الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: حديث القلب السبت أغسطس 13, 2011 11:33 am | |
| الحمد لله تعالى القائل في محكم التنزيل
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الآية 185 سورة البقرة والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله خير من صام وقام وتعبد القائل (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) وعلي آله وأزواجه وذريته وصحبه
أخي المسلم أختي المسلمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبعث إليكم جميعاً رسالتي هذه محملة بالتحيات العطرة بهذه المناسبة العظيمة سائلاً المولي عز وجل أن يجمعنا وإياكم في دار كرامته , وأقدم فيها نصيحة ما جئت فيها بجديد ولكن من واقع ما تلاحظ وتشاهد لنا كثيراً من أفعال وأعمال لا تليق بهذا الشهر الكريم أو بغيره من سائر الشهور في العبادات 0 وأني أعتبرها بمثابة موعظة وذكري أرجو أن تتقبلوها مني بصدر رحب وتبادلوني النصح والإرشاد
أولاً : لقد خص الله تبارك وتعالي شهر رمضان عن غيره من سائر الشهور بكثير من الخصائص والفضائل فتعالوا لنذكر منها : خلوف فم الصائم أطيب عند الله تبارك وتعالي من ريح المسك استغفار الملائكة للصائمين حتي يفطروا يزين الله تبارك وتعالي جنته كل يوم ويقول سبحانه ( يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة والأذي ثم يصيروا إليكِ)
تصفد فيه الشياطين تفتح فيه أبواب الجنة وتوصد فيه أبواب النار فيه ليلة خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر أوله رحمه وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار لله تعالي في كل ليلة منه عتقاء من النار
ثانياً الأعمال الصالحة
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف , يقول الله تبارك وتعالي إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي , للصائم فرحتان : فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه , ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله تبارك وتعالي من ريح المسك
فلا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط وإنما قال الرسول صلي الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) أخرجه البخاري وقال صلي الله عليه وسلم : (الصوم جنة فإذا كان صوم احد منكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل , فإن سابه أحد فليقل إني صائم وفي رواية إني أمرؤ صائم ) أخرجه البخاري ومسلم فإذا صمتم فليصم السمع والبصر واللسان وكل الجوارح ولا يكون يوم الصوم كا يوم الفطر
* تأدية الصلاة في أوقاتها : الصلاة في سائر الشهور والأيام لابد من تأديتها في أوقاتها ولا يتم تأخيرها مهما كانت الأعذار, فهي مبنياً عليها سائر الأعمال , إن صلحت, صلحت سائر الأعمال , والالتزام بذلك والحرص عليها وعدم تأخيرها أو جمعها لتأديتها مع بعض حيث شاهدنا الكثيرين والكثيرات أمام الوسائل المرئية المختلفة جالسون وجالسات يشاهدون ويشاهدن ما يفسد عليهم الصوم من بذاءت وفجور خاصة وقد استعدت الأجهزة بمختلف مسمياتها منذُ فترة لذلك والمؤذنون ينادون حي الصلاة , حي علي الفلاح فأيهما صلاح لك يا أخي وأيهما فلاح لكٍ يا أختاه , مشاهدة هذا الفجور والإسفاف , أم تلبية نداء الرحمن نسمع من الكثيرين والكثيرات أننا نسلي صيامنا ! ويا للعجب العجاب! فبما يُسلي الصيام بمشاهدة راقصة أو سماع أغنية ماجنة أو كليب خليع
هل تسلية الصيام بمشاهدة الخلاعة والمفاسد والأحضان والقبلات والمشاهد التي تثير الغرائز وتفسد العقائد وتبيح المحرمات وتبطل الصوم فهل هذا هو مفهوم الصيام لديكم فإذا كان ذلك فلا حاجة أن تأكلوا وتشربوا بدلاً من تعذيب أنفسكم بالجوع والعطش , فليس لله حاجة في أن تدعو طعامكم وشرابك0 أيهما يُسلي به الصيام هذا الذي تزعمون وتفترون أم تلبية نداء الحق ....... نداء الرحمن ...... حي الصلاة , حي علي الفلاح أو تفاجىء بآخرين يقولون لك هذا شيء وهذا أخر يقصدوا أن الصلاة منفصلة عن الصوم ولا علاقة هذا بذاك نقول لهم لا وألف لا ؟ ألم تسمعوا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ألم تسمعوا قوله صلي الله عليه وسلم الذي بيننا وبينهم إقامة الصلاة وقوله صلي الله عليه وسلم إن صلحت, صلحت سائر الأعمال ألم تعلموا أنها أول ما فرض من العبادات والفرائض من فوق سبع سموات العبادات جزء واحد لا يتجزاء والصلاة مبنياً عليها سائر الأعمال
ومما تلاحظ أيضاً في هذا الشهر المبارك من يقلبون نهاره ليلاً وليله نهاراً وذلك بالسهر طوال الليل أمام الأجهزة المرئية المختلفة قنواتها ومادتها المبثوثة عبرها والتي كما ذكرنا لا تعين علي الطاعة أو العبادة بل تساعد علي المعصية أو الجلوس علي المقاهي أو الجلوس علي الأرصفة والوقوف بالنواصي والاجتماع علي المعصية , وقضاء نهاره نوماً وإذا كان موظفاً نام في مقر عمله ولم تستطيع أن تنجز منه مصلحة فيهب فيكِ ياخي الدنيا رمضان والناس زهقانة وتعبانة ويترك عمله قبل موعده مسرعاً للبيت لينام لا يا أخي و يا أختاه فرمضان ليس هذا أبداً ولم يكون هكذا , فلم يأمر الله تعالي بان يقلب الليل الذي جعله لنا لباساً وسكناً وراحة لنسهر نرتكب فيه المعاصي والنهار الذي جعله لنا نشوراً للعمل والتماس الأرزاق ليلاً ننامه ولتعلم يا أخي ويا أختاه أن المعصية في نهار رمضان لا تقل عنها في ليله
قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك : المداومة علي قراءة ورد يومي من القرآن بخشوع وتدبر لمعانيه وفهم آياته والعمل بأوامره والانتهاء نواهيه واجتناب حرماته , وليس العبرة بعدد مرات ختمه بدون فهم أو تدبر فذلك كالحمار الذي يحمل أسفارا , فهو يحمل فوق ظهره أثقالاً وهو لا يدري ماذا الذي يحمله وقد شاهدنا كثيراً يتفاخرون بعدد مرات ختم القرآن وهم للأسف لا يتدبرونه , نراهم في الطرقات , في جميع وسائل المواصلات , وأثناء سيرهم في الشوارع والحواري والطرقات والأزقة , في أماكن العمل , في كل مكان حاملين المصاحف بأيدهم يتمتمون , أشبه بآلة التسجيل , فمن أين يكون الخشوع أو يتأتي الفهم أو يكون التدبر, فلا يا أخي ويا أختاه لا يقرأ القرآن بهذه الطريقة أبداً , لابد من السكينة والوقارفيكفيكم ساعة من ليل أو نهار يُختلي فيها للقراءة في مكاناً ترفرف عليه السكينة ويحوطه الوقار ويعمه الهدوء أوفي حلقات الذكر الجماعي مما يعين ويساعد علي الخشوع والتدبر والفهم الصحيح, وبعيداً عن الرياء حيث في أثناء السير أو في المواصلات كما نري لا يكون فيها خشوع أو تدبر نهائيا ...ومن أين يأتي أساساً التدبر والخشوع ؟
وها هو أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يروي عنه أنه حفظ سورة واحدة فقط من سورة القرآن وهي سورة البقرة في عشر سنوات فكان رضي الله تعالي عنه يحفظ الآية ليس لمجرد الحفظ , بل كان يحفظها متدبراً لمعانيها فاهماً وواعياً لمقاصدها ثم يطبقها عملياً , ثم ينتقل للتي تليها وعلي هذا المنوال كانوا صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم
* التعصب أو العصبية الزائدة عن الحد : لقد تلاحظ توتر عدد كبير وتعصبهم , وسرعة غضبهم , بحجة الصوم, وأن الصوم برئ من هذا , فينفجرون كالبركان الثائر, ويتلفظوا بما لا يليق بالصيام ........ فهل هذا بصوم ! يدخل الزوج البيت والشر في عينيه لا يحتمل كلمة من طفله أو طفلته... وتقوم الدنيا ولا تقعد لو طلبت منه زوجته طلب , أو لم تقوم بتجهيز ما لذ وطاب ... تجد الألفاظ خرجت كالسيل المنهمر .....حتي في رمضان ها تحرمونا من الأكل , ما نصوم الليل بالمرة وهكذا مما يحدث بشكل يومي تحت عباءة الصوم والصوم برئ منها ناهيك عن قبل موعد الإفطار فقد سمعنا أن البعض يسمونها ساعة الشيطان -- نعوذ بالله من ذلك , الساعة التي فيها كل الروحانيات والتجليات , و يكون فيها الدعاء مستجاب ...... تسمي بذلك نعوذ بالله
قيادة السيارات قبل موعد الإفطار بسرعة جنونية وما يترتب علي ذلك من ندم كل ذلك الصوم برئ منه فلا بد من التحلي بالصبر الذي هو أعلي مراتب الإيمان فالصيام هو الصبر علي كل ما يعترينا في كل لحظة
*اجتناب قول الزور والفحش من القول والغيبة والنميمة حيث تلاحظ أن ذلك يزداد في رمضان بشكل ملحوظ والعياذ بالله – مما يعد من مبطلات الصوم , ولنا في قصة الفتاتان اللتان صامتا وأمرهما رسول الله صلي الله عليه وسلم بالقئ فتقياء قيحاً ودما فهي قصة معروفة ومعلومة الأسباب
*من الملاحظ أيضاً إعداد موائد الإفطار بكل ما لذ وتشتهي الأنفس ثم يلقي في القمامة , وإذا قيل لما هذا الإسراف فتجد من يسارع بالقول هذا شهر كريم شهر الخير والبركة نعم حقاً شهر كريم وشهر خير وبركة وليس إسراف وتبذير وديون , شهر كريم وخير وبركة ليعود ذلك علي فقراء المسلمين ولنشعر بما هم فيه من فقر وقحط وجوع وحاجتهم إلي كسرة تسد جوعهم وأنتم تلقوا بكل ذلك في القمامة بحجة شهر كريم وبركة , لا يا أخي ويا أختاه النفس دنيئة فلا تطيعوها بالإسراف والتبذير كيف تستلذ بلقمة وتستصغها وجارك لا يجد ما يفطر عليه , نعم الخير كثير في هذا الشهر . ولكن لا ليلقي في القمامة , بل للتراحم والشعور والإحساس بالمحتاجين
أخي أختاه في كل مكان وزمان أخاطب فيكم الروح الطاهرة الصافية والقلب النقي الطيب بأن تبتعدوا عن كل ما يفسد عليكم صومكم ويجلب عليكم الشقاء رمضان أخوتي ثلاثون يوما من ثلاثة مائة وخمسة وستون يوم, شهر من اثني عشر شهر, أغتنموا منه مغانمه وازدادوا منه خيراً وثوابا لتنالوا جزيل الأجر وتدخلوا الجنة من باب الريان ولا تجعلوه كسائر أيامكم بل أضل فيكون حسرة وندامة عليكم , صلوا فيه أرحامكم , تعطفوا وتصدقوا علي اليتامى والمساكين والفقراء , أحفظوا كل جوارحكم , أجعلوه شفيعاَ لكم لا حجة عليكم , فما هو إلا أياماً معدودات تزودوا منها بخير الطاعات والأعمال الصالحات فلا ندري هل ستعود علينا أم سنكون في عِداد الأموات وأخيراً أتمني لكم صوماً مقبولاً وإفطاراً شهياً وقياماً مأجورا و أجراً علي الطاعات والصدقات مأمولاً
| |
|