| إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء يونيو 20, 2012 7:49 pm | |
| إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ فِى الإِسْلام ******************
[center]مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المنعم الجواد، واسع الجود والعطاء والإمداد، وكنوز فضله وكرمه فوق خيال كُمَّل العباد. والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب الهدى والرشاد، ووسيلتنا إلى الله يوم التناد. صلى الله عليه وآله الأمجاد، وأصحابه مِنْ الفقهاء والزهاد، ومَنْ تبعهم بخير إلى يوم الميعاد. (وبعد) فهذه عدة ندوات ومحاضرات دُعينا لإلقائها .. بعضها فى الكليات الجامعية، وبعضها فى قصور الثقافة والنوادى الرياضية والجمعيات العلمية ... الهدف منها جميعاً تنمية الوعى الدينى لدى الشباب، وربط الدين بالحياة، ومحاربة الدعاوى العلمانية -التى تَفْصِلُ بين الدين والحياة - والتدليل على أن الدين الإسلامى وضع المناهج الكاملة لإصلاح الفرد فى بيته أو فى عمله أو فى مجتمعه، لنفسه أو لزوجه أو لأولاده أو لأهل مجتمعه، إلا وبينها بياناً شافياً، ووضحها توضيحاً دقيقاً، سر قوله سبحانه:
﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ﴾ (38-الأنعام).
ويجمع بين هذه المحاضرات أنها تبين منهج الاسلام فى إصلاح الفرد، وكذا منهجه فى إصلاح المجتمعات، ذلك الربَّانىُّ المُنَزَّهُ عن الهوى والأغراض، الشامل لجميع البيئات، الجامع لكل الأشفية النفسية، والعصبية والاقتصادية، والاجتماعية والسياسية. ويشير إلى ذلك قوله سبحانه:
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ (82-الإسراء).
والاسلام يجعل مفتاح إصلاح المجتمعات - فى أى جهة من الجهات - هو إصلاح الأفراد، وأساس إصلاح الأفراد هو إصلاح القلوب والنفوس، ولا يكون ذلك إلا بشريعة المليك القدوس. أسأل الله عزَّ وجلّ أن يوفِّق إخواننا المؤمنين أجمعين لما فيه صلاح أحوالهم وإصلاح مجتمعاتهم فى الدنيا وسعادتهم فى يوم الدين.
﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾ (12-آل عمران). وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
******************* من كتاب: (إصلاح الأفراد والمجتمعات فى الإسلام) فضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبو زيد رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله بجمهورية مصر العربية | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الجمعة يونيو 22, 2012 9:37 pm | |
| مقدمة الطبعة الثانية ************* بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما أولى به وأنعم، والصلاة والسلام على الحبيب المختار، زعيم أهل الإصلاح، وسيد أهل الصلاح، وعلى آله وصحبه وورثته والقائمين بدعوته إلى يوم العرض على الملك الفتاح، وبعد ... كنا قد وضعنا هذا الكتاب كمفاتيح إصلاحية للمجتمعات الإسلامية والمسلمين عموماً أفراداً وجماعات. وفي هذا الوقت الذي تمرُّ به البلاد العربيَّة والإسلاميَّة الآن، حيث حدثت في كثير منها إنتفاضات شعبية للقضاء على نظم الإستبداد، وللرغبة في تحويل أنظمتها إلى الحياة الديمقراطية، ولتطبيق قوانين العدالة الإجتماعية التي أسَّستها ودعت إليها الشريعة الإسلاميَّة، والأخذ بمتطلبات الحياة العصريَّة التي توافق التعاليم القرآنيَّة والسُنة النبويَّة، على كافة مناحي الحياة السياسيَّة والإقتصاديَّة والإجتماعيَّة والتعليميَّة والنيابيَّة وغيرها.
فقد بدا لنا - بناءاً على طلب كثير من القُرَّاء ونظراً للظروف الحاضرة المـُلحَّة في المجتمعات العربية
عقب الثورات التي اندلعت بها
أن ننظر في المنهج الإسلامي من جديد لنأخذ منه القواعد الأساسية التي ينبغي أن تؤسَّس عليها المجتمعات العربية والإسلامية العصرية الحديثة، لتُلبِّي مطالب الثوار ومتطلَّبات العصر، وتجعل هذه الشعوب تعبر الكبوة الكبيرة التي مكثت فيها هذه السنين الطوال، وتلحق - بل وتتفوق على سائر الدول الحديثة والمتقدمة كما حدث قبلاً.
وقد وجدنا بفضل الله عزَّ وجلَّ أن المنهج الإسلامي الإصلاحي للأفراد والمجتمعات صالحاً لكل عصر، ويصلح تطبيقه في كل بيئة وفي كل مجتمع، حيث أنه يواكب أحدث ما وصل إليه العلم الحديث ولا يتعارض معه، ويأخذ بأحدث الأساليب التي يتم بها وعليها نهضة الأمم والشعوب.
فهذا المنهج يقوم على أساس:
- بناء الفرد أولاً على القيم الإنسانية الفاضلة. - وقيام المجتمعات على العدالة المطلقة، - وعلى المساواة في الحقوق والواجبات، - ويبني الإقتصاد على حرية التملك، - ويضع نظاماً دقيقاً لتوزيع الثروات، ونظاماً سامياً لتوزيع المكتسبات. - ويبني سياسة ساسته وحكَّامه على الصراحة والوضوح وعدم اللجوء إلى المكر والخداع والنفاق.
ولهذا تكتسب الآداب قدراً كبيراً في منظومة القيم الإسلامية التي ينبني عليها تقدم الأمم وازدهارها، وصدق الله تعالى إذ يقول:
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (97- النحل)
وقد أعدنا إخراج الكتاب بعد تحديثه بما يناسب الوقت، وإضافة بعض من خطبنا ومحاضراتنا فيما جدَّ من أحداث. وأخرجنا الكتاب في طبعته الثانية في ثوب جديد، وفى صورة وضع تصور منهجى أو دستور إيماني - لإصلاح الأفراد والمجتمعات في الإسلام - أقرب منها كمحاضرات أولقاءات في الموضوع، مسترشدين في ذلك بقوله تعالى:
(إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (88- هود)
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل كتابنا هذا معيناً لكل من أراد الصلاح والإصلاح، وأن يبارك نهضة شعوبنا، وأن يولِّي من يصلح أمورنا، وأن يطهِّر مجتمعاتنا من النفاق وأهل سوء الأخلاق، وأن يجعلنا جماعة المؤمنين أجمعين أخوة متآلفين متحابين متعاونين متوادين عاملين بقول رب العالمين:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (10الحجرات)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ******************** من كتاب: (إصلاح الأفراد والمجتمعات فى الإسلام) لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله - مصر WWW.Fawzyabuzeid.com ***********
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الجمعة يونيو 22, 2012 9:47 pm | |
| الباب الأول الإصلاح بين المنظور الغربي والإسلام الفصل الأول: العالم والإصلاح
في هذا الوقت الحالي الذي تمرُّ به البلاد العربية والبقاع الإسلامية، حيث حدثت الكثير من الإنتفاضات الشعبية للقضاء على النظم الإستبدادية، وظهرت رغبة الشعوب القوية في تحويل أنظمة هذه البلاد إلى الحياة الديمقراطية السليمة، وتطبيق قوانين العدالة الإجتماعية التي أسَّستها ودعت إليها الشريعة الإسلاميَّة، والأخذ بمتطلبات الحياة العصرية التي توافق التعاليم القرآنية والسُنَّة النبويَّة، على كافة مناحي الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية. وانطلقت الألسنة من عقالها! وأخذت الناس كلها تتكلم وتتجادل وتتحاور وتتساءل: أين سبيل الإصلاح وطريق الفلاح؟
كيف يمكن إصلاح أحوال البلاد والعباد .. الأفراد والمجتمعات؟ ما حل ما نحن فيه من معضلات ومشكلات؟ بل ما الطريق لسعادة البشرية؟ السؤال الجديد .. القديم!!!!! وإجابة السؤال .. أو الحلُّ ... هو موضوع كتابنا الذى بين يديك! ****** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الجمعة يونيو 22, 2012 9:52 pm | |
| صوتان عاليان: القوة والمال!!! إخواني الكرام: عندما يقدح كل واحد منا زناد فكره للبحث عن باب طريق الإصلاح ويمعن النظر إلى ما يحفل به العالم اليوم من نظريات وفروض أو سلوكيات وأخلاق! أو صراعات وخلافات وشقاق أو اتفاق! تري عجباً!!! ترَ أنظمة قائمة لم تكن موجودة منذ سنين!!! وأخرى قد أنهارت بعد أن كانت ملء السمع والعين!!! وثالثة تصارع للبقاء!!! ودول متقدمة وأخرى فقيرة!!! ومجتمعات تحتضر وأخرى وليدة!!! وتزداد حيرة الواحد منا وقد يتوه العقل البشري المحدود في خضم ذلك الطوفان الجارف!! ويتشابك التساؤل!! كيف السبيل إذاً إلى سعادة البشرية وهناءة كل إنسان في تلك البرية في وسط تلك الأمواج العاتية؟!!! ومن وسط كل تلك المعمعة!!! يبرز للعيان، ويصك الآذان صوتان جهوريان!!! لهما اليوم الغلبة والسلطان وعلو الشأن!!! المال والقوة!!! المال ... لا يحتاج لمقال!!! فقسم من الخلق عريض يدَّعون أن صلاح الحال لا يكون إلا بكثرة المال! وهكذا يظن الكثيرون بلا جدال! وصوت القوة هنا ... هى قوة العلم الحديث والحضارة الغربية! فآخرون كثيرون أيضاً يقولون: إنما صلاح الحال بأن تميل مع الغرب حيث مال! حيث تجد القوة والرفعة والمنعة ويفيض عليك الجاه مع الأموال!! ودعونا نستخدم الأسلوب العلمي ونناقش هذين الرأيين أولاً!!! لا لكى نفنِّدَهما، ولكن لنرى جوانب الحقِّ فيهما لنحكم بأنفسنا: هل المال أو قوة الغرب الحديث؛ هل يمسكان مفاتيح إصلاح الأحوال حقاً؟!!!! ******* يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ السبت يونيو 23, 2012 4:29 pm | |
| هل صلاح الحال بكثرة الأموال؟!!! ******************** وهذا قول الكثيرين هذه الأيام! يقولون أن إسعاد البشرية في المال! ويدَّعون أنَّ إصلاح الأحوال في مصر بكثرة الأموال! وأنا أردُّ مباشرة على هؤلاء بسؤالين: السؤال الأول: لو صحَّ هذا الإدعاء! فلمَ نجد 99% من مشاكل البشر والقتال والتحاسد والبغض والتآمر بسبب الصراعات على جمع المال والتحكم بمصادر الثروة؟!!!! أليست الحقيقة!!!! هل من معارض؟!!!! ألم يكن معلم البشرية صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه - منبهاً ومحذِّراً مما تجرُّه كثرة الأموال على الناس!! ... بل ويقسم صلى الله عليه وسلم: (فَوَاللّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ) (صحيح مسلم عن عروة بن الزبير رضى الله عنه)
فكثرة المال تنتهي بالإستكثار من الشهوات والإغراق في الملذات! والتنافس والحسد والبغضاء والمكر والخديعة!! وفي النهاية يصمُّ ويعمى!!
ولذا ورد في الأثر أنَّ هارون الرشيد لما بنى قصره المنيع في حاضرة ملكه، وقد زخرف مجالسه وبالغ فيها وفي بنائها، صنع وليمة عظيمة لا مثيل لها، ودعى وجهاء مملكته، ومنهم الشاعر أبو العتاهيّة بعد توبته، فقال له:
يا أبا العتاهية صف لنا ما نحن فيه من نعيم الدنيا!، فأنشأ يقول:
عش ما بدا لك سالماً ****** في ظل شاهقة القصور تسعى عليك بما اشتهيت ******* لدى الرواح إلى البكور فاذا النفوس تقعقعت ****** عن ضيق حشرجة الصدور فهناك تعلم موقناً ******* ما كنت إلا في غرور
فبكى هارون، فقال وزيره للشاعر معاتباً: طلبك الخليفة لتسرّه، فأحزنته، فنهاه هارون: أن دعه، فإنه رآنا في عمىً فكره أن يزيدنا منه!!!!!!! ************* يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ السبت يونيو 23, 2012 4:34 pm | |
| ولكى نتثبَّت؛ دعونا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو الصادق المصدوق الذى علَّمه مولاه ما ينفع أمته إلى يوم لقاه، ..
يانبي الله: أو ليس إذا كثر المال تنصلح الأحوال؟ وتنتهي مشاكل الحياة! هكذا نظنُّ!!
فيرد علينا الخبير صلى الله عليه وسلم: { يَشِيبُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِيبُ مَعَهُ اثنَتَان: الحِرْصُ وَطُولُ الأَمَلِ }
(متفق عليه عن أنس بلفظ: ("يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ وَالأَمَلُ ))
أى لا! لأنه كلما يشيب ابن آدم يزيد حرصه على الدنيا، ويشيب معه أى يزيد أمله فيها! وينسى الحميد المجيد عزَّ وجلَّ. وكلما يحصِّل! يريد المزيد ولايشبع !
ويزيدنا صلى الله عليه وسلم بياناً ويقول ضارباً المثل ومجلِّياً الأمر:
{ لَو كَانَ لابن آدَمَ وَادٍ من ذَهَبٍ- وليس جنيهات - لابتَغَى إلَيه ثَانياً،
وَلَو كَانَ لَهُ ثَانٍ، لابتَغَى إليه ثالثاً، ولا يَملأُ جَوفَ ابن آدَمَ إلا التُّرابُ } زاد المعاد في هدي خير العباد، روى فى الصحيحين
أى ببساطة وبلغة الساعة!
لو جاءتنا مساعدات بكلُّ ما في خزانات الدول العربية والأجنبية من أموال وثروات!
فصار لكل واحد في بلدنا واد كامل مملوءاً ذهباً! فلن يكتفى وسيطلب وادياً ثانياً!
لن يشبع الناس!! لأنه مادام وصف الأفراد "ابن آدم" كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث
فلن يشبع من المال، ومن الحرص عليه!! والحرص على عمره وعلى الدنيا وما فيها من متاع!!!!
أما لو صار صفة الأفراد صفة "المؤمن" فشأنه شأنٌ آخر!!! ************ يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ السبت يونيو 23, 2012 4:56 pm | |
| والسؤال الثاني لمن يدعون أن كثرة الأموال تصلح الأحوال: *****************************
هل رأيتم المجتمعات التي كثرت أموالها وأصاب أهلها تخمة المال قد انصلحت أحوالها؟
وعاش أهلوها في سعادة حقة لا ينغصها عليهم شىء؟
أم أنهم أيضاً أصابتهم أمراض أخرى، ربما أشدُّ فتكاً وضراوة!؟
أظنكم جميعاً تعرفون الإجابة! شرقاً وغرباً .. شمالاً وجنوباً! .. المال وحده .. مفسدة!!!
ولذلك لو رسمنا سبل إصلاح الحال على معالجة نقص المال، وتوفير الرفاهية في كل مجال
فستجدون أنَّ كلَّ هذه الأمور شأنها مثل طبيب أتاه مريضٌ عنده دمِّلٍ في جسمه امتلأ بالقيح والصديد،
فوصف له علاجاً مسكِّناً خارجياً بمرهم، فهل هذا العلاج الظاهري سينهي الداء؟
لا!!!! ربما يرتاح المريض وقتاً قصيراً! لكن لا يلبث أن يعاوده الداء وأشدَّ مما كان!
فالمسكِّنات ليست حلاً!!!
لذلك فالطبيب الناجح هو من يقتلع أصل ومكمن الداء مِنْ جسدِ مَنْ به هذا الداء
... لا الذى يعالج العرض الناتج عن الداء!
فكثرة المال فحسب! ليست إلا علاجاً ظاهرياً ومسكنا خارجياً لأعراض مرض المجتمع!
فإذاً ليست السعادة ولا صلاح الحال بكثرة المال!
والآن فلنأتِ إلى الصوت الثاني العالي! والذي يرغي ويزبد ويصيح ليفرض على الناس الإصلاح بـ
(قوة وعلم الغرب وحضارته الحديثة)!
وإلا وصموا معارضيهم بالتخلف والرجعية والحياة في القرون الوسطى!
وربما جيَّشوا لهم الجيوش! الباطنة حيناً! والمتلوِّنة حيناً! والحقيقية حيناً آخر!!!
******** يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأحد يونيو 24, 2012 8:10 am | |
| هل قوة الثقافة الغربية الحديثة هي الحل؟ ***************** ولنلج معاً هذا الرواق من كتاب الحل، هل إنهاء مشاكل البشرية وإسعاد الإنسانية هو الثقافة العلمية الحديثة؟ وقوة الحياة الغربية المتحررة؟! هل صدقوا في زعمهم ذلك؟!! هل السعادة في العلم والحياة الغربية وما أنتجته عقولهم من قوانين وضعية ومفاهيم آنيَّة أسموها الحلم الغربى؟
ذلك النموذج الذي يحاولون فرضه اليوم على العالم كله بالترغيب أو بالترهيب، بدعوى أنهم يمنحون الخلق إكسير السعادة ومفتاح جنة الدنيا؟ بل ويضحون بأبنائهم فيرسلون الجيوش والأساطيل لتدَّك حصون الطغاة، ويحرروا الخلق من الإستبداد والفساد والدين والرجعية أيضاً!! فيبيدوا الفقر وينشروا الديمقراطية والإصلاح! ولا بأس لو قتل من هؤلاء الهمج بضع عشرات أو مئات الألوف أو دمرت مدن بأكملها فهذا ثمن زهيد للحرية والحياة الجديدة!. ....
وهذا الزعم أن قوة الثقافة والحياة الغربية هو الحلُّ سيأخذ منا ردَّاً أطول لتشعب الحجج! وكثرة الخداع واللجج!
وأنا أجيب على هؤلاء وأقول:
أولاً لو أن البشرية اتبعت الثقافة العلمية الحديثة بعد تقنينها بالأخلاق الدينية، ربما تؤدي إلى السعادة، لكنها إذا أطلقت بدون قيود دينية - وهذا بيت القصيد فيما يريدون فرضه - كانت - كما ترى في أماكن كثيرة - سبباً رئيسياً لتدمير المجتمعات الإنسانية ولو بعد حين!!!
وخذوا أمثلة على ذلك من العلم والحياة الغربية الحديثة!
فالعلم الحديث عندما نستطلع رأيه في الكثير من الأمور الحياتية المتنوعة! تجده يكاد يتفق على أضرار كثير منها، وخطرها وأثرها المدمر على المجتمع وأفراده وعلاقاته وسعادته في النهاية!
ولكنى أسأل: هل استطاع نفوذ العلم الحديث، أو قوة المجتمعات الغربية وسلطانها ..
هل تمكنوا من منع تلك الأمور المتفق على تمام العلم بأضرارها مع توفُّر القوة اللازمة لمنعها؟!!
دلائل على فشل العلم والثقافة الغربية ******************
للأسف! النتيجة فاشلة! فاشلة!! عجز العلم - الذى هو دين أوربا وأمريكا الآن!! فهم يدعون أن دينهم هو العلم وما قرره العلم من حقائق ثابتة وقوانين مقننة ومؤسسة على الملاحظة والتجربة، ويجعلونها هي الدين الذي يحرصون عليه ويدعون إليه -
فشل العلم وفشلت القوة وفشلت الثقافة الغربية الحديثة،
وفشلت الحياة الغربية حتى في أرقى الدول تقدمًا وحضارة ومدنية،
فشلوا في منع الكثير مما اتفقوا جميعاً على ضرره، بل وأحياناً كثيرة ما اسْتُغِلَ العلمُ نفسه، وروَّضَ لخدمة مصالح فئة ما.
والدلائل على ما نقول لا تعدُّ ولا تحدُّ، ولكن نكتفى بذكر نماذج متنوعة على ذلك،
ثم نتناول بعضها بقليل من التفصيل على سبيل المثال:
- الخمور والدخان والمخدرات: تعاطى/زراعة/صناعة/ إتجار.
- إباحية وتقنين الممارسات الجنسية بكل أنواعها من الجنس العابر والجنس الجماعى والمثلية وغيرها ولكل فئات المجتمع!!.
- صناعة وتجارة الجنس: المواقع، الأندية، البيوت، الأفلام، الكتب، المجلات، الألعاب، الأدوية، والمنشطات.
- حمل الأسلحة النارية الشخصية بغرض الدفاع عن النفس.
- من أخرج الإيدز من المختبر للشارع؟! من تسبب في جنون البقر وأنفلونزا الخنازير والطيور! ويعدُّ الآن أنفلونزا الخيول؟!
- من الذى أجبر العالم - زوراً وقهراً - على شراء لقاحات أنفلونزا الخنازير وباع للعالم كله بلايين الكمامات وملايين أطنان المطهرات من إنتاج المصانع الأمريكية والأوربية؟!
- من الذى يقود حملة تقويض مؤسسة الزواج في العالم كله؟ ويدمر صلة الأرحام ويجعل العقوق حقوق؟!
- من الذى أوهم العالم أنه بحلول الثانية الأولى لسنة 2000م ستسقط الطائرات وتنطلق الصواريخ النووية بسبب صفر سنة 2000 الذى سيعيد برامج أجهزة العالم لسنة 1900م فيهلك العالم؟! وباعوا للعالم برامج تعالج ذلك بالمليارات من شركات البرمجة الأوربية والأمريكية وثبت كذب ذلك.
- من يشجع الربا والمؤسسات المالية ونشاطاتها والتى كان لها اليد الطولى في الأزمات المالية العالمية وما أفرزته من نتائج؟
- من الذى يقود تجارة السلاح في العالم كله؟ وعندهم في مخازنهم من الأسلحة ما تكفى لإبادة العالم ألاف المرات؟؟
وسنتناول بعضاً مما ذكرناه بشرح مبسط لنعلم أين أخذهم العلم الغربى الحديث في طريق السعادة والإصلاح! لنرى كيف فشل في إنقاذهم من هلاكات محققة! قبل أن نستورده على أنه المنقذ والمصلح والربَّان!
************يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأحد يونيو 24, 2012 8:17 am | |
| فشل محاولة تحريم الخمر في أمريكا ************************ أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية في عشرينات وأوائل ثلاثينات القرن الماضي ميزانية هائلة للقضاء على الخمر، ففى 1919 أصْدرت قوانين صارمة لمن يتعاطى الخمر أو يتجر فيها، وجندت الدولة كل الدعايات اللازمة لتنفير الأمريكيين من الخمر.
ولكن لم تفلح لا القوانين الصارمة! ولا الجهود الطائلة ولا التكاليف المهولة في منع الخمر! بل وجاءت النتيجة عكسية فزادت نسبة المتعاطين لها والمتاجرين بها! وتفاقم الأمر، وامتلأت السجون!، وبعد يأسهم من تحريمها وتجريمها! وفشلهم في حمل المجتمع على ذلك! لم يجدوا حلاً إلا أن يتراجعوا ويلغوا قوانين تحريمها، وفى سنة 1933 أبيحت الخمرُ مرة أخرى! بعد أربع عشرة سنة من التجربة الفاشلة!!
إباحة التدخين وتجميله دعائياً مع ضرره القاطع! ************** والتدخين السبب الأول للوفيات في العالم كله! وهو من أكبر بنود استزاف أموال الناس في العالم بلا فائدة!
ولكنه الباب الأعظم للأرباح الخيالية لأباطرة مزارع الدخان، وشركات التبغ الإمريكية والأوروبية!
وهو أيضاً الشيطان الأكبر الذى يصيب الناس في العالم كله بأمراض التنفس والقلب والدم،
فتستمر تروس مصانع الأدوية تعمل بلا توقف ليستمر تدفق نهر المال إلى خزائنهم!
وليذهب العالم إلى الهاوية!
فأين صدق العلم؟! وأين احترام مبادىء الحياة البشرية؟! أين السعادة المنشودة؟!.
إباحة المخدرات وتقديمها في هولندا! ***************** ومثالاً ثالثاً على المخدرات! فمع كل قوانين تحريمها وتجريمها! تأتي بعض الدول المتقدمة كهولندا وغيرها
وتبيحها! بل وتقدمها مجاناً لمتعاطيها! لأنَّ جميع وسائل الردع قد فشلت!
فقال علماؤها ومشرعوها وساستها: لا طائل من المنع! أبيحوها! لتوقفوها!!
والعالم كله يعلم - ولم يعد سراً - مَن المستفيد من تجارة وزراعة نباتات المخدرات،
ومن استخلاصها وتوزيعها!
إنهم قادة العالم وسادته من اليهود النافذين في أمريكا وأوربا! والمتحكمين في قرارات المجالس العالمية!
بل والمنظمات الدولية!
وفضيحة مديرى منظمة الصحة العالمية وتآمرهم لإجبار العالم على شراء مصل أنفلونزا الطيور والخنازير
من شركات الدواء لم تُنْسَ بعد! وما خفي كان أعظم!
فقد عجز علمهم الحديث مع قوة حضارتهم عن حمايتهم من جشعهم! أو أن يصلح شأنهم!
أو أن يقودهم للمجتمع المثالى!!!
************
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأحد يونيو 24, 2012 8:24 am | |
| تحطم خرافة حرية ممارسة الجنس بأمان! ****************
ومثالاً رابعاً أن الغرب كله أشاع وقنَّن أن الثقافة الجنسية العلمية الحديثة مع التطور الطبي ووسائل الحماية،
كافية جداً لحماية أفراد المجتمع من أضرار الأمراض الجنسية المهلكة لأفراده
نتيجة الإباحية الجنسية التى يجعلونها علامة على تطورهم وتحررهم من القيود الدينية!
فهل حمتهم الثقافة الجنسية الحديثة من أخطار الإباحية أو الجنس العابر؟!!!!
هل وهبهم العلم السعادة المنشودة تحت وهم (حرية الأفراد حقٌّ مطلق!)؟!
وستار (حماية الشباب من مضار الكبت الجنسي)؟!
وإدعاء (حق الفتيات والنساء في الإجهاض إذا حصلن على حمل غير مرغوب)؟!.
ولأن هذا موضوع هام جداً وبالذات هذه الأيام لشبابنا الذين ربما يظنُّ بعضهم أن السعادة وإنصلاح الأحوال في أن يعيشوا تلك الحياة الغربية الحديثة من الجنس بلا رادع ولا رابط تحت ستار المدنية الراقية والتطور الإجتماعي والتحرر من الرجعية أو العقد أو الضوابط الدينية!
ولما كنت قد تناولت الردَّ على هذا في محاضراتى المختلفة، ولكني هنا استبدلته بـ "وشهد شاهد من أهلها!"، فلن أورد ردودى وإنما سأنقل الردَّ من أحد أكثر الكتب مبيعا في أمريكا في 2011 وهو كتاب أسمه الأصلى (Generations in Danger!) أى { أجيال في خطر } وطبع بالعربية تحت عنوان { الإباحيَّة ليست حلاً } لمؤلفته د. ماريان جروسمان عالمة النفس الأمريكية الشهيرة التى تردُّ محطِّمةً فكرة الجنس الآمن، أو أنَّ حياة الغرب المتحررة من القيود هى جنَّة الشباب وواحة السعادة،
فتقول:
( إن عدوى متنقِّلة إسمها "إتش بى فى" المسببة للأيدز هى الأكثر شيوعاً كمرض جنسي،
وبعض أنواع عدوى الأمراض الجنسية خطير وممكن أن يتسبب في السرطان،
ولكن هذا الفيروس يكاد يقف وراء كل إصابة بسرطان عنق الرحم ،
الذى يقتل سنوياً حوالي أربعة ألاف إمرأة في أمريكا، وهو تقريبا نفس عدد ضحايا مرض الإيدز أيضاً).
وتتساءل د. جروسمان:
لماذا يصاب هذا العدد الكبير بالفيروس مع وجود الثقافة الجنسية المكثفة والمحمومة؟
بل إنَّ تعليم ثقافة "الجنس الآمن" يبدأ أحياناً من السادسة الإبتدائية!
لماذا لا تفلح التعاليم مع توفر وسائل الحماية في كل مكان وبالمجان! للطلاب؟ لماذا ينتشر الفيروس؟
وتجيب – وننقل باختصار-
لأن مجال الصحة التناسلية قد تمَّ إختراقه بإيدلوجيات تروِّج بشدة لمبدأ الإباحية والتجريبية،
فبدلاً من استهداف منع العدوى كما كنا سابقاً؛
أصبح هدفنا تقليل المخاطر بترويج ما يعرف بفكرة الجنس الآمن، وهى فكرة قد ثبت فشلها،
وأنا أقول في مواجهة ذلك:
إن عدوى "الإتش بى فى" قابلة للتجنب تماماً، وهى ليست بتبعة محتَّمة للنشاط الجنسي
كما تدَّعي نشرات التثقيف الصحى الجامعية في أمريكا لتقنع الشباب أن الفيروس يصيب الكلَّ وقتاً ما،
وهذا منافِ للحقيقة؛ فعلى الرغم من كثرة أمراض الجنس وعددها 25 مرضاً متنوعاً،
ومع وجود 25 مليون حالة إصابة جديدة منها و20 مليون إصابة بالإيدز سنوياً،
وأيضاً إصابة 43% من فتيات الجامعة بأمريكا ممن قمن بالفحص الطبى بالفيروس القاتل
وهن مرشحات لسرطان عنق الرحم، فمع هذا كله؛
فإن الذين يتمتعون بحماية كاملة من الإصابة هم من لم يمارسوا الجنس حتى الزواج
وإذا ما تزوجوا التزموا الإخلاص الجنسي.
وفى موضع آخر تقول:
(وبعد أن كنا في الثمانينات نعتبر الشذوذ والسادية والمازوكية من الإضطرابات العقلية،
أصبحت رابطة النفس الأمريكية لا تصنفها كذلك إلا إذا سببت لصاحبها قلقاً أو إعاقة،
وأصبحت نشاطات المثليَّة (الشذوذ) تعتبر ترفيهاً في عرف إدارة الجامعة).
ونهاية تكشف السرَّ وتقول:
(وفي كتاب عن تلك الحالة الخطيرة كتب رئيس سابق للرابطة النفسية الأمريكية يقول:
يوجد الآن لدينا الإحساس الباطن بالترويع الفكرى الموجود تحت مظلة الصواب السياسى،
وهو ما صرح به مؤخراً بعض علماء النفس وراء الكواليس؛
أن مجال علم النفس وعلم الإجتماع قد تمت السيطرة عليه من قبل أجندة ليبرالية متطرفة،
وأن بعض وجهات النظر تتعرض للتشهير والقمع، وهناك قصص رعب من الإسكات والتهديد)،
وأضافت جروسمان:
(لقد كنت أحتفظ بآرائي لنفسي من الخوف، وكنت أختبىء في الخزانة
ولكن طفح الكيل ولم أعد أتحمل شعور الغضب! ولذلك قدمت هذا الكتاب للنشر) انتهى،
........ ولا تعليق ..............
إذاً رأينا أنَّ العلم الحديث وحده، أو النهج الغربي للحياة الحديثة ليس هو سبيل الإصلاح أو السعادة المنشودة
للأفراد والمجتمعات .. فأين السبيل إذاً؟ ..
وكيف الطريق لإصلاح وخلاص الأفراد والمجتمعات؟
ولنجيب على ذلك فلنلج الآن إلى رواق المدخل أو التمهيد للإجابة أخي الكريم،
وهو رواق عجيب تهبُّ علينا منه نسمات الغيوب مما أنبأنا به الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم،
فهيا معاً إخوانى الكرام إلى الفصل الثانى :
********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأحد يونيو 24, 2012 2:47 pm | |
| الفصل الثاني
مدخل إلى المَنْهَجُ الإسلامي في الإِصْلاحِ
إطلالة من وراء الغيوب!!!!
إن رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم قد نفذ ببصيرته النورانية من خلال حجب الزمان والمكان،
وأطلعه مصرِّف الأكوان سبحانه وتعالى على ما سيكون في مستقبل الزمان!
فأخبرنا صلى الله عليه وسلم عن أيامنا هذه، وخبَّرنا ما سيحدث لنا فيها، وما سيحدث بيننا وحولنا!
وكأنه يعيش بين ظهرانينا، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{ ستكونُ فِتَنٌ }
(سنن الدارمي عن على رضى الله عنه وكرم الله وجهه)
ووصفها صلى الله عليه وسلم وصف الرائى بعينيه فقال في روايات عدة:
(فِتَنٌ كَقِطِعَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا،
وَيُصْبِحُ كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضِ الدُّنْيَا)
(مصنف ابن أبي شيبة عن أنس رضى الله عنه)
وأخبر بتلبُّسها على الناس واشتباهها عليهم فقال:
{ مشتبهةٌ كوجوهِ البقَر، لا تدرون أيُّها من أيِّ الفتن }
(نعيم بن حماد عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه)
وأخبر أيضاً بترادفها وبتتابعها واشتدادها:
{ يتبَعُ آخِرُها أولَها، الآخرَةُ أشدُّ من الأُولى }
(عنْ أبي مُوَيْهِبَةَ ، مولى رسولِ اللَّهِ - رضى الله عنه - سنن الدارمي)
ووصف صلى الله عليه وسلم شدة تأثيرها قائلاً:
{ فتَصْدُمُ الرَّجُلَ كَصَدْمِ جِباهِ فُحُولِ الثِّيرَانِ }
(عن جُندب بن سُفيانَ رضى الله عنه ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَجِيلَةَ - مصنف بن أبي شيبة)
يكفي هذا؛ ثم نعود لحديث عليّ رضى الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم:
(ستكونُ فِتَنٌ، قلتُ: وَمَا المخرجُ مِنْهَا، قالَ: كتابُ اللَّهِ،
كتابُ اللَّهِ فيهِ نبأُ مَا قبلَكُم وخَبَرُ مَا بعدَكُم، وحُكْمُ ما بينكُم، هُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بالهزلِ،
هُوَ الذي منْ تركَهُ مِنْ جبارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ابتغَى الهُدَى في غيرِهِ أضلَّهُ اللَّهُ،
فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ المتينُ، وَهُوَ الذِكْرُ الحكيمُ، وَهُوَ الصراطُ المستقيمُ،
وَهُوَ الذي لا تزيغُ بِهِ الأهواءُ، ولا تلتبِسُ بِهِ الألسنةُ، ولاَ يشبَعُ مِنْهُ العلماءُ،
ولا يَخْلَقُ عنْ كَثرةِ الردّ، وَلاَ تنقَضِي عجائبُهُ،
وَهُوَ الذي لم ينتهِ الجنُّ إذْ سَمِعَتْهُ أنْ قالوا: {إنَا سَمعنا قرآناً عَجباً}،
هُوَ الذي مَنْ قالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عمل بِهِ أُجِرَ،
وَمَنْ دَعَا إليهِ هُدِيَ إلَى صراطٍ مستقيمٍ)
(سنن الدارمي عن على رضى الله عنه وكرم الله وجهه، ومثله فى الترمذى)
وسأزيدكم حديثا فوق هذا الحديث! وهو حديث شريف أنتم أيضا تعرفونه جميعاً منذ الصغر
بل تحفظونه بروايات!! قال صلى الله عليه وسلم:
{ إِنِّي قد خَلَّفْتُ فِيْكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا، أو عَمِلْتُمْ بِهِمَا: كتابَ الله وسُنَّتِي،
ولَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحوضَ }
(المستدرك على الصحيحين، والسنن الكبرى للبيهقي عن أبى هريرة رضى الله عنه)
وما الجديد هنا؟!! كلنا نعرف أن الإصلاح في الكتاب والسنة! والسبيل من الكتاب والسنة!
والواقع يحكى أنَّ القرآن وكتب الحديث صارا في كل مكان في المساجد والبيوت والسيارات والجيوب!
نسخاً ورقية، وأخرى رقمية على المحمول والكمبيوتر وغيرها!
وصرنا ما شاء الله! قد كثر القراء والحفَّاظ والفقهاء والوعاظ! ما أكثر التسجيلات والفضائيات
وقرآن يتلى بالليل والنهار! وما أكثر الإذاعات والإنترنت! والمعاهد العلمية والجامعات الدينية!
ودور التحفيظ والجماعات الدينية! وحتى كل ما هو وراء الخيال!
هذا هو الواقع! فلمَ زادت الأغلال وساءت الأحوال؟!
لِمَ يزداد الحفاظ والقرَّاء ويتزايد الجهَّال ويزيد الفقراء؟!
لِمَ يزداد الوعَاظ ويقل الإتعاظ؟!
لِمَ لمَّا استوطنت علوم الدين ديارنا رحلت الراحة السعادة عن بيوتنا؟!
لمَ يهرب المسلمون من الديار لموطن الكفَّار والفجَّار؟!!!
ويرفض هؤلاء أن يأتوا بلادنا إلا بقدر ما ينهبون ثرواتنا ويسلبونا خيراتنا!
ويزرعوا المزيد من الشقاق والبغضاء بيننا؟!.
ما الأمر إذاً؟!!!!!!!
وكيف صرنا إلى ما نحن فيه؟
هل هى إزدواجية نحياها؟ أم قضية التبست علينا فحواها؟
هل خطة الإصلاح واضحة؟ أم هو فقط تشدُّقٌ بالكلام أو إلقاء الملام! أم بحث عن أدوار في الزحام؟
.. هل هو كل هذا معاً؟
أم اختلطت الحلول وأظلتنا فتن نبوءة الرسول؟ أليست تلك هى الفتنة أيها الناس؟!
أليس هذا هو الإشتباه والإلتباس الذى حذَّرنا منه سيد الناس؟!
فتنٌ مشتبهةٌ كوجوه البقر! ألا تكاد الرؤوس تتحطم من هول ما يجرى!
وصرنا كمن صدمتهم فحول الثيران!
ونكتفي بتلك الإطلالة عبر الغيوب الآن بعد عودتنا للواقع المدان!
وتعالوا لنستكمل معاً جولتنا عبر المدخل إلى الإصلاح! ولنا فيها سؤالان:
أولاً: من يقود مهمة الإصلاح؟
ثانياً: ما أساس أو ما سرُّ النهضة الإصلاحية على الحقيقة؟
************** يتبع إن شاء الله تعالى .... [b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الإثنين يونيو 25, 2012 8:17 pm | |
| أولاً: من يقود قاطرة الإصلاح؟
**************
أرسى الإسلام المبدأ الأساسي والمنطلق الأول للتغيير أو بلغة العصر: لإصلاح الأفراد والمجتمعات
في أول آية نزلت من كتاب الله تعالى بقوله تبارك اسمه وتعالى جدُّه:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)
(1: 4 - العلق)
فكانت أول كلمة من القرآن يعلِّمها صلى الله عليه وسلم لمن آمن به هي: (اقرأ)
وكانت أول آيات صدح بها نبيُّ الإسلام في آذان البشرية
في جدب تلك البرية التى خرج منها سيد الأنبياء لهداية البشرية جمعاء ورفع العنت عنها والشقاء
هى: الأمر بالعلم والتعلُّم، وإعمال العقل كما جاء أمر السماء!!!
وقد كان سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم دائماً ما يقول لإصحابه وللأمة من بعدهم:
(إِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلمًا)
(ابن ماجة عن ابن عمروٍ رضى الله عنها)
ولذا كان من هديه في تربية أصحابه أن يجمعهم من وقت لآخر ليزكِّي نفوسهم ويرقِّق قلوبهم،
ويصحِّح أحوالهم، ويزيدهم علماً بربِّهم .. وبكتاب ربِّهم .. وبنبيهم ... وبشرعهم ..،
تطبيقاً لقول الله عزَّ وجلَّ:
(عِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا)
(63النساء).
إنها التربية الإيمانية المستمرة أو إن شئت أن تقول بلغة العصر:
التنمية البشرية المستدامة على الأسس النبوية والمفاهيم القرآنية!
فكان صلى الله عليه وسلم - إجمالاً - يربيهم ويعلمهم قولاً وفعلاً كيف يصلحون أنفسهم
فيكونوا نواة إصلاح أسرهم، فمجتمعهم الصغير، فالكبير! وهذا عين القصد من الدين،
لأن الإصلاح هو رِسَالَةُ المُرْسَلِين والنبيين في كلَّ وقت وحين!
ذلك لأن الله جعل تأسيس إصلاح أمور الدنيا والدين على الأنبياء والمرسلين،
فإن ذهبوا ينوب عنهم في تطبيق مناهجهم لإصلاح العباد والبلاد العلماء العاملون
بالشرائع التى جاء بها الأنبياء والمرسلون.
ولذلك فإن السبيل المحقق للنجاح والصلاح والإصلاح
هو السبيل الذى جاء به رسول الملك الفتاح صلى الله عليه وسلم،
ومن يقود المهمة ويقوم عليها هم العلماء العاملون،
فالإصلاح هو رسالة العلماء والصالحين والأولياء، من بدء الدنيا إلى أن يرث الله عزَّ وجلَّ الأرض والسماء،
ولذا ورد في الحديث الشريف:
(الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَـاءِ)
(جامع المسانيد والمراسيل، ابن النجار عن أنس رضى الله عنه)
و .. (العلماءُ خُلَفاءُ اَلأنْبيَـاءِ)
(مجمع الزوائد عن أبي الدرداء)
هل الرسل والأنبياء أو علماء الدين سيبنون المصانع أو العمارات!
أو يستصلحون أرضاً ويملئوها بالزراعات؟ أم سيحضرون لنا ذهباً وجنيهات؟!
وقد سبق وأجبنا في الفصل السابق أن المال وحدهُ لا يصنع الإصلاح،
ولكن وحتى لا يتوهَّم أحدٌ من تساؤلنا أننا نقلل من شأن من سيشيدون المصانع أو العمارات
أو يقيموا الزراعات، فإننى أقول:
أن أمر سبيل إصلاح الأفراد والمجتمعات لا ينتهي عند العلماء العاملين
ورثة الأنبياء والمرسلين، الذين يرسمونه للأمة منهج الإصلاح المبين،
ولكنهم بلغة اليوم يضعون الدستور الأساسي لخطة الإصلاح،
فيُقعِّدون القواعد والركائز والأسس التي تبنى عليها كلُّ برامج الصلاح والإصلاح!
فالعلماء العاملون بالدين يضعون دستور إصلاح الأمة على نهج المرسلين بما يناسب الزمان والمكان.
أما الوسائل التنفيذية والمذكرات التفسيرية والحلول العملية والتطبيقية لتلك الخطط الإصلاحية
في المناحى الحياتية، تكون كما قال عزَّ وجلَّ:
(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)
(43- النحل)
فعلى الأمة كلها إن أرادت الصلاح والإصلاح أن تتبع منهاج العلماء العاملين القائم على الشرع والدين،
ثم تجعل الأمة مرجعيتها بعد ذلك في كل ناحية من نواحي حياتها لأهل الذكر في تلك الناحية،
أى كما نقول اليوم: (لأهل العلم والعلماء والخبرة والدراية)
وهذا يوجِّه أفهامنا إلى أنه لتكون خطط الإصلاح والنهضة شاملة ودائمة ومتطورة ومؤيدة من الله!
فلا بد للأمة أن ترسم خطط تربية أبناءها لتصنع كوادرها العلمية
وأهل الذكر الذين يدينون لها ولدستور إصلاحها بالولاء من الألف للياء،
فهى خططٌ إصلاحية وتربوية متكاملةٌ متَّفقة مع الدين، وسنة سيد المرسلين،
وفقه أهل اليقين من العلماء العاملين، وقد فصَّلنا ما يخصُّ تربية الأبناء بجلاء في كتابنا:
(تربية القرآن لجيل الإيمان).
وهنا تحضرنى كلمات قليلة للسيد/ مهاتير محمد رائد النهضة الحديث لدولة ماليزيا
والذي استطاع أن يقود مسيرة الإصلاح في العصر الحديث لتلك الدولة
من خلال الفهم الإسلامي الصادق والمستنير قال فيها:
(إن أول ما دعا إليه القرآن هو: (اقرأ)، وهذا لا يعنى أن نقرأ القرآن وحده،
ولكن هى دعوة للمعرفة التى لا يمكن أن تجعلنا نتجاهل أهمية التعليم
والذى يتطلب ألا نعمل بمفردنا وننأى عن معرفة كل شيء)
(من مقال نشر بالأخبار 20/2/12 للأستاذ جلال دويدار بعنوان:
روشتة علاج ماليزية لأوجاع مصر الثورة)
************* يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الإثنين يونيو 25, 2012 8:40 pm | |
| ثانياً: التربية الإيمانية سرٌّ النهضَة الإصلاحية *******************
كيف صنع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كياناً جديداً لأمته؟
كيف غيَّر حالهم وبدَّل واقعهم؟
وما الأساس الذي أرساه ليحدث هذا التغيير والتبديل الدائم والمستمر؟
كيف حوّلهم صلى الله عليه وسلم من أحوال الجاهلية التي كانوا غارقين فيها
وجمَّلهم بأحوال مختلفة مازالت موضع عجبٍ كلِّ البرية من يومها وإلى يوم الدين؟!
إن النبى صلى الله عليه وسلم تمكَّن في مجتمع المدينة وفيما يقرب من العشر سنوات
أصلح الأفراد جميعهم، فالأُسر، فالمجتمع كله، ومنه انطلقوا إلى الوجود بأسره
بالتربية الإيمانية التي وضع صلى الله عليه وسلم
من خلالها الأسس الراسخة للإصلاح قولاً وعملاً في جميع النواحى
بدءاً من العقيدة إلى أى تفصيل شئت.
ثمَّ انتقل صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى وتعداد أمته مائة وأربعة وعشرون ألفاً،
منهم ثمانية ألاف من البارزين على درجاتهم،
ثم انطلقت تلك الأمة الوليدة وأحثَّت السير على نفس المنهاج
ليصلحوا أحوال العباد، وينشروا الخير والحقَّ والعدل في البلاد،
وتبعهم أسلافهم من بعدهم على نفس الأسس التربوية الإيمانية،
حتى تمكنت أمة الإسلام في سنوات قلَّة من إزاحة الأمم الكبرى عن عروشها!
وتربعت هى على عرش الوجود الإنساني
والأخلاقي والإجتماعي والإقتصادي والعلمي والعسكري والتنموي في العالم كله!
(من أراد التفصيل فليقرأ كتابنا{ كونوا قرآنا يمشى بين الناس}، الباب الخامس والسادس: ص 165-243.)
بل - ولكى نعلم أنَّ هذا الذي صنعه بهم صلى الله عليه وسلم قابلٌ للتطبيق في كل زمان ومكان –
نجد أيضاً أنَّ الأمة نفسها كلما حاقت بها شديد الظلمات نجد لها وقفة تهُبُّ فيها من سُباتها
وتنفض غبار الكسل واللامبالاة عن شبابها، وتهُبُّ فتستعيد أمجادها !! ..
حدث ذلك كثيراً وأنتم تعلمون ذلك جيداً بمطالعة تاريخنا العظيم !
فما السر؟!
هناك قاعدة للإنطلاق! كلما عادت لها الأمة وأنطلقت منها تجاوزت كبوتها!
ونالت مرادها! .. وسادت زمانها! .. واستمرت على تسيُّدها ما حافظت عليها،
فإذا فترت عزيمتها، وقلَّت همَّتها، وحادت عن السبيل ضاعت هيبتها وتلاشت سيادتها شيئاً فشيئاً
حتى تصبح كثرتها كغثاء السيل! كما نرى!!!
فما السرُّ في ذلك؟
ما سرّ نهضة الأمة في عصر النبى وصحابته الأخيار؟
وما سرّ نهوض الأمة من كبوتها تارة في مواجهة المغول؟ وتارة في مواجهة الصليبيين؟
ومرة مع الدولة العثمانية التى اجتاحت أوروبا كلها ناشرة للإسلام؟
وغيرها من المرَّات والمرَّات التى ظهرت فيها قوة الإرادة، ما السرُّ في ذلك كله؟.
ولأسهِّل الأمر عليكم وأقرِّب لكم المسألة، سأسألكم:
ما أول الأمور التى علَّمها النبى للأمة؟ هل علمهم الصلاة التى هى عماد الدين؟
لا .... لم يعلمهم الصلاة أولاً!
بل جلس معهم صلى الله عليه وسلم اثنى عشرة عاماً في دار الأرقم بن أبي الأرقم
إلى أن فرضت الصلاة – لأن الصلاة فرضت قبل الهجرة بعام
والرسول صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاثة عشر عاماً –
فماذا كان يفعل معهم كل تلك الأوقات؟؟ ماذا كان يعلِّمهم؟ أو يقول لهم؟
كان صلى الله عليه وسلم يربِّيهم! ..
وهذا هو السرُّ .. هذا هو سرُّ النهضة ... التَّربية الإيمانية!
كان يزكِّي النفوس .. ينقِّى القلوب، .. يطهِّر الصدور!!
وبإجمالٍ يربِّي أصحابه على الخلق القويم والنهج المستقيم!
أى يقوم بتشكيل عالم أصحابه الداخلي "القلوب" تشكيلاً متكاملاً على أسس الدين الجديد،
كان عليهم أن يتمُّوا ذلك داخلياً قبل أن ينطلقوا لإعادة تشكيل واقعهم خارجياً،
وهذا هو لبُّ سرِّ الإصلاح والتنفيذ العملي
الذى طبقه صلى الله عليه وسلم لقول المنعم الفتَّاح لدعاة التغيير والنجاح والفلاح والإصلاح:
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
(10الرعد)
وفي ذلك يقول د. محمد عمارة: (وعلى إمتداد المرحلة المكية- ثلاثة عشر عاماً- أى أكثر من نصف عمر الرسالة- كانت الصناعة الثقيلة التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي إعادة صياغة الإنسان، بإقامة الأصول وتجسيدها في القلة المؤمنة، وفي دار الأرقم بن أبي الأرقم – مدرسة النبوة والمؤسسة التربوية الأولى في تاريخ الإسلام- كانت صياغة القلوب والعقول بخلق القرآن وقيم الإسلام) (مجلة الأزهر 4/2012، مقالة بعنوان: المنهج الإسلامي فى الإصلاح)
وقد نظرتُ بفكرٍ ويقين في هذا الأمر!! فاستجليت صورة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
فوجدت الأمر الجامع لشتات الأمة، وبزوغ أنوارها، وإظهار فتوة وبطولة شبابها،
وانتصارها على أعدائها، وتحطيمها لكل من يريد كيدها لا يحدث
إلا على أيدي رجال تربُّوا على منهج الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأخذوا بالأمة معهم على ذلك النهج.
فالأمر الفصل هو في التربية الإيمانية اليقينية
التى رسَّخ بذورها ووضع أحكامها ومبادئها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن بعده ساروا على هديه في ذلك،
هذه التربية التى بدأها صلى الله عليه وسلم مع صحبه الأجلة
وتدور أولاً: على القيم الإيمانية والمكارم الأخلاقية التي أثنى عليها الله وامتدحها في كتابه، والتى كان عليها في سلوكه وفعاله وكل أحواله رسوله صلى الله عليه وسلم.
- فالتربية الإيمانية اليقينية لا تعتمد على المال! ولا على قوة التكنولوجيا! ولا خيرات الأرض! ولا قوة العِدَد والآلات! ولا صلابة الأجسام! ولا القوة العددية.
- ولكن تعتمد على صلابة النفس في التخلق بأخلاق الله والتمسك بقيم كتابه، والتشبه في كل حالٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وقيمه، وأهمها وأبرزها الوصول إلى درجة اليقين الذى يصحبه الزهد في الدنيا والعمل لإرضاء رب العالمين عزَّ وجلَّ،
فإن المسلمين ما أُخذوا ولا غُلبوا في زمان من الأزمنة إلا بالتنافس في الدنيا والتحلل والتفسخ من الأخلاق الكريمة التي أمر بها الله والقيم التي جاءنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ************** يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 6:46 pm | |
| التربية الإيمانية مفجِّر الطاقات الربانيَّة
*****************
وعلى هذه الأسس الفعَّالة ربّى النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه الأجلاء بإتقان محكم،
ففجّر فيهم هذه الطاقات الربانية التي استودعها فيهم رب البرية،
وكل إنسان فيه طاقات لايعلمها إلا الكريم الخلاق،
لكن أغلب الخلق يتكاسل ويتخاذل
ويظلّ حتى يأتيه الموت ولم يستغل عُشر معشار الطاقات التى أودعها فيه الخلاق عزَّ وجلَّ،
بل ويسلِّمها كما هي لله عزَّ وجلَّ!!! سلَّم الأجهزة عند وفاته كما هي لم يستخدمها .
فالداعى صاحب البصيرة هو الذى يُفجر هذه الطاقات فيمن حوله
حتى يصير الرجل العادى من أصحابه بعشر:
(إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ)
(65 - الأنفال)
فيكون الرجل بكم؟!! بعشرة،
وهذا كان حال جند المسلمين الذين رباهم سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ،
ولذلك عندما تنظر في معاركهم تجد محققٌ فيهم قول الله:
(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
(249 - البقرة)
في كل المعارك أم لا؟!! نعم .. في كل المعارك!! بهذه الشاكلة - وعندك التاريخ ابحث فيه واشهد -
لم يقاتلوا لمغنم أو دنيا، ولم يجاهدوا لمصالح عاجلة أو شهوات فانية،
ولا طلباً للزعامة ولا الرياسة ولا للفخر والمباهة والرياء!
لأنهم تربُّوا على الإخلاص في قصدهم وفي كل أحوالهم وفي جهادهم .
وهذا بالفعل ما نفتقر إليه كمسلمين الآن في كل مكان،
الكل ينافس إمَّا لمنصب أو مصلحة أو منفعة! للفخر أو الرياء والسمعة والشهرة!
لكن لو التنافس كله لله، هل سيحدث إختلاف؟ لن يحدث أبداً!
إذاً لماذا الإختلاف؟
لتنوع المقاصد وتضارب المآرب، ولو كان مقصد الكلِّ ربِّ الكلِّ عزَّ وجلَّ، ما حدث إختلاف!
ما إختلاف النفوس والقصد واحد **** والصراط الســوى للمتواجد
************
يتبع إن شاء الله[b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 6:49 pm | |
| صور باقية لتأثير التربية
********
أبو بكر الصديق - رضى الله عنه
*********** ولنرَ معاً - عبر التاريخ - لقطات فارقة!!! وومضات خالدة!!! يظهر فيها تأثير التربية الإيمانية
أو لحظة إنطلاق الطاقات البشرية والمواهب الربانية.
وفى أمثال هؤلاء الرجال الذين يقودون سفن نهضة الأمة والذين سنضرب لهم أمثالاً من تاريخهم الحى الملهم
يقول الإمام محي الدين بن عربي رضى الله عنه:
( لو ظهرت روح أبو بكرٍ الصديق رضى الله عنه، لهزمت جيشاً بأكمله)
وقد صدق!!!! لأن لأبي بكر الصديق مواقف متنوعة ومتعددة،
كلُّ موقف منها تاجٌ يتلألأ على مفرقيه يحكى درساً خالداً في التربية الإيمانية التي ربَّاه عليه سيدُّ البرية.
وقد تعمدت أن أختار لكم أمثلة من حياته بعد النبي صلى الله عليه وسلم
لتفهموا أن العملية التربوية لإصلاح أحوال الأمة منوطة بالأنبياء والمرسلين
ثم من بعدهم بالعلماء الصالحين العاملين كلٌّ في زمانه،
لأنهم هم من يكيفوا الآداب المحمدية، والتربية النبوية، والأخلاق القرآنية، على الوقائع الحياتية
وباللغة والمصطلحات الآنية، فيحدثون الإصلاح اللازم والتغيير المنشود!
وانظروا كيف يمكن للمربِّى الصادق وحده أن يؤثر في أمة كاملة!!
- فالتاريخ لا ينسى ثبات أبي بكر ورباطة جأشه عند وفاة النبى صلى الله عليه وسلم
لمَّا انهارت الصحابة من هول المفاجأة،
ولكنه استكمل الورشة التربوية الإيمانية - نيابة عن الحضرة المحمدية - بعد الوفاة مباشرة
ودون أن يطلب منه أحد، وقال:
(أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات! ومن كان يعبد الله فإن الله حىٌ لا يموت)
وتلا عليهم الآية:
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا) (144- آل عمران) فأنقذ الأمة بثباته ونصبته الأمة قائداً لورشة التربية في المرحلة الجديدة، بعد أن كان عضواً فيها!!!
- وموقفه رضى الله عنه في حروب الردة، وحروب مانعى الزكاة، وإنفاذه جيش أسامة بعد وفاة النبي، وخروجه للعمل صبيحة توليه خلافة المسلمين! وفي الليل يقوم على خدمة العجائز والمرضى والمحتاجين دون أن يعرفوا أنه خليفة المسلمين، وقبل وفاته ردَّ لبيت مال المسلمين كلَّ ما أخذه من أجر طيلة مدة خلافته!!!!! إنها التربية النبوية!!!! *********** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 6:51 pm | |
| المقداد بن عمرو - رضى الله عنه
*******
كان القائد يُرسل لعمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو في ميدان القتال ليطلب مدداً للجيش،
فيمده عمر بفرد أو أفراد!!
فمثلاً: أرسل له سيدنا سعد بن أبي وقاصٍ في موقعة القادسية في العراق يطلب المدد،
فأرسل إليه رجلاً واحداً وأرسل له:
(أرسلت إليك المقداد بن عمرو ، ولن يُغلب جيشٌ فيه المقداد بن عمرو)
وصدقت فراسته!!! فإن العدو تناوش الجيش وهمّ بعض أفراده بالتخاذل والتقهقر،
فصاح المقداد وهجم بمفرده على جيش الفرس المتقدم، وتحمَّس لخروجه نفرٌ من المسلمين فتبعهم الباقون
وكان ذاك سبب النصر،
وروي أنه قطع خرطوم الفيل الأعظم فكانت هزيمتهم،
ولا يستطيع الوصول لذلك الفيل فضلاً عن قطع مشفره أحد!
وغنم المقداد في فتح المدائن أدرع كسرى وفيها درع هرقل ودرع لخاقان
ودرع للنعمان وسيفه وسيف كسرى فأرسلها سعد جميعها إلى عمر! !!
وهذا المقداد بن عمرو هو الذي لما استمدَّ خالدٌ أبا بكر عندما حاصر الحيرة!!
أمده أبو بكر رضى الله عنه بالمقداد بن عمرو، وقال:
{ لا يُهزم جيشٌ فيه مثله }
(الإصابة في تمييز الصحابة)
********** يتبع إن شاء الله[b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 6:59 pm | |
| الإمام الشافعى رضى الله عنه
*************
فليست العبرة بالجسم وقوة الجسم، ولكن العبرة في الروح التي تسكن هذا الجسم،
يقول في ذلك الإمام الشافعى رضى الله عنه:
(وللأبيات قصة: قال بن سليمان:
صحبت الشافعي في سفر فدخل الحمام، فتقدم المزين ليخدمه فاستدعاه رجل غني فتركه ومضى الى الغني، فلما خرج الشافعي قال: اعط الحمامي باقي نفقتي، فقلت: نبقى بلا نفقة، وهذا لا يعرفك، قال: أعطه! فأعطيته دنانير كثيرة، فاعتذر المزين إليه وقبل يديه ورجليه، فأنشد الشافعي: على ثياب..،
ذيل تاريخ بغداد وغيره. الفلس: أقلّ من القرش، غمده: جرابه، عضبا: قاطعاً، فرى: قطع.)
عَلَيَّ ثِيَابٌ لَوْ تُباعُ جَميعُهَا **** بِفَلْسٍ لَكَانَ الْفَلْسُ مِنْهُنَّ أَكْثَرَا
وَفِيهنَّ نَفْسٌ لَوْ تُقَاسُ بِبَعْضِها ***** نُفُوسُ الْوَرَى كَانَتْ أَجَلَّ وَأَكْبَرَا
وَمَا ضَرَّ نَصْلَ السَّيْفِ إخْلاقُ غِمْدِهِ ***** إذَا كَانَ عَضْباً حَيْثُ وَجَهْتَهُ فَرَى
السيف نصله شديد ولكن جرابه مُمزق! لا يهمّ، ليس المهم الزّى ولا المظهر،
ولكن المهم من يسكن في هذا المظهر الذى فيه اليقين والتمكين وصدق الإيمان
وفيه صلابة العقيدة التى تلقاها من حضرة النبى أو من ينوب عنه صلى الله عليه وسلم .
وقد صدق الشافعى رضى الله عنه فإنه كان روحاً واحدةً
ولكن انظروا كيف فعل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ربَّى وماذا ترك للأمة؟
وكيف صاغ السنة النبوية في مذهبه لأهل العراق ثم غيره بما يناسب أهل مصر؟!!!
إنها بصيرة العلماء العاملين والمربين الربانيين.
********
يتبع إن شاء الله[b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:02 pm | |
| رجالٌ الواحد بألف
********
وخذوا نموذجاً رابعاً:
***************
لما حاصر عمرو بن العاص حصن بابليون في مصر، وطال الحصار
وعلم أن الروم جاءهم مدد وبلغ عدد جيش الروم مائة وعشرين ألف مقاتل،
وكان جملة ما معه من جنود المسلمين أربعة آلاف، فأرسل إلى عمر بن الخطاب يطلب المدد،
فأرسل إليه عمر رضى الله عنه أربعة آلاف جندى ومعهم أربعة رجال ورسالة:
(أرسلت إليك أربعة آلاف جندى وأربعة رجال!! هم:
الزبير بن العوام، ومسلمة بن مخلد، وعبادة بن الصامت، والمقداد بن الأسود -
(النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة، وقيل: خارجة بن حذافة بدل مسلمة، وفى وفيات الأعيان ذُكِرَ أنَّ عمرو بن العاص استمدَّ عمر رضى الله عنه بثلاثة آلاف فارس،
فأمده بخارجة بن حذافة والزبير بن العوام والمقداد بن الأسود الكندي -
وكل رجل منهم بألف فيكون جيشك إثنى عشر ألفا،
ولا يُهزم جيشٌ من إثنى عشر ألف مقاتل ، إشارة إلى الحديث الشريف:
{ وَلاَ يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً مِنْ قِلَّةٍ}.
أخرجه أحمد عن ابن عباس رضى الله عنهما، وفى مسند الشهاب زيادة { إذا صبروا وصدقوا}]
يعنى الرجل من الأربعة بكم ؟ بألف .. هذا المعنى مُقتبسٌ من قول الله عزَّ وجلَّ:
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)
(120- النحل)،
رجلٌ واحد ولكن يساوى أمة،
ليس في مظهره ولا قوته البدنية ولكن في جوهره وخبره وقوته الروحانية، وصلابته القلبية،
ونفسه القدسية التى غُذيت بما عند الله عزَّ وجلَّ من اليقين.
********
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:05 pm | |
| عزل خالد بن الوليد
*********
ولذا كنت ترى خليفة الأمة يرى أن القائد العام يترك منصبه ويتحوّل إلى جندي،
ولا يتأثر القائد ولا يتغير ولا يفتر ولا يترك الجهاد ويذهب إلى منزله معترضاً على هذا التصرف،
بل إن خالد بن الوليد رضى الله عنه عندما كان في رتبة تعد أعلى من قائد الجيش-
باعتبار علو الرتبة العسكرية العليا تكون بعدد المعارك التى خاضها،
ولايوجد في التاريخ قائدٌ خاض أكثر من مائة معركة وانتصر فيها كلها،
وكل معركة لها تكتيكٌ جديد يحتاج إلى مدارسة كلية الأركان في أنحاء العالم كخالد بن الوليد –
ومع ذلك جاءه خطاب العزل وهو في معمعة القتال!
والعزل يعني أن يصير جندياً ولا يُعفي من الخدمة! فرضي وأطاع الأمر!
وجاءه أحد المنافقين وقال: كيف تُعزل وأنت من أنت؟!
إن معي مائة ألف سيف أوقفتها معك! فلا تنفذ الأمر وكلنا معك!
قال: بئسما ما تطلبه مني يا أخي!، أنا مجاهدٌ في سبيل الله ولا يهمني في ذلك أن أكون قائداً أو جنديا!!
************
نحن في أمسِّ الحاجة إلى نفوس تربت هذه التربية،
لأن خالداً لم يكن مقتنعاً بقرار عمر لأنه لم يخطىء حتى يعاقب،
ولكنه يعلم أن عمر عزله خوفاً على المسلمين أن يفتنوا بخالد في الحرب،
وعمر يربي الأمة على كمال اليقين بالله،
فانحاز خالد لمصلحة الجماعة بلا جدال ولا نقاش، لأنه تربَّى التربية الإيمانية على المائدة المحمديَّة؛
وهذا بالضبط ما يحتاج إليها المجتمع المسلم لينهض من كبوته وليعيد مجد الأمة مرة أخرى!
فكيف نتوصَّل لذلك؟
هل بالكتب والقراءة والإطلاع كما يقول البعض؟
هل بالخطب والمواعظ والفضائيات؟
لا .... بل باستعادة النهج النبوى للتربية كما قال عزَّ وجلَّ:
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ
تَعْلَمُونَ)
(151- البقرة)
********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:06 pm | |
| عقبة بن نافع
*******
لو ذهبنا بعد ذلك في تاريخنا المبارك
لوجدنا أن هؤلاء الرجال هم الذين قادوا الفتوحات الإسلامية، إبتغاء وجه الله.
انظر إلى عقبة بن نافع عندما وصل إلى المحيط الأطلسى وخاض البحر بفرسه وقال:
{ والله لو أنى أعلم أن هناك أرضاً خلف هذا البحر، لخُضتُ هذا البحر إليها لأجاهد في سبيل الله عزَّ وجلَّ }
لا ليكون مليونيراً!!!!، ولا ليجمع ثروات!!!، ولا ليتولى قيادة!!!! أو ليتبوأ منصباً!!!،
وإنما كلُّ ما يريده هو وجه الله جلّ في عُلاه كما قال الله تعالى عنهم:
(يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)
( 28 - الكهف )
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:09 pm | |
| أبو أيوب الأنصاري رضى الله عنه
************
انظر إلى أبي أيوب الأنصاري رضى الله عنه وقد بلغ من العمر أرذله - كما يقولون –
ولكنهم كانوا يحنون إلى الجهاد كما تحن الطيور إلى أوكارها في المساء!!!
سمع أن معاوية جهّز جيشاً لغزو القسطنطينية، فذهب ليجاهد معه، وفي وسط الميدان مرض،
فجاءه قائد الجيش - يزيد بن معاوية - وقال : أتشتهى شيئاً يا صاحب ضيافة رسول الله؟
لأنه هو من استضاف رسول الله عند الهجرة -
قال: (نعم .... إذا أنا متُّ احملنى واخترق صفوف الأعداء؛ وآخر ما تصل إليه من الأرض فادفنّى هناك).
انظر إلى الوصية للرجل التي يوصي بها عند لقاء الله عزَّ وجلَّ!!!
ونفَّذ له الوصية بعد موته،
فحمله الجند واخترقوا صفوف الأعداء وآخر مكان وصلوا فيه إلى الأرض حفروا فيه ودفنوه هناك،
وهذا المكان بجوار سور القسطنطينية
ومازال ضريحه المبارك ومسجده الزاهي إلى الآن يزدهي به أهل هذه البقاع جميعها.
**********
والأمثلة في هذا المجال لا تُعدُّ ولا تُحد، لكن ما أبغي أن أصل إليه،
عندما ضعُفت روح اليقين، أو كلما ضعُف اليقين وتنافس المسلمون في الدنيا وفى الحظوظ والشهوات والأهواء
ضعُفت عندهم روح الجهاد، وخبت عندهم القيم الإيمانية، فمكّن الله عزَّ وجلَّ عدوّهُم منهم،
ولا مخرج لهم في هذه الأحوال إلا بالرجوع إلى التربية الأولى التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع صحبه الكرام ..
وخذوا أمثلة على ذلك:
***********
يتبع إن شاء المولى تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:15 pm | |
| نور الدين زنكي
**************
لِمَ انتصر صلاح الدين الأيوبي في حطين؟!! وقبله نور الدين زنكي؟!!!
الذي كان صلاح الدين قائداً من قادة جنده في معاركه مع الصليبيين؟
والإجابة:
لأن في هذه الفترة ظهر كثيرٌ من الشيوخ المُربين، الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ أحمد الرفاعي،
والشيخ عدىّ بن مسافر وغيرهم من المشايخ في نواحى الأكراد وبلاد العراق والشام وفي مصر،
وكان أسُ جند نور الدين زنكي وصلاح الدين من أهل هذه التربية،
وكان القادة أنفسهم أيضا على نفس النسق .
ونور الدين زنكي - مع أنه كان حاكم الموصل والشام - فلم يملك قصراً، وكان يسكن في قلعة الحكم،
ولا تزيد نفقاته عن أفقر رجل في دولته،
وكان له ثلاثة دكاكين اشتراهم من غنيمته في حمص يأكل من ريعهم،
وكان يصنع بعض الحرف البسيطة ويعطيها لرجل عجوز يبيعها له سِرّاً ليستكمل نفقته،
ولما ضجّت زوجته كلمت أخيها ليحثه على الزيادة، فقال:
المال مال المسلمين وليس لي! فكيف أعطيها وأترك الفقراء؟!!
ولكنى أهبها الدكاكين التى اشتريتها من غنيمة حمص، وليس لها عندي غير ذلك.
كان على صلة بالله وبحبيب الله ومصطفاه،
ولتعرفوا ذلك:
حدث في عصره أن يهودياً أرسلته أوروبا مزوداً بكل ما يحتاج من مال
ليستخرج جسد النبى صلى الله عليه وسلم ويأخذه إليهم،
فذهب الرجل وتظاهر بالإسلام وسكن المدينة، وأخذ يُوزع على الناس أموالاً بغير حساب،
حتى حسبوه من المُحسنين والمُتصدقين،
واشترى داراً قريبة من المسجد النبوي ومن الحجرة الشريفة،
وكان يحفر بالليل في الأرض ثم يحمل التراب في كيس ويذهب به زاعماً أنه يزور البقيع ويُلقي فيه التراب،
ولما اقترب من الحجرة الشريفة،
إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب إلى نور الدين زنكي في المنام ويقول:
يا نور الدين أدركني! وأراه صورة الرجل!!!!
لم يذهب إلى حاكم الحجاز أو اليمن، وإنما ذهب لنور الدين، وذلك لصلاحه!!!
فذهب نور الدين إلى المدينة فوراً ومعه مال كثير،
ولكى يصل للرجل دعا كل أهل المدينة ووزع عليهم العطاء - والرجل لم يأتِ -
فقال: هل بقى أحدٌ؟
قالوا: بقى رجلٌ محسنٌ! فدعوه، فلم يأتِ، فذهب إلى بيته، فلما رآه عرفه، ففتش البيت
فوجد فيه السرداب الذي يقود إلى أسفل الحجرة النبوية، فقتله،
وذهب إلى الضريح النبوي وحفر حوله وحصّنه بالرّصاص
حتى لا يستطيع أحدٌ أن يصل إليه ولا أن يقترب منه .
*****************
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:16 pm | |
| صلاح الدين الأيوبي
**************
كل هذا سُقته لأعرفكم بصلاح هؤلاء .. من قادوا العباد والبلاد في وسط هذه المهالك،
فحقق الله عزَّ وجلَّ على أيديهم النصر،
هذا الرجل كان صلاح الدين أحد قادته - وصلاح الدين الأيوبي وهو من تعرفون،
يحكي التاريخ عنه أنه لم تجب عليه الزكاة يوماً في ماله لكثرة إنفاقه وهو في هذا المنصب الكبير،
ففى معركة عكّا جهّز الجيش بإحدى عشر ألف فرس على نفقته الخاصة فالنتيجة –
والناس على دين ملوكهم –
كان أتباع نور الدين والمحيطين بصلاح الدين يتنافسون في هذا الخير وفى هذا العمل.
وكان صلاح الدين مع إنشغاله بأمور دولته وأمور المسلمين لا يترك قيام الليل،
وجعل قيام الليل طابوراً ألزم به جيشه وقواته،
وكان يُرسل من يفتش عليهم في وقت السحر ليرَى ما يصنعون، ليتحقق النصر:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)
(7- محمد)
إذاً ما الذي يحقق النصر؟ ...
إنها التربية الإسلامية، والتربية الإيمانية، واليقين، والزهد في الدنيا والأهواء والشهوات .
************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:18 pm | |
| السلطان محمد الفاتح والقسطنطينية
**********
ولنسير مع التاريخ حتى نصل إلى حقبة فاصلة تاريخياً وجغرافيا، قال صلى الله عليه وسلم :
{ لتفتحن القسطنطينية فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش ذلك الجيش }
حاول المسلمون أن يفتحوا القسطنطينية فلا يستطيعون ويعودوا !! وهكذا إلى أن جاء السلطان محمد الفاتح،
وكان السلطان محمد الفاتح يتربَّى تربيَّة روحيَّة على يد رجلٍ تركي من الصالحين وإسمه بالتركية:
(آق سُنجُر)
وكان رجلاً مُكاشَفاً، وكان السلطان لا يفعل شيئاً إلا إذا استأذن شيخه،
فلما حاصر القسطنطينية ، استأذنه عدَّة مرات أن يبدأ في فتح القسطنطينية ؟ فيقول له إنتظر،
حتى جاء في يوم وقال له :
(ابدأ اليوم فقد رأيت رسول الله أتى وعبر إلى الجانب الذي فيه الروم)
وهنا قد أتى النصر، أمر الجند بالهجوم،
فنظروا فوجدوا باباً في الحصن تُرك صدفة ولا يعلمون من فتحه،
فدخلوا منه وفتحوا باب الحصن وكان سببا في النصر.
ما السبب؟ ... كان سبب النصر هذه التربيَّة الربانيَّة التى كانوا عليها.
************
يتبع إن شاء الله[b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:20 pm | |
| دولة المرابطين والموحدين
***********
فإذا نظرت في التاريخ إلى بلاد المغرب،
تجد أن الدول التى كان لها صولة وجولة في ردّ أعداء الإسلام وخدمة المسلمين،
دولاً أعظمها دولة المرابطين ودولة الموحّدين، وكلهم بنفس الكيفية من التربية الإيمانية الصوفية.
فمنشأ المرابطين، كان رجلاً صالحاً إسمه: عبد الله يس، وكان يسكن جزيرة،
واجتمع عليه كثير من المُريدين فربَّاهم على الروح الإسلامية والقيم القرآنية،
فلما زاد عددهم كلفهم بالجهاد،
وفي هذا الوقت كان الفرنجة في بلاد الأندلس قد اكتسحوا جزءاً كبيراً من بلاد المسلمين
نتيجة لميل حكام المسلمين للهو والغناء والترف وترك الجهاد
وتقاتلهم على الإمارة واستعانتهم بأعدائهم على بعضهم!
حتى أن آخر خليفة منهم - وهو يوسف الأحمر - لما دخلوا غرناطة – درة أوروبا وقتها- بكى،
فقالت أمه :
أتبكي مثل النساء على مجدٍ أضعته بين الغوانى والمعازف والملاهي وتركت الجهاد!.
فذهب المرابطون وكانوا من أقوى الجيوش في العالم وقتها، وأدّبوا الفرنجة
ووصلوا إلى حدود فرنسا وكادوا يجتازوا الحدود ويدخلون فرنسا،
ثم اتجهوا صوب الجنوب في أفريقيا ...
ونشروا الإسلام في موريتانيا والسنغال ومالي والنيجر ونيجيريا،
ولذلك هذا الحزام الصحراوي كله مسلمون!!
من أين ذلك؟ من هؤلاء.
ومن بعدهم جاءت دولة الموحدين وكانت على شاكلتهم في التربية الإيمانية،
والإسم واضح: (مرابطين) لأنهم مرابطون، و (موحدين) لأن رسالتهم نشر توحيد الله عزَّ وجلَّ.
وتتابعت السنوات ...
وأسألكم كيف حققت الدولة العثمانية كل الفتوحات
حتى اكتسحت دول أوروبا والدول الغربية في طرفة عين!
*******
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:23 pm | |
| الدولة العثمانية والسلطان سليم
********
أنتم تعلمون كيف فعلوا ذلك تاريخياً؟
أتوا بصبيان وأدخلوهم في مدارس دينية عسكرية،
وكان من هؤلاء الصبيان كثير من النصارى الذين أسلموا وتعلَّموا الدين وتعلموا العسكرية
وربُّوهم على الفدائية والرغبة فيما عند الله والزهد في الدنيا
ما كان إسمهم؟ الإنكشارية .. أليس هؤلاء هم الجيش الذى حقق هذا النصر كله !!
هل حقق ذلك بخبرته العسكرية فقط أم بتربيته؟ بالتربية التى تربى عليها
وهذه التربية هي التي حققت هذا الفتح حتى وصلوا إلى فييـنّا - في النمسا الآن –
واكتسحوا الكثير من الدول الأوروبية،
ومن الجهة الأخرى وصلوا شاطئ المحيط الأطلسي،
وأيضاً اكتسحوا أغلب الدول العربية
بماذا ؟ بهذه الروح التى تربوا عليها التربية الإيمانية .
وكان السلطان العثماني أيضاً من أهل هذه التربية،
فلذلك أول ما دخل الشام سأل عن مكان قبر مُحي الدين بن عربي،
وكان قد قيل:
(إذا دخلت السين في الشين ظهر قبر محي الدين)،
فظهر أن السين ترمز لـ (السلطان سليم)، والشين هى (الشام)،
فلما دخل سليم الشام بحث عن القبر وجدَّده فأسَّسه وبناه وجعله على الهيئة التى عليها الآن
لعقيدته في الصالحين،
وكان السلطان سليم حريصاً على أن يحظى بمفتاح الحرمين،
وهو أوَّل من تسمّى بخادم الحرمين الشريفين
لأن مناه وشرفه العالي هو أن يكون في خدمة الحرمين.
********
السلطان عبد الحميد
**********
حتى آخر سلاطين العثمانيين وهو السلطان عبد الحميد ...وكان له شيخاً من بلاد الشام،
أرسل إلى شيخه رسالة؛ وهى محفوظة إلى الآن، ذكر له فيها سبب زوال خلافة العثمانيين، وقال له فيها:
{ أن اليهود جاءوه يساومونه لأخذ فلسطين وطناً لهم، فرفض قائلا:
لا أبيع مجد آبائى وأجدادى بالمال}
فماذا كتنت النتيجة؟
فدبروا له مؤامرة للقضاء عليه، وتعرف بقصة الرجل المريض وأسقطت الخلافة العثمانية!
واشترت أوروبا ولاء قواد وزعماء المنطقة بالمُلك و الثروة بعد إلغاء الخلافة،
وتزعَّم الأمر مصطفى كمال أتاتورك - وكان من يهود الدُونمة - فألغى اللغة العربية،
وجعل تركيا دولة علمانية صرفة!وفعل فيها الأفاعيل،
ولكنه لم يستطع أن يقتلع الدين من نفوس الأتراك!
وها هم يعودن إلى الأضواء من جديد وستشرق شمسهم ثانية قريباً إن شاء الله.
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:26 pm | |
| وفي العصر الحديث
***********
وحتى في عصرنا الحديث كان أمر التربية هو المبدأ الذى ركَّز عليه الشيخ حسن البنا دعوته فيمن
تبعوه، ومن علمائهم الشيخ سعيد حوى - قد ألفَّ كتاباً أسماه (تربيتنا الروحية)
كان يؤكد فيه: لا بد من التربية! لا بد من التربية!
وأنتم رأيتم مثالاً قريباً جداً في زماننا هذا:
رجل - وهو لا يزال حياً يرزق - وهو المشير سوار الذهب في السودان الشقيق،
رأى الأمور تنحدر في بلده فقام بإنقلاب ليُعيد الأمور إلى مجاريها،
وأجرى الإنتخابات ثم سلَّم السلطة للرئيس المنتخب وترك الميدان، لماذا؟
لأنه تربَّى تربية صوفية.
لكن لو تربّى في المدارس الأجنبية، أو المدن الأوروبية وحسب، هل سيتصرف بهذه الكيفية؟
في الأغلب لا!
لأنه يريد الجلوس على الحكم للأبد! وكل من حوله يعظمه ويبجله ويكبره .
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:29 pm | |
| إذاً التربية الإيمانية هي المخرج
***********************
وهنا أّذكر قصة مؤثرة!!!
كيف كانت أوروبا تراقب التربية الإيمانية للمسلمين لأبنائهم في الأندلس ليعرفوا متى يهاجمون ليستعيدوها؟!!
وطال ذلك خمسمائة عام!
كانوا يرسلون الجواسيس ليختبروا شبابهم،
ويذكر التاريخ: أنَّ جاسوساً لهم في غرناطة قابل صبية يلهون بصيد الطيور بالسهام،
منهم طفلٌ يبكى بحرقة، فسأله؟
قال: إنَّ أصحابى يعيروننى أنى أصيد بالسهم طائراً واحداً وهم يصيدون إثنين،
فعاد وأخبرهم ألا طاقة لكم بهم!!! فلهو صبيانهم ضرب النبال!!!
وبكائهم إن صادوا أقل من طائرين بالسهم!،
وبعد سنوات كُثَّر ذهب آخر يتجسس ... فوجد شاباً يبكى؟ فسأله؟
فردَّ: ضاع منديل حبيبتى،
فعاد الجاسوس وقال: على مناديل الأحبة تبكى شبابهم،
الآن قد فسد أمرهم؛ وجاء وقتهم، وذهبت دولتهم! وضاع مجدهم!!
وصدق! فلم تمض إلا سنوات وانهار المجد!
وهذا حقاً هو الفارق نتيجة التربية الإيمانية الإسلامية!
إذاً التاريخ كله يؤكد أن نهضة أمتنا ورفعة شأنها لا يتم إلا بالتربية التى كان عليه الحبيب وأصحابه،
وهى أمر لا يتم إلا بأيدى رجال ورثوا قول الله:
(قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
(108- يوسف)
هؤلاء الرجال المربّون إذا وُجدوا والتفّ حولهم طلاب الحقيقة العلية نَجَتْ الأمة من الفتن
وظهرت في الأمة الطاقات الموجودة من الكريم الخلاق المتوارية في الأجسام التى تدين بدين الله عزَّ وجلَّ
لكن أين هى التربية الآن ؟
وهذا هو الفيصل، ....
لو وُجدت التربية فلن تجد تنافساً في الفاني، ولا رغبة في شيء داني،
وإنما الكل يسارع في مصلحة الكل،
يفنى عن الأنانية والأثرة، ومصلحته الشخصية، في سبيل المصلحة العامة التي يرجوها في هذه الأمة
ولهذا الوطن الكريم الذى نعيش عليه .
ولذلك أنا أرى - كما رأيتم الآن - أننا لا مخرج لنا مما نحن فيه الآن، إلا رجالاً بهذه الكيفية !!
تجردوا من المطامع والأهواء الشخصية، والنزوات الفردية، والرغبة في المظاهر الكاذبة،
وصاروا لا يريدون إلا وجه الله ليقودوا قاطرة التربية الإيمانية،
ويكونوا رجالاً صالحين يقودون الأمة في المهمة الإصلاحية
تماماً كما حدث من قبل،
ويسعد آخر هذه الأمة بما سعد به أولها.
*****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
نورهان العدوية مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ السبت أغسطس 25, 2012 7:06 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولذلك أنا أرى - كما رأيتم الآن - أننا لا مخرج لنا مما نحن فيه الآن، إلا رجالاً بهذه الكيفية !!
تجردوا من المطامع والأهواء الشخصية، والنزوات الفردية، والرغبة في المظاهر الكاذبة،
وصاروا لا يريدون إلا وجه الله ليقودوا قاطرة التربية الإيمانية
ويكونوا رجالاً صالحين يقودون الأمة في المهمة الإصلاحية
تماماً كما حدث من قبل،
ويسعد آخر هذه الأمة بما سعد به أولها. بارك الله فيكم وسدد على طريق الخير خطاكم
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ السبت أغسطس 25, 2012 11:22 pm | |
| جعلنا الله وإياكم والمسلمين أجمعين منهم إن شاء الله بعلو الهمة، وصدق الطوية.
شكراً على مروركم الكريم ، وأيدنا الله وإياكم بروح من عنده.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 7:19 am | |
| الباب الثاني
*******
قواعد منهج الإصلاح الإسلامي
*******************
القاعدة الأولى: الإصلاح هو غَايَةُ الرسالات
لماذا أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم؟
نماذج من التربية النبوية للأمة الإسلامية
- ترْبِيَةُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لأصْحَابِهِ - تَرْبِيَةُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لِلنِسَــــــاءِ - تَرْبِيَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلشَّبَــــــابِ
القاعدة الثانية: الإصلاح هو غَايَةُ العبادات والقربات
لماذا أمرنا بالتكليفات والطاعات؟
علامات قبول الأعمال الصالحة
- العلامة الأولى: حسن الخلق - العلامة الثانية: علو مراقبة العبد لمولاه - العلامة الثالثة: تذوق حلاوة الإيمان - العلامة الرابعة: المداومة على الطاعات
القاعدة الثالثة: الإِصْلاحُ يبدأ بالقلوب
مقارنة لازمة بين مجتمعٌ راقٍ وفاسد القلوب، ومجتمع أوَّلي وصالح القلوب!
صناعة الإصلاح .. إصلاح القلوب
أمثلة في التربية والإصلاح
- الرحلة العجيبة لرأس الشاة - نار الغيظ والغضب - الشرود في الصلاة
القاعدة الرابعة: الإصلاح بالإقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم والعودة للكتاب والسنة
القاعدة الخامسة: أدوات شرعيَّـة لازمة لداعى الإصلاح
الحاجة للقواعد الشرعيَّة الكليَّة في التصدي للقضايا الإصلاحيَّة
التدرُّج كمثال للأداة الإصلاحيَّة
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 7:23 am | |
| الباب الثاني
********
قواعد منهج الإصلاح الإسلامي
********************
في هذا الباب وقبل أن نلج الأبواب التالية لتفصيل ورشة التربية الإيمانية، أو منهج العملية الإصلاحية، ووسائله الإسلامية،
سنتناول معاً عدة مسائل هامة تمثل قواعد هامة للمنهج الإصلاحى في الإسلام،
ذلك لأجل أن نرسِّخ المفهوم الإسلامي للإصلاح وللتربية الإيمانية أنه كلٌّ متكامل مع مبادىء الدين ولمنع أى إنفصال في الرؤية لدى السادة القراء، أو تعدُّد يربك المفاهيم! ولديها تكون خطواتنا نحو المنهج الإصلاحي سلسة ويسيرة ومتكاملة وبعد ذلك لا يبقى لنا إلا أن نشحذ الهمم نحو العملية الإصلاحية في هذه الحياة لنرقى عند الله وفي الدنيا وعند الناس
ولذا سنجيب بفضل الله تباعاً على عدد من الأسئلة التى تشرح قواعد المنهج الإصلاحي الإسلامي،
أو قل إن شئت:
الأسس التي تبني عليها عملية الإصلاح الإسلامي،
أو المفاهيم التى يجب ألا تغيب عن قلوب وعقول من يتصدون لعملية الإصلاح أو دعاوى التربية الإيمانية
وتلك الأسئلة هى:
- أولاً: ما الغاية من الرسالة النبوية؟
- ثانياً: ما الغاية أو الهدف من وراء العبادات؟
وهذا سيجرنا لسؤال ضمنى ألا وهو: ما علامات قبول الأعمال والقربات؟
- ثالثاً: من أين يبدأ الإصلاح؟
- رابعاً: كيف يكون الإصــــلاح؟
- خامساً: ما القواعد الشرعية التى تعين دعاة الإصلاح؟
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 7:27 am | |
| القاعدة الأولى
************
الإصلاح هو الغَايَةُ مِنْ الرسالة النبوية
*************
إنَّ الله تعالى خاطب حبيبه ومصطفاه قائلاً له:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا.
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)
(45: 47- الأحزاب)
وهذه الآيات الكريمات سبق وأن تناولناها بالتفصيل في محاضرات كثيرة، وفى كتب أيضاً
ولكنا هنا لا نتحدث عن وظائف الرسالة أو النبوة بتفصيل، وإنما نتناول الهدف العام من الرسالة
لماذا أرسل الله الرسل؟
********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 7:30 am | |
| لماذا أرسل النبي صلى الله عليه وسلم؟
**********
رسالة النَّبى صلى الله عليه وسلم في لبّها بيَّنها صلى الله عليه وسلم في كلمات معدودات، قال فيها:
{ إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ }
(رواه البيهقي عن أبي هريرة)
فجعل الغاية من رسالته، والهدف السامي من شريعته، هو إصلاح الأخلاق بإظهار مكارمها –
من الأخلاق التي سارت مثلاً ومبادىء عالية وأخلاقاً راقية في عالم الناس،
ليسعى الناس جميعاً إلى روضاتها الدانية. وهذه الرسالة تظهر في إصلاح بناء الفرد الداخلي،
فإن ديننا الإسلامي يسعى في كل أحواله القرآنية وسننه النبوية، إلى بناء إنسان كريم الأخلاق،
أشار إليها القرآن مراراً وأثنى على أهلها، من ذلك مثلاً قوله تعالى:
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا. وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)
(63، 64 - الفرقان)
*******
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 7:36 am | |
| فإذا نظرنا في هذه الآية نظرة متأنية،
*********************
وهي وصفٌ كريم لعباد الرحمن الذين تخلقوا بأخلاق القرآن، والذى أشارت إليه السيدة عائشة -
رضى الله عنها - حين سألها سائل عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابته:
{ كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنَ }
(رواه أحمد ومسلم وأبو داود وابن عساكر عن عائشة رضى الله عنها)
وأخلاق القرآن في آيات الفرقان التي ذكرناها عالياً، تبدأ أولاً بالأخلاق، ثم تُثَنِّى بالعبادات!!
وانتبهوا للترتيب!!!
فهي تصف عباد الرحمن بأنهم يمشون على الأرض هوناً، أى وصفهم في مشيهم في حياتهم بالتواضع،
وعدم الزهو والخيلاء، لأنهم عملوا بنصيحة لقمان الحكيم لابنه:
(وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
(18- لقمان)
أليس هذا هو الإصلاح؟!!!!
أن يمشوا متواضعين بين الناس ويعرفوا حقيقة أنفسهم، فلا يستهويهم البطر ولا الزهو بالنعم،
ولا تأخذهم الخيلاء، وإنما يتأدبون بأدب الصلاح في القرآن،
فيعلمون أن النعم كلَّها سببها توفيق الله ومعونة الله، فيردُّون الأمر لله، ويقولون كما قال الله:
(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ)
(79 - النساء)
(الذين يمشون على الأرض هوناً) ويتحملون أذية الخلق:
(وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا) لا يردُّون عليهم الكيل كيلين، أو الصاع صاعين، وإنما دأبُهم:
(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)
(40 - الشورى)
وهديُهم في أخلاقهم مع أحبابهم وجيرانهم وزملائهم ومجتمعهم:
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
(34 - فصلت)
*******
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 7:39 am | |
| ولمَّا كان الوصول بالمسلمين لهذه الأخلاق ، وأخذهم للتخلق بتلك الآداب هو الغاية من الرسالة بعد التوحيد
**************************************************
كان هذا ما يستشعره صلى الله عليه وسلم نحو أصحابه أجمعين، رجالاً ونساءاً .. أطفالاً وشباباَ،
ويراه صلى الله عليه وسلم تكليفاً من الله نحوهم،
ولذا كان يظلُّ وراء الواحد منهم إلى أن يصلح حاله، فيعالجه من مرضه
بتخليصه من أخلاقه الذميمة التى تقطعة عن الله، ويحلِّيه بالأخلاق الحميدة
ولا يزال به حتى يوصله بالله!!
*******
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 7:47 am | |
| كيف يوصله بالله؟!!!
********************
هل لربُّنا زمان أو مكان؟!! لا،لكن يَصِلُ قلبه بالله!
يعنى يصير في حال مع الله عندما يقول: يارب، يجد أمامه إستجابة من الله لكل ما يهواه ويتمناه!
وإذا لم يصل لهذه المرحلة، نقول له أنت تحتاج إلى علاج، لأن أى مؤمن وأى مسلم قال لنا ربُّنا كلِّنا:
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
(60- غافر)
فنحن جميعاً - أى واحد منا يدعو لابد أن يستجيب له الله عزَّ وجلَّ، فإذا لم يصل إلى هذه الحالة، نقول له:
أنت لم تصل بعد إلى الدرجة التى يقول فيها الله:
( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )
(27 -المائدة)
عالج قلبك أولاً من أجل أن تصل فيه حرارة الإيمان وتتصل بالرحمن، فساعة ما تقول: يارب، تسمعه وهو يقول: لبيك عبدى!!
تقول: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، يقول الله: حمدني عبدي،
تقول: (الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ) ، يقول: أثنى علىَّ عبدي،
تقول: (مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ، فيقول: مجَّدني عبدي!
هذه محادثة بينك وبين من يقول للشيء كن فيكون، محادثة تتم على الأقل سبع عشرة مرة كل يوم!! هذه هي الغاية من الرسالة!
ولذا كان يظلُّ صلى الله عليه وسلم وراءهم إلى أن يوصلهم لهذا الحال!
وكان صلى الله عليه وسلم يكشف لهم عن خبيئة نفوسهم ويصف لهم العلاجات المختلفة
ليوصلهم لما يجب أن يكون عليه كل مسلم ومؤمن - آمن بالله، وصدَّق بحبيب الله ومصطفاه - في حياته وعمله وصلاته وصلته بالله .
فأى مؤمن يقول: { لا إله إلا الله مُحَمَّدٌ رسول الله } ولم يكن في قلبه ولا في نفسه ولا في صدره هذه الأمراض،
التى تحجب الإنسان عن تحقيق المراد، يكون بينه وبين الله عَهْدٌ!! فعندما يقول: يارب، يجد الله عزَّ وجلَّ أقرب إليه من نفسه التى بين جنبيه! لأنه عزَّ وجلَّ أقرب إلى كل شىء من نفس الشيء،
لكن أنت تركت عدَّة التليفون الخاصة بك التى ولدت بها - وهى قلبك الروحاني،
ولدت بها صافية سليمة نظيفة على الفطرة، فتركتها للهوى إلى أن صدأت!!!
{ إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد }
(رواه البيهقي في شعب الإيمان، وعبد الرازق فى الجامع، وأبو نعيم فى الحلية، والخطيب عن عبد الله بن عمر)
*******
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 7:52 am | |
| الأجهزة صَدَأتْ من الأهواء ومن حُبِّ الدنيا - وهو رأس كل خطيئة -
والسعار عليها بالمشوار!! ولن تجلب لك غير البوار!!
**************
نريد أن نَخْرُجَ من هنا وقد نلنا رضا العزيز الغفار! كيف وقد صدأت! وياليتها صدأت فقط!
بل امتلأت بأمراض وشهوات وفتن! حتى اسودَّت مرآتها فصارت لا تشهد حقًّا، ولا تعكس نوراً،
فهى تحتاج لإصلاحها! واسمع لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم إذ يقول:
{ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُوداً عُوداً، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ،
وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ:
عَلَى أَبْيَضَ مِثْل الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ،
وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَاداً كَالْكُوزِ مُجَخِّيا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ }
(صحيح مسلم عن حُذَيْفَةُ)
(أسود مُرْبَادّا: شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ، مُجَخِّيَّا: مَنْكُوساً)
فهذا القلب المسودُّ! تحمله بين جنبيك - وهو آلة وصلك بالله!!!- فتأتي لتتصل به ولكنه لا يعمل،
والخط مقطوع والجهاز يحتاج صيانة! وتتعجب كيف تدعو الله ولا يجيب!! أنت لم تصلح جهاز الإتصال!
أنت تصلى وتصوم وتقوم الليل وتقرأ القرآن، لكن جهاز الإرسال معطَّل وملوث ولم تصلحه
ولم تطهره كما أمر النبى صلى الله عليه وسلم،
أنت تحتاج إلى دخول ورشة الإصلاح الإيمانية على الطريقة النبوية!
وعندما يتم إصلاح قلبك فيا سعدك ويا هناك!! كلما خاطبت مولاك أجابك، وكلما سألته لبَّاك!
*******
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 7:56 am | |
| نماذج من تربية النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - للأمة
********************************
فالإصلاح هو الغاية من إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلينا، فالغاية من رسالته صلى الله عليه وسلم
كانت إصلاح وتربية المجتمع بأسره ، بإصلاح قلوب أهله! ليخرج أفراده لإصلاح الوجود كله!
ولذلك سنعرج سريعاً .. وننتناول نماذج من تربيته صلى الله عليه وسلم الإيمانية للأمة
كيف كان يصلح أصحابه بتربيتهم التربية الإيمانية؟
- تربيته صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام من الرجال ومن النساء.
- ثمَّ تربيته صلى الله عليه وسلم للشباب بكل أعمارهم!!
****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 8:21 am | |
| تَرْبِيَةُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأصْحَابِهِ من الرجال
*********************************
حرص النَّبِي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه على مكارم الأخلاق، وعلى شريف الخصال،
وعلى عزيز الطباع، ليصلح قلوبهم، ويصيروا في هديهم، وفى سمتهم، وفي سلوكهم، صورة طيبة لما يدعو إليه هذا الدين
وكان يتابع أصحابه على هذا النهج القويم، وإليكم الإشارة بمثال واحد حتى لانطيل :
فهذا صِدِّيقُهُ وصفيُّه - أبو بكر رضى الله عنه - كيف كان يربيه على مكارم الأخلاق؟
ويتابعه ليُزَكِّي نفسه، وتنطبع روحه عليها في كل وقت وحين، وقد ورد:
{ أن رجلا سبَّ أبا بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم والنبي جالسٌ لا يقول شيئاً،
فلمَّا سكت؛ ذهب أبو بكر يتكلم .. فقام النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه أبو بكر،
فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يسبُّني وأنت جالسٌ فلما ذهبت أتكلم قمت!!
قال صلى الله عليه وسلم:
إن الملك كان يردٌّ عنك، فلما تكلَّمت ذهب الملك ووقع الشيطان، فكرهت أن أجلس }
(أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت، تخريج أحاديث الإحياء العراقي)
بل أكثر من ذلك، أنَّه لمَّا خرج مع أصحابه في عام الحديبية ناوياَ العمرة إلى بيت الله الحرام
وحمل أبو بكر متاعه ومتاع النبيِّ صلى الله عليه وسلم على جمل، وكلَّف به عبداً من عبيده وحده -
حرصاً على زاد النبي وزاده معه - وفى الطريق شرد الجمل!!
وعند منزل ما، طلب أبو بكر من الغلام شيئاً من الطعام، فعلم أن الجمل ضاع منه، ولا أمل في عودته
فانفعل الصديق وأخذ يسبُّه ويضربه، وإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول له:
{ يا أبا بكر أصديقين ولعانين كلا وربِّ الكعبة - مرتين أو ثلاثا }
(أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت)
يعني: أنت في مقام الصديقية العظيم - بعد مقام النبوة - إذاً لا تسب ولا تلعن، لإن هذا لا يليق بأخلاق الصديقين
الذين أنعم الله عليهم مع النبيين والشهداء والصالحين
*************
ينتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الخميس أكتوبر 25, 2012 8:25 am | |
| تابع: تَرْبِيَةُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأصْحَابِهِ من الرجال
*************************************
بل إنه صلى الله عليه وسلم في تربيته له حثَّه على مقام أعلى لينال منزلة أرقى عند الله،
وعاهده صلى الله عليه وسلم على هذا - وكذلك نفراً من أصحابه كأبي ذر وثوبان،
فقال لهم صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ يَضْمَنْ لِي خُلَّةً، وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ ؟ قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: لاَ تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئَاً }
(عَنْ ثوبانَ: أَبُو نعيم، وبمعنى قريب لأبي ذر وأبي بكر)
أى لا تسأل إلا الله عزَّ وجلَّ، فكان رضى الله عنه يركب أحياناً في أسفاره،
فيسقط حبل ناقته، فينزل ويأخذه بيده ثم يعاود الركوب،
وكان ذلك وهو خليفة للمسلمين، فقالوا له: يا خليفة رسول الله، إنا نكفيك هذا!
فيقول:
{ قد علمت هذا ولكن حبيبى صلى الله عليه وسلم أوصانى ألا أسأل الناس شيئاً }
هكذا كانت تربية النَّبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه التربية الإيمانية المتكاملة، على مكارم الأخلاق
وشملت هذه التربية الرجال والنساء، والشباب والفتيات، والصبيان والغلمان
لأن هذا كان الأمر المكلف به من الله نحو خلق الله أجمعين من العالمين!
وسنفصل قليلاً من تربيته صلى الله عليه وسلم للنساء وللشباب
*********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
كمال العدوي عضوفعال
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ السبت أكتوبر 27, 2012 12:46 pm | |
| | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأحد أكتوبر 28, 2012 8:24 pm | |
| وجزاك بما هو - سبحانه - أهله ..... وشكراً على هذا المرور الكريم ، نفعنا الله بالعلم والعلماء | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأحد أكتوبر 28, 2012 8:48 pm | |
| تَرْبِيَةُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لِلنِسَاءِ
***********************
ضربنا مثلاً للرجال، وكذلك نضرب مثلاً للنساء....
فقد ذكرت السيدة عائشة أعزُّ زوجاته، زوجته السيدة صفيَّة بنتَ حُيَىِّ بن أخطب رضى الله عنها وقالت عنها:
( إنها قصيرة )، وكان وصفاً صادقاً، لأنها فعلاً كانت قصيرة الطول،
لكن المعلم الأول صلى الله عليه وسلم قال لها:
{ يا عائشة لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ }
(رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها )
أى لكدَّرته وعكَّرته بعد صفوه!!!
يريد منها ألا تعاود هذا القول، وألا تصف مسلمة بشيء تكرهه ولو كان فيها
مادام الأمر لا يستدعي ذلك شرعاً، فيتعوَّد لسانُها على العِفَّة الدائمة، عملاً بقول الله فيمن آمنوا بالله:
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ)
(24 - الحج)
************* يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الأحد أكتوبر 28, 2012 8:56 pm | |
| تابع: تربية النبىِّ صلى الله عليه وسلم للنساء
*************************
ومع السيدة عائشة - ما أكثر المواقف التربويَّة التي تركت ذخراً لتربية نساء الأمة من حوادث عديدة اشتهرت!!!
- مثل: مطالبة نسائه - صلى الله عليه وسلم - له بزيادة النفقة، وإعتزال رسول الله لهنَّ وتخييرهن
وفي حادثة الإفك، وقلادة الأبواء، وفي الكثير غيرها كان صلى الله عليه وسلم يربي السيدة عائشة التربية الإيمانيَّة المتكاملة
التي بلغ من كمالها أنَّ عائشة لكونها لم تلد، كان صلى الله عليه وسلم يكل إليها الكثير من شئون رعاية أسامة بن زيد وهو صغير
ويعلِّمها بنفسه كيف تعتني به وتنظِّفه وتداويه، وكذا كثيراً من شئون الأطفال والبنات اليتيمات!!
إنها الدورات التربويَّـة النبويَّـة المتكاملة لأشد نسائه صلى الله عليه وسلم حفظاً واستيعاباً.
ولذا كانت السيدة عائشة بدورها هي موصل التربية والتعليم إلى نساء وفتيات الأمة، فتنقل لهن هذه الدروس التربوية
في الشرائع والأخلاق والحياة الزوجية من إختيار الزوج وحقوقه وحقوقهن، وأنهن شقائق الرجال، والمشاكل الإجتماعية
وزينة المرأة، وتدبير البيت، وتربية الأبناء وغيرها، وكانت نساء الأمة يتناوبن في الإجتماع عندها
بعد خروج النبى صلى الله عليه وسلم فتقوم بتدريسهن ما علمها رسول الله، وتجيب أسئلتهن، وما لا تعرف تعيده للمعلم الأول، وهكذا
وكانت كثيراً ما تمدحهن وتحثهن على التعلم وتقول:
{ نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ }
(صحيح البخاري وابن ماجه وابن خزيمة)
فكانت حجرات أمهات المؤمنين تكاد تكون حلقات تربية، وورش تهذيب لبنات ونساء وفتيات الأمة - على إختلاف أعمارهن -
هذا كله غير التلقِّى المباشر من الحلقات التربوية التى كان يعقدها صلى الله عليه وسلم بالمسجد للنساء والفتيات خاصة،
وغير الدروس العامة اللائي كنَّ يحضرنها بالمسجد ويجلسن بآخره بعد الرجال والصبيان.
واستمرَّت السيدة عائشة من بعده صلى الله عليه وسلم على ذلك النهج التربوي إلى آخر عمرها،
ومن ذلك ما يروى أنها رضي الله عنها دخل عليها نسوة من الشام فقالت لهن دون سؤال لتعليمهن:
{ لَعَلَّكُنَّ مِنَ الْكُورَةِ الَّتي تَدْخُلُ نِسَاؤُهَا الْحَمَّامَاتِ ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، قالَتْ: أمَا إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَخْلَعُ ثِيَابِهَا في غَيْرِ بَيْتِهَا إلاَّ هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله تعالى }
(سنن أبي داوود، عن أبى المليح)
*********
يتبع إن شاء الله يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الإثنين أكتوبر 29, 2012 11:41 pm | |
| تَرْبِيَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلشَّبَابِ
**************************
وفى تربية النبى - صلى الله عليه وسلم - للشباب، نأخذ لمحات سريعة عن قيمة الشباب عند الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وكيف كان يتعدهم بالتربية الإيمانية ... فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{ أوصيكم بالشبان خيراً - ثلاثاً - فإنهم أرق أفئدةً، ألا وإن الله أرسلني شاهداً ومبشراً ونذيراً،
فحالفني الشبَّان .. وخالفني الشيوخ }
(روح البيان ، وتفسير حقي، ونور الأذهان)
فكانت دعوته صلى الله عليه وسلم أساساً وبداية ونشرها كله على أكتاف الشباب
فتعلمون أدوار عمار بن ياسر، ومصعب بن عمير، وعلي بن أبى طالب، وغيرهم في البداية!
وتعلمون هجرتا الحبشة، وكذلك الدور الأعظم للشباب في الهجرة للمدينة، ومساهماتهم المنقوشة بمداد النور
مثل عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء، وخادمها عامر بن فهيرة، ودور على بن أبي طالب.
********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الإثنين أكتوبر 29, 2012 11:54 pm | |
| تابع: تربية النيىِّ صلى الله عليه وسلم للشباب
*****************************
وكان صلى الله عليه وسلم يعرفهم بأسمائهم، ويتابعهم بنفسه في المهام ويسأل عنهم أو ينيب من يفعل
كما كان صلى الله عليه وسلم يتعهَّدهم ويربِّيهم على الإحساس بقيمتهم
حتى كان يستأذن الصبي عن يمينه في دوره في الشرب ليناول الإناء لشيخ عن يساره!!
فلا يأذن الصبى تبرَّكاً بالنبيِّ وفهماً لحقِّه!!!
فلا ينهره، بل ويناوله إحقاقاً وتعليماً للجميع، وإشعاراً لهم أنَّ الغلام أو الشاب فاعلٌ كالكبير!
وكان يخصُّهم بمزيد المسؤلية، ويدرِّبهم على القيادة وتحمِّل المخاطر، لأنهم قوة الحاضر وحكماء المستقبل،
وفي ذلك كله يعرف طبيعة سنهم وفورة شبابهم وجموحهم طباعهم فيقول:
{ الشباب شعبة من الجنون }
(عن زيد ابن خالد مسند الشهاب)
ويوصي الكلَّ بالكهول وبأن يرحموا الشباب:
{ اسْتَوْصُوا بِالْكُهُولِ خَيْراً، وَارْحَمُوا الشَّبَابَ }
(الحاكم في المستدرك، والديلمي عن أَبِي سعيدٍ رضى اله عنه، جامع المسانيد والمراسيل)
ومع تلمُّس العذر لفورتهم يحذرهم من إندفاع شهوتهم:
{ يَا مَعْشَرَ شَبَابِ قُرَيْشٍ! احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَلاَ تَزْنُوا، أَلاَ مَنْ حَفِظَ فَرْجَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ }
(الطبرانى والبيهقى فى شعب الإيمان عن ابنِ عبَّاسٍ رضى الله عنهما)
ثم يكشف للناس قدر هؤلاء الشباب الذين خشعوا لله:
{ لَوْلاَ شَبَابٌ خُشَّعٌ، وَشُيُوخٌ رَكَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، وَأَطُفَالُ رُضَّعٌ ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبّاً }
(البيهقى فى السنن، والْخطيب عن أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه)
أما إن أخطأوا .... فكان صلى الله عليه وسلم لا يقنطهم ولا يعنفهم، ويربيهم على المسارعة بالتوبة،
وينصح بالصبر لفقرائهم حتى ينالوا مطلبهم، وبالحياء لفتياتهم فيقول للأمة جميعها:
{ الصَّبْرُ حَسَنٌ .. وَلكِنْ فِي الْفُقَرَاءِ أَحْسَنُ، وَالتَّوْبَةُ حَسَن .. وَلكِنْ فِي الشَّبَابِ أَحْسَنُ، وَالْحَيَاءُ حَسَنٌ .. وَلكِنْ فِي النسَاءِ أَحْسَنُ }
(الدَّيلمي عن علي رضى الله عنه، جامع المسانيد والمراسيل)
**********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الثلاثاء أكتوبر 30, 2012 12:04 am | |
| تابع: تربية النبيِّ للشباب
****************
وكان صلى الله عليه وسلم يربِّيهم على تحصيل العلم، وكثيراً ما عقد لهم الحلقات التعليمية بعد صلاة الصبح يسألهم ويعلمهم
ويخبرهم أن جبريل يأتيه في صورة شاب عند مدارسة العلم ليحثَّهم على تحصيل العلم،
ويحثهم على التدبير والتفكير وشغل الوقت بالنافع،
وعلى التخطيط السليم للمستقبل باغتنام شبابهم قبل الهرم، والصحة قبل المرض! وهكذا.
وعند الزواج كان يحثُّهم عليه - لمن قدر - وبحسن الإختيار والجدَّ لمن أقدم، والإقتصاد لمن فعل،
وحفظ حقوق الأهل، والصوم لمن عجز.
ولا ننسى التربية العلمية والصحية التي كان صلى الله عليه وسلم يربِّيهم عليها، من الإهتمام بالرياضة كالفروسية،
ورمى النبال والسباحة والجرى وغيرها، ويعلمهم أن لهم فيها الأجر الكبير من الله، مع صحة العقل والبدن،
ويعلمهم الأخذ بأسباب الرزق؛ من الجد والإجتهاد، والتبكير في السعى،
مع شدة تنمية الشعور بالكرامة، وأن اليد العليا خير من اليد السفلى.
وكم حفلت السنة بالمواقف التربوية المتعددة من سؤال وجواب، أو نصح وإرشاد، ومن مواقف التربية العمليَّة للجميع
مثل الذى زنا أو أذنب وأتى ليخبره، أو ليتوب، وكالأعرابي الذى بال في المسجد، والشاب الذى جاء يطلب إذناً بالزنا،
ومن قطع الصلاة بالتشميت! والشحَّاذ والقادوم، أو لما ذهب يحدِّث الجنَّ، أو عند حضور الموت،
ومواقف الإستعداد للحرب وأثناءها وغيرها،
وهى ثروة تربوية لا تنضب! ننصح بإتخاذها مادة لتدريس ورش التربية العملية في كليات التربية وكليات الدعوة.
وفى ركوبه كان صلى الله عليه وسلم يردف الشباب خلفه ليعلي شأنهم، وليلقِّنهم دروس الحياة العملية،
أو يستنشد شاعرهم، أو يستتيب مخطئهم، ويرشدهم إذا أساءوا النظر، أو أخطأوا القول أو الفعل،
وغيرها من التربية العمليَّة والنظرية
ناهيك عن دروس الطعام، والنظر، والعيادة، والصدقة، والصمت، وإفشاء السلام، وصلاة القيام، وحق الأرحام!
والكثير بترتيب تربوي معجز!
************ يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الثلاثاء أكتوبر 30, 2012 12:13 am | |
| تابع: تربية النبيِّ للشباب
****************
وإذا استرسلنا في تعداد أساليب ومحطات تربية النبي للشباب - فضلاً عن الرجال والنساء - فهذا أمر طويل جداً ليس هنا مجاله، المهم أنَّ أصحابه صلى الله عليه وسلم ساروا من وراءه في تربية الشباب على نهجه،
فأنفذ أبوبكر الخليفة بعث أسامة وودَّعه راجلاً وأسامة راكباً، والشيوخ وراءه، وغيرها الكثير والكثير!
ومرَّ الزمان وجاء عمر رضى الله عنه فكان يربِّيهم بعزم وإتقان فقال لأحدهم لما أخطأ معه واشتطَّ:
{ إِني أَرَاكَ شَابَّاً فَصِيحَ اللسَانِ، فَسِيحَ الصَّدْرِ، وَقَدْ يَكُونُ في الرَّجُلِ عَشَرَةُ أَخْلاَقٍ:
تِسْعَةٌ حَسَنَةٌ وَوَاحِدَةٌ سِيئَةٌ، فَيُفْسِدُ الْخُلُقُ السَّيىءُ التسْعَةَ الصَّالِحَةَ، فَاتَّقِ عَثَرَاتِ الشَّبَابِ }
(عبد الرزاق فى الجامع، والبيهقى فى السنن عن قبيصة بن جابر الأسدي)
{ وأمر بعض شباب المدينة باعتزال رجل اتهم بالفعل القبيح حفظاً لهم }
(البيهقى عن عائشة)
بل وكان صلى الله عليه وسلم يتابعهم في التربية العملية خطوة خطوة،
فقد روى أنه رضى الله عنه رأى أحدهم في طرقات المدينة يتبختر في مشيته، ولمح فيه مظاهر العبث والإستهتار التي لا تليق،
فزجره وأمره بترك هذا، فتعلل بأن هذه طبيعته ولا يطيق تركها، فأمر عمر بجلده،
وبعد أيام رآه ثانية على حاله من العبث والتخنث، فأمر بجلده مرة أخرى،
ولم يمض وقت طويل حتى جاء الرجل أخيراً، وقد استقامت مشيته واعتدل مسلكه وقال:
{ جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين؛ .. لقد كان الشيطان يلازمني، فأذهبه الله عني بعقوبتك }
(الفقه على المذاهب الأربعة)
وكذا الكثيرون منهم ، كيف تابعوا تربية الشباب المسلم، فمثلاً :
سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه كان يقول للشباب عندما يأتونه لطلب العلم:
{ مرحبا بكم .. ينابيع الحكمة ومصابيح الظلمة، خلقان الثياب جدد القلوب }
(شعب الإيمان، عن عبيد الله بن أبي العيزار)
وهكذا .. فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم - ومن وراءه صحبه الكرام شيوخ التربية والإصلاح الأعلام - يربُّون الأمة
رجالاً ونساءاً وشباباً حتى صاروا كما كان صلى الله عليه وسلم يدعوهم ليكونوا:
{ كُونُوا كالشَّامَةِ بَيْنَ النَّاسِ }
(رواه الحاكم عن أنس وأحمد والترمذى)
فاكتسحوا العالم كلَّه شرقًا وغربًا في أقل من ثلاثين سنة، ولم يقف أمامهم أحد أبداً! ...
كيف صار ذلك؟ إنها التربية الإيمانية التى نتحدث عنها.
*******
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ الثلاثاء أكتوبر 30, 2012 11:32 am | |
| القاعدة الثانية: الإصلاح هو غاية الطاعات ِوالقربات
********************************
لماذا أمرنا بالتكاليف والطاعات؟
*********************
لأن ديننا يرسي القيم الفاضلة - وهي أحرص ما يحرص عليه الإسلام – فليس الإسلام دين شعارات،
ولا عبادات مبتورة عن الأخلاق والمعاملات، وإنما هو دينٌ متكاملٌ يكمِّل بعضه بعضاً،
فإذا كان الإنسان يحافظ على الفرائض في وقتها، لكن لا يراعي قيم الإسلام في تعامله مع الخلق،
فدينه فيه نقص، وعبادته لم تحقق غايتها، وهذا نسميه التدين المنقوص، أى غير كامل.
فالإسلام كُلٌ متكامل، فيطلب من المؤمن أن يعطي الله حقَّه، ويعطي لجسمه حقَّه، ويعطي لأهله حقَّهم،
ويعطي لمجتمعه حقَّه، ويعطي لذوي رحمه حقَّهم، ويعطي لأصدقائه حقَّهم، ويعطي للكبير حقَّهُ وللصغير حقَّه،
ويقوم بكل الحقوق التي أوجبها عليه الدين، كما أمر الله ووضَّح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكل تلك الحقوق تندرج تحت أصناف العبادات والطاعات والقربات!
وعندها نقول: (أنه صالحٌ ) أى انصلحت أخلاقه بالعبادات والقربات التى أثمرت فيه
وجعلته صالحا للتعامل مع من سواه من خلق الله!
ولذلك قبل الدخول في تفاصيل ووسائل التربية والتهذيب وإصلاح القلوب،
وما يستتبعه ذلك من المجاهدات والأعمال الصالحات والطاعات والعبادات
يجب أن نقف وقفة حاسمة نتعلم فيها - بوضوح - ما الغاية والهدف من الطاعات؟
وأين نضع أعيننا ونحن نقوم بها؟
*********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
| إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ | |
|