الولي الشيخ محمد حنانة رضي الله عنه
الحمد لله رب العالمين القائل
بسم الله الرحمن الرحيم
(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ
الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس 62-64
والصلاة والسلام علي المبعوث من الله رحمة للعالمين سيدنا محمد رسول الله القائل فيما ورد في صحيح البخاري أبي هريرة رضي الله عنه عن رب العزة(إن الله تبارك وتعالي قال : من عاد لي ولياّ فقد أذنته بالحرب وما تقرب إليّ بشيء أحب إليّ مما أفرضت عليه ومازال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها , وإن سألني أعطيته , ولئن استعاذتي لأعيذنه )
اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد من صلي عليه وعدد من لم يصلي عليه وعدد كل
شيء تعلمه وعلي آله وأزواجه أمهات المؤمنين وعلي أصحابه الأطهار الميامين ,
وعلي سائر الأنبياء والمرسلين والملائكة أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتناول سيرة لعارف ولي فاضل عمل بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله وعليه وسلم وتبعه أبنه فنالا الفوز العظيم مصداقاً لقول الحق تعالي
أنه الولي العارف بالله تعالي الشيخ /محمد حنانة , والد الولي العارف بالله تعالي الشيخ /صادق أبو حنانة رضي الله عنهما
ورد أن عائلة الولي العارف بالله تعالي الشيخ /محمد حنانة أصولها من الجزيرة العربية وكان يطلق عليها عائلة السرار , نسبة إلي بلدتهم في الجزيرة العربية حيث توجد هذه البلدة هناك
أما لقب حنانة أو أبو حنانة كان يطلق علي الشيخ وعلي ولده فقط .إلا أنه الأن يطلق علي العائلة من قبيل تسمية الأصل بالفرع عائلة الشيخ أبوحنانة
حفظ الولي العارف بالله تعالي الشيخ /محمد بن أحمد حنانة رضي الله عنه القرآن الكريم في بني عدي ( منفلوط) وذلك في كتاب الشيخ/ أحمد بن منصور الشقيري العدوى , وتلقي العلوم الشرعية والعربية عن العالم الفاضل الشيخ/محمد بن عبد الجواد بن محفوظ العدوي والشيخ / أحمد بن منصور الشقيري العدوى , رضي الله عنهما والذي كان ينوب أيضاً عن الشيخ الشيخ/محمد بن عبد الجواد بن محفوظ العدوى , رضي الله عنه, في مسجد عليو الكبير – بناحية بني عدي ( منفلوط) ومازال هذا المسجد موجود للأن وتم تجديده عدة مرات وألحقت كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم وحجرات لتدريس علوم الشريعة والفقه للنساء
والمسجد للرجال
فتوثقت صلة الولي العارف بالله الشيخ / محمد بن محمد حنانة بشيخه لنجابته وشغفه بحب العلم
فتقدم الولي العارف بالله الشيخ محمد حنانة رضي الله عنه للزواج من كريمة شيخه وأستاذه الشيخ / أحمد بن منصور الشقيري العدوى , ويجدر بنا في هذا
الصدد أن ننوه أنه من عادات أهل بني عدي أو العدوية كما يطلق عليهم ألا
يزوجوا بناتهم لغير العدوى
ولكن الولي العارف بالله الشيخ محمد حنانة رضي الله عنه , كان يعتبر نفسه
عدوياً ( من بني عدي ) حيث كتب بخط يده ( شرح تحفة الإخوان في علم البيان
للأستاذ العارف بالله تعالي سيدي / أحمد الدردير أبو البركات , رضي الله
تعالي عنه وأرضاه) ثم أورد في أخر المخطوط ( وكان الفراغ من كتابته علي يد
العبد الفقير إلي رحمة ربه القدير – محمد بن أحمد الملقب بحنانة العدوى
بلداً البادي إقامة غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولكل المسلمين بمنه
وكرمه آمين وذلك في يوم الخميس الموافق لأربعة وعشرين من شهر ربيع الأول
الذي هو من شهور سنة 1303هـ ألف وثلاثمائة وثلاث من هجرة سيد الأنام عليه
أفضل الصلاة والسلام آمين ) حيث أقام في بني عدي فترة مما جعله ينتسب إليها
, قبل انتقاله للبادية كما سيجيء بعد
فضلاّ عن انه حفظ كتاب الله تعالي ودرس علوم الشرع والفقه في بني عدي ,
والعلم رحم بين أهله , فلا غرابة أن ينتسب إليها , بل كل العدوية يفخرون
بذلك
نعود لطلب زواجه رضي الله عنه من كريمة أستاذه وشيخه الشيخ/ أحمد بن منصور
الشقيري العدوى , رضي الله عنه, حيث وافق أستاذه وشيخه رضي الله عنه , لما
ارتضاه من دين وخلق الشيخ محمد حنانة رضي الله عنه , عملاً بحديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم الذي يقول فيه صلي الله عليه وسلم " إذا آتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"
في ذلك الوقت كان للشيخ/ أحمد بن منصور الشقيري العدوى رضي الله عنه ثلاثة
أبناء ذكور هم الشيخ/ العالم الفقيه محمد , والصوفي الحاج أحمد المزارع ,والشيخ عبدالسلام , وله من الإناث أربعة بنات
تزوج الولي العارف بالله تعالي الشيخ /محمد حنانة رضي الله عنه ابنة أستاذه وشيخه ورجع بزوجته العدوية إلي البادية " نجوع العرب " وهو الآن يسمي نجع أبو حنانة وفيه المقام والمسجد
عاد الشيخ ومعه زوجته والتي كانت حافظة لكتاب الله ومتفقهة في العلوم الشرعية إلي النجع وفي صدره العلم الذي تعلمه علي أيدي شيوخه وأساتذته في بني عدي
ويجدر بنا أن نذكر واقعة كرامة لزوجته العارفة التقية الورعة عند قدومها معه إلي النجع لأول مرة
كان العرب يعيشون هناك ويأتون بالمياه في "القرب"المعروفة آنذاك من أماكن بعيده جداً حيث الصحراء القاحلة آنذاك , فعند وصولها مع زوجها الشيخ رضي الله عنه فأشارت إلي مكان وقالت أحفروا البئر هنا , فحفروا البئر وببركة الله تعالي نبعت المياه وفاضت علي أهل النجع فكان قدومها مصدر خير وبركة علي النجع كله
وتفرغ الولي العارف بالله تعالي الشيخ /محمد حنانة لتدريس العلوم الشرعية والفقه وتحفيظ القرآن الكريم لأهل البادية والنجوع المجاورة حيث كان العالم الوحيد في هذه النجوع , فنهلوا من علمه وكان يفصل في منازعاتهم ويفقههم في أمور دينهم ويدون لهم معاملاتهم ويحرر لهم عقود الزواج
ويقف الولي العارف بالله تعالي الشيخ /محمد حنانة عند ذلك بل كان رضي الله عنه شاعراً ينظم الشعر في المناسبات ويؤرخ بالشعر وعثر في مكتبته رضي الله عنه علي قصائد منها تهاني ومنها تاريخ لمولود ومنها تأريخ لبناء مسجد القطب
بمنفلوط ومرئية نظمها في رثاء أستاذه وشيخه وصهره الشيخ/ أحمد بن منصور
الشقيري رضي الله عنه
وقد عثر له رضي الله عنه علي قصائد لشعراء عدوية من بني عدي حيث كان رضي
الله عنه يراسلهم ويراسلونه منها قصيدة في رثاء سعد زغلول للشيخ الولي القطب محمد الجغلوفي العدوى , وقصيدة مرسلة له من الشاعر إبراهيم عبدالرحمن الشيخ العدوى في رثاء المرحوم (مريض علي ) , وقصيدة في رثاء الشيخ الجليل محمد محفوظ العدوى المتوفى في 1905م للشاعر عبد الرحيم الخطيب العدوى
وحيث كان في عصر الولي العارف بالله الشيخ / محمد حنانة يؤرخون بالشعر
فالحدث الذي تكتب قصيدة وفي أخر بيت تصاغ كلماته وفقاً لحساب الجًُمل لأن كل حرف من الحروف الأبجدية يدل علي رقم من الأرقام فتجمع أحرف البيت وكلماته بحيث تطابق السنة الذي وقع فيها الحدث وذلك طبقاً للتقويم الهجري
فهذه قصيدة بمناسبة مولود لصديقه ( محمد الأمين) نجل المرحوم الشيخ محمد
حافظ العدوى يفهم منها أنه ولد عام 1331هـ بعنوان لما بدا نور الأمين ولاح
يقول الولي العارف بالله الشيخ / محمد حنانة في النصف الثاني منها
سنة 1331هـ
وقصيدة أخرى , فعند بناء مسجد القطب الولي الشهير الشيخ/ علم الدين بمدينة
منفلوط , يؤرخ له الولي العارف بالله الشيخ محمد حنانة فيقول
سنة 1331هـ
فكانت للولي العارف بالله الشيخ محمد حنانة رضي الله عنه مكانة أدبية عالية
جعلت كثيراً من علماء وشعراء بني عدي العدوية يتصلون به ويراسلونه
بقصائدهم
ومنهم الشيخ إبراهيم عبد الرحمن الشيخ العدوي في قصيدة يقول فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد
فهذا خطاب من أسير العباد وجريح الفؤاد وحليف السهاد إلي السيد المفضال
الناسج حلل الكمال علي أحسن منوال الفاضل الشيخ محمد حنانة أدام الله له
السرور ووفقه إلي العمل المبرور آمين
بعد تقديم ما وسعه فكري من الواجبات والدعاء لكم بصفات الأوقات,أرجو قبول ما هو آت
رضي الله تبارك وتعالي عن فضيلة الولي العارف بالله سيدي الشيخ محمد حنانة وعن سائر أولياء الله جميعا
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد رسول الله وعلي آله وأزواجه وذريته وأصحابه
وإن شاء الله تعالي لنا لقاء مع الولي العارف بالله تعالي أبنه الشيخ صادق محمد حنانة والشهير بالشيخ صادق ابو حنانة بعرب العمايم – منفلوط ,والنجع معرف بأسمه نجع الشيخ صادق أبو حنانة ومقامه معروف ومعلوم للجميع ويجاوره المسجد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته