إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلـُّونَ عَلى النـَّبِيِّ

عضوفعال

بسم الله الرحمن الرحيم

{إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلـُّونَ عَلى النـَّبِيِّ يَا أيـُّهَا الذينَ آمَنُوا صَلـُّوا عَلـَيْهِ وَسَلـِّمُوا تَسْلِيما ً}

الحمد لله رب العالمين، حمدا ًكثيرا ًطيبا ًمباركا ًفيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت مما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد،وكلنا لك عبد، أنت أهل الثناء وأهل المجد اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، شهادة مبرّأة من الشك والتهم
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أفضل الأمم.
الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود سيدنا محمد المحمود وعلى اله وأصحابه أهل الكرم والجود.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن في هذه الآية يتبين لنا مدى عظمة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فعندما يقول عز من قال "إن الله وملائكته يصلون على النبي"
نريد أن نعلم أنه لو لم تـُذكر الملائكة في الآية فكيف تكون؟
أي إذا حذفنا كلمة ملائكة لركنا الآية وهي تقول إن الله يصلي على النبي لماذا لأن الله عز وجل قديم ليس له بداية ولا نهاية، والملائكة محدثة فلها بداية، إن الله عز وجل قبل أن يخلق الخلـْق كلهم كان سيدنا محمد صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وذلك لأنه حقيقة ,حقيقة نقطة الإبداع الإلهي الأول وعلى هذا ندرك عظمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عند الله سبحانه
وتعالى إذا كان يصلي عليه قبل أن يخلق الخلق كلهم لأنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مجمع الصفات والأسماء، ولأنه حبيب الله الأعظم ووسيلته الكبرى وباب الخلق كلهم إلى الحق سبحانه وتعالى. فكما أجمع العلماء قديما وحديثا ًعلى ماهية الأسماء والصفات لله عز وجل فقد أجمعوا على أن اسم الله الأعظم هو الاسم المفرد الجامع الغير مشتق من شيء وهو (الله)، لو تبحرنابكلمة (ـهم) لوجدنا أن العلماء كلهم قالوا أنه إذا وضعت هذه الكلمة الصغيرة مع اسم (الله) لتصبح (اللهم) أي القائل أو الداعي بها كأنه يدعو بجميع الأسماء الحسنى كلها ولهذا نجد جميع الأدعية في الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تبدأ بهذه الكلمة التي هي (اللهم)
فلهذا نقول أنه بما أن الله عز وجل كان يصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فهذا يعني ذكره أي ذكر الله عز وجل على حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. إن الله عز وجل قديما ًوحديثا ًوما زال ذكره سبحانه وتعالى الصلاة على حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وهو للعظمة التي أودعها في حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومن هنا أي في الآية عندما وُضِعَت كلمة الملائكة فنحن نعلم أنها خُلِقت قبل سيدنا آدم عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام
فلو أردنا أن نقول شيئا ً...لماذا وضع الله عز وجل كلمة الملائكة في الآية الكريمة ونحن نعلم أن الملائكة مخلوقة لطاعة الله عز وجل كما دلت الآية الكريمة:
{لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} التحريم/٦
وعلى ذلك فإنه ليس للملائكة جزاء كما لابن آدم إذا أطاع، فإن ابن آدم إذا أطاع كان جزاؤه الجنة وإذا عصى كان جزاؤه النار، والملائكة لا تعصي وهي طائعة وليس لها جزاء الجنة، ولا بد لكل شيء من جزاء فلا بد أن الله عز وجل سيوهب الملائكة من كرمه حتى ولو كانوا مخلوقون على الطاعة.
انظر هنا عندما أشرك الله سبحانه وتعالى الملائكة بهذه الآية فإنما أعطاهم جزاء عظيما ًبحيث أشركهم في شرف المعيّة مع الله عز وجل في ذكره على حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فكما نعلم إن الله عز وجل قديما وحديثا ًيصلي على النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
وعندما خلق الملائكة أشركهم في هذا الشرف العظيم، شرف المعيّة معه سبحانه وتعالى في الصلاة على حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
ومن هنا كان النداء الجامع من الله عز وجل والملائكة إلى المؤمنين ...
"يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ً".
وانظر إلى الخطاب فإنه موجه إلى المؤمنين لا إلى المسلمين لأنه لا تقع حقيقة الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلا في القلب المؤمن الطاهر، ولا يشترك في شرف المعيّة مع الله عز وجل والملائكة إلا المؤمن الطاهر النقي.
ولنفهم أنه مَن أراد أن يرتقي إلى درجة الإيمان فوجب عليه الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وفي هذا المقام قصة تقول...
أن أحد المشايخ المربين بعث بمريده ليقوم له بمهمة بسيطة فتأخر المريد على الشيخ، وعندما جاء المريد سأله الشيخ: ما سبب تأخيرك يا بني؟
قال المريد: يا سيدي جئت على مجموعتين من الناس، فمجموعة منهم تقول إن الصلاة على النبي غير واجبة
ومجموعة منهم تقول إن الصلاة على النبي واجبة وتكاد تكون مفروضة، وتركتهم على هذا.
فقال الشيخ: يا ولدي إن الذين قالوا إن الصلاة على النبي واجبة هؤلاء مؤمنون
والذين يقولون أنها غير واجبة هؤلاء ما ارتقوا إلى درجة الإيمان ولم يرتقوا إلى المفهوم من الآية:
{ يَا أيـُّهَا الذينَ آمَنُوا صَلـُّوا عَلـَيْهِ وَسَلـِّمُوا تَسْلِيما ً.}
فكما نعلم وعلمنا أن ذكر الله عز وجل هو الصلاة على حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم واسم الله الأعظم هو( الله) فإذا أضفنا كلمة ( ـهم( كانت (اللهم) تعني الأسماء الحسنى كلها فمن هذا نأخذ أن اسم الله عز وجل وذكره هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومن هذا نقول أن الذي يقول اللهم صلي على سيدنا محمد فقد ذكر اسم الله عز وجل وذِكـْر الله عز وجل، فانظر أنت إلى هذه العظمة التي أودعها في النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
ففي بعض الرّوايات عن المعراج (عندما وقف النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بين يدي الله عز وجل قال الله عز وجل: أطلب يا حبيبي فما وصل أحد إلى مقامك. هذا فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: يا رب أمتي , أمتي فقال الله عز وجل: يا محمد أنا رب لطيف وأنت نبي شريف فكيف بيننا يضيع الضعيف؟ ).
ولهذا نقول إنك عندما تصلّ على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تكون مع رب لطيف ونبي شريف فكيف تضيع معهما مهما كنت ضعيفاً وقلبك ممتلئاً حبا لها.
انظر إلى الحديث الشريف كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (عندما جاءه الأعرابي الصحابي التقي النقي المحب وسأله: كم أجعل لك من صلاتي عليك؟ أأجعل لك الثلث؟ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: خير وإن زدت فهو خير لك.
قال:أأجعل لك الثلثين؟ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: خير وإن زدت فهو خير لك
فقال: أأجعل لك يومي كله صلاة عليك؟
فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: إذا ًتـُكفى همُّك ويُكشف غمك ويُغفر ذنبك )
صدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وكما جاء في الحديث فلو سألنا سؤالا ًهل الرجل الذي سأل الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بسيط أو جاهل؟؟؟
فالجواب: مستحيل لأنه ما ِن أحد يأتي ويسأل هذا السؤال إلا وهو قد قطع الفرائض كلها والنوافل كلها وأراد أن يرتقي إلى الأعلى فالأعلى، ولذلك التمس هذا الشيء بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو الوسيلة الكبرى.
والسؤال الذي يطرح نفسه:
ما همُّ ذلك الرجل وما غمّه وما ذنبه؟
ما كان همّه إلا الله عز وجل وما كان غمّه إلا أن يمنّ عليه الله عز وجل بأن يجعله شبيها بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ويدعو الله عز و جل أن يغفر ذنبه على أنه ما كان هذا مطلبه من قبل.
أنظر هذا الرجل فهم الحديث القدسي الذي يقول: ( فوعزتي وجلالي يا محمد لو استفتحوا علي كل باب وأتوا إليّ من كل طريق ما قـَبـِلتهم حتى يأتون خلفك )
إن لم تكن خلف النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم القدم على القدم فكيف تكون مثل هؤلاء الرجال؟
وماذا تفهم من الآية الكريمة: { النَّبِيُّ أوْلى بِالمُؤمِنِينَ مِنْ أنْفُسِهِمْ }الأحزاب/٦
الولاية الكاملة على نفسك وعقلك وقلبك وروحك
نعم أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لو نظرنا إلى الآيات في سورة الحجرات لعلمنا أن الله عز وجل يريد أن يعلمنا الأدب مع حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إذا خاطبناه أو جئنا إليه في كل أحوالنا معه
فلماذا يريد الله عز وجل أن يعلمنا الأدب معه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟
لأنه إذا تأدبنا مع حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فكأنما تأدبنا مع الله عز وجل، وإذا أسأنا الأدب فهذه هي الطريق التي تؤدي إلى حَبْطِ العمل كله والخسران في الدنيا والآخرة وذلك لسوء الأدب مع حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأنه سوء أدب مع الله عز وجل، فالله عز وجل
يقول: { يَا أيُّهَا الذينَ آمنُوا لا تَرْفَعُوا أصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ
لِبَعْضٍ أنْ تَحْبَطَ أعْمَالُكُمْ وأنتُمْ لا تَشْعُرُونَ } الحجرات/٢،
وانظر أيضا إلى قوله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمْ اللهُ } آل عمران/٣١
فالاتباع يجب أن يكون بحب وأدب، والأدب لا يكون كاملا ًإلا إذا عرفنا شيئا ًمن قيمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فإذا رجعنا على الآية التي بدأنا بها وهي: {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلـُّونَ عَلى النـَّبِيِّ يَا أيـُّهَا الذينَ آمَنُوا صَلـُّوا عَلـَيْهِ وَسَلـِّمُوا تَسْلِيما ً}
لفهمنا أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قديمة وهي موجودة قبل خلق أي خلق، ومن هنا يجب علينا أن ندرك كم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عظيمة ليس لها حد ولا يعلم قدرها أو قدر صاحبها إلا الله عز وجل
فأنت عندما تقول "اللهم صلِّ على سيدنا محمد" كأنك في بدايتها ذكرت الله عز وجل باسمه الأعظم عندما تقول ( الله) وعندما تقول(اللهم) كأنك ذكرت الله عز وجل أي اسم الله الأعظم والأسماء الحسنى كلها، فإذن أنت في البداية كما قلنا إن أردت أن تصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تذكر اسم الله الأعظم والأسماء الحسنى، وعندما تكمل بأن تقول "اللهم صلِّ على النبي" فأنت عندئذ تذكر بذكر الله عزوجل، إذا فأنت بالصلاة على النبي تذكر اسم الله الأعظم والأسماء الحسنى
وتجمع أيضا بهذه الصلاة ذكر الله تعالى. كما قلنا فإن الله عز وجل ذكره قديما ًوحديثا ًهو الصلاة على حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نقطة الإبداع الأولى، وأعظم خلق الله على الإطلاق وأحبهم وأقربهم إلى الله عز وجل.
أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما هذه العظمة التي لهذا النبي الكريم العظيم.
إذا بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بكثرة وبفهم معاني الصلاة كيف سيكون حال هذا المصلي؟!
إذا كان أجر الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بأن الله سبحانه و تعالى سيصلي عليه، ومَن يصلي عليه الله عز وجل كيف يكون حاله؟
وكما ورد في الحديث الشريف: ( مَن صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا)
وصلاة الله عز وجل لا يعلم ماهيتها إلا الله سبحانه وتعالى رغم معرفتنا أنها سكينة وطمأنينة وعطاء ورحمة ورأفة وكل أنواع الكرم الإلهي.
إذا أمرنا الله عز وجل أن نصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فنحن لماذا رددنا الصلاة عليه عز وجل وقلنا "اللهم صلّ" ولم نقل"أنا أصلي على النبي" أو"أصلي على النبي"؟
لأنك عندما تردّ الأمر على الله عز وجل كأنك تقول: اللهم إنه لا يعلم قدر حبيبك إلا أنت فمن أنا حتى أصلي عليه فصلّ أنت إلهي عليه نيابة عني لأنك أنت الذي تعلم قدره فقط واجعل ثوابها لي يا أرحم الراحمين.
فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: ( لا يعلم قدري إلا ربي ).
وأنت عندما تقول "اللهم صلّ على النبي" فكأنك تقول اللهم صلني بالنبي الصلة الكاملة، فالصحابة رضي الله عنهم كادوا أن يهلكوا عندما لم ينفذوا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
في صلح الحديبية عندما أمرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالحلق والذبح
فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هلكوا لولا أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها كاد أن يذهب كل ما عملوه من أجر وإيمان وعبادة وقتال بمجرد مخالفتهم لأمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لمّا نزلت هذه الآية الكريمة,آية الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سأل المؤمنون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن كيفية الصلاة التي أمرهم الله عز وجل أن يصلوها عليه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم )
لأن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد تقدمه في الزمان وهو أعظمهم عند الله عز وجل بعد حبيبه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وفي الحديث القدسي العظيم يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
(أتاني جبرائيل فقال: إن ربي وربك يقول لك: أتدري كيف رفعت لك ذكرك؟
قلت: الله ورسوله أعلم. قال: لا أذكر حتى تذكر معي ).
ومما رواه أحمد والشيخان والنسائي عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله علبه وعلى آله وصحبه وسلم قال: ( أتموا الركوع والسجود فوا الذي نفسي بيده إني لأراكم من وراء ظهري إذا ركعتم وإذا سجدتم ).
والله عز وجل من عظمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم خاطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الكتاب الكريم باللقب وبما أعطاه الله عز وجل مثل... {يا أيها النبي}
يا أيها الرسول} والأنبياء بأسمائهم مثل {يا موسى }،{ وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم}،{ونوح إذ نادانا}،{ وزكريا} ،{ويا يحيى خذ الكتاب بقوة}
كل هذا أريدك من ورائه أن تدرك عظمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من خلال تفهمك لمعنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أريدك أن تفكر معي الآن أيضا ماذا تفهم من أن آدم عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام إن كان حامل الأسماء فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حامل الأسماء أيضا ومعانيها وحامل لواء الحمد. وكذلك أيضا ماذا تدرك من عظمة عندما تعلم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سيد في الدارين؟ فعندما يقول: ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر) كذلك فإن الأمر له في الآخرة.
كذلك فإن شرع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم متضمن جميع الشرائع المتقدمة.
وكذلك انظر إلى شفاعة النبي العظمى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم التي لا يعلمها إلا الله عز وجل. وانظر إلى الوسيلة والدرجة العالية الرفيعة من الجنة دون الأنبياء. كذلك انظر إلى المقام المحمود الذي لنبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهذا المقام لا يعلمه إلا الله عز وجل. وكذلك انظر إلى إسراء النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وانظر أيضا إلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:( كنت نبيا وآدم بين الماء والطين)
انظر إلى هذه العظمة! أنظر إلى تفضيل الله عز وجل له على الأنبياء.
وانظر إلى كونه رحمة للعالمين وبعثه عز وجل رحمة للعالمين.
وانظر إن الله عز وجل قسم بحياته ولم يكن ذلك لغيره.
انظر إلى تحلية الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ببعض أسمائه الحسنى.
وكذلك إلى كمال الجمال والجلال عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وانظر عندما تتكلم السيدة عائشة رضي الله تعالى عندما سُئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قالت ( كان خلقه القرآن).
انظر إلى الآيات الكثيرة الواردة في تعظيم قدْر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وكذلك على إنباء النبي بالمغيبات. وانظر كذلك إلى دعوة الله عز وجل الكل إلى محبته ووجوب اتـّباعه. وكذلك انظر على تبشير الأنبياء به وأخذ الميثاق عليهم بالإيمان به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وانظر إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أوتي جوامع الكلم.
وانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:(أوتيت بمقاليد الدنيا)
وإلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:( أدبني ربي فأحسن تأديبي).
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:(أعطيت ما لم يُعْطَ أحد من الأنبياء)

وانظر إلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم(والله إني لأمين في الأرض وأمين في السماء)
وإلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( إني لأتقاكم وأخشاكم لله عز وجل).
وانظر إلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:( أنا أبو القاسم، الله المعطي وأنا القاسم)
وانظر إلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم) ( وأنا أول من تنشق عنه الأرض ).
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (رأت أمي حين كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ).
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:(عرج بي ربي حتى ظهرت بمستوى سمعت فيه صريف الأقلام ).
وانظر إلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:(أنا فرطكم على الحوض).
وإلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم(أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة ).
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:(كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد)

وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ).
انظر أنت كم من مصل ٍ على النبي في اليوم والليلة، إذا روح النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم طالعة نازلة أيعقل أم أن هناك أمر آخر؟؟؟
وإلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم(من زار قبري وجبت له شفاعتي)

وانظر إلى قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( حياتي خير لكم ومماتي خير لكم ).
وانظر إن روح النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أعظم روح على الإطلاق
أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إن للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عظمة أكبر من ذلك وأعظم ولا أريد أن أطيل عليكم بذلك.
والآن كيف ستكون صلاتك على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ بأي معنى وأي فهم؟ كيف ستعظم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حبيبك وشفيعك حبيب الله الأعظم؟
أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قد أخبر عن أسيادنا الحسن والحسين أنهما سيدا شباب أهل الجنة
وقال عن سيدنا الحسين ( إبني هذا سيد إن قام وإن جلس ).
فما رأيك بجدهما الذي ما نالوا هذا إلا بجدهما؟
فأي سيادة هي للنبي؟ صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وصدق سيدنا حسان بن ثابت في قوله...

وأجمل منك لم ترَ قــط عينــــــــــي

وأجمل منك لم تلـــــــد النســــــــاء

خـُلـِقت مبرأ من كل عيـــــــــــــــب

كأنـــــك خـُلـِقت كمـــا تشــــــــــاء

وصدق البوصيري حين قال:

فهو الذي تمّ معناه وصورته

ثمّ اصطفاه حبيباً بارئ النسم

وأيضا...

قليلٌ لـِمَدْح المصطفى الخطـّ بالذهب

على ورق ٍمِنْ خَط أحسنَ مَن كتب

وإن تنهض الأشراف عند سماعـــه

قياما ًصفوفا ًأو جثيا على الركـــب

وفي الختام أسأل الله العظيم أن يجمعنا بحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حسا ًومعنىً
وأن يجعلنا من أعظم أحبابه، وأسأل الله عز وجل أن يفتح قلوب هذه الأمة على قدر حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كي يرجع إليها عزها ومجدها إنه على ذلك قدير وبالإجابة لجدير

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...

وسبحان ربك رب العزة عما يصفون...وسلام على المرسلين...

والحمد لله رب العالمين

عضوة متميزه

مراقب عام المنتدى

» لا تلعنوه فإنه يحب اللهَ ورسولَه
» (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً)
» ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾
» إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله
» إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ