| على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:09 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
الإمام الحسين بن علي عليهما السلام
المحتوى مخفي عن الزوار
قلة هم أولئك الذين يتسنّمون قمم الخلود والسمو والعظمة، وقلة هم أولئك الذين ينفصلون عن آخر الزمان والمكان. ليكونوا ملكاً للحياة والإنسان.
أولئك القلة هم عظماء الحياة، وأبطال الإنسانية، ولذلك تبقى مسيرة الحياة، ومسيرة الإنسان، مشدودة الخطى نحوهم، وما أروع الشموخ والسمو والعظمة، إذا كان شموخاً وسمواً وعظمة، صنعه إيمان بالله، وصاغته عقيدة السماء.
من هنا كان الخلود حقيقة حية لرسالات السماء، ولرسل السماء، ورجالات المبدأ والعقيدة... وفي دنيا الإسلام، تاريخ مشرق نابض بالخلود... وفي دنيا الإسلام، قمم من رجال صنعوا العظمة في تاريخ الإنسانية، وسكبوا النور في دروب البشرية.
وإذا كان للتاريخ أن يقف وقفة إجلال أمام أروع أمثولة للشموخ... وإذا كان للدنيا أن تكبر لأروع تضحية سجلها تاريخ الفداء... وإذا كان للإنسانية أن تنحني في خشوع أمام أروع أمثولة للبطولة... فشموخ الحسين وتضحية الحسين، وبطولة الحسين، أروع أمثلة شهدها تاريخ الشموخ والتضحيات والبطولات.
الحسين بن علي (عليه السلام) قمة من قمم الإنسانية الشامخة، وعملاق من عمالة البطولة والفداء.
فالفكر يتعثر وينهزم، واليراع يتلكأ ويقف أمام إنسان فذّ كبير كالإمام الحسين، وأمام وجود هائل من التألق والإشراق، كوجود الحسين... وأمام إيمان حي نابض، كإيمان الحسين... وأمام سمو شامخ عملاق كسمو الحسين... وأمام حياة زاهرة بالفيض والعطاء كحياة الحسين..
إننا لا يمكن أن نلج آفاق العظمة عند الإمام الحسين، إلا بمقدار ما نملك من بعد في القصور، وانكشاف في الرؤية، وسمو في الروح والذات... فكلما تصاعدت هذه الأبعاد، واتسعت هذه الأطر، كلما كان الانفتاح على آفاق العظمة في حياة الإمام الحسين أكثر وضوحاً، وأبعد عمقاً... فلا يمكن أن نعيش العطاء الحي لفيوضات الحسين، ولا يمكن أن تغمرنا العبقات النديّة، والأشذاء الرويّة، لنسمات الحياة تنساب من أفق الحسين.
ولا يمكن أن تجللنا إشراقات الطهر، تنسكب من أقباس الحسين.. إلا إذا حطمت عقولنا أسوار الانفلاق على النفس، وانفلتت من أسر الرؤى الضيقة، وتسامت أرواحنا إلى عوالم النبل والفضيلة، وتعالت على الحياة المثقلة بأوضار الفهم المادي الزائف.
فيا من يريد فهم الحسين، ويا من يريد عطاء الحسين، ويا من يتعشق نور الحسين، ويا من يهيم بعلياء الحسين، افتحوا أمام عقولكم مسارب الانطلاق إلى دنيا الحسين، اكسحوا من حياتكم أركمة العفن والزيف، حرّروا أرواحكم من ثقل التيه في الدروب المعتمة، عند ذلك تنفتح دنيا الحسين، وعند ذلك تتجلى الرؤية، وتسمو النظرة، ويفيض العطاء، فأعظم بإنسان.. جدّه محمد سيد المرسلين، وأبوه علي بطل الإسلام الخالد، وسيد الأوصياء، وأمه الزهراء فاطمة سيدة نساء العالمين، وأخوه السبط الحسن ريحانة الرسول، نسب مشرق وضّاء، ببيت زكي طهور.
في أفياء هذا البيت العابق بالطهر والقداسة، ولد سبط محمد (صلى الله عليه وآله)، وفي ظلاله إشراقة الطهر من مقبس الوحي، وتمازجت في نفسه روافد الفيض والإشراق، تلك هي بداية حياة السبط الحسين، أعظم بها من بداية صنعتها يد محمد وعلي وفاطمة (صلى الله عليهم أجمعين)، وأعظم به من وليد، غذاه فيض محمد (صلى الله عليه وآله) وروي نفسه إيمان علي (عليه السلام)، وصاغ روحه حنو فاطمة (عليها السلام)، وهكذا كانت بواكير العظمة تجد طريقها إلى حياة الوليد الطاهر، وهكذا ترتسم درب الخلود في حياة السبط الحسين.
فكانت حياته (عليه السلام) زاخرة بالفيض والعطاء، وكانت حياته شعلة فرشت النور في درب الحياة، وشحنة غرست الدفق في قلب الوجود
يتبع إن شاء الله تعالي |
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:14 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
جده لأمه: سيدنا محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
جده لأبيه: أبو طالب
جدته لأمه: خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما
جدته لأبيه: فاطمة بنت أسد رضي الله عنهم
أبوه: سيدنا الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام
أمه: السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام
أخوته لأمه وأبيه سيدنا الإمام الحسن عليهم السلام ستنا السيدة الطاهرة زينب الكبرى عليها السلام ستنا السيدة الطاهرة أم كلثوم عليها السلام
ولادته عليه السلام ولد بالمدينة في الثالث من شعبان سنة أربع للهجرة
ولما ولد جيء به إلى جده سيدنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فاستبشر به، وأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى،وحنكه بريقه الطاهر الشريف فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً، وعقّ عنه بكبش، وأمر أمه (عليها السلام) أن تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره فضة
صفته عليه السلام :
كان أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبين كثّ اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، رحب الكفين والقدمين، رجل الشعر، متماسك البدن، أبيض مشرب بحمرة، نشأ في ظل جده الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فكان هو الذي يتولى تربيته ورعايته.
كنيته عليه السلام أبو عبد الله
ألقابه عليه السلام الرشيد، الوفي، الطيب، السيد، الزكي، المبارك، التابع لمرضاة الله، الدليل على ذات الله، السبط، سيد شباب أهل الجنة
حياته مع أبيه عليهما السلام لازم أباه أمير المؤمنين (عليهما السلام) وحضر مدرسته الكبرى ما يناهز ربع قرن. اشترك في حروب أبيه الثلاث: الجمل، صفين، النهروان
زوجاته عليه السلام ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي
أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي شاه زنان بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس الرباب بنت امرئ القيس بن عدي
أولاده عليه السلام سيدنا الإمام زين العابدين سيدنا علي الأكبر سيدنا جعفر سيدنا عبد الله عليهم السلام
بناته عليه السلام
ستنا السيدة سكينة عليها السلام ستنا السيدة فاطمة النبوية عليها السلام ستنا السيدة رقية عليها السلام نقش خاتمه: صبي الله
بوابه: أسعد الهجري
شاعره: يحيى بن الحكم وجماعة
حياته مع أخيه عليهما السلام
بايع لأخيه الحسن (عليه السلام) بعد مقتل أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة 40 هـ وبلغ به الاحترام لمقام الإمامة والأخوة ما ذكر الطبرسي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ما مشى الحسين بي يدي الحسن (عليه السلام) قط ولا بدره بمنطق إذا اجتمعا تعظيماً له
وعاش بعد أخيه الحسن (عليهما السلام) عشر سنين كان فيها الإمام المفترض الطاعة ـ على رأي طائفة عظيمة من المسلمين وسبط الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وريحانته وثاني الثقلين اللذين خلفهما (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الأمة ـ الكتاب والعترة ـ وسيد شباب أهل الجنة بإجماع المسلمين
خرج من المدينة بأهله وصحبه متوجهاً إلى مكة ممتنعاً عن بيعة يزيد وكان خروجه ليلة الأحد ليومين بقيا من شهر رجب سنة 60 هـ وهو يتلو قوله تعالى
خَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
دخل مكة لثلاث مضين من شعبان سنة 60 هـ وهو يتلو قوله تعالى: ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل
وافته كتب أهل الكوفة ووفودهم بالبيعة والطاعة حتى اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب
أرسل من مكة ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة سفيراً وممثلاً
بلغه أن يزيد بن معاوية أرسل إليه من يغتاله ولو كان متعلقاً بأستار الكعبةخرج من مكة في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ـ يوم التروية ـ سنة 60 هـ بعد أن خطب فيها معلنا دعوته
دخل العراق في طريقه إلى الكوفة ولازمه مبعوث ابن زياد ـ الحر بن يزيد الرياحي ـ حتى أورده كربلاء
وصل كربلاء في اليوم الثاني من المحرم سنة 61 هجرية
وما إن حط رحله بكربلاء حتى أخذت جيوش ابن زياد تتلاحق حتى بلغت ثلاثون ألفاً
استشهد هو وأهل بيته وأصحابه في اليوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ
حمل رأسه الشريف إلى الكوفة في ليلة الحادي عشر من المحرم
حملت عائلته من كربلاء في اليوم الحادي عشر وجيء بهم إلى الكوفة سبايا، ثم حملوا منها إلى الشام
دفنه ابنه زين العابدين (عليه السلام) في اليوم الثالث عشر من المحرم
أول من زاره الصحابي الكبير جابر بن عبد الله الأنصاري في العشرين من شهر صفر سنة 61 هـ كما زاره في هذا اليوم ابنه زين العابدين (عليه السلام) مع باقي العائلة وذلك في طريقهم إلى المدينة بعد أن طيف بهم في الكوفة والشام |
يتبع إن شاء الله تعالي | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:20 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه المحتوى مخفي عن الزوار
قال محمد بن طلحة الشافعي: (ولد بالمدينة لخمس(1) خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وكانت والدته الطهر البتول فاطمة (عليها السلام علقت به بعد أن ولدت أخاه الحسن بخمسين ليلة هكذا صح النقل فلم يكن بينه وبين أخيه سوى هذه المدة المذكورة ومدة الحمل، ولما ولد وعلم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) به أخذه وأذن في أذنه، قيل: أذّن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى.
والصحيح أنه ولد لستة أشهر، وفيه أنزل الله تعالى (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً)(2).
• قال محبّ الدين الطبري: (قال ابن الدارع في كتاب مواليد أهل البيت: لم يكن بينهما إلاّ حمل البطن، وكان مدة حمل البطن ستّة أشهر، وقال: لم يولد مولود قطّ لسنّة أشهر فعاش إلاّ الحسين وعيسى بن مريم (عليهما السلام) )(3).
• قال محمد بن عبد البّر: (روى جعفر بن محمد، عن أبيه قال: لم يكن بين الحسن والحسين إلاّ طه واحد)(4).
• قال ابن الصّباغ المالكي: (واستبشر به (صلى الله عليه وآله) وسمّاه حسيناً وعقّ عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كبشاً، وقال لأمه: احلقي رأسه وتصدّقي بوزنه فضة وافعلي به كما فعلت بأخيه الحسن)(5).
• قال الشبلنجي: (وحنّكه (صلى الله عليه وآله) بريقه، وأذّن في أذنه وتفل في فمه ودعا له وسمّاه حسينا يوم السابع)(6).
• روى الحاكم النيسابوري بإسناده عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الحسين بشاة وقال: يا فاطمة احلقي رأسه وتصدّقي بزنة شعره فوزنّاه فكان وزنه درهماً)(7).
• روى الحمويني بإسناده عن ابن عباس: (فلما ولد الحسين بن عليّ (عليهما السلام) وكان مولده عشيّة الخميس ليلة الجمعة أوحى الله عزّ وجل إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمّد في دار الدنيا).
قال سبط ابن الجوزي: (وكنيته أبو عبد الله، ويلقب بالسيّد، والوفي، والولي، والمبارك، والسبط، وشهيد كربلاء)(8).
• روى ابن قولويه بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام)… (لم يرضع الحسين من فاطمة ولا من أنثى، لكنّه كان يؤتى به النبي (صلى الله عليه وآله) فيضع إبهامه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين والثلاثة فنبت لحم الحُسين عليه السلام) من لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ودمه من دمه، ولم يولد مولود لستّة اشهر إلاّ عيسى بن مريم والحسين بن علي (صلوات الله عليهم)
أسماؤه وكناه
• كشف الغمّة: قال كمال الدين بن طلحة: كنية الحسين (عليه السلام) أبو عبد الله لا غير.
• وأما ألقابه فكثيرة: الرشيد والطيب والوفيّ والزكي والمبارك والتابع لمرضاة الله والسبط.
فكل هذه كانت تقال له وتطلق عليه، وأشهرها الزكي، ولكن أعلاها رتبة ما لقّبه به رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله عنه وعن أخيه: أنهما سيدا شباب أهل الجنة.
فيكون السيد أشرفها وكذلك السبط، فإنّه صحَّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: حسين سبط من الأسباط.
وقال ابن الخشاب يكنّى : بأبي عبد الله، لقبه الرشيد والطيب والوفيّ والسيد والمبارك والتابع لمرضاة الله والدليل على ذات الله عز وجل والسبط(1).
• إرشاد المفيد: وكنية الحسين (عليه السلام) أبو عبد الله(2).
|
يتبع إن شاء الله تعالي
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:22 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
يتبع إن شاء الله تعالي
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:27 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
التربية النبويةالمحتوى مخفي عن الزوار
وقام الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بدوره بتربية سبطه وريحانته فأفاض عليه بمكرماته ومثله وغذاه بقيمه ومكوناته ليكون صورة عنه، ويقول الرواة: إنه كان كثير الإهتمام والاعتناء بشأنه، فكان يصحبه معه في أكثر أوقاته فيشمه عرفه وطيبه، ويرسم له محاسن أفعاله، ومكارم أخلاقه، وقد علمه وهو في غضون الصبا سورة التوحيد(9)، ووردت إليه من تمر الصدقة فتناول منها الحسين تمرة وجعلها في فيه، فنزعها منه الرسول (صلى الله عليه وآله) وقال له: لا تحل لنا الصدقة(10)، وقد عوده وهو في سنه المبكر بذلك على الأباء، وعدم تناول ما لا يحل له، ومن الطبيعي أن إبعاد الطفل عن تناول الأغذية المشتبه فيها أو المحرمة لها أثرها الذاتي في سلوك الطفل وتنمية مداركه حسب ما دللت عليه البحوث الطبية الحديثة، فأن تناول الطفل للأغذية المحرمة مما يوقف فعالياته السلوكية، ويغرس في نفسه النزعات الشريرة كالقسوة، والاعتداء والهجوم المتطرف على الغير، وقد راعى الإسلام باهتمام بالغ هذه الجوانب فألزم بأبعاد الطفل عن تناول الغذاء المحرم(11) وكان أبعاد النبي (صلى الله عليه وآله) لسبطه الحسين عن تناول تمر الصدقة التي لا تحل لأهل البيت (عليهم السلام) تطبيقاًُ لهذا المنهج التربوي الفذ.. وسنذكر المزيد من ألوان تربيته له عند عرض ما أثر عنه (صلى الله عليه وآله) في حقه (عليه السلام).
تربية الإمام له
أما الإمام علي (عليه السلام) فهو المربى الأول الذي وضع أصول التربية، ومناهج السلوك، وقواعد الآداب، وقد ربى ولده الإمام الحسين (عليه السلام) بتربيته المشرقة فغذاه بالحكمة، وغذاه بالعفة والنزاهة، ورسم له مكارم الأخلاق والآداب، وغرس في نفسه معنوياته المتدفقة فجعله يتطلع إلى الفضائل حتى جعل اتجاهه السليم نحو الخير والحق، وقد زوده بعدة وصايا حافلة بالقيم الكريمة والمثل الإنسانية ومنها هذه الوصية القيمة الحافلة بالمواعظ والآداب الإجتماعية وما يحتاج إليه الناس في سلوكهم، وهي من أروع ما جاء في الإسلام من الأسس التربوية التي تبعث على التوازن، والأستقامة في السلوك قال عليه السلام:
(يا بني أوصيك بتقوى الله عز وجل في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الرضا(12) والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الصديق والعدو والعمل في النشاط والكسل، والرضا عن الله تعالى في الشدة والرخاء.
يا بني ما شر بعده الجنة بشر، ولا خير بعده النار بخير، وكل نعيم دون الجنة محقور، وكل بلاء دون النار عافية... أعلم يا بني أن من أبصر عيب نفسه شغل عن غيره، ومن رضى بقسم الله تعالى لم يحزن على مافاته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن حفر بئراً وقع فيها، ومن هتك حجاب غيره أنكشفت عورات بيته، ومن نسي خطيئته استعظم خطئية غيره، ومن كابد الأمور عطب، ومن أقتحم البحر غرق، ومن أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن سفه عليهم شتم، ومن دخل مداخل السوء اتهم، ومن خالط الأنذال حقر، ومن جالس العلماء وقر، ومن مزح استخف به، ومن اعتزل سلم، ومن ترك الشهوات كان حراً، ومن ترك الحسد كان له المحبة من الناس.
يا بني عز المؤمن غناه عن الناس، والقناعة مال لا ينفذ ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه، العجب ممن خاف العقاب ورجا الثواب فلم يعمل، الذكر نور والغفلة ظلمة، والجهالة ضلالة، والسعيد من وعظ بغيره، والأدب خير ميراث، وحسن الخلق خير قرين.
يا بني ليس مع قطيعة الرحم نماء، ولا مع الفجور غنى،... يا بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله، وواحد في ترك مجالسة السفهاء، ومن تزين بمعاصي الله عز وجل في المجالس ورثّه ذلاً من طلب العلم علم.
يا بني رأس العلم الرفق وآفته الخرق، ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب، العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغني، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر خطأوه، ومن كثر خطأوه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار.
يا بني لا تؤيسن مذنباً فكم من عاكف على ذنبه ختم له بالخير، ومن مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره صار إلى النار من تحرى القصد خفت عليه الأمور.
يا بني كثرة الزيارة تورث الملالة، يا بني الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم، اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.
يا بني كم من نظرة جلبت حسرة، وكم من كلمة جلبت نعمة، لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعلى من التقوى، ولا معقل أحرز من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجمل من العافية، ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة، وتبوأ حفظ الدعة، الحرص مفتاح التعب، ومطية النصب وداع إلى التقحم في الذنوب، والشر جامع لمساوئ العيوب، وكفى أدباً لنفسك ما كرهته من غيرك، لأخيك مثل الذي عليك(13) لك، ومن تورط في الأمور من غير نظر في الصواب فقد تعرض لمفاجأة النوائب، التدبير قبل العمل يؤمنك الندم، من استقبل وجوه العمل والآراء عرف مواقع الخطأ، الصبر جنة من الفاقة، في خلاف النفس رشدها، الساعات تنقص الأعمار، ربك للباغين من أحكم الحاكيمن، وعالم بضمير المضمرين بئس الزاد للمعاد العدوان على العباد، في كل جرعة شرق، وفي كل أكلة غصص، لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى، ما أقرب الراحة من التعب، والبؤس من النعيم، والموت من الحياة، فطوبى لمن أخلص لله تعالى علمه وعمله وحبه وبغضه وأخذه وتركه، وكلامه وصمته، وبخ بخ لعالم علم فكف، وعمل فجد وخاف التباب(14) فأعد واستعد، إن سئل أفصح، وأن ترك سكت، وكلامه صواب، وصمته من غير عي عن الجواب، والويل كل الويل لمن بلى بحرمان وخذلان وعصيان، واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره، من لانت كلمته وجبت محبته، من لم يكن له حياء ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة، لا تتم مرؤة الرجل حتى لا يبالي أي ثوبية لبس، ولا أي طعاميه أكل)(15).
وحفلت هذه الوصية بآداب السلوك وتهذيب الأخلاق، والدعوة إلى تقوى الله التي هي القاعدة الأولى في وقاية النفس من الإنحراف والآثام وتوجيهها الوجهة الصالحة التي تتسم بالهدى والرشاد.
تربية السيدة فاطمة (عليها السلام) له
وعنت سيدة النساء (عليها السلام) بتربية وليدها الحسين، فغمرته بالحنان والعطف لتكون له بذلك شخصيته الاستقلالية، والشعور بذاتياته، كما غذته بالآداب الإسلامية، وعودته على الإستقامة، والاتجاه المطلق نحو الخير يقول العلائلي:
(والذي انتهى إلينا من مجموعة أخبار الحسين أن أمه عنيت ببث المثل الإسلامية الاعتقادية لتشيع في نفسه فكرة الفضيلة على أتم معانيها، وأصح أوضاعها، ولا بدع فأن النبي (صلى الله عليه وآله) أشرف على توجيهه أيضاً في هذا الدور الذي يشعر الطفل فيه بالإستقلال.
فالسيدة فاطمة أنمت في نفسه فكرة الخير، والحب المطلق والواجب ومدّدت في جوانحه وخوالجه أفكار الفضائل العليا بأن وجهت المبادئ الأدبية في طبيعته الوليدة، من أن تكون هي نقطة دائرتها إلى الله الذي هو فكرة يشترك فيها الجميع.
وبذلك يكون الطفل قد رسم بنفسه دائرة محدودة قصيرة حين أدار هذه المبادئ الأدبية على شخص والدته، وقصرها عليها وما تجاوز بها إلى سواها من الكوائن، ورسمت له والدته دائرة غير متناهية حين جعلت فكرة الله نقطة الإرتكاز، ثم أدارت المبادئ الأدبية والفضائل عليها فاتسعت نفسه لتشمل وتستغرق العالم بعواطفها المهذبة، وتأخذه بالمثل الأعلى للخير والجمال...(16).
لقد نشأ الإمام الحسين (عليه السلام) في جو تلك الأسرة العظيمة التي ما عرف التاريخ الإنساني لها نظيراً في إيمانها وهديها، وقد صار (عليه السلام) بحكم نشأته فيها من أفذاذ الفكر الإنساني ومن أبرز أئمة المسلمين.
البيئة
وأجمع المعنيون في البحوث التربوية والنفسية على أن البيئة من أهم العوامل التي تعتمد عليها التربية في تشكيل شخصية الطفل وأكسابه الغرائز والعادات، وهي مسؤولة عن أي انحطاط أو تأخر للقيم التربوية، كما أن استقرارها، وعدم اضطراب الأسرة لهما دخل كبير في استقامة سلوك النشئ ووداعته، وقد بحثت مؤسسة اليونسكو في هيئة الأمم المتحدة عن المؤثرات الخارجة عن الطبيعة في نفس الطفل، وبعد دراسة مستفيضة قام بها الإختصاصيون قدموا هذا التقرير: (مما لا شك فيه أن البيئة المستقرة سيكولوجياً، والأسرة الموحدة ألتي يعيش أعضاؤها في جو من العطف المتبادل هي أول أساس يرتكز عليه تكيف الطفل من الناحية العاطفية، وعلى هذا الأساس يستند الطفل فيما بعد في تركيز علاقاته الإجتماعية بصورة مرضية، أما إذا شوهت شخصية الطفل بسوء معاملة الوالدين فقد يعجز عن الاندماج في المجتمع...)(17).
إن استقرار البيئة وعدم اضطرابها من أهم الأسباب الوثيقة في تماسك شخصية الطفل وازدهار حياته، ومناعته من القلق، وقد ذهب علماء النفس إلى أن اضطراب البيئة وما تحويه من تعقيدات، وما تشتمل عليه من أنواع الحرمان كل هذا يجعل الطفل يشعر بأنه يعيش في عالم متناقض مليء بالغش والخداع والخيانة والحسد وأنه مخلوق ضعيف لا حول له، ولا قوة تجاه هذا العالم العنيف(18)... وقد عنى الإسلام بصورة ايجابية في شؤون البيئة فارصد لا صلاحها وتطورها جميع أجهزته وطاقاته، وكان يهدف قبل كل شيء أن تسود فيها القيم العليا من الحق والعدل والمساواة، وأن تتلاشى فيها عوامل الانحطاط والتأخر من الجور والظلم والغبن، وأن تكون آمنة مستقرة خالية من الفتن والإضطراب حتى تمد الأمة بخيرة الرجال وأكثرهم كفاءة، وانطلاقاً في ميادين البر والخير والإصلاح.
وقد انتجت البيئة الإسلامية العظماء والأفذاذ والعباقرة المصلحين الذين هم من خيرة ما أنتجته الإنسانية في جميع مراحل تاريخها كسيدنا الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وعمار بن ياسر، وأبي ذر وأمثالهم من بناة العدل الإجتماعي في الإسلام.
لقد نشأ الإمام الحسين (عليه السلام) في جو تلك البيئة الإسلامية الواعية التي فجرت النور وصنعت حضارة الإنسان، وقادت شعوب الأرض لتحقيق قضاياها المصيرية، وأبادت القوى التي تعمل على تأخير الإنسان، وانحطاطه تلك البيئة العظيمة التي هبت إلى ينابيع العدل تعب منها فتروي وتروي الأجيال الظامئة.
وقد شاهد الإمام الحسين وهو في غضون الصبا ما حققته البيئة الإسلامية من الانتصارات الرائعة في إقامة دولة الإسلام، وتركيز أسسها، وأهدافها وبث مبادئها الهادفة إلى نشر المودة والدعة والأمن بين الناس.
هذه بعض المكونات التربوية التي توفرت للإمام الحسين (عليه السلام) وقد أعدته ليكون الممثل الأعلى لجده الرسول (صلى الله عليه وآله) في الدعوة إلى الحق، والصلابة في العدل)
| يتبع إن شاء الله تعالي | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:31 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
المحتوى مخفي عن الزوار
زوجاته وأبناؤه
• أحوال أزواجه وأولاده (عليه السلام)
كان له (عليه السلام) ستة أولاد:
علي بن الحسين الأكبر زين العابدين (عليه السلام)، أمه شاه زنان بنت كسرى يزدجر بن شهريار.
وعلي الأصغر قتل مع أبيه، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفيّة، والناس يغلطون ويقولون: إنه عليّ الأكبر.
وجعفر بن الحسين وأمه قضاعية ومات في حياة أبيه ولا بقية له.
وعبد الله قتل مع أبيه صغيراً وهو في حجر أبيه.
وسكينة بنت الحسين (عليها السلام)، وأمها الرباب بنت أمرئ القيس بن عديّ ين أوس وهي أم عبد الله بن الحسين أيضاً.
وفاطمة بنت الحسين (عليها السلام) وأمها أمّ إسحاق بن طلحة بن عبد الله تيمية(0).
علي الأكبر (عليه السلام)
• ولادته
ولد عليّ الأكبر في الحادي عشر من شهر شعبان(1) سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة قبل مقتل عثمان بسنتين(2) وقد قتل سنة خمس وثلاثين وقول شيخنا الجليل ابن إدريس الحلّي في مزار (السرائر) ولد في خلافة عثمان يتفق معه.
فيكون له يوم الطف ما يقارب سبعاً وعشرين سنة ويؤيّده اتّفاق المؤرّخين ورُباب النسب على أنّه أكبر من الإمام السجّاد الذي له يوم الطف ثلاث وعشرون سنة والتحديد بالسبع عشرة كما في منتخب الشيخ الطريحي أو الثمان عشرة كما في الإرشاد وإعلام الورى أو التسع عشرة كما في مناقب السروري، محكوم لذلك الاتفاق مع خلوّة عن الشاهد وكلمة ابن نما الحلّي في (مثير الأحزان): انّ له يومئذٍ أكثر من عشر سنين وان كانت مجملة إلاّ أنّها تقال لمن فوق العشرة بنحو ثلاث سنين ونحوها وهذا شيء غريب.
وأغرب منه ما في (نقد المحصل) للخواجة نصير الدين الطوسي: ص 179 طبعة مصر (ان له يوم الطف سبع سنين).
فإن القرائن دالة على منزلة له رفيعة عند أبيه الشهيد وتقدُمه على من معه من أصحابه وأهل بيته عدى عمّه العباس فإن المؤرخين اتفقوا على أن الحسين (عليه السلام) لما اجتمع ليلة عاشوراء بابن سعد أمر من كان معه بالتنحّي عنه إلاّ أخوه العباس وابنه عليّ الأكبر وكان مع ابن سعد غلامه وابنه حفص.
ولما خطب (عليه السلام) يوم عاشوراء وسمع بكاء عياله قال لأخيه العباس وابنه عليّاً الأكبر سكتاهنّ فلعمري ليكثر بكاؤهنّ.
ولما أمر الحسين أصحابه يوم الثامن بالذهاب إلى المشرعة للاستقاء بعث معهم علياً الأكبر قائداً فإن هذا يشهد بن للأكبر يومئذٍ أكثر من هذا السنّ كما أن رجزه عند الحملة يشهد به فهذا الرأي لا نعرف مأخذه.
نعم من المحتمل قريباً إسقاط (عشرة) بعد السبع فيكون له سبع عشرة وهذا أليق وإن لم يوافقه التاريخ المتقدم.
• كنيته
جاء في زيارة عليّ الأكبر المروية عن أبي حمزة الثمالي، ان الإمام الصادق (عليه السلام) قال له:
ضع خدّك على القبر وقل: صلى الله عليك يا أبا الحسن ثلاثاً(3).
ولذلك تكون كنيته (عليه السلام): أبو الحسن.
حيث إنه مثلما يحتمل أن تكون الكنية للتفاؤل بالولد، فيحتمل أنها صدرت بعد أن كان له ولد سمّي (الحسن) ورواية أحمد بن أبي نصر البزنطي تشهد بأنه كان متزوجاً من جارية له قد أولدها.
على أن الاستضاءة من قول الإمام الصادق في تلك الزيارة التي رواها أبا حمزة تلمسنا جوهرة فريدة وحقيقة ناصعة أن للأكبر الشهيد أهلاً وولداً،وأن كان عقبه منقطع الآخر فإن الإمام الصادق يقول فيه:
(صلى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمهاتك الأخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً).
ولفظ الأبناء جمع بدلّ على أكثر من اثنين وكما يحتمل إرادة الصلبيين خاصة يحتمل أن يراد ما يعمهم وأبناءهم لكن الاحتمال الثاني مدفوع بظاهر إطلاق اللفظ عند العرف فإنه يختص بالصلبين.
كما أن قوله (عليه السلام) «وعلى عترتك» دالّ عليه فإن عترة الرجل ذريته فلو لم يكن له ذرية لما صحّ استعمال هذا اللفظ وورود هذه الجملة في لسان الإمام العارف بخواص البلاغة ومقتضيات الأحوال أقوى برهان.
وغير خافٍ أن هذه الرواية رواها الشيخ الجليل ابن قولويه في (كامل الزيارة) بسند صحيح ورجال ثقاة منهم علي بن مهزيار وهو من أوثق وكلاء أبي جعفر الجواد (عليه السلام) كما دل عليه قوله في كتابه إليه (لقد خبرتك وبلوتك في الطاعة والخدمة فلو قلت أني لم أر مثلك رجوت أن أكون صادقاً).
وفيهم ابن أبي عمير الثقة الثبت وهو الذي ضربه السندي بن شاهك على التشيع بأمر الرشيد مائة وعشرين سوطاً ثم حبس ولم يطلق إلا بعد أن دفع مئة وعشرين ديناراً.
• لقبه
لقب السيد الشهيد (بالأكبر) لكونه أكبر من الإمام زين العابدين وقد صرّح بذلك السجاد (عليه السلام) حين قال له ابن زياد: أليس قتل الله علياً؟ فقال الإمام: كان أخ أكبر مني يسمى علياً فقتلتموه(4).
فقال ابن زياد: بل الله قتله.
فقال الإمام: الله يتوفى الأنفس حسب موتها.
فالثابت عند أهل النسب والسيرة ان للحسين علياً الأكبر وعلياً الأصغر وهو السجاد وعبد الله الرضيع وجعفر درج في أيام أبيه.
• والده
عند التحدث عن أي شخصية مهما كانت، لابد من الرجوع للحديث عن أسرته، لاسيما والده ووالدته، فثمة صلة هامة ورابطة خطيرة بين الحديثين، للوقوف على الحقائق ولإماطة اللثام عن واقع الشخصية المعنية. نظراً للدور الأبوي الفعال في الشخص، بدءً من كونه نطفة، ومروراً بمراحل التكوين، حتى الولادة فالتربية والتهذيب..
من ذا الذي يجهل والد سيدنا علي الأكبر، كلنا يعرفه، وكلنا يجهله، نعرفه بالاسم وببعض الأمور، ونجهل حقيقته الكاملة.
إن الإمام سبط الرسول الحسين بن علي (صلوات الله عليهم)، ليس أباً فحسب، وليس بمستوى الأبوة فقط، إنه فوق ذلك المستوى بما يمثله من إشراف على الأمة بكل أبنائها وبناتها، وبما يتبناه من قضايا أبناء الأمة ودينهم الإسلامي الحنيف في بعده المستقبلي.
هذا الأب العظيم من شأنه - دونما جدال - أن ينجب ابناً بمثابة أُمة من الناس، أن ينجب من يكون نوراً ونبراساً، وقائداً وقدوة.
وعليه فلا تستكثر على ذلك الإمام إنجاب القادة ورجال العقيدة، وهو الإمام الذي تمكن من أن يصون شعوب الإسلام، ويحفظ الأمة العملاقة مع دينها ومبادئها الخلاقة..
ولا نريد هنا أن نتكلم عن أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فهذه الصفحات خاصة بولده ونجله فقط، كما أن الحديث عن الإمام لا يعد محاولة هينة ويسيرة بناءً على أنه ليس شخصاً عادياً يصح عنه الكلام كيفما اتفق الكلام، وإنما هو شخص امتزجت فيه المبادئ، فجسدها عملاً على أرض الواقع، إنه صاحب رسالة وسيد قضية.. رسالة ممتدة من رسالة جده الرسول الأعظم، وقضية تبرعمت من شجرة قضية جده النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
وبعد: فإنما نتجنب الخوض في الحديث من الإمام سيد الشهداء فلسعة مهمته الرسالية التي يلزمنا التحدث فيها وعنها، ولبعد وظيفته الإلهية، ورحابة طرحه لقضيته.. وأخيراً فلانه حقق عملياً - وعلى المدى البعيد - للأمة ما لم تستطع كل الأمة تحقيق بعضه.
ذلك هو الوالد والأب والمربي الصارم القويّ، معلم الأمة. الذي أنجب للانعتاق والتحرير طاقات نورٍ متمثلةٍ بالشخصيات المضيئة التي اخترقت أستار الظلام عبر عصور الظلم والاضطهاد ووسط تفاقم الأوضاع.
أخذ الإمام الحسين عن جده (مدينة العلم) ثروة من العلم والحكمة، وثروة من السمات البالغة في السمو.
أخذ الإمام الحسين عن أبيه (باب مدينة العلم) وافر العلوم والامتيازات، أبوه أمير المؤمنين علي الذي ارتشف من نفس منهل النبي (صلى الله عليه وعليهم أجمعين). وراح الحسين بدوره يوزع ما عنده دون أن ينقص مخزونه أو ينضب ويفيض بما لديه على أولاده الأطهار والتابعين له بإحسان (وكل إناء بالذي فيه ينضح).
كان حسين رحيماً ورحمة للمؤمنين، فكان علي الأكبر يشاطر والده في هذه الخصوصية الرحمانية.
كان حسين قاسياً وقسوة على الكافرين والمنحرفين، فكان علي الأكبر حليف والده، صارماً لا يلين.
كان حسين ثائراً وثورة يأبى الضيم عزيز النفس، وكان نجله مثله ولا يختلف عنه شديد التمسك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حريصاً جداً على الجهاد المصيري.
وكان الإمام الحسين حسيناً بجميع حسنيات الإسلام، وكان نجله على الأكبر علياً رفيع المقام، يحذو حذو أبيه، حذو الحقائق بعضها وراء بعض... ولو أن رجالاً وشباباً عاشوا مع الحسين (عليه السلام) بعض الوقت وبعض العمر لما انفكوا عن تأثيره الرسالي الخطير، فكيف يكون ثائر هو نجله إذن؟ وكيف ستكون طبيعة الأثر والآثار وهو فلذة كبده، المتحدر من شامخ صلبه الطاهر؟
(ذرية بعضها من بعض) [قرآن كريم...].
• والدته السيدة ليلى الثقفية
أما والدته فهي السيدة ليلى الثقفية. وهي عربية الأصل كما يوحي نسبها إلى بني ثقيف ذات الشهرة والصيت الذائع في الطائف وكل البقاع العربية.
السيدة ليلى هذه نالت من الإيمان والحظوة لدى الله سبحانه وتعالى بحيث وُفقت لأن تكون مع نساء أهل بيت النبوة، تعيش أجواء التقى والإيمان، وتعيش آلام آل الرسول وآمالهم، وتشاطر الطاهرات أفراحهن وأتراحهن، وقد ظفرت بتوفيق كبير آخر، حيث أضحت وعاءً لأشبه الناس طراً برسول الله (صلى الله عليه وآله).. فهي امرأة رشيدة، جليلة القدر، سامية المنزلة، عالية المكانة، رفيعة الشرف في الأوساط الاجتماعية، كيف لا وهي زوجة سبط سيد المرسلين وسيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
ونرى أن من الضروري التحدث عن أبيها عروة بن مسعود الثقفي كما سيأتي بعد أسطر.
أما والدة ليلى، فهي ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، أي أن أبا سفيان يعد جداً لليلى، بيد أن شوائب أمية لم تمس من ليلى أو تؤثر فيها، بقدر تأثير العنصر العربي الثقفي فيها.. ونسبتها هذه لبني أمية كانت مسوغاً للجيش الأموي بكربلاء كيما يستميل علي الأكبر إلى جبهته بأسلوب مضحك هزيل وبمحاولة فاشلة
| يتبع إن شاء الله تعالي
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:38 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
المحتوى مخفي عن الزوارمن المعروف تاريخياً أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد بذل كثيراً وحرص على الصدع برسالته الخلاقة، وكانت الطائف هي أحد المراكز التي قصدها (صلى الله عليه وآله)، ومن المعروف جيداً مبلغ المعاناة من جراء جهل أهل الطائف لهذا الداعية المحرر، فقد عاد النبي من الطائف وهو متعب ومخضب بالدم.
فلم يستجب لدعوته أحد قط، سوى رجل واحد تبع أثره ولحق به، ولا نعرف غيره، ثم إنه اتصل به فأسلم وحسن إسلامه، ذلك هو قطب ثقيف، والد السيدة ليلى، التي لا نعرف ما إذا كانت مولودة أو غير مولودة في تلك الفترة.
إنه(5) (عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، واسمه قيس بن منبّه بن بكر بن هوازن بن عكرمة بن حصفة بن قيس عيلان الثقفي.
أبو مسعود، وقيل أبو يعفور شهد صلح الحديبية) وكني بأبي مرة.
فعروة بن مسعود الثقفي، زعيم من زعماء العرب، وسيد ممن ساد قومه فأحسن السيادة، وهو رابع أربعة من العرب سادوا قومهم، كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) قول حول عروة، والثلاثة الآخرون، وهو قوله:
(أربعة سادة في الإسلام: بشر بن هلال العبدي - وعدي بن حاتم - وسراقة بن مالك المدلجي - وعروة بن مسعود الثقفي)(6).
وعلى هذا فإن مركز عروة في المجتمع العربي، مركز رفيع مرموق، وذلك قبل أن يُسلم ويعلن إسلامه، بحيث بلغت منزلته عند العرب مبلغاً متزايداً حتى بالغوا به فتطرفوا إذ عظموه تعظيماً على حساب محمد ذي الخلق العظيم، وعظموه ليجعلوا منه شخصية تضاهي النبي الأعظم.. وهذا ما نص عليه القرآن في موقف معروف، إذ حكى عنهم ما قاله أحدهم - الوليد بن المغيرة - على سبيل المقارنة الفاشلة.
(قالوا لولا نزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)(7).
والمقصود من القريتين هما مكة والطائف، أما المقصود من العظيمين فيهما، فهو القائل نفسه - الوليد بن المغيرة - بمكة ويعني بالثاني عروة الثقفي بالطائف، كما عن قتادة وورد في الإصابة والاستيعاب ذلك.
أجل كان عروة شخصية مرموقة، لكنه أبى أن يزعم العظمة كغيره مثل ابن المغيرة وأمثاله، وكان شجاعاً وجريئاً بحيث إنه صمم على أن يدعو قومه للإسلام حالما يعود إلى الطائف وهكذا كان. فبعدما أسلم على يد الرسول الذي تبع أثره من الطائف وأدركه قبل دخول المدينة، وبعد أن تمكن الإسلام والإيمان من قلبه، استأذن النبي (صلى الله عليه وآله) كي يرجع لهداية قومه.
(وسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يرجع إلى قومه بالإسلام. فقال يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبصارهم، وكان فيهم محبباً مطاعاً، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام فأظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف على قومه(8)، وقد دعاهم إلى دينه - رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله -).
ومن إيمانه ورضاه وقناعته بواجب الصدع بالرسالة مع تحمل دفع الثمن باهظاً إنه أجاب بجواب واضح اليقين حينما سألوه (وقيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليّ، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن يرتحل عنكم)(9).
هذا وكان من حسن الهيئة كالمسيح عيسى (وكان عروة يُشبَّه بالمسيح (عليه السلام) في صورته)(10) وكان من حسن العاقبة والمصير كما نسب للنبي (صلى الله عليه وآله) قوله: إن مثله في قومه مثل صاحب يس من قومه(11) دعا قومه إلى الله فقتلوه(12).
فضلاً عن ذلك، قال النبي (صلى الله عليه وآله): (رأيت عيسى ابن مريم، فإذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود)(13).
يتجلى من ذلك أن هذا الصحابي الجليل كان أثيراً عند النبي (صلى الله عليه وآله)، وله في نفسه موقع ومكانة.. هذا وان التاريخ لم يورد عنه ما يسيء إليه أو يتهمه، فهو رجل نزيه السمعة صاحب مكانة وسامي الوقعة.. كما أنه شخصية عظيمة قياساً لشخصيات القبائل الأخرى. ولله مطلق العظمة.
أسلم في السنة التاسعة من الهجرة - بعيد رجوع النبي (صلى الله عليه وآله) من رحلته الرسالية إلى الطائف - وقتل عروة الثقفي أثناء إعلانه دينه ودعوته، وكان يتأهب لأداء فريضة الصلاة كما جاء في (نفس المهموم).
أما كلمات الرسول (صلى الله عليه وآله) التي وردت بصدد عروة، فهي لعمرك من أروع أوسمة التقدير التي منحا الرسول القائد إلى جنده الدعاة الصامدين الصابرين أوسمة الشرف المذخور والفخر الخالد في الدنيا والآخرة.. وأهم وسام - بعد إعلان أنه شبيه النبي عيسى (عليه السلام) - هو أنه نظير النبي ياسين في قومه.
ولا نعتقد أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يشبهه بياسين لمجرد أنه دعا قومه فقتلوه كياسين (عليه السلام). وإنما لأنه رجل دعوة على بينة من دينه ورجل إيمان وتقى وإخلاص ويقين، ولأنه بلغ من شرف الإيمان ما منحه شرف الشهادة، ثم شرف الإشادة به على لسان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
ذلك هو والد السيدة ليلى، المجاهد الشهيد عروة بن مسعود الثقفي (رضوان الله عليه).
وقد ترك في نفس ابنته ليلى آثار الهدى والإيمان والاستقامة على الدين الحنيف. وفي أي سن كانت الفتاة ليلى فإنها ولا شك قد أحست بفقد والدها الحبيب، وكلما نضجت وكبرت شعرت بأن أباها مضى ضحية قضية سماوية مقدسة، حتى بلغت اليقين بأنه صرع وقتل لا كمن صرع وقتل من العرب وأشراف القبائل، لقد راح والدها شهيداً وقرباناً لله من أجل رسالته، وليس قتيلاً أثناء صراع قبلي رخيص.
وعليه فقد كانت أول نكبة أصابت قلبها، هي هذه الحادثة الشديدة الوقع على الفتيات اللواتي يصعب عليهن الاستغناء عن حنان الأبوة وصل الوالد المؤمن الشجاع. ثم توالت عليها النكبات - بعد أن أضحت ليلى أحد أعضاء هيئة نساء البيت المحمدي الكريم - إذ راحت تعيش أجواء بيت النبوة والرسالة صاحب القوة والأصالة، في مواصلة الصدع بمقدرات القرآن ومبادئ الإسلام، حتى ختمت ليلى حياتها وهي صابرة صامدة محتسبة قد تحملت ألوان الأسى والألم وقدمت لرسالة الإسلام ما أنجبت من صالحين وطاهرين.
أي أن استشهاد والدها ليس مجرد أول نكبة، بل أول درس على ضرورة الصمود ووجوب الصبر لمواصلة العمل من قبل المؤمن والمؤمنة، البنت والزوجة، وأول تجربة للسيدة ليلى على تحمل شدة وطأة نتائج الدعوة ودفع ثمن العمل لدين الله سبحانه وتعالى.
أجل تلك هي ليلى الثقفية والدة علي الأكبر، التي لم تستمد قيمتها من أمها ولم تستمد كرامتها ومنزلتها حتى من أبيها، وإنما استمدت رقيها من تقواها وانتمائها ثم انتسابها للأسرة المحمدية المقدسة، ولارتباطها الوشيج بشخص الإمام العظيم أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) وكفاها بذلك فخراً حينَ تفتخرُ.
• نشأته وترعرعه
ولد علي في بيت يتمتع بالحضور الكامل للإيمان والتقوى بيت رحب الفكر واسع المعرفة مزدحم بالصالحين والطاهرين والذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، الذين لا يفتأون يحرصون على صيانة مبادئ رسالتهم، ويتمسكون بحرفيتها، ويرفعون ألوية العقيدة عالياً.. بيت هو العقيدة بذاتها، الأمر الذي يفسر دعوة الله للناس كي يحبون ذلك البيت ويوادونه، ويحاربون من يكرهه ويعادون.. بيت عامر بكل ما يمت للإسلام بصلة وللحق والحقائق بروابط وعلائق.
ومن شأن الوليد الذي يفتح عينيه في أجواء الصفاء لبيت الصفوة، وأوساط الشرف والسؤدد، وبيئة الخير والصلاح والهدى، من شأنه أن ينشأ على إفاضات ذلك البيت النبيل، وقبسات أهل ذلك البيت من الرجال الذين أنيطت بهم حراسة القضية الإسلامية، وصيانة الشرع الشريف، وحفظ الدين المحمدي الحنيف.
نشأ وهو يرتشف لبن صدور المؤمنات التقيات، وقد تشرب بأخلص العواطف وصادق الحنان، وراح جسده ينمو وتنمو مشاعره السليمة وروحه الطاهرة، ونفسه السوية، أكل وشرب مما أنعم الله به حلالاً طيباً لا يأتيه الباطل والشبهة.. نشأ على أسمى معاني المؤمنين الأتقياء، ومزاحمهم الجميل معه.
فمادته ومعنوياته من فيض حوض طاهر نقي، بمعنى أن جسده وروحه تنزها عن الشوائب المكدرة والأدران المقيتة.
ترعرع علي الأكبر في تلك الأوساط النظيفة، حيث قضى سني حياة صباه يدرج بين صفوة الرجال وصفوة النساء، وخيرة الفتيان والصبيان، بين شخصيات جليلة القدر وشباب يسمون نحو الكمال والعز والإباء.
نشأ وترعرع وهو ملء العين، فتخطى الزمن وتجاوز الأيام، مضى يقضي أياماً زاهرة وليالٍ مباركة، وأشهراً وسنيناً خالدات، متسلقاً الدهر، يعلو فوق هامة التاريخ شخصاً فريداً في مجمل خصوصياته، وشاباً خلاقاً في ربيع حياته، فرجلاً بطلاً يتفرد في مميزات جمة وجليلة سامية. إذ نال من التربية ما يصعب على الكثيرين حصوله ونيله، حتى أبناء الملوك والأمراء، أبناء الأكاسرة، والقياصرة، وما هو وجه الشبه حتى نذكر ونمثل بأبناء الملوك؟!
| يتبع إن شاء الله تعالي | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:42 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه المحتوى مخفي عن الزوار
تربيته
شب نحو العلى والكمال، فهو بمستوى تعاطي القيم والمثل والتربويات القيمة، والحق أن آل الرسول (صلى الله عليه وآله) مكيفون لذلك منذ الصغر بدءً من نعومة أظفارهم أي لا يشترط فيهم بلوغ سنٍ معينة ليكونوا على استعداد لأمر ما، كالتربية مثلاً التي تساير نشأتهم وترافق ترعرع صغارهم (الكبار).
أخذ علي الأكبر من التربية الشيء الكثير - دون أن نستكثره (عليه سلام الله) عليه - وذلك من أعضاء الأسرة الرسالية سواءً الرجال أو النساء، وخصوصاً والده الإمام الحسين الذي يقع عليه عبء إعداده وتعبئته (إن صح قولنا عبء)، والحق أن ذلك لم يكن عبئاً بنظرتهم، أهل البيت، لأنه من أخص خصوصياتهم، فلا يصعب عليهم تكوين النموذج الحي في التربية.
قد ندرك ببساطة عوامل بلوغ أحدهم مستوىً تربوياً عالياً جداً، وهي بعض عوامل تضلعهم العلم واضطلاعهم بالحكمة فضلاً عن التربية بالذات، وذلك عندما نأخذ بنظر الاعتبار وجود العناصر، أو توفر المقدمات الأساسية هذهِ سلفاً. وهي:
1 - خلو الشخصية من الشوائب السلبية المعكرة والرافضة للإيجابيات والنافرة من الصفاء.
2 - طهارة الروح، وصفاء النفس.
3 - سلامة الضمير.. والتجاوب مع الوجدان.
4 - نزاهة المشاعر، وسمو الأحاسيس.
5 - التطلع للأفضل والتوق للأحسن.
6 - السعي للاقتراب من الكمال وبلوغ مستوى المسؤوليات ومستوى حمل الرسالة.
هذه كلها مجتمعة تشكل تُربة الأرض الخصبة لبذر بذور التربية وغرس أشجار التربية الراسخة الأصول، الضاربة الجذور.. الثابتة في الواقع طالما تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
لقد كانوا - أهل البيت - يحرصون على تطبيق نظرياتهم التربوية الرحبة، ويشددون على ضبط الأساليب التهذيبية، ويخلصون في ممارستهم المنهجية من أجل إعداد الإنسان، إعداداً لا يقبلوه إن لم يكن معادلاً لمهامه ومعادلاً لواجباته ومخاطر مسؤولياته الموكل بها.
إنهم لا يقلدون أحداً أو فئة في طرائق التربية، وإنما لهم عمقهم الفكري وبعد نظرتهم وإبداع أساليبهم، وممارساتهم المبتكرة، انهم يأخذون من الإسلام ما فيه من شذرات ليضيفوا إليها ليوضحوها ويفصلوها بتحويلها إلى فعل وعمل، إلى ترجمة حيوية صادقة، وذلك بجرها جراً إلى حيز التطبيق، لتدخل دائرة التجربة المؤكدة النجاح والحتمية العطاء..
أضف إلى تلك الممارسات الجادة، امتلاكهم للخبرة الواسعة جداً وإدراكهم للمناهج الفاشلة في هذا المضمار.
ثم إن خريج مدارسهم إنسان رفيع في التربية، عالٍ في العلم، علواً يؤهله وبجدارة لأن يكون هو بشخصه مربياً ومعلماً ينهج ويبدع في المنهج الإسلامي، بل يكون هو بالذات مدرسة مستقلة كفيلة باستيعاب المجتمع وتقديم العطاءات الإصلاحية له، لأن خريج مدارسهم مكيف لذلك جاهز له بحكم مضمونه ومحتواه (وكل إناء بالذي فيه ينضح).
ولمن يريد الوقوف على مدارس التربية عند أهل البيت ومناهجهم الواعية، ولمن يريد التوفر على نظرياتهم الثرية، فما عليه إلا أن يراجع مذخوراتهم والثروة الكبيرة من التراث الذي خلفوه. سلام الله عليهم...
إن خصوصيات مناهجهم التربوية قد انعكست على مواقفهم الصارمة الحاسمة، ففوق أنها سر كمالهم، فهي تفسر مواقفهم المبدئية وقراراتهم الخطيرة التي آلوا على ألا يفرطوا في جنبها.
ونحن إذ نمجد، والمسلمون إذ يمجدون ذلك فيهم فليس من باب الزهو بهم، وإنما من باب التأثر والاقتداء بهم لندرك أسرار سيرتهم وأبعاد أعمالهم الصعبة وأمرهم المستصعب، الذي عجز الرجال عن تحمله لافتقارهم للرجولة ولأن رجولتهم الضعيفة تنقصها تربويات الإسلام وفق منهاجه التام.
• الأكبر يشبه الرسول
إن أخلاق صاحب الدعوة الإلهية التي خصه المهيمن سبحانه بها من دون العالم أجمع وامتاز فيها على الأنبياء والرسل واستكبرها المولى تعالى فوصفها بالعظمة إذ يقول فيها: (وإنك لعلى خلق عظيم)(14).
لم ينص المؤرخون على مشابهة آل النبي (صلى الله عليه وآله) له في جميع الصفات إلا ولده الأكبر.
يحدث السروي عن جابر الأنصاري إن فاطمة الزهراء تشبه أباها في المشية فإنها تميل على الجانب الأيمن مرة وعلى الأيسر أخرى(15).
ورواية الصدوق تشهد بأن الحسن شابه جده في الهيبة والسؤدد والحسين في الجود والشجاعة(16).
وأخرج الحاكم النيسابوري عن علي (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لجعفر الطيّار أشبهت خَلقي وخُلقي(17).
ويحدث الشيخ الجليل الشيخ فخر الدين الطريحي في المنتخب إن الحسين قال في حق الرضيع: اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمد (صلى الله عليه وآله).
وهذه الشواهد كلها لا تدل على مشابهة العترة الطاهرة للرسول في جميع الصفات الكريمة.
لكن كلمة الحسين الذهبية في حق ولده الأكبر:
اللهم إشهد إنه برز إليهم أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إليه(18).
ترشدنا إلى أن فقيد بيت النبوة كان في وقته مرآة الجمال النبوي ومثال كماله الأسمى وأنموذجاً من منطقه البليغ الرائع حتى إن أباه (عليه السلام) إذا اشتاق إلى رؤية ذلك المحيا الأبهج الذي يقول فيه حسان مصرحاً بالحقيقة غير مبالغ:
وأحســن مـنـك لـم تـر قـط عـيـني وأجمل مـنـك لـم تـلـد الـنــسـاء
خـلـقـت مـبـرءاً عـن كــــل عــيـب كـأنـك قـد خـلـقـت كـمـا تـشـاء
عطف نظره إليه، أو أراد سماع ذلك الصوت المبهج الذي ترك نغمات داود خاضعة للطفه أصاخ إلى قيله، أو راقه تجديد العهد بتلكم الخلائق الكريمة التي مدحها الله تعالى بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم) توجه بكله إليه.
وأنت تعلم أن جامع هذا الخلق الممدوح يشمل ما كان يتحلى به رسول الله من ورع وإخلاص وشجاعة وكرم وحلم وبشاشة في العشرة ودماثة في الخلق ولين الجانب وخشونة في ذات الله وتجنب عن الدنايا والرذائل سواء في ذلك ما حضرته الشريعة أو زجرت عنه الإنسانية الكاملة إلى غيرها مما حق له أن يعد عظيماً عند الله تعالى.
إن الآثار وإن أفادت مشابهة أفذاذ من البشر لشخصية الرسالة لكن (الأكبر) هو المثل الأعلى لتلك الذات القدسية الكاملة المعصومة عن كل خطأ المنزهة عن أي عيب المحلاة بالجمال القدسي الإلهي فلا يعدوه أن يكون معصوماً كالذوات الطاهرة من الأئمة المعصومين وإن احتاج إلى إمام يركن.
وليس ببعيد من فضل الباري جل شأنه أن يوجد ذاتاً كاملة منزهة عن كل عيب مبرأة عن أي شين وعار وإن كلمة سيد الشهداء تلفتنا إلى تحقق تلك الشخصية القدسية بما حوته من فضائل ومحامد في ولده علي الأكبر (عليه السلام).
أضف إلى ذلك ما جاء في زيارته المخصوصة في أول رجب من قول الإمام (عليه السلام).
كما منَّ عليك من قبل وجعلك من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
وإذهاب الرجس معنى العصمة فهي متحققة فيه وإن لم تكن واجبة كوجوبها في الإمام المطلق الحجة على الخلق.
| يتبع إن شاء الله تعالي
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:45 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
فضله رضي الله عنه
المحتوى مخفي عن الزوار
فضله
لقد كان علي الأكبر (سلام الله عليه) إبان شبابه تطفح عليه لوائح العظمة وتلوح على أساريره أنواح الفضيلة ويتدفق من جوانبه الكرم النبوي فكان على شرفه الباذخ ومجده الأثيل وخطره التليد الطارف متلفعاً بكل خصال الخير يرفل على باحة المنعة بأبراد المناقب القشيبة وحلل المآثر الساطعة من معروف طافح ونائل متدفق وضرائب حميدة كاثرت النجوم فكثرتها وطاولت الجبال فبذتها وكان فذ وقته في جميع الفضائل آخذاً بأعضاء الشرف والسؤدد وإن الواصف مهما تشدق لينحسر بيانه عن بلوغ غاية فضله ولم يجد المخالف إلا البخوع له ومما يرشدنا إلى ظهور الفضائل وزهو المآثر عن علي الأكبر في عصره قول مادحه:
لـم تـــر عـيـن نـظـرت مـــثـــــلــه مــن محتـف يـمشي ومن ناعل
يـغــلي نـهــيء الـلـحــم حـتـــى إذا أُنـضج لم يغل على الأكل(19)
كــــان إذا شــــــــــبــت لــه نــاره أوقــدهــا بالـشرف القابل(20)
كـيـمـا يــــراهـــا بائـس مـــرمــــل أو فـرد حــي لـيــس بــالآهــل
لا يــؤثـــــر الـدنـيـا عـلــى ديــنـــه ولا يـــبـيـع الــــحــق بالباطــل
أعني ابن ليلى ذا الـسدي والـندى أعني ابن بنت الحسب الفاضل(21)
وهذه الصفات التي نضدها الشاعر في مسلكه الذهني لم تجر مجرى المبالغة في القول أو الخيال الشعري وإنما هي حقائق راهنة كيف لا وقد تفرع (الأكبر) من الدوحة النبوية وكان غصناً من أغصان الخلافة الإلهية وإن الفضائل والفواضل بأسرها موروثة له من سلفه الطاهر الهاشمي.
ومما يشهد له أن معاوية مع ما عليه من المباينة مع الهاشميين لم يسعه إلا الاعتراف أمام قومه باجتماع الفضائل في (علي الأكبر) وأنه جدير بالخلافة وقابل للزعامة الدينية يوم قال من حضر عنده من أهل الشام وغيرهم:
من أحق بهذا الأمر:
قالوا: أنت.
فقال معاوية: لا أولى الناس بهذا الأمر عليّ بن الحسين بن علي جدّه رسول الله وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف(22).
نحن لا نشك في أن الأكبر كان جامعاً للفضائل وحائزاً لما هو أربى وأرقى منها وهو العصمة عن المآثم ومنافيات الأخلاق والمروءة ولا يأتي بما يخالف الأولى كيف لا وقد جمع الخلق المحمدي بأتمّ معانيه وحتى عن الدنس من الآثام بشهادة أبيه الواقف على نفسيات الرجال وكما شهد نص الزيارة المتلوة عند قبره في أول رجب والتي علمها الصادق (عليه السلام) أبا حمزة الثمالي(23).
وهذه الكلمة الصادرة من معاوية ترشدنا إلى أن علياً الأكبر يومئذ معروف عند هل الشام وغيرهم بأنه الجامع للقداسة الإلهية ومحاسن الأخلاق بأجلى مظاهرها وإلا فلا يعقل أن يشير معاوية بأهلية الخلافة إلى رجل غير مرموق عند الناس من جميع الفضائل.
كما أن معاوية لم يشك في أن هاتيك الفضائل موروثة له من سلفه الطاهر فحسب ولكنه تغافل عن ذلك حتى شرك معهم غيرهم لمغازي تختلج في صدره.
أولاً: أراد أن يزحزح الخلافة عن أبيه الحسين المنصوص عليه من جده النبي (صلى الله عليه وآله) وأبيه الوصي (عليه السلام) بإيجاد شخص من هذا البيت يكون مرجع الأمة في النوائب وغياثها المرتجى وفصل القضاء وتبياناً للمشكلات.
وثانياً: أراد تخفيف وطأة المنازع في خلافته بحصر شرائط الخلافة في هذه الأمور الثلاثة دون غيرها لفقده أهم ما يشترط في الخليفة على المسلمين من العلم والعصمة والنص.
ثالثاً: أراد إثبات فضيلة في قومه غير أن البرهنة تعوزه فشرك معه من لا يدافع في فضله وهم الهاشميون وثقيف وأنت على ثقة من خلو البيت الأموي من كل فضيلة ومكرمة منذ نشأة جدهم عبد شمس الذي كفله أخوه هاشم وقد كان مملقاً لا مال له وأمية الذي استعبده عبد المطلب عشر سنين وذلك لما تراهنا على فرسين وجعلا الخطر لمن سبقت فرسه مئة من الإبل وعشرة عبيد وعشر إماء واستعباد سنة وجز الناصية.
فسبق فرس عبد المطلب فأخذ الخطر وقسمه في قريش وأراد جز ناصيته فافتدى ذلك باستعباد عشر سنين فكان أمية يعد في حشم عبد المطلب هذه المدة.
وأما حرب بن أمية جد معاوية فأجاره عبد المطلب من ابنه الزبير وكفأ عليه إناء هاشم الذ يهشم فيه الثريد(24) وكان أبو سفيان شحيحاً بخيلاً لا ينفق على زوجته هند فألجأها ذلك إلى السرقة من ماله لتنفق على فنسها وولدها.
فأنّى يقاسون هؤلاء بهاشم مطعم الحاج وساقيهم وكانت مائدته منصوبة لا ترفع في السرّاء والضرّاء وهو أول من سن لقريش الرحلتين إلى اليمن والشام وأخذ لهم من ملوك الروم وغسان ما يعتصمون به(25).
وقد كانت تجارة قريش لا تعدو نفس مكة وضواحيها وإنما تقدم عليهم الأعاجم بالسلع فيشترونها حتى رحل هاشم إلى الشام ونزل على قيصر فأعجبه حسن خلقه وجمال هيئته وكرمه فلم يحجبه وأذن له بالقدوم عليه بالتجارة وكتب أماناً بينهم فارتقت منزلة هاشم بين الناس وسافر في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى الشام واشترك في تجارته رؤساء القبائل من العرب ومن ملوك اليمن والشام وجعل له معهم ربحاً وساق لهم إبلاً مع إبله وكفاهم مؤنة الأسفار على أن يكفوه أذى الأعداء في طريقه إليهم ومنصرفه فكان في ذلك صلاح عام للفريقين وكان المقيم رابحاً والمسافر محفوظاً فأخصبت قريش بذلك وأتاها الخير من البلاد العالية والسافلة ببركة هاشم وهذا هو الإيلاف المذكور في القرآن المجيد(26).
(لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف)(27).
وأما عبد المطلب فكان يدعى شيبة الحمد لكثرة حمد الناس له لكونه مفزع قريش في النوائب وملجأهم في الأمور فكان شريف قومه وسيدهم كمالاً ورفعة غير مدافع وهو من حلماء قريش وحكمائهم وقد سن لهم أشياء أمضاها له الإسلام.
فإنه حرم نساء الآباء على الأنباء، ووجد كنزاً أخرج خمسه وتصدق به، وسن في القتل مئة من الإبل، ولم يكن للطواف عند قريش عدد فسنه سبعة أشواط، وقطع يد السارق، وحرم الخمر والزنا، وأن لا يطوف بالبيت عريان، ولا يستقسم بالأزلام، ولا يؤكل ما ذبح على النصب(28).
وقيل له الفياض لجوده وكثرة نائله حتى ان مائدته يأكل منها الراكب ثم ترفع إلى جبل أبي قبيس لتأكل منها الطيور والوحوش(29).
ولمنعته وشرفه كان يفرش له بإزاء الكعبة ولم يفرش لأي أحد من قريش ولا يجالسه على بساط الأبهة والعظمة إلا نبيّ الرحمة(30).
وكان وصياً من الأوصياء وقارئاً للكتب السماوية ولم يزل يلهج في محافل قريش بظهور نبيّ من صلبه ثم يوصي ولده وقومه بالإيمان به واتباع أمره(31).
وأما أبو طالب سيد البطحاء وموئل قريش وزعيمهم المقدم بعد أبيه لا يفات رأيه ومن غريب أمره ان قريشاً لما أبصرت العجائب ليلة ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) جاؤوا بالآلهة إلى جبل أبي قبيس يتضرعون إليها ليسكن ما حل بهم فارتج الجبل وسقطت الأصنام فازداد تحيرهم وفزعوا إلى أبي طالب لأنه كأبيه عصمة المستجير وسألوه عن ذلك فرفع يديه مبتهلاً إلى الله سبحانه يقول:
(إلهي أسألك بالمحمدية المحمودة والعلوية العالية والفاطمية البيضاء إلا تفضلت على تهامة بالرأفة والرحمة).
فسكن ما حل بهم ببركات هذه الأسماء الطيبة الكريمة على الله تعالى وعرفت قريش فضل هذه الأسماء قبل ظهورها فكانت العرب تكتب هذه الأسماء وتدعوا بها في المهمات فيكشف الله تعالى عنها ضراءها ولم تكن تعرف حقيقتها(32).
وما عسى أن يقول القائل فيمن هو أشرف الخليقة وعلة الكائنات المتكون من النور الإلهي القدسي: نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وأعطف عليه في الفضائل كلها وصيه المقدم الذي هو منه بمنزلة هارون من موسى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ثم ريحانته سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
فعلي الأكبر هو المتفرع من هذه الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء والوارث لهذه المآثر النيرة والحائز على جمال النبوة وأُبهة الخلافة الإلهية.
ورث الصــفــات الـغــر فهي تراثه عــن كل غطريف وشهم أصيد
في بأس حـــمزة في شجاعة حيدر بأبي الحسين وفي مهابة أحمد
وتـراه في خـلق وطـيـب خـلائــــق وبـلـيـغ نـطـق كـالـنـبـي مــحمد
| يتبع إن شاء الله تعالي | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:48 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه المحتوى مخفي عن الزوار
في مسيرة الركب التاريخية
انطلق الركب الحسيني بمسيرته التاريخية من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، البلد الأمين، دار السلام والاطمئنان، وبعدما أضحت مكة غير ذات أمان مهتوكة الحرمة، ولأسباب متظافرة اتجهت المسيرة العملاقة نحو الشمال إلى العراق حيث إقليم الكوفة فكربلاء.
وأخذ الكرب يلف الصحراء ويطوي البيداء، ويعبر ويصعد الهضاب ويقطع السهول متجاوزاً التلال والمرتفعات. يحث خطى السير لا يلوي على شيء. قد حملت الجمال معدات السفر والعتاد، ومحامل النساء. فيما امتطى الفرسان صهوات جيادهم.
وقد لحقهم مئات من الرجال النفعيين الذين ظنوا باقبال الدنيا على الحسين (عليه السلام)، وقد أدرك الإمام دوافعهم فسلك معهم عدة أساليب لإرجاعهم وإبعادهم عن جهاده النقي، وللإبقاء على صفوة الرجال وخلاصة الرساليين الأبطال، ممن لا منفعة دنيوية تحدوهم ولا مصلحة شخصية تدعوهم، إلا إعلاء كلمة الله بإظهار الحق ودمغ الباطل.
مرَ الركب بعدة مناطق في الطريق، كمنطقة الصفاح، وزرود والخزيمية. ومنطقة الثعلبية... .
وهنا في هذه المنطقة بالذات حيث بلغها الركب في المساء، وعليّ الأكبر يسير معهم ليلاً نهاراً، يسير كلما ساروا ويقف كلما وقفوا، ويحث جواده كلما حثوا الجياد.. حتى بلغ منهم النصب وأخذهم التعب، وفي ذلك المساء بتلك المنطقة غفى الإمام الحسين، وأخذه الكرى، فرأى في نومه المؤقت رؤيا أزالت عنه الكرى، وفتح عينيه على أثرها، وأخذ يسترجع (إنا لله وإنا إليه راجعون)(33) وهذه عبارة عن تعقيب على مضمون الرؤيا ومعناها.
فانتبه نجله علي الأكبر الذي كان يسير على مقربة منه فالتفت حالما سمعه، ليستفسر من والده العظيم عما دعاه للاسترجاع، فأجابه الأب القائد.
(رأيت فارساً وقف عليّ، وهو يقول: أنتم تسيرون والمنايا تسرع بكم إلى الجنة، فعلمت أن أنفسنا قد نعيت إلينا) وفي رواية لا توجد عبارة (... إلى الجنة).
فبادر ولده علي قائلاً بصرامة المؤمن القوي (يا أبة أفلسنا على الحق؟) قال إمام الحق: (بلى يا بني، والذي إليه مرجع العباد).
فرد علي بكلمة نابعة من العزة والإباء: (يا أبه إذن لا نبالي بالموت) وفي الأعيان أنه قال: (فإننا إذن لا نبالي أن نموت محقين) فعقب والده الإمام بكلمة التقدير العالية الرفيعة، التي جاءت بصيغة الدعاء، وأي دعاء من أب لوالده، أم أي كلمة هذه التي ينطق بها الإمام الحسين شخصياً لولده عليّ الأكبر بالذات... (جزاك الله يا بني عني خير ما جزى به ولداً عن والده)(34).. وهكذا هي تحية الإجلال لموقف الصلابة الشجاع. أكرم بهذه الأبوة وتلك البنوة، الممتدان من أصول الأنبياء وخاتم النبوة.
لقد تحدى كل العقبات والمعوقات التي تحول دون تحقيق أهداف الحق، فطالما نحن على حق ينبغي أن لا نهاب الموت، الموت الذي حتى لو أيقنا قربه ودنوه منه، الموت المؤكد في الموقف المعين بالذات، الموت على الإيمان واليقين.. واليقين من أسماء الموت (أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين).
فلابد من نصب الموت أمام الأعين في السلم والحرب، ولابد للؤمن من حمل الكفن إن لم يحمل معه خشبة الصَلْب. فلا يقولن أحد أن منيته وأجله في غير هذه الحادثة الجهادية أو هذه الحرب، لأن ذلك معناه سابق نية على التهرب والإنسلال وعدم الرغبة في تمام التحرير وكامل الاستقلال.
إن هذه الرواية وحديث علي مع أبيه لابد أن نستفيد منه ولنتعرف على حقيقة شخصية علي من خلاله. (وفي الحديث من الدلالة على جلالة علي بن الحسين الأكبر، وحسن بصيرته، وشجاعته ورباطة جأشه، وشدة معرفته بالله تعالى، ما لا يخفى)(35).
لقد كان حواراً جهادياً عظيماً، يذكرنا بحوار نبي الله إبراهيم مع نجله النبي إسماعيل. فحينما قص إبراهيم الرؤيا، (يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك)، أجابه ابنه إسماعيل بقوله: (يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).
فثمة تشابه من حيث الغرض وهو الفداء والتضحية غير أن ثمة فوارق. فجواب إسماعيل كان مفروضاً عليه بحكم طبيعة الرؤيا فهو مطالب بالرد المناسب ومطلوب للتضحية بذاتِه دون سواه. بينما لم يكن مفروضاً على علي الأكبر أن يجيب وليس الرد مطلوباً منه، ولم يك مطلوباً للتضحية بذاته ولوحده، وكان بمقدوره أن لا يجيب على ما ذكره أبيه من رؤيا.. لكنه أجاب بنبرات الصارم وعزيمة الصابر الصامد الذي لا يلين.
ولا نريد أن نعقد مقارنة بين الحوارين، فلا تفاضل بين النجلين الطاهرين، بحصول الفرق بين الموقفين وطبيعة القضيتين.
وبعد فقد تقدم إسماعيل صابراً، ليقدمه والده قرباناً ويبقى هو - والده - حياً، ثم غير الله سبحانه قضاءه إذ بدى له أن ينزل كبشاً كبديل (ففدينا بكبش عظيم) فنجا إسماعيل من مذبحة كادت تنهيه.
بينما تقدم علي الأكبر مع والده وكوكبة الرجال والشبان صفوة الأمة المسلمة، تقدم بأقدام ثابتة وخطوات لا تثنيها أي قوة مضادة إلى حيث مذبحه الذي ذبح عليه وقطع تقطيعاً هو ومن سبقه، بمرأى والده، بل مضى حتى والده قرباناً وضحية، أجل ذلك بحكم اختلاف القضية، ويا لها من قضية عظيمة لا كبش - مهما كان عظيماً - يعوضها أو يعادلها.
أجل سار علي وواصل مع الركب المجيد، سار والحق يحدوه، وأمامه نصبت صخرة الذبح من أجل أقدس قضية حَتَمَتْ أرقى فداء وتفانٍ وتضحية.
علي يرابط في كربلاء مع المرابطين:
حتى إذا وصل الركب في مسيرته، ربى الطف، وتلاع شاطئ الفرات، وقف الإمام الحسين ليتعرف على اسم المنطقة وما هي إلا برهة زمنية حتى أعلن بأنها موعده ومستودعه ومنازل الأبطال ومقابر الشهداء.
ها هنا والله مناخ ركابنا.. وها هنا قَتل رجالنا.. حتى قال: وها هنا تزار قبورنا. بهذه التربة وعدني جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا خلف.
فنزلها الرجال والشباب، وقد انطلق الصبيان يلعبون ويرتعون، بينما أخذ الرجال يبنون البيوت وينصبون الفساطيط والخيام، فبانت أطناب الخيام وظهرت مواقعها بأهلها المرابطين على الحق.. ورابط علي الأكبر في بطحاء كربلاء، منذ اليوم الثاني حتى العاشر من شهر محرم.
أما الجيش المعادي الذي يرابط على شط الفرات فقد أخذ يتكاثر كل ضحى وكل يوم حتى كملت عدته يوم تاسوعاء، إذ كانت الكتائب تتوافد لترابط قبالة الجبهة الحسينية. ولكثرتها تسنى لها تنفيذ أوامر منع الماء الصادرة من ابن زياد، حيث ضربوا على نهر الفرات حصاراً يحول دون بلوغ ضفافه أي ضام عطشان.
وظل علي في انتظار دوره وأداء مهامه، فهو يترقب بدء القتال مع الأعداء، وبدء دوره خصوصاً، إذ كان في رأيه أن يكون هو أول قتيل وشهيد. لقد وقف إلى جانب ثلة الهاشميين تحت لواء عمه العملاق، العباس بن علي (عليهما السلام). ليطالب بأن يكونوا هم - بنو هاشم - أول من يبرز للميدان.
بيد أن عصبة الأنصار ترى أنها هي الأول دخولاً للميدان وقد تجمعوا تحت لواء المجاهد حبيب بن مظاهر الأسدي وهم يطالبون بسبق الهاشميين للجهاد والقتل.
وتدور بين الطرفين مباراة كلامية.. ويستمر تنافس الجناحين على الظفر بالأولوية لخوض غمار الحرب العادلة. ولا أحد يرضى بأن يكون ثانياً، كل يؤثر نفسه على الموت قبل غيره، وبطبيعة الحال فإن علياً كان أكثر عزماً وأشد رغبة في إحراز تلك الأسبقية والأولوية، فهو من جناح الهاشميين الذي يقول بضرورة تَقَدُم بني هاشم لأنهم حَمَلة الرسالة وثقل الحديد لا يحمله إلا أهله.
وأخيراً إحتكم الجناحان إلى الإمام الحسين (ع) فحكم الإمام القائد للأنصار بالسبق لدخول الساحة.
وظل الهاشميون في ترقب لدورهم.
وظل علي الأكبر خصوصاً أشد شوقاً لساعته ولحظات سعادته.
على مصارع الأنصار - ومصرع الحر الرياحي: -
حمى الوطيس واحتدم الصراع، إذ دارت رحى حرب ضروس، جالت خلالها الخيل واشتد اشتباك الأسنة، واختلاف السيوف، فما انجلت الغبرة إلا عن جمع من القتلى.. كانت تلك هي الحملة الأولى في صبيحة عاشوراء، التي اشترك فيها الجميع وتمخضت عن قتل عشرات ومئات الأمويين، كما أسفرت عن خمسين قتيل شهيد من رجالات الإسلام الحسينيين (عليهم سلام الله ورضوانه).
ثم آب كل إلى موقعه. وبدأت عصبة الأنصار - أي ممن تبقى منهم - يستأذنون الإمام الحسين للجهاد مثنى وفراداً، وهو يأذن لهم - وكان عاشوراء يوماً مشهوداً حيث صعدوا مسرح الجهاد والاستشهاد وهم لا يلوون على شيء، ولا يفكرون بشيء سوى الفداء والفناء من أجل مجد الإسلام والبقاء الرسالي.
ظل علي يرمق ببصره البعيد أطراف الميدان.
مُكبراً تفاني الأنصار البواسل الشجعان.
فقد كان قوي العزيمة، لا تخونه إرادته ولا تلين عزيمته أو تضعف شكيمته، قوي البأس ثابت الجنان. صَلب صامد على مصارع عصبة الأنصار، حتى إنه شهد مصارعهم وكان يرثيهم ويؤبنهم مشتاقاً لما آلوا إليه - كما وقف على جسد أحدهم وهو يرثيه بأبيات نفيسة.
إذ أشرف علي الأكبر على جسد البطل المجاهد الحر بن يزيد الرياحي، وقد سبقه والده الحسين الذي أبَنَه بقوله:
(بخ بخ لك يا حر، أنت الحر كما سمتك أمك وأنت الحر في الدنيا والآخرة). أو (سعيد في الآخرة).
فعقب علي الأكبر قائلاً:
لـنـعــم الــحرّ حـرّ بـنـــي ريــــــاح صــبـور عـنــد مشتبك الرماح
ونـعـــم الــحــر إذ نــادى حــــسيناً فجاد بنفسه عند الصباح(36)
إنه يقرر بأبياته أن للحر صبراً، فيقرر أن له إيماناً قوياً بحيث أنه تحمل المخاطر، وصبر - لكي ينجز مهمته - رغم اشتداد اشتباك الأسنة والسيوف وكل الأسلحة. (صبور عند مشتبك الرماح).
كما ويقرر أنه قدم أغلى ما لديه، وسخى بما عنده وجاد بما يملك من ثمين ونفيس وهل أثمن من النفس والحياة (فجاد بنفسه عند الصباح) والحق أن (الجود بالنفس أقصى غاية الجود)
فضلاً عما نلمسه من إكبار وافتخار بمن هو نعم الرجل، نعم الشخصية الفاضلة، ونعم الحر، بحيث أبى التقيد بالذل والارتهان بالعبودية، ورنا إلى نعماء العز والحرية، دونما خوف من دفع الضريبة الباهضة لتلك النعمة.. وهي ضريبة الدم والروح.. وكذا تكون سجية الأبطال.
وبقي علي الأكبر يرقب الميدان عن كثب: معرباً عن روعة صمود الصابرين المجاهدين، ومكبراً جهادهم. متشوقاً إلى دوره ونزوله للساحة. بعد أن مضى من مضى وبقي من بقي.
(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه * فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر * وما بدلوا تبديلا).
صدق الله العظيم
|
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:52 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه السبق للجهاد
المحتوى مخفي عن الزوار
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 9:58 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
المجاهد العنيد
المحتوى مخفي عن الزوار
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 10:50 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
الجولة الثانية:
ما أسرع الملتقى بجدك فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً...
المحتوى مخفي عن الزوار
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 10:58 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه الإمام الحسين مع أشلاء الشهيد
المحتوى مخفي عن الزوار
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 11:03 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رضي الله نعالى عنهما المحتوى مخفي عن الزوار
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 11:09 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه سيرة الإمام العطرة
كرم الإمام الحسين (عليه السلام) المحتوى مخفي عن الزوار
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 11:18 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه الكريم السخي رضي الله عنه وارضاه
المحتوى مخفي عن الزوار )
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 11:45 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
في ظلال القرآن الكريم
في كتاب الله العظيم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - فقد أعلن فضل الإمام الحسين في اطار أهل البيت (عليهم السلام) وله في كتاب الله غنى عن مدح المادحين ووصف الواصفين، وهذه بعض الآيات الناطقة في فضلهم.
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه السبت يونيو 30, 2012 11:57 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه في ظلال القرآن الكريم
في كتاب الله العظيم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - فقد أعلن فضل الإمام الحسين في اطار أهل البيت (عليهم السلام) وله في كتاب الله غنى عن مدح المادحين ووصف الواصفين، وهذه بعض الآيات الناطقة في فضلهم.
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 12:05 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
آية المودة
وفرض الله على المسلمين مودة أهل البيت (عليه السلام) قال تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً أن الله غفور شكور)( 28).
المحتوى مخفي عن الزوار
).
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 12:15 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
آية الأبرار
ومن آيات الله الباهرات التي أشادت بفضل العترة الطاهرة، آية الأبرار، قال تعالى: (إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا)(41).
المحتوى مخفي عن الزوار
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 12:24 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه الإمام الحسين في ظلال السنة الطائفة الأولى
في السنة النبوية كوكبة ضخمة من الأحاديث نطق بها الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله) أبرزت معالم شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وحددت أبعاد فضله على سائر المسلمين... وقد تضافرت النصوص بذلك، وتواترت وهي على طوائف بعضها ورد في أهل البيت (عليهم السلام) مما هو شامل للإمام الحسين قطعاً، وبعضها الآخر ورد فيه وفي أخيه الحسن (عليه السلام)، وطائفة ثالثة وردت فيه خاصة، وفيما يلي ذلك: المحتوى مخفي عن الزوار
يتبع غن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 3:19 pm | |
| سم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه الطائفة الثانية
المحتوى مخفي عن الزوار
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 3:31 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه الطائفة الثالثة المحتوى مخفي عن الزوار يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 3:52 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه المحتوى مخفي عن الزوار
وصاياه
ما أوصى به الحسين بن علي إلى أخيه محمد بن الحنفية:
إن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عنده، وأن الجنة حق، والنار حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.
وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين...(1).
•• موعظة
أُوصيكم بتقوى الله وأُحذركم أيامه وأرفع لكم أعلامه فكأنّ المخوف قد أفد(2) بمهول ووروده ونكير حلوله وبشع مذاقه فاعتلق مهجكم وحال بين العمل وبينكم، فبادروا بصحة الأجسام في مدة الأعمار كأنكم ببغتات طوارقه فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها ومن علوها إلى أسفلها ومن أنسها إلى وحشتها ومن روحها وضوئها إلى ظلمتها ومن سعتها إلى ضيقها. حيث لا يزار حميم ولا يُعاد سقيم ولا يجاب صريخ. أعاننا الله وإياكم على أهوال ذلك اليوم ونجّانا وإياكم من عقابه وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه عباد الله فلو كان قصر مرماكم ومدى مظعنكم كان حسب العامل شغلاً يستفرغ عليه أحزانه ويذهله عن دنياه ويكثر نصبه لطلب الخلاص منه، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه لا وزير له يمنعه ولا ظهير عنه يدفعه، ويومئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنَّا منتظرون. أوصيكم بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب ويرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه، فإن الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنته ولا ينال ما عنده إلاَّ بطاعته إن شاء الله |
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 3:56 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
المحتوى مخفي عن الزوار
حكمه
ورد لكل من أئمة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) مجموعة قيمة من الحكم القصار، وهذه الحكم جميعها في الأخلاق والعرفان والآداب والكمال والحث على الفضائل، والتحذير من الرذائل، وأنا أعتقد بأنّ هذه الكلمات نحن أحوج ما نكون للعمل بها، وأخذها مأخذ التطبيق، فهي البلسم الناجح لأمراضنا الأخلاقية والترياق المجرّب لمعضلاتنا الاجتماعية.
•• وفي هذه الصفحات بعض ما ورد من حكم الإمام الحسين (عليه السلام).
1- قال (عليه السلام): شر خصال الملوك الجبن عن الأعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عن الإعطاء.
2- وقال (عليه السلام): صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك، فأكرم وجهك عن رده.
3- وقال (عليه السلام) لرجل اغتاب عنده رجلاً: يا هذا كف عن الغيبة، فإنها إدام كلاب النار.
4- وقال (عليه السلام): من دلائل علامات القبول الجلوس إلى أهل العقول.
5- وقال (عليه السلام): إن المؤمن اتخذ الله عصمته، وقوله مرآته، فمرة ينظر في نعت المؤمنين، وتارة ينظر في وصف المتجبرين، فهو منه في لطائف، ومن نفسه في تعارف، ومن فطنته في يقين، ومن قدسه على تمكين
|
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 4:19 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه مكاتبيـــه المحتوى مخفي عن الزوار
مكاتيبه
من كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية جواباً عن كتاب كتبه إليه:
أما بعد فقد بلغني كتابك، تذكر أنه قد بلغك عني أمور أنت لي عنها راغب، وأنا بغيرها عندك جدير، فإن الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلا الله؛ وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني، فإنه إنما رقاه إليك الملاقون، المشاءون بالنميمة، وما أريد لك حرباً، ولا عليك خلافاً، وأيم الله إني لخائف الله في ترك ذلك، وما أظن الله راضياً بترك ذلك، ولا عاذر بدون الإعذار فيه إليك وفي أوليائك القاسطين الملحدين، حزب الظلمة، وأولياء الشيطان. ألست القاتل حجر أخا كندة والمصلين العابدين، الذين كانوا ينكرون الظلم، ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة، والمواثيق المؤكدة أن لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم، ولا بإحنة تجدها في نفسك عليهم. أولست قاتل عمرو بن الحق صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، العبد الصالح الذي أبلته العبادة فأنحلت جسمه، وصفرت لونه، بعدما أمنته وأعطيته عهود الله ومواثيقه، أما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتله جرأة على ربك، واستخفافاً بذلك العهد. أولست المدعي زياد بن سمية، المولود على فراش عبيد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الولد للفراش وللعاهر الحجر، فتركت سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعمداً، واتبعت هواك بغير هدى مَنّ الله، ثم سلطته على العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك. أولست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنهم كانوا على دين علي، فكتبت إليه: أن اقتل من كان على دين علي، فقتلهم ومثّل بهم بأمرك ودين علي والله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك وبه جلست مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين..
وقلت فيما قلت: انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، واتق شق عصا هذه الأمة، وأن تردّهم إلى فتنة؛ وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، ولا أعلم نظراً لنفسي ولديني ولأمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) علينا أفضل من أن أجاهدك، فإن فعلت فإنه قربة إلى الله، وإن تركته فإني أستغفر الله لذنبي، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.
وقلت فيما قلت: إني إن أنكرتك تنكرني، وإن أكدك تكدني، فكدني ما بدا لك فإن لأرجو أن لا يضرني كيدك فيَّ، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك، لأنك قد ركبت جهلك، وتحرصت على نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان، والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا، وتعظيمهم حقنا، قتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا، أو ماتوا قبل أن يدركوا، فابشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحاسب، واعلم أن لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وليس الله بناس لأخذك بالظنة وقتلك أوليائه على التهمة ونفيك أوليائه من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك الناس ببيعة ابنك غلام حدث، يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب، لا أعلمك إلا وقد خسرت نفسك، وبترت دينك، وغششت رعيتك، وأخربت أمانتك، وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت الورع التقي لأجلهم. والسلام(1).
|
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 4:27 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابهأدعيته القصار المحتوى مخفي عن الزوار
أدعيته القصار
من تصفح كتب التاريخ والسير والتراجم، أيقن بأن صناعة الدعاء من خصائص أئمة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) ومميزاتهم، ولو قارنت ما ينسب لغيرهم من الأدعية والأذكار بالوارد عنهم (عليهم السلام) لرأيت الفارق كبيراً، والبون شاسعاً، فأين الثرى من نجوم السماء، والحجر الصلد من الماس، والسيف الصقيل من المنجل.
وقد ورد للإمام الحسين (عليه السلام) أدعية كثيرة، وحسبنا منها دعاؤه (عليه السلام) الكبير في يوم عرفة، فهو من مفاخر تراثنا الإسلامي، وكنز عظيم في الإلهيات.
وقد جمع الميرزا محمد حسين الشهرستاني أدعيته (عليه السلام) في كتاب مستقل، أخذنا منه ومن غيره هذا الفصل:
1- من دعاء له (عليه السلام):
(اللهم ارزقني الرغبة في الآخرة حتى أعرف صدق ذلك في قلبي بالزهادة مني في دنياي، اللهم ارزقني بصراً في أمر الآخرة حتى أطلب الحسنات شوقاً، وأفر من السيئات خوفاً، يا رب)(1).
2- من دعائه (عليه السلام) في الصبح والمساء:
بسم الله الرحمن الرحيم.
(بسم الله وبالله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وأنا أسألك العافية من كل سوء في الدنيا والآخرة، واللهم انك تكفيني من كل أحد ولا يكفيني منك أحد فاكفني من كل أحد ما أخاف وأحذر، واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر، وأنت على كل شئ قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين)(2).
3- من دعاء له (عليه السلام) لطلب التوفيق:
(اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل التقى، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر وحذر أهل الخشية وطلب أهل العلم ونية أهل الورع وحذر أهل الجزع حتى أخافك اللهم مخافة تحجزني عن معاصيك، وحتى أعمل بطاعتك عملاً استحق به كرامتك، وحتى أناصحك في القوة خوفاً لك، وحتى أخلص لك في النصيحة حباً لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك، سبحانك خالق النور، وسبحان الله العظيم وبحمده)(3).
4- من دعاء له (عليه السلام) بعد صلاة الفريضة.
(اللهم إني أسالك بكلماتك، ومعاقد عرشك، وسكان سماواتك وأرضك، وأنبيائك ورسلك، أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسراً)(4).
5- من دعا له (عليه السلام) بالكعبة:
(إلهي نعّمتني فلم تجدني شاكراً، وأبليتني فلم تجدني صابراً، فلا أنت سلبت النعمة لترك الشكر، ولا أدمت الشدة لترك الصبر، إلهي ما يكون من الكريم إلا الكرم)(5). |
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 4:31 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه المحتوى مخفي عن الزوار
خطبه
لقد خطب الحسين (عليه السلام) في موقف لو حضره قس بن ساعدة لحصر وتلعثم، ولو شهده فصحاء قريش لخروا له سجدا، فلعمري إنه موقف يعجز عن النطق فضلاً عن الخطابة، ولكنه ابن أبي طالب، وإذا تأملت كلمة عمر بن سعد: (ويلكم كلموه فإنه ابن أبيه، والله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع ولما حصر)(1) عرفت أهمية خطبه (عليه السلام) في ذلك اليوم لقد زعزع الحسين (عليه السلام) بخطبه جيش الكوفة فقد انحاز إليه منهم جمع كثير: كالحر بن يزيد الرياحي، والأنصاريبن: سعد بن الحارث وأخيه أبي الحتوف، وأبي الشعثاء الكندي، والحرث بن امرئ القيس الكندي، وبكر بن حي بن تيم الله وغيرهم؛ وسمع شبث بن ربعي – قائد الرجالة - وهو يلعن ابن مرجانة.
كان هذا وغيره مما حدا بابن سعد التعجيل بالحرب، خوفاً من أن يقلب الحسين (عليه السلام) الجيش بأسره. وليس ذلك بكثير على سيد الشهداء (عليه السلام) فعقيدتنا في الإمام أن يكون اجمع الناس للفضائل والمكارم والمعارف.
نعود فنذكر خطبتي الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء:
1- وبعد أن صف ابن سعد أصحابه للحرب، دعا الحسين (عليه السلام) براحلته فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلهم: أيها الناس اسمعوا قولي، ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم عليَّ، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي هذا وأعذر فيكم، فإن قبلتهم عذري، وصدقتم قولي، وأعطيتموني النصف من أنفسكم، كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم علي سبيل، وإن لم تقبلوا مني العذر، ولم تعطوني النصف من أنفسكم (فاجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين).
فلما سمعت النساء هذا منه صحن وبكين وارتفعت أصواتهن، فأرسل إليهن أخاه العباس، وابنه علياً الأكبر وقال لهما: سكتاهن، فلعمري ليكثر بكاؤهن.
ولما سكتن حمد الله وأثنى عليه، وصلى على محمد وعلى الملائكة والأنبياء، وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره، ولم يسمع متكلم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه، ثم قال: الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقي من فتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع من طمع فيها، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهه الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته، وجنبكم رحمته، فنعم الرب ربنا وبئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة، وآمنتم بالرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم إنكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتباً لكم ولما تريدون، إنا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين.
أيها الناس: انسبوني من أنا، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، وانظروا هل يحل لكم قتلي، وانتهاك حرمتي، ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه، وأول المؤمنين بالله، والمصدق لرسوله بما جاء من عد ربه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار عمي؟ أو لم يبلغكم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل، ويضرّ به من اختلقه وإن كذبتموني فإن فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم بن مالك، يخبرونكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟
فقال الشمر: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول:
فقال له حبيب بن مظاهر: والله إني أراك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول: قد طبع الله على قلبك.
ثم قال الحسين (عليه السلام): فإن كنتم في وشك من هذا القول، أفتشكون فيّ أني ابن بنت نبيكم؟ فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو مال لكم استهلكته؟ أو بقصاص جراحة؟
فأخذوا لا يكلمونه.
فنادى (عليه السلام): يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحارث، ألم تكتبوا إلي أن أقدم، قد أينعت الثمار، واخضرّ الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجندة؟
فقالوا: لم نفعل.
فقال (عليه السلام): سبحان الله، بلى والله لقد فعلتم، ثم قال: أيها الناس إذا كرهتموني فدعوني انصرف عنكم إلى مأمن من الأرض.
فقال له قيس بن الأشعث: أو لا تنزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ما تحب، ولن يصل إليك منهم مكروه؟
فقال (عليه السلام): أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل، لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد، عباد الله إني عذت بربي وبربكم إن ترجمون أعوذ بربي وبركم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.
ثم إنه عليه السلام أناخ راحلته فعقلها عقبة بن سمعان(2).
| يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 4:35 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابهقبور الشهداء الهاشميّين وغير الهاشميّين
المحتوى مخفي عن الزوار
قبور الشهداء الهاشميّين وغير الهاشميّين
- جثث الشهداء أثناء المعركة:
يبدو من بعض النصوص عند الطبري والشيخ المفيد أن الحسين أعد خيمة لتوضع فيها جثث الشهداء. ومن المؤكد أن جثث شهداء بني هاشم كانت توضع في مكان معين، هو الخيمة التي ذكرناها آنفاً. ولا نستطيع أن نؤكد إن كانت جثث الشهداء من غير الهاشميين كانت توضع في نفس الخيمة أو في مكان آخر، أو أنها كانت تبقى في ساحة المعركة.
ونقدّر أنها كانت تنقل من ساحة المعركة كما تقضي به التقاليد والأعراف. ولأن القتال كان مبارزة، وكان متقطعاً تتخلله فترات هدوء بين مبارزة ومبارزة، وكانت ساحة المعركة محدودة نسبياً بسبب قلة عدد أفراد القوة الثائرة، مما يعطل القدرة على المناورة في مساحة واسعة.
ولكننا لا نستطيع أن نؤكد ما إذا كانت تنقل إلى المكان الذي توضع فيه جثث شهداء الهاشميين، أو أنها كانت توضع في مكان آخر.
ولعل الذي حدث إنها كانت توضع في مكان آخر، فربما كان الإمام الحسين قدر - وهو يعلم نتيجة المعركة - أن الرؤوس ستقطع، وأن هذا سيؤدي إلى صعوبات في تمييز، هوية الشهداء من أصحابه وأهل بيته، فجعل مكانين أحدها لحفظ جثث الشهداء الهاشميين، والآخر لحفظ جثث الشهداء غير الهاشميين.
ولعل ثمة أمراً آخر يشجع على ترجيح هذا الرأي، وهو أن الشهداء الهاشميين كانوا مع أسرهم أو بعض أسرهم، بحيث لا نعرف شهيداً منهم لم يكن له بين النساء الهاشميات أم أو أخت أو زوجة أو بنت، أو هن مجتمعات؛ وهذا يؤدي إلى مراعاة الإعتبارات العاطفية والأسرية في هذه الحالة، وهي تقضي بأن يحمل الشهيد، ليتمكن النسوة، في غمرة المعركة، من مشاهدة جسده، والبكاء عليه، وهذا الإعتبار يدعو إلى إفراد الشهداء الهاشميين في مكان خاص. أما الشهداء غير الهاشميين فإن العدد الأكبر منهم لم يصحبوا معهم نساءهم.
والنصوص ألتي أشرنا إليها آنفاً هي ما ذكره الطبري عند ذكره استشهاد علي بن الحسين الأكبر، وهو:
(.. وأقبل الحسين إلى أبنه، وأقبل فتيانه إليه، فقال: أحملوا أخاكم، فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه (الطبري: ج5/ص447).
وما ذكره في الحديث عن استشهاد القاسم بن الإمام الحسن بن علي، وهو.
(.. ثم احتمله (الحسين) فكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض، وقد وضع حسين صدره على صدره، قال (الراوي حميد بن مسلم) فقلت في نفسي: ما يصنع به! فجاء به حتي ألقاه مع ابنه علي بن الحسين وقتلى قد قتلت حوله من أهل بيته..) - (الطبري: ج5/ص447 - ص 448).
وأورد الشيخ المفيد نصين مماثلين لما عند الطبري (الإرشاد: ص239 - ص240).
ويؤيد هذا الرأي النص التالي الذي ذكره الشيخ المفيد (الإرشاد: ص243) في حديثه عن كيفية دفن الشهداء:
(.. وحفروا - بنو أسد - للشهداء من أهل بيته وأصحابه - الذين صرعوا حوله - ممايلي رجلي الحسين (عليه السلام) وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً).
فإن كلمة (جمعوهم) توحي بأنهم (الهاشميين وغير الهاشميين) كانوا متفرقين. وهذا القول يعزز الرأي بأن بني هاشم كانوا في موضع منفرد. ولكن كلمة (حوله) في هذا النص ربما توحي بأن جثث الشهداء من غير الهاشميين كانت متفرقة لم تجمع في مكان واحد، أو في مجموعات، وهو أمر بعيد جداً لما ذكرناه آنفاً. وسنرى أن كلام المفيد مضطرب في هذا الشأن.
***
- دفن الشهداء وقبورهم:
قال المسعودي (مروج الذهب:ج 3/ص72):
(.. ودفن أهل الغاضرية - وهم قوم من بني عامر، من بني أسد الحسين وأصحابه بعد قتلهم بيوم).
وهذا يعني أن الدفن كان بعد ظهر اليوم الحادي عشر من محرم، فإن نص الشيخ المفيد الآتي يدل على أن بني اسد دفنوا الشهداء بعد رحيل عمر بن سعد، وقد رحل عمر بن سعد بعد زوال اليوم الحادي عشر.
وقال الشيخ المفيد (الإرشاد، ص: 243).
(ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسين (عليه السلام) وأصحابه، فصلوا عليهم ودفنوا الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن، ودفنوا ابنه عليّ بن الحسين الأصغر عند رجله. وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه - الذين صرعوا حوله - ممايلي رجلي الحسين (عليه السلام) وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً. ودفنوا العباس بن علي عليهما السلام في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن).
وقال الشيخ المفيد في موضع آخر (الإرشاد، ص: 249).
(.. وهم (شهداء بني هاشم) كلهم مدفونون مما يلي رجلي الحسين (عليه السلام) في مشهده، حفر لهم حفيرة وألقوا فيها جميعا وسوّي عليهم التراب، إلا العباس بن علي (عليهما السلام) فإنه دفن في موضع مقتله على المسناة بطريق الغاضرية، وقبره ظاهر، وليس لقبور أخوته وأهله الذين سميناهم أثر، وإنما يزورهم الزائر من عند قبر الحسين (عليه السلام) ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم، وعلى علي بن الحسين (عليهما السلام) في جملتهم، ويقال إنه أقربهم دفناً إلى الحسين (عليه السلام).
(فأما أصحاب الحسين (عليه السلام) رحمة الله عليهم الذين قتلوا معه، فإنهم دفنوا حوله، ولسنا نحصّل لهم أجداثاً على التحقيق والتفصيل، إلا أنا لا نشك أن الحائر محيط بهم. رضي الله عنهم وأرضاهم، وأسكنهم جنات النعيم).
***
وهنا ملاحظتان.
الملاحظة الأولى:
إن هذا النص يخالف سابقة من حيث إن النص الأول صريح في أن جميع الشهداء - من هاشميين وغير هاشميين - دفنوا وحدهم في قبر واحد، وغير الهاشميين من الشهداء دفنوا - كما يوحي به النص - في قبور جماعية متعددة حول الحسين (عليه السلام).
الملاحظة الثانية:
أنه يوجد قبر أن أحدهما قبر منسوب إلى حبيب بن مظاهر الأسدي وهو موجود في داخل الحائر من جهة رأس الحسين (عليه السلام)، والآخر قبر الحر بن يزيد الرياحي على مسافة عدة كيلومترات من مشهد الحسين حيث قبره وقبور الشهداء.
وهذا يخالف كلا النصين الآنفين عن الشيخ المفيد، فإنهما صريحان في أن جميع الشهداء دفنوا في قبر جماعي واحد مع الهاشميين، أو في قبور جماعية متعددة. ولم نرفي المؤرخين المعتمدين من ذكر شيئاً يعتد به في هذا الشأن. وقال السيد محسن الأمين رحمة الله (أعيان الشيعة - الجزء الرابع - القسم الأول /ص142):
(ويقال أن بني أسد دفنوا حبيب بن مظاهر في قبر وحده عند رأس الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن، اعتناءً به لأنه أسدي. وأن بني تميم حملوا الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين (عليه السلام) ودفنوه هناك حيث قبره الآن اعتناءً به أيضاً، ولم يذكر ذلك المفيد، ولكن اشتهار ذلك وعمل الناس عليه ليس بدون مستند).
والله تعالى أعلم.
|
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الأحد يوليو 01, 2012 4:39 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه الفاجعه والمأسا
المحتوى مخفي عن الزوار
إخبار النبي بقتل الحسين ويوم قتله ومحل دفنه
• روى ابن عساكر بإسناده عن شداد أبي عمار، قال: (قالت أم الفضل بنت الحرث، زوجة العباس بن عبد المطلب: يا رسول الله رأيت رؤيا أعظمك أن أذكرها لك! قال: اذكريها قالت: رأيت كأن بضعة منك قطعت فوضعت في حجري! فقال صلى الله عليه وسلم: إن فاطمة حبلى تلد غلاماً أسميه حسيناً وتضعه في حجرك، قالت: فولدت فاطمة حسيناً فكان في حجري أربيه فدخل عليّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوماً وحسين معي فأخذه يلاعبه ساعة، ثم ذرفت عيناه! فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال هذا جبرئيل يخبرني أن أمتي تقتل ابني هذا)(1).
• روى الحاكم النيسابوري بإسناده عنها: (أنها دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة قال: وما هو؟ قالت: إنه شديدٌ قال: وما هو؟ قالت: رأيت كأن قطعه من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): رأيت خيراً تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فدخلت يوماً إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فوضعته في حجره. ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تهريقان من الدموع قالت: فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك؟ قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا فقلت: هذا؟ فقال: نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء)(2).
• روى الخوارزمي بإسناده عنها (حين أدخلت حسيناً على رسول الله فأخذه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبكى وأخبرها بقتله إلى أن قال: ثم هبط جبرئيل في قبيل من الملائكة قد نشروا أجنحتهم يبكون حزناً على الحسين، وجبرئيل معه قبضة من تربة الحسين تفوح مسكاً إذفر. فدفعها إلى النبي وقال: يا حبيب الله هذه تربة ولدك الحسين بن فاطمة وسيقتله اللعناء بأرض كربلا فقال النبي: حبيبي جبرئيل، وهل تفلح أمة تقتل فرخي وفرخ ابنتي؟ فقال جبرئيل: لا، بل يضربهم الله بالاختلاف فتختلف قلوبهم وألسنتهم آخر الدهر)(3).
• وروى بإسناده عن أسماء قالت: (فلما كان بعد حول من مولد الحسن ولدت الحسين فجاءني النبي (ص)، فقال: يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثم وضعه في حجره وبكى قالت أسماء: فقلت: فداك أبي وأمي، ممّ بكاؤك؟ قال: على ابني هذا قلت: إنه ولد الساعة، قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي ثم قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولادته، ثم قال لعلي: أي شيء سميت ابني؟ قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحب أن أسميه حرباً فقال النبي (ص): ولا أنا أسبق باسمه ربّي عزّ وجل فهبط جبرئيل (عليه السلام) وقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول: علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك، سمّ ابنك باسم ابن هارون، قال: ما اسم ابن هارون؟ قال: شبير، قال: لساني عربي يا جبرئيل قال: سمه حسيناً قالت أسماء فسماه الحسين فلما كان يوم سابعه عق النبي (ص) عنه بكبشين أملحين، وأعطى القابلة فخذا وحلق رأسه، وتصدّق بوزن الشعر ورقاً وطلى رأسه بالخلوق، وقال: يا أسماء، الدم فعل الجاهلية)(4).
إخبار علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقتل الحسين في كربلاء
• روى نصر بن مزاحم بإسناده عن هرثمة بن سليم قال: (غزونا مع عليّ بن أبي طالب غزوة صفّين فلمّا نزلنا بكربلا ء صلى بنا صلاة، فلما سلّم رفع إليه من تربتها فشمّها، ثم قال: واهاً لك أيتها التربة، ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، فلمّا رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته وهي جرداء بنت سمير ـ وكانت شيعة لعليّ ـ فقال لها زوجها هرثمة ألا أعجبك من صديقك أبي الحسن؟ لمّا نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمها وقال: واهاً لك يا تربة، ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب، وما علمه بالغيب؟ فقالت: دعنا منك أيّها الرجل فإن أمير المؤمنين لم يقل إلاّ حقاً فلمّا بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن عليّ وأصحابه، قال: كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم، فلمّا أنهيت إلى القوم وحسين وأصحابه عرفت المنزل الذي نزل بنا عليّ فيه والبقعة التي رفع إليه من ترابها، والقول الذي قاله، فكرهت مسيري، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين، فسلّمت عليه وحدثته بالذي سمعتُ من أبيه في هذا المنزل، فقال الحسين: معنا أنت أو علينا؟ فقلت: يابن رسول الله لا معك ولا عليك، تركت أهلي وولدي أخاف عليهم من ابن زياد فقال الحسين: فولّ هرباً حتى لا ترى لنا مقتلاً، فوالذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجلٌ ولا يغيثنا إلاّ أدخله الله النار، قال: فأقبلت في الأرض هارباً حتى خفي عليّ مقتله)(5).
• وروى بإسناده عن أبي جحيفة قال: (جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب فسأله وأنا أسمع فقال: حديث حدثتنيه عن علي بن ابي طالب، قال: نعم بعثني مخنف بن سُليم إلى علي، فأتيته بكربلاء، فوجدتُه يشير بيده ويقول: ها هنا فقال له رجل: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال ثقلٌ لآل محمد ينزل هنا فويلٌ لهم منكم، وويلٌ لكم منهم، فقال له الرجل: ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال: ويلٌ لهم منكم: تقتلونهم، وويلٌ لكم منهم: يدخلكم الله بقتلهم إلى النار)(6).
• وقد روي هذا الكلام على وجه آخر: (أنه عليه السلام قال: فويلٌ لكم منهم، وويلّ لكم عليهم، قال الرجل: أمّا ويل لنا منهم فقد عرفت، وويلٌ لنا عليهم ما هو؟ قال: ترونهم يقتلون ولا تستطيعون نصرهم)(7).
• وروى بإسناده عن الحسن بن كثير عن أبيه: (أن عليّاً أتى كربلاء فوقف بها، فقيل: يا أمير المؤمنين، هذه كربلاء قال: ذات كرب وبلاء ثم أومأ بيده إلى مكان فقال: هاهنا موضع رحالهم، ومناخ ركابهم، وأومأ بيده إلى موضع آخر فقال: هاهنا مهراق دمائهم)(8).
• روى ابن عساكر بإسناده عن أبي عبيد الضبي قال: (دخلنا على أبي هرثم الضبي حين أقبل من صفّين مع علي وهو جالس على دكان له، وله امرأة يقال لها جرداء وهي أشدّ حباً لعلي وأشد لقوله تصديقاً، فجاءت شاة له فبعرت فقال: لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثاً لعلي!! قالوا: وما علم علي بهذا؟ قال: أقبلنا مرجعنا من صفّين فنزلنا كربلاء فصلّى بنا علي صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل، ثم أخذ كفاً من بعر الغزلان فشمّه ثم قال: أوه أوه يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنّة بغير حساب، قال أبو عبيد: قالت جرداء: وما تنكر من هذا؟ هو أعلم بما قال منك، نادت بذلك وهي في جوف البيت)(9).
ما روي عن الأئمة الاثني عشر في شهادة الحسين (عليه السلام)
• روى الحضرمي الشافعي بإسناده عن الربيع بن المنذر عن أبيه قال: (كان الحسين بن علي (رضي الله عنهما) يقول: من دمعت عيناه فينا دمعة أو قطرت عيناه فينا قطرة آتاه الله ـ وفي رواية بوّأه الله ـ الجنّة)(10).
• روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الربيع بن المنذر عن أبيه عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال: (ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلاّ بوأه الله في الجنّة حقباً، قال أحمد بن يحيى الأودي: فرأيت الحسين بن علي في المنام، فقلت: حدثني محول بن إبراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عنك أنك قلت: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلاّ بوّأه الله بها في الجنّة حقبا قال: نعم قلت، سقط الإسناد بيني وبينك)(11).
• روى الصدوق بإسناده عن إبراهيم بن أبي محمود قال: (قال الرضا (عليه السلام) إن المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلّت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء يحط الذنوب العظام، ثم قال: كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيّام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين)(12).
• وروى بإسناده عن الريان بن شبيب، قال: (دخلت على الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرّم، فقال لي: يابن شبيب أصائم أنت؟ فقلت: لا، فقال إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريّا ربّه عزّ وجل فقال: ربّ هب لي من لدنك ذريّة طيّبة انّك سميع الدعاء فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريّا وهو قائم يصلّي في المحراب إن الله يبشّرك بيحيى فمن صام هذا اليوم، ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا ثم قال: يابن شبيب إنّ المحرّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (ص) لقد قتلوا في هذا الشهر ذرّيته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبداً يا بن شبيب إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم: يا لثارات الحسين، يا ابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده (عليه السلام) إنّه لما قتل الحسين جدي (صلوات الله عليه) مطرت السماء دماً وتراباً أحمر يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين (عليه السلام) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً، يابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عزّ وجلّ ولا ذنب عليك فزر الحسين (عليه السلام) يا بن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين، يا بن شبيب إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه السلام) فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً. يا بن شبيب إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو أنّ رجلاً تولى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة)(13) |
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الإثنين يوليو 02, 2012 3:19 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه استشهاده المحتوى مخفي عن الزوار
ولما قتل العباس التفت الحسين (عليه السلام) فلم ير أحداً في الميدان من ينصره ونظر إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحي وهو يسمع عويل الأيامى وصراخ الأطفال، ووجه الإمام (عليه السلام) وهو بتلك الحالة خطاباً لأعدائه حذرهم فيه من غرور الدنيا وفتنتها، ويقول المؤرخون: انه لم يلبث بعده إلا قليلاً حتى استشهد، وهذا نصه:
(عباد الله: اتقوا الله، وكونوا من الدنيا على حذر فإن الدنيا لو بقيت لأحد، وبقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء، وأولى بالرضا، وأرضى بالقضاء، غير أن الله تعالى خلق الدنيا للبلاء، وخلق أهلها للفناء فجديدها بال، ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة، والدار قلعة فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واتقوا الله لعلكم تفلحون)(1).
•• الإمام يطلب ثوباً خلقا
وطلب الإمام من أهل بيته أن يأتوه بثوب خلق لا يرغب فيه أحد ليجعله تحت ثيابه لئلا يسلب منه، فأتوه بتبان(2) فلم يرغب فيه وقال ذلك لباس من ضربت عليه الذلة، وأخذ ثوباً فخرقه، وجعله تحت ثيابه فلما قتل جردوه منه(3).
•• وداعه لعياله
وقفل الإمام راجعاً إلى عياله ليودعهم الوداع الأخير، وجراحاته تنفجر دماً وقد أوصى حرم الرسالة وعقائل الوحي بلبس الأزر والاستعداد للبلاء، وأمرهن بالخلود إلى الصبر والتسليم لقضاء الله قائلاً:
(استعدوا للبلاء، واعلموا ان الله تعالى حاميكم وحافظكم، وسينجيكم من شر الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذب عدوكم بأنواع العذاب، ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم)(4).
تزول الدول، وتذهب الممالك، وتفنى الحضارات، وهذا الإيمان الذي لا حد له أحق بالبقاء وأجدر بالخلود من كل كائن في هذه الحياة لأمر الله، انه ليس هناك غير الحسين أمل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وريحانته والصورة الكاملة التي تحكيه.
وذابت أسى أرواح بنات الرسول (صلى الله عليه وآله) حينما رأين الإمام بتلك الحالة يتعلقن به يودعنه، وقد وجلت منهن القلوب، واختطف الرعب الوانهن، والتاع الإمام حينما نظر إليهن وقد سرت الرعدة بأوصالهن يقول الإمام كاشف الغطاء:
(من ذا الذي يقتدر أن يصور لك الحسين (عليه السلام) وقد تلاطمت أمواج البلاء حوله، وصبت عليه المصائب من كل جانب، وفي تلك الحال عزم على توديع العيال ومن بقي من الأطفال فاقترب من السرادق المضروب على حرائر النبوة وبنات علي والزهراء (عليه السلام) فخرجت المخدرات كسرب القطا المذعورة فاحطن به وهو سابح بدمائه، فهل تستطيع أن تتصور حالهن وحال الحسين في ذلك الموقف الرهيب ولا يتفطر قلبك، ولا يطيش لبك، ولا تجري دمعتك)(5).
لقد كانت محنة الإمام في توديعه لعياله من أقسى وأشق ما عاناه من المحن والخطوب، فقد لطمن بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجوههن، وأرتفعت أصواتهن بالبكاء والعويل، وهن يندبن جدهن الرسول (ص) والقين بأنفسهن عليه لوداعه، وقد أثر ذلك المنظر المريع في نفس الإمام بما لا يعلم بمداه إلا الله.
ونادى الرجز الخبيث عمر بن سعد بقواته المسلحة يحرضها على الهجوم على الإمام قائلاً:
(اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحرمه، فو الله ان فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم).
وحمل عليه الأخباث فجعلوا يرمونه بالسهام، وتخالفت السهام بين اطناب المخيم، وأصاب بعضها ازر بعض النساء فذعرن ودخلن الخيمة وخرج بقية الله في الأرض كالليث الغضبان على أولئك الممسوخين فجعل يحصد رؤوسهم الخبيثة بسيفه، وكانت السهام تأخذه يميناً وشمالاً، وهو يتقيها بصدره ونحره، ومن بين تلك السهام التي فتكت به.
1 - سهم أصاب فمه الطاهر، فتفجر دمه الشريف فوضع يده تحت الجرح فلما امتلأت دماً رفعه إلى السماء وجعل يخاطب الله تعالى قائلاً:
(اللهم إن هذا فيك قليل)(6).
2 - سهم أصاب جبهته الشريفة المشرقة بنور النبوة والإمامة رماه به أبو الحتوف الجعفي فأنتزعه، وقد تفجر دمه الشريف، فرفع يديه بالدعاء على السفكة المجرمين قائلاً:
(اللهم إنك ترى ما أنا فيه من عبادك العصاة، اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً، ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً).
•• وصاح بالجيش
(يا أمة السوء بئسما خلفتم محمداً في عترته، أما انكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم أياي، وأيم الله اني لأرجو أن يكرمني الله بالشهادة، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون..)(7).
لقد كان جزاء الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي انقذهم من حياة البؤس والشقاء أن عدوا على ذريته فسفكوا دماءهم، واقترفوا منهم ما تقشعر منه الجلود وتندى له الوجوه.. وقد استجاب الله دعاء الإمام فأنتقم له من أعدائه المجرمين، فلم يلبثوا قليلاً حتى اجتاحتهم الفتن والعواصف، فقد هب الثائر العظيم المختار طالباً بدم الإمام فأخذ يطاردهم ويلاحقهم، وقد هربوا في البيداء وشرطة المختار تطاردهم حتى أباد الكثيرين منهم، يقول الزهري لم يبق من قتلة الحسين أحد إلا عوقب أما بالقتل أو العمى أو سواد الوجه، أو زوال الملك في مدة يسيرة(8).
3 - وهو من أعظم السهام التي فتكت بالإمام. يقول المؤرخون: إن الإمام وقف ليستريح بعدما أعياه نزيف الدماء، فرماه وغد بحجر أصاب جبهته الشريفة فسالت الدماء على وجهه فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه، فرماه رجس بسهم محدد له ثلاث شعب فوقع على قلبه الشريف الذي يحمل العطف والحنان لجميع الناس، فعند ذلك أيقن بدنو الأجل المحتوم منه فشخص ببصره نحو السماء وهو يقول:
(بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله (ص).. إلهي إنك تعلم انهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيري).
وأخرج السهم من قفاه فانبعث الدم كالميزاب فأخذ يتلقاه بيديه فلما امتلأتا رمى به نحو السماء وهو يقول:
(هون ما نزل بي أنه بعين الله).
وأخذ الإمام من دمه الشريف فلطخ به وجهه ولحيته، وهو بتلك الهيبة التي تحكى هيبة الأنبياء واندفع يقول:
(هكذا اكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله (ص) وأنا مخضب بدمي..)(9).
4 - رماه الحصين بن نمير بسهم أصاب فمه الشريف فتفجر دماً فجعل يتلقى الدم بيده ويرمي به نحو السماء وهو يدعو على الجناة المجرمين قائلاً:
(اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً)(10).
وتكاثرت عليه السهام حتى صار جسده الشريف قطعة منها.. وقد اجهده نزيف الدماء واعياه العطش، فجلس على الأرض، وهو ينؤ برقبته من شدة الآلام فحمل عليه وهو بتلك الحالة الرجس الخبيث مالك بن النسر فشتمه وعلاه بالسيف، وكان عليه برنس(11) فامتلأ دماً، فرمقه الإمام بطرفه، ودعا عليه قائلاً:
(لا اكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين).
وألقى البرنس واعتم على القلنسوة(12) فأسرع الباغي إلى البرنس فأخذه وقد شلت يداه(13).
•• الإمام مع ابن رباح
وكان مسلم بن رباح هو آخر من بقي من أصحاب الإمام، وكان معه، وقد أصاب الإمام سهم في وجهه الشريف فجلس على الأرض وانتزعه، وقد تفجر دمه، ولم تكن به طاقة فقال لابن رباح:
(أدن يديك من هذا الدم).
فوضع ابن رباح يديه تحت الجرح فلما امتلأتا دماً قال له:
(أسكبه في يدي).
فسكبه في يديه، فرفعهما نحو السماء وجعل يخاطب الله تعالى قائلاً:
(اللهم اطلب بدم ابن بنت نبيك).
ورمى بدمه الشريف نحو السماء فلم تقع منه قطرة واحدة إلى الأرض فيما يقول ابن رباح(14).
•• مناجاته مع الله
واتجه الإمام (عليه السلام) في تلك اللحظات الأخيرة إلى الله فأخذ يناجيه ويتضرع إليه بقلب مُنيب ويشكو إليه ما ألم به من الكوارث والخطوب قائلاً:
(صبراً على قضائك لا إله سواك، يا غياث المستغيثين، مالي رب سواك ولا معبود غيرك. صبراً على حكمك، يا غياث من لا غياث له، يا دائماً لا نفاذ له يا محيي الموتى، يا قائماً على كل نفس أحكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين)(15).
إنه الإيمان الذي تفاعل مع جميع ذاتياته فكان من أهم عناصره.. لقد تعلق بالله وصبر على قضائه وفوض إليه جميع ما نزل به وعاناه من الكوارث والخطوب، وقد أنساه هذا الإيمان العميق جميع ما حل به يقول الدكتور الشيخ أحمد الوائلي في رائعته:
يا أبا الطف وازدهى بالضحايا***من أديم الطفوف روض خيل
نخبة من صحابة وشقيق***ورضيع مطوق وشبول
والشباب الفينان جف ففاضت***طلعة حلوة ووجه جميل
وتوغلت تستبين الضحايا***وزواكي الدماء منها تسيل
ومشت في شفاهك الغر نجوى***نم عنها التحميد والتهليل
لك عتبى يا رب إن كان يرضيك***فهذا إلى رضاك قليلِ |
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الإثنين يوليو 02, 2012 3:40 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه •• الهجوم عليه
المحتوى مخفي عن الزوار
وهجمت على ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلك العصابة المجرمة التي تحمل رجس الأرض وخبث اللئام فحملوا عليه - يالله - من كل جانب وهم يوسعونه ضرباً بالسيوف وطعناً بالرماح فضربه زرعة بن شريك التميمي على كفه اليسرى، وضربه وغد آخر على عاتقه، وكان من أحقد أعدائه عليه الخبيث سنان بن أنس، فقد أخذ يضربه تارة بالسيف وأخرى يطعنه بالرمح، وكان يفخر بذلك، وقد حكى للحجاج ما صنعه به باعتزاز قائلاً:
(دعمته بالرمح، وهبرته بالسيف هبراً)(16).
فالتاع الحجاج على قسوته وصاح به: أما انكما لن تجتمعا في دار(17).
وأحاط به أعداء الله من كل جانب، وسيوفهم تقطر من دمه الزكي يقول بعض المؤرخين إنه لم يضرب أحد في الإسلام كما ضرب الحسين فقد وجد به مائة وعشرون جراحة ما بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية سهم(18).
ومكث الإمام مدة من الوقت على وجه الأرض، وقد هابه الجميع ونكصوا من الأجهاز عليه يقول السيد حيدر:
فما اجلت الحرب عن مثله***صريعاً يجبن شجعانها
وكانت هيبته تأخذ بمجامع القلوب حتى قال بعض أعدائه: (لقد شغلنا جمال وجهه ونور بهجته عن الفكرة في قتله) وما انتهى إليه رجل إلاّ انصرف كراهية أن يتولى قتله(19).
•• خروج العقيلة
وخرجت حفيدة الرسول (صلى الله عليه وآله) زينب من خبائها وهي فزعة تندب شقيقها وبقية أهلها وتقول بذوب روحها:
(ليت السماء وقعت على الأرض).
وأقبل ابن سعد فصاحت به: يا عمر أرضيت أن يُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ فأشاح الخبيث بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته المشومة(20) ولم تعد العقيلة تقوى على النظر إلى أخيها وهو بتلك الحالة التي تميد بالصبر، فانصرفت إلى خبائها لترعى المذاعير من النساء والأطفال.
•• الفاجعة الكبرى
ومكث الإمام طويلاً من النهار، وقد اجهدته الجروح وأعياه نزيف الدماء، فصاح بالقتلة المجرمين:
(أعلى قتلي تجتمعون؟ أما والله لا تقتلون بعدي عبداً من عباد الله وأيم الله إني لأرجو ان يكرمني الله بهوانكم، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون..).
وكان الشقي الأثيم سنان بن أنس قد شهر سيفه فلم يدع أحداً يدنو من الإمام مخافة أن يغلبه على أخذ رأسه فيخسر الجائزة من سيده ابن مرجانة، والتفت الخبيث عمر بن سعد إلى شبث بن ربعي فقال له:
(أزل فجئني برأسه).
فانكر عليه شبث وقال له:
(أنا بايعته ثم غدرت به، ثم أنزل فاحتز رأسه لا والله لا أفعل ذلك..).
والتاع ابن سعد فراح يهدده:
(إذاً اكتب إلى ابن زياد).
(اكتب له)(21).
وصاح شمر بالأوغاد المجرمين من أصحابه: ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم فاندفع خولي بن يزيد إلى الاجهاز عليه إلا انه ضعف وأرعد فقد اخذته هيبة الإمام فأنكر عليه الرجس سنان بن أنس وصاح به: فتَّ الله في عضدك وأبان يدك، واشتد كالكلب على الإمام فاحتز رأسه الشريف فيما يقول بعض المؤرخين(22)، وسنذكر الأقوال في ذلك.
واحتز رأس الإمام (عليه السلام) وكانت على شفتيه ابتسامة الرضا والاطمئنان والنصر الذي احرزه إلى الأبد.
لقد قدم الإمام روحه ثمناً للقرآن الكريم، وثمناً لكل ما تسمو به الإنسانية من شرف وعز وإباء.. وقد كان الثمن الذي بذله غالياً وعظيماً فقد قتل مظلوماً مهضوماً غريباً بعد أن رزئ بابنائه وأهل بيته وأصحابه وذبح وهو عطشاناً أمام عائلته، فأي ثمن أغلى من هذا الثمن الذي قدمه الإمام قرباناً خالصاً لوجه الله؟
لقد تاجر الإمام مع الله بما قدمه من عظيم التضحية والفداء، فكانت تجارته هي التجارة الرابحة قال الله تعالى:
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)(23).
والشيء المحقق ان الإمام قد ربح بتجارته وفاز بالفخر الذي لم يفز به أحد غيره، فليس في أسرة شهداء الحق من نال الشرف والمجد والخلود مثل ما ناله الإمام فها هي الدنيا تعج بذكراه، وها هو حرمه المقدس أصبح اعز حرم وامنعه في الأرض.
لقد رفع الإمام العظيم راية الإسلام عالية خفاقة وهي ملطخة بدمه ودماء الشهداء من أهل بيته وأصحابه: وهي تضيء في رحاب هذا الكون وتفتح الآفاق الكريمة لشعوب العالم وأمم الأرض لحريتهم وكرامتهم.
لقد استشهد الإمام من أجل أن يقيم في ربوع هذا الكون دولة الحق، وينقذ المجتمع من حكم الأمويين الذين كفروا بحقوق الإنسان، وحولوا البلاد إلى مزرعة لهم يصيبون منها حيث ما شاءوا.
•• القاتل الأثيم
واختلف المؤرخون في المجرم الأثيم الذي اجهز على ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذه بعض الأقوال:
1 - سنان بن أنس
وذهب الكثيرون من المؤرخين إلى أن الشقي الأثيم سنان بن أنس هو الذي احتز رأس الإمام (عليه السلام)(24) وفيه يقول الشاعر:
وأي رزية عدلت حسيناً***غداة تبيره كفا سنان(25)
2 - شمر بن ذي الجوشن
وصرحت بعض المصادر أن الأبرص شمر بن ذي الجوشن هو الذي قتل الإمام(26) فقد كان هذا الخبيث من أحقد الناس على الإمام يقول المستشرق رينهارت دوزي: ولم يتردد الشمر لحظة بقتل حفيد الرسول (صلى الله عليه وآله) حين احجم غيره عن هذا الجرم الشنيع وان كانوا مثله في الكفر(27).
3 - عمر بن سعد
وذكر المقريزي وغيره ان عمر بن سعد هو الذي قتل الإمام بعد أن احجم غيره من السفكة المجرمين
|
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الإثنين يوليو 02, 2012 8:37 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى أزواجه وأهله وآله وأصحابه
زياراته المحتوى مخفي عن الزوار
زيارة وارث
السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوحٍ نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله السلام عليك يا وارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح السلام عليك يا وارث محمدٍ حبيب الله السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين عليه السلام، السلام عليك يا بن محمدٍ المصطفى السلام عليك يا بن عليٍ المرتضى السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء السلام عليك يا بن خديجة الكبرى السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمةً قتلتك ولعن الله أمةً ظلمتك ولعن الله أمةً سمعت بذلك فرضيت به يا مولاي يا أبا عبد الله أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المؤمنين وأشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى والحجة على أهل الدنيا وأشهد الله وملائكته وأنبيائه ورسله أني بكم مؤمنٌ وبإيابكم موقنٌ بشرايع ديني وخواتيم عملي وقلبي لقلبكم سلمٌ وأمري لأمركم متبعٌ صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى أجسامكم وعلى شاهدكم وعلى غائبكم وعلى ظاهركم وعلى باطنكم بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض فلعن الله أمةً أسرجت والجمت وتهيّأت لقتالك يا مولاي يا أبا عبد الله قصدت حرمك وأتيت إلى مشهدك أسأل الله بالشأن الذي لك عنده وبالمحل الذي لك لديه أن يصلي على محمدٍ وآل محمدٍ وان يجعلني معكم في الدنيا والآخرة.
ثم فصل ركعتين اقرأ فيها ما أحببت فإذا فرغت من صلاتك فقل: اللهم إني صليت وركعت وسجدت لك وحدك لا شريك لك لأن الصلاة والركوع والسجود لا يكون إلا لك لأنك أنت الله لا إله إلا أنت اللهم صل على محمدٍ وآل محمدٍ وابلغهم عني أفضل السلام والتحية واردد عليّ منهم السلام اللهم وهاتان الركعتان هديةٌ مني إلى مولاي الحسين بن علي عليهما السلام اللهم صل على محمدٍ وعليه وتقبّل مني وأجرني على ذلك بأفضل أملي ورجائي فيك وفي وليك يا ولي المؤمنين.
والله تعالى اعلم
|
| |
|
| |
الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه الإثنين أبريل 08, 2013 7:16 pm | |
| | |
|
| |
| على أعتاب الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه | |
|