منتديات إسلامنا نور الهدى
أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم   أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 01, 2012 7:59 pm


[center]

أربعون
حديثاً في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم




السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته




الحمد لله الذي جعل حبيبه سيدنا
محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل المخلوقات وجعله بركة عامة تفيض بالخيرات في
الحياة وبعد الممات وخصه سبحانه وتعالى بأعظم الشفاعات محواً للسيئات ورفعاً
للمقامات ، وكرم قبره الشريف فجعل زيارته من أفضل القربات وأعظم ما أجمعت عليه
الأمة من السنن المأثورات إلى الله تعالى وسلم عليه وعلى آله وصحبه أكمل الصلوات
وأتم التسليمات ما زار قبره الأبرار وفاضت عليهم الأنوار ونالوا جواره في دار
القرار .




أما
بعد : فهذا مختصر في زيارة خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وزيارة
مسجده الشريف ومدينته المنورة وما فيها من أثره وقبور أصحابه ومشاهد وذلك على
الوجه الذي بينه أئمة الإسلام هادين الأمة بهدي سنته مقتفين بها أثر صحابته صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .




تذكر
الآخرة بزيارته صلى الله عليه وسلم :




قال
الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
55 الذاريات ، وقد ذكر النبي صلى الله
عليه وسلم أمته ودلها على ما يذكرها ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "
زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " - رواه مسلم في صحيحه في الجنائز برقم
976 .




وقبره
صلى الله عليه وسلم منها بل هو أحقها بالزيارة لأن تذكيره بالآخرة أعظم ولأن في
زيارته من الخيرات العظيمة ما ليس في غيرها .




من
فوائد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم :




1 -
وقد روى الإمام أحمد بن حنبل حين سئل عن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى
الله عليه وسلم قال : " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد
عليه السلام " - رواه الإمام أحمد في المسند برقم 10815 وليس فيه ( عند قبري
) لكن قال ابن مفلح في كتابه : المبدع شرح المقنع : (قال أحمد في رواية عبد الله
عن يزيد بن قسيط عن أبي هريرة مرفوعاً " ... عند قبري " فهذه الزيادة
مقتضاها التخصيص ) وجاء في استحباب زيارة خير البرية 358 أنه (ليس في لفظ الحديث
المعروف في السنن والمسند " عند قبري " لكن عرفوا أن هذا هو المراد )
وفيه أيضاً ( كما فهمه عامة العلماء ) وفيه أيضاً أن اللفظ المعروف ( رواه أبو
داوود بإسناد جيد ) وقال النووي في المجموع رواه أبو داوود بإسناد صحيح 8/ 253




يعني
أنه صلى الله عليه وسلم يدعو لمن يسلم عليه في زيارته بالسلامة من كل ضرر في
الدنيا والآخرة




2 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من زار قبري وجبت له شفاعتي - " من زار قبري وجبت له شفاعتي " رواه الدار
قطني في سننه 2/278 وعنه عبد الحق
الإشبيلي في الأحكام الصغرى وقد اشترط الصحة في كتابه هذا ، قال السبكي في شفاء السقام ص 11 صحيح أو حسن




3 -
وقال صلى الله عليه وسلم : " من جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان
حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة " - حديث " من جاءني زائراً ...
" أخرجه الطبري في معجمه الكبير 12/225 وقال السبكي في شفاء السقام ص 17 (
أورده ابن السكن في كتابه السنن الصحاح ) وكذا قال ابن حجر في تلخيص الحبير 2/267
وذكره السيوطي في الجامع الصغير ورمز لحسنه وذلك من رواية أنس . وقوله صلى الله
عليه وسلم من جاءني زائراً يشمل من زاره في حياته أو في مماته لأن زائر قبره صلى
الله عليه وسلم لا يريد المكان إنما يريد صاحبه وكزائر كل قبر وأحاديث شفاعته صلى
الله عليه وسلم لزائر قبره تعددت وصححها أو حسنها الأئمة الذين سبق ذكرهم بالنظر
إلى الإسناد الواحد الذي ذكره منها لكن نقل السخاوي في المقاصد الحسنة ص 410 أنه (
قال الذهبي طرقه كلها لينة لكن يتقوى بعضها ببعض لأنه ما في رواتها متهم بالكذب
وقال السيوطي في مناهل الصفا تخريج أحاديث الشفا ص 208 وله طرق وشواهد حسنه الذهبي
لأجلها ) .




فهؤلاء
ستة من أئمة الحديث صححوا الحديث أو حسنوه وبينوا أدلتهم على ذلك وتابعهم محدثون
كثيرون بعدهم وفي ذلك الكفاية لمن يبحث عن الحق .




وعلى
كل حال فإن زيارته صلى الله عليه وسلم ثابتة المشروعية ضمن العموم في الحديث
" زورا القبور فإنها تذكركم الموت " رواه مسلم برقم 976 وأحاديث الشفاعة
لزائره صلى الله عليه وسلم بينت فضيلة الزيارة فحتى لو كانت ضعيفة فالحديث الضعيف
يعمل به في فضائل الأعمال عند الأكثرية العظمى من المحدثين




وشفاعته
صلى الله عليه وسلم من أعظم الفوائد التي يفوز بها المؤمن .




4 -
وزيارته صلى الله عليه وسلم محبة له كما قال سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنه فيما
روى عبيد الله بن عبد الله قال : " رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فخرج مروان بن الحكم فقال : تصلي عند قبره ؟ قال : إني أحبه رواه
ابن حبان في صحيحه ترتيب ابن بلبان برقم 5694 رجاله رجال الصحيحين وفيه محمد بن
إسحاق صرح بالتحديث كما يظهر وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 8 / 64 وقال : رجاله
ثقات ولفظه " رأيت أسامة بن زيد عند حجرة عائشة يدعو ) .




وقوله
" يصلي عند القبر " معناه " يدعو " كما جاء في رواية أخرى ،
ومن أحب النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم القيامة معه .




5 -
قال صلى الله عليه وسلم : " المرء مع من أحب - رواه البخاري برقم 5846 ومسلم
برقم 2634




6 -
وزيارته صلى الله عليه وسلم توقير له
وتعزير أي تأييد وتعظيم - في كتاب الفتاوى 27 / 242




وجزاء
من فعل ذلك هو الفلاح أي الفوز والنجاح
قال الله تعالى : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل
معه أؤلئك هم المفلحون ) 157 الأعراف .




وفوائد
زيارته صلى الله عليه وسلم كثيرة عظيمة ولذلك كان سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما يكثر منها ويهتم بها كما بين ذلك تلميذه نافع فقد ثبت أنه " سأل رجل
نافعاً فقال :




7 -
هل كان ابن عمر يسلم على القبر فقال : نعم ، رأيته مائة أو أكثر من مائة مرة يأتي
القبر فيقوم عنده فيقول : السلام على النبي السلام على أبي بكر السلام على أبي
" - في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم 2 / 668 قال ( روى ابن بطة بإسناد صحيح
... سأل رجل نافعاً ... ) وإسناده صحيح وروى الإمام مالك في الموطأ ( عن عبدالله
بن دينار قال رأيت عبدالله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي على
النبي وعلى أبي بكر وعمر ) - موطأ الإمام مالك ص 115 برقم 397 والصلاة معناها
الدعاء




وإذا
كان الزائر من أهل المدينة المنورة - إنما سميت " منورة " لأن الله
تعالى وصف حبيبه صلى الله عليه وسلم في القرآن بأنه أرسله ( شاهداً ومبشراً
ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ) فكل بلد دخله أو دخلته شريعته
فهو " مُنار " واختصت المدينة بسكناه فيها حياً وميتاً فزاد حظها من
نوره فقيل لها " مُنوَّرة " زيادة على غيرها .




فهنيئاً
له مجاورة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وهنيئاً له حظه من زيارته صلى الله
عليه وسلم ، وهنيئاً له حظه من الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم ، وإذا لم يكن
من أهلها استحب له أن يسافر إليها لاسيما إذا كان حاجاً ، قال الإمام النووي رحمه الله :




"
واعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي
فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة استحب لهم استحباباً متأكداً أن يتوجهوا إلى
المدينة المنورة لزيارته صلى الله عليه وسلم "- فيغتنم فرصته قرب المسافة إذا
كان بلده بعيداً ويغتنم أيضاً حال صفاء السريرة بعد الحج وفراغ الوقت فربما لا
تتيسر له بعد ذلك




وزيارته
صلى الله عليه وسلم مستحبة في كل حين لا بعد الحج خصوصاً لكنها تتأكد بعده كما
ذكره الإمام النووي هنا عملاً بما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :




8 -
" من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي " - أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 12 / 310 برقم 13497
وأخرجه الدار قطني في سننه 2
/ 278 وغيرهما ، وفيه
حفص بن سليمان القاري قال الهيثمي في مجمع الزائد 4 / 2 : " وثقه الإمام أحمد وضعفه جماعة من الأئمة " وهو
من القراء السبعة الذين اعتمدت عليه الأمة في رواية القرآن لكنه لم يكن من أهل الحديث فكثر غلطه مع أخذ الأئمة
بقراءته ، وفيه أيضاً ليث بن أبي
سليم قال في تقريب التهذيب : " صدوق لكن اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك " ، لكن ذكره الإمام مسلم في مقدمة
صحيحه بأنه يصلح للمتابعة ، وعلى كل حال
فالعمل بالضيف في فضائل الأعمال ثابت عند الأكثرية العظمى من المحدثين وهو من باب الاحتياط إن كان ثابتاً أخذنا به وإلا فإن الجمع في سفر واحد بين الحج والزيارة مشروع أصلاً




وذلك
لأن المرء يكون بعد الحج صافي القلب مقبلاً على الله تعالى أكثر من الأوقات الأخرى
فيغتنم هذه الحالة ، ويغتنم قربه من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو في
مكة - إذا كان منزله أبعد من مكة والمدينة زادهما الله شرفاً فربما لا تتيسر له
بعد ذلك ، وإذا كانت المدينة المنورة في طريقه إلى مكة استحب له أن يزور النبي صلى
الله عليه وسلم ولو قبل أن يحج إذا كان الوقت يتسع لذلك قال الإمام النووي "
يستحب للزائر أن ينوي مع زيارته صلى الله عليه وسلم التقرب إلى الله تعالى بالمسافرة
إلى مسجده صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه " ، إذ إن السفر وسيلة إلى هذه العبادة وتلك ،
ووسيلة العبادة لها حكم العبادة أي هي مستحبة مثلها هنا وجمع النيتين مستحب فيكون
له أجر مضاعف - الإيضاح في مناسك الحج والعمرة للإمام النووي 447 وانظر الفتاوى 2
/ 242 .




9 –
وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " صلاة في مسجدي هذا خير من ألف
صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام (-رواه البخاري برقم 1133 ومسلم برقم
1394




ولأنه
صلى الله عليه وسلم نبه على فضيلة السفر إلى مسجده والمسجد الحرام والمسجد الأقصى
فقال




10-
: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا
)- هذا الحديث قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن النهي الذي يدل عليه نهي إرشاد
لا نهي تحريم ، فقد روى أبوداود برقم 3305 بإسناد صحيح كما قال النووي في المجموعة
8/473 ( أن رجلاً قام يوم الفتح فقال يا رسول الله : إني نذرت إن فتح الله عليك
مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين قال : " صل ههنا" فأعاد عليه فقال :
" صل ههنا " ثم أعاد عليه فقال : (( شأنك إذن ))وإذا أذن صلى الله عليه
وسلم بالسفر من مسجد إلى آخر فالإذن بالسفر إلى مسجد يستوي أجره مع المسجد الأول
أولى كما لو سافر من مسجد في اليمن إلى مسجد في عمان . هذا إذا كان القصد بالسفر
إلى مسجد أو مكان للعبادة فيه ، أما إذا كان السفر ليس للمكان وإنما لمن فيه
كالسفر إلى بلد لزيارة أرحامه فيه أو لعالم يستفيد منه فهذا لا يدخل أصلاً في حديث
النهي عن شد الرحال لأن الأشخاص ليسوا من جملة الأماكن لو افترضنا أن النهي عن
أماكن العبادة غير المساجد الثلاثة ، والقبور تزار لأجل أصحابها لا للأماكن




وحتى
لو افترضنا أن المراد بالنهي تحريم السفر إلى كل أماكن العبادة وأن منها القبور
فإن حديث " زوروا القبور" يستثنيها من النهي لأنه يدل عليها دلالة خاصة
أما لفظ أماكن العبادة فدلالته عليها عامة ، والخاص يقدم على العام عند التعارض ،
والله الموفق له الحمد أولاً وآخراً - البخاري برقم 1139 مسلم برقم 1397




من
آداب زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة مدينته ومسجده




قال
الإمام النووي رحمه الله : ( يستحب إذا توجه لزيارته صلى الله عليه وسلم أن يكثر
من الصلاة والتسليم عليه في طريقه ، فإذا وقع بصره على أشجار المدينة وحرمها وما يعرف
بها زاد من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم ويسأل الله تعالى أن ينفعه
بزيارته صلى الله عليه وسلم ويتقبلها منه ، [و] - زيادة أضفتها لترابط الكلام - يستحب أن يغتسل قبل دخوله ويلبس أنظف ثيابه ل[و] (17) يستحضر في
قلبه حينئذ شرف المدينة وأنها أفضل الدنيا بعد مكة عند بعضهم وعند بعضهم أفضلها
على الإطلاق ، وأن الذي شرفت به صلى الله عليه وسلم خير الخلائق أجمعين وليكن من
أول قدومه إلى أن يرجع مستشعراً لتعظيمه ممتلئ القلب من هيبته كأنه يراه صلى الله
عليه وسلم - لإيضاح في مناسك الحج والعمرة للإمام النووي - مع الإفصاح على مسائل
الإيضاح ص 446




وذلك
لقول الله تعالى : (( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل مع
أولئك هم المفلحون )) 157 الأعراف . قال الطبري وابن كثير : عزروه : وقروه وعظموه




وعلى
الزائر أن كرم أهل مدينته صلى الله عليه وسلم ، ويتجنب إيذاءهم ولو بالنية ، ويصبر
إذا نالته فيها مشقة وشدة




11-
قال صلى الله عليه وسلم : (( المدينة مهاجري ومضجعي وفيها بيتي وحق على أمتي حفظ
جيراني )) رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه : أخبرنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن
يحيى أبو غسان عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، نقله عن التاريخ كتاب
الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص 246 وهذا السند رجاله ثقات مترجمون في تقريب
التهذيب




12-
وقال صلى الله عليه وسلم : (من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح
في الماء )- رواه الإمام مسلم في صحيحه برقم 1387




13-
وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا صبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا
كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيداً )- رواه الإمام مسلم في صحيحه برقم 1378








أدب
دخول مسجده صلى الله عليه وسلم




وإذا
دخل مسجده صلى الله عليه وسلم قال ما يقوله عند دخول المساجد إتباعاً لسنته صلى
الله عليه وسلم :




14 –
( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال : أعوذ بالله العظيم وبوجهه
الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) (-رواه أبو داود برقم 467 رجاله ثقات
مترجمون في التقريب لكن قال عن أحدهم (( إسماعيل بن بشر : صدوق تكلم فيه للقدر ))
وذلك لا يضعفه




15-
( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال : رب اغفر
لي وافتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال : رب اغفر لي ذنوبي
وافتح لي أبواب فضلك ) - رواه أبو داود برقم 314 عن السيد فاطمة بنت النبي صلى
الله عليه وسلم وقال حديث حسن وذكر فيه انقطاعاً فكأنه قد حسنه للشواهد




ويحافظ
الزائر على التأدب في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يرفع صوته ولا يجادل
أحداً وقد رأى سيدنا عمر رضي الله عنه رجلين من أهل الطائف يرفعان أصواتهما في
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم




16-
قال : ( لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ) - صحيح البخاري برقم 485




سنة
تحية المسجد في الروضة الشريفة




قال
الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه : ( ثم ائت الروضة وهي بين القبر والمنبر فصل
ركعتين وادع بما شئت ) استحباب زيارة خير البرية 405 , وذلك لاتباع سنته صلى الله
عليه وسلم




17-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن
يجلس ) - رواه البخاري في صحيحه برقم 1110 ومسلم برقم 714




18-
و ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ) - رواه البخاري في
صحيحه برقم 4156 في حديث توبة كعب بن مالك وهو عند مسلم برقم 2769




19-
و( عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
ومنبري على حوضي ) - صحيح البخاري 1137- صحيح مسلم 1390




وسئل
الإمام مالك رضي الله عنه عن الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أي المواضع
أحب إليك ؟ قال : أما النافلة فمصلى النبي صلى الله عليه وسلم -) البيان والتحصيل
شرح العتبية 17/133




وهو
المحراب الذي بقرب منبر المسجد النبوي في صدر الروضة الشريفة – إذا أمكنه ذلك
والقصد من ذلك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الحرص على الصلاة في
موضع صلاته صلى الله عليه وسلم




20-
فقد جاء عن الصحابي عتبان بن مالك وهو من أهل بدر أنه قال للنبي صلى الله عليه
وسلم : وددت يارسول الله أنك تأتي فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى ، قال : (( سأفعل إن
شاء الله )) قال عتبان : فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع
النهار فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال
لي : " أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ فأشرت إلى ناحية من البيت فقام النبي صلى
الله عليه وسلم فكبر فصففنا فصلى ركعتين " - رواه البخاري برقم 415 ومسلم
برقم 54 واللفظ للبخاري




أدب
الوقوف في الواجهة الشريفة للحبيب صلى الله عليه وسلم




(
قال الإمام مالك في رواية ابن وهب : إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم يقف
ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة ويدنو ويسلم ولا يمس القبر بيده ) الشفا للقاضي
عياض 2/58 وإذا ثبتت مشروعية التوجه إلى القبر عند السلام ثبتت في كل دعاء لأن
السلام دعاء كما في كتاب استحباب زيارة خير البرية 407




وفي
رواية ثانية أنه سئل عن ذلك ( قيل : كيف يسلم على القبر ؟ قال تأتيه من قِبل
القبلة حتى إذا دنوت منه سلمت وصليت عليه ودعوت لنفسك ثم انصرفت ) - البيان
والتحصيل 18/601




أدب
السلام على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء عنده




قال
الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه : ( ثم ائت قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقل :
السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا محمد بن عبد الله ،
أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أنك رسول الله ، وأشهد أنك بلغت رسالة ربك ونصحت
لأمتك وجاهدت في الله بالحكمة والموعظة الحسنة وعبدت ربك حتى أتاك اليقين ، فجزاك
الله أفضل ما جزى نبياً عن أمته ، ورفع درجتك العليا وتقبل شفاعتك الكبرى وأعطاك
سؤلك في الآخرة والأولى كما تقبل من إبراهيم ، اللهم احشرنا في زمرته وتوفنا على
سنته وأوردنا حوضه واسقنا بكأسه مشرباً روياً لا نظمأ بعدها أبداً ) - هذا مروي عن الإمام أحمد في منسكه الذي رواه المروذي
وعنه نقله في كتاب استحباب
زيارة خير البرية ص 405 ، ولا يجب التقيد بهذه الألفاظ بل كل لفظ يشتمل على الصلاة والسلام والشهادة له صلى الله
عليه وسلم والدعاء له والدعاء
لعموم المسلمين وللزائر نفسه كما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مايقال عند زيارة القبور ، ففي صحيح مسلم برقم
974 أنه كان يقول في زيارة البقيع
: ( السلام ليكم دار قوم مؤمنين .. اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) وفيه السلام على أهل القبور والدعاء لهم ، وفي
رواية فيه (( ويرحم الله المستقدمين
منا والمستأخرين )) وهو دعاء لكل أموات المسلمين وأحيائهم ، وفي رواية برقم 975 (( يغفر الله لنا ولكم )) وفيه
دعاء الزائر لنفسه ولأهل القبور




قال
الإمام النووي رحمه الله : ( ثم إن كان أوصاه أحد بالسلام على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فليقل : السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان ، أو فلان بن فلان
يسلم عليك يا رسول الله ... ثم يتأخر إلى صوب يمينه قدر ذراع فيسلم على أبي بكر
الصديق رضي الله عنه .. فيقول : السلام عليك يا أبا بكر صفي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وثانيه في الغار جزاك الله عن أمة نبيه صلى الله عليه وسلم خيرا ، ثم
يتأخر إلى صوب يمينه قدر ذراع للسلام على عمر رضي الله عنه فيقول : السلام عليك يا
عمر [ يا من ] أعز الله بك الإسلام جزاك الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم
خيراً




ثم
يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل به في حق
نفسه ويتشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ) - كتاب الإيضاح في مناسك الحج والعمرة
بحاشية الإفصاح ط مكة المكرمة ودار البشائر في بيروت ص 453-454




وقال
الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه : ( وسل الله حاجتك متوسلاً إليه بنبيه صلى الله
عليه وسلم تقض من الله عز وجل ) استحباب زيارة خير البرية ص 536 وقد ذكر الإمام أحمد هذا الدعاء بعد وداع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا فرق إذا كان مشروعاً
بين أن يقوله في هذا المكان وغيره




ماذا يقول في التوسل ؟



جاء
عن النبي صلى الله عليه وسلم تعليم التوسل بأن يقول الذي يدعو : : اللهم إني أسالك
بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أن تقضي حاجتي ، وجاء عن بعض الصحابة أو بعض
التابعين أنه طلب الدعاء من صاحب القبر صلى الله عليه وسلم وأخبر سيدنا عمر رضي
الله عنه فلم يعترض عليه فيكون ذلك من سنة الخلفاء الراشدين -
قد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم
باتباعهم في قوله : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) فلا يمكن أن تكون
سنتهم بدعة أبداً ، فهم أعلم
وإخلاصهم أعظم ، وإذا أمكن أن يقع في اجتهادهم خطأ فهو عندهم أقل من سواهم وأندر ، والمخطئ في اجتهاده مأجور فليس
مبتدع لأن الله لا يأجر على بدعة




21-
عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله
أن يعافيني فقال صلى الله عليه وسلم : (( إن شئت أخرت ذلك وهو خير وإن شئت دعوت ))
قال : فادْعُه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء فيقول :




((
اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهت بك إلى
ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم شفعه فيّ وشفعني فيه )- رواه الحاكم في المستدرك 1/313 وقال صحيح على شرطهما ،
والترمذي برقم 3578 وقال حسن
صحيح غريب ( وقوله في هذه الرواية : "وشفعني فيه " فيه غرابة )




وفي
رواية قال عثمان : فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم
يكن به ضر قط - المستدرك 1/526 وقد قال منكروا التوسل : إن التوسل قسمان مشروع وهو
طلب الدعاء من النبي أو الرجل الصالح في حياته ، وممنوع وهو أن تسأل الله بالرجل
الصالح فتقول : اللهم إني أسألك بفلان أو ارحمني لأجل فلان وزعموا أن هذا الحديث
من القسم الأول لأن الرجل طلب الدعاء ووعده النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء ،
وهذا تأويل بلا دليل لأن الموجود في هذا الحديث ليس لفظ التوسل حتى يدعى أنه قسمان
بل هو السؤال به صلى الله عليه وسلم وهو النوع الثاني نفسه فيكون النبي صلى الله
عليه وسلم دعا له وعلمه ما يدعو به زيادة على ذلك ولأجل اتباع هذه السنة أمر
الإمام أحمد وغيره بالتوسل وانظر تفصيله في رسالتي : التوسل في سنة النبي وأصحابه




22-
( عن مالك الدار وكان خازن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : أصاب الناس قحط في
زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله
استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال
: (( إيت عمر فأقره مني السلام ، وأخبره أنهم مسقون وقل له عليك بالكيس الكيس ))
فأتى الرجل فأخبر عمر فقال : يارب لا آلو إلا ما عجزت عنه ) - رواه ابن أبي شيبة
في المصنف32665 والبيهقي في الدلائل 7/47




يعني لا أقصر عن شيء إلا إذا عجزت عنه ، وهذا
إقرار من سيدنا عمر الخليفة الراشد على طلب الرجل الدعاء من النبي صلى الله عليه
وسلم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، وهذا الرجل إما أن يكون صحابياً أو تابعياً
فهو من القرون الثلاثة الأولى التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير فيقول
زائر قبره صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله اشفع لي أو سل الله أن يشفيني أو سل
الله أن يجعلني معك يوم القيامة وما أشبه ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره
وإذا قال ربنا عن الشهداء : ( بل أحياءٌ ) فالأنبياء أولى وقد




23-
قال صلى الله عليه وسلم : ( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ) - رواه أبو يعلى 3425 وفي مجمع الزوائد 8/211 رجاله ثقات
وفي فتح الباري 3/582 قال عن رواية
ابن أبي شيبة : بإسناد صحيح وقال ابن كثير في البداية والنهاية 4/94 عن رواية البيهقي ( هذا إسناد صحيح ) وقد زعم منكرو التوسل أن الصحابة في الاستسقاء طلبوا الدعاء من العباس
ولم يطلبوه من النبي صلى الله
عليه وسلم بعد وفاته لأنه لايجوز ولو كان جائزاً لما تركوه لأن دعاءه صلى الله عليه وسلم أفضل وهذا كله باطل ، فهذه
الرواية تدل على أن بعضهم طلب منه
الدعاء ، وقد كانوا في حياته صلى الله عليه وسلم يدعو بعضهم لبعض ويطلب بعضهم دعاء بعض مع تمكنهم من أن يطلبوا
الدعاء منه اتفاقاً فإمكان طلب
الدعاء منه لا يمنع طلبه من غيره كما طلبوا الدعاء من العباس وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة أفضل منه . انظر رسالتي
: التوسل في سنة النبي صلى الله
عليه وسلم




24
– وقال ربيعة بن كعب الأسلمي للنبي صلى الله عليه وسلم : ( أسألك مرافقتك في الجنة
) - رواه
مسلم برقم 489 ، ومنكروا
التوسل يزعمون أن من طلب الحاجة المختصة بالله من رسول الله فقد أشرك ولكن هذا الحديث يقر ما قاله هذا الصحابي ، ودخول
الجنة بيد الله ويقولون هو يقصد أن يدعو له
بذلك فنقول وكذلك كل من طلب النبي صلى
الله عليه وسلم حاجة مختصة بالله فهو يقصد أن يدعو له بذلك فيجوز ولو كان شركاً لما صح لافي الحياة ولا في الممات .
وانظر رسالتي التوسل في سنة النبي
صلى الله عليه وسلم




والمعنى
أسألك أن تطلب لي من الله مرافقتك في الجنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك
أن يدخله الجنة ، فلما كان المعنى صحيحاً مفهوماً جاز وإن كان اللفظ طلباً من
النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا قال له
: إن ترك هذا اللفظ أفضل .




هل
يكرر الزيارة كلما دخل المسجد ؟




لقد
أجاب عن هذا السؤال الإمام مالك رضي الله عنه فقال : ( وليس يلزم من دخل المسجد
وخرج منه من أهل المدينة الوقوف بالقبر وإنما ذلك للغرباء ) الشفا للقاضي عياض
88/2




أي
يحق لهم أن يقفوا بالقبر كلما دخلوا المسجد بل يلزمهم ذلك أي يتأكد عليهم .




قال
الباجي – وهو من علماء مذهب مالك الكبار : ( وفرق مالك بين أهل المدينة والغرباء
لأن الغرباء قصدوا لذلك ، وأما أهل المدينة فهم مقيمون بها لم يقصدوها من أجل
القبر والمسجد ) - المنتقى للباجي 296/1 يعني أن أهل المدينة لو أكثروا الزيارة هذا
الإكثار لضيقوا على الغرباء ، وجاء في الحديث :




25-
عن عائشة أنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول
الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع ) رواه مسلم في صحيحه برقم
: 974




هل
يطيل الزائر الوقوف بالقبر الشريف ؟!




وهذا
السؤال أيضاً أجاب عنه الإمام مالك رضي الله عنه فقال : ( لا بأس لمن قدم من سفر
أو خرج إلى سفر أن يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه ويدعو لأبي
بكر وعمر ، فقيل له : فإن ناساً من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه
يفعلون ذلك .. فيسلمون ويدعون ساعة ، فقال : لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه
ببلدنا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ... ويكره إلا لمن جاء من سفر
أو أراده ) - الشفا للقاضي عياض 88/2




وكل
الغرباء قادمون من سفر ويريدون السفر قريباً فتحق لهم الإطالة بناءً على ذلك .
وأهل المدينة يكره لهم الاستمرار على الإطالة لكن حيناً بعد حين حتى لا يضيقوا على
الغرباء .وقد ثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الإطالة والدعاء في زيارة
القبور ورفع الأيدي فيه فقبره صلى الله عليه وسلم أحق بذلك كما أخبرت السيدة عائشة
حين رأته صلى الله عليه وسلم




26-
قالت : ( لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي ... فلم
يلبث إلا ريثما ظن أنه قد رقدت .. وفتح الباب فخرج .. ثم انطلقت على أثره حتى جاء
البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات .. قال فإن جبريل أتاني فقال : إن
ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ، قالت : قلت : كيف أقول لهم يا رسول
الله ؟ قال : قولي : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله
المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ) - رواه مسلم في صحيحه
974




أي
الذين ماتوا والذين لم يموتوا ، وفي رواية بريدة رضي الله عنه : (( أسأل الله لنا
ولكم العافية )) فندعو لأنفسنا ثم لهم كما علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ،
والدعاء لهم هدية فيها إكرام وإن كانوا أغنياء عنا برضا الله عنهم ومع ذلك نترضى
عنهم ، وكذلك السلام عليهم هدية كما قال سلمان رضي الله عنه




27-
( وأي هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة ) - مجمع الزوائد 41/8 عن
الطبراني قال ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن إبراهيم المسعودي وهو ثقة




زيارة
مقبرة البقيع وشهداء أحد رضي الله عنهم :




ولأجل
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في زيارته للبقيع قال النووي رحمه : ( يستحب أن
يخرج كل يوم إلى البقيع خصوصاً يوم الجمعة ... ويزور القبور الظاهرة فيه ) - في
كتابه الإيضاح ص 456- أي يقف عند كل قبر معروف من قبور أهل بيت النبي صلى الله
عليه وسلم أو أصحابه أو التابعين براً بهم وتكريماً لهم بالسلام عليهم وإهداء
الدعاء لهم بالإضافة إلى أن الحضور لزيارتهم فيه إيناس لهم لأنهم يستأنسون بمن يقف
على قبورهم خصوصاً إذا كان يذكر الله تعالى . كما دل حديث عمرو بن العاص رضي الله
عنه إذ قال :




28-
( إذا دفنتموني فشنوا علي التراب شناً ثم
أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم
لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع رسل ربي ) - شنوا التراب شناً صبوه صباً
رفيقاً, الجزور الناقة- رواه الإمام مسلم في صحيحه برقم 121




والزيارة
فيها كذلك تعبير عن المحبة كما تقدم في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه عند زيارته
للنبي صلى الله عليه وسلم ، وحب الصحابة فائدته عظيمة كما تقدم في الحديث : (
المرء مع من أحب )




وقال
الإمام النووي رحمه الله : ( ويستحب أن يزور قبور الشهداء بأحد وأفضله يوم الخميس
وابتداؤه بحمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ) (-الإيضاح للإمام النووي ص 457




وفي
هذه الزيارة فائدتان : إحداهما : العمل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث :((
زوروا القبور فإنها تذكركم الموت ) و ( تذكركم الآخرة ) ، والفائدة الثانية :
اتباع عمل النبي صلى الله عليه وسلم في زيارته لهم فقد جاء عن عقبة بن عامر رضي
الله عنه :




29-
( أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ) -
صحيح البخاري 1279




وفي
رواية أخرى ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين
كالمودع للأحياء والأموات ) صحيح البخاري 3916




وكذلك
يزور شهداء بدر في طريقه من المدينة المنورة إلى مكة أو من مكة إلى المدينة
المنورة – ولا بأس بأن
يسافر لأجلهم خصوصاً كما تقدم من قبل تعليقاً على حديث ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) ، وقد ذكرت هناك أن النهي
ليس للتحريم لأن القبور ليست
مساجد ، ولأن زيارة القبور ليست لذات القبر وإنما زيارة لمن هو فيه كالسفر لزيارة أرحامه وأصحابه والعلماء الأحياء
في بيوتهم فكما أن بيوتهم غير
مقصودة بالزيارة فكذلك زيارة أهل القبور قبورهم غير مقصودة بالزيارة بل المقصود هم ، والذين منعوا السفر إلى القبور
زعموا أن تقدير الحديث هكذا)
: لا تشد الرحال إلى
مكان بقصد العبادة فيه ) ، ثم المكان المقصود للعبادة أعم من المساجد والقبور ، فلو أن النهي للتحريم لم يشملها لأن القبور أخص فيقدم الأمر بزيارتها عند التعارض




وإن
لم تأت رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زارهم لأن قوله صلى الله عليه وسلم
وحده حجة وفعله وحده حجة فإذا اجتمعا تأكد كل منهما بالآخر ، والأمر العام بزيارة
القبور يشمل أهل بدر وكل الصحابة وغيرهم ، وقد أوضح ذلك رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين زار قبر أمه




30-
( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى
وأبكى من حوله وقال : (( استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن لي واسأذنته في أن
ازور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت ) - رواه مسلم في صحيحه برقم 976 ، ولا يدل الحديث على
أنها كافرة ، بل يغفر لها بسبب
آخر غير استغفاره صلى الله عليه وسلم وهو أنها مشمولة بعفو الله تعالى عن أهل الفترة في قوله سبحانه ( وما كنا معذبين
حتى نبعث رسولاً )15 الإسراء
، مثلما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم القيامة : رب شفعني فيمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله
فيشفعه فيقول رب شفعني
((فيمن لا إله إلا الله
)) فقول الله تعالى : ( لا ، هذه شفاعتي ) كما في صحيح البخاري




وشهداء
بدر أفضل من شهداء أحد وأعلى مكانة عند الله تعالى كما في هذا الحديث :




31-
( جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما عدون أهل بدر فيكم ؟ قال : ((
من أفضل المسلمين )) ... قال : وكذلك من شهد بدراً من الملائكة ) - صحيح البخاري برقم
3771




32-
وقال صلى الله عليه وسلم : (( لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم
فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفرت لكم ) صحيح البخاري 3762




ولذلك
فهم أحق بأن نحرص على زيارتهم لأنها محبة لهم وتكريم لهم بالسلام والإيناس .




زيارة
النساء للقبور :




سئل
الإمام أحمد عن المرأة تزور القبر ؟ قال : أرجو ألا يكون به بأس لما روى عبد الله
بن أبي مليكة




33-
( أن عائشة رضي الله عنها أقبلت يوماً من المقابر فقلت : ياأم المؤمنين من أين
أقبلت ؟ قالت : من قبر أخي عبد الرحمن . فقلت لها : أليس قد نهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن زيارة القبور ؟ قالت : نعم قد نهى عنها ثم أمر بها ) - رواه
الحاكم في المستدرك 376/1 وصححه الذهبي ، وكلام أحمد في كتاب الروايتين والوجهين
لأبي يعلى 212/1 والسيدة عائشة رضي الله عنها تبين هنا أن النسخ ثابت في حق الرجال
والنساء لأنها أجابت بذلك من سألها عن زيارتها قبر أخيها ، وليس هذا الشمول
اجتهاداً منها بل هو مبني على تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لها ما تقول في
زيارة القبور كما رواه مسلم برقم 974 ( قولي السلام على أهل الديار ...) كما تقدم
ذكره ولو كانت الزيارة محرمة أو مكروهة لبين لها ونهاها عنها ، وبهذا يظهر أن حديث
(( لعن الله زوارات القبور )) منسوخ كحديث النهي عن زيارتها ، ويتأكد شمول النسخ
له بأمرين : أولهما : أن حديث الأمر بزيارة القبور له علة مصرح بها ، وحديث اللعن
ليس معللاً قال في إرشاد الفحول 411: ( يقدم ماكان فيه الإيماء إلى علة الحكم على مالم
يكن كذلك ) ، ثانيهما : أن العلة المذكورة هي حث على أمر يستوي فيه الرجال والنساء
: (( زوروا القبور فإنها تذكر الموت )) وتذكر الموت مطلوب منهما




وللإمام
أحمد قول آخر ذكره أبو يعلى قبل هذا قال : ( لا تخرج المرأة إلى المقابر ولا غيرها
لما روى ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( لعن الله زائرات القبور ))
واختلف علماء مذهبه فذكر بعضهم الروايتين دون ترجيح كابن قدامة في المغني 517/3
ورجح آخرون الكراهة وبعضهم التحريم لظاهر هذا الحديث وسكت بعض هؤلاء عن زيارتهن
قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وصرح آخرون بأنها تسن ، ولم يذكروا أحداً
خالف في ذلك كصاحب الإنصاف 535/2 وصاحب التوضيح 193/1 وصاحب المبدع 241/1 وصاحب
مطالب أولي النهى 932/1 وصاحب معونة أولي النهى 531/2




وصرح
إسحاق بن راهويه بأن الرجال والنساء سواء في الإذن لهما بزيارة القبور كما في
مسائل احمد وإسحاق 1406 وقاله ابن عبد البر في التمهيد كما نقل عنه في عمدة القاري
69/8 وقاله صاحب الدر المختار الحنفي مع حاشية ابن عابدين عليه 365/5 كما صرح في
الحاشية بأنها تندب نقلاً عن البحر الرائق لابن نجيم وهو في البحر 210/2




وقد
صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أشارت إليه السيدة عائشة رضي الله عنها




34-
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) مسلم برقم
977




وقال
صلى الله عليه وسلم كما تقدم في الحديث /25/حين سألته رضي الله عنها عما تقوله في
زيارة القبور [ قالت قلت يا رسول الله كيف أقول لهم ؟ قال : قولي : ((السلام على
أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن
شاء الله بكم للاحقون )) ]




وهذا
إذن تصريح منه صلى الله عليه وسلم بزيارة النساء للقبور ، وأما ما رواه بعض
الصحابة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور ) - رواه الترمذي
برقم 1061 وقال حديث حسن صحيح فمقصود به من ارتكبت مخالفة الشرع في زيارتها
كالنواح ، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله حين نهى عن الزيارة قبل أن يأذن
بها




كم
يصلي في المسجد النبوي ؟




قد
تقدم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل مسجده برقم /9/ وهو أنه قال : ( صلاة
في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام ) فكلما زاد
المسلم من الصلاة في هذا المسجد المبارك كان خيراً له ، وإن استطاع أن يصلي أربعين
فريضة متوالية كانت له في ذلك فضيلة خاصة :




35-
( عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة
كتب له براءة من النار وبراءة من العذاب وبرئ من النفاق ) - رواه الإمام أحمد في المسند والطبراني في الأوسط 5440
قال الهيثمي في مجمع الزوائد
8/4 : رجاله ثقات ، لكن ضعفه بعضهم لأنه من رواية نبيط بن عمر التابعي وليس له إلا راو واحد وقد وثقه ابن حبان ، وعلى افتراض ضعفه فإنه في فضائل الأعمال فيعمل به فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فبها ونعمت وإلا
فالعمل صحيح اعتماداً على حديث
صلاة في مسجدي أفضل من ألف فيما سواه




فإذا
ذهب الإنسان في مدة الزيارة النبوية إلى مكان آخر حرص على أن يرجع قبل أن تفوته
الصلاة مع الجماعة قال الإمام النووي رحمه الله : ( ينبغي له مدة إقامته بالمدينة
أن يصلي الصلوات كلها بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وينبغي له أن ينوي
الاعتكاف فيه ) - الإيضاح في مناسك الحج مع الإفصاح 456




ويهتم
بان تكون صلاته مهما أمكن في الروضة الشريفة ، وأفضل مكان منها الموضع الذي كان
يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم الفريضة كما سبق عن الإمام مالك رضي الله عنه -
البيان والتحصيل 133/17وقد ثبت




36-
أنه قيل لسلمة بن الأكوع (الصحابي رضي الله عنه ) : ( تتحرى عند هذه الأسطوانة [
أحد أعمدة المسجد النبوي ] قال : فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة
عندها ) - صحيح البخاري برقم 480 وقد أنكر على عثمان رضي الله عنه تزيينه فاحتج
بهذا الحديث (( من بنى لله مسجداً ... بنى الله له مثله في الجنة )) كما في
البخاري 435




فإن
لم يمكنه ذلك صلى في أي مكان من مسجده صلى الله عليه وسلم الذي كان على عهده قبل
الزيادات عليه لأن قوله صلى الله عليه وسلم : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف
صلاة في غيره ) ينطبق عليه أكثر من غيره ولأنه يمكن أن يكون النبي صلى الله عليه
وسلم صلى فيه أو سار فيه أو جلس فيه . فإن لم يمكنه الصلاة في مسجده القديم صلى
الله عليه وسلم فليصل حيث أمكنه من المسجد لأن بعض الزيادات عملها الصحابة رضي
الله عنهم




37- (
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مبنياً باللَّبِن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً وزاد
فيه عمر وبناه على بنائه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد
وأعاد عمده خشباً ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة
المنقوشة والقَصّةِ [ يعني الجص] وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج ) صحيح
البخاري 435




وروي
عن عمر رضي الله عنه أنه قال : ( لو زدنا فيه حتى نبلغ الجبانة [ يعني البقيع] كان
مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ) - فتح الباري لابن رجب الحنبلي 292/3 ( قال روى
عمر بن شبة في أخبار المدينة .. بإسناد فيه ضعف ) وفي المسألة خلاف




والزيادة
الثالثة عملها سيدنا عمر بن عبد العزيز الذي عده أئمة الهدى خامس الخلفاء الراشدين
لأنه يشبههم بتقواه وعدالته وحفاظه على
سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحينئذ أدخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم في
المسجد وبينها حجرة عائشة التي فيها قبره صلى الله عليه وسلم - انظر تاريخ الطبري
436/6 والمنتظم لابن الجوزي 283/6 والبداية والنهاية 79/9




( ومن المعلوم أن ذلك كان في خلافة الوليد بن
عبد الملك ) وذلك سنة ثمان وثمانين حين ( قدم كتاب الوليد على عمر بن عبد العزيز
يأمره بهدم المسجد النبوي وإضافة حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ..- الرد
على الإخنائي باسم استحباب زيارة خير البرية تأليف ابن تيمية ص 450




فجمع
عمر بن عبد العزيز وجوه الناس والفقهاء العشرة وأهل المدينة وقرأ عليهم كتاب أمير
المؤمنين فشق ذلك عليهم وقالوا : (( هذه حجرات قصيرة السقوف وسقوفها من جريد النخل
.. وتركها على حالها أولى لينظر إليها الحجاج والزوار فيعتبروا ويكون ذلك أدعى إلى
الزهد ..




ولما
شرعوا في الهدم صاح الأشراف ووجوه الناس من بني هاشم وغيرهم وتباكوا مثل يوم مات
النبي صلى الله عليه وسلم ) - البداية والنهاية لابن كثير 80/9




وقال
الإمام سعيد بن المسيب : ( وددت لو تركوا لنا مسجد نبينا على حاله وبيوت أزواجه
رضي الله عنهن ومنبره ليقدم القادم فيعتبر ) - لرد على الإخنائي ص 435 وأما قول
ابن كثير في البداية والنهاية 80/9 ( يحكى أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجة عائشة
في المسجد ) فيكفي لرده أنه حكاية بلا سند ومثله مافي الفتاوى 420/27 فلا يثبت شيء في هذا المعنى




وكان
بالمدينة من الصحابة بقية قليلة منهم ( سهل بن سعد الساعدي .. السائب بن يزيد
الكندي .. عبد الله بن أبي طلحة .. محمود بن الربيع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ضياء
عضو مميز
عضو مميز




أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم   أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 21, 2012 5:14 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد رسول الله
وعلى أزواجه وآله وأهله وذريته وأصحابه
بارك الله فيك شيخنا الكريم
وكتب الله لنا ولكم ولجيع المسلمين زيارة البيت الحرام ورسوله الأمين
صلى الله عليه وسلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رباب العدوية
عضو مميز
عضو مميز
رباب العدوية



أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم   أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 29, 2012 9:57 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد رسول الله
وعلى أزواجه وآله وأهله وذريته وأصحابه
بارك الله فيك شيخنا الكريم
وكتب الله لنا ولكم ولجيع المسلمين زيارة البيت الحرام ورسوله الأمين
صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سحر
عضو مميز
عضو مميز
سحر



أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم   أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 04, 2012 12:14 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك

أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم Post-20628-1188683833
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لمياء العدوية
عضوفعال
عضوفعال




أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم   أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 24, 2013 11:01 pm

أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم Images?q=tbn:ANd9GcRzXOaU_OYGHjybeY3Wc_DvJomuwrg0kzw0Vq5vfPtYY5TH2DKj
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أربعون حديثا في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحثا في تسييد النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه
» السيدة/ صفية عمة النبي (صلى الله عليه وسلم) رضي الله عنها وأضاها
» بعض ميزات سيدنا النبي محمد رسول الله صلّ الله عليه وسلم
»  شعر النبي صلى الله عليه وسلم
» فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: الحديث الشريف :: الأحاديث النبوية-
انتقل الى: