سميرة العدوية مشرفة عامة
| موضوع: وقفة مع الأضحية الإثنين أكتوبر 22, 2012 7:23 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الفضل والامتنان والإحسان وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، أفضل من قام بشرائع الإسلام، وأفضل من حقق الإيمان، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواني وأخواتي كل عام وأنتم جميعا بخير أشكروا الله على نعمه، ثم على مشروعية الأضاحي التي تتقربون بها إلى ربكم, وتنفقون بها نفائس أموالكم, فإن هذه الأضاحي سنة أبيكم إبراهيم ونبيكم محمد صلى الله عليه وسلم, وإن لكم بكل شعرة فضل عظيم, إن لكم بكل شعرة حسنة, وبكل صوفة حسنة, يقول صلى الله عليه وسلم: {ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بأظلافها وقرونها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض تطيب بها نفساً } حكمة الأضحية أن بذل الدراهم بالأضحية وشرائها أفضل من الصدقة بها, والأضحية سنة مؤكدة لمن يقدر عليها, قال بعض العلماء: إنها واجبة على الأغنياء, فضحّوا عن أنفسكم وأهليكم وأولادكم والوالدين, ليحصل الأجر العظيم للجميع، والبعض من الناس يظن أن الأضحية للأموات فقط بل للإحياء، فقد أوتي محمد صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فقال: {اللهم هذا عن محمد وآل محمد، وهذا عمن لم يُضحِ من أمة محمد } فالذي لا يستطيع على الأضحية يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضحَّى عنه, وهذا عن من لم يستطيع أن يضحي من أمة محمد، أو كما جاء في الحديث الصحيح. واعلموا أن الأضحية تكفي للبيت الواحد عن الوالد وأولاده وأهل بيته، وفضل الله واسع, إلا إذا كانت وصية فإنها لصاحبها الذي وصى بها, كما نص في وصيته التي وصى بها. شروط الأضحية الأضحية تكون من بهيمة الأنعام، إما من الإبل أو البقر أو الضأن أو الماعز ولا تجزئ إلا بشرطين:أولاً: أن تبلغ السن المعتبر شرعاً. ثانياً: أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع الإجزاء, فأما السن ففي الإبل خمس سنين, وفي البقر سنتان, وفي المعز سنة, وفي الضأن ستة أشهر. وأما العيوب التي تمنع من الإجزاء فقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: {أربع لا تجوز في الأضاحي: العرجاء البين ضلعها, والعوراء البين عورها, والمريضة البين مرضها, والعجفاء التي لا تنقى } فهذه هي العيوب التي تمنع من الإجزاء زمن ذبح الأضحية من كان منكم يُحسِن الذبح فليذبح أضحيته بيده، فقد ذبح أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة, ومن كان لا يحسن فليحضر عند ذبحها فذلك أفضل. واحذروا أن تذبحوا قبل الوقت المحدد للتضحية شرعاً, فالوقت هو من بعد الفراغ من صلاة العيد، والأفضل أن ينتظر حتى يفرغ الإمام من الخطبتين، وينتهي وقت الذبح بغروب الشمس من اليوم الثالث بعد العيد. فأيام الذبح أربعة: العيد, وثلاثة أيام بعده, والذبح في النهار أفضل, ويجوز الذبح في الليل, ويسميها عند الذبح, فإن التسمية شرط عند الذبح, فمن لم يقل: باسم الله متعمداً على ذبيحته -أي: لم يسمِ- فهي ميتة نجسة حرام أكلها, أما الذي ينسى فقد قال جلَّ وعلا: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) البقرة:286 قال صلى الله عليه وسلم: {عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان }.
اذبحوا برفق, وحدُّوا السكين, ولا تحدوها وهي تنظر, ولا تذبحوها وأختها تنظر إليها, ولا تسلخوها أو تكسروا رقبتها قبل أن تموت, وكلوا من الأضاحي، واهدوا وتصدقوا, ولا تعطوا الجزار أجرته منها, بل أعطوه أجرة وأعطوه صدقة إن كان فقيراً. اللهم وفقنا لفعل الخيرات, واجتناب المنكرات واجعلنا هداةً مهتدين, مقتدين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، غير ضالين ولا مبتدعين. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب, فاستغفروه وتوبوا إليه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
| |
|