| علامات التوفيق لأهل الطريق | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: علامات التوفيق لأهل الطريق الإثنين سبتمبر 24, 2012 11:24 pm | |
| مقدمة
********
بسم الله الرحمن الرحيم
************
الحمد لله رب العالمين، يلهم القلوب بالعمل المطلوب، والخير المرغوب، الذي فيه رضاء علام الغيوب.
والصلاة والسلام على الحبيب المحبوب، والكنز الموهوب من لدن علام الغيوب؛
لكل عبد تخلَّص من العيوب، ووفّى بالمطلوب، سيدنا محمد حبيب القلوب، وآله وصحبه أجمعين. وبعد .....
استنبط أهل التحقيق، والعلمـاء العاملون من أهل الطريق، علامات ودلالات على صحة أحوال أهل الطريق،
إذا رآها السالك في نفسه، أو العارف في وصله، علمَ صحَّة قصده، وصدق سعيه، وجميل صنعه؛
فيما يتقرب به إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، فتثبت قدمه على الطريق، ويستبشر بفضل الله ورحمته،
وتزول بالكلية حيرته.
والحيرة هي أخطر عقبة تواجه المريد السالك، والمنتهي الواصل.
والحيرة حالة تنتاب العبد؛ تجعله شديد الاضطراب والقلق لما ينتابه من خواطر، ويعتوره من هواجس:
- فتارة تغلب عليه الخواطر الرحمانية؛ فيفرح وينبسط بفضل الله، وجوده وإكرامه.
- وآونة تغلب عليه الهواجس النفسانية؛ فينقبض، وتجتمع عليه الهموم، وتسيطر عليه الأحزان والغموم؛
لظنه أنه زلَّ عن الطريق، أو ضلَّ السبيل، أو أخطأ فعُوقب، أو هفا فعوتب .
والمخرج من ذلك كله :
أن يزن الإنسان نفسه، ويقيس أحواله بالموازين القرآنية والأحوال السنية، الواردة في كتاب الله،
والمبثوثة في سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والظاهرة في أحواله المفردة صلى الله عليه وسلم،
والمتواترة في أحوال أصحابه الكرام، ومن تبعهم في ذلك من أئمة السلف، وخيار الخلف.
وقد ذكرنا هذه العلامات، وأشرنا إلى هذه الدلالات بإيجاز؛ لأن السالك في هذه الأحوال لا يحتاج إلى بسط وإطناب،
وإنما يكفيه لحصول المقصود الإشارات والتلويحات. وقد سميناها:
(( علامات التوفيق لأهل التحقيق ))
لأنه لا يحتاج إليها إلا السالك المتحقق، ولا يشعر بها إلا من يعاني أو يعاين هذه الأحوال،
فالأمر كما قال القائل:
لا يَعْرِفُ الشَّوْقَ إلا مَنْ يُكَابِده *** ولا الصَّبَابة إلا مَنْ يُعَانِيها
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يشمل بعنايته ووده ورحمته من كتبها وراجعها، ومن نسّقها وخرَّج أحاديثها،
وكذلك من طبعها ونشرها، أو ساهم في أي عمل في إخراجها.
كما أسأل عزَّ شأنه أن ينفع بها من قرأها، ويرزقه العمل بها، ويفيض عليه من فوائدها وعلومها وأسرارها؛
ما يجعله إماماً للمتقين، ونبراساً للواصلين.
وصلى الله على سيدنا محمد، حُجَّة الذاكرين، وقُدوة الواصلين، وآله وصحبه أجمعين.
******************
فـوزي محمد أبو زيد
الجميزة ـ غربيـة
WWW.Fawzyabuzeid.com
*********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 11:12 am | |
| الْحَــــيْرَة
*********
- الحيرة موقف بين اليأس في الله والطمع في الله، بين الرضـا
والخوف، وبين التوكل والرجاء، يقول فيها أبو نصر السراج
الطوسي رضي الله عنه – في كتابه (اللمع - صفحة 421):
(والحيرة بديهة ترد على قلوب العارفين عند تأملهم وحضورهم
وتفكرهم، تحجبهم عن التأمل والفكرة. قال الواسطي رحمه الله:
(حيرة البديهة أجَلُّ من سكون التولى عن الحيرة).
و " التَّحَـــيُّر "
***************
منازلة تتولى قلوب العارفين بين اليأس والطمع في الوصول إلى
مطلوبه ومقصوده، لا تطمعهم في الوصول فيرتَجُوا، ولا تؤيسهم عن
الطلب فيستريحوا، فعند ذلك يتحيرون.
وقد سُأِلَ بعضهم عن المعرفة: ما هي؟
فقال: التَحَيَّر، ثم الاتصال، ثم الافتقار، ثم الحَيَرةُ) انتهى .
ومعنى ذلك أن موقف التَحَيَّر يتبعه الرجاء، ثم الوصول إلى المطلوب،
ثم يشعر المتحير مرة أخرى باحتياجه إلى الله وافتقاره إليه، فهو الربُّ الغني الصمد،
وهو العبد الناقص المحتاج، وبدوام الطلب للقربة والوصل يقع مرة أخرى في الحيرة.
فالعارف إذن ... بين حيرة واتصال، وافتقار دائم. والمعرفة توجب الحيرة والقلق.
والعارف الحق يُمَيَّز بالحيرة والقلق، وتظهر عليه الأحزان،
ويرى البعد في القرب مهماوصل واتصل. قال القائل :
قد تحيَّرتُ فيك خذ بيدي **** يا دليلاً لِمَنْ تحيَّر فيك **********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 11:17 am | |
| ولا شك أن الحيرة لا تنتاب إلا الصادقين في سلوكهم
******** وسببها وموجبها :
- شدة محاسبتهم لأنفسهم .
- ويقظتهم الدائمة في مراقبة الله عزَّ وجلَّ .
- وتلهُّفهم الشديد في الوصول إلى مقامات الكمال؛ وحصولهم على مواهب الكُمَّل من أولياء الله عزَّ وجلَّ .
ولذلك نجد الله عزَّ وجلَّ يخرجهم من حيرتهم ببشرى صادقة؛
أو تلويحة من الحقائق رائقة، أو بعبارة كاشفة من قلوب ذائقة، أو بحكمة من أفئدةٍ ألسنتُها بالحقِّ ناطقة .
ومما يشير إلى ذلك سيدي عمر بن الفارض - رضي الله عنه - والذي كان يقول :
زدني بفرط الحب فيك تحيُّرا *** وارحم حشى بلظى هواك تسعَّرَا
حيث يحكي عن نفسه فيقول:
(حصلت منّي هفوة ؛ فوجدت مؤاخذة شديدة في باطني بسببها، وانحصرت باطناً وظاهراً ؛
حتى كادت روحي تخرج من جسدي، فخرجت هائما - كالهارب من أمر عظيم فَعَلَهُ وهو مطالب به -
فطلعت الجبل المقطم، وقصدت مواطن سياحتي، وأنا أبكي، وأستغيث وأستغفر، فلم ينفرج ما بي.
وقصدت مدينة مصر، ودخلت جامع عمرو بن العاص، ووقفت في صحن الجامع خائفاً مذعوراً،
وجددت البكاء والتضرع والاستغفار، فلم ينفرج ما بي؛ فغلب علىَّ حال مزعج لم أجد مثله؛ فصرخت وقلت:
مَنْ ذا الذي مَا سَاءَ قطّ **** وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَط
فسمعت قائلاً - يقول من بين السماء والأرض - أسمع صوته، ولا أرى شخصه:
مُحَمَّدُ الهَادِي الَّذِي **** عَلَيْهِ جِبْرِيلُ هَبَـط
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 11:20 am | |
| وكذلك لما حجَّ الشيخ شهاب الدين السهروردى – شيخ الصوفية في زمانه بالعراق،
****************
وكان ذلك سنة ثمان وعشرين وستمائة، وكانت وقفة عرفة يوم جمعة - حجَّ معه خَلْقٌ كثير من أهل العراق
فرأى كثرة ازدحام الناس عليه في الطواف بالبيت والوقوف بعرفة، واقتدائهم بأقواله وأفعاله،
وبلغه أن الشيخ ابن الفارض رضي الله عنه في الحرم؛ فاشتاق إلى رؤيته وبكى، وقال في سره:
يا ترى!! هل أنا عند الله كما يظن هؤلاء القوم فيّ؟!!
ويا ترى ! هل ذُكِرْتُ في حضرة المحبوب في هذا اليوم؟!!
فظهر له الشيخ ابن الفارض رضي الله عنه وقال له:
يا سهروردى!! لك البشارة فاخلع ما عليك، فقد ذُكِرتَ ثَمَّ على ما فيكَ من عِوَج.
فصرخ الشيخ شهاب الدين، وخلع كل ما كان عليه، وخلع المشايخ والقوم الحاضرون كل ما كان عليهم،
وطلب الشيخ فلم يجده!! فقال: هذا إخبار من كان في الحضرة.
ثم اجتمعا بعد ذلك اليوم في الحرم الشريف، واعتنقا وتحدثا سرًّا زماناً.
*********
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة سبتمبر 28, 2012 1:21 am | |
| تابع: علامات التوفيق لأهل الطريق
*********************
العلامة الثانية: الفقـــه في الديــن
*******************
فإذا انتهى من هذه العلامة (الأولى)، ونجح فيها، وحفظ هذه الأدعية ... وسار عليها،
ويريد أن يعرف هل ربنا مازال يحبه؟!! أم لا؟!!
ينتقل للعلامة الثانية :
{ إذا أحب الله عبداً فقَّهَهُ في الدين وألهمهُ رشده }
(حلية الأولياء والسنن الكبرى للبيهقي عن عبد الله بن مسعود)
فيجد عنده الرغبة في الفقه ... فقــه الدين ، وليس علم الفقه
والفقه الحقيقي: معرفة أحوال رسول الله وصحبه الكرام، للسير على منوالهم، والتأسي بأحوالهم،
والتخلق بأخلاقهم، والمشي على منهاجهم، حتى يفتح الله عليه كما فتح عليهم.
فليس عندهم وقت للمجادلات، أو المناظرات، ولكن لكي يعمل!!! فيبحث عن العلم الذي يفتح له ميادين العمل، الذي يبلغ به هذا الأمل،
فيكون من أهل الوصال، ومن أهل الكمال، ومن أهل هذا الجمال، الذي خص به الله عزَّ وجلَّ الحبيب المصطفى والصحب والآل .
وهذه هي علامات التوفيق، التي أريد من إخواني - بارك الله فيهم أجمعين – أن يأخذوها بجد ويقين،
ولا يأخذوها بتهاون مع النفس لأنها تستلزم إصراراً وعزيمة؛
لأنها هي الأحوال التي كان عليها، ولا يزال الصالحون أجمعون.
وكما قلت وبصوت عال:
من فيكم عندما يجلس - للأكل مع أولاده – يفتتح الأكل بالدعاء الوارد عن الحبيب ؟
ويختم الأكل بالدعاء الوارد عن الحبيب ؟
ويسير معهم في الأكل على النظام الذي كان يسير عليه الحبيب - لكي يتعلموا منه؟
مع أننا نفعلها كل مرة في جميع لقاءاتنا!!
ألسنا نقول :
"بسم الله الشافي المعافي، بسم الله في أوله وآخره،
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"!!!
لماذا نقول هذا الكلام - يا إخواني؟
لكي تقولوه هناك وتمشوا عليه دائما!!!
متى سنقول هذه الأدعية؟!!!
عندما نذهب إلى القبور!!..أم يوم النشور!!
فنحن لا نمشي خطوة، أو نذهب إلى أي بيت في أي زمان أو مكان، إلا ونقول:
" بســم الله ، ماشــاء الله، لا قوة إلا بالله "
وأنتم جميعاً تسمعون!!
لماذا نقول هذا الكلام؟
أليس لكي تعملوا؟ إذن لماذا لا يعمل أحد بهذا؟!!
لا أعرف!!
قد يقول: أنني أقول في سري.
هذا لا ينفع. لازم الكل يسمع، أسمع البيت،
وأسمع سكان البيت - الظاهرين والباطنين.
وهذا هو الأساس الأول الذي عليه أحـوال الصالحين، والذي عليه مدار الفتح عند المتقين.
ومن تهاون بهذا تضحك عليه، وتلعب به؛
وليس له سهم في فتح سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
******************
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الإثنين أكتوبر 01, 2012 9:49 pm | |
| تـابع: علامات التوفيق لأهل الطريق
*********************
العِلْـمُ للعَمَـل
********
• العلم للعمـل
• المجالس بالأمانات
• العمل الخالـص لله
• تربية الإنسان لنفسـه
********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الإثنين أكتوبر 01, 2012 10:06 pm | |
| العلم للعمل
*********** كان هذا الدرس بمقر الجمعية العامة للدعوة إلى الله بحدائق المعادي يوم الجمعة 10 من يونيه 2005م الموافق 3 من جمادى الأولى 1426هـ. **********
نظامنا الذي نسير عليه - وكذلك الصالحون أجمعون – كانوا وما زالوا يمشون عليه:
أن الدراسة في أكاديمية الصالحين تنقسم إلى قسمين:
- جانب نظري أكاديمي في الدروس والمحاضرات ،
- وجانب عملي في المعمل .
والمعمل يعني: أن كل واحد يُحْضِر نفسه فيما بينه وبين نفسه وربه، في معمل نفسه،
ويعمل معها الواجب؛ لكي يطبق هذه الدروس في الناحية العملية
ولا توجد إفادة أو إثابة، ولا فتح؛ إلا بعد التطبيق العملي!!
فلو أن الإنسان حصَّل دروساً نظرية – مثل بعض إخواننا الذين معنا منذ ثلاثين سنة –
لكنه يحصَّل نظري، ولا يريد أن يفتح معملاً أبداً عنده، ماذا نفعل له ؟
- وبالمثال يتضح المقال:
واحد يعمل (حلواني عند جروبي)، وأخذ دراسـات أكاديمية ويطبخ كل أنواع الحلوى،
والجاتوهات الشرقية والغربية والهندية والصينية، وغيره، ولكن لم يتذوقها أبداً!!
هل يستطيع معرفة نكهة أي حلوى من التي يصنعها؟ لا !!! متى يدرك نكهتها؟
عندما يصنعها، ويتذوقها!! لكن الشرح النظري لا يكفي،
ومبدأ الصالحين في معرفة الحقائق: " ذق تعرف "
والذوق لا يكون إلا بعد الممارسة العملية!!!
- مثال آخر: لكي يكون الواحد من الصالحين لازم يتجمل بجمال الصالحين ،
وجمال الصالحين .. هل هو جمال الصورة؟ لا..
ولكنه جمال الطبع ، وجمال الأخلاق ، وجمال الأحوال ، وجمال السلوكيات ، .. هذا جمالهم!!!
ولكي أدرك هذه الأشياء، وأصبح معهم:
لا بد من أن أغيِّر نمط أخلاقي ، وسلوكياتي ، وحياتي ، وأجعلها على نمطهم؛ وإلا سأظل محلك سِرْ!!
وإن كنت معهم خمسين سنة، أو ستين سنة، أو أكثر أو أقل!!
- مثال ثالث: لكي يكون الواحد منا من الصالحين، سيباح له أسـرار!! وسيُكشف له عن أنوار!!
لا تباح إلا للأخيار
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الإثنين أكتوبر 01, 2012 10:26 pm | |
| تابع: العلم للعمل
***************
- مثال ثالث: لكي يكون الواحد منا من الصالحين، سيباح له أسـرار!! وسيُكشف له عن أنوار!!
لا تباح إلا للأخيار
متى يباح له الأسرار؟ ويماط اللثام عن قلبه ليرى الأنوار؟ إذا كان كاتماً للأسرار!!
وإذا كان هذا الشخص لا يقدر أن يكتم كلمة سمعها من واحد!! فكيف سيكون كاتماً للأسـرار؟!!
فلو إستمع إلى خمسين محاضرة عن كتمان السر وعنوانها:
" المجالس بالأمانات "
لكنه لم يطبق هذه المحاضرات على حياته العملية، فسيظل طوال عمره غربال!!
كم يحفظ الغربال من الماء؟..لا شيء!!
فهل يباح لمثل هذا في أي وقت من الأوقات سر من الأسرار الإلهية؟ لا، لماذا؟
لأنه لم يدرِّب نفسه على كتمان الأســـرار؛
وإذاً ! لا تباح له الأســرار.
من الذي سيدربه؟ هو...!!
لكنني أرى كثير من إخواني ، مثل تلاميذ هذه الأيام:
فالولد عندي ، وعندك ، لا يذاكر - وكذا البنت!!
فإذا قلنا له: يا بني نحن نريد منك الحصول على مجموع عال في الثانوية
فإنه يقول لك: دبر لي أمْهَرُ مدرس في الدروس الخصوصية، وليس لك شأن!!
ولكن هل المدرس سيذاكر بدلاً منه؟!!!
كذلك نفس الأمر بالنسبـة لأغلب المريدين في هذا الزمان؛
فهم متخيلون أنهم ما داموا في صحبة فلان من العارفين؛
فسيصبح كل واحد منهم في يوم من الأيام من أولياء الله المتقين!! ونحن نقول له:
في إمكانك ذلك، لكن عندما تفتح المعمل الخاص بك، وتدخل فيه نفسك، وتحجِّمها، وتحدِّدها،
ويا حبذا لو تسحقها وتَمْحَقُها، وتجعلها تنبت من جديد على النهج السديد للنبي الرشيد
صلى الله عليه وسلم.
فقد تكون معجباً بنفسك، وترى أنك على ما يرام!! وتريد أن يأتي الخير على ذلك،
بينما ربما يكون حالك في رأي سيد الأنام، والصالحين الذين في معيته : غير تمام!!
فكيف يتحقق لك ذلك؟!!
على الأقل تكون مثل أولاد الأنصار:
السيدة أم سليم - أم أنس بن مالك - كانت لا تنجب، فلما حملت بأنس؛
نذرت إن رزقها الله بغلام؛ أن تجعله خادماً للكعبة، فولدت أنساً.
وعندما بلغ سبع سنين وهاجر سيدنا رسول الله ودخلت في الإسلام
(( وكانت من الفضليات العظيمات في الإسلام ومن الصالحات؛ حتى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يذهب ويقيل عندها في بيتها – من إيثاره لها، وهذا يعني أن لها منزلة عظيمة))
فأخذت ابنها أنس وقالت: يا رسول الله، هذا أُنيس، كنت قد وهبته للكعبة، واليوم أهبه لك. فكان خادماً لرسول الله وفي يوم من الأيام، وجدت أنساً يلعب، فنادت عليه: يا أنس ماذا تفعل؟ قال: ألعب ... وأين تذهب؟..قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر قالت: ما هو؟ قال: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهي أمه - فاحتضنته والتزمته، وقالت: (هكذا فكن)وهذا طفل صغير!!!
فما بالك لو كان رجل وعمره ستين سنة، أو سبعين سنة، وماشي معنا منذ ثلاثين سنة،
لكنه لا يستطيع أن يكتم كلمة سمعها من أخيه!! كيف يكون مثل هذا رجلاً؟!!
إنه لم يحصل حتى على منزلة " صبيّ " في طريق الله عزَّ وجلَّ .
*****************
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الإثنين أكتوبر 01, 2012 10:30 pm | |
| المجالس بالأمانات ************
ولكي يكون رجلاً من الرجال؛ ستكون أسرار الناس كلها في صدره -
وكما قالوا: " صدور الأحرار قبور الأسرار "
ولذلك قالوا: " يموت الولي ، وأسرار الناس معه "
لأنه دفنها معه، ولا يذيعها لأحد،
فكيف يكون في هذه المهمة ... والذي يسمعه من هذا يقوله لهذا؟!!
أين (المجالس بالأمانات)؟!!
فالذي لا يريد أن يدرب نفسه عليها لا ينفع في طريق الله عزَّ وجلَّ
فبداية روضات الصالحين: أن الطفل فيها يتعلم: (أن المجالس بالأمانات)
المجلس الذي يجلسه أمانة، فإذا حدَّث أحداً بما دار في المجلس – بدون إذن أهل المجلس- تكون خيانة،
لأنه لا بد أن يعرف أنهم راضون عن نقل هذا الكلام، أو غير راضين؟!!
لكن غير ذلك لا يُحدَّث .
- مثلا: جلست مع صديقك، وحكى لك عن سرٍّ
فلو كنت تريد أن تتوسط؛ تسأله أولاً: أحكي لفلان؟
فمع أنك تسعى في الخير، تسأله أولاً
كذلك - ولو توسَّطت - لا تنقل إلا الكلام الذي يسرُّ ، لكن الكلام
الذي يضرُّ ..هل ستنقله ؟ لا.
لأنك لو فعلت ذلك في هذه الحالة ؛ لن تكون حكيماً أساساً
فهذا هو مبدأ الإسلام، الذي اتفق عليه أهل الإسلام،
وكان عليه المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام .
فأول رتبة يأخذها السالك ( كاتم للأسرار )
إذا تعرض للاختبار، ونجح في الاختبار؛ يعطوه:
(صالح للأنوار، وقابل لتلقي الأسرار)
حتى أن الصالحين لهم اختبارات عجيبـة في هذا الموضوع،
يقول فيها الإمـام أبو العزائم - رضي الله عنه أرضاه:
" قد يُظْهِـر الرجل الصالح بعض أسراره الخاصة للمريد ليمتحنه،
كأسرار بيته وعياله .. فإن أذاعها ؛ فلا يؤتمن على الأسرار العلية!!
وإن ائتمن عليها ؛ فهو لغيرها أأمن ، فيباح له أسرار حضرة الله جلَّ في علاه ".
إذن من الذي سيدرب الأخ على هذا الخلق؟ هو بذاته !!
يأخذ دورة تطبيقية عملية في حياته في هذا الأمر، ويحاسب نفسه:
حاسب ضميرك والحظن أسراري **** وقف على باب الصفا يا ساري
هم يعطونك محاضرات نظرية، وأنت تطبِّق.
من الذي يحاسب؟ أنت تحاسب نفسك!!
أنت المهندس، وأنت الميكانيكي، وأنت المشرف، وأنت المراقب،
وأنت التنظيم والإدارة، وأنت الجهاز المركزي للمحاسبات،
فكل حاجة معك أنت!! فتحاسب نفسك؛لكي تصلح لربك عزَّ وجلَّ!!
يسمُّونه: " رجل صالح
" ماذا يعنون بصالح؟ أي صالح للحضرة
من الذي يصلحه؟ هو الذي يصلح نفسه.
وهذه الدورة لا بد أن تنزلها بنفسك،
وإن لم تنزلها . بماذا يفيد كلامي؟!! محاضرات نظرية فقط
وتكون في هذه الحالة .. عالم بأحوال الصوفية!!
********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الإثنين أكتوبر 01, 2012 10:38 pm | |
| العمل الخالص لله
**********
ننتقل إلى نقطة أخرى في حديثنا:
من أعظم أبواب القرب التي يتقرب منها العبد إلى ربه
باب: " فعل الخير مع الناس - ومع أهل الخير - ابتغاء مرضـاة الله "
وهذا باب عظيم، ولكن له آفات لا ينجو منها إلا من حفظه العزيز الحكيم عزَّ وجلَّ، كيف؟!!
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
{إن المـرء ليعمل الخير فيما بينـه وبين الله، فلا يـزال الشيطــان بـه
حتى يُحَدِّثُ بـه،فإذا حَدَّث بـــه؛ حبط عمله}
(شعب الإيمان للبيهقي عن أبي الدرداء)
- فالذي يريد أن يكون من رجالات الله ، يحرص أن يكون عمله في طي الكتمان بينه وبين مولاه،
إذا كان عبادة خاصة، أو إذا كان صدقة، أو إذا كان بِرًّا ، أو إذا كان معروفاً،
أو أي خير قدمه لأحد من العالمين؛ يكون جميعه بينه وبين الله !! - من الذي سيجاهد
النفس على هذا الأمر؟
أنت الذي ستجاهد نفسك!!
فالذين سيكونون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله:
منهم رجل تصدق بصدقة حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه،
إذا كانت الشمال لا تعلم ما أنفقت اليمين، هل سيعلم صاحب الشمال، وصاحب اليمين،
والصاحب بالجنب، والسامعون؟!!!
ولذلك كان الصالحون - ولا يزالون: يخفون أمور المعروف والبرّ حتى عن أزواجهم ولا يعلمونهن بها
لأن السيدات
لا تقدر على الكتمان؛ فتبيح .. وربما تكون الإباحة داخلة في قول الله:
(لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى)
[الآية 264 - سورة البقرة]
*********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الإثنين أكتوبر 01, 2012 10:46 pm | |
| تابع: العمل الخالص لله
***************
ننتقل إلى نقطة أخرى في حديثنا:
من أعظم أبواب القرب التي يتقرب منها العبد إلى ربه
باب: " فعل الخير مع الناس - ومع أهل الخير - ابتغاء مرضـاة الله "
وهذا باب عظيم، ولكن له آفات لا ينجو منها إلا من حفظه العزيز الحكيم عزَّ وجلَّ .. كيف؟!!
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
{إن المـرء ليعمل الخير فيما بينـه وبين الله، فلا يـزال الشيطــان بـه حتى يُحَدِّثُ بـه،فإذا حَدَّث بـــه؛ حبط عمله}
(شعب الإيمان للبيهقي عن أبي الدرداء)
- فالذي يريد أن يكون من رجالات الله ، يحرص أن يكون عمله في طي الكتمان بينه وبين مولاه،
إذا كان عبادة خاصة، أو إذا كان صدقة، أو إذا كان بِرًّا ، أو إذا كان معروفاً، أو أي خير قدمه لأحد من العالمين؛
يكون جميعه بينه وبين الله !!
- من الذي سيجاهد النفس على هذا الأمر؟
أنت الذي ستجاهد نفسك!!
فالذين سيكونون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله:
منهم رجل تصدق بصدقة حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه،
إذا كانت الشمال لا تعلم ما أنفقت اليمين، هل سيعلم صاحب الشمال، وصاحب اليمين،
والصاحب بالجنب، والسامعون؟!!!
ولذلك كان الصالحون - ولا يزالون:
يخفون أمور المعروف والبرّ حتى عن أزواجهم ولا يعلمونهن بها
لأن السيدات لا تقدر على الكتمان؛ فتبيح .. وربما تكون الإباحة داخلة في قول الله:
(لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى)
[الآية 264 - سورة البقرة]
- ولأن الإنسان في رحاب الله .. النظـرة التي سينظرها لأخيه؛ يعطيه الله عليها أجراً
الكلمة الطيبة؛ يعطيه الله عليها أجراً.
إذا أطعمه لقمة حلواء:
{ من أطعم أخاه لقمة حلواء؛ وقاه الله شر مرارة الموقف يوم القيامة }
(الترغيب في فضائل الأعمال عن أبي هريرة رضي الله عنه)
إذا سقاه كوب عصير أو شاي:
(وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا)
[21- سورة الإنسان]
(إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)
[ 30- سورة الكهف ]
لا يضيع شيئٌ بشرط إذا عملت – يكون الكشف الذي سجل فيه العمل - يُرفع إلى الله:
( وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )
[الآية (10) فاطر]
لكن الذي يحدث - مثلاً: أن جماعة من أهل الخير زاروني ،
فتذيع زوجتي لصاحبتها أو جارتها، أو حتى لأختها الخبر، وتقول:
لقد زارنا أمس فلان وفلان، وعملت لهم كذا وكذا،
وذلك قد يضيِّع ثواب العمل لي ولها!!!
- سأل أحد الحاضرين: وما ذنبي؟!!
- فأجاب الشيخ: لأنك لم تعلِّمها!! لأنك يجب أن تعلمها، وتقول لها:
إذا كنت تريدين أن يكون هذا العمل لله؛ إذن فلا تقولي لأحد.
- استطرد أحد الحاضرين بسؤال آخر:
سيقال إنه كان عنده فلان، ولم يقل لنا؟
كان عندي فلان يزورني، لكن ليس من حقِّهم أن يسألوا:
ماذا أكَّلْتُموه؟ أو شرِّبْتُموه؟!! لأن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
- عندما يسألني سائل: فلان كان عندك؟
- أقول: نعم.
- فيم تكلمتم؟
- أقول له: هذا ليس من شأنك
(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
وعندما يعلم الناس عني ذلك، لن يسألوا مرة ثانية. فيجب أن نعلِّم الناس هذه السلوكيات.
سأخاف وأستحي من الناس؛ ضـاع الدين كما نرى الآن، ضاع الدين بسبب الحياء والجهل، لا يعلِّمهم أحد!!
ونحن نستحي أن نوجِّههم. مع أن كل حركة أو سكنة في حياتك، تستطيع أن تجعلها عبادة لربك،
على أن تكون عملاً خالصاً بينك وبين الله .
فسيدنا علي زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله عنهما – وكانوا يسمونه (السجَّاد)،
وكان من أثرياء المدينة، ومن المرفَّهين، لما مات؛ وهم يُغسِّلونه؛
وجدوا أن ظهره مصاب "بكلُّو" كأنه كان يعمل عتالاً، وهو رجل من المرفَّهين، وعنده خدم!!
فتعجبوا من هذه الإصابة في ظهره!!! وما الذي أصابه بها؟!!
وبعد شهر، فوجئوا بثلاثين عائلة في المدينة وقد انكشفوا، وأصبحوا لا يجدون الكفاف،
فسألوهم: كيف كنتم تعيشون قبل ذلك؟ فقالوا كلهم:
كنا مع مطلع الهلال، كان يحضر شخص لا نعرفه، يحمل جوال دقيق على ظهره،
ووعاء سمن في يد، وصرة فيها دنانير في اليد الأخرى، ويطرق الباب،
فنخرج لاستقباله؛ فنجد المؤنة على الباب، ولا نجد هذا الشخص!!!
أخذ يكفل هذه الثلاثين أسرة، ولا يعلم به أحد إلا الواحد الأحد!!
لا زوجة ولا خادم ، ولا بنت ولا ولد!! وذلك لأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
{صدقة السر تفضل صدقة العلانية بسبعين ضعف}
(رواه البيهقى عن عبدالله رضى الله عنه)
لم يقل بسبعين مرة، ولكن سبعين ضعف، ويضاعف الله لمن يشاء:
(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
[آية 5 سورة البينة]
************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 05, 2012 11:22 pm | |
| تابع: الحـــــــــيرة
***************
ولعل من أعجب ذلك ..ما حدّث به برهان الدين إبراهيم الجعبري -
أحد الصوفية المعاصرين لابن الفارض، والذين اتصلوا به،
ولكن هذا الاتصال كان في اللحظات الأخيرة من حياة ابن الفارض،
وهي اللحظات التي أدركه فيها الجعبري وهو يحتضر، حيث يقول:
(كنت في السياحة بجعبر بالفرات، وأنا أخاطب روحي بروحي،
وأناجيها بتلذذي بفنائي في المحبة،
فمَرَّ بي رَجُلٌ كالبرق، وهو يقول:
فَلَمْ تَهْوَنِِي مَا لَمْ تَكُنْ فِيَّ فانيًا ****** وَلَمْ تَفْنَ مَا لَمْ تَجْتَلِِِِ فِيكَ صُورَتِي
فعلمت أن هذا نَفَسُ محبٍ؛ فوثبت إلى الرجل وتعلقت به، وقلت له:
من أين لك هذا النفس ؟!!
فقال: هذا نفس أخي الشيخ شرف الدين ابن الفارض.
فقلت له: وأين هذا الرجل؟!!
فقال: كنت أجدُ نفَسَهُ من جانب الحجاز، والآن أجدُ نفسه من جانب مصر، وهو محتضرٌ،
وقد أمِرْتُ بالتوجه إليه، وأن أحضر انتقاله إلى الله تعالى، وأصلي عليه،
وأنا ذاهب إليه.
فلما التفتَ الرجل إلى جانب مصر التَفَتُ معه؛ فشممت أثر الرجل؛
فتبعت أثر الرائحة؛ إلى أن دخلتُ عليه في ذلك الوقت وهو محتضرٌ،
فقلت له: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال: وعليك السلام يا إبراهيم،
اجلس وأبشر، فأنت من أولياء الله تعالى،
فقلت له: يا سيدي .. هذه البشرى جاءتني من الله على لسـانك،
وأريد أن أسمع منك دليلاً ليطمئن به قلبي، فإن اسمي إبراهيم!! ولي من سِرِّ مقام هذا الاسم الإبراهيمي نصيب حين قال:
(رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
قال: نعم يا إبراهيم، سألت الله أن يحضر وفاتي وانتقالي إليه
جماعة من أولياء الله، وقد أتى بك أوَّلهم، فأنت منهم.
وكنت سألت جماعة من الأولياء عن مسألة؛ فلم يجبني أحد عنها،
فسألته عنها؛ فقلت له: يا سيدي! هل أحاط أحد بالله علماً؟!!
فنظر إلى نظر معظِّم لى؛ وقال: نعم ،
إذا حيَّطهم يحيطون يا إبراهيم، وأنت منهم.
ثم رأيت الجنة قد تمثلت له، فلما رآها قال: آه!!
وصرخ صرخة عظيمة، وبكى بكاء شديداً وتغير لونه، وقال :
إن كان منزلتي في الحب عندكمُ *** ما قد رأيتُ فقد ضيَّعتُ أيامي
أمنيةٌ ظفرتْ روحي بِها زمنـاً *** واليوم أحسبُها أضغاثَ أحلام فقلت له: يا سيدي .. هذا مقام كريم!!
فقال: يا إبراهيم!! رابعة العدوية تقول - وهي امرأة:
(وعزتك ما عبدتك خوفاً من نارك ولا رغبة في جنتك،
بل كرامة لوجهك الكريم، ومحبة فيك)،
وليس هذا المقام الذي كنت أطلبه، وقضيت عمري في السلوك إليه.
ثم بعد ذلك سكن قلقه ، وتبسَّم وسلَّم عليَّ، وودعني وقال:
احضر وفاتي وتجهيزي مع الجماعة، وصلِّ عليَّ معهم،
واجلس عند قبري ثلاثة أيام بلياليهن، ثم بعد ذلك توجه إلى بلادك.
ثم اشتغل عني بمخاطبة ومناجاة؛
فسمعت قائلاً يقول - بين السماء والأرض - أسمع صوته ولا أرى شخصه:
يا عمر! فما تروم؟
فقال:
أرومُ وقد طَالَ المَدَى مِنْكَ نَظْرَةً *** وَكَمْ مِنْ دِمَاءٍ دُونَ مَرْمَاىَ طَلَّتْ
ثم بعد ذلك تهلّل وجهه وتبسَّم، وقضى نحبه فرحاً مسروراً.
وكنا عنده جماعة كثيرة، فيهم من أعرفه من الأولياء،
وفيهم من لا أعرفه، ومنهم الرجل الذي كان سبب المعرفة.
وحضرت غسله وجنازته، ولم أرَ في عمري جنازة أعظم منها،
وازدحم الناس على حمل نعشه،
ورأيت طيوراً بيضاً وخضراً ترفرف عليه، وصلينا عليه عند قبره)
**************
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 05, 2012 11:26 pm | |
| تابع: الحــــــــــيرة
************
والحكايات الواردة في هذا الأمر عن الصالحين كثيرة،
والقرآن يحكي عن السيدة مريم قولها:
( يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا )
[آية 23 - مريم]
وكذلك ورد عن الفاروق عمر رضي الله عنه أنه كان يقول:
يا ليتني كنت تبنة!!
وأحياناً كان يقول:
يا ليتني كنت كبشا ذبحني أهلي وأكلوني!!!
ونكتفي بهذا القدر رغبة في الاختصار، والمؤمن يكفيه قليل الحكمة .
********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 05, 2012 11:27 pm | |
| علاماتُ التَّوفْيق
**********
في بِدَاياتِ أحْوَالِ أهْلِ الطَريق
• علامات التوفيق
• التوفيق
•العلامةُ الأولى: إلهام العبد ذكر الله
• بسم الله
• أذكارُ الصباح والمساء
• العلامةُ الثانيـة: الفقه في الدين
********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 05, 2012 11:32 pm | |
| علاماتُ التَّوفيق
********** كان هذا الدرس بمقر الجمعية العامة للدعوة إلى الله حدائق المعادي - القاهرة يوم الخميس 9 يونيه 2005م الموافق 2 من جمادى الأولى 1426هـ *********************************************
دائماً الإنسان السالك في طريق الله عزَّ وجلَّ يسأل نفسه:
- هل أنا على خير ؟
- وهل الله عزَّ وجلَّ راضٍ عني ؟
- وهل الحبيب صلى الله عليه وسلم ينظرني ؟
- وهل الصالحون المقامون يقومون بإمدادي وإرشادي؟
لأن السالك عنده قلق دائم في هذه النواحي!!
ونلخصها في سؤال واحد هو:
متى أعلم يقيناً أن الله عزَّ وجلَّ يحبُّنِي؟
هذه الأسئلة لا تحتاج إلى اجتهاد عقلي في الإجابة عليها،
أو إلى تأويل وتفسير سفسطائي في الرد عليها،
لكن يسأل الإنسان فيها حبيب الله ومصطفاه – ومن إكرام الله عزَّ وجلَّ لهذه الأمة -
أنه ما من شيء سيحدث للأمم أو للأفراد، أو للجماعات، في شتى المناحي وفي اختلاف الأغراض؛
إلا وقـد أحدثه الله في زمانه صلى الله عليه وسلم ؛ لينطق فيه بحكم الله ... مؤيَداً ببرهانه وقرآنه ...
فلا توجد حاجةٌ ستحدث إلى آخر الزمان؛ إلا وقد حصل شبيهٌ لها في عصر حضرة النبي ،
وقضى فيها بحكم الله عزَّ وجلَّ، حتى لا نزِل ولا نضل ولا نتحير؛ ما دمنا نرجع إلى حضرته،
ونتناول من شهي سنته الحكم الذي قاله عن الله.
وإن كان هذا يحتاج إلى أولي الأمر، أو إلى أهل الإستنباط
الذين يقول الله عزَّ وجلَّ فيهم [83 - النساء]:
(لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 05, 2012 11:38 pm | |
| تابع: علامات التوفيق
**********************
هل تتصور أنه في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدث كل ما يمكن أن يتصوره العقل أو يتخيله الإدراك في الحج
في أي زمان ومكان؟!!
على سبيل المثال: الحج إما إفراد، أو قران، أو تمتع.
ألا تعلمون أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرى الكُلَّ على ذاته الشريفة!!!
ولذلك اختلف الأئمة أيهم أفضل؟
منهم من قال الإفراد ؛ لأن الرواية التي وصلته أن رسول الله أفرد بالحج ،
ومنهم من قال القران ؛ لأن الرواية التي وصلته أنه قرن بالحج ،
ومنهم من قال التمتع .
فالكل رأى على قدره في حضرة النبوة ، ما يلائم قدراته ، ويناسب أحوالــه في شريعة الحج .
حتى أنه وهو على عرفات ، مات واحد من المسلمين وهو مُحْرِم ؛
ليعلمنا كيف نفعل في من مات محرماً ؟!!
ماذا نفعل يا رسول الله؟ قال : ادفنوه على هيئته .
فلو لم تحدث مثل هذه الحالة ؛ ماذا كنا نفعل؟!!!!
لكن كل شيء حدث في عصره وزمانه وأوانه، وقضى فيه صلى الله عليه و سلم بحكم الله عزَّ وجلَّ .
وإن كان الحكم غاب عني ؛ فلا يغيب عن الرجال الذين يشاهدون أحوال الحضرة المحمدية كما يشاهد بعضنا بعضاً.
فإن كان الاختلاف يأتي من جهة فهم الكلام، فإنهم يعاينون حقيقة هذا الكلام؛
ومن هنا ليس عندهم خلافٌ في فقه هذا الكلام!!!!
**********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 05, 2012 11:42 pm | |
| تابع: علامات التوفيق
كيف يتوضأ ؟
**********
لماذا يختلفون؟!
لقد رأوه وهو يتوضأ ، المشهد موجود ، أعاد الله لهم المشهد فرأوه ؛ فتوضؤوا كما رأوه .
وهؤلاء كما قال الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه:
" عشقتك كشفاً لا سماع رواية **** ........."
فالعشق هنا كشفُ؛ لأنه قد رأى ، وإن كان قد رأى على قدره ،
وليس على قدر الحضرة المحمدية ؛ لأنها حضرة عليَّة ،
لا يستطيع أحد من الأولين والآخرين أن يصل إلى ذرة من حقيقتها؛ إلا بلطف يلطف به ربُّ العالمين ،
ليستطيع أن يرى ذرَّة من أنوار سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
إذا كان جبريل ، لو صعد قدر أُنملةٍ بعد السدرة احترق - وهو نور -
فماذا نفعل نحن ؟
فيلزم هنا لطف الله ؛ لكي يتمتع الإنسان على قدره بما يسمح به الله ، من حضرة حبيب الله ومصطفاه .
فنحن نسأل حضرة النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر .
*******************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 05, 2012 11:48 pm | |
| تابع: علامات التوفيق
*************
التوفيق
*******
وأغلى بضاعة في كتاب الله ، وعند أنبياء الله ، ورسل الله ،
ولدى الصالحين من عباد الله
... ما هي؟ هي قول الله جلَّ في علاه [الآية (88) سورة هود]:
( وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ )
التوفيق!! ولذلك لم يذكره الله إلا مرَّة واحدة، وعلى لسان نبي ،
لأنه بضاعة غالية!!!!!
فإذا شملك الله بالتوفيق ... تُـهْ على الزمان وأهله،
واعلم أنك من أهل عنايته ، وأنه لا بد أن يتوجك بتاج ولايته، وأنه سبقت لك الحسنى ، بأنك من أهل سعادته:
شمس العناية يــا مريــد جنابـــــي ****** لك أشرقــت وكتبت مــن أحبابي
تــه يا مرادي على الزمان وأهــله **** لمــا كُـتبت مـن أحبــــــــــــابي
************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 05, 2012 11:49 pm | |
| تابع: علامات التوفيق
**************
العلامة الأولى : إلهامُ العبدِ ذكرُ الله
وأكبر علامة من علامات التوفيق،
نسأل فيها النبي الشفيق صلى الله عليه وسلم ، ما هي؟...قال :
{ إذا أحبَّ الله عبداً ألهمهُ ذكره }
وفى رواية أخرى لإبن أبى الدنيا و البيهقى :
" أكثروا ذكر الله على كل حال ، فإنه ليس عمل أحب إلى الله ،
ولا أنجى لعبده من ذكر الله تعالى فى الدنيا والآخرة " .
إذن فالذكر إلهام
*************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 12:00 am | |
| تابع: العلامة الأولى
************
إلهام العبد ذكر الله تعالى
***************
والذي يحبه الله ؛ يلهمه ذكره على الدوام، لأن المنافقين يذكرون،
ولكن كما ذكـر الله ذلك في القرآن،
فقد قال في شأنهم [142- سورة النساء]:
( وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً )
فهل الذكر بهذه الكيفية علامة توفيق؟!! لا، ولكن علامة التوفيق:
- أن يذكر الله على الدوام .
- وأن يكون ذكره رغبة في القرب من الملك العلام، وليس رياء ولا سمعة ولا شهرة .
وهذا هو ذكر القلب - وليس ذكر اللسان - لأنه إلهام.
- من الذي يتلقى الإلهام؟ اللسان أم القلب؟
....... القلب ......
- فأكبر علامة على التوفيق أن يلهم الله عزَّ وجلَّ العبد دوام ذكر الله.
وهل من يقعد في جبل، أو في خلوة، ويمسك بمسبحة ألفية،
ويذكر الله على الدوام، يكون ذلك علامة على حبِّ الله له؟
نعم ! هذا الذكر علامة حبِّ الله ؛.ولكن على قدره!!!
ولكن هناك حبٌّ أعظم!! وحبٌّ أكرم!! ما علامته؟
أن يذكر الله على منهج حبيب الله ومصطفاه.
والحبيب لم يقعد في جبل!! ولم يترك العمل والأهل!!
فكيف كان يذكر الله إذن..؟
قالت السيدة عائشة :
(كان يذكر الله على كل أحيانه)
فلكل لحظة ذكرها ، ولكل حالة ذكرها ، ولكل نازلة ذكرها .
والتقي النقي: الذي يذكر في كل حالة بما يلائمها من بحر النبوة .
-ونحن نتكلم عن (علامات التوفيق في بدايات أهل التحقيق)، أو (لمن بدء سلوك الطريق)
تكون علامة على أنه ماشي صح في البداية.
لكن علامات التوفيق لأهل التحقيق: بحرٌ لو تكـلم فيه أي إنسان فهو غريق؛
لأنه يستلزم (ذُقْ تَعْرِف).
- لكن لأهل البداية:
فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من لحظة قيامه من النوم، إلى أن يخلد إلى النوم يذكر الله!!
ولكن كيف كان يذكر الله؟ أيقول: يا ودود - مائة ألف مرة؟!! أو: يا لطيف؟
أيذكر الله بثلاثة عشر إسماً؟ أم بسبع أسماء؟!! أم بخمس أسماء؟!!
لا هذا ولا ذاك،
ولكن كل حالة لها ذكرها. فساعة صحوه من النوم كان يقول:
(الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا وإليه النشور)
وهذا هو ذكر هذه الحالة،
والموَّفق في بدايته؛ لا يعدل عن هذا الذكر، والموفق في نهايته؛ لا يترك هذا الذكر .
- وكيف يذكر؟
بصوت عالٍ يسمع من حوله لكي يتعلموا!!
ما الذي ضيَّع أولادنا وبناتنا ونسائنا؟
أن الذي يذكر فينا، يذكر في سره!! فماذا سمعت؟ وممن ستتعلم؟
لكن الأئمة الأعلام قالوا: أن الحبيب كان يذكر بصوت عالٍ ليُسْمِعَ كل من حوله،
حتى عند صلاته كان وهو راكع يسبِّح بصوت
لكي يعرف ويسمع من خلفه، وهو ساجد أيضاً،
كذلك كانت الدعوات التي يدعو بها؛ يدعو بها بصوت مسموع لكي يسمع من خلفه ما يقول.
ولو كان يذكر في سرِّه وفي نفسه ... هل كنا سنعرف هذه الأذكار؟!
فلو أن زوجتي جاهلة، وَرَدَّدْتُ بجوارها هذه الأذكار؛ لحَفَظَتْهَا خلال شهر واحد فقط -
من غير قراءة ولا كتابة - وأولادي نفس النظام ،
ولكننا غير مهتمين بهذا الأمر، حتى لو قال الواحد منا ذكرا معيناً فإنه يقوله مرةً، وينساه عشر مرات!!
ولكن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن كذلك، فقد كان لكل مناسبة عنده ذِكْرٌ خاص.
فعندما كان يخرج للخلاء ماذا كان يعمل؟ لازم يذكر.
***********
يتبع إن شاء الله . -------------------------------------------------------------------------------- 24-09-2012 07:44 PM #16 | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 12:21 am | |
| تابع: العلامة الأولى
*************
بسم الله
*********
إن عكاز المسلم، والمؤمن، والمحسن، والموقن،
وكل من قال: (لا إله إلا الله) هو: " بسم الله "
فيا حبذا لو عوَّدنا مَنْ حولنا على ذلك!!!
كلما أمسك أيَّ شيء يقول: (بسم الله)
وكلما رفع أيَّ شيء يقول: (بسم الله)
وكلما يكتب حاجة يقول: (بسم الله)
كيف نعلمهم؟!!! بالحال!!! فلو قلت له: قل (بسم الله)؛
فربما لا يقولها!! لكنه عندما يراني ويسمعني - عند كل شيء-
أقول: (بسم الله) ... (بسم الله) ، سيتعلم، وسيقلدني؛
لأن الأولاد يتعلمون بالمحاكاة، والمشابهة، والمشاكلة، ويحاول كل طفل أن يقلد الأكبر منه في ذلك .
فعند الطعام، قل: بسم الله؛ يكن في الطعام بركة.
وكذا الماء - عند نزوله من الحنفية - قل: (بسم الله)؛
فإن بسم الله فيها شفاءٌ وبركة
أي عمل سأعمله - أنا أو زوجتي أو عيالي - أقول قبله: (بسم الله)؛ يكون فيه البركة
والنبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ كل شيء لا يبدأ فيه بـ (بسم الله) ؛ فهو أبتر }
(رواه ابن ماجة وابن حبان وأبي داود عن أبي هريرة)
وأبتر: يعني ناقص البركة، حتى لو أنني غير حافظ للأذكار ألن أقدر على قول (بسم الله) ؟!!
إذا كان الرحمن الرحيم جعل افتتاح كل سورة من سورة بـ " بسم الله الرحمن الرحيم " وحتى سورة الحرب؛ اقتضى الأمر ألا تبدأ بـ (بسم الله) ؛ فعوض هذه البسملة في سورة أخرى لكي يكون عدد البسملة في كتاب الله، كعدد سور كتاب الله - مائة وأربعة عشرة.
أليس كذلك يا إخواني؟!! إنه يعلمنا!!
وهل كلام الله عزَّ وجلَّ يجب أن يبدأ بـ (بسم الله)؟
ولكن ليعودنا !! فـ (بسم الله) ثم ... " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" وآداب قضاء الحاجة الشرعية .
ثم عند خروجه من الخلاء:
" غفرانك ، الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني "
وهذا هو ذكر هـذه المناسبة، فهل هناك ذِكْرٌ آخر يقوم مقام هذا الذكر؟ لا..!
ويتوضأ ... يقول صلى الله عليه وسلم:
{إذا نام ابن آدم عقد الشيطان على قافيته ثلاث عقد وقال له عليك ليل طويل فارقد ،
فإذا قام فذكر الله حلت عقدة – كيف ذكر الله؟ بالذكر الذي ردده رسول الله –
فإذا توضأ حلت الثانية، فإذا صلى حلت جميع عقده، وأصبح طوال يومه نشيط البدن غير كسلان؛
وإلا أصبح طوال يومه خبيث النفس كسلان}
(صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه) -
وذلك إذا نسى الروشته النبوية التي عملها خير البرية صلى الله عليه وسلم
يتوضأ ... ثم بعد الوضوء ينظر إلى السماء ويقرأ:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ)
[190- آل عمران ]
إلى آخرها ، ويقول لمن حوله: (ويلٌ لمن قرأ هذه الآيات ولم يتفكر)،
وفي رواية : (ولم يتدبر)
ويدعو الله عزَّ وجلَّ، ويصلي ما يفتح به الله سبحانه وتعالى؛ عملا بقوله عزَّ شأنه :
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)
[79- الإسراء ]
وهكذا، قس على ذلك.
******
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 12:38 am | |
| تابع: العلامة الأولى
*************
- عند خروجه من باب البيت لازم له ذكر.
- إذا كان ذاهبا للعمل، أو زيارة؛ يكون الذكـر العام
(بسم الله ، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)
- وإذا كان ذاهبا إلى المسجد ؛ يزيد عليها :
(اللهم بحق السائلين عليك، وبحق الراغبين إليك،
وبحق ممشاي هذا إليك، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً،
ولا رياء ولا سمعة؛ إنما خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك،
فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)
-سيدخل المسجد ؛ يدخل باليمين ، ثم يقول :
(بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لنا أبواب رحمتك)
-عند الخروج من المسجد يخرج بالشمال ثم يقول :
(بسم الله، اللهم افتح لنا أبواب فضلك، اللهم قِنَا شرَّ إبليس وجنوده)
لماذا يا رسول الله ؟ يقول: إن إبليس وجنوده يقفون على أبواب المساجد،
فإذا خرجتم فقولوا:
(اللهم قِنَا شرَّ إبليس وجنوده ؛ فإنهم ينصرفون عنكم)
- وإذا دخل إلى بيته ؛ يلزم الذكر .
- ففي كل حركة وسكنه يفعلها المسلم ، دعاء وارد عن إمام الرسل والأنبياء ،
بعض هذه الأدعية يا إخواني ، يعلموه لأولادنا في الروضة حالياً ... أليس كذلك؟
لكن كلها يتعلمها السالك في بداية سلوكه ، ويتحقق بها في كل حركاته وسكناته ،
فلا يمشي ، ولا يذهب ، ولا يجيء ؛ إلا ولسانه ينطق بدعاء ورد عن سيد الرسل والأنبياء :
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
[آية (21) ، سورة الأحزاب]
- حتى الأكل : له أدعية في البداية ، وفي النهاية .
- والشرب : له أدعية في البداية ، والنهاية .
- حتى النكاح: أليس له دعاء ؟ ومن الذي يدعو به ؟ هل الرجل ... وفقط؟!!
بل هو وهي، ولذلك لازم يقول بصوت عالٍ لكي تتعلم، وتقول أيضاً:
( بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا)
- كل هذه الأدعية لازم يقولها بصوت عالٍ ليسمع من حوله ؛ لكي يتعلموا منه .
- والإمام الشافعي - رضي الله عنه وأرضاه -كان من هديه في مذهبه المبارك : أن الإمام يجهر بنيته -
مع أن النية محلها القلب - فيقول مثلاً :
(نويت أصلي العشاء لله تعالى أربعة ركعات حاضراً.. الله أكبر)
. لماذا؟
قال : ليتعلم الذي خلفه ؛ لأنه كان يرى في هذا الوقت أن معظم الناس أميون ، فكيف يتعلمون؟
ولذلك كانوا يجهرون بختام الصلاة .. لماذا ؟
قالوا : لكي يتعلم الناس .
فكان أغلب العوام لا يحفظ آية الكرسي ، فيحفظها سماعاً من الإمام .
- فكل شيء له ذكره،
مثلاً: سيؤذن، لا بد أن أؤذن أنا أيضاً!!
من الذي يؤذن يا إخواني؟ المؤذن أم كلُّ المسلمين؟!!
بل كل المسلمين ، لأنه يؤذن ، وأنت تردِّد
ذن كل المسلمين لحظة الآذان في آذان . ومن يتكلم أثناء الآذان ؟!
قالت السيدة عائشة في ذلك :
(كان صلى الله عليه وسلم يحدثنا ونحدثه ، فإذا استمع إلى الآذان ؛ فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه)
لماذا؟ يردِّد الآذان أولاً
**********
ينبع إن شاء الله | |
|
| |
أسماء عضوفعال
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 10:09 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 6:54 pm | |
| تابع: العلامة الأولى ********** أذكار الصباح والمساء
***********
هناك أذكارٌ يا إخواني هي أذكار النوازل ،
هناك أيضاً أذكار الصباح والمساء.
- ماذا يقول الإنسان بعد صلاة الصبح، لكي يقيه الله من الآفات؟
ويحفظه من الأمراض والعاهات؟ ومن شر طوارق الإنس والجن؟
كل حاجة في الروشتة النبوية موجودة وكاملة!!!
الأدعية التي بعد صلاة الصبح، ومثلها بعد صـلاة المغرب،
بعد الصبح يقول: " أصبحت "، وبعد المغرب يقول : " أمسيت "،
أو إذا كانوا جمـاعة يقولون: " أصـبحنا "، أو " أمسينا ".
- هذه هي الأساس الأول الذي عليه المعوِّل لمن يريد الفتح ،
لكن أترك هذه الأدعية والأذكار، وأمسك السبحة وأقول: " يا لطيف " مائة ألف مرة،
هل أنا اهتديت بالسيد الأعظم - عبد الله اللطيف؟ واقتديت به؟
لكي يفتح عليَّ اللطيف؟!! بمجرد أن أنادي يفتح لي؟
لا... لأن مفتاح الفتح: هو الإقتداء بسيد الرسل والأنبياء،
ليس بالكلام، ولكن بالإقتداء!! فهو سرُّ الفتح،
ولذلك عندما قالت السيدة عائشة رضى الله عنها:
( كان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه )
كيف؟!! بهذه الأذكار ... لأنه إذا قيلت هذه الأذكار في أوقاتها،
هل سيكون هناك وقت فراغ عند الإنسان؟ لا ...
- لأنه سينظر: إذا نظر لابنه، أو ابنته، أو نظر لأكل أو شرب في البيت، سيقول:
" بسم الله ، ماشاء الله ، لا قوة إلا بالله "
وكانت على لسان رسول الله على الدوام،
وإذا قالها الإنسان فقد حرَّز من رآه، أو من ينظر إليه بـ (بسم الله) جلَّ في علاه.
ولذلك يقع المسلمون في بعضهم الآن!!! يقول أحدهم: نظر فلان لابني ؛ وحصل له كذا!!
وهو محقٌ!! لماذا؟!!!
لأن فلان هذا ... نظر - وقد لا يقصد الحسد - ولكن لم يحرِّز أخـاه بـ (بسم الله ، ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله)!!
فلو تأسينا برسول الله؟ هل سيكون هناك حسد موجود بيننا؟!!
لا..، ولذلك قال الإمام أبو العزائم في كتاب النور المبين:
(( قد يصل العبد إلى حالة من الإيمان؛ لا يؤثر فيه السحر ولا الحسد ))، لأنه يحرِّز نفسه .
فمن الجائز أن يكون الذي يحسد .. هو أنت!!! كيف؟!!
سوف تنظر لشيء عندك ويعجبك ... ولم تحرِّزه؛ فيحدث التأثير من القوى الغيبية للقوى الظاهرية،
بأمر لا يستطيع الإنسان بيانه، لكن يستطيع عيانه - إذا كشف الله له حاله –
فتأثير النفوس غريب!! ولا يقدر أحدٌ على رؤيتها!!
-انظر كيف تؤثر بالنظر..!؟
حينما ينظر إنسان لإنسان ؛ يرتبك أو تحدث له رهبة ..لماذا ؟
هذه أحوالٌ كشفية ، لا يقدر اللسان على بيانها .
الذي يحمي من هذا كله روشتة العلي الكبير :
(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ )
[الآية (39) الكهف]
كم مرة يقولها المؤمن بالنهار ؟ لا تقل عن خمسمائة مرة . لأنه ينظر على الدوام ، والذي يقل عن خمسمائة مرة ؛
فأمامه جهاد شديد لكي يتابع السيد السند العظيم صلى الله عليه وسلم،
ويكون غافلاً - وإن كان لسانه يلهج بلا إله إلا الله، أو أستغفر الله -
لكنه غافل عن حقيقة المتابعة لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لأن هذه الأذكار هي الأذكار الرافعة والفاتحة ، التي سنَّها رسول الله ، والتي بها قال له الله :
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) [1- الفتح ]
*********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 8:52 pm | |
| تابع: العلامة الأولى
************
ماذا فتح له؟ .. هذا هو الفتح!
لم يقل الله : فلولا أنه كان من (الذاكرين) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون
ولكنه قال:
(فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ)
[143- الصافات ]
إذن الذكر المناسب هنا ، ما هو ؟ التسبيح!!
والذي يعلِّم ذلك هو الطبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم
- ماذا أفعل ؟ أمشي خلفه، مثلما قال الصالحون:
" حذو النعل بالنعل ، والقدم على القدم "
لكن الإنسان يريد أن يستسهل، فيذكر بذكر واحد،
ويردِّده اللسان في غَيْبَةٍ القلب والجنان،
لأن أذكار رسـول الله تحرِّك القلب والفكر، لأن كل ذكر له حالة والفكر يشتغل فيه!!
( الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا وإليه النشور )
فإذا تفكرت فيها: أنا كنت ميت، لا حول لي ولا طول، أصبحت حياً، وسأموت،
وسيأتي يوم النشور!!
هنا يُشغِّل دائرة الفكر وكل ذكر له موضوع.
- إذن القلب لازم يكون حاضراً لكي يأتي بالذكر المناسب،
لكن عندما أجلس وأذكر (لا إله إلا الله) مائة ألف مرة - وعيني تنظر هنا وهناك!!
فاللسان يقول، والقلب مشغول!!
لكن أذكار رسول الله تقتضي حضور القلب، وجولة الفكر، والفكر هو أساس الفتح بالذكر:
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ )
وبعد ذلك.. الفتح!!
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
[الآية (191) آل عمران]
عندما يمشي الإنسان في ساحة هذا الذكر بعد صفاء النفس، وطهرة القلب؛ يبدأ الفكر؛
فتأتي له أرسال وأمواج من العلوم الإلهية، والإمدادات الربانية، ويكون أساسها الفكر.
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 9:03 pm | |
| تابع: العلامة الأولى
*************
ولذلك بداية العلوم الوهبية تأتي نتيجة الفكر بهذه الكيفية!!!
لأنه عندما يتفكَّر الإنسان؛ من الممكن أن ينسى من حوله، ويذهب في دائرة ثانية خالص،
يتولاه الولي ويلهمه بإلهامات نافعة ورافعة في ذلك الوقت والحين،
ويؤيدها له بنصوص في كتاب رب العالمين، وأحاديث صحيحة عن سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
ولذلك عندما ترى إلهامات الصالحين أين هي؟
إما في آية قرآنية، أو في حديث نبوي
كيف تأتي؟!! تأتي نتيجة الفكر .
عندما يصوم الرجل الصالح في أول رمضان، لم يكن يصوم مثلنا!! ولكنه كان يتفكر
لماذا أصوم؟ ولمن أصوم؟ وماذا أريد بصيامي؟
أنا أريد الله، ففوراً يبعث له الله:
{ صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته }
صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
الناس يقولون رؤية الهلال، ولكنه يقول إنها رؤيته هو!!!!
فأنا أصوم من أجل رؤيته!!
ومتى أفطر؟ إذا حصلت رؤيته!! وإذا لم تحصل الرؤية ... أواصل
الصيام على مدى الأيام
حتى يمتعني الله عزَّ وجلَّ بهذا المشهد العظيم وأدخل في قول الله:
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
[ 22، 23- سورة القيامة]
( فإن غُمَّ عليكم ...) الحديث
فإن غمت الرؤية بسبب الحظوظ والأهواء، والزور والبهتان، والمعاصي والمخالفات!!
( ... فاكملوا عدة شعبان)!!
شعِّبوا الخير، وكثروا فروع الخير- لأنه سمي شعبان لأنه تتشعب فيه فروع الخير -
فشعِّب الخيرات، وشعِّب أبواب القربات؛حتى يتم الله عزَّ وجلَّ عليك النعمة
وينعم عليك بهذه المكرمات. وذلك نتيجة الفكر بهذه الكيفية!!!
ولذلك فدائما علامة توفيق المريد، وعلامة سعادة المريد ،
أن تجده في بدايته ( ماشي ) مع رسول الله دائماً،
لأنه يستحضر حضرته في كل عمل، أو حركة، أو سكنة؛
ليرى : كيف عملها رسول الله ؟... فيعمل مثله..!
ماذا قال ؟.... يقول مثله..!!
ولذلك مقرر المدرسة المحمدية لأهل البداية: هي هذه الأذكار.
يطالعها في كتاب: "الأذكار " للإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه
وكان الصالحون يقولون فيه : " بع الدار واشتري الأذكار "
أو "عمل اليوم والليلة" للإمام ابن السنى
أو " الإمام ابن ماجة " ، لكي يعرف هذه الأذكار
وقد أخذنا منها الأذكار الأساسية ،
ووضعناها في كتابنا : ( أذكار الأبـرار )
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 9:45 pm | |
| تابع: العلامة الأولى
*************
إلهام العبد ذكر الله
************
وقد أخذنا منها الأذكار الأساسية، ووضعناها في كتابنا:
( أذكار الأبـرار )
لكي يحفظها المريد ولن تُحفَظ مثل النصوص أو القرآن،
ولكن لن تحفظ إلا بالتكرار والاستمرار !! ولا يغَّير لفظاًً
لأن سيدنا رسول الله عندما سأله أحدهم : ماذا أقول عند النوم ؟
فأعطاه هذا الدعاء - وهو:
" اللهم إني وجهت وجهي إليك ، وأسندت ظهري إليك ،
لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك
اللهم إني آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت..." .
وقال :
أعدْ عليَّ الدعاء ، فأعاد الدعاء إلى أن قــال :
( اللهم إني آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبرسولك الذي أرسلت ) ؛
فقال : ( لا ... وبنبيك الذي أرسلت ) .
وعندما نسمع ذلك أو نقرأه نقـول: ( أن كلمة رسول أشمل وأعم )،
لكن عند حضرة النبى (لا)، لكي يعلِّمناأن لا نجتهد في هذه الأدعية، ولكن نردِّدها كما وردت .
ولا تقل : إن كله يوصل .
لأن الكلمة التي قالها؛ قالها بمدد من السماء!!!
ويفتح لها خزائن كرم وجود في سدرة المنتهى ، فإذا قلت لفظا ثانيا ، فلن تفتح هذه الكنوز .
مثلا :
لو أن مِفْتاح الباب فيه خلل في سنة واحدة من أسنانه ، هل سيفتح ؟….لا.
كذلك هذه الأدعية !! إذا أبدلت كلمة منها؛ كأنك غيرت سنةً في المفتاح .
وهذه هي مفاتح الفتح التي أعطاها له ، وسلمها له الكريم الفتاح عزَّ وجلَّ .
وهذا هو الأساس الأول ! والعلامة الأولى من علامات التوفيق !
التي إذا ألْهَم الله بها العبد ؛ يعلم علم اليقين أن الله عزَّ وجلَّ إختاره لسلوك طريق التحقيق
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 9:50 pm | |
| تابع: علامات التوفيق لأهل الطريق
*********************
العلامة الثانية: الفقـــه في الديــن
******************* أنظر أعلاه (كتبت من قبل)
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 10:06 pm | |
| تـابع: علامات التوفيق لأهل الطريق
*********************
العِلْـمُ للعَمَـل
********
• العلم للعمـل (سبق ذكره أعلاه)
• المجالس بالأمانات (سبق ذكره أعلاه)
• العمل الخالـص لله (سبق ذكره أعلاه)
• تربية الإنسان لنفسـه
********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 10:11 pm | |
| تربيةُ الإنسانِ لنفسه
**************
من الذي سيربِّي الإنسان على مثل هذه الخصال؟
هل المحاضرات النظرية الأكاديمية التي نحن فيها الآن؟ أم الميدان العملي؟
والميدان العملي, الإنسان مسئول عنه، وكذلك مسئول عمن حوله، لازم ينبِّه عليهم؛
لأن السيدات ضعيفات في مثل هذه الأمور وتكشف المستور!!
يقول لها: إذا كنت تريدين أن تكوني من أهل الصفا والنور، وفي معية العزيز الغفـور،
فيجب أن تسيري مث: النساء المؤمنات ، القانتات ، التائبات ، العابدات..
ما أوصافهن؟
أنا لا أسمع! أنا لا أنظر! أنا لا أتكلم!
فيم؟
في أي خير تراه، أو تعمله لعباد الله .. لا تريد أن تسمع حسن ثناء عليه، ولا تضعه أمام عينيها،
ولا تحكي لمن حولها - حتى ولو كان أعز الناس عليها –
والإسلام أعطانا درساً عملياً عظيماً في هذا الأمر،
فإذا كانت الأمور العـادية التي بين الرجل وزوجته أمَرَ ألا يفشيها أحد لأحد:
{ إن شـــر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ؛
الرجــل يفضي إلى زوجته ، وتفضي إليه ؛ فيصبح فينشر سرها ،
وتنشر سره }
(رواه مسلم عن أبى سعيد الخدرى)
حتى البنت لأمها!!! ولازم أربي ابنتي على ذلك من البداية ؛
أقول لها: إياك أن تقول لأمك حصل أو لم يحصل
وكذلك أقول لأمها: إياكِ أن تسأليها ...
إلا إذا كان هناك مشكلة؛ تتدخل لكي تحل المشكلة فقط
*************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 06, 2012 10:22 pm | |
| تابع: تربية النفس
***********
ولما وصى النبي النساء؛ فواحدة من البنات قالت: يا رسول الله إنهن ليقلن!!
فقال صلى الله عليه وسلم فيما معناه :
(من يقل ذلك ، فكأنهما شيطان وشيطانة ، فعلا ذلك على قارعة الطريق ، والناس يشهدون )
فإذا كان ذلك في الأمور العادية فما بالكم في الأمور الإلهية؟!!
من يريد أن تكون له منزلة عند رب البرية .. ماذا يفعل؟
يجب أن يكون ما بينه وبين مولاه؛ لا يعلمه إلا الله!!
إذا كانت شمالك يجب ألا تعرف ما أنفقت يمينك، فكيف يعرف غيرك ؟!!
فالذي يريد أن يكون من أهل الإخلاص، ويستودعه الله حقائق الإخلاص
يجب أن يدرب نفسه على أفعال الخواص.
وكل عمل يسديه إلى الناس، أو يرفعه إلى الله؛ فلا يعلمه إلا حضرة الله - حتى ولو كان كوباً من الشاي –
لماذا يقول ؟ ولماذا نقول: فلان زارنا اليوم؟!!
لازم نقطع ألسنتنا وألسنة نسائنا عن ماذا أكَّلتُـه؟ أو ماذا شرَّبتُـه؟
لأن هذا كلام لا يليق وليس من أدب الإسلام
ولنفرض أنني عندي حاجة على قدري في هذا اليوم،
ولا أستطيع أن أبوح بها، وسوف تضطر أن تكذب .. فترتكب إثماً كبيراً .
هذه أسرار! لازم يتعلم عليها الصغار والكبار، السيدات من طبعهن أن يستدرجن الأطفال
تعال ياولد من كان عندكم اليوم؟ يقول: كان عندنا فلان وفلان،
تقول: ماذا أكلَّته أمك؟ - وهذا من الفضول .
ومن أراد الوصول فعليه بترك الفضول ،
فمن لا يربي نفسه على ترك الفضول ؛ لا يطمع في الوصول .
مثلاً : رأى اثنين يتكلمان مع بعضهما ...
من الفضول : أنه يريد أن يعرف فيما يتكلمان ؟..ويلف ، ويدور ؛ ليعرف الخبر
ولماذا أعرف؟
-السالك في طريق الله يجب أن يبني نفسه على هذه الشاكلة ...
يرى أحوال الصالحين ، ويمشي عليها .
-فقد قرأت - وذلك على سبيل المثال وليس على سبيل التباهي -
أن سيدنا سعيد بن المسيَّب - رضي الله عنه وأرضاه - صلى في مسجد رسول الله أربعين سنة
كان لا يعلم في هذه السنين من على يمينه ولا من على شماله . فكنت أطبق هذا النهج :
كنت أذهب لصلاة الجمعة ؛ وأحاول مع نفسي أن لا أعرف من على اليمين ولا من على الشمال ؛
وأقصد أن لا أخرج من المسجد إلا بعد خروجهم ...
طبعاً في الأول ، كانت عيني تريد أن تلتفت ، وتريد أذني أن تسمع ، .فهذا هو الجهاد.
-سأل أحد الحاضرين:
لقد سمعت قريباً ، أن صلاة الجمعة بالذات غير محتاجة أن الواحد يصلي ويخرج من المسجد ،
ولكنها محتاجة إلى أن يمكث الواحد ليصافح إخوانه ؟
طبعاً !. لكن الحالة التي أحكي عنها ... للنقاء والصفاء ، من أجل الجمال والبهاء
لا يريد أن يشتغل بالخلق ، هذه مرحلة أخرى إنه يدرب نفسه .
لكنا الآن ؛ لازم نصافح ، ونتكلم ، ونبتسم ، لكي نأخذ الأجور .
لكن الأخرى ؛ كانت مرحلة عندما يقرأ الواحد عن حالة من حالات الصالحين ؛ يحاول أن ينفذها.
-أين ينفذها؟
في المعمل ، مع نفسه ...!!
والمعمل ممكن في الجامع !! ممكن في السوق!! ممكن في الشارع!! ممكن في العمل!! ممكن في البيت!!
المهم أن ينفذها !!!!
-لكن إلى متى نسمع نظري؟
العلــم يهتف بالعمل ... فاعمــل تنل كل الأمل
لازم ندخل ميدان العمل...!!
-من سيدخلك؟ أنت ...!!
-من الذي سيهذب نفسك؟ أنت...!!
-من الذي سيرقيها؟ أنت...!!
-أما نحن فنوجِّه ، ونساعد ، ونعين .... لكن عليك أن تبدأ .
لكنك نائم ومعتمد أنك عند مدرس شاطر ، ومعتقد أنك ستحصل على 99% في الثانوية ،
بدون أن تذاكر أو تفتح كتاب!! هل ينفع ذلك؟ لا...!!!
لازم تدخل الميدان ...!! وتفتح المختبر ..!! وتجاهد النفـــس..!!
وهذا ما أريد أن أقوله لكي ننال ما نتمنى
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 19, 2012 10:49 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الجمعة أكتوبر 19, 2012 11:24 pm | |
| الأستاذ / محمد العدوى مدير عام النتدى الكريم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله كل خير، وأشكر لك هذا المرور الكريم .. ونسأل الله لنا ولكم الرضا والقبول. | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 8:37 pm | |
| أسْرَارُ الحُسْنَى السَابِقَة
*******************
• طيــبُ الحبيــب
• حقيقة القيام لرسول الله صلى الله عليه وسلم
• سر معرفـــة الله
• الدرَّة النورانيـــــة
• جزاء الإحسـان
• الذكــرى تنفع المؤمنين
• ألفـة القـلوب
• مشاهـــد الأصفيـاء
• جهاد العـارفين
*********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 8:42 pm | |
| طِيبُ الحَبِيب
***************
كانت هذه المحاضرة بعد صلاة الجمعة، 2 جمادى الآخرة 1426هـ ، 8 من يوليو 2005م بمقر الجمعية العامة للدعوة إلى الله بحدائق المعادى بالقاهرة
**************************
الحقيقة أنه عندما تسمع القلوب أي شيء عن الحبيب تطيب ..
تطيب من الهموم ، والغموم ، ومن المشاكل .
هل منا من يتذكر هذه الأشياء الآن؟ كلا..!
لأنه عندما تأتي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ربنا سبحانه وتعالى يُذْهِب كلَّ همٍّ وغمّ،
وكربٍ وضنـك وسـوء
عن القلب المشـغول بحبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم
وتقريباً للحقيقة:
الإنسان خلقه الله عزَّ وجلَّ ذائقاً للجمال، وراغباً في الكمال.
كلما رأى الإنسان جمالاً رغب فيما هو أجمل!!
إن كان الجمال في المنظر؛ إن كانت مناظر بشرية ، أو منـاظر طبيعية .
أو كان الجمال في الشئون؛ في مسكن ، أو سيارة .
أو كان الجمال في ما تشتهيه الأنفس .. من مـآكل أو مشارب ، أو مفارش ، أو مناكح ..!!
كل هذا تشتهيه الأنفس.
لكن إذا لاح للأرواح جمال حبيب حضرة الفتاح صلى الله عليه وسلم
فإن الإنسان لا يتمنى ولا يشتهي شيئاً في الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة، سواه!!
لأنه لا يوجد أكمـل ولا أجمـل - إن كان في الدنيا، أو الآخرة أو حتى الجنـة -
من جمال رسول الله الروحاني النوراني .
وليس الجمال الجسدي ؛ لأن الجمال الجسدي فانٍ.
ولكن الجمال النوراني ، والجمال القدسي الذي لـمَّعه ربنا عزَّ وجلَّ بجمال ذاته
وأفاء عليه من تنزل كمالاته وجمالاته عزَّ وجلَّ!!!
ورؤية هذا الجمال هو ما يؤدي ببعض الناس أن تتعجب من أقوام
لا تشغلهم الدنيا بجميع مشتهياتها التي ذكرناها؛
ويقولون: لماذا لا تشغلهم هذه المشتهيات والمطارف؟!!
لأنهم رأوا بقلوبهم وبأرواحهم الأنعَم والأبهى والأجمل، والأكمل والأعظم!! فلماذا يلتفتون لغيره؟!!!
بعد أن رأوا هذه الطلعة البهية، والحضرة النورانية للمصطفى صلى الله عليه وسلم.
********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 8:45 pm | |
| حقيقة القيام لرسول الله صلى الله عليه وسلم
******************
إذا كان الجمال الذي يقول فيه سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه:
قيــامي للحبيب علــيَّ فـرضٌ ******* وترك الفَـرض مــا هو مســتقيم
عجبت لمــن له عقــلٌ وفهـمٌ ******* يرى هــذا الجمـــــــال ولا يقــوم
وطبعاً بعض الناس - الذين على قدرهم - قالوا: يقوم يعني يقوم له واقفاً!!
وكيف يتم هذا الوقوف الآن؟!!
ولكن حقيقتها: يقوم لخدمته، ويسعى لنصرته، ويمشي لتأييد شريعته،
ويذوب عن ناسوته وبشريته، شغلاً بحضرته صلى الله عليه وسلم.
وليس القيام أن يقف كما قالوا، لأن سيدنا رسول الله نفسه لا يريد هذا،
لكن يريد من يقوم بخدمته - وليس خدمته هو – ولكن خدمة الشريعة .
وهذا أمر سيدنا رسول الله، وسدنة الشريعة الأمناء في كل زمان ومكان .
وهذا ما جعل الصالحين دائماً منشغلين البال ، ودائماً مشغولين قلباً وقالباً
بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم
ولكننا جميعاً والحمد لله - وكل مؤمن - عند سماعه لسيرة الحبيب ؛ يحن قلبه ، ويهيم فؤاده ،
ويشتاق على الأقل لزيارته ، إن لم يكن سيشتاق لرؤياه .
وهذه هي البشرى التي يطمأننا بها ربنا عزَّ وجلَّ .
وما دام الإنسان يحنُّ عند سماعه لسيرة حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
ويريد أن يزوره، ويريد أن يراه، ويحنُّ له هنا،
لا بد أن يتيقين أن له سابقة عناية من الله ، ويتأكد أنه من الجماعة الداخلين في قول الله :
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)
[101 سورة الأنبياء]
لماذا؟
لأن رسول الله هو الذي أذاع هذه الحقيقة، وأبان هذا الأمر،
عندما حكى عن ربه عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي
(( كنت كنزاً مخفياً؛ فأحببت أن أعرف ؛ فخلقت الخلق ليعرفوني ))
المعرفة هنا ؛ دائرةٌ مع المحبة .
************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 8:49 pm | |
| سرُّ معرفة الله
**********
من الذي يعرف ربنا؟
الذي أحبه الله عزَّ وجلَّ، ( أحببت أن أعرف )!!!
فالذي أحبه الله ؛ يعرِّفُـه بحضرته ..كيف سيعرَّفه؟!! عن طريق رسول الله ..
هل هناك من يعرف الله بدون رسول الله؟ لا..!!
فكون الإنسان عرف الله ؛ فهذا دليل على محبة الله عزَّ وجلَّ له ..لأن الله عرَّفه بذاته
وعرَّفه بسيد كائناته صلى الله عليه وسلم.
وقد بين سيدنا رسول الله الدليل الذي لا يحتاج الإنسان بعده لأي سند أو دليل،
فقال صلى الله عليه وسلم :
{ إن الله خلق الخلق في ظلمة ، ثم رشَّ عليهم من نوره –
ونوره يعني نور رسول الله صلى الله عليه وسلم -
فمن أصابه ذلك النور - اسمعوا وعوا - وفِّق ، واهتدى، ومن لم يصبه ذلك النور ؛ ضلَّ وغوى }
(سنن الترمذي- الجامع الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص)
وهذا حديث صحيح ؛ رواه الإمام البخاري ، والإمام مسلم ، وموجود في كتب الصحاح
(إن الله خلق الخلق - كلهم - في ظلمة)!!!
ومن أراد أن يعرِّفه به ، ماذا فعل له؟ رش عليه من نور حبيبه ومصطفاه
(ثم رش عليهم من نوره ) على من؟ على الأحباب
(فمن أصابه ذلك النور)، يكون هذا المراد والمطلوب (وفَّق واهتدى)
(ومن لم يصبه ذلك النور ضل وغوى) حتى ولو علم علوم الأولين والآخرين
وحتى ولو كان من الأساتذة الكبار في المعاهد العلمية الأوربية أو الأمريكية
مثل المستشرقين الذين درسوا الدين الإسلامي!!!!
لكن هل سيهتدي أحدهم؟ لا، إلا من سبقت له من الله العناية!
لأنه درس ، ولكنه لم يرث!!!
فالذي ورث ... هو من أخذ ذرة من نور المحبة، وظهرت عليه أنوار الأحبة،
بعد طلاوته من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد أخذنا هذا بفضل الله ، وبكرم الله ، وبمحض عطاء من الله جلَّ في علاه .
ولذلك عندما نسمع ؛ نـَحِنُّ ...
إلى ماذا نَحِـنُّ ؟ نـَحِنُّ للأصل!!
مثلما يرى الواحد منا في الدنيا شخصاً ويجالسه ... وتمر على هذه الحادثة سبع سنين مثلاً
ويرجع بعد هذه السنين يقابله فبمجرد أن تصوب عليه الكاميرات الإلهية - فوراً –
تعطي صورة للذاكرة الربانية ؛ فيقول له :
لقد رأيتك قبل ذلك !!... أين..؟ لا أعرف ..! ثم بعد ذلك يتذكر ، ويقول له :
لقد رأيتك في المكان الفلاني ، يوم كذا ، وقد قلت لك كذا ، وقلت لي كذا...
ألا يحدث ذلك؟
وهذا الكلام في الدنيا، وهذا بالنسبة لنا أجمعين، وللناس جميعاً ،
أي انسان إن كان مؤمناً أو غير مؤمن، مهتدى أو ضال!!
لكن بالنسبة للمؤمنين ، والموحِّـدين ، والموقنين ، المحسنين ...
لقد رأى هؤلاء مشاهد عالية في الحضرة التى حكاها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ثم رشَّ عليهم من نوره)
رأينا فيها مشاهداً روحانية، حيث كانت الأرواح هي الموجودة فقط ،
ولم تكن الأجسام، ولا النفس!!
مشاهـد روحانيـة!!!
***** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 9:05 pm | |
| الدُّرةُ النـورانيَّـة
*****************
وهذه المشاهد علِّقت، ثم تنزل إلى القـلوب في حالة الصفا ،
فتجعل الإنسان يحنُّ دائماً لمراتع الصفاء هذه
والتي يقول فيها سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
على الدُّرة البيضــاء كان اجتماعنــا ******* وفي قــاب قوسين اجتمــاع الأحبة
كنا مجموعين هناك على " الدرة البيضاء " ...
وهـي الدرة النورانيـــة ، قبل خلق الطين ، وقبل خلق الأفلاك ، وقبل خلق الأملاك
كانت هناك درة نورانية أشار إليها النبي فقال :" قبضت قبضة من نوري،
هذه هي " الدُّرَّة .." ، وقلت لها كوني محمداً.."
وهذه القبضة ...ليست كقبضتنا هذه..!! حاشا لله عن هذه القبضة
كلمة " قبضة ": يعني مجمع ؛ يعني جمعت مجمعاً من نوري !!
جميع أنواري ، وجميع أسراري ، وقلت لها كوني محمداً .
يعني فيه جميع جمالات الله ، وجميع كمالات الله وجميع أسرار الله ؛
لأنه قبضة الله الجامعة الشاملة لجميع عطاءات الله جلَّ في علاه .
فاجتمعنا جميعاً ، ورأينا هذه الأشياء ، وسمعنا - ولكن بالسمع الروحاني - للأسرار
التي أذاعتها إذاعة الحق ، ونحن في رحاب الحق ، منظورين بنظرات سيد الخلق!!!!
-ويتكلم الإمام أبو العزائم في هذا الموضوع ويقول:
من ألست لم ننسَ مـا قــد شهــدنا ***** من جمـال الجميــل إذْ خـاطبنـــا
لم ننسَ هذه المشاهد ، ولا الخطاب الذي سمعنــاه في هذا الموقف ....
كيف أنســاك يا جميــل وأنت ****** ســرُّ مجلى الأسمــاء عرش المعنى
هذه معاني راقية ، وعالية ، وقد عشنا فيها . ولذلك كلمة الإيمان ماذا تعني؟
يعرفوها - باللغة - بالتصديق ... التصديق بماذا ؟
بما سمعه ، ورآه الإنسان من قبل ، وذُكِّر به في هذه الحياة الدنيا ..!
عندما يُذَّكَّر..! يَذْكُر...! ثم يصدق .
والذي لم يعش هذه المشاهد العالية هناك ، مهما قال له القائلون ..!هل يُصدِّق..؟
لا.!! لأنه لم يعش في عالم المعاني هذه .
-وهؤلاء هم الجماعة الكافرون - والعياذ بالله - لأنه عايش في المحسوسات ،
وكل هذه الأحاديث معنويات ! ، كمالات إلهية !
ولكنه يريد أن يحضَّرُ الكمالات الإلهية في المعمل !!؟، لأنه لم يعشها ولم يرها قبل ذلك .
جمالات محمدية ، يريد أن يراها على شاشة التلفاز ويحس بها ، و لا يعرف التلفاز القلبي!!
و لا يدركه ..!! و لا يقدر أن يستورد ، أو يصنع جهازاً منه ..!!
وهذا مخصوص لمخصوصين!!
كل واحد فينا يستطيع أن يشترى جهاز توشيبا أو ناشيونال أو غيره ؟
لكن من منا يستطيع أن يشترى جهاز يشاهد هذه القنوات الربانية العالية؟!!..أين يباع؟!!
ولكنه مخصوص لمخصوصين ، هدايا ، وعطايا ، لا يباع ، ولا يشترى!!
بماذا يشتريه؟!!! هذا هدية ، وعطية ، ...لمن..؟
لأهل الاجتباء ، وأهل الإصطفاء ، الذين أحسنوا ؛
فأجمل الله عزَّ وجلَّ لهم الهدية، والأجر العظيم ، والعطاء.
************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 9:10 pm | |
| جـزاءُ الإحسان
**********
(هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ)
[الآية 60 - الرحمن]
والإحسان هنا يعني مقام الإحسان !!!
لكن هل الإحسان ؛ يعني يوزع عليهم فلوس؟ أو أكل أوشرب؟
جزاء الإحسان يعني: نُزُل الإحسان، مشاهد الإحسان، مقامات الإحسان، أليس هذا جزاءاً؟
أم يكون جزاءاً حسياً؟!!!! لا ينفع ، لقول الله تعالى:
(وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)
[الآية (86) النساء]
وهذا لنا نحن ، فما بالكم مع الله ، كيف يكون؟!!!
فعندما أحسن عملي ؛ يكون جزائي مشاهد الإحسان، ومنازل الإحسان ، وخزن الإحسان .
وهذه خزن في القرآن، وفي سدرة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم،
لمن بلغوا مقام القرب والتدان!!!
ولذلك لما ربنا يتكلم عن الجماعة الذين آمنوا :
(إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ – فى الدنيا – يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا)
[107 سورة الاسراء]
لأنهم سمعوا قبل ذلك هناك،
والذى لم يسمع هناك، من الذي يقدر أن يسمعه هنا؟!! لا أحد!!
لازم يكون سمع من هناك في عالم الأزل، وهذا هو سرُّ سابقة الحسنى!!!!
سبقت لهم الحسنى هناك فسمع ورأى،
فلما يسمع هنا يكون تكراراً لما رآه وسمعه هناك .
ولذلك لما كلف حضرة النبي ماذا قال له؟
(وذكَِّر...)! يعني حاجة أخذوها قبل ذلك!! فذكِّر وراجع معهم أنت هنا،
فالدروس أخذوها هناك، وأنت تراجع هذه الدروس..! ... أليس كذلك ؟
فإنها مراجعة فقط !! لكن الدروس قيلت قبل ذلك ، وأخذوها في عالم الأزل
لكن الذي لم يأخذ هذه الدروس .. هل يقدر أحد أن يراجعها معه هنا؟!! لا يهضمها..!!
( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ )
[21-الغاشية]
تذكر بالذي كان هناك ..
( إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ - أوتوا ؛ يعني بالفضل ...وليس بالتعليم.. (مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ - هنا فى الدنيا - يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا .
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً .
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )
[107 : 109 - سورة الإسراء]
إذاً الخشوع موجود قبل ذلك ، لكن يَزيدُ الخشوع .
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 9:14 pm | |
| الذكرى تنفع المؤمنين
***************
وهكذا عطاءات الله ، وهذا هو حال المؤمنين!!
لكن هل هناك من أحد يستطيع أن يعلّم من البداية؟ ... من لا يوجد له التعليم من هناك ؟ لا..
لأنا في الدنيا ، نراجع مع بعض الدروس ، نذكِّر بعضاً ،
لأن الواحد فينا عندما ينزل إلى الدنيا ينسى ، أو تفتر عزيمته ،
نتيجة الانشغال بالشهوات ، والحظوظ ، والأهواء ، والملذات .
لأننا كلنا كنا في جنة آدم ، لما آدم هبط إلى الأرض ماذا حدث ؟ لماذا نزل ؟
ذكر الله السبب وقال :
( فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )
[الآية (115) طه]
ما سبب نزوله؟
نسي الذي أخذه قبل ذلك .
ولماذا ضعفت عزيمته ؟
انشغل بمظاهر الجنة ، الثمار في الجنة ، والأطيار ، والملائكة ، وغير ذلك ... فانشغل!!!
وهي نفس الحكاية بالنسبة لك .. ولي!!
لقد كنا في الجنة العالية هناك ، جنة المعاني ، وجنة الحقائق ، وجنة الأرواح ، وجنة اللطائف .
عندما يأتي الواحـد إلى الدنيا ، إذا لم يكن يجالس المذكِّرين ؛ سينسى
إذا انشغل بالمظاهر ، والمطارف ، والشهوات ، والحظوظ ، والمباني ، والمغاني ، والمساكن!!!
كذلك سيضعف وينطبق عليه نفس الحكاية...!!
( فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )
نفس المرض ، فالبعد ، أو الغفلة ، أو القسوة ! ما سبب هذا كله؟
(نسي ... ولم نجد له عزماً) ، أيُّ أسباب أخرى ....كلها تنطوي تحت هذه الأسباب .
ما علاج النسيان؟ فذكر!!
ولذلك كنز المذكرين هو صلى الله عليه وسلم ؛ مذكر ، وكذلك الورثة من بعده مذكرون .
هل أحد من الورثة معه حاجة جديدة؟ أبداً ، ولكنه يذكر
ولذلك عندما تسمع... يرتاح لهذا السماع قلبك ، ويحن له فؤادك .
وإذا واحد لم يسمع هذه الحقائق ؛ فلا يقبلها!!!
وعندما ترى واحداً كان معك هناك في الفصل ، ويمكن أن تكون تراه لأول مرة ،
فتقول لنفسك ولمن حولك:
لقد رأيت هذا الرجل قبل ذلك ....ولكن لا أعرف أين ؟..ومتى...؟
على الرغم من أنه لم يحدث لقاء في الدنيا!!! ... إذاً أين كان اللقاء؟
كان اللقاء هناك ، ولكن ذكرت به هنا ، لأنك في حالة الصفاء ،
وقد قال في ذلك سيدنا رسول الله :
(الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها)
(المستدرك على الصحيحين للحاكم عن سلمان الفارسي)
أين ؟ هناك ... (إئتلف) هنا ، ويريدون أن يكونوا مع بعض ولا يفارقون بعضهم ......توجد بينهم ألفة !!
ومن أين تأتي هذه الألفة؟
( وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )
[آية (63) الأنفال]
من الله ؛ أي ليس من هنا ؛ ولكن من هناك .
*************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 9:21 pm | |
| ألفة القلوب
*******
وهل يقدر واحد أن يؤلف بين اثنين هنا؟!! أين هو؟!!
حتى لو ألفت بينهم!!! المصالح كذلك تنفرهم من بعضهم ...
المصالح...!!!!
لكننا نتكلم عن الألفة التى ستدوم ، لازم تكون من الحي القيوم ، من هناك .
ولكن الله ألف بينهم ،
لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ...لكي تعطيه لهم - كذلك ... ما ألفت بين قلوبهم !!
ستؤلف بين الأجساد ، ولكننا نتكلم عن ألفة القلوب ..!
لأن المصالح هي التي تؤلف بين الناس ، فيشتركون في تجارة ، أو يشتركون في زراعة،
.... هذه ألفة المصالح ،
لكن الذي يتكلم عليه حضرة الله " ألفة القلوب " ، وهذه من هناك
( وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )
[ 63 ، الأنفال]
-عندما يرى الإنسان واحداً ما ، يقول لقد رأيت فلان هذا ... متى..!! ؟
وهذه أمور يحتار فيها الإنسان!!!!
لكن عندما يرجع لسيدنا رسول الله ، يعرف أن هذه الألفة حدثت قبل القبل ،
فعندما يحضرون إلى هنا فالأرواح تعارفت ،
وكان دائما ما يحدث هذا بين الصالحين وبين المريدين ، فيعرفون بعضهم فوراً من غير حاجة ؛
وهذا من باب الألفة السابقة
(وما تناكر منها اختلف) ... فيحاول أن يتقرب ، ويتودد إليه ، بكل الطرق!! بلا جدوى..!!
- لماذا؟ لأن الحالة سابقة !!
هل هناك أحد من الأولين ، والآخرين ، يقدر يعمل عملية ...تصلح هذه الأحوال ؟ مستحيل!!
- سيدنا أويس - رضي الله عنه وأرضاه ... عندما سمع عنه واحد من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم - وهو هرم بن سنان - فأخذ يبحث عنه .
وفي يوم من الأيام ، وهو يسير على شاطئ دجلة ، وكان سيدنا أويس قاعد على النهر يتوضأ ،
فقال لسيدنا أويس : السلام عليكم
فرد عليه قائلاً : وعليك السلام يا هرم بن سنان..!
فقال : كيف عرفتني؟ .... قال: عرفت روحي روحك ، فعرفت اسمك !!
لأن الروح تعرف الروح من هناك!!!!!!
قال له : هل أنت أويس القرني؟ .... قال : نعم
وكذلك الرجل الصالح الذي رأى في المنام أنه سيتزوج امرأة ما -
وكان اسمه الشيخ عبدالواحد بن زيد من التابعين -
سيتزوج امرأة - اسمها ميمونة المجنونة - فأخذ يبحث عنها ،
فقالوا له : إنها مجنونة في صحراء البصرة .
فظل يبحث عنها ، إلى أن وجدها واضعة عكـازها في القبلة ، وتصلي -
والذئاب في وسط الغنم ولا تؤذيها -
وبعد أن فرغت من الصلاة ، قالت له : ما الذي جاء بك يا عبدالواحد ؟
فقال: كيف عرفتيني ؟ .... قالت : عرفت روحي روحك
فأراد أن يكلمها ، فقالت : ليس هنا ولكن في الجنة !. الزواج في الجنة..!!!!
من أين هذا يا إخواني؟
من عالم الحقائق ، والتي سمعناها ، ورأيناها :
( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
[الآية (18) آل عمران]
شهدوا هذه الحالة!!!
شهدوا الوحدانية ، وحيطة القيومية ، وظهور أنوار الصمدانية ، في هذه العوالم الخفية ،
قبل النزول إلى الحياة الكونية ، وقبل نزول الأرواح في هذه الأجساد الآدمية.
**************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 9:24 pm | |
| مشاهد الأصفياء
**********
فعندما ينزل الإنسان هنا، يتذكر هذه المشاهد، ويعيش في رحابها، ويتهنى بمشاهدها،
ويتمنى بالشوق والحنين أن يرجع لها ثانية !! ولذلك ربنا عندما يذكرنا في القرآن ، يقول:
( إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى )
[الآية (8) العلق]
سترجع ثاني ، وعندما ترجع ثانية لعالم الحقائق بشرط أن تتجرد من الجسم وأنت فيه!!
وتتجرد من النفس وشهواتها وأهوائها وهي معك!! فترجع لهذه الحالة من الصفاء ..
فترجع لما كنت فيه
( إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ) ...
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ )
أي أرجع تاني للطريق الذي أتيت منه ، أليس كذلك ؟
( إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً )
أين تذهب إذاً ؟
( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي )
(28: 30 – الفجر)
فهذه مشاهد الجنات، ومشاهد العباد التي كنت تعيشها هناك
ومتى يكون هذا؟ عندما ترجع لهذا الطريق مرة أخرى!!!
كل الموضوع أنه يريد الرجوع إلى الحال والمشاهد
التي كان الإنسان فيها قبل خلق الخلق، وقبل القبل،
عندما كنا في حيطة الواحد الأحد الفرد الصمد ،
قبل خلق المال والأهل والولد، وانشغالنا بالبلد، وما بداخل البلد،
ومشاغل البلد، ومشاكل البلد، وهذا ما شغلنا .
فإذا رجع الإنسان للواحد الأحد ، انتهى الأمر ؛
ويشهد ما قد شهده من المشاهد الأولى ، وهي :
( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ )
[104 - الأنبياء]
فتكون هذه هي الإعادة إن شاء الله رب العالمين.
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق السبت أكتوبر 20, 2012 9:30 pm | |
| جهاد العارفين
**********
فهذه يا إخواني أحوال الصالحين!!
لكن كل الموضوع إنك ترجع تاني للهناء الذي كنت فيه!!
كيف؟
حاول تخفف وطأة الجسم، وطلباته وشهواته، وَعُتُوٍّه على الرُّوح،
وظلمة النفس وجبروتها وطاغوتها!!
وإذا فعلت ذلك ؛ سيظهر صفاء القلب ، ويظهر جمال الروح
وترجع ثانية للفتوح ، ولمشاهد حضرة السبوح عزَّ وجلَّ
وكل جهاد العارفين والصالحين في الرجوع لهذه الأحوال ... كيف؟
كن كما كنت طيناً أو مَنِيًّا ***** أو طُفَيْلاً في أوَّلِ الأدوار
ولذلك عندما يولد الإنسان - وقبل أن تنزل سـتارة الحس – فهو يعيش في هذه المشاهد
قبل أن يعرف أن هذا أبوه، وهذه أمه، ويعرف من حوله
يكون في هذه المشاهد ، ويرى الملائكة ، والملكوت
وعندما تنزل ستارة الحس ، ويميز بين أبيه وأمه وجده ، يحجب عن هذه المشاهد ،
لأنه بدأ ينشغل بالأكل والشرب، لأنه هناك لا يوجد أكل ولا شرب :
{أبيت عند ربي فيطعمني ويسقين}
(صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة)
وهذه باختصار أحوال الصالحين.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يعيننا على قربه ورضاه ، وأن يطوي عنا كل بين ، ويمحو عنا كل بعـد ، ويزيل عنا كل قسـوة ،
حتى نراه في كل أحوالنا ظـاهراً لنا بأعين قلوبنا، لائحـاً لنا ظاهراً جلياً بأرواحنا .
وحتى نكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين ، والشهداء ، والصالحين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الأحد أكتوبر 21, 2012 2:54 pm | |
| هذا وقد ألمع إلى هذه الحقائق الإمام أبو العزائم رضي الله عنه حيث يقول:
* * * * * * * * * * * * * * *
لي غــرام مـن نشــأتي الأوليــة ***** حــين واجهت وجه رب البريــة
لاح لي الوجــه في صفا الروح أحيــا **** ذا غـــرامٍ إلى المعــاني العليـة
كنت روحــاً أشتــاق والنور حـولي ****** صرت جســماً في دار دنيــا دنية
ظــل كوني قد حجب الــروح وَيْحي ***** عن شهــود الأسرار في الصمــدية
كيف صــبري مـن بعد رؤية وجــه ****** في صفــاء عـن صــورة مثنويـة
أنت يا جســم قـد سترت حبيــبي ****** صِــرْتَ يا جســمُ للقريب بليـّة
خلـــي روحـــي تفــر لله إني ******* في هيــام للوصــل للأحـديــة
كانت الــروح قبــل حين وجـودي ****** في حجــاب عن مشهــد الواحدية
فيَّ قـــد شاهـدت جمال جميــل ****** في مقــام الأعـلين فاشهــد أُخيَّ
سـخـَّرَ العالمين علــواً وسفـلاً ****** لي أيــا روحــي كوني عني رضيه
إنـني الكنــز فيَّ غيب المعـــاني ****** صــاغني الله باليــد الروحيــة
قالت الـروح أنت يا جســـم رقٌ ******* أشــرقت فيك شمسـها الأوليــة
صـــاغني الله باليــديـن و أنت ******** بي نلــت طهــوره الأحمديـــه
* * * * * * * * * * *
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الأحد أكتوبر 21, 2012 2:58 pm | |
| احْفَظِ الله يحْفَظْك
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الأحد أكتوبر 21, 2012 4:56 pm | |
| احفظ الله يحفظك
********** كانت هذه خطبة الجمعة يوم 2من جمادى الآخرة 1426هـ الموافق 8 من يوليو 2005م بمسجد النور بحدائق المعادي بالقاهرة. *********
الحمد لله رب العالمين ... الظاهر بمظاهر قدرته وفعله لعباده المؤمنين،
والباطن بخفي لطفه ومكنون حكمته لعباده المخلصين.
سبحانه سبحانه ... من شدة ظهوره ظهر فلم يدركه شيء إلا بعلمه،
ومن شدة بطونه بطن فلا يحس به ولا يشعر به إلا الملهمين من عنده
إلهٌ قويٌّ في فعاله ، جميل في خصاله ، كريم في عطاءه ونواله،
دافع كل كيد وكل مكروه لمن استند إليه واتخذه وكيلاً .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جعل خيوط الأقدار في قبضته ،
ومفاتيح الأسباب بين أصابع صنعته ،
هو وحده الذي يقلب الليل على النهار، ويقلب النهار على الليل،
وهو وحده الذي يحي ويميت ،
ويرزق من يشاء بأسباب ، ومن يشاء بغير أسباب،
ومن يشاء بحساب ، ومن يشاء بغير حساب .
وهو وحده الذي يلهم القلوب بما يريد، ويجعل الخواطر تجتاح عقول العبيد،
فلا يتحركون إلا بما يريد .
لأنه كما وصف نفسه :
( فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ )
[16 - سورة البروج]
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، أسند ظهره لمولاه، وفوض أموره كلها لله،
والتجـأ في كل أمر إلى حضرة الله، وتوجه في كل حاجة إلى مولاه ؛
فما خيَّبـه مولاه في مطلب أو مقصد - طرفة عين ولا أقل - وقال له عن هذه الأمة المجتباة :
(( أنا لهم ما عاشوا ، وأنا لهم إذا ماتوا ، وأنا لهم في القبور ، وأنا لهم في النشور
وفي الدنيا أستر على العصاة ، وفي الآخرة أشفِّعك فيهم
من توكَّل عليَّ منهم كفيته ، ومن أقرضني جازيته ، ومن سألني شيئاً أعطيته ))
وقال في ذلك في صريح القرآن :
( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
[الآيةر(60) غافر]
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد، الذي ربط القلوب بحضرة علام الغيوب،
وجعل المؤمنين أجمعين في كل زمان ومكان، لا يتحركون ولا يسكنون، ولا يقولون ولا يفعلون،
ولا يطلبون ولا يلحُّون؛ إلا لمن بيده مقاليد السموات والأرض،
والذي إذا أراد شيئاً ....إنما يقول له : كن فيكون .
صلَّى الله عليه وعلى آله أهل إجابته، وأحبابه الذين استجابوا لدعوته،
وأتباعه الذين ساروا على هديه وتمسكوا بسنته
وعلينا معهم أجمعين . آمين آمين ، يا رب العالمين....
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الأحد أكتوبر 21, 2012 5:15 pm | |
| تابع: احفظ الله يحفظك
*************
إخواني جماعة المؤمنين ..!
لقد كان ما حدث لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، في زمانه وعصره أمراً خارقاً للأسباب
يدعوا كل لبيب ، وكل ذكي ، وكل عاقل ، أن يبحث في شئونهم ، وأن يحاول أن يقتدي بفعالهم ، لعلَّ الله عزَّ وجلَّ يرشده ويوجهه إلى طريق الخير والسداد ، كما وجههم أجمعين .
فكل ما نراه ونلمسه من مشاكل جمّة ، ومن أمراض عامة وطامة ، ومن كل أنواع الفتن
لا يساوي ذرة مما وجدوا فيه ، وما كانوا عليه
لقد وُجِدُوا في بيئة ليس فيها مال ولا خير بالمرة!!
وليس فيها إلا القوي يتغلب بقوته على الضعيف،
ويسيطر على موارد الخير ويحرم منها الفقير والضعيف ، ....والحديث في هذا الباب يطول.
ماذا يفعلون ليغيَّر الله أفعالهم ، ويقلب الله فقرهم إلى غنى ، وضعفهم إلى قوة ،
وسقمهم ومرضهم إلى صحة وفتوَّة ، وحياتهم غير المستقرة إلى سعادة وهناءة دائمة ...!
ماذا فعلوا؟!! وماذا نفعل؟!!
*************** يتبع إن شاء الله يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الأحد أكتوبر 21, 2012 5:18 pm | |
| تابع: احفظ الله يحفظك
*****************
أعطاهم النبي روشتة صغيرة ، في كلمتين اثنتين ،
يستطيع أبناؤنا قبلنا أن يحفظوهما، وقد وجهها للصغار وللكبار
وللمؤمنين والمسلمين في كل زمان ومكان على مدى الدهور والأدوار
قال لهما في شخص حبيبه عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما:
{ يا غلام ألا أعلمك كلمات؛ احفظ الله يحفظك ، احفظ الله ؛ تجده تُجَاهك }
(سنن الترمذي- الجامع الصحيح)
إذا كنت تخـاف من مرض في نفسك ، أو من فقر في بيتك ، أو من شذوذ في أهلك وولدك، أو من سوء علاقات في أهلك وجيرانك ومن حولك ، أو من أي ذي جبروت وبطش ،
أو من عصابات وغيرها من أنواع التخويفات التي تلوح في الأفق – الفينة بعد الفينة - ...
كل ما عليك : " احفظ الله يحفظك!!! "
كيف احفظ الله ؟
أحافظ على ما كلَّفني به الله ، وأؤديه في الوقت و الحين والزمن الذي خاطبني به الله!!!
يتولاني الله بولايته ، ويجعلني في حفظه وكنفه وصيانته ،
ويحفظني ظاهرا وباطنا من شرار خلقه ، ومن جميع الأشرار من بريته ،
بل من شر الجن والإنس ، وطوارق الليل والنهار ،
وكل شيء يخطر على البال ، أو لا يصل حتى إلى الفكر ؛ ولو استعان بالخيال ؛
لأنني أدخل في قول الله :
( فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
[64- سورة يوسف]
**************
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الأحد أكتوبر 21, 2012 5:21 pm | |
| تابع: احفظ الله يحفظك
*****************
ولذلك صار أصحاب الحبيب على هذه الهيئة :
خرج تاجر من المدينه إلى الطائف - وهي مسافة حوالي أربعمائة كيلو في صحراء جرداء -
ليس معه مسدس ، ولا رجال مسلحون ، أو أمن يحفظونه ، ولا يركب سيارة مسرعة ،
ولكن يركب جملاً
كيف سار في هذه البيداء ، والصحراء ؟
متكلا على الله ، وواثقا في مـولاه ، وقلبه يشعر بالطمأنينة ، لأن لسانه دائماً رطباً بذكر الله :
( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
[28 - سورة الرعد]
وقبل الطائف بمرحلتين قابله قاطع طريق؛ فاستوقفه ، ثم أخذه إلى وادي بين جبلين،
ووجد الوادي مملوءاً برؤوس مقطوعة قبله،
فقال له : مصيرك كهؤلاء ..!؛ فأعطني ما معك من مال..!
فقال : خذ مالي ودعني ، فإن لي صبية صغاراً لا عائل لهم ، ولا كاسب لهم غيري .
فقال له : أما مالك فلابد منه ، وأما قتلك فأمر ضروري ، ولا مناص منه
فلما وجده مصراً على فعله قال له : دعني حتى أصلي ركعتين لله عزَّ وجلَّ
بمن يستنجد؟!! بمن يستغيث؟!!
أبالنجدة الدنيوية ، أم بفرق الإنقاذ البشرية ؟
لا هذا .. ولا ذاك !!
( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )
[الآية (62) النمل]
صلى الركعة الأولى ، وعند ركوعه للركعة الثانية ؛ سمع صوتاً يقول : دعه يا عدو الله !!
فواصل الصلاة ، وعند سجوده ؛ سمع الصوت مرة ثانية يقول : دعه يا عدو الله!!!
فواصل الصلاة ، وفي تشهده ، سمع الصوت مرة ثالثة يقول : دعه يا عدو الله!!!
فأنهى صلاته وسلَّم ؛ فوجد شخصاً في يده سيف مضرج بالدم ، وقد قطع عنق قاطع هذا الطريق
فقال له: من أنت؟ ومن الذي أعلمك بي؟!!! ومن الذي أرسلك إليَّ؟!!!
فقال: إنك لما استغثت بمولاك، وأنت في السجود في الركعة الأولى ،
قال الله تعالى : من يجيب عبدي فلاناً بأرض كذا هذه اللحظة؟
فقلت : أنا ، وأنا ملك من السماء الرابعة .
فلما هممت بالنزول ؛ همَّ بقتلك وأنت في الصلاة ، فقلت : دعه يا عدو الله ،
وعندما وصلت إلى السماء الأولى ؛ همَّ بقتلك مرة ثانية وأنت في الصلاة ؛ فقلت : دعه يا عدو الله
وأنا على باب هذه الوادي ؛ همَّ بقتلك للمرة الثالثة ؛ فقلت : دعه يا عدو الله ، ثم قتلته .....
( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )
[(3) - الطلاق]
********************
يتبع إن شاء الله
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: علامات التوفيق لأهل الطريق الأحد أكتوبر 21, 2012 5:29 pm | |
| تابع: احفظ الله يحفظك
******************
نحتاج إلى جرعة يقين , ونحتاج إلى شراب من روح الإيقان في هذا الدين ؛ ليقوي يقيننا في الله
ونعلم أنه لا يحدث في الكون إلا ما يريده الله ، ونعلم علم اليقين حقيقة قول الحبيب:
{ واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك
وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء ؛ لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك
رفعت الأقلام ، وجفت الصحف بما هو كائن إلى يوم القيامة }
(سنن الترمذي- الجامع الصحيح)
لم تخاف .. ومعك الله؟ ولم تخشَ .. وأنت في حماية رب العالمين؟
يقول ربي عزَّ شأنه ، معاتبا لنا في حديثه القدسي:
(( يا عبادي لم تخشون من ذي سلطان وجبروت ،وأنا لي سلطان وجبروت؟
يا عبادي لم تخشون الفقر.؟ وأنا خزائني لا تفنى!! ))
فإن الأمور كلها بيد الله ، لو اعتمد المؤمن على الله لكفاه
ولو اتقاه عزَّ وجلَّ لوجَّه إليه كل ما يحتاجه في هذه الحياة
لأن الأمور كلها بأمر الله جلَّ في علاه عزَّ وجلَّ .
وإذا كنت تخشى ضرًّا في نفسك أو أهلك، أو مالك أو زرعك أو عملك،
ألا تعلم أن الله عزَّ وجلَّ يكفي المؤمنين كلَّ ضرّ!! على أن تكون قائماً له بما يريد .
لقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال :
{ من صلى الصبح في جماعه كان في ذمة الله تعالى إلى أن يمسي }
(أخرجه مسلم عن أبي بكر الصديق )
لكن هذا لمن يصلي الصبح في جماعة في أول الوقت!!!
أما من يصلي بعد الشمس ، أو قبل الظهر ؛ فهذا ليس في ذمة الله ، ولا ضمان الله ؛
فيحدث له ما لا يحمد عقباه ... لأنه لم يعمل ما كلَّفه به مولاه جلَّ في علاه .
* * * * * * * *
يا من يبحثون عن شركات التأمين ...
أتعلمون أن رب العالمين خير أمين على كل شيء تخشونه .
لقد علمنا الحبيب أن نقول عند السفر :
{ اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال والولد }
(صحيح مسلم عن ابن عمر وفى سنن الترمذي عن أبي هريرة)
يتولى حفظهم ، ويتولى رعايتهم ، ويتولى صيانتهم ؛ مادام الإنسان يحافظ على عهد الله
لا يذنب ، ولا يرتكب الآثام ، ولا يخالف شرع الله عزَّ وجلَّ ، في نفس ، أو أقل
فإن عناية الله لا تتخلى عنه
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
| علامات التوفيق لأهل الطريق | |
|