الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: محبة أولياء الله والنفع بصحبتهم وزيارة قبورهم الجمعة أغسطس 17, 2012 1:36 pm | |
| محبة أولياء الله تعالى والنفع بصحبتهم و زيارة قبورهم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وأزواجه وذريته وأصحابه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال سيدى الأستاذ الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم بن الشيخ أحمد الطيب البشير (رضى الله عنهم) فى كتابه أزاهير الرياض الذى هو فى الأصل فى مناقب القطب سيدى الشيخ أحمد الطيب البشير_فى فصل فى محبة أولياء الله تعالى والنفع بصحبتهم وزيارة قبورهم: ذكر النجم فى كتابه "حسن التنبيه فى التشبيه" أن الصالحين ينبغى للعبد محبتهم و صحبتهم, و زيارتهم و التبرك بهم, و قد قال شاه الكرمانى رضى الله عنه: ما تعبد متعبد بأكثر من التحبب إلى أولياء الله تعالى, فإذا أحب أولياء الله تعالى فقد أحب الله, و إذا أحب الله تعالى فقد أحبه الله تعالى. وقال أبو عثمان الخيرى: من صحب أولياء الله تعالى وفق للوصول إلى طريق الله تعالى. و قال يحى بن معاذ رضى الله عنه: من صحب الأولياء بصدق ألهاه ذلك عن أهله وماله وجميع الأشغال, فإذا صح ذلك معهم ترقى إلى مقام الإشتغال بالله, فاشتغل به عما سواه, و إن لم يصح له هذا المقام مع الأولياء, لا يشم رائحة الإشتغال بالله أبدا. وذكر سيدى محمد بن عراقى رضى الله عنه فى كتابه المسمى "بالسفينة العراقية المشحونة بنفائس الآى القرآنية الجارية بالأنفاس النبوية" عن الفقيه الأجل محمد بن الحسين البجلى: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام, قال: فقلت يا سيدى يا رسول الله: أى الأعمال أفضل؟ فقال: وقوفك بين يدى ولى من أولياء الله تعالى كحلب شاة أو شى بيضة خير لك من أن تعبد الله حتى تتقطع إربا إربا. فقلت يا سيدى: حيا كان أو ميتا؟ فقال: حيا كان أو ميتا, لعمرى ما المذهب إلا مذهب الصوفية, وما الناس إلا هم. ما القوم سوى قوم عرفوك وغيرهمو همج همج
ولله در سيدى ذى النون المصرى حيث قال : ولا عيش إلا مع رجال قلوبهم تحن إلى التقوى وترتاح للذكر
سكون إلى روح اليقين و طيبه كما سكن الطفل الرضيع إلى الحجر
وقال سيدى أبو مدين رضى الله عنه:
ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا هم السلاطين و السادات والأمرا فاصحبهم و تأدب فى مجالسهم وخل حظك مهما قدموك ورا
واستغنم الوقت و احضر دائما معهم وأعلم بأن الرضا يخص من حضرا
إلى أن قال: قوم كرام السجايا حيثما جلسوا يبقى المكان على آثارهم عطرا
يهدى التصوف من أخلاقهم طرفا حسن التآلف منهم راقنى نظرا
هم أهل ودى وأحبابي الذين همو ممن يجر ذيول العز مفتخرا
وقال غيره: ولولاهم ما كان روح إلى العلا يروح و يغدو فى زهور حدائق
ويأخذ من علم الغيوب جواهرا فيا له من سر وحسن حقائق
تمسك بهم ما دمت حيا و إن تمت فأوص بهم من فى الهدى خير صادق
وذكر الشيخ الأكبر محى الدين بن عربى رضى الله عنه: أن سبب فتحه ومنة الله تعالى عليه, كانت بمحاباته عن فقراء الصوفية, و مدافعته عنهم, وانتصاره لهم, كما قال فى كتابه "روح القدس": لم أزل أبدا الحمد لله أجاهد الفقهاء فى حق الفقراء السادة حق الجهاد, وأذب عنهم وأحمى. وبهذا فتح لى. ومن تعرض لذمهم والأخذ فيهم على التعيين, وحمل من لم يعاشر على من عاشر , فإنه لا خفاء بجهله و لا يفلح أبدا.
وأما زيارة قبورهم فقد عدها الغزالى فى الإحياء فى المندوبات, وأجاز الرحلة لها فى آداب السفر, واعتمده صاحب المدخل وغيره, وهو مذهب الجمهور, وقول ابن العزى: لا يزار قبر ينتفع به إلا قبره صلى الله عليه سلم ضعيف. وكذا قول غيره: قصد الانتفاع بالميت بدعة. و فى سينية ابن باديس: ولا تستمعن من قاصر النفع فيهم على من يكن حيا فذاك من الطلس
فإن شهود النفع ينفى مقاله ولا سيما والقوم نصوا على العكس
على أن زيارتهم أحياء وأمواتا من معنى زيارته صلى الله عليه وسلم, كما أشار له الشيخ أبو المحاسن فى جواب له حيث قال: إذ كل خير وبركة قلت أو جلت منه وصلت, و بطلعته ظهرت و حصلت و هم صور تفاصيله صلى الله عليه وسلم,ومظاهر تعيناته, وهو الجامع لما افترق منها فيهم, وكل سابح فى نوره, ومستمد من بحوره, ولا مذكور فى الحقيقة سواه, ا.هـ. قال العلامة ابن زكريا فى شرح "النصيحة": وباستحضار كون زيارتهم مواصلة للنبى صلى الله عليه سلم حقيقة تكمل أحوال الزائرين,و تحصل آمال الطالبين, فلازم زيارتهم ذكرهم ومحبتهم, يفتح لك الباب ويرفع عن قلبك الحجاب. فإن من شيمهم الفاضلة, وأخلاقهم الكريمة أن يقبلوا من قصدهم, ولا يخيبوا من التجأ إليهم وأحبهم ا.هـ. وقال الشيخ زروق فى شرح "المباحث": وقد ظهرت بركاتها على خلق كثير فى أمور شتى, لو اشتغلنا بها لاستدعت أسفارا عديدة, ووقع لنا منها عزيز. وقد نظم فيها الشيخ أبو إسحاق التازى نزيل وهران, أحد المشاهير المسلم لهم العلم والعمل فى وقته قصيدة قال فيها: زيارة أرباب التقى مرهم يبرى ومفتاح أبواب الهداية والخير وتحدث فى القلب الخلى إرادة وتشرح صدرا ضاق من سعة الوزر وتنصر مظلوما وترفع خاملا وتكسب معدوما وتجبر ذا كسر وتبسط مقبوضا و تضحك باكيا وترفد بالبذال الجزيل وبالأجر عليك بها فالقوم باحوا بسرها وأوصوا بها يا صاح فى السر والجهر فكم خلصت من لجة الإثم فاتكا فألقته فى بحر الإنابة والبر وكم من بعيد قربته بجذبة ففاجأه الفتح المبين من البر وكم من مريد أظفرته بمرشد خبير بصير بالبلاء وما يبرى فألقت عليه حلة يمنية مطرزة بالفتح واليمن والنصر فزر وتأدب بعد تصحيح نية تأدب مملوك مع المالك الحر ولا فرق فى أحكامها بين سالك مرب ومجذوب وحى وذى قبر وذى الزهد والعباد فالكل منعم عليهم ولكن ليست الشمس كالبدر
| |
|