ضيفتنا اليوم بلدة فلسطينية ذات تاريخ عريق وحضارة زاهرة
امتدت لأكثر من 3000 عام ،تخللها العديد من الأحداث والوقائع التاريخية الهامة
لفلسطين وللمنطقة بشكل عام وأطلق عليها المؤرخون لقب عاصمة الرومان في فلسطين ..
ضيفتنا اليوم هي بلدة سبسطية
متحف فلسطين الأثري
موقعها :
تقع البلدة في الشمال الغربي لمدينة نابلس جبل النار تبعد عنها
15 كم وبالتحديد على الطريق الواصل بين نابلس و جنين القسام، تقع على سفح جبل
ارتفاعه 450م عن سطح البحر ينتهي بسهل تحيط به الحقول والبساتين النضرة ، وتشتهر
بزراعة الزيتون والأشجار المثمرة كالخوخ والمشمش ولا زلت اذكر أشجارها المثمرة
الجميلة عندما كنا نسلك الطرق الملتفة بها للخروج والدخول من مدينة نابلس مع بداية
انتفاضة الأقصى عام 2000 م.
تجاوز عدد سكانها اليوم 3000 شخص
التسمية :
نظراً لتاريخها العريق ولتعدد الحضارات والأمم التي سكنتها ، تعدد
الروايات والتكهنات في أصل تسميتها :
ففي رواية أن التسمية تعود إلى
الملك شومر (سومر) التي تعني الحارس، حيث يُعتقد بأن سبسطية أقيمت على البقعة التي
كانت عليها بلدة (السامرة) التي تعود بتاريخها إلى (في نحو 885 ـ 874 ق.م)
وفي
رواية أخرى أن أصل كلمة سبسطية هو يوناني ومعناها " الموقر " .
وغير اسمها
هيردوس الكبير الآدمي ودعاها " سه بسته "وهي كلمة يونانية بمعنى " أغسطس" اللاتينية
أي سيد واحتفظت المدينة بهذا الاسم حتى اليوم ..
فتحها العرب بقيادة عمرو بن
العاص
تاريخها الحافل بالأحداث والوقائع
مرت المدينة بعدة حقب
تاريخية هامة :
مرحلة
يرجع تاريخها إلى العصر البرونزي، عندما سكنها أقوام
بدائيون، ويعتقد أنهم من قبائل الكنعانيين، وفي أوائل القرن التاسع ق.م بنى الملك
العمري (أحد ملوك إسرائيل) مدينة أسماها (شامر) فوق التلة موقع القرية.
ومنها
جاء أسم السامرة، وشهدت المدينة فترات ازدهار وفترات ضعف حتى اجتاحها الآشوريون عام
805ق.م واستباحوها مرة أخرى عام 721ق.م، وانتهت مملكة السامرة، وجاء عهد الاسكندر
الكبير 331-107ق.م وتحولت المدينة إلى مدينة يونانية، إلى أن دمرت عام 107ق.م نتيجة
ثورة على الإغريق، وفي عام 63م أعاد الرومان بناءها وسميت من يومها بسبسطية
حقبة الرومان
فقد سكنها هيرودوس وكانت مركزاً لحكمه في ظل
السيطرة الرومانية، وعندما اعترفت الإمبراطورية الرومانية بالديانة المسيحية في
أوائل القرن الرابع الميلادي أصبحت مركزا للأسقفية، وتعرضت المدينة لهزة أرضية عام
1330م، وهدمت حتى الاحتلال الصليبي في القرن الثامن عشر الميلادي، حيث أعاد
اليونانيون بناء كنيسة التلة..
سبسطية ورغم ما مر عليها من متغيرات لا زالت
تحتفظ بالعديد من الآثار الهامة التي تجعلها قبلة للزوار والسياح وتبشر بمستقبل
واعد للسياحة في فلسطين إذا ما لاقت الاهتمام المطلوب
شارع الأعمدة سنة
سبسطية مدينة أعاد بناءها هيرودس
في سنة 30 قبل
الميلاد ، منح الامبراطور أوغسطس المدينة الى هيرودس الكبير الذي سماها على شرفه
باسم سباستي ( اغوستا باليونانية ) ، وبدأ بعد ذلك فورا بتشيد المباني التي من
بينها معبد كبير لروما و أوغسطس مع فناء ضخم حولها و ملعب ومسرح و أبنية عامة اخرى.
وعمل على توطين ستة آلاف مواطن جديد في المدينة ، وهم الجنود الذين حاربوا من أجله
فأعطاهم اراضي جيدة ووضع لهم دستورا خاصا، وأعاد تحصين المدينة بجدران
أسمك
كان هيرودس مرتبط بالمدينة من قبل ، حيث لجأ اليها بعد ان أنقذ أمه و
ابناءه من ماسادا ، وفي السامرة تزوج مرة اخرى من مريم من سلالة الملوك الحشمونيين
و كهنة القدس ذوي المناصب العليا في سنة 37 قبل الميلاد. بعد موت هيرودس دخلت
سباستي في الأراضي التابعة لابنه اركيلوس حتى اقالته عن حكمه من قبل الامبراطور
أغسطس و ارساله الى منفاه في سنة 6 بعد الميلاد
سبسطية .... المستعمرة
الرومانية
أعيد بناء المدينة في القرن الثاني بعد الميلاد من قبل
الامبراطور سبتيموس سفيروس ، عندما منحها حقوق المستعمرات الرومانية ، واسماها "
كولونيا لوسياسبتيما سبسطي " وذلك بعد القتال على الامبراطورية الذي نشب بين
سبتيموس سفيروس وبين بشنيوه نيغرو ، حيث ساندت سبسطية سفيروس ، وفي المقابل كانت
جائزتها الحصول على حقوق المستعمرات الرومانية. بعكس ما حصل مع مدينة نابلس حيث
دعمت نيغرو الذي خسر القتال وبذلك خسرت نابلس لمدة من الزمن حقوق المستعمرات
الرومانية . و تعود الآثار البارزة التي نراها اليوم في مدينة سبسطية لتلك الفترة ،
فقد اعيد بناء معبد اغسطس و المسرح و معبد كوري و الملعب الذي بني بشكل اكبر و ابهى
، واتسعت مساحة المدينة بساحة عامة مع صفوف اعمدة ، وبنيت البازيليكا و شارع
الأعمدة ، حيث بنيت كلها من الحجر الكلسي الصلب الرمادي اللون ، مع اعمدة طويلة ذات
قواعد أثنية و جذوع أعمدة من قطعة واحدة و تيجان كورنثية. و كانت المدينة محاطة
بجدار فيه أبراج مرتبطة بمداخل البوابات في الغرب و الشمال
كانت سبسطية
مكانا صغيرا ، ولذلك فان ثروتها حصلت من استغلال المناطق المجاورة بها مباشرة ، و
ان كمية و نوعية الأبنية الموجودة في سبسطية تثير الدهشة ، حيث كان مطلوباً اكثر من
ستة مائة جذع عمود ، بطول كل واحد اكثر من اربعة امتار لشارع الاعمدة ، ومئة و ستين
جذع عمود اخرى من نفس النوع للملعب ، وكذلك جذوع اعمدة اكبر حجما للبازيليكا ، وكان
وزن معظم المقاعد في المسرح يصل الى مئتين و خمسون كغم ، ومنذ القرن الثالث بدأ عدد
سكان سبسطية يتناقص ، و هجرت معظم المباني العامة ، بما فيها الملعب و انتقلت
الحياة الى الأسفل اين تقوم مدينة سبسطية الحالية
مشهد بعيد لحارتنا التقطتها من منطقة التلة ، ويظهر فيما يظهر منزلي
من بعيد
صورة لمسجد سبسطية التقطتها من مركز سبسطية الثقافي
من حياة
سيدنا يحي عليه السلام
1+2 في قبو تحت الارض حيث كان سيدنا يحي مجسم من حجر
خاص جسم انسان مقيد وقد قطع رأسه والى جانبه مجسم لرأس عجل؟
وفي المكان يقال
هناك قبر في سرداب مغلق منذ مئات السنين ؟؟!!
3 المسجد الذي بناه صلاح الدين الايوبي في القرية وبجانب الكنيسة
مباشرة التي هي بجوار القبو ومحراب سيدنا يحي عليه السلام
تحف واثارات قديمة
الاكلات الشعبية
أما في وسط مدينة سبسطية فيقع أثر تاريخي عظيم،
وهو:
مقبرة الملوك المدفون فيها أحد ملوك الرومان، ويشير مظهر المقبرة
الخارجي إلى عظمة العمارة في ذلك الفصل من التاريخ، ويدل على ذلك دقة صنع التماثيل
المنقوشة على القبور والتي جسدت ملوكاً وحراساً واسوداً وأطفالاً يحملون عناقيد
عنب، وأسفل المقبرة يشير سرداب التهوية إلى وجود غرفتين فيها مجمع قبور.
المدرج الروماني سنة 1910
البياد ر ويظهر خلفه احد المطاعم
الفن المعماري لأعمدة المسجد
جامع القرية يقوم على
بقعة الكنيسة التي أقيمت في القرن الرابع للميلاد واشتهر باسم " مشهد زكريا " والد
يحي عليه السلام ، وفي أيام الصليبيين حولوه إلى كنيسة باسم " يوحنا المعمدان "
وبعد أن استولى عليها صلاح الدين ، أعاد المسجد ووضع منبراً فيه وفي سنة 1310 هــ
أضاف السلطان عبد الحميد للجامع القسم الشرقي ، وأقام مئذنته ، وبالقرية أيضاً قبر
الصحابي " شداد بن أوس الخزرجي
فرقة دبكة مركز سبسطية الثقافي
كشافة سبسطية
أقيمت بسبسطية العديد من المهرجانات السياحية
والتراثية والفنية كخطوة فلسطينية لإعادة الحياة لهذه المدينة الجميلة والغنية بكل
مقومات السياحة والجمال والتراث ، وقد لاقت إقبالا جماهيريا منقطع النظير ..
ان شاء الله ما تكونو مللتوا
هاذة بلدتنا ترحب بكم
وتتشرف بكم في كل وقت وكل حين
وهذة البيوت الصغيرة في حجمها تتسع لكل
الاهل والاحباب
اهلا ومرحبا بكم وحياكم الله