منتديات إسلامنا نور الهدى
أول سفير في الإسلام  24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
أول سفير في الإسلام  24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 أول سفير في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



أول سفير في الإسلام  Empty
مُساهمةموضوع: أول سفير في الإسلام    أول سفير في الإسلام  I_icon_minitimeالجمعة يوليو 29, 2011 12:46 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع أول سفير في الإسلام

قال النبي
صلي الله عليه وسلم: "انْظُرُوا إلى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي نَوَّرَ اللَّهُ
قَلْبَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَيْنَ أَبَوَيْنِ يُغْدُوَانِهِ بِأَطْيَبِ
الطَّعَامِ والشَّرَابِ، فَدَعَاَهُ حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى مَا تَرَوْنَ"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع أول سفير في الإسلام

قال النبي
صلي الله عليه وسلم: "انْظُرُوا إلى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي نَوَّرَ اللَّهُ
قَلْبَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَيْنَ أَبَوَيْنِ يُغْدُوَانِهِ بِأَطْيَبِ
الطَّعَامِ والشَّرَابِ، فَدَعَاَهُ حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى مَا تَرَوْنَ"



لقد أصبح واضحًا أن هذا المكان الجديد سيكون له شأن خاص، ومن المحتمل
أن يكون دار الهجرة، وما أخذه رسول الله صلي الله عليه وسلم على الأنصار في بيعة
العقبة الأولى لم يأخذه على غيرهم, ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرر أن
يقوم بعمل ما قام به من قبل ذلك في تاريخ الدعوة بمكة، وهو إرسال سفير من الصحابة
المكيين إلى أرض يثرب مع هؤلاء الاثني عشر أنصاريًّا، حتى يمهد الأمر لقيام دولة
إسلامية في هذا المكان، هذا السفير سيكون له مهام عظيمة، سيكون من مهامه أن يمثل
رسول اللهفي هذا المكان


فما يريده الرسول صلي الله عليه وسلم من أهل
يثرب سيأتي لهم عن طريق هذا السفير، لكنه ليس سفيرًا سلبيًّا ينقل الرسائل فقط بل
له مهام أخرى جليلة، عليه أن يكون صورة متحركة للإسلام قدوة للمسلمين وغير
المسلمين، عليه أن يعلم المسلمين الإسلام، عليه أن يدعو إلى الإسلام أفرادًا جددًا،
عليه أن يزيد من القاعدة الإسلامية في هذه البلد النائي حتى تصبح حمايتها معتمدة
على أفرادها.


رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يريد للمسلمين من أهل
مكة إذا جاءوا إلى يثرب أن يعيشوا فيها كجالية أجنبية تعيش في بلد مضيف، لا يريد
لهم وضعًا كوضع المهاجرين في الحبشة، المهاجرون في الحبشة، وإن كانوا قد أتيحت لهم
حرية العبادة ونعمة الأمن، إلا أنهم شبه معزولين عن المجتمع النصراني الذي يسكن أرض
الحبشة، يعيشون كأقلية محدودة تمكث في هذا المكان لفترة ما ثُمَّ سيكون الانصراف،
أما الوضع الآن في يثرب فهو مختلف، رسول الله صلي الله عليه وسلم يخطط لإقامة
دولته، ولا بد للدولة أن تعتمد على أبنائها لحمايتها، ولا بد أن تكون الحمية في أهل
يثرب كالحمية في قلوب المسلمين في مكة، عليه أن يُمهد البلد نفسيًّا لاستقبال
المهاجرين من المدينة والحبشة ومن أي مكان، عليه دراسة أحوال يثرب العسكرية
والأمنية والاقتصادية؛ لأنه من المحتمل أن تصير دار الهجرة


ومن هنا كان
الدور الجليل الخطير للسفير الذي سيرسله رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى هذا
المكان، فعليه مهمة التخطيط لإقامة دولة، وهي مهمة صعبة ولا شك، فممارسة الدعوة بين
أناس تعرفهم وتعيش معهم وبينك وبينهم علاقات هو أمر مفهوم وميسور، لكن أن تدعو في
مكان لا يعرفك فيه أحد، ولم تزره قبل ذلك في حياتك، ولا تعرف طباعه وتقاليده فهذا
أمر عسير، بل إن هناك تباعدًا كبيرًا جدًّا بين أصول الأوس والخزرج وأصول قريش،
فقريش من أولاد عدنان، والأوس والخزرج من أولاد قحطان، وكل هذا يصعب من مهمة
الداعية


وهذا السفير الذي سيرسله رسول الله صلي الله عليه وسلم عليه
أيضًا أن يرتفع بالمؤمنين إلى أعلى درجات الإيمان، فلا يكفي فقط أن يقنع الناس
بالارتباط بهذا الدين، فما أكثر المرتبطين بهذا الدين ولا يعملون له! بل ما أكثر
المرتبطين بهذا الدين ويعملون ضده ويحاربونه ويكيدون له!! فمهمة السفير هذه ليست في
تكثير الأتباع فقط، ولكن رفع مستواهم الإيماني والجهادي إلى أعلى درجة، فإن أعباء
المستقبل ضخمة للغاية، ولن يحملها إلا أفذاذ الرجال


وهذا السفير الذي
سيرسله رسول الله صلي الله عليه وسلم لن يكون له سند من إخوانه المسلمين القدامى
ولا من رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا على فترات متباعدة، فالمسافة بين مكة
والمدينة تقترب من خمسمائة كيلو متر، ولن تكون هناك فرصة للاستشارة في كل صغيرة
وكبيرة , ولذلك فإن هذا السفير لا بد أن تكون عنده حصيلة علمية ضخمة تكفيه في
المكان النائي، ولا بد أن يكون من الرجال المستقرين نفسيًّا الذين لا يُحبَطون
بالمعاداة والتكذيب، ولا بد أن يكون من الرجال المخلصين جدًّا الذين لا يستقطبون
إلى غيرهم بإغراء من إغراءات الدنيا مهما عظم


ولا بد -أيضًا- أن يكون
هادئًا سهلاً لبقًا في كلامه دبلوماسيًّا في حواره حتى يستوعب أهل يثرب ولا ينفرهم
من الدعوة، ولا بد أن يكون متحمسًا لدعوته لا يكلّ ولا يملّ, لأن الوقت الذي يمر
عليه هناك في يثرب وقت ثمين، ففي كل لحظة تمر يعاني المسلمون في مكة من آلام جديدة،
وكذلك المسلمون في الحبشة يعانون ألم الغربة، وكلما أسرع هذا السفير في مهمته اقترب
ميعاد النجاة من هذه الآلام


مهمة عظيمة تحتاج لعظيم
نظر رسول الله
صلي الله عليه وسلم في أصحابه فوجد أن معظم صحابته تنطبق عليهم صفات السفير
المطلوب، فقد كان هذا الجيل الأول حقًّا جيلاً فريدًا، لكنه مع ذلك اختار من بينهم
رجلاً واحدًا وجد أنه أنسب الناس لهذه المهمة الجليلة الخطرة، فمن اختار؟



لقد اختار الصحابي الجليل المؤمن التقي الورع مصعب بن عمير رضي الله
عنه ولماذا مصعب بن عمير رضي الله عنه بالذات؟


سبحان الله! لقد كان
رسول الله صلي الله عليه وسلم حكيمًا لأبعد درجات الحكمة، عليمًا بالرجال إلى أبعد
درجات العلم، فقيهًا في أمور الدعوة وأمور الدين وأمور الدنيا وأمور السياسة وأمور
المعاملات إلى أبعد درجات الفقه


بحثت في أسباب اختيارهل مصعب بن عمير t
بالذات، فوجدتها أسبابًا كثيرة ومهمة جدًّا، ولا شك أن هناك أسبابًا غيرها، فأنَّى
لنا أن نحيط بحكمة رسول الله؟!
اقرأ وتأمل


أولاً: كان مصعب بن عمير
رضي الله عنه من أعلم الصحابة، وكان يحفظ كل ما نزل من القرآن، ولم يشتهر عنه ذلك
العلم لأنه مات مبكرًا، فقد مات رضي الله عنه في غزوة أحد سنة 3 هجرية، وكان رسول
الله صلي الله عليه وسلم يقدم حفظة القرآن الكريم في كثير من الأمور، في الصلاة وفي
السفارة وفي الإمارة وفي الزواج، بل كان إذا مات رجلان في غزوة وأراد أن يدفنهما في
قبر واحد قدم أكثرهما حفظًا للقرآن


والدعوة بالقرآن ليست كالدعوة بغيره
من الكلام، شتان بين كلام الخالق وكلام المخلوق، شتان بين أن يذكر الداعية آية من
القرآن بنصها كما نزلت، وبين أن يذكر معناها دون نصها، وخاصة في هذه البيئة الخبيرة
بفنون اللغة وأصولها، والمدركة لإعجاز هذه الكلمات، مصعب بن عمير t كان يحفظ كل ما
نزل من القرآن، وقد أهّله ذلك لهذا المنصب الرفيع


ثانيًا: كان مصعب بن
عمير رضب الله عنه يتصف باللباقة والكياسة والهدوء والصبر وسعة الصدر والحلم، وكل
هذه صفات محورية في الداعية الناجح. كثير من الدعاة يحملون علمًا غزيرًا وقرآنًا
كثيرًا، لكنهم يفتقدون إلى الحكمة في توصيل هذا العلم، فظاظة الكلمات وغلظة النظرات
تضع حاجزًا لا يكسر بين الداعية والمدعو، أما مصعب بن عمير رضي الله عنه فكان
رقيقًا هادئًا متواضعًا ذكيًّا، ظهر كل ذلك من دعوته في يثرب كما سنرى، ولكن رسول
اللهبخبرته بالرجال رأى كل ذلك قبل أن نراه


ثالثًا: كان مصعب بن عمير
رضي الله عنه من أشراف أهل مكة، كان من بني عبد الدار الذي يحملون مفتاح الكعبة
ويتوارثونه كابرًا عن كابر، وليس معنى هذا أن الإسلام يفرق بين صاحب الأصل الشريف
وبين غيره من الناس، ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم يراعي حالة أهل يثرب، ولا يريد
أن يفتنهم، كيف يكون حالهم إذا ذهب إليهم رجل ضعيف بسيط، عبد أو حليف، قد يرفضون
الاستماع إلى الدعوة أصلاً، ولكن مصعب بن عمير رضي الله عنه رجل يتشرف الشرفاء
بمعرفته، وكان من أغنياء القوم قبل إسلامه، بل من أغنى أغنياء مكة، نَعَمْ هو ترك
كل ذلك وأصبح الآن فقيرًا معدمًا، لكن الناس وخاصة في هذه البيئة لا ينسون الأصول،
كما أنهم يعلمون أن مصعبًا رضي الله عنه لو أراد أن يعود إلى غناه وأمواله لكان هذا
يسيرًا جدًّا، فيكفي أن يترك الإسلام ويعود إلى الأصنام وستفتح له أبواب الدنيا،
فليس فقره عن اضطرار، ولكن عن رغبة واختيار


رابعًا: سيكون مصعب بن عمير
رضي الله عنه خير قدوة للشرفاء الذين يريدون الدخول في هذا الدين، يترددون بسبب
ملكهم وأموالهم، فها هو رجل من الشرفاء الأغنياء اقتنع بهذا الدين ودخل فيه، وضحى
بما يملك ورضي بالله ربًّا وبمحمد صلي الله عليه وسلم رسولاً وبالإسلام دينًا،
وعندما يرى الناس قدوة حقيقية فإنها تكون أبلغ ألف مرة من الكلام النظري، كما أن
الفقراء إذا رأوا ذلك علموا أن هذا الدين هو خلاصهم، فهو -حقيقة- يضم الغني والفقير
ويضم الشريف والحليف ويضم العبد والحر، وهذا واقع مشاهد وليس أساطير تحكى



خامسًا: سيكون إرسال مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى يثرب إعلانًا
واضحًا لأهل يثرب ومكة وغيرها أن هذا الدين ليس ثورة من الفقراء على الأغنياء،
وسيسمع أهل الجزيرة كلهم بسفير رسول الله صلي الله عليه وسلم، وستتضح الرؤية عند من
غابت عنه لسبب أو لآخر، فما زال إلى يومنا هذا من على بصره غشاوة، فيعتقد أن دعوة
الإسلام كانت لعوامل اقتصادية خاصة بالفقراء، فها هو السفير المسلم رجل كان غنيًّا
واسع الغنى، ترك أمواله ليصبح مسلمًا وإن كان فقيرًا


سادسًا: مصعب بن
عمير رضي الله عنه رجل أثبت قدرته على الوقوف أمام فتنة الدنيا، ونجح في الاختبار
الصعب التي قامت به أمُّه معه، فإن كان على رفض الدنيا من يد أمِّه قادرًا، فهو على
رفضها من أيدي الآخرين أقدر، وبذلك يضمن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه لن يحيد
عن الطريق وهو بمفرده على بُعد خمسمائة كيلو متر منه
روى الترمذي عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال: نظر النبي صلي الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير مقبلاً
وعليه إهاب كبش (جلد) قد تنطَّق به، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: "انْظُرُوا إلى
هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَيْنَ
أَبَوَيْنِ يُغْدُوَانِهِ بِأَطْيَبِ الطَّعَامِ والشَّرَابِ، فَدَعَاَهُ حُبُّ
اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى مَا تَرَوْنَ"


سابعًا: أثبت أيضًا مصعب بن
عمير رضي الله عنه قدرته على الوقوف أمام فتنة الرئاسة، فهو من بني عبد الدار
ومكانته في قريش معروفة وزعامته فيه كانت وشيكة لولا ارتباطه بهذا الدين، ولو كان
يريد الزعامة لظل على إشراكه ولم يدخل في الإسلام، وبذلك يطمئن رسول الله صلي الله
عليه وسلم على الوضع في يثرب، وهذه مشكلة تواجه كثيرًا من الدعوات، فأحيانًا يتأثر
الناس بالداعية الذي يدعوهم ويتبعونه بصورة تصيبه بالفتنة، فيفتن في قدراته
وإمكانياته ويبدأ في الاستقلال عن الدعوة الرئيسية، وتكون بذلك فتنة كبيرة وانقسام
في الصفوف، وذلك كله مردّه إلى حب الرئاسة والزعامة
أما إذا اطمأن رسول الله
صلي الله عليه وسلم أن هذا الرجل لا تتحرك نفسه للزعامة والقيادة، فإن هذا الرجل
-ولا شك- يصبح رجلاً مناسبًا في هذا المكان، وقد رأينا النجاح العظيم الذي حققه
مصعب بن عمير رضي الله عنه في يثرب، ومع ذلك لم تتغير نفسيته، ولم يطلب ولاية في
يثرب أو في غيرها، ولم ينظر أبدًا إلى أتباعه على أنهم نتاج عمله، بل ظل عالمًا أن
الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهو على كل شيء قدير


ثامنًا: كان مصعب
بن عمير رضي الله عنه من المهاجرين إلى الحبشة الأولى والثانية، ولا ندري حقيقة متى
عاد من الهجرة الثانية وكيف عاد، ولماذا هو بالذات الذي عاد، وقد بقي هناك بقية
المهاجرين إلى العام السابع من الهجرة، ولعل رسول الله صلي الله عليه وسلم هو الذي
طلبه للعودة، ولعله كان يريده لهذه المهمة النبيلة
وهجرة الحبشة -لا شك- قد
أكسبت مصعبًا خبرة في التعامل مع الأغراب، والتعامل مع عادات وتقاليد مختلفة، فإن
كان يستطيع أن يتعامل مع أهل الحبشة -وهم ليسوا عربًا أصلاً، ويدينون بدين لا ينتشر
في مكة- فهو ولا شك يستطيع أن يتعامل مع أهل يثرب وهم من العرب ويدينون بدين مألوف
له، بل كان هو ذاته من أهل هذا الدين قبل الإسلام، فمصعب يمتلك خبرة ربما لم تتوفر
في غيره


تاسعًا: هجرة الحبشة أيضًا أكسبت مصعبًا القدرة على ترك الديار
ومفارقة الأهل والأحباب، لقد ألف مصعب أن يعيش بعيدًا عن بلده، ولا يدري أحدٌ كم
ستأخذ مهمة دعوة أهل يثرب؟ وكم سيحتاج من الوقت هناك؟
فإذا كان هناك رجل قد
علمنا أنه قد تعود على الغربة، فهذا هو الرجل المناسب


عاشرًا: مصعب بن
عمير رضي الله عنه كان يبلغ من العمر عند إرساله إلى يثرب حوالي خمسة وثلاثين
عامًا، وهو سن قد بلغ فيه درجة من النضج والكفاية تؤهله لهذا العمل الكبير، فهو ليس
شابًّا صغيرًا حتى يتهور ويندفع، وليس شيخًا مسنًّا حتى تصعب عليه الحركة والدعوة
ويشق عليه ذلك


لهذه الأسباب أو لبعضها أو لغيرها اختار رسول الله صلي
الله عليه وسلم الصحابي الجليل مصعب بن عمير لأول سفارة في الإسلام، وعادت القافلة
المباركة إلى يثرب، اثنا عشر أنصاريًّا ومهاجر واحد


تحسبونهم قلة، لا
والله بل كثيرًا، وسترى الأيام أن ما فعله هذا الرهط من الرجال قد فاق ما تفعله
أجيال وأجيال


كيف كان هؤلاء قبل الإسلام؟
كانوا لا شيء. كيف أصبحوا
بعد الإسلام؟
أصبحوا ملء سمع الدنيا وبصرها، وتلك هي معجزة الإسلام الحقيقية،
صناعة الرجال{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي
سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك: 22]


================

نقلاً عن مقال
د. راغب السرجاني
ببعض تصرف





لقد أصبح واضحًا أن هذا المكان الجديد سيكون له شأن خاص، ومن المحتمل
أن يكون دار الهجرة، وما أخذه رسول الله صلي الله عليه وسلم على الأنصار في بيعة
العقبة الأولى لم يأخذه على غيرهم, ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرر أن
يقوم بعمل ما قام به من قبل ذلك في تاريخ الدعوة بمكة، وهو إرسال سفير من الصحابة
المكيين إلى أرض يثرب مع هؤلاء الاثني عشر أنصاريًّا، حتى يمهد الأمر لقيام دولة
إسلامية في هذا المكان، هذا السفير سيكون له مهام عظيمة، سيكون من مهامه أن يمثل
رسول اللهفي هذا المكان


فما يريده الرسول صلي الله عليه وسلم من أهل
يثرب سيأتي لهم عن طريق هذا السفير، لكنه ليس سفيرًا سلبيًّا ينقل الرسائل فقط بل
له مهام أخرى جليلة، عليه أن يكون صورة متحركة للإسلام قدوة للمسلمين وغير
المسلمين، عليه أن يعلم المسلمين الإسلام، عليه أن يدعو إلى الإسلام أفرادًا جددًا،
عليه أن يزيد من القاعدة الإسلامية في هذه البلد النائي حتى تصبح حمايتها معتمدة
على أفرادها.


رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يريد للمسلمين من أهل
مكة إذا جاءوا إلى يثرب أن يعيشوا فيها كجالية أجنبية تعيش في بلد مضيف، لا يريد
لهم وضعًا كوضع المهاجرين في الحبشة، المهاجرون في الحبشة، وإن كانوا قد أتيحت لهم
حرية العبادة ونعمة الأمن، إلا أنهم شبه معزولين عن المجتمع النصراني الذي يسكن أرض
الحبشة، يعيشون كأقلية محدودة تمكث في هذا المكان لفترة ما ثُمَّ سيكون الانصراف،
أما الوضع الآن في يثرب فهو مختلف، رسول الله صلي الله عليه وسلم يخطط لإقامة
دولته، ولا بد للدولة أن تعتمد على أبنائها لحمايتها، ولا بد أن تكون الحمية في أهل
يثرب كالحمية في قلوب المسلمين في مكة، عليه أن يُمهد البلد نفسيًّا لاستقبال
المهاجرين من المدينة والحبشة ومن أي مكان، عليه دراسة أحوال يثرب العسكرية
والأمنية والاقتصادية؛ لأنه من المحتمل أن تصير دار الهجرة


ومن هنا كان
الدور الجليل الخطير للسفير الذي سيرسله رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى هذا
المكان، فعليه مهمة التخطيط لإقامة دولة، وهي مهمة صعبة ولا شك، فممارسة الدعوة بين
أناس تعرفهم وتعيش معهم وبينك وبينهم علاقات هو أمر مفهوم وميسور، لكن أن تدعو في
مكان لا يعرفك فيه أحد، ولم تزره قبل ذلك في حياتك، ولا تعرف طباعه وتقاليده فهذا
أمر عسير، بل إن هناك تباعدًا كبيرًا جدًّا بين أصول الأوس والخزرج وأصول قريش،
فقريش من أولاد عدنان، والأوس والخزرج من أولاد قحطان، وكل هذا يصعب من مهمة
الداعية


وهذا السفير الذي سيرسله رسول الله صلي الله عليه وسلم عليه
أيضًا أن يرتفع بالمؤمنين إلى أعلى درجات الإيمان، فلا يكفي فقط أن يقنع الناس
بالارتباط بهذا الدين، فما أكثر المرتبطين بهذا الدين ولا يعملون له! بل ما أكثر
المرتبطين بهذا الدين ويعملون ضده ويحاربونه ويكيدون له!! فمهمة السفير هذه ليست في
تكثير الأتباع فقط، ولكن رفع مستواهم الإيماني والجهادي إلى أعلى درجة، فإن أعباء
المستقبل ضخمة للغاية، ولن يحملها إلا أفذاذ الرجال


وهذا السفير الذي
سيرسله رسول الله صلي الله عليه وسلم لن يكون له سند من إخوانه المسلمين القدامى
ولا من رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا على فترات متباعدة، فالمسافة بين مكة
والمدينة تقترب من خمسمائة كيلو متر، ولن تكون هناك فرصة للاستشارة في كل صغيرة
وكبيرة , ولذلك فإن هذا السفير لا بد أن تكون عنده حصيلة علمية ضخمة تكفيه في
المكان النائي، ولا بد أن يكون من الرجال المستقرين نفسيًّا الذين لا يُحبَطون
بالمعاداة والتكذيب، ولا بد أن يكون من الرجال المخلصين جدًّا الذين لا يستقطبون
إلى غيرهم بإغراء من إغراءات الدنيا مهما عظم


ولا بد -أيضًا- أن يكون
هادئًا سهلاً لبقًا في كلامه دبلوماسيًّا في حواره حتى يستوعب أهل يثرب ولا ينفرهم
من الدعوة، ولا بد أن يكون متحمسًا لدعوته لا يكلّ ولا يملّ, لأن الوقت الذي يمر
عليه هناك في يثرب وقت ثمين، ففي كل لحظة تمر يعاني المسلمون في مكة من آلام جديدة،
وكذلك المسلمون في الحبشة يعانون ألم الغربة، وكلما أسرع هذا السفير في مهمته اقترب
ميعاد النجاة من هذه الآلام


مهمة عظيمة تحتاج لعظيم
نظر رسول الله
صلي الله عليه وسلم في أصحابه فوجد أن معظم صحابته تنطبق عليهم صفات السفير
المطلوب، فقد كان هذا الجيل الأول حقًّا جيلاً فريدًا، لكنه مع ذلك اختار من بينهم
رجلاً واحدًا وجد أنه أنسب الناس لهذه المهمة الجليلة الخطرة، فمن اختار؟



لقد اختار الصحابي الجليل المؤمن التقي الورع مصعب بن عمير رضي الله
عنه ولماذا مصعب بن عمير رضي الله عنه بالذات؟


سبحان الله! لقد كان
رسول الله صلي الله عليه وسلم حكيمًا لأبعد درجات الحكمة، عليمًا بالرجال إلى أبعد
درجات العلم، فقيهًا في أمور الدعوة وأمور الدين وأمور الدنيا وأمور السياسة وأمور
المعاملات إلى أبعد درجات الفقه


بحثت في أسباب اختيارهل مصعب بن عمير t
بالذات، فوجدتها أسبابًا كثيرة ومهمة جدًّا، ولا شك أن هناك أسبابًا غيرها، فأنَّى
لنا أن نحيط بحكمة رسول الله؟!
اقرأ وتأمل


أولاً: كان مصعب بن عمير
رضي الله عنه من أعلم الصحابة، وكان يحفظ كل ما نزل من القرآن، ولم يشتهر عنه ذلك
العلم لأنه مات مبكرًا، فقد مات رضي الله عنه في غزوة أحد سنة 3 هجرية، وكان رسول
الله صلي الله عليه وسلم يقدم حفظة القرآن الكريم في كثير من الأمور، في الصلاة وفي
السفارة وفي الإمارة وفي الزواج، بل كان إذا مات رجلان في غزوة وأراد أن يدفنهما في
قبر واحد قدم أكثرهما حفظًا للقرآن


والدعوة بالقرآن ليست كالدعوة بغيره
من الكلام، شتان بين كلام الخالق وكلام المخلوق، شتان بين أن يذكر الداعية آية من
القرآن بنصها كما نزلت، وبين أن يذكر معناها دون نصها، وخاصة في هذه البيئة الخبيرة
بفنون اللغة وأصولها، والمدركة لإعجاز هذه الكلمات، مصعب بن عمير t كان يحفظ كل ما
نزل من القرآن، وقد أهّله ذلك لهذا المنصب الرفيع


ثانيًا: كان مصعب بن
عمير رضب الله عنه يتصف باللباقة والكياسة والهدوء والصبر وسعة الصدر والحلم، وكل
هذه صفات محورية في الداعية الناجح. كثير من الدعاة يحملون علمًا غزيرًا وقرآنًا
كثيرًا، لكنهم يفتقدون إلى الحكمة في توصيل هذا العلم، فظاظة الكلمات وغلظة النظرات
تضع حاجزًا لا يكسر بين الداعية والمدعو، أما مصعب بن عمير رضي الله عنه فكان
رقيقًا هادئًا متواضعًا ذكيًّا، ظهر كل ذلك من دعوته في يثرب كما سنرى، ولكن رسول
اللهبخبرته بالرجال رأى كل ذلك قبل أن نراه


ثالثًا: كان مصعب بن عمير
رضي الله عنه من أشراف أهل مكة، كان من بني عبد الدار الذي يحملون مفتاح الكعبة
ويتوارثونه كابرًا عن كابر، وليس معنى هذا أن الإسلام يفرق بين صاحب الأصل الشريف
وبين غيره من الناس، ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم يراعي حالة أهل يثرب، ولا يريد
أن يفتنهم، كيف يكون حالهم إذا ذهب إليهم رجل ضعيف بسيط، عبد أو حليف، قد يرفضون
الاستماع إلى الدعوة أصلاً، ولكن مصعب بن عمير رضي الله عنه رجل يتشرف الشرفاء
بمعرفته، وكان من أغنياء القوم قبل إسلامه، بل من أغنى أغنياء مكة، نَعَمْ هو ترك
كل ذلك وأصبح الآن فقيرًا معدمًا، لكن الناس وخاصة في هذه البيئة لا ينسون الأصول،
كما أنهم يعلمون أن مصعبًا رضي الله عنه لو أراد أن يعود إلى غناه وأمواله لكان هذا
يسيرًا جدًّا، فيكفي أن يترك الإسلام ويعود إلى الأصنام وستفتح له أبواب الدنيا،
فليس فقره عن اضطرار، ولكن عن رغبة واختيار


رابعًا: سيكون مصعب بن عمير
رضي الله عنه خير قدوة للشرفاء الذين يريدون الدخول في هذا الدين، يترددون بسبب
ملكهم وأموالهم، فها هو رجل من الشرفاء الأغنياء اقتنع بهذا الدين ودخل فيه، وضحى
بما يملك ورضي بالله ربًّا وبمحمد صلي الله عليه وسلم رسولاً وبالإسلام دينًا،
وعندما يرى الناس قدوة حقيقية فإنها تكون أبلغ ألف مرة من الكلام النظري، كما أن
الفقراء إذا رأوا ذلك علموا أن هذا الدين هو خلاصهم، فهو -حقيقة- يضم الغني والفقير
ويضم الشريف والحليف ويضم العبد والحر، وهذا واقع مشاهد وليس أساطير تحكى



خامسًا: سيكون إرسال مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى يثرب إعلانًا
واضحًا لأهل يثرب ومكة وغيرها أن هذا الدين ليس ثورة من الفقراء على الأغنياء،
وسيسمع أهل الجزيرة كلهم بسفير رسول الله صلي الله عليه وسلم، وستتضح الرؤية عند من
غابت عنه لسبب أو لآخر، فما زال إلى يومنا هذا من على بصره غشاوة، فيعتقد أن دعوة
الإسلام كانت لعوامل اقتصادية خاصة بالفقراء، فها هو السفير المسلم رجل كان غنيًّا
واسع الغنى، ترك أمواله ليصبح مسلمًا وإن كان فقيرًا


سادسًا: مصعب بن
عمير رضي الله عنه رجل أثبت قدرته على الوقوف أمام فتنة الدنيا، ونجح في الاختبار
الصعب التي قامت به أمُّه معه، فإن كان على رفض الدنيا من يد أمِّه قادرًا، فهو على
رفضها من أيدي الآخرين أقدر، وبذلك يضمن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه لن يحيد
عن الطريق وهو بمفرده على بُعد خمسمائة كيلو متر منه
روى الترمذي عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال: نظر النبي صلي الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير مقبلاً
وعليه إهاب كبش (جلد) قد تنطَّق به، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: "انْظُرُوا إلى
هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَيْنَ
أَبَوَيْنِ يُغْدُوَانِهِ بِأَطْيَبِ الطَّعَامِ والشَّرَابِ، فَدَعَاَهُ حُبُّ
اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى مَا تَرَوْنَ"


سابعًا: أثبت أيضًا مصعب بن
عمير رضي الله عنه قدرته على الوقوف أمام فتنة الرئاسة، فهو من بني عبد الدار
ومكانته في قريش معروفة وزعامته فيه كانت وشيكة لولا ارتباطه بهذا الدين، ولو كان
يريد الزعامة لظل على إشراكه ولم يدخل في الإسلام، وبذلك يطمئن رسول الله صلي الله
عليه وسلم على الوضع في يثرب، وهذه مشكلة تواجه كثيرًا من الدعوات، فأحيانًا يتأثر
الناس بالداعية الذي يدعوهم ويتبعونه بصورة تصيبه بالفتنة، فيفتن في قدراته
وإمكانياته ويبدأ في الاستقلال عن الدعوة الرئيسية، وتكون بذلك فتنة كبيرة وانقسام
في الصفوف، وذلك كله مردّه إلى حب الرئاسة والزعامة
أما إذا اطمأن رسول الله
صلي الله عليه وسلم أن هذا الرجل لا تتحرك نفسه للزعامة والقيادة، فإن هذا الرجل
-ولا شك- يصبح رجلاً مناسبًا في هذا المكان، وقد رأينا النجاح العظيم الذي حققه
مصعب بن عمير رضي الله عنه في يثرب، ومع ذلك لم تتغير نفسيته، ولم يطلب ولاية في
يثرب أو في غيرها، ولم ينظر أبدًا إلى أتباعه على أنهم نتاج عمله، بل ظل عالمًا أن
الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهو على كل شيء قدير


ثامنًا: كان مصعب
بن عمير رضي الله عنه من المهاجرين إلى الحبشة الأولى والثانية، ولا ندري حقيقة متى
عاد من الهجرة الثانية وكيف عاد، ولماذا هو بالذات الذي عاد، وقد بقي هناك بقية
المهاجرين إلى العام السابع من الهجرة، ولعل رسول الله صلي الله عليه وسلم هو الذي
طلبه للعودة، ولعله كان يريده لهذه المهمة النبيلة
وهجرة الحبشة -لا شك- قد
أكسبت مصعبًا خبرة في التعامل مع الأغراب، والتعامل مع عادات وتقاليد مختلفة، فإن
كان يستطيع أن يتعامل مع أهل الحبشة -وهم ليسوا عربًا أصلاً، ويدينون بدين لا ينتشر
في مكة- فهو ولا شك يستطيع أن يتعامل مع أهل يثرب وهم من العرب ويدينون بدين مألوف
له، بل كان هو ذاته من أهل هذا الدين قبل الإسلام، فمصعب يمتلك خبرة ربما لم تتوفر
في غيره


تاسعًا: هجرة الحبشة أيضًا أكسبت مصعبًا القدرة على ترك الديار
ومفارقة الأهل والأحباب، لقد ألف مصعب أن يعيش بعيدًا عن بلده، ولا يدري أحدٌ كم
ستأخذ مهمة دعوة أهل يثرب؟ وكم سيحتاج من الوقت هناك؟
فإذا كان هناك رجل قد
علمنا أنه قد تعود على الغربة، فهذا هو الرجل المناسب


عاشرًا: مصعب بن
عمير رضي الله عنه كان يبلغ من العمر عند إرساله إلى يثرب حوالي خمسة وثلاثين
عامًا، وهو سن قد بلغ فيه درجة من النضج والكفاية تؤهله لهذا العمل الكبير، فهو ليس
شابًّا صغيرًا حتى يتهور ويندفع، وليس شيخًا مسنًّا حتى تصعب عليه الحركة والدعوة
ويشق عليه ذلك


لهذه الأسباب أو لبعضها أو لغيرها اختار رسول الله صلي
الله عليه وسلم الصحابي الجليل مصعب بن عمير لأول سفارة في الإسلام، وعادت القافلة
المباركة إلى يثرب، اثنا عشر أنصاريًّا ومهاجر واحد


تحسبونهم قلة، لا
والله بل كثيرًا، وسترى الأيام أن ما فعله هذا الرهط من الرجال قد فاق ما تفعله
أجيال وأجيال


كيف كان هؤلاء قبل الإسلام؟
كانوا لا شيء. كيف أصبحوا
بعد الإسلام؟
أصبحوا ملء سمع الدنيا وبصرها، وتلك هي معجزة الإسلام الحقيقية،
صناعة الرجال{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي
سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك: 22]


================

نقلاً عن مقال
د. راغب السرجاني
ببعض تصرف


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أول سفير في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حول التهجم على الإسلام ورسول الإسلام
» حول التهجم على الإسلام ورسول الإسلام
» الأوائل في الإسلام
» السلام في الإسلام بين...
» الإسلام والعقل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: السير والتراجم وأعلام الإسلام :: علماء العرب-
انتقل الى: