في قلبه الرأفة والشفقة لسائر المخلوقات وعو كفه السخاء , وقلبه الرأفة ,ونفسه السماحة , وبصره بعيوب نفسه حتي يستصغرها ولا يراها شيئا العارف حزين إذا فرح الناس , كئيب من غير ياس فرحه فليل , وبكاؤه طويل مطلوبه محبوبه وهمه عيوبه وذنوبه
الناس في العيد قد سروا وقد فرحو وماسررت به والواحد الصمد
لما تيقنت أني لا أعاينكم أغمضت عيني ولم أنظر إلي أحد
بذلت نفسي , ولم أترك طريقا إلا سلكته وعرفت صحته بصدق النية والمجاهدة ,فلم أجد أقرب وأوضح وأحب من العمل بالسنة المحمدية والتخلق بخق أهل الذل والانكسار والحيرة والافتقار كان الصديق الاكبر السيد ابوبكر رضي الله عنه يقول الحمدلله الذي لم يجعل الوصول إليه إلا بالعجز- والعجز عن درك إلإدراك إدراك روي أن الله تعالي قال لموسي عليه السلام : " ياموسي ائتني بما ليس في خزائني " مملوءة كبرياء وعزا وجلالا وجبروتا ولكن ائتني بالذل والانكسار والمسكنة فأنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي ياموسي ماتقرب المتقربون إلي بأعظم من ذلك "
" أي سادة " من الخشية تكون المحاسبة ومن المحاسبة تكون المراقبة ومن المراقبة يكون دوام الشغل بالله فإن أغبط الناس في زماننا مؤمن عرف زمانه , وحفظ لسانه , ولزم شأنه , وكان من الصالحية قلت لسيدي عبدالملك لخرنوتي قدس الله سره : أوصني قال لي : يا أحمد , ملتفت لا يصل , ومشكك لا يفلح , ومن لم يعرف من نفسه النقصان فكل أوقاته نقصان فبقيت سنة أردد وصيه الشيخ وما يخطر لي خاطر إلا أذكرها فيزول عني ثم زرته في السنة الأخري ولما أردت الخروج من عنده قلت له : أي سيدي , أوصني فقال لي : يا أحمد , ما أقبح العلة بالأطباء , والجهل بالألباء والجفاء بالأحباء فخرجت من عنده وصرت أرددها سنة علي نفسي وانتفعت به وبوصيته العالم العارف عظيم السياسة لنفسه بالمخافة من الله , والمراقبة له وإذا أراد أن يتكلم بكلام اعتبره قبل أن يخرجه من فيه , فإن فيه صلاحا أخرجه , والإ ضم فمه عليه لما جاءت به الروايات :- لسانك أسدك ان حرسته حرسك وان أطلقته رفسك العارف كلامه ينقي الصدأ , وصمته يصرف الردى يأمر بالمعروف لأهله , وينهي عن المنكر وفعله قال تعالي (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ( النساء 113 ) من عرف الله زاد أدبه معه من تقرب إلي الله عظيم خوفة من الله
أخبرني القاضي المقري الإمام الصالح سيدي علي أبو الفضل الواسطي بسنده الي الخطيب البغدادي , بسلسله إلي أبي الجارود العيسي : أن جابر ابن عبدالله رضي الله عنه زعنهم أجمعين قال : بلغني حديث في القصاص , وكان صاحب الحديث بمصر فاشتريت بعيرا , وشددت عليه رحلا , ثم سرت شهرا حتي وردت مصر فسألت عن صاحب الحديث , فدللت عليه فإذا باب لاط (في نسخة فإذا هو باب لاط ) فقرعت الباب , فخرج إلي مملوك أسود فقلت : ها هنا أبوفلان ؟ فسكت عني , فدخل فقال لمولاه : بالباب أعرابي يطلبك فقال : إذهب إليه فقل له : من أنت ؟ فقلت : أنا جابر بن عبدالله صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : فخرج إلي فرحب بي , وأخذ بيدي , ثم قال لي : من أين ؟ أمن أهل العراق ؟ قلت : نعم , بلغني حديث في القصاص , ولا اعلم احدا ممن بقي أحفظ له منك فقال : أجل , سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول إن الله يبعثكم يوم القيامة حفاة , عراة , غرلا وهو عز وجل قائم علي عرشه ينادي بصوت له رفيع غير فظيع يسمع البعيد كما يسمع القريب يقول : أنا الديان لا ظلم عندي وعزتي وجلالي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم ولو بلطة كف , ولو بضربة يد علي يد ولأقتضن للجماء من القرناء ولأسألن الحجر : لم نكب الحجر ؟ ولأسألن العود : لم خرش صاحبه ؟ ( اول الحديث صحيح وآخره متفق عليه وكله لم يصح له إسناد ذكر البيهقي بأن أحاديث الصوت غير صحيحة ) في ذلك أنزل علي يعني في كتابي (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ( الانبياء 47 ) ثم قال رسول الله صلي الله علية وسلم : ( إن أخوف ما أخاف علي أمتي من بعدي عمل قوم لوط ألا فليرتقب أمتي العذاب إذا كافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء ) ( عن جابر اخرجه ابن ماجه والترمذي وقال حسن غريب رواه الحاكم وصححه ( الزواجر ) ورواه البيهقى في السنن وقالوا سنده ضعيف ) هذا الحديث أظهر مالله من العدل بإثبات القصاص فيمن ليس بمكلف كالبهائم وغيرها وأطلق القول عليه عز وجل بالقيام علي العرش يوم القيامة من غير تكييف ولا تمثيل وأثبت الوعيد في اللواط والسحاق العلم لا يكتم والحق يقال والشارع – روحي الفداء لقبره المبارك أوضح لنا : مالنا وما علينا تماما فالناجي من آمن به واتبع آمره والحذر والهلاك لمن خالفه بلغ كما أمر ومابقي لنا عليه حجة وهو صلي الله عليه وسلم صاحب الحجة القائمة علي كل مكلف وبه قامت حجة الله علي خلقه هكذا قضى سبحانه وتعالي وقال : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ( الإسراء 15 ) (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا ( النساء 45 )
"أي سادة " من أحب الله علم نفسه التواضع وقطع عنها علائق الدنيا وآثر الله تعالي علي جميع أحواله واشتغل بذكره ولم يترك لنفسه رغبتة فيما سوي الله تعالي وقام بعبادته بحقائق الأسرار وخلع المنابر والأسرة تواضعا لله , وإن كانت يده طائلة إلي مثل ذلك , وكان كمن قيل فيه :
ترك المنابر والسرير تواضعا وله منابر لو يشا وسرير
ولغيره يحببي الخراج وإنما يجبي إليه محامد وأجور
"أي سادة " العبدية حقها الانقطاع عن غير السيد بالكلية العبدية ترك كل كلية وجزئية العبدية رد القصد عن طلب كل مزية العبدية عدم رؤية العبد لنفسه علي إخوانه رفعة أو فرفية العبدية الوقوف عندما حد للطينة الآدمية العبدية الخشية والخضوع تحت مجاري الأقدار الربانية لا يكون العبد عبدا كاملا حتي يصل إلي مرتبة الحرية , والتخلص من رق الأغيار بالكلية
" أي سادة " لا تتخذوني دفة المكدية لا تجعلو رواقي حرما , وقبري بعد موتي صنما دعوت الله أن يجعلني منفردا إليه في الدنيا فحصل مع الجمعية وعساني أصل إلي القصد إذا فارقت الدنيا إن صحت الجمعية مع الله فالكل هين
إذا صح منه الوصل فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب عليكم به سبحانه وحقه لا يضر وينفع , ويصل ويقطع , ويفرق ويجمع , ويعطي ويمنع , إلا هو الوسائل إليه لا تنكر , والوسائط لا تكفر وإنما المادة الكبرى كلمة تقولها وتصل , وهي أمنت بالله فإذا أمنت به آمنت بكتابه وبرسوله وبكل ما جاء به رسوله صلي الله عليه وسلم , وعملت بقوله تعالي (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ( الحشر 7 ) وعظمت الوسائل والوسائط التي تدلك علي الله ووحدت الله ووقفت علي الباب بسائح الدموع ولثمت الأرض بالذل والخضوع وعرفت إلي أين المصير والرجوع , وتهيأت لما يليق بمقام الملاقاة وأخلصت في أعمالك كلها فصرت إخلاصا خالصا وبعدها تليق لك المراتب وتسح عليك سحب المواهب وعود عليك عوائد الكرم وتمد لك موائد النعم وتنشر شبكة عرفانك علي الخلق حتي لا تبقي ولا تذر وتصل دعوة نيابتك إلي الظهور والبطون بإذن الله
" أي سادة " عظمو شأن الفقهاء والعلماء كتعظيمكم شأن الأولياء والعرفاء , فإن الطريق واحد وهؤلاء وراث ظاهر الشريعة , وحملة أحكامها الذين يعملونها الناس وبها يصل الواصلون إلي الله إذا لا فائدة بالسعي والعمل علي الطريق المغاير للشرع ولو عبدالله العابد خمسمائة عام بطريقة غير شرعية فعبادته راجعة إليه ووزره عليه ولا يقيم له الله يوم القيامة وزنا وركعتان من فقيه في دينه أفضل عند الله من ألفي ركعة من فقير جاهل في دينه فإياكم وإهمال حقوق العلماء وعليكم بحسن الظن فيهم جميعا وأما أهل التقوى منهم , العاملون بما علمهم الله , فهم الأولياء علي الحقيقة فلتكن حرمتهم عندكم محفوظة قال عليه الصلاة والسلام ( من عمل بما يعلم ورثه الله علم مالم يعلم ) ( اسناده ضعيف وفي الخلية رواه ابو نعيم بلفظ : من عمل بما علم أورثه الله تعالي علم مالم يعلم) وقال صلي الله عليه وسلم : ( العلماء ورثة الأنبياء )( رواه أحمد وابوداود والترمذي وآخرون وهو حديث صحيح ) الحديث هم سادات الناس , وأشراف الخلق والدالون علي طريق الحق لا تقولوا كما يقول بعض المتصوفة : نحن أهل الباطن , وهم أهل الظاهر هذا الدين الجامع باطنه لب ظاهره , وظاهره ظرف باطنه لولا الظاهر لما بطن لولا الظاهر لما كان الباطن ولما صح القلب لا يقوم بلا جسد بل لولا الجسد لفسد والقلب نور الجسد هذا العلم الذي سماه بعضهم بعلم الباطن : هو إصلاح القلب فالأول عمل بالأركان وتصديق بالجنان إذا انفرد قلبك بحسن نيته , وطهارة طويته , وقتلت وسرقت وزينت , وأكلت الربا , وشربت الخمر , وكذبت وتكبرت وأغلظت القول , فما الفائدة من نيتك وطهارة قلبك ؟ وإذا عبدت الله وتعففت , وصمت وصدقت وتواضعت وأبطن قلبك الرياء والفساد , فما الفائدة من عملك ؟ فإذا تعين لك أن الباطن لب الظاهر والظاهر ظرف الباطن , ولا فرق بينهما , ولا غني لكليهما عن الآخر فقل : نحن من أهل الظاهر وكأنك قلت : ومن أهل الباطن قل : نحن من أهل ظاهر الشرع , وقد ذكرت باطن الحقيقة أي حالة باطنة للقوم لم يأمر ظاهر الشرع بعملها ؟ أي حالة ظاهرة لم يأمر ظاهر الشرع بإصلاح الباطن لها ؟ لا تعملوا بالفرق والتفريق بين الظاهر والباطن , فإن ذلك زيف وبدعة لا تهملوا حقوق العلماء والفقهاء , فإن ذلك جهل وحمق لاتأخذوا بحلاوة العلم وتبطلو مرارة العمل فإن تلك الحلاوة , لا تنفع بغير تلك المرارة وإن تلك المرارة تنتج الحلاوة الأبدية (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ( الكهف 30 ) نص قرآني يشهد لكم بالمكافأة علي الأعمال والإخلاص أن يكون العمل لله , لا لدنيا ولا لآخرة , مع حسن الظن به سبحانه وتعالي في كل حال من الأحوال , وعمل من الأعمال وقول من الأقوال , إيمانا به , وامتثالا لأمره , وطلبا لمرضاته
" أي سادة " تقولون قال الحارث قال أبويزيد قال الحلاج ما هذا الحال قبل هذه الكلمات ؟ قولوا : قال الشافعي , قال مالك , قال أحمد , قال نعمان صححوا المعاملات البينية وبعدها تفكهوا بالمقولات الزائدة قال الحارث وأبو يزيد لا ينقص ولا يزيد وقال الشافعي ومالك أنجح الطرق وأقرب المسالك شيدوا دعائم الشريعة بالعلم والعمل وبعدها ارفعوا الهمة للغواص من أحكام العلم وحكم العمل مجلس علم افضل من عبادة سبعين سنة – أي من العبادات الزائدة عن المفروضات التي يتعبد الرجل بها بغير علم – (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ( الزمر 9 )( أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ( الرعد 16) أشياخ الطريقة وفرسان ميادين الحقيقة يقولون لكم : خذوا بأذيال العلماء لا أقول لكم تفلسفوا ولكن أقول لكم : تفقهوا ( الترغيب والترهيب ) متفق عليه: ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )
قال السخاري : قال شيخنا : ليس بثابت ولكن معناه صحيح ( ما اتخذ الله وليا جاهلا ) ولو اتخذه لعامه الولي لا يكون جاهلا في فقه دينه يعرف كيف يصلي , كيف يصوم , كيف يزكي , كيف يحج , كيف يذكر يتقن علم المعاملة مع الله فمثل هذا الرجل وإن كان أميا فهو عالم ولا يقول له : جاهل إلا من جهل العلم المقصود ليس العلم علم البديع والبيان والأدب الذي عناه الشعراء , والجدل والمناظرة العلم المختص علم ما أمر الله به ونهي عه والعلم الجامع الأثم علم التفسير والحديث والفقه والفنون اللفظية , والقواعج النظرية التي وضعت وسماها واضعوها علوما هي فنون تدخل تحت قول القائل : العلم بالشيء ولا الجهل به
" صموا أسماعكم عن علم الوحدة " وعلم الفلسفة وما شاكلهما , فإن هذه العلوم مزالق الأقدام إلي النار , حمانا الله وإياكم الظاهر – الظاهر اللهم إيمانا كإيمان العجائز (قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ( الأنعام 91 )
" لا تقطعوا الوصلة مع العلماء " جالسوهم خذوا عنهم لا تقولوا : فلان غير عامل خذوا من علمه واعملوا به , ودعوه وعمله إلي الله الأولياء رضي الله عنهم يأخذون الحكمة لا يبالون من أي لسان ظهرت وعلي أي حجر كتبت , وبواسطة أي انسان وصلت ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ ( آل عمران 191 ) الأولياء قناطر الخلق يعبر الموفقون عليهم إلي الله تعالي أولئك هم العاملون , المخلصون الخالصون استخلصهم تعالي لعبادته , وقربهم من حضرته , فما حجب قلوبهم حجاب الغين طرفة عين أخرجو البين من البين أقامو طلاسم الكتم علي الأسرار وقاموا الليل , وصاموا النهار بعضهم غلب عليه الفكر , وبعضهم غلب عليه الذكر , وبعضهم جمع شتات الأمر (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ( النور 37 ) أوصيكم كل الوصيه بعد علم واجبات الدين بصحبتهم , فإنها ترياق مجرب عندهم رأس الأمر كله عندهم الصدق والصفاء , والذوق والوفاء والتجرد من الدنيا والتجرد من الأخري , والتجرد إلي المولي وهذه الخصال لا تحصل بالقراءة والدرس والمجالس لا تحصل إلا بصحبة الشيخ العارف الذي يجمع بين الحال والمقال يدل بمقاله , وينهض بحاله أولئك هداهم الله فبهداهم اقتده
حالة الشيخ - كما لا كانت أو نقصانا – تظهر في أتباعه ومريديه بطنا بعد بطن فإن كانت حالة كمال , علا بها حال الكامل , وزاد بها حال الناقص وإن كانت حالة نقص , نقص بها حال الكامل , وذهب بها حال الناقص , إلا إن وهب الكريم فلا تأثير للأحوال إياكم وإبقاء أثر ينقص حال كمل أتباعكم , ويذهب حال ناقصهم الرجل من تظهر آثاره بعده
قال الرجال :
إن آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلي الآثار
أتركوا بعدكم أثر الذل والانكسار , والتجرد من الدعوى , والخروج من حيطة الاستعلاء , والتذلل بباب المولي , ومحبة الفقراء والعلماء , وموافقة الأقدار بالتسليم إلي الله , والتمسك بسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وإياكم والغرة بالوقت , فما هو عند العارف بشيء إلا إذا لم يصرفه في غير الطاعة ويأخذ منه ما يثلج صدره أجل ( من سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة ) رواه مسلم وعزاه النجم لمسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن جرير بلفظ " من سن في الاسلام " الخ
مابقي من قوم سليمان عليه السلام أحد ذهب ملكه , ونسخت شريعته ونبينا عليه أفضل الصلاة والسلام لا يذهب شأنه , ولا تنسخ شريعته بإذن الله (إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران 9 ) وصف سليمان نازعه وصف الملك الديان فطمسه (لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( غافر 16 ) ووصف النبي صلي الله عليه وسلم لما كان العبدية , أعانه وصف الربوبية فدام ذكره , وعلا أمره (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ( المائدة 67 ) وقد ترون أن الملوك وذراريهم وحواشهم تذهب , ورسومهم تنقلب , والرعية علي حالها هؤلاء نازعتهم صفة الربةبية لما رأوا المالكية فزالوا وهؤلاء صانتهم صفه الربوبية لما تحققوا بمنزلة المملوكية فداموا قال سيدي الشيخ منصور : صحيفة حال الشيخ أتباعه لهم من حاله وخلقه شمة لابد أن تفعل أن تفعل كيف كانت , إلا إذا غلبها حال سماوي اختص به التابع فربما يعلو منزلة شيخه ذلك الفضل من الله يؤتيه من يشاء تري في أصحاب الحلاج حب القول بالوحدة تري في أصحاب الجنيد رضي الله عنه حب الإغماض , والتكلم بالرقائق تري في أصحاب الجنيد رضي الله عنه حب الجمع بين لسان الطريقة والشريعة تري في أصحاب السلما باذي حب المعالي لما كان عليه من المنزلة ترى في اصحاب سيدي الشيخ أبي الفضل حب الوحدة إلي الله بالذل لله وللخلق وقد تنعكس هذه القاعدة في البعض ولكن يكون ذلك بالاختصاص (وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( البقرة105) معروف الكرخي , وداود الطائي , والحسن البصري , ومن تأدب بصحبتهم من هذه الطائفة رضي الله عنهم , اختصروا أسباب السير علي كلمتين : التمسك بالشرع , وطلب الحق وحده هذه الشريعة أمامك
" أي أخي " أنظر كيف كان نبيك عليه أفضل الصلوات التسليمات ؟ وكيف قال ؟ وكيف خالق الناس برا وفاجرا ؟ واعمل بعمله , وقل بقوله وتخلق بخلقه صلي الله عليه وسلم إن كنت لا تعلم فاسأل العلماء قال تعالي ( (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( النحل 43 ) يتحدث القوم بالنعم اعترافا بنعمة المنعم , وشكرا لها , وحثا للناس علي العمل , لتحصل لهم هذه البركة قل تعالي (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ( العنكبوت 69 ) يقول المتحدث بالنعمة : أطلعني ربي علي كذا وعلمني كذا , ووهبني من الخير والبركة كذا ولكن لا يقول : أنا خير منكم نا أجل منكم أنا أشرف منكم هذه كلمات دعوي , تكون من رعونه النفس , ينطق بها لسان الأحمق ما الذي خيرني عليك , وأجلني وشرفني ؟ صلاة وصوم وغيرها من العبادات ؟ لايأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون لولا امتثال قوله تعالي (وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِي ( البقرة 152) لخاط العاقل فمه بمخيط
" أي أخي " تفتخر بأبيك آدم عليه السلام الصفوة الاولي . كفر أكثر أولاده وكذلك أكثر الأنبياء والمرسلين تفتخر بعلمك إبليس حل كل عويص , حل وقرأ صحاف الموجودات تفتخر بمالك , قارون هلك بماله تفتخر بملكك , لم يغن ملك فرعون عنه من الله شيئا ماهلك إبراهيم عليه السلام بعد أن تجرد إلي ربه ما ذل موسي عليه السلام بعد أن فرش بساط ذله بين يدي خالقه ماضاع شأن يونس عليه السلام بعد أن فال بصدق الالتجاء (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ) الانبياء 87 ) ماخاب يوسف عليه السلام بعد أن استسلم لقضائه معتمدا عليه هكذا النبيون هكذا المرسلون هكذا الصديقون هكذا الصالحون (لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ) يونس64
"أي أخي " أين أنت ؟ في أي واد ؟ تهيم في وادي وهمك , تسرح في ميادين قطيعتك الله الله بك أحرص عليك والله , إن تنقطع أخاف عليك أن تخذل اللهم إني أعوذ بك من القطع بعد الوصل "يا أخي " لا تحرد مني إذا انقطعت وأنت تظن الوصل ورأيت أنك عالم وأنت علي طائفة من الجهل فقد فاتك السوم , وسبقك القوم , وعمك اللوم لا أقول لكم : انقطعو عن الأسباب , عن التجارة ,عن الصنعة ولكن أقول : انقطعوا عن الغفلة والحرام في كل ذلك لا أقول لكم اهملوا الأهل , انقطعو عن الغفلة والحرام في كل ذلك لا أقول لكم ( غير موجود كلمة لكم في غير نسخة ) إياكم والاشتغال بالأهل عن الله فوق ما يلزم بثيابكم تنكسر قلوب الفقراء من خلق الله وأقول : لا تظهروا الزينة فوق ما يلزم بثيابكم تنكسر قلوب الفقراء وأخاف أن يخالطكم العجب والغفلة وأقول نقوا ثيابكم (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) الأعراف 32 ) وأقول نقوا قلوبكم وطهروها فذلك أولي من تنقية الثياب إن الله لاينظر إلي ثيابكم , ولكن ينظر إلي قلوبكم وكذلك , أو مثل ذلك قال لنا سيدنا عليه أفضل الصلوات والتسليمات ( حاربوا الشيطان ببعضكم بنصيحية بعضكم بخلق بعضكم بحال بعضكم بقال بعضكم ) قال تعالي (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( المائدة 2 ) وقال تعالي (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ ( الصف 4 ) يقاتلون النفس كي لا تشغلهم بشهواتها الدنية عن عبادة الله يقاتلون عدو الله لا علاء كلمة الله ونشر علم الدلالة علي الله (أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ( المجادلة 22 ) عظموا شأن العلم تعظيما يقوم بواجباته , لأنه ( وفي نسخ : درك ) أدرك حقائق الأشياء مسموعا ومعقولا أعطوا الإيمان حقه : فهو إقرار باللسان , واعتقاد بالجنان إلزموا حكم الإسلام : فهو متابعة الشريعة , والإعراض عن الطبيعة تحققوا بالمعرفة : فهي أن تعرفوا الله بالوحدانية طهروا النية : فهي الخطرة في القلب فلا يطلع عليها أحد غير الله أتقنوا الأدب : فهو وضع الشيئ موضعه أو جزوا الموعظة : فهم إرشاد أصحاب الغفلات أبلغوا بالنصيحة : فهي الاطلاع علي حفظ طريق الزهد أصدقوا في المحبة : فهي نسيان ماسوي المحبوب أكملوا الأدب في الدعاء : فهو رفع الحاجات إلي رفيع الدرجات شيدوا منار التصوف : فهو ترك الاختيار أتقنوا طريق العبودية : فهي ترك الدنيا , وترك الدعوي واحتمال البلوي , وحب المولي مهدوا سبيل القرب : فهو الانقطاع عن كل شيئ سوي الله تحققوا بالصدق , فهو موافقة السر والعلانية عظموا قدر نعمة العافية : فهي نفس بال بلاء , ورزق بلا عناء , وعمل بلا رياء قفوا عند حد الاستقامة : فهي ألا يختار علي الله شيء تحروا الحلال : فهو الذي لا يضمنه آكله في الدنيا , ولا يؤاخذ لآجله في الآخرة سددوا منهاج الطاعة : فهي طلب رضاء الله في الأقوال , والأفعال , والأحوال خذوا بعروة الصبر : فهو إيقاف القلب عند حكم الرب طهروا العزلة والخلوة فهما التباعد عن أبناء الدنيا بترك الطمع , وهجر اختلاط الناسي قلبا و إن كان المرء بينهم بشخصه
عدل سابقا من قبل سميرة العدوية في الأحد يوليو 24, 2011 7:37 pm عدل 1 مرات | |
| | | سميرة العدوية مشرفة عامة
| موضوع: رد: كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره الأحد يوليو 24, 2011 6:25 pm | |
|
ألا إن الولي من ولي وجه عن النفس , والشيطان , والدنيا , والهمى وولي وجهه وقلبه إلي المولي وأعرض عن الآخرة والأولي ولم يطلب إلا الله تعالي وإن القانع من رضي بالقسمة , واكتفي بالبلغة " وأحذركم أوصافا وخصالا " إياكم إياكم والاتصاف بشيء منها , فإنها السم النافع " أوصيكم " بتقوي الله والتباعد عن الخصال المذكورة وهي ( الحسد ) وهو إرادة زوال نعم المحسود و ( الكبر ) وهو أن يري المرء نفسه خيرا من غيره و ( الكذب ) وهو اختراع كلام علي خلاف الواقع , وقول قبيح عار عن صفة المنفعة و ( الغيبة ) وهي بيان خبث البشرية و( الحرص ) وهو عدم الشبع من الدنيا و( الغضب ) وهو غلين الدم لإرادة الانتقام و( الرياء ) وهو الاستبشار برؤية الأغيار و( الظلم ) وهو متابعة النفس علي ماتشتهيه و أقول لكم : كونوا دائما بين الخوف والرجاء فالخوف : أن يخاف القلب من الله لما علم من ذنوبه والرجاء : سكون الفؤاد بحسن الوعد وأديموا تصفية الروح بالرياضة , وهي : استبدال الحالة المذمومة بالحالة المحمودة
" إجعلوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دينكم (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (آل عمران 19 ) " من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه , وخليفة رسوله , وخليفة كتابه " كذا أخبرنا الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والسلام وقال علي أمير المؤمنين عليه السلام : أفضل الجهاد بالمعروف والنهي عن المنكر ومن شان الفاسقين , وغضب لله , وجاهد في الله , ولم يتبع غير الاسلام دينا غفرالله له مثل رجال السنة رضي الله عنهم وحال المداهن في حدود الله تعالي والواقع فيها , مثل قوم في سفينة , صار بعضهم في أسفلها , وصار بعضهم في أعلاها , فقام رجل بيده فأس ينقر ( وفي نسخ : ينقر أسفل السفينة في أسفلها فأتوه فقالوا : مالك ؟ فقال :لابد لي من الماء فإن أخذوا عليه ومنعوه أنجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه , وأهلكوا أنفسهم جاء في الخبر ( رواه الامام احمد وأبو داود وابن جلمه وابن حباب عن جرير بلفظ " ما من قوم يعمل فهم بالمعاصي , إلي آخر الحديث " حديث صحيح " , " ما من قوم عملوا بالمعاصي وفيهم من يقدر أن ينكر عليهم فلم يفعل إلا أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده " وكان سفيان الثوري رضي الله عنه يقول : إذا كان الرجل محببا في جيرانه , محمودا عند إخوانه فاعلم أنه مداهن أجل ومن شاهد منكرا ولم ينكره وسكت عنه فهو شريك فيه والمستمع شريك المغتاب وتجري في هذه المعاصي المنبه عليها شرعا ألا إن من خالط الناس كثرت معاصية وإن كان تقيا في نفسه إلا أن يترك المداهنة ولا تأخذه في الله لومة لائم ويشتغل بالحسبة والمنع
وأصل الحسبة الشرعية شيئان : أحدهما اللطف والرفق , والبداءة بالوعظ علي سبيل اللين , لا علي سبيل العنف والترفع , فإن ذلك يؤكد داعية النفس , ويحمل العاصي علي المناكرة والإيذاء وإذا كان الواعظ فظا سيء الخلق لاسبيل له لحمقه علي دفع المناكرة يغضب لنفسه ويترك الإنكار لله عز وجل , ويشتغل بشفاء غليله من الموعوظ , فيصبر بذلك عاصيا جاء في الخبر " لايأمر بالمعروف ولا ينهي عن المنكر إلا رفيق فيما يأمر به , رفيق فيما ينهي به حكيم فيما يأمر به , حكيم فيما ينهي عنه " وبلغنا أن أحد الوعاظ وعظ المأمون العباسي رحمه الله , وأغلظ عليه وعنفه فقال : يارجل إرفق , فقد بعث الله من هو خير منك إلي من هو شر مني , فأمره بالرفق فيه بقوله تعالي : (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ( طه 44 )
" أي سادة " أقول لكم : من الله علي فتخلقت بما أمرتكم به وحثتكم عليه ولكن من البر أن لا تطلبو هذا الشرط من واعظ وناصح ولا نظفروا الشيطان بكم بهذه الخصلة فتقولوا : لا نأمر بالمعروف حتي نعمل به كله ولا ننهي عن المنكر حتي نجتنبه كله إن هذا يؤدي إلي حسم باب الحسبة فمن ذا الذي يعصم من المعاصي ؟ مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله كذا أمرنا نبينا عليه أكرم وأفضل صلاة الله وسلامه وأقول لكم : مفتاح السعادة الأبدية الاقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم في جميع مصادره وموارده , وهيئته وأكله وشربه وقعوده , وقيامه ونومه وكلامه , حتي يصح لكم الاتباع المطلق بلغنا عن بعض الأئمة أنه ما أكل البطيخ لانه لم ينقل له كيف أكله رسول الله صلي الله عليه وسلم وسها بعضهم فابتدأ في لبس الخف باليسري فكفر عن ذلك بشيء من الحنطة وإياكم أن تقولوا : هذه الخصال من الأمور التي تتعلق بالعادات فتهملوها , فإن إهمالها يغلق بابا عظيما من أبواب السعادة وأما العبادات , فلا أعرف لعدم اتباعه عليه الصلاة والسلام فيها من عذر إلا أن يحصل ذلك من كفر خفي , أو حمق جلي حمانا الله وإياكم
" أي سادة " والله ما أظن أن علي بساط الغبراء صاحب عقل يميز فيه بين الخبيث والطيب إلا ويعتقد قلبه ويذعن لبه أن العبادة التي شرعها الحبيب عليه أفضل صلاة الله وسلامه , والعادة التي كان عليها هي الحالة المرضية عند الرب والخلق , وهي الآداب المقبولة عند الخالق , والمحبوبة عند المخلوقين وبها يطمئن القلب , ويسكن الروع أي فرق لا يدركه العقل من حال المخمور والصاحي , ومن حال السارق والأمين , ومن حال الكاذب والصادق , ومن حال الزاني والعفيف , ومن حال المتكبر و المتواضع ,ومن حال البخيل والسخي , ومن حال الظالم والعادل , ومن حال المبطل والمحق , ومن حال المغتاب والبريء , ومن حال القادر والرحيم , ومن حال العابد والنائم , ومن حال الغافل والمتفكر , ومن حال الفاجر والبر , ومن حال الكافر والمؤمن ؟ إن في ذلك لآيات لأولي الألباب الله الله بالمتابعة المحضة لهذا الرسول العظيم , الذي جاء رحمة للعالمين , وحجة علي المخلوقين , ونعمة للموحدين إياكم ونسيان الموت فإنه ينتج من الغفلة , وهي من قله ذكر الله , وذلك من قلة الإيمان , وأم ذلك الجهل , وهو من الضلال جاء في بعض الكتب الإلهية : أن الحق تعالت ذاته يقول : يا ابن آدم : بعافيتي قويت علي طاعتي وبتوفيقي أديت فريضتي وبرزقي قويت علي معصيتي وبمشيءتي تشاء ما تشاء لنفسك وبنعمتي قمت وقعدت ورجعت وفي كنفي أمسيت وأصبحت وفي فضلي عشت وفي نعمتي تقلبت , وبعافيتي تجملت تنساني وتذكر غيري , ولم تؤد شكري يا ابن آدم : الموت يكشف أسرارك والقيامة تتلو أخبارك والعذاب يهتك أستارك إذا أذنبت ذنبا صغيرا فلا تنظر إلي صغره , ولكن انظر إلي من عصيت وإذا رزقت رزقا قليلا فلا تنظر إلي قلته , ولكن انظر إلي من رزقك ولا تحقر الذنب الصغير , فإنك لا تدري بأي ذنب عصيتني ولا تأمن مكري , فإن مكري أخفي عليك من دبيب النملة علي الصخرة في الليلة المظلمة يا ابن آدم , هل عصيتني فذكرت غضبي فانتهيت ؟ وهل أديت فريضتي كما أمرتك ؟ وهل واسيت المساكين من مالك ؟ وهل أحسنت إلي من أساء إليك ؟ وهل غفرت لمن ظلمك ؟ وهل وصلت من قطعك ؟ وهل أنصفت من خانك ؟ وهل كلمت من هجرك ؟ وهل أدبت ولدك ؟ وهل أرضيت جيرانك ؟ وهل سألت العلماء عن أمر دينك ودنياك ؟ فإني لا أنظر معاشر الآدمين إلي صوركم ,ولا إلي محاسنكم وأحسابكم وأنسابكم ولكن أنظر إلي قلوبكم , وأرضي بهذه الخصال عنكم
" أي سادة " هذه أمور تنكشف يوم القيامة , يوم التغابن , يوم الحاقة , يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذروة يوم الطامة , يوم الصيحة , يوم تشيب الولدان , يوم الزلزلة , يوم القارعة , يوم ينسف الجبال , يوم لا تملك نفس لنفس شيأ والأمر يومئذ لله
"أي سادة " جالسوا العلماء والعرفاء فإن للمجالسة أسرارا تقلب الجلاس من حال إلي حال ورد في السنة " من جلس مع ثمانية أصناف زادة الله ثمانية أشياء ( من كلام بعض السلف ولا يصح مرفوعا ) من جلس مع الأمراء زاده الله الكبر وقساوة القلب ومن جلس مع الأغنياء زاده الله الحرص في الدنيا وما فيها ومن جلس مع الفقراء زاده الله الرضا بما قسمه الله تعالي ومن جلس مع الصبيان زاده الله اللهو واللعب ومن جلس مع النساء زاده الله الجهل والشهوة ومن جلس مع الصالحين زاده الله الرغبة في الطاعة ومن جلس مع العلماء زاده الله العلم والورع ومن جلس مع الفساق زاده الله الذنب وتسويف التوبة " وورد أيضا : الصحبة مع العاقل زيادة في الدين والدنيا والآخرة والصحبة مع الأحمق نقصان في الدين والدنيا وحسرة وندامة عند الموت , وخسارة في الآخرة " أي سادة " ثلاثة لهم شفاعة – العالم – ولخادم – والفقير الصابر
"أي سادة " خذوا كل وارد غيبي وحادث سماوي بالبشر والرحب وكونوا راضين عن الله قوموا بقضاء حوائج خلق الله ما استطعتم فإن من قضي لأخيه المؤمن حاجة في الدنيا قضي الله له سبعين حاجة في الآخرة ارحمو عزيز قوم ذل , وغني قوم افتقر أكثروا من الصدقة , فإن الله يرفع بسببها البلاء أكرموا الضيفان , فإن ذلك كان من عبادته صلي الله عليه وسلم قبل أن يكلف خالقوا الناس بخلق حسن , فإن الخلق الحسن أفضل الأعمال يقال إذا لم تسمع الناس بمالك فسع الناس بخلقك " رواه المستغفرى في المسلسلات وابن عساكر عن الحسن بن علي ( كتاب كشف الخفا ) " أحسن الحسن الخلق الحسن " يبلغ صاحب الخلق الحسن رتبة الصائم القائم وهو علي فراشة نائم , لأن ذلك بعد المفروضات أفضل ما يتقرب به إلي الله تعالي إيش تنفع عبادتك وأنت مشمئز ؟ كأنك تمن بها علي الله يامسيكين إن الله غني عن العالمين إذا عبدت الله فاعبد الله عاكفا علي بابه , واقعا علي أعتابه , خاضعا لسلطنته , مقشعرا من هيبته , معترفا بعجزك عن أداء واجباته , متجردا من رؤية نفسك وعملك وغير ذلك , قارعا باب عزته وجلاله بأكف ذلك واحتقارك , وحينئذ يرجي لك القبول طهر لسانك من لوث الكلام فيما لا يعنيك كي يرفع كلامك إلي حظيرة قدسه , إلي الحضرة السماوية العرشية التي جعلها جهة الطلب , كما جعل الكعبة في الأرض جهة العبودية (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ( فاطر 10 ) إلي الجهة التي صرف إليها همه خلقه , إلي محل تنزلات أمره , ليأتيك أمره وكرمه ولطفه من العلو , فتخضع دونه وتراك حقيرا سافلا والأسرار القرآنية واضحة المفاد بهذا المعني قال تعالي (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ( الذاريات 22 ) وقال تعالت أسماؤه (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ( الطلاق 2,3 ) كن حاذقا
عدل سابقا من قبل سميرة العدوية في الأحد يوليو 24, 2011 7:02 pm عدل 2 مرات | |
| | | سميرة العدوية مشرفة عامة
| موضوع: رد: كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره الأحد يوليو 24, 2011 6:27 pm | |
|
" أي ولدي " إذا سمعت كلام أهل الحضرة فإنه ظاهر غامض تكلم سيد أهل الحكمة والبيان وأفصح نوع الإنسان صلي الله عليه وسلم بجوامع الكلم , فأوجز وأفصح , وأوضح وأغمض , وهكذا , وراثه وأتباعه لا تحرد مني يا أخي كل ماحام حول فكرك من رؤيا نفسك , ومالك وحسبك ونسبك , وعلمك وبلدك وزوجك وولدك وعملك وفتحك وكرامتك ومزيتك , فهو خاطر إن قابلته بالخضوع والذل والحمد والشكر والمسكنة انقلب فتحا وإن قابلته بالعزة والكبر والاستعلاء والغفلة انقلب قبحا ووسواسا وقطيعة فتدارك نفسك , وأصلح شأنك إذا انقطعت عن عبادة سيدك تبكي عليك الأرض التي عبدت الله عليها , وكأنها توددا إليك , وأسفا عليك , تقول قول القائل :
وكنت أظن أن جبال رضوي تزول وأن ودك لايزول
ولكن القلوب لها انقلاب وحالات ابن آدم تستحيل
فإذا كانت الأرض تحت عليك , وتود سوق الخير إليك , فكيف بلك ؟ هذا الشأن أولي لك وأنت لو فقهت أولي به " بلغني " عن بعض إخواننا رجال العر أنه يقول :
عقدت بباب الدير عقدة زناري وقلت خذو الي من فقيه الحمي ثاري
يريد بذلك معاني أخري إياكم والقول بمثل هذه الأقاويل
حسن الظن يلزمنا بسيدنا الشيخ , ولكن أدبنا مع الدين ألزم
ووقوفنا مع الحق أهم لا نعقد الزنار , ولا نمر علي باب الدير , ونقبل يد
الفقيه ورجله , ونطلب منه علم ديننا , ونقول طلب الشيخ مقاصد
سترها بهذه الألفاظ , وليته لم يطلبها , ويقول عوضا عما قال :
حللت بباب الشرع عقدة زناري وطهرت بالفقه الإلهي أسراري
وما الدير والزنار إلا ضلالة وما الشرع إلا الباب للوصل بالباري
" نعم " حالة أهل الحب تأخذ القلب , فيطيش العقل , فيتكلم اللسان كلام من جن أو خمر أو غلا دمه أو أغشي عليه فدعوا الرجل وربه وهذا يكفيه منكم وتمسكوا بالحبل المتين الذي من تمسك به لن يضل أبدا
هذه الكلمات ومثلها من الشطحات التي تتجاوز حد التحدث بالنعمة , مثل صاحبها كمثل رجل نام في بيت الخلاء فرأي في منامه أنه يجلس علي سرير سلطنة فلما استيقظ خجل وعرف مكانه
" الله الله " بالوقوف عند الحدود عضوا علي سنة السيد العظيم بالنواجذ
مالي وألفاظ زيد ووهم عمرو وبكر
وجه الشريعة أهدي من سر ذاك وسري
( من حديث ذكر في الصحيحين واخرجه احمد والترمذي والنسائي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه "صدق الله وكذبت بطن أخيك " "أي أخي "كل ما أنت فيه إن جئت بالحرام يتلي عليك إذا لقيت ربك : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ( الزلزلة 8) لا أقول لكم : ضاقت عليكم السبل , وأخذكم السيل , ورددتم عن باب الكريم لا وحقه تعالي بل سيظهر من كرمه وإحسانه ولطفه وفضله غدا يوم القيامة ما يتطاول إليه طمع إبليس , وظلمة الكافرين ولكن أقول لكم : هو سبحانه : (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ( المؤمن ( غافر)3) فتقربوا من باب مغفرته بالتوبة والعمل المرضي عنده وتباعدوا عن باب عقابه بترك معاصيه وخافوه خوف عالم بعطمته وقدرته , وأضمروا الرجاء به , رجاء موقن بكرمه , وعميم إحسانه , فإن رجاء المؤمن بقدر خوفه , حتي لو وزنا لما زاد أحدهما عن الآخر , " المصير إلي الله " والرجوع إليه , وكل يعود إلي معدنه , ويستوفي أجله , وتعود عليه المسألة , قال تعالي (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ( طه 55 ) : هذه الحبة التي تأكلونها نبتت بتراب مثلكم , كان لهم قوة وبأس شديد , ذهبو ا وبانوا , وكأنهم ما كانوا :
هذا تراب لو تفكره الفتي لرأي عليه من الجباه بساطا
وكأنما ذراته لو ميزت صيغت لألسنة الأولي أسفاطا
ندوس ألسنا وجباها , وخدودا وشفاها ( فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ ( الحشر2 ) هذه الدنيا وهذه أحوالها وهذه ديارها ورجالها بالله عليكم هل بعد هذه الفكرة , وأخذ العبرة , من طمع بها وبديارها , وإصلاحها وإعمارها ؟ أعمر هذا الرواق حتي يسكنه صالح وإبراهيم وأبو القاسم والنساء ؟ أم أعمر بيتا أسكنه أنا إذا فارقت الأحباب , وتوسدت التراب ؟ أهذا الرواق عمره أبي بخيله ورجله , وأبقاه لي من بعده ؟ لا والله بل الله وهب وأحسن , وأكرم وتخنن هذه المنة مخصوصة بي ؟ لا والله بل الدنيا يعطيها لمن يحب , ولمن لا يحب والآخرة لا يعطيها إلا لمن يحب رزق أبي بيتا ومقاما , وثوبا وطعاما وأنا كذلك وأولادي وعيالي في لوح غيبه المحفوظ بعلمه لهم رزق وهكذا جميع الخلق فعلام هذه الخيالات , وتطرق سبيل الضلالات ؟ الكيس من خاف ربه , ودان نفسه , وعمل لما بعد الموت قال تعالي(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ ( الانبياء 105 ) آية اختلف في تفسيرها الرجال إرث معنوي تحسن به القربى من الله للعبد إذا توسد الأرض أو الصالحون لإرثها وسياسة خلقه علي مقتضي استحقاق الخلق فإن الأعمال عين العمال أجل أعمالكم عملكم ( لعلها : عمالكم ) وكما تكونوا يولي عليكم (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ( الاعراف 128 ) بينة علي ماذكر وفسرها جماعة بأرض الجنة والكل علي هدي
" أي أخي " أما تنظ الطفل إذا ولد يبرز إلي الدنيا قابضا كفه حرصا عليها وإذا خرج باسطا كفه معترفا بفراغ يده من الأمر العارض الذي حرص عليه كفي بالموت واعظا كفي بالموت واعظا
أبكي ومثلي من يبكي إذا سبقت قوافل القوم أهل العلم والعمل
بكاء قوم للقيا الوالهين به وإنني الخائف الباكي من الزلل
"أي سادة " ماتركت طريقا صعبا , ولا مسلكا غضا , إلا كشفت قناعه , ورفعت بأكف عساكر الهمة ستره المسدول وشراعه ودخلت علي الله من كل باب , فرأيت علي الكل ازدحاما عظيما , فجئته من باب الذل والانكسار , فرأيته خاليا , فوصلت وحصلت مطلوبى , والطلاب علي الأبواب أعطاني ربي من فضله ومواهبه مالا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر علي قلب بشر من أهل هذا العصر
وعدني رسول كرمه أن يأخذ بيد مريدي ومحبي ومن تمسك بي وبذريتي وخلفائي في مشارق الارض ومغاربها إلي يوم القيامة عند انقطاع الحيل وبهذا جرت بيعة الروح , لا يخلف الله وعده لا تصح المكالمة لمخلوق مع الخالق بعد النبيين والمرسلين الذين كلمهم سبحانه وحيا أو من وراء حجاب وإنما وعد إحسانه ينجلي الي قلوب أوليائه وأحبابه بالرؤيا المنامية , والواسطة المحمدية , والالهام الصحيح الذي لا يخالف ظاهر الشريعة الأحمدية بحال من الأحوال وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
مواهب الرحمن لا تنقضي وأمة المختار مثل المطر
خزائن السر لأحبابه والأهل للحكمة نوع البشر
قد يضلع السابق في سيره ويسبق الضويلع المنتظر
اللهم زدني حكمة وفهما ومعرفة وعلما واجعلني والمسلمين من المحبوبين المقربين عندك , المقتدين بينك , إنك تفعل ما تشاء , وتحكم ماتريد وأنت أرحم الراحمين
" أي سادة " عظموا نعمة الطعام والشراب , والثياب والعافية , والأمان والدين , تدوم عليكم النعم صححو اليقين بإشارات الصالحين فإن نعم الله عليهم هاطلة وسحب المدد إليهم متواصلة دلهم به عليه وقربهم به إليه وشرح صدورهم للإيمان وجعلم أعيان نوع الانسان وتعرف إليهم فعرفوه , وأحبهم وأحبوه (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( المائدة 119 ) إجعلوا دعائم توكلكم علي الله رصينة المباني , وأساليب أدعيتكم لله خالصة المعاني وكونوا من النفس والشيطان علي حذر وخذوا بالحزم في كل أمر فما خاب من شد مئزر الحزم بالله , وركب مطايا العزم إلي الله ماذا يقول الواعظ بعد قول الله (لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ( طه 15 ) ماذا يترجم الموجز بعد قوله تعالي (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ( الاسراء 84 ) ماذا يعد المنبه بعد قوله سبحانه إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ( الكهف 3 ) ماذا يدقق المحذر بعد قوله تقدس شأنه (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ( طه 7 ) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ( غافر(المؤمن) 19 ) ماذا يوضح الآمر بعد قول الله وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ( الحشر 7 ) ماذا يصدع الناهي بعد قوله سبحانه(فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( النور 6 ) ماذا يرن اللبيب بعد قوله جل وعلا (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ( الزلزلة 7 , 8 ) الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ( البقرة 1 , 2 ) هذا كتاب الله حجة قائمة , ومعجزة دائمة أنبأنا عما كان وما يكون وكشف لنا كل سر مكنون من عمل به نجا وغنم ومن انحرف عنه قطع وندم وهذه سنة نبيه سيد الناجين , ووسيلة المناجين , محجة بيضاء , لاضلال بعدها أبدا وهذا طريق القوم (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ( النحل 128 ) تشهد لهم بالمعية الإلهية , معية الاختصاص , ونهج منهج القوم , وكان معهم , ودخل حزبهم فاز (أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ( المجادلة 23 ) " ياأخي " دع عنك طرق الوسواس واطرح الاستئناس بالناس وكن مع الله وخذ لحكم والحكمة عن الله (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ( البقرة 269 ) لايكن حظك لسانك لايكن منتهاك أن تكذب علي نفسك بحالك
بدلت بالحنا بياضك أحمرا وخدعت فيه وقلت شعري أحمر
عرج علي حرم القرب بقوة مطية الصدق , قامعا صفوف الوهم بعساكر الهمة , ملتفتا عن دوائر الأكوان , مشتغلا بمراقبة المكون , معتصما بحبله من القطيعة , حاملا راية الافتقار إليه , ضاربا طبل الذل بين يديه , متجردا من حجاب الزوجة , من حجاب الولد , من حجاب المال , من حجاب وجودك , من حجاب عبادتك , من حجاب يقظتك , من حجاب غفلتك فإن رؤياك اليقظة غفلة عظمي وروياك نورك ظلمة دهما : كل شيء لك حجاب , فافتح منه بابا إلي المقصود وكل مقصود حائل , فتجرد منه إلي المعبود
تعس عبد الزوجه تعس عبد الدنيا تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد الكرامة تعس عبد الخلق تعس من سار للجناب الأعلي بالعزم الأدني
سر للجناب بهمة مرفوعة عن عالم التفصيل والإجمال
وارفع جنابك عن عبادة غيره بحقيقة الأفعال والأقوال
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( فصلت ( حم السجدة ) 3 ) خذ الموعظه من جوعك , من عطشك , من تحول أحوالك , كذلك حال المخلوقين لا تفرح بلقلقة نحو لسانك وأنت منصرف نحو الأغيار لا تطمئن لغائلة فقهك , وانكبابك عليه لصيد الدينار لا تنقطع بفلسفتك وأنت مفلس من محبته لا تقف عند تصوفك وانت موصوف بالبعد عنه
كل العلوم إذا تخللها السوي صارت لداعي الانفصال معالما
" أي سادة " الطريق إلي الله كطريق الرجل إلي البلدة الأخري , فيه الصعود والهبوط , والاعتدال والاعوجاج , والسهل والجبل , الأرض الفقراء التي خلت من الماء والسكان والأرض النضرة الخضرة الكثيرة المياه والأشجار والسكان , والبلدة المقصودة وراء ذلك كله فمن انقطع بلذة الصعود أو بذلة الهبوط , أو براحة الاعتدال , أو بتعب الاعوجاج , فمن انقطع بلذة الصعود أو بذلة الهبوط , أو براحة الاعتدال , أو بتعب الاعوجاج , أو بيسير السهل , أو بعير الجبل , أو بغصة القفر ولوعة العطش , أو بحلاوة النضارة والخضرة و المياة والاشجار , والأنس بالسكان بقي دون المقصود ومن لم يشتغل بكل ذلك , حاملا شدة الطريق إلي الله , إن صرفته صعوبة الأحوال عن محول الأحوال , وقلبته سكرة إقبال الخلق عن مقلب القلوب , فقد فاته الغرض , وبقى دون مقصوده , وانقطع بلا ريب وإن ترك عقبات الطريق حلوها ومرها وراء ظهره فقد فاز فوزا عظيما
" أي سادة " أنا بايعت الله علي عرفات , علي ترك الغرض والنفس والمال ناجي بعض الرجال ربه في المنام فقال : يارب , دلني كيف أصل إليك ؟ فجاءه الجواب : اخلع نفسك وتعال ذهب موسي عليه السلام يطلب قابلة لزوجته الطاهرة , وهي تعالج الطلق , فقال لأهله (إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ( طه 1 ) خبرا من ذي هدي يرشدني كيف أصنع لجلب القابلة (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَامُوسَى(11)إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ( طه 11و12) نفسك وزوجتك (إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى ( طه 12 ) عن رؤية الزوجة والنفس
" أي سادة" واديكم المسجد إذا دخلتم فاخلعوا نعال الغيرية فإن العبد يناجي ربه في الصلاة , فلينظر كيف يناجي ربه , وكيف يقف في حضرة مخاطبته ؟ تلك حضرة الاحسان التي طرزتها أقلام التقديس بحديث " اعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ( رواه الشيخان وغيرهما من حديث عمر رضي الله عنه ) علامة جهلك اشتغالك بنفسك وأهلك لا أقول لك : دعهم علي حافة الاهمال , وخذلك صومعة في الجبال , بل أقول لك : تقرب إلي الله بخدمة عيالك , وروح نفسك وطب بربك عن الكل فإن الربوبيه تقدست وجلت عن وصف المشاركة في كل حال ردت أعمال الشرك إلي المشركين وقبلت أعمال التوحيد من الموحدين (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ( الزمر 1 ) وقال تعالي (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ( الكهف 11 )
| |
| | | سميرة العدوية مشرفة عامة
| موضوع: رد: كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره الأحد يوليو 24, 2011 6:29 pm | |
|
"أي سادة " إذا استعنتم بعباد الله وأوليائه فلا تشهدوا المعونة والإغاثة منهم , فإن ذلك شرك , ولكن اطلبوا من الله الحوائج بمحبته لهم " رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب , لو أقسم علي الله لأبره " ( رواه احمد ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ) صرفهم الله في الأكوان , وقلب لهم الأعيان وجعلهم يقولون بإذنه للشيء كن فيكون عيسي عليه السلام خلق طيرا من الطين بإذن الله أحيي الموتي بإذن الله نبينا وحبيبنا سيد سادات الأنبياء محمد عليه أفضل الصلاة والسلام حن الجذع إليه وسلمت الجمادات عليه وجمع الله به ماتفرق في الأنبياء والمرسلين من المعجزات وجرت أسرار معجزته في أولياء أمته فهي للأولياء كرامات تمر, وله عليه الصلاة والسلام معجزة تستمر
"أي ولدي " أي أخي , إذا قلت : اللهم إني أسألك برحمتك , فكأنك قلت : أسألك بولاية عبدك الشيخ منصور وغيره من الأولياء ,لان الولاية اختصاص (وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( البقرة 105 وآل عمران 74) فإذا إياك وإعطاء قدرة الراحم إلي المرحوم , فإن الفعل والقوة والحول له سبحانه والوسيلة رحمته التي اختص بها عبده الولي فتقرب برحمته وعنايته التي اختص بها عبده الولي فتقرب برحمته ومحبته وعنايته التي اختص بها خواص عباده إليه عند حاجتك ووحده في كل فعل , فهو غيور
"أي سادة" من طرق الباب بالخضوع فتح له بالقبول ومن دخل الرحاب بالانكسار جلس في بيت العزة " أي أخي " علينك بملازمة الشرع بأمر الظاهر والباطن , وبحفظ القلب من نسيان ذكر الله وبخمة الفقراء والغرباء, وبدر دائما بالسرعة للعمل الصالح من غير كسل ولا ملل , وقم في مرضاة الله , وقف في باب الله . وعود نفسك القيام في الليل , وسلمها من الرياء في العمل وأبك في خلواتك وجلواتك علي ذنوبك الماضية
" ياولدي " إن الدنيا خيال , وما فيها زوال ياولدي همة أبناء الدنيا دنياهم , وهمة أبناء الآخرة آخرتهم وإياك والدعوي الكاذبة واترك الخوض في بحور التوحيد واجعل اعتقادك اعتقادا ثبوتيا لا يتغير واشغل ذهنك عن الوساوس الشيطانية وحذر نفسك من صماحبة صديق السوء , فإن عاقبة مصاحبته الندامة , والتأسف يوم القيامة , كما قال الله تعالي (يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ( الفرقان 28 ) وقال الله تعالي (يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ( الزخرف 38 ) فاحفظ نفسك من القرين السوء لكيلا تخاطبه متأسفا علي مقارنته بين يدي الله بهاتين الايتين وهناك ندامتك لا تنفع , وكلامك لا يسمع
" ياولدي " ماأكلته تفنيه , وما لبسته تبليه , وماعملته تلاقيه , والتوجه إلي الله حتم مقضي , وفراق الأحبة وعد مأتي , والدنيا أولها ضعف وفتور , وآخرها موت وقبور , لو بقي ساكنها ما خربت مساكنها فاربط قلبك بالله واعرض عن غير الله وسلم في جميع أحوالك لله واجعل سلوكك في طريق الفقراء بالتواضع واستقم بالخدمة علي قدم الشريعة واحفظ نيتك من دنس الوسواس وامسك القلب عن الميل إلي الناس وكل خبزا يابسا,وماء مالحا من باب الله ولاتأكل لحما طريا وعسلا من باب غير الله وتمسك بسبب لمعيشتك بطريق الشرع من كسب حلال واترك الحيلة بالسبب " وإياك من كسر خواطر الفقراء " وصل الرحم , وأكرم الأقارب , واعف عمن ظلمك , وتواضع لمن تكبر عليك , ولا تتردد لأبواب الوزراء والحكام واكثر من زيارة الفقراء وأكثرمن زيارة القبور ولين كلامك للخلق , وكلمهم علي قدر عقولهم وحسن خلقك وامتزج الناس الناس بحسن المزاج , وأعرض عن الجاهلين وقم بقضاء حوائج اليتامي وأكرمهم وأكثر التردد لزيارة المتروكين من الفقراء , وبادر لخدمة الأرامل , وارحم ترحم وكن مع الله تر الله معك واجعل الإخلاص رفيقك في سائر الأقوال والأفعال واجتهد بهداية الخلق لطريق الحق
" ولا ترغب للكرامات وخوارق العادات " فإن الأولياء يستترون من الكرامات كما تستتر المأة من الحيض ولازم باب الله ( وفي نسخ : بباب ) ووجه قلبك لرسول الله واجعل الاستمداد من بابه العالي بواسطة شيخك المرشد وقم بخدمة شيخك بالإخلاص من غير طلب ولا أرب واذهب معه بمسلك الأدب , واحفظ غيبته , واكثر الخدمة في منزله , وأقلل الكلام فيي حضرته , وانظر له بنظر التعظيم والوقار , لا نظر التصغير والاحتقار وقم بنصيحة الإخوان , وألف بين قلوبهم وأصلح بين الناس واجمع الناس – مهما استطعت – علي الله بطريقتك ورغب بالصدق للدخول في باب الفقراء , والسلوك بطريق القوم وعمر قلبك بالذكر, وجمل قالبك بالفكر , ونور نيتك بالإخلاص , واستعن بالله , واصبر علي مصائب الله , وكن راضيا من الله , وقل علي كل حال : الحمدلله وأكثر الصلوات علي الرسول الأكرم صلي الله عليه وسلم وإن تحركت نفسك بالشهوة أو الكبر فصم تطوعا لله واعتصم بحل الله واجلس في بيتك , ولا تكثر الخروج للأسواق ومواضع الفرج , فمن ترك الفرج نال الفرج وأكرم ضيفك , وارحم أهلك وولدك , وزوجك وخادمك واذكر الله في كل أمر , وأخلص لله بالسر والجهر " واعمل للآخرة عملا حسنا " واجعل عملك في الدنيا عمل الآخرة (قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ( الانعام 91 ) هذه نصيحتي لك , ولكل من سلك بطريقتى , ولإخواني ولجميع المسلمين والمحبين كثرهم الله تعالي وأستغفر الله العظيم من جميع الذنوب خفيها وجليها , كبيرها وصغيرها , وأتوب إليه إنه هو التواب الرحيم
" ياوليد" قال سيد الأنام صلي الله عليه وسلم ( ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها , إن خيرا فخير , وإن شرا فشر ) ( حديث ضعيف رواه الخرائطي في اعتلال القلوب والسيوطي في الكبير وفي المناوي رواه الطبراني عن جندب ورمز السيوطي لحسنه
" ياولدى " قال سيد الأنام صلي الله عليه وسلم (إن الله يحب العبد التقي , الغني , الخفي ) (رواه الإمام احمد مسلم عن سيدنا سعد ابن أبي وقاص ( العزيزي علي الجامع الصغير ) حديث صحيح ياولدي : إن ملكت عقلا حقيقيا ما ملت إلي الدنيا وإن مالت لك , لأنها خائنة كذابة تضحك علي أهلها , من مال عنها سلم منها , ومن مال إليها بلي فيها وفي الحديث ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) ( رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسن إلي الحسن البصري رفعه مرسلا وأورده الدياسي في الفردوس وتبعه ولده اسناد (سخاري ) فكما أن حبها رأس كل خطيئة , فكذلك بغضها , والإعراض عنها رأس كل حسنة هي كالحية , لين لمسها , قاتل سمها لذاتها سريعة الزوال , وأيامها قضي كالخيال فاشغل نفسك فيها بتقوي الله ولا تغفل عن ذكره تعالي ذرة واحدة وإن طرقك طارق الغفلة ذرة فاستغفر الله , وارجع لباب الملاحظة واذكر الله , واستح منه راقبه في الخلوات والجلوات واحمده واشكره علي الفقر والغني واترك الأغيار فما في الدار غير ديار " يا ولدي " كن صوفيا صافيا ولا تكن صوفيا منافقا فتهلك التصوف الإغراض عن غير الله , وعدم شغل الفكر بذات الله , والتوكل علي الله , وإلقاء زمام الحال في باب التفويض , وانتظار فتح باب الكرم , والاعتماد علي فضل الله , والخوف من الله في كل الأوقات , وحسن الظن به في جميع الحالات
" ياولدى " إذا تعلمت علما , وسمعت نقلا حسنا فاعمل به , ولا تكن من الذين يعلمون ولا يعلمون ياولدي : نجاة العالم عمله يعلمه , وهلاكه ترك العمل ففي الحديث (إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه ) ( رواه الطبراني وابن عدي وابن ماجه عن أبي هريرة ( كشف الخفا ) فلاتضيع أوقاتك باللهو والطرب , وسماع الآلات , وكلمات المضحكين اترك الفرح , فإن الفرح في الدنيا جنون , والحزن فيها عقل , وكمال الخلود فيها محال , والانكباب عليها جهل وضلال إجعل فكرك ياولدي مشغولا بمن سفل قبلك من الأنبياء والمرسلين , والجبابرة والسلاطين ماتوا وكأنهم ما كانو هم السابقون ونحن اللاحقون فسر علي منهاج الصالحين لتحشر في زمرتهم , ولتكون من فرقتهم (أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ( المجادلة 22)
"أي سادة " سر الحقيقة ظاهر , وعلم المعرفة منصوب وباب الوصول مفتوح حجبكم عن رؤية هذه المعاني الشريفة حب الدنيا ونسيان الموت والعجب ممن يعلم أنه يموت , وكيف ينسي الموت ؟ والعجب ممن يعلم أنه مفارق الدنيا , كيف ينكب عليها ؟ ويقطع أيامه بمحبتها ؟ والعجب ممن يعلم أنه راجع إلي الله ؟كيف ينحرف عنه ويلتفت لغيره ؟ والله غفلتكم هذه خطب جسيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بالكذب تشرحون وفي بساتين الجهل تسرحون وبأمر الرزق تحتالون ومن العذاب تأمنون وكأنكم ماقرأتم (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (المؤمنون 115 ) أو كأنكم ماسمعتم (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي(56)مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِي ( الذاريات 56و57 ) تكفل برزقكم , فبحيلته اشتغلتم لم يتكفل لأحد بالجنة
اللهم اني اتوجة اليك بجاة نبيك محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وأسألك اللهم بأسمائك الحسني ، وبأسمك العظيم الأعظم الذي دعوتك به، ان تصلى على النبي الأمي محمد ( صلى الله علية وسلم ) وعى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين , والحمد لله رب العالمين
| |
| | | كمال العدوي عضوفعال
| موضوع: رد: كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره الإثنين يناير 02, 2012 2:56 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| | | | | كتاب البرهان المؤيد لسيدى احمد الرفاعى قدس الله سره | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|