كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 6:08 pm | |
| تابع: الدرس الثانى
************
أنواع التأييدات الإلهية
**************
1- الجنود الكونية
***********
أما الجنود الكونية، فقد جعل الله عزَّ وجلَّ كل عوالم الأكوان عوناً ومدداً،
وجنداً وعتاداً وسلاحاً، وقوة لسيد الأكوان صلى الله عليه وسلم
وأصدر الله عزَّ وجلَّ أمراً لهم فى صريح القرآن، ولا يستطيعون جميعاً أن يتخلفوا عن طاعة الله
طرفة عين ولا أقل، فقال لهم:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ)
لابد أن تكون كل الأكوان طوع أمره:
- الأرض طوع أمره!
- والشمس طوع أمره!
- والقمر طوع أمره!
- والبحار طوع أمره، وكل من عليها وما تحتها وما فوقها طوع أمره!
- وكل الحيوانات طوع أمره، وكل طيور الأرض طوع أمره، وكل حشرات الأرض طوع أمره!
- وكل مخلوقات الأرض عدا الكافرين والمشركين والمُبعدين!!!
كانوا جميعاً طوع أمر سيد الأولين الآخرين صلى الله عليه وسلم،
لا يستطيعون أن يتخلفوا عن حضرته طرفة عين.
فقد أيَّده الله عزَّ وجلَّ بالهواء، وأيَّده الله عزَّ وجلَّ بالضياء!!!!
- فالهواء أخذ صوته صلى الله عليه وسلم ولم يوصله إلى أسماع المحيطين ببيته،
عندما كانوا يتحدثون مع بعضهم ويقولون:
إن محمداً يزعم أن من آمن به يكون له جنان كجنان العراق وبلاد الشام،
فخرج عليهم وقال لهم: نعم أنا أقول ذلك،
ولكن الهواء لم يُسمعهم هذا الصوت حتى لا يتبينوه ولا يعرفوه!!
- والضياء أخفى صورة حضرته فلم يروه ولم يتبينوه مع أنه مرَّ عليهم أجمعين
ووضع على رأس كل رجل منهم حفنة من التراب لكنهم لم يروه ولم يسمعوه،
لأن الله عزَّ وجلَّ أيَّده بهذه الجنود الكونية التى فى عالم الأكوان.
وأيَّده الله بذلك ليس حول بيته فقط:
- فإن أهل مكة عندما جمعوا جموعهم ووضعوا خططهم، حاصروا الطرق التى توصل إلى مكة
ويخرج الخارج منها، فوجدوها اثنى عشر طريقاً، فأوقفوا على كل طريق منها جماعة من الجند الأشداء، أربعون حول المنزل ثم كتيبة على كل طريق من الطرق التى توصل إلى مكة
لمن يريد أن يدخلها ويمشى فيها، ومن يريد أن يخرج منها!!
- ومرَّ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يروه، ولم يعرفوه، ولم يسمعوه!!
واخترق كل هذه الحواجز لأنه يمشى بالله، ومن يمشى بالله فإن الله عزَّ وجلَّ يجعله معززاً
ومؤيداً فى كل خطواته بأمر مولاه جلَّ فى علاه.
- وعند الجبل صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الجبل كما ذكرت إحدى الروايات فى الأثر وذهب لغار حراء
فقال له: يا رسول الله لا أريد أن يصيبك مكروه على ظهرى!
- فنزل وذهب إلى غار ثور، فسمع الجبل وهو يقول:
إلىَّ يا رسول الله، إلىَّ يا رسول الله
دعاه الجبل إليه وتولى حمايته بأمر من يقول للشئ كن فيكون.
- وقيَّد الله عزَّ وجلَّ له على ما تقول الروايات المذكورة فى السِيَّر جنداً من عالم الأرض!!
- حمامتين وعنكبوتاً ونباتاً!
- أو كما يذكر بعض العارفين أن الذى تمثَّل فى ذلك كله كان الملائكة المقربون،
وقد تمثلوا بهذه الصور الظاهرة ليوهموا الكافرين
ولم يوجد فى الحقيقة عند الغار نبات ولا عنكبوت ولا حمام ولا يمام، وإنما هى ملائكة الله
والملائكة أعطاها الله قوة التشكل، فتشكلت على هذه الهيئات لتحمى وتُخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذه الرواية فى السيرة الحلبية وغيرها - لمن أراد المتابعة.
- وهيأ الله عزَّ وجلَّ له الأرض وكانت طوع أمره، فعندما أدركه سراقة يُصدر لها الأمر
ويقول لها: خذيه،
فتنشق وتقبض على أقدام سراقة وأقدام فرسه، فيتضرع إلى حضرته ويستغيث به،
فيُصدر الأمر للأرض ويقول لها: دعيه، فتُخلى عنه وتتركه،
وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات!!!
لنعلم علم اليقين أن الأرض كانت مسيرة ومذللة بأمر سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 6:15 pm | |
| تابع: الدرس الثانى
************
2- جند الملكوت الأعلى
***************
أعطاه الله عزَّ وجلَّ كل جند الأرض ليحفظوه ويحموه
ولكن الله عزَّ وجلَّ لم يكتفِ له بذلك، بل أيده بالملكوت الأعلى، جند السموات
وأنتم تعلمون أنه قبل هجرته عندما رجع من الطائف وقد آذوه ووقف يدعو دعاءه المشهور ...
يقول صلى الله عليه وسلم:
{فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي. فَقَالَ:
إنَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ
قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إنَّ اللّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ. فَمَا شِئْتَ؟ إنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم :
« بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً»}
(صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها)
فالله عزَّ وجلَّ كشف لنا الأستار عن مكنون الشفقة الإلهية الموجودة فى قلب هذه الحضرة الربانية
لأنه يطمع أن يخرج من أصلابهم من يُوحد الله عزَّ وجلَّ ....
ذلك رغم أنهم آذوه وعارضوه وسفهوه، وما تركوا شيئاً يصيبه بأذى إلا ونالوه،
ومع ذلك لم يتغير نحوهم ولم ينقلب حاله ويريد بهم سوءاً أو شراً، ولم يضمر نحوهم إلا الخير وإلا البر
لأن الله فطره على ذلك، وأعدَّه لذلك، وجعله صلى الله عليه وسلم أهلاً لذلك.
- وأيده الله عزَّ وجلَّ بنزول الملائكة فى غزوة بدر.
- وغزوة أحد!
- وكانوا معه فى كل الغزوات
(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ)
[9- الأنفال]
(إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ)
[124- آل عمران]
- مرة بألف ، ومرة بثلاثة آلاف من الملائكة ..
- ومرة تكون الملائكة لرفع الروح المعنوية، ومرة يكونوا محاربين.
*****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 6:20 pm | |
| تابع: الدرس الثانى
************
3- نزول السكينة
***********
ثم بيَّن الله عزَّ وجلَّ فى الآيات القرآنية التأييدات الإلهية القلبية:
( ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ )
[26التوبة]
والسكينة ما هى؟!! وأين تنزل؟!!
السكينة خطاب تأمين من رب العالمين إذا وصل لقلب العبد
يطمئن أن عناية الله عزَّ وجلَّ معه، ولا يخشى سوى الله عزَّ وجلَّ أحداً، فى قوة (نحن معك):
( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا )
[51 - غافر]
فأبشروا لأن الله عزَّ وجلَّ أدخلنا فى هذه المعية !!!
أين تنزل السكينة:
( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ )
[4- الفتح]
خطاب ذاتى، تأييد من الله، وإعزاز من الله، وضمان من الله ليعلم العبد علم اليقين
أن الله عزَّ وجلَّ لن يتخلى عنه بعنايته ونصرته طرفة عين ولا أقل!
ولذلك كان حبيبنا وقرة عيننا صلى الله عليه وسلم يقول:
{ أنا عبد الله ورسوله ولن يُضيعنى الله عزَّ وجلَّ أبداً }
لن يضيعه الله لأنه أخذ خطاب ضمان ممن يقول للشى كن فيكون ..
بل إنه صلى الله عليه وسلم أعطاه الله إصدار خطابات الضمان لسواه!
فقد قال للإمام علىّ: (توَسد فى مكانى هذا، أى نَم فى مكانى،
قال: يا رسول الله إنهم إذا نظروا ولم يروك فى فراشك ودخلوا علىَّ قتلونى بضربة واحدة،
فقال صلى الله عليه وسلم ما معناه كما فى السير:
{ لن يخلصوا إليك }
خطاب ضمان من الحبيب صلى الله عليه وسلم:
( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ )
[33 - الأنفال]
مادام حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكن فى القلوب، حب صادق للحبيب المحبوب
فإن الله عزَّ وجلَّ يكشف عن العبد كل ضر ويحفظه من كل عناء ومن كل لغوب
ببركة حب الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم.
والسكينة بالنسبة للمؤمنين تنزل فى قلوبهم إذا صلحت، وأصبحت صالحة لتنزلات رب العالمين:
( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ )
[4 - الفتح]
لكن بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ظاهره كباطنه وباطنه كظاهره،
ظاهره نور وباطنه نور:
(نُّورٌ عَلَى نُورٍ)
[35 - النور]
وأصبح كله كأنه قلب نورانى أنزل الله سكينته عليه كله:
( فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ )
[40 - التوبة]
- أنزل الله عزَّ وجلَّ عليه سكينته.
- وزاده الله عزَّ وجلَّ فأنزل عليه طمأنينته.
والطمأنينة تنزل لمن؟
للذاكرين بالقلوب وبالروح لرب العالمين:
( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
[28- الرعد]
وزاده الله عزَّ وجلَّ فأنزل عليه أُنسه، آنسه بوجهه وآنسه بجماله وآنسه بكماله،
ولذلك قال لصاحبه عندما قال له: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، قال:
{ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللّهُ ثَالِثُهُمَا }
(الصحيحين البخارى ومسلم عن أبى بكر رضى الله عنه)
كان فى أُنس بمولاه لا يستطيع أحد من الأولين والآخرين وصفه، لأنه أُنس حبيب الله بالله جل فى علاه،
يكفى فى وصفه قول الله لمن أراد أن يلمح ذلك بعين قلبه:
( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)
[40 - التوبة]
كان فى الغار اثنان! والخطاب فى اللغة العربية كان يقتضى أن يقول ثالث اثنين،
لكن الله قال: ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ)
لأن الحبيب غاب فى مولاه وفنى بالكلية فى حضرة الله، فأصبح غائباً عن نفسه موجوداً بمولاه جل فى علاه،
فلم يعد هناك مثنوية لفناءه بالكلية فى الحضرة الإلهية.
- وأنزل الله عزَّ وجلَّ عليه من جند لطفه ما لا يستطيع أحد من الأولين والآخرين ذكره أو عده،
يكفى أن تعلم فى هذا الميدان أن الله عزَّ وجلَّ تجلى على قلبه بكل أسماءه وصفاته،
وكان كل وصف من أوصاف الله معيناً لحبيب الله ومصطفاه، وعوناً له فى مواجهة أعداءه وأعداء الله جل فى علاه.
*****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 7:25 pm | |
| تابع: الدرس الثانى
*************
4- التأييدات الإلهية الذاتية
*****************
وهناك تأييدات ذاتية وهى لأهل المشاهدات العيانية الذين يتلقون شفاهاً من ربِّ البرية عزَّ وجلَّ.
والتأييدات الذاتية أن الله كشف عنه الحجب، وواجهه بجمالاته الوهبية، آنسه بوجهه،
والأُنس يجعل الإنسان يغيب عن الأكوان ولا يشعر بأحد إلا بحضرة الرحمن عزَّ وجلَّ.
وجعله الله عزَّ وجلَّ فى هذا المجال ليس له اعتماد ولا استناد ولا توكل إلا على من يقول للشئ كن فيكون:
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
[64 - الأنفال]
معك الله .. ومن اتبعك من المؤمنين:
( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ )
[4- التحريم]
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ )
[11- محمد]
ومن كان الله مولاه هل يُرِد أحداً آخر؟!!
(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
[3 - الطلاق]
فكان صلى الله عليه وسلم يشاهد تجليات الله، ويعلم أن الله عزَّ وجلَّ هو الذى يأويه وهو الذى يسانده،
وهو الذى يُعززه، وهو الذى ينصره، وهو الذى يقويه،
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم فى عزٍّ دائم بحضرة الدائم عزَّ وجلَّ:
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
[8 - المنافقون]
************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 7:28 pm | |
| تابع: الدرس الثانى
************
تأييد الله للصحابة والصادقين
*****************
هذه التأييدات الإلهية التى ألمحنا إلى بعضها تفصيصها وتفصيلها
يحتاج إلى أرواح فارقت الأشباح، وعاينت الكريم الفتاح، وتتلقى شفاهاً وجهاراً
من يد المنعم الفتاح عزَّ وجلَّ ... لكن ما أريد أن أقوله:
أن الله عزَّ وجلَّ كلُّ تأييد أيَّد به حبيبه فإن الله عزَّ وجلَّ يؤيد به أحبابه الصادقين فى اتباعه إلى يوم الدين،
إذا كان الله عزَّ وجلَّ أيَّد الحبيب بالأكوان، فإن الله أيَّد أتباع الحبيب بنصرة كل ما فى الأكوان.
********************
• العلاء بن الحضرمى
**************
منهم من جعل الله عزَّ وجلَّ له الماء لوح ثلج كبير يعبر عليه وجنوده،
كسيدنا العلاء بن الحضرمى عندما أرسله الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى البحرين،
فاعترضهم البحر فوقف وقال لجنده قولوا خلفى:
(يا علىّ يا عظيم .. يا حليم يا كريم)
ولذلك قال بعض الصالحين أن ذلك اسم من أسماء الله العظمى الذى إذا دُعي به أجاب.
فقالوا: (يا علىّ يا عظيم .. يا حليم يا كريم)
ونزلوا البحر، ومعهم جمالهم - والجمال لا تجيد السباحة - وكذلك هم لأنهم أهل صحراء،
ولكنهم كما ذكرت الرواية – والراوى هو سيدنا أبو هريرة رضى الله عنه - يقول:
{لمّا بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العَلاءَ بنَ الحَضْرَمِيّ إلى البَحْرَيْنِ تَبِعْتُهُ فَرَأَيْتُ مِنْهُ ثَلاثَ خِصال
لا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَعْجَبُ!!!
انتَهَيْنَا إلى سَاحِلِ البَحْرِ فَقَالَ: سَمُّوا اللَّهَ وتَقَحَّمُوا، فَسَمَّيْنَا وَتَقَحَّمْنَا،
فَعَبَرْنَا، فَمَا بَلَّ الماءُ أَسَافِلَ أَخْفَافِ إِبِلِنَا،
فَلَمَّا قَفُلْنَا صُرْنَا مَعَهُ بِفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ.
فَقَالَ: صَلُّوا ركْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَعَا.. فًّاذَا سَحَابَةٌ مِثْلَ التُّرْسِ، ثُمَّ أَرْخَتْ عَزَالِيْها فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا،
فَمَاتَ فَدَفَنَّاهُ في الرَّمْلِ، فَلَمَّا صِرْنا غَيْرَ بَعِيْدٍ قُلْنَا يَجِيءُ سَبْعٌ فَيٌّاكُلُهُ، فَرَجَعْنَا فَلَمْ نَرَهُ}
(رواه الطبراني في الثلاثة )
فعبروا اليمَّ ولم تبتل أخفاف إبلهم!! تجمد الماء وصار كأنه لوح ثلج،
فلما رآهم سكان الجزيرة قالوا: ما هؤلاء إلا ملائكة أو جن
ولا طاقة لنا بحرب الملائكة ولا الجن فاستسْلموا!!
هذا تأييد من الله لأعوان الحبيب صلى الله عليه وسلم حتى نعرف أن ما يحدث لرسول الله يحدث لأتباعه الصادقين.
**************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 7:31 pm | |
| تابع: الفصل الثانى
************
• سعد بن أبى وقاص فى القادسية
*********************
سيدنا سعد بن أبى وقاص عزَّ وجلَّ لما أراد أن يحارب الفرس فى موقعة القادسية،
وكان بينه وبينهم نهر دجلة، وقام الأعداء بقطع كل الجسور حتى لا يستطيع أن يعبر!!!
وكان الله عزَّ وجلَّ - ومازال على ما عليه كان - يؤيد جنده بالرؤيا الصالحة،
فرأى فى منامه أنه وجنده عبروا دجلة إلى صفوف الكافرين،
فلما استيقظ فى الصباح ، عقد اجتماعاً عاجلاً لكبار القادة، وقال:
جاءتنى إشارة من رب العالمين بعبور النهر، ولابد من العبور
لأنهم كانوا أهل يقين، قالوا له: كيف سنعبر؟ قال: قولوا:
(بسم الله .. توكلنا على الله .. حسبنا الله ونعم الوكيل)
وألقوا بأنفسكم وخيولكم وجمالكم فى النهر!
فنزلوا النهر بخيولهم وجمالهم، وحملهم الماء، ومشوا يتحدثون مع بعضهم
وكلما تعب رجل منهم من السير ظهرت له جرثومة - أى جزيرة -
من الأرض يقف عليها حتى يستريح ثم يستكمل المشى.
فلما عبروا دجلة ولم ينقص من أحدهم شئ إلا جندى فقدَ كوب الماء الذى يشرب به فى النهر،
فتوجه إلى الله وقال: يارب لماذا حرمتنى من كوبى دون بقية إخوانى الجند؟!!
وإذا بالنهر يموج –أى يحدث به موج- وتحمل الموجة كوبه وتقذف به إليه فيهبط فى حجره،
فيقول لإخوانه فرحاً .... وهذا كوبى لم أفقده! :
( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا )
[51 - غافر]
**************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 7:36 pm | |
| تابع: الدرس الثانى
***********
. سفينة والأسد
**********
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من عنده برسالة، وكان اسمه سفينة، فوجد الناس يهرعون
فارين خائفين فى الطريق الذى سلكه فسألهم: مِمَّ تهربون؟ قالوا:
الأسد هائج على الطريق وكأنه جائع ويريد أن يصطاد أى أحد ليأكله
قال: تعالوا خلفى ولا تخشوه، فذهب عنده وقال: إنى جند من جنود رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرسلنى برسالة فتنحَّ عن الطريق، فنظر إليه الأسد ثم هز ذيله ثم ابتعد عن الطريق ووسع له ومن معه،
اكراماً للرسالة التى يحملها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه القصة مشهورة ومروية بروايات عديدة فى كتب السيرة لمن أراد الإطلاع عليه!
وحتى فى العصر الحديث آلاف الإكرامات التى أكرم بها الله أحباب رسول الله إذا صدقوا فى اتباعه
صلوات ربى وتسليماته عليه:
(راجعوا كتابنا: { منهاج الواصلين} – باب: هذا فضل الله - ص 7 : 46)
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
[2، 3 - الطلاق]
هذه الآية عامة أم محددة؟ عامة فى أى زمان ومكان، إذا تحققت بها تصير من أهلها،
ويفتح الله عليك كما فتح على جميع رجالها.
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 7:39 pm | |
| تابع: الدرس الثانى
************
• نصر الملائكة للمؤمنين
***************
حتى التأييدات الملكوتية يُنزلها الله عزَّ وجلَّ لأهل حسن المتابعة لخير البرية
وكم فى ذلك من روايات لا عد لها ولا حصر منها:
أن رجلاً فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تاجراً، وخرج فى تجارة من المدينة إلى الطائف،
وليس معه إلا الله معتمداً على مولاه، وفى الطريق تعرض له قاطع طريق
وأخذه إلى واد ملئ برءوسٍ لقتلى كثيرين، وقال:
اعطنى ما معك ومصيرك كهؤلاء، قال: خذ ما معى ودعنى أذهب إلى أولادى، قال: لابد
قال: إذا كان ولابد فاتركنى حتى أصلى ركعتين لله عزَّ وجلَّ، قال: لك ذلك!
فأخذ الرجل فى الصلاة، وهو عند الركوع سمع قائلاً يقول:
(دعه يا عدو الله)، فواصل الصلاة، وعند السجود سمع الصوت مرة أخرى يقول:
(دعه يا عدو الله)، وفى التشهد الأخير سمع الصوت مرة ثالثة يقول:
(دعه يا عدو الله)، فأنهى صلاته وسلمَّ فوجد الرجل مقتولاً بجواره، وبجواره رجلٌ يلبس ملابس بيضاء
ومعه السيف الذى قتله به وهو ملطخ بالدم، فقال له: من أنت؟ ومن الذى أرسلك إلىَّ؟
قال: أنا مَلك من السماء الرابعة، لما حدث لك ما رأيت واستغثت بالله عزَّ وجلَّ نادى منادى الله:
من يُغيث عبدى فلان بأرض كذا؟ قلت: أنا يارب! فنزلت ...
فهَمَّ الرجل بقتلك وأنت فى الصلاة، فقلت: (دعه يا عدو الله)،
فهمَّ بقتلك مرة ثانية وأنا فى السماء الأولى، فقلت: (دعه يا عدو الله)،
فهمَّ بقتلك مرة ثالثة وأنا على باب هذا الوادى، فقلت: (دعه يا عدو الله)، ثم قتلته.
إذن تأييد الله للمؤمنين كتأييده لسيد الأولين والآخرين بكل جند الأرض وكل جند السماء:
- إن كان الهواء فى الرجل الذى قال: يا سارية الجبل.
- أو الماء كما قلنا.
- أو الأرض، أو غيرها فى أكثر من موضع!
- وتغص كتب السيرة المطهرة بمثل هذه الوقائع.
- وكذلك يؤيدهم الله عزَّ وجلَّ بنزول الملائكة لإغاثتهم!
- وكذلك يُنزل الله عزَّ وجلَّ فى قلوب المؤمنين السكينة والطمأنينة والحكمة واللطف،
حتى يعتقدوا ويعلموا علم اليقين أن عناية الله عزَّ وجلَّ تحيط بهم من كل جهاتهم،
فلا يخافون إلا الله، ولا يخشون إلا غضب الله جلَّ فى علاه تبارك اسماؤه وتنوهت صفاته.
*****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 7:41 pm | |
| تابع: الدرس الثانى
***********
• أسباب تأييد الله لعباده المؤمنين
********************
فالله عزَّ وجلَّ أعدَّ لعباد المؤمنين فى الدنيا كل أدوات النصر والتمكين،
إن كانوا فى أنفسهم، أو على غيرهم، أو بين إخوانهم، أو على أعداءهم،
لكن كل ما يطلبه الله عزَّ وجلَّ منهم نظير ذلك هو قوله عزَّ وجلَّ فى كتابه الكريم:
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ )
[55 - النور]
لم يطلب الله أكثر من الإيمان والعمل الصالح ليستخلفهم الله فى الأرض،
وليمكن لهم دينهم وليؤيدهم بكل ألوان التأييد التى أيَّد بها حبيبه ومصطفاه،
وإن أرادوا البشريات وأرادوا الكرامات وأرادوا عطاءات الأولياء والصالحين فنظير ذلك قوله عزَّ وجلَّ:
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ )
[62، 63 - يونس]
الإيمان والتقوى، فإذا آمنوا واتقوا فتكون كما قال:
(لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)
[64- يونس]
************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 19, 2012 7:45 pm | |
| ختام الدرس الثانى
***********
• بركة المداومة
**********
نحن نتقى الله ونعمل الصالحات .. لكن المشكلة عندنا المداومة على ذلك!!! فمعظمنا موسميون!!
حيث نعمل فى رمضان عقداً مع الرحمن على تلاوة القرآن، وصلاة القيام، والصيام، والذكر والتسبيح والطاعات،
ومدة العقد إما تسع وعشرون أو ثلاثون يوماً حسب الرؤيا!!
وبعد رمضان نرجع إلى ما كنا عليه من قبل، لكن الموضوع يحتاج إلى المداومة.
السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها تقول عن الحبيب صلى الله عليه وسلم:
{ كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً }
( البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها )
أى يدوام عليه، والحبيب صلى الله عليه وسلم قال لنا:
{ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَىٰ الله تَعَالَىٰ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ }
( البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها )
فلا تُحَمل نفسك عملاً كثيراً لا تستطيع أن تقوم به إلا وقتاً قليلاً،
وفى هذه الحالة تكون قد أخطأت فى متابعة البشير النذير!
فإذا أردت أن تتابع رسول الله لابد أن تمشى على الميزان وهو المداومة ... هل هذا واضح ؟
اعمل لك عملاً يناسبك، المهم أن تديم عليه، لو كان هذا العمل حتى قليل!!! لكن المهم المداومة عليه:
{ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَىٰ الله تَعَالَىٰ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ }
ولذلك كان يقول بعض الصالحين:
{صلِّ ولو ركعتين فى جوف الليل تُكتب فى ديوان القائمين}
المهم أن تداوم عليها، لكن تصلى فى رمضان التراويح بعد العشاء، ثم تصلى بالليل صلاة التهجد،
ثم يوم العيد لا تصلى تراويح ولا تهجد ولا حتى ركعتين نفل!!
حتى أنه ثبت صحياً من طب القلوب والأبدان معاً
أن الإنسان إذا دام على عمل ثم تركه مرة واحدة يمرض الجسم، فلابد للإنسان أن يُعَود نفسه على المداومة.
- فصلِّ ركعتين فى جوف الليل تكتب فى ديوان القائمين.
- وتصدق ولو بقروش كل يوم تُكتب من المتصدقين!
المهم المداومة !!!!
(الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)
هؤلاء فى أى وقت؟
فى كل الأوقات، لكن لهم ذكر داوموا عليه، وترفع الملائكة لهم هذا العمل إلى حضرة الله،
والله عزَّ وجلَّ يُقبل عليهم بهذا العمل الذى ينظر إليه ويطلع عليه ويراه،
لأنهم داوموا على هذه الحال، لكن الصالحين يقولون لنا:
(دوام الحال من المحال)
هذا لأهل النفوس، وكيف يكون علاج النفوس؟
يحتاج من الإنسان أن يُرغم نفسه على دوام الطاعة لحضرة الرحمن عزَّ وجلَّ،
فإذا داوم على هذا الحال سيكون من الرجال الذين يقول فيهم الله:
(رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ)
[37 - النور]
واظبوا على العمل الذى يُرفع منهم إلى حضرة الله عز وجلَّ فى علاه ...
فحتى يكون الإنسان فى رعاية الله على الدوام، ويتنزل الله عزَّ وجلَّ بأحوال الصادقين والصالحين على التمام،
لابد من الدوام على الطاعات والقربات التى يرفعها ويتقرب بها إلى الله عزَّ وجلَّ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الخميس نوفمبر 22, 2012 11:16 pm | |
| الدرس الثالث
************
وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
**********************
خطبة الجمعة بمسجد عبد المنعم رياض ببنها – قليوبية - بتاريخ اا من محرم 1432 هـ 17 من ديسمبر 2010م
**************************************************
• الأسوة الحسنة
• جنود الدنيا
• الجنود الغيبية
• سلاح الرعب
• الهيبة: هيبة أصحابه المباركين
• مدد الصبر: قوة الإمام علىّ رضى الله عنه
• مدد الإلهام
• هجر سوءات اللسان
**************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الخميس نوفمبر 22, 2012 11:22 pm | |
| الدرس الثالث
********
وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• الأسوة الحسنة
***********
نريد أن نتلمس عبرة وعظة لنا أجمعين من هجرة سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم
فإن الله عزَّ وجلَّ كان قادراً على أن يأخذ حبيبه ومصطفاه فى طرفة عين أو أقل
من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، لا يمشى على أرض، ولا يركب مركوباً من عالم الأرض،
ولا ينازعه ولا يعارضه بشر!!
كان قادراً على أن يتمم ذلك كله فى طرفة عين أو أقل
فلِمَ جعله الله عزَّ وجلَّ يروعه القوم وهو فى بيته؟!! ثم يبحثون عنه بعد خروجه من بيته؟!!!
ويختبأ منهم فى الغار لمدة ثلاثة أيام، ثم يمشى بعد ذلك فى طريق لا يسلكه سائر الأنام تعمية عليهم،
ويدخل المدينة بعد سفر لمدة أسبوع!! لِمَ كان ذلك؟!!!
لأن الله عزَّ وجلَّ ضرب لنا المثل والأسوة والقدوة جميعاً بالحبيب،
وقال لنا فى شأنه صلوات ربى وتسليماته عليه:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
[21- الأحزاب]
أراد أن نتأسى به فى حياتنا، ونقتدى به صلى الله عليه وسلم فى كل أمورنا،
فلو أخذ الحبيب كما قد ذكرنا فى طرفة عين أو أقل ونقله إلى حيث يريد
لقلنا جميعاً هذه خصوصية لمقام النبوة، أما نحن العبيد فشأننا التعب والمشقة والعناء،
ولكن الله عزَّ وجلَّ ضرب لنا المثل بسيد الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم!!
وكأن الله عزَّ وجلَّ يقول لنا:
كل من تمسك بدين الله، وحرص على أن يعمل بشرع الله، لابد أن تواجهه مشاق فى هذه الحياة
ولابد أن تقابله مشكلات أو معضلات تريد أن تمنعه من العمل بشرع الله،
ومن تنفيذ ما يطلبه الله فى كتاب الله، أو الحبيب صلى الله عليه وسلم فى سنته الشارحة والموضحة لكتاب الله
ماذا يصنع؟!!!
يصنع كما صنع الحبيب، ويعلم علم اليقين أنه مادام يتمسك بشرع الله رغبة فى رضاه
وطلباً للفضل من الله، ومتابعة لحبيب الله ومصطفاه
فليعلم علم اليقين - أن الله لن يتخلى عنه أيضاً طرفة عين ولا أقل،
كما لم يتخلَّ عن حبيبه ومصطفاه صلوات ربى وتسليماته عليه.
وحتى لا يظن الإنسان بنفسه ضعفاً - إذا كان ليس له نسب كثير، ولا معارف من الأكابر والعظماء -
فالجميع يظن أن أمور الحياة تُيسر بالحسب أو النسب أو المعارف أو المال -
فإن الله عزَّ وجلَّ قال لنا فى شأن الحبيب:
( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ )
[40 - التوبة]
لم ينصره قومه، ولم ينصره الذين حوله، وإنما الذى نصره هو النصير الأعظم عزَّ وجلَّ
وهو رب العزة سبحانه وتعالى!!!! ولم يقل الله عزَّ وجلَّ فى الآية: (فقد ينصره الله)!!!
لأنه لو قال ذلك، كان معنى ذلك أن النصر سيأتى سلفاً،
لكن الله ذكر أن النصر معه من قبل القبل، من قبل أن يخلق الله عزَّ وجلَّ الخلق: ( فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ )
ونصره بالفعل الماضى قبل وجوده وقبل نشأته،
وقبل إيجاد هذه الحياة الدنيا التى نحيا فيها ونعيش على أرضها.
فإن الله قد نصره وأيده بنصره، لأن الله عزَّ وجلَّ أيد بالنصر كل من قام بنبوته أو بتبليغ رسالته،
وكذلك كل من استجاب للمرسلين، وتَابَعَ سيِّدَ الأولين والآخرين،
فإن الله عزَّ وجلَّ ينصره، ولكن يعلم علم اليقين قول رب العالمين:
{ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّك وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ }
(مسند الامام احمد وصحيح ابن حبان وسنن ابن ماجة وغيرهم عن أبى هريرة رضى الله عنه)
فلا يتعجل، ولا يستبطئ النصر، لكن يعلم علم اليقين قول سيدنا رسول الله:
{ وَاعْلَـمْ أَنَّ النَّصَرَ مَعَ الصَّبْرِ }
(مسند الإمام أحمد والبيان والتعريف عن ابن عبـاس،
قال: كنت خـلف النبـي يوماً، فقال: «يا غُلامُ إنِّـي أُعَلِّـمُكَ كَلِـمَاتٍ، احْفَظِ الله تَـجِدْهُ أَمَامَكَ.
تَعَرَّفْ إِلَـى الله فِـي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِـي الشِّدَّةِ
وَاعْلَـمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَـمْ يَكُنْ لِـيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَـمْ يَكُنْ لِـيُخْطِئَكَ،
وَاعْلَـمْ أَنَّ النَّصَرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً»)
النصر يحتاج إلى الصبر الجميل، وعدم الهلع أو الجزع أو الشك فى دين الله، أو التشكك فى إنجاز مولاه،
بل يعلم علم اليقين أن الله سينصره فى الوقت الذى يعلم فيه أن هذا هو الوقت الصالح لنصره،
والصالح لتأييده، لأن الله عزَّ وجلَّ أعلم منا بمصالحنا أجمعين.
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الخميس نوفمبر 22, 2012 11:27 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
- جنود الدنيا
********
نصَره الله عزَّ وجلَّ فى الدنيا بكل عوالم الأكوان،
- نصره بعالم النبات،
- ونصره بعالم الطير،
- ونصره بعالم الهواء،
- ونصره بعالم الحيوان،
- ونصره بعالم الجمادات،
- ونصره بالإنس الذين ألقى الله فى قلوبهم حبَّه، والرغبة فى نصرته - صلوات ربى وسلامه عليه.
لأن الله عزَّ وجلَّ يُعلمنا أنه إذا أراد نصر أحبابه فإنما يُيسر لهم جميع الأسباب،
والنصر فى الحقيقة من مُسبب الأسباب ومن مُحركها .. وهو الكريم الوهاب عزَّ وجلَّ
انظر معى إلى قول الله:
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ. وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
[2، 3 - الطلاق]
وحسبه أى كافيه أى يكفيه عن الجميع.
** وأمر الله عزَّ وجلَّ الأرض أن تكون طوع أمره منذ تحرك من بيته، تحميه من أعداءه:
- فإذا مشى على الرمل تماسك الرمل تحت قدمه فلم يؤثر قدمه فى الرمل حتى لا يعرفوا أثره!!
- وإذا مشى على الصخر – والصخر شديد يُتعب من مشى فوقه –
كان الصخر يلين تحت قدمه حتى لا يتعب فى سيره!!
لأنه مهاجر إلى ربِّه عزَّ وجلَّ.
ولم يأمر الله جحافل الملائكة أن يحرسوه استهانة بهؤلاء الأعداء،
فلو كان لهم وزن عند الله لأرسل الملائكة تدفع عن حبيبه ومصطفاه،
لكنه عزَّ وجلَّ - وهو القوى - يتحداهم بأشياء ضعيفة فى بيئتها وعروفة لهم بضعفها!
(سبق وأوردنا فى الفصل السابق أن هذه المخلوقات ربما كانت ملائكة تشكلت كما أورد بعض العارفين،
وهذه كلها مشاهد فى نصرة الحبيب كما أشهدها الله أهلها)
- فيأمر نبتة معروفة تنبت فى كل أرجاء الصحراء أن تنبت فوراً على فم الغار
وهو نبات معروف اسمه: (أم غيلان) ينبت فى الصحراء وله زهور كالقطن الذى نعرفه– نبتت فى الحال!!
- ويأمر - ليس صقوراً أو طيوراً جارحة، وإنما - يمامتين وديعتين أن ينصبا عشاً لهما على هذه الشجرة
وأن تبيض الأنثى بيضتين وترقد عليهما.
- ويأمر أضعف الحشرات وهو العنكبوت أن ينسج بيتاً على باب الغار:
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
[8 - المنافقون]
تحدى الله الكافرين بأشياء بسيطة، من عالم النبات ومن عالم الطير ومن عالم الحشرات ...
كائنات ضعيفة تحدت الكفر والكافرين حتى نعلم علم اليقين قول رب العالمين:
(وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)
[126- آل عمران]
فلا تُرهبنا الذَرَّة، ولا الصواريخ عابرة القارات، ولا الأجهزة الفضائية أو التكنولوجية الحديثة ،
إذا آمنا بصدق بالله، واتبعنا بإخلاص حبيب الله ومصطفاه - فإن كل هذه المعدات والأجهزة ومن يُشغِّلها - لا وزن لهم عند الله،
إذا أطعنا وكنا جميعاً كما كان الصادقون من أصحاب رسول الله، إذا دخلنا فى قوله:
(رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )
[23- الأحزاب]
عبرة للمتقين وأسوة للمؤمنين!
فإن المؤمن بربِّه لا يغلبه غالب، ولا يفوته هارب، ولا يستطيع عليه أحد مهما بلغت قوته،
ومهما بلغت مخترعاته وعدته، لأنه معه الله عزَّ وجلَّ، ومن معه الله:
(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
[137- البقرة]
فأيَّد الله حبيبه كما رأينا، وجعل كل شئ من عالم الأسباب تحت أمره بقرار من مسبب الأسباب عزَّ وجلَّ،
ولذلك عندما لحق به الرجل الفارس العتيد قال النبى: يا أرض خذيه،
فامتثلت الأرض، وانشقت وأمسكت برجليه وأرجل فرسه، فلما استغاث به قال: يا أرض دعيه،
فامتثلت الأرض لأمره وتركته،
وكرر ذلك ثلاث مرات .. لنعلم أن الأرض مسخرة له بأمر الله، لأن الله قال فى شأنه وفى شأن أنبياء الله:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ)
(64 - النساء)
**************** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الخميس نوفمبر 22, 2012 11:37 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• الجنود الغيبية
*********
أيَّده الله عزَّ وجلَّ - ثم حتى لا نظن أن هذه أشياء خاصة بتأييد الله للنبى،
ذكر الله عن هذه الأشياء التى أشرنا إلى بعضها:
(فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا)
[40- التوبة]
كل الذى ذكرناه أشياء رأيناها، أو رآها من أخبرنا بصدق عنها
لكن الله عزَّ وجلَّ نصره بجنود لم نرها، ما هذه الجنود؟
الآيات الحسية للمرسلين والنبيين أحياناً يحدث بعضها لكبار أولياء الله الصالحين،
لكن ليس لكل الناس، ونحن نريد عناية الله التى معنا كلنا، فَعَرَّف الله النبى وعرَّفنا
بأن الجنود الحقيقين الذين أيَّد الله حضرة النبى بهم لا تراهم العيون:
(وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا)
هذه الجنود ذكرها الله لأننا لنا مثلها، حتى نعرف أن لنا تأييد من الله عزَّ وجلَّ
يؤيد به العبيد الذين يمشون على نهج النبى صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.
ما هذه الجنود التى لم نرها؟
منها:
- توفيق الله
- ورعاية الله
- وكفالة الله
- وموالاة الله عزَّ وجلَّ
بما لا يُعد من النعم والآلاء لأحباب الله ورسل الله وأصفياء الله جل فى علاه
على سبيل المثال: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعضها وقال فى شأنها:
{ نُصِرْتُ بالرُّعْب مَسِيرَةَ شَهرٍ }
(الصحيحين البخارى ومسلم عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه)
أعطاه الله فى أى معركة بينه وبين الأعداء ...
يرسل الله سبحانه وتعالى عليهم الرعب وبينهم وبين حضرة النبى سفر شهر
أين سلاح الرعب هذا؟!
(وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )
[2 - الحشر]
هذا السلاح يذهب إلى الأفئدة، وليس على الأجسام أو البيوت.
هذا السلاح لا يراه أحد، وبينهم وبينه مدة شهر، أى أنه عابر للقارات،
لكن من الذى يبعثه؟ ومن الذى يصيره؟
الله رب العالمين لحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم.
*****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الخميس نوفمبر 22, 2012 11:40 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• سلاح الرعب
*********
وكما أعطى هذا السلاح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطيه للمؤمنين الأتقياء الأنقياء
الذين يمشون على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، سادتنا من السلف الصالح، من الصحابة الأجلاء.
كيف فتحوا البلدان؟
ليس بالسلاح، لأن سلاحهم كان ضعيفاً وخفيفاً، وكان عددهم قليل
لكن السلاح الأساسى كان الرعب الذى كان يبعثه الله فى قلوب الأعداء.
ولا تعتقد أن هذا الرعب كان فى زمن رسول الله وصحابته فقط، بل يوجد حتى فى زماننا هذا
فقد كان السلاح الأساسى للنصر فى حرب أكتوبر عام ثلاث وسبعين كان الرعب
فقد كانت اسرائيل تمتلك أحدث طائرات فى العالم، ومع ذلك رفض ضباطهم قيادتها!!
حتى أنهم كانوا يربطونهم بجنازير حتى لا يهبطوا منه اويتركوها!!!
سبب ذلك الرعب، هذا الرعب جاء من عند الله عزَّ وجلَّ، وذلك بسبب رجوعنا إلى الله ...
فصدق معنا قول الله:
(إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ )
[7 - محمد]
كيف ننصر الله؟
ننصر شرعه، فنجعل شرع الله هو السائد بيننا فى هذه الحياة،
فى المعاملات، وفى الأخلاق، وفى المودات، وفى كل الحالات
لو جعلنا شرع الله هو السائد فسيأتينا نصر الله عزَّ وجلَّ كما كان يأتى لحبيب الله ومصطفاه
صلى الله عليه وسلم
*****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين السبت نوفمبر 24, 2012 9:55 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• الهيبة
******
سلاح الرعب هذا كان للأعداء البعيدين،
لكن كان هناك نفر ممن حوله يريدون أن يغتالوه،
ورسول الله ليس له حرس يحميه من هؤلاء
إذاًً ما السلاح الذى يحميه منهم؟!!
الأنصار طلبوا من رسول الله أن يجعلوا له حرساً،
فتركهم رسول الله يجعلون له حرساً إلى أن نزل قول الله:
( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) [67 - المائدة]
فرفض الحراسة ... فكان ينام ويمشى بدون حرس
لماذ؟ لأن الله سلَّحه بسلاح يغنيه عن الحرس وهو سلاح الهيبة،
الذى يقول الإمام علىّ فيه: (من رآه بديهة هابه)
من يراه من بعيد يهابه - سواء من المؤمنين أو من الآخرين
جاءت امرأة فى الطريق تشتكى لرسول الله، فقيل لها ها هو رسول الله،
فعندما وصلت إليه ارتعشت وسقطت على الأرض، فقال لها:
{ هَوِّنْى عَلَيْكَ فَإِنَّما أَنا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كانَتْ تَأْكُلُ الْقَديدَ في هذِهِ الْبَطْحاءِ }
(المستدرك على الصحيحين عن عبدالله بن جرير)
هذه الهيبة كانت مع الأعداء،
واسمعوا لرواية سيدنا جابر بن عبد الله رضى الله عنه وأرضاه:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ: { قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ،
فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ،
حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟
قَالَ: اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ، فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ،
فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ،
قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟ قَالَ: لاَ،
وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لاَ أُقَاتِلَكَ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ}
(رواه الإمام البخارى ومسلم)
أخلاق مدحه بها العزيز الخلاق وقال فى وصفه:
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
[4 - القلم]
كان على خلق عظيم صلوات ربى وتسليماته عليه.
*************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين السبت نوفمبر 24, 2012 10:04 pm | |
| •هيبة أصحابه المباركين
*****************
هذه الهيبة التى كانت مع رسول الله كانت أيضاً مع الثلة المباركة حوله
وهم صحابة رسول الله - كان الأعداء عندما يسمعون عن وجود خالد بن الوليد فى مكان
يُعلنون الاستسلام قبل أن يجيئهم خالد بوقت طويل خوفاً منه.
حتى أنه ذات مرة فى معركة تسمى: (معركة اليرموك) بين المسلمين والروم،
وكان عدد الروم أربعمائة ألف، ومعهم أسلحة عتيدة،
والمسلمين بقيادة خالد ثلاثون ألفاً وليس معهم مثل الذى مع الأعداء،
فأراد أحد قادة الروم الكبار أن يرى سيف خالد بن الوليد،
فسألوه لماذا؟
قال: لأنى سمعت أن سيف خالد أحضرته له الملائكة ولذلك ينتصر فى كل معاركه!!
فدخل على سيدنا خالد، وأعطاه السيف فوجده عادياً - بل أقلَّ من العادى بالنسبة لهم
فعرف أن الشأن ليس شأن السيف، ولكن الشأن شأن من يُمسك بالسيف
وعرف أن الموضوع هو الهيبة التى ألقاها الله على خالد،
كما ألقاها على رسول الله، كما ألقاها على كل جند الله
فكان كل جندى يذهب إلى أى مكان تسبق هيبته إلى قلوب الأعداء
فتجعلهم يستسلمون بلا قتال بسبب الهيبة التى أيدهم الله بها
وجعلهم من أهلها متابعة للحبيب صلى الله عليه وسلم
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين السبت نوفمبر 24, 2012 10:07 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• مددُّ الصَّبر
********
من الجنود التى أيَّد بها الله رسوله صلى الله عليه وسلم فى القرآن
أن الله جعل المؤمن بعشرة:
( إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ )
[65 - الأنفال]
فالواحد بعشرة، من أين هذا الصبر؟
( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ )
[127- النحل]
هذا الصبر الذى يبعثه للإنسان هو الله عزَّ وجلَّ
ومن حكمة الله عزَّ وجلَّ التى شمل بها المسلمين أجمعين –
حتى العصاة والمذنبين اكراماً لسيد الأولين والآخرين –
أن أى مسلم - فى أى زمان أو مكان - قبل أن تنزل به كارثة أو مصيبة،
يبعث الله له فى داخله مدد من صبر ربِّ العالمين عزَّ وجلَّ.
يبعث الله له الصبر أولاً، فإذا نزلت به المصيبة تجده جاهزاً ومستعداً ومتأهلاً
لا يفزع ولا يهلع ولا يُصيبه ما يصيب الآخرين من الكافرين والمنافقين
وغير المُسَلِّمين لرب العالمين!!
هذا الصبر يعطيه الله لنا لنتحمل به المصائب.
هذا الصبر الذى كان يعطيه الله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه
فى القتال وفى حرب الأعداء
كان بالنسبة لرسول الله قدر الصبر الذى أعطاه الله لكل أنبياء الله ورسل الله:
( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )
[35 - الأحقاف]
صبر رسول الله قدر صبر كل أنبياء الله ورسل الله بما فيهم أيوب الذى نضرب به المثل فى الصبر
والمسلمين العاديين كان يعطيهم الله صبر قدر عشرة فى ميدان القتال،
أما المؤمن القوى فيعطيه الله أكثر.
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين السبت نوفمبر 24, 2012 10:11 pm | |
| • قوة الإمام علىّ رضى الله عنه
********************
ولذلك سيدنا علىّ رضى الله عنه وكرم الله وجهه - وغيره من أصحاب رسول الله
بل النساء من أصحاب رسول الله - كانوا فى ميدان القتال
الواحد منهم قدر مائة من الفرسان الشجعان فى قتال الأعداء!! من أين ذلك؟
الطاقة الجسمانية ضعيفة، والغذاء لا يكفى، لكن التموين الداخلى
وهو الصبر النازل من عند ملك الملوك!!!
يجعل الواحد منهم قوته كقوة المَلَك فى جلاده وحربه مع الأعداء والكافرين
ففى غزوة خيبر كان الأعداء يحتمون داخل البلدة بسور عالٍ،
والمسلمون خارجه ولا يستطيعون دخوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ لأُعطِينَّ الرايةَ غداً رجلاً يَفتحُ اللهُ على يديهِ يُحِبُّ اللهَ ورسوله ويُحبُّه اللهُ ورسولهُ }
(صحيح مسلم عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ:
«لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللّهُ وَرَسُولُهُ»
قَالَ: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا، فَقَالَ: «ادْعُوا لِي عَلِيًّا»، فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ.
فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ. فَفَتَحَ اللّهُ عَلَيْهِ)
فبات أصحاب رسول الله يتمنى كل واحد منهم أن يكون هذا الرجل،
قال سيدنا عمر: ماتمنيت الإمارة فى يوم إلا فى ذلك اليوم!!
لماذا؟ للوصف الذى وصف به رسول الله هذا الفارس القائد،
وفى الصباح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين علىّ؟ قالوا:
إنه أرمد يا رسول الله، قال: هاتوه، فأخذ النبى صلى الله عليه وسلم من ريقه
ووضع فى عين الإمام علىّ فشُفيت فى الحال بإذن الله عزَّ وجلَّ!!
وأعطاه الراية - سيدنا علىّ رضى الله عنه كان يحارب بسيفين، سيف باليمين وسيف باليسار
وهذه كانت من مقدراته وطاقاته الحربية الجبارة - فحارب رضى الله عنه
على باب الحصن يريد أن يفتحه إلى أن تكسر السيفان،
فأمسك بالباب وشدَّه فخلعه وحمله يحتمى به من سيوف الأعداء،
ودخل المسلمون من تحت الباب حتى فتح الله الحصن.
وبعد أن فتحوا الحصن جاء ثلاثون رجلاً ليُحركوا الباب ليضعوه مكانه فلم يستطيعوا!!
إذاً كيف حمله الإمام علىّ وكان يحارب به؟!!
حتى نعرف مدد الصبر الذى أمده الله به.
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين السبت نوفمبر 24, 2012 10:18 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• مدد الإلهام
*********
مدد إلهى .. كان الله يمد به رسول الله وأصحابه المباركين فى كل وقت وحين،
هذه الجنود هى التى يقول الله فيها:
(وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا)
[40 - التوبة]
جنود لاعدَّ لها ولا حد، كانت تؤيد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وتعضد رسول الله، وكذلك أصحابه المباركين فى كل وقت وحين
كان بعضهم يؤيده الله فى المعارك بالرؤيا الصالحة
فذهب سيدنا سعد بن أبى وقاص ليحارب الفرس فى عهد سيدنا عمر،
وجاء الفرس له بقائد يُسمى رستم وجمعوا له ما لا يُعد من الجند،
وأحضروا له أفيال مدربة لتحارب بخراطيمها، وعلى كل فيل خيمة فيها عشر جنود،
وكان بينهم وبين سيدنا سعد نهر دجلة فقاموا بقطع كل الجسور التى على النهر
وأخذوا كل السفن ناحيتهم حتى لا يستطيع أن يعبر، ففكر سيدنا سعد -
وهؤلاء رضى الله عنهم إذا فكروا فإنهم يدفعون الأمر إلى: (من يقول للشئ كن فيكون)
فلابد أن يستعين بالله، وأن يطلب الإغاثة والنصرة من الله:
(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ)
[9 - الأنفال]
فرأى فى نومه أنه وجنوده يعبرون نهر دجلة على أقدامهم –
هؤلاء القوم يعيشون فى الصحراء!! فلا يُجيدون السباحة ...
وجِمالهم لا تعرف السباحة!!
فجمع قادته وأخبرهم برؤياه! ولم يكذبوه بل فعلوا ما ألهمه الله به
ونصرهم الله نصراً عزيزاً مؤزراً ... حتى كوبا واحدا لم يفقدوه فى الماء!
وأبين ذلك بتوضيح بسيط !!!!
فى الصباح وقف الجيش وعدده ثلاثون ألفاً على النهر وقالوا جميعاً:
(بسم الله .. حسبنا الله ونعم الوكيل .. نعم المولى ونعم النصير)
وألقوا بأنفسهم فى النهر، فحملهم الماء بإذن الله،
- والذى كان يركب جملاً نزل به،
- والذى كان يركب فرساً نزل به،
ومشوا فى قلب النهر وهم يتكلمون مع بعضهم،
- والذى كان يتعب منهم كان من عناية الله أنه يجد جزيرة تخرج له من النهر
وعليها تراب يابس ليستريح عليها، وبعد أن يستريح ويستمر فى مشيه
تختفى هذه الجزيرة!! تأييد من الله جل فى علاه!!
وبعد أن عبروا النهر قال لهم: تمموا على حاجاتكم، فقال أحدهم:
ضاع منى الكوب الذى أشرب فيه، فرفع هذا الرجل يديه إلى الله وقال: يارب
فجاءت موجة فى النهر حملت الكوب وألقته فى حجره.
ما هذا؟!!
( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )
[7 - محمد]
إذن نفس التأييد الذى كان مع رسول الله كان مع جند الله!
من يمشون على منهج حبيب الله وعلى منهج كتاب الله
وأملهم وطلبهم كله مرضاة الله بعد إخلاص العمل والصدق مع الله.
********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين السبت نوفمبر 24, 2012 10:27 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• هجر سوءات اللسان
**************
ما بيننا وبين أن نكون من الذين ينصرهم الله ويؤيدهم الله فى كل أحوالهم،
ويرعاهم الله فى كل شئونهم، ويستجيب لهم كل دعاءهم، ويحقق لهم كل آمالهم
إلا أن نهاجر الهجرة التى بينها لنا سيدنا رسول الله فى حديثه الكريم.
فعندما دخل مكة فاتحاً صلوات ربى وتسليماته عليه أعلن وقف الهجرة المكانية،
أى من مكة أو من أى موضع بالجزيرة العربية إلى المدينة المنورة!
وفتح باب الهجرة المعنوية إلى يوم الدين، فقال صلوات ربى وتسليماته عليه:
{ لا هِجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكنْ جِهادٌ ونيَّة }
( صحيح البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهم)
وقال صلى الله عليه وسلم:
{ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ }
( صحيح البخارى عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهم)
فالمهاجر منذ فتح مكة إلى يوم الدين:
- هو الذى يهجر المعاصى والفتن ما ظهر منها وما بطن
- هو الذى يهجر قالة السوء، كل القول الذى نهى عنه الحبيب،
قول الزور والكذب والفجور، وكل ما يؤذى المسلمين ويُشوش على المؤمنين،
والذى أشار إليه صلى الله عليه وسلم فى قوله:
{ المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدهِ }
(صحيح البخارى عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهم)
ما الذى يؤذى الإنسان المسلم من لسان أخيه؟
وضح ذلك فى الحديث الآخر صلوات ربى وتسليماته عليه فقال:
{ لَيْسَ المُؤْمِنُ بالطَّعَّانِ ولاَ اللَّعَّانِ ولا الفَاحِشِ ولا البَذِيِّ }
( سنن الترمذى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه)
- لا يسب أحداً من خلق الله، فضلاً عن الإنسان الذى كرمه الله،
- ولا يلعن شيئاً من الخيرات والبركات التى سخرها له الله،
- ولا يصدر من لسانه أى كلمة فاحشة جافية أو نابية أو لاغية تؤذى الآخرين
وتضره وتُسَود صحائفه التى يلقى بها رب العالمين،
- ولا يصدر من لسانه الكلام البذئ الذى تستوحش منه الآذان والذى تفر منه الأبدان،
وإنما يهاجر المسلم دوماً فى كل أقواله إلى قول الرحمن عزَّ وجلَّ فى القرآن:
( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ )
[24- الحج]
.. لا يخرج منه إلا الكلام الطيب
- الذى يُطيب النفوس،
- والذى يشرح الصدور،
- والذى يؤلف القلوب،
- والذى ينزع الإحن من الصدور،
- والذى يجعل بنى الإنسان الحياة بينهم ألفة ومودة وصفاء وسرور وحبور.
إن معظم مشاكل الناس فى زماننا وفى كل زمان من اللسان
فلو ملَك الإنسان لسانه فإن الناس جميعاً يحبونه ولا شك.
فهذه صفة المؤمن، فالمؤمن الحق هو الذى مَلَك لسانه،
لا يصدر منه غيبة ولا نميمة، ولا سب ولا شتم، ولا وقيعة بأى صورة من الصور
لأى رجل من المسلمين، ولذلك يقول الإمام علىّ رضى الله عنه وكرَّم الله وجهه
عندما سُئل وقيل له: يا إمام مَن هم أولياء الله الذين يحبهم الله عزَّ وجلَّ؟
فقال رضى الله عنه وأرضاه: { هم الذين أنفسهم عفيفة، وحاجاتهم خفيفة،
الناس منهم فى راحة، وأنفسهم منهم فى عناء }
إذا سَلم الإنسان من لسانه، فبَشِّره بأن الله عزَّ وجلَّ قد اختاره واجتباه
وجعله حبيباً مقرباً لحضرة الله جل فى علاه.
هذا الإمام البخارى رضى الله عنه حضرته سكرات الموت، وجلس حوله طلابه يبكون على فراقه
فقال لهم: لِمَ تبكون وها أنا ذا تُطوى صحيفتى ولم يُكتب لى فيها
طوال حياتى غيبة واحدة ولا كذبة واحدة
صحيفته طول حياته لم يُكتب فيها غيبة لمسلم ولا كذبة على مسلم!!
مع أنه كان عالماً فى علوم الحديث، فكان يتداول سيرة الرواه،
فلان عن فلان، ويتحرى عن كل راوٍ ليتأكد من صدقه فى أقواله، وأفعاله، و أحواله
فقد ذهب فى إحدى رحلاته إلى حضرموت الآن ليسمع حديثاً بلغه أن هناك رجلاً يرويه
وعندما وصل، سأل عن الرجل، فأشاروا إليه، فوجد الرجل يجرى حول جمل له
فرَّ منه مسرعاً، وأمسك الرجل حجره ليوهم الجمل أن حجره فيه طعام
فلما تبين خلو حجره! قال: تخدع هذه البهيمة!!!
لا أسمع منك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
ومع ذلك لم يُرو عنه فى حياته كذبة واحدة ولا غيبة واحدة!!
أين نحن من هؤلاء؟!!
إذا أردنا أن ينصرنا الله كما نصرهم، وأن يُعزنا كما أعزهم،
وأن يكرمنا كما أكرمهم فعلينا أن نقتدى بهديهم، وأن نتبع أفعالهم،
وأن نكون كما كانوا:
( صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )
[23 - الأحزاب]
فنهجر المعاصى والفتن بالكلية، ونُقبل بصدق وإخلاص على رب البرية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
***********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين السبت نوفمبر 24, 2012 10:28 pm | |
| الدرس الرابع
********
حسن التوكل على الله
*************
هذا الموضوع كان خطبة الجمعة بكفر المنشى - طنطا بتاريخ 4 من محرم 1432 هـ العاشر من ديسمبر 2010م
*************************************
• حماية الله لنبيه
• إعزاز الله لرسوله
• النبي ينزل في بيته
**************************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 4:55 pm | |
| الدرس الرابع
********
حسن التوكل على الله
**************
أحداث الهجرة لنا فيها عِبر لا تُعد ولا تُحصى، لأنها من القصص الإلهى
الذى يقول فيه الله عزَّ وجلَّ فى قرآنه الكريم عن النبيين والمرسلين:
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ)
[111- يوسف]
وسنأخذ اليوم عبرة واحدة من حادثة الهجرة، عبرة نافعة لنا ولإخواننا المسلمين أجمعين
إن الله عزَّ وجلَّ كان - قبل الهجرة بعام - أخذ حبيبه صلى الله عليه وسلم فى رحلة الإسراء والمعراج
أخذه من مكة إلى بيت المقدس، ومن بيت المقدس إلى السموات العلى ...
سماءاً تلو سماء، وكما قال صلى الله عليه وسلم:
{ بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وعرض كل سماء مسيرة خمسمائة عام
وبين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام }
(تهذيب سنن أبي داوود والأسماء والصفات للبيهقي عن عبدالله بن مسعود)
اجتاز كل هذه السموات، ودخل الجنات، وذهب إلى العرش، ثم تجاوز العرش
إلى قاب قوسين أو أدنى ورجع وفراشه الذى كان ينام عليه لم يبرد بعد!!!!!!
ربُّ العزة عزَّ وجلَّ الذى فعل معه ذلك .. لماذا جعله يخرج والقوم يتربصون به؟!!
ويختبأ فى الغار ثلاثة أيام؟!! ثم يسلك طريقاً غير الطريق الذى يمشى فيه سائر الأنام؟!!
وتستمر الهجرة من مكة إلى المدينة لمدة أسبوع على التمام؟!!
ليوضح لنا الله عزَّ وجلَّ أجمعين - ونحن أمة الإجابة، آمنا بالله وصدقنا برسول الله
وفوضنا أمورنا كلها إلى حضرة الله، وتوكلنا فى كل أحوالنا وأعمالنا على الله -
فالله عزَّ وجلَّ يضرب لنا المثل فى حبيبه ومصطفاه أن من اعتمد على الله كفاه مولاه
كلَّ همِّ وكلَّ غمٍّ، وفرَّج الله عنه كل الشدات والكربات،
كما فعل تماماً بتمام مع الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 5:19 pm | |
| تابع: الدرس الرابع - حسن التوكل على الله
***************************
• حماية الله لنبيِّـه
***********
وانتبه معى إلى قول الله عزَّ وجلَّ لنا .. وللمعاصرين للنبى الأمين -
من عاونوه، ومن تخلوا عنه، ومن حاربوه - يخاطب الكل فيقول:
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ)
[40- التوبة]
لم يقل الله عزَّ وجلَّ: (فقد ينصره الله) لأن معناها أن النصر سيأتى فى المستقبل
لكن الله أخبر فى كتابه - وكتابه قبل القبل - أنه نصر حبيبه قبل خلق الخلق،
قبل إيجاد الأكوان، وقبل إيجاد أى شئ فى عالم الدنيا!!
جعل الله عزَّ وجلَّ حبيبه - صلى الله عليه وسلم - منصوراً أينما حلَّ وأينما ذهب وحيثما كان،
نصره الله عزَّ وجلَّ فكفاه شرَّ أعداءه، فخرج من بينهم وهم متربصون بالبيت،
ويترقبون خروجه، وأخذ الله أبصارهم فلم يرونه. وذهب النبى صلى الله عليه وسلم
وتكفَّل الله بحمايته، حماه فى الغار، وحماه عندما خرج من الغار
وهو سائر فى الطريق إلى الأنصار، وجعل من جملة جنده الذين يؤيدونه
ويدفعون عنه الأرض - فقال له الأمين جبريل: الأرض طوع أمرك فمُرها بما شئت.
فمن لحقه منهم قال للأرض: خذيه، فانشقت وأخذته، فلما استغاث به
قال لها: دعيه، فتركته، فلما عاود ما فى ذهنه قال لها: خذيه، فأخذته،
وتكرر الأمر منه إلى الأرض ثلاث مرات!! وهى لا تعصى له أمراً،
لأن الله عزَّ وجلَّ أمرها أن تكون طوع أمره.
ثم تاب هذا الرجل من فعله، وجعله الله عزَّ وجلَّ جندياً يدافع عن النبىِّ!!!!
فذهب إلى قومه وعَمَّى عنهم الطريق الذى سلكه النبىُّ
وكلما سألوه عن الطريق الذى سار فيه يقول لهم:
أنا مشيت فى هذا الطريق ولم أجد فيه أحداً فاذهبوا إلى غيره!!
فكانت عناية الله عزَّ وجلَّ معه أينما حلَّ وكيفما صار:
وقاية الله أغنت عن مضـاعـفة ***** من الدروع وعن عال من الأطم
فالصدق فى الغار والصديق لم يرما***** وهم يقولون ما بالغار من إرم
ظنوا الحمـام وظنوا العنكبوت على****** خير البرية لم تنسج ولم تحم
************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 5:30 pm | |
| تابع: الدرس الرابع
***********
• إعزاز الله لرسوله
************
حماه الله بما علمناه جميعاً .. ثم أراد الله عزَّ وجلَّ إعزازه عند دخول المدينة المنورة
فلم يجعله يدخل دخول الخائفين أو الفارين، وإنما جعله يدخل دخول الفاتحين
فانظر معى إلى عناية الله فى تجميل نبيِّه وصفيِّه ليدخل المدينة دخول الفاتحين!!!!
سمعت قبيلة اسمها ( أسلم ) عن الجائزة التى جهَّزها الكفار
لمن يأتى بالنبىِّ صلى الله عليه وسلم حياً أو ميتاً
فخرج رجل منهم يُسمى: ( بُريدة الأسلمى ) ومعه سبعون رجلاً مدججين بالسلاح
يبحثون عن النبى فى الطريق الذى سلكه ليظفروا بالجائزة
وبينما هم سائرون إذا بالنبىِّ أمامهم!!!
فقال له صلى الله عليه وسلم: مَن الرجل؟ قال: بُريده، فالتفت إلى أبى بكر
وقال: بَرُد أمرك يا أبا بكر!!! ثم قال للرجل: ممن الرجل؟ أى من أى قبيلة؟
قال: من أسلم، فالتفت إلى أبى بكر وقال: سلمت يا أبا بكر
فقال الرجل: ومَن أنت؟ قال: أنا محمد رسول الله!!!!!
لم يتنكر ولم يتخفى لأنه يعلم أن الله يؤيده ويعززه وينصره –
فشرح الله عزَّ وجلَّ صدر الرجل للإسلام، وشرح الله صدور من معه للإسلام،
فدخل السبعون فى الإسلام!!! وقال الرجل: يا رسول الله أتدخل المدينة هكذا؟!
لا والله لا يكون
فخلع رباط عمامته – الشال الذى يضعه على عمامته – وركزه على رمحه
على هيئة عَلَم، وصفَّ السبعين رجلاً وقسمهم إلى صفين: صف عن اليمين وصف عن اليسار
وقال: يا رسول الله أنا أتقدم أمامهم وأنت تمشى فى مؤخرة الصفين
ليدخل المدينة صلى الله عليه وسلم دخول الفاتحين، ومعه كتيبة جهَّزها له ربُّ العالمين
ليكون بذلك إعزازاً لحضرته، وتقويةً لإرادته، وعبرة لنا أجمعين
لنتقي الله ونعلم صدق قول رب العالمين:
( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )
[2، 3 - الطلاق]
وسار النبى صلى الله عليه وسلم بهذه الكتيبة الإلهية
هل يدخل المدينة بهذه الهيئة وثيابه كانت تغيرت من أثر السفر؟!!!
قيَّد الله عزَّ وجلَّ - وهو العزيز - أن يُعز نبيَّه، فكان عبد الرحمن بن عوف
رضى الله عنه فى تجارة فى بلاد الشام ووجد ثوباً لا يصلح إلا للملوك
فقال فى نفسه: أشترى هذا الثوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان الزبير بن العوام رضى الله عنه أيضاً فى بلاد الشام ورأى ثوباً آخر
يضاهى الأول من ثياب الملوك، فقال: أشتريه لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
لأن هذا الثوب لا يليق أن يلبسه إلاَّ حضرة النبىِّ .. وقبل مدخل يثرب بقليل
إذا بعبد الرحمن بن عوف، وإذا بالزبير بن العوام ومعهم الثياب المخصصة للملوك
فجاء الإثنان معاً وقالا: يا رسول الله لا تدخل المدينة بهذه الهيئة،
ولكن البس هذه الثياب التى لا تليق إلا بالملوك لأن الله عزَّ وجلَّ يُعزك دوماً
وينصرك أبداً على الدوام فلبس النبى ثياب الملوك
ومشى والجند عن يمينه وعن يساره داخلاً المدينة المنورة
*************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 8:17 pm | |
| تابع: الدرس الرابع
************
• النبيُّ ينزل في بيته
************
فى بيت مَنْ ينزل حضرة النبىّ؟!! مَنْ يحظى بهذا الشرف؟!!!
كان الأنصار أجمعون حريصين على هذا الشرف الكبير، فوقف كل رجل منهم أمام داره
ينتظر موكب النبىِّ ويَعزم عليه أن ينزل فى ضيافته ويقول:
يا رسول الله انزل هاهنا، هنا كرم الضيافة، هنا العدد وهنا العدة،
هنا أهلك وذويك، هنا ناصروك، ولكن النبى صلى الله عليه وسلم يشير إلى الناقة ويقول:
(دعوها فإنها مأمورة!!!)
ومشت الناقة حتى أتت إلى مكان كانوا يضعون فيه البلح ليجف ويصير تمراً
وبركت فى هذا الموضع، وجاء الجميع يتسابق لأخذ عتاد رسول الله ليكون عندهم،
فسبقهم أبو أيوب الأنصارى رضى الله عنه، وأخذ عتاد النبى عنده
وذهبوا للنبىِّ فقال: الرجل ينزل حيث ينزل رحله. ثم دخل عند أبى أيوب رضى الله عنه
وقال: يا أبا أيوب أين كتاب تُبَّعْ؟
فقال: يا رسول الله والذى بعثك بالحق إننا دائماً وأبداً نزيد فيك يقيناً
ما قصة كتاب تُبَّع؟!!!!!
تُبَّع رجلٌ غزا المدينة قبل هجرة النبى بثلاثمائة عام،
وكان اليهود هاجروا إلى المدينة لعلمهم أنها موطن هجرة خاتم الأنبياء والمرسلين
فلما أراد تُبع دخولها أرسلوا إليه وقالوا: إنك لن تستطيع دخولها ل
أنها موضع هجرة النبى الذى سيبعث فى آخر الزمان
وذكروا له أوصافه التى قال الله عنها فى القرآن، ومعرفتهم برسول الله:
( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ )
[146 - البقرة]
وكان تُبع معه جمعٌ من العلماء يسيرون معه، فجمعهم فسألهم فصدَّقوا ما قال اليهود
فبنى لكل رجل من هؤلاء العلماء بيتاً فى المدينة من طابق واحد،
وأعطاه زاداً ونفقة، وزوَّجه بجارية، وأمره أن يقيم إلى حين بعثة النبىِّ فينصر النبىَّ
وبنى لزعيم العلماء بيتاً من طابقين، وقال له:
هذا البيت أمانة عندك، فإنى قد بنيته للنبىِّ فهو ملك للنبىِّ صلى الله عليه وسلم
ولذلك ذكره صلى الله عليه وسلم فيما معناه:
{ أول من آمن بى تُبَّع }
وترك رسالة وجعلها فى حُقٍ من زمرد عند هذا الرجل زعيم العلماء كتب فيها:
شَهِدتُّ عَلَى أَحْمَدٍ أَنَّهُ *********** رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ بَارِي النَّسَمْ
فَلَوْ مُدَّ عُمْرِي إلَى عُمْرِهِ ********* لَكُنْتُ وَزِيراً لَهُ وَابْن عَـــــمّ
وجَالدتُ بالسْيفِ أعداءه ********* وفَرَّجْتُ عن صَدْرهِ كلَّ هـَمّ
(تفسير القرطبي وابن كثير - سورة الدخان)
فاطَّلع النبى على الرسالة، وعلِم أنه نزل فى بيته الذى بناه المليك عزَّ وجلَّ له
ولم ينزل فى بيت أحد غيره!! وكان هؤلاء العلماء هم الذين تناكح وتناسل منهم
الأنصار الذين آووا النبىَّ ونصروه!! فكان هذا إعجاز من الله للنبىِّ !!
لنعلم علم اليقين أن كل من يمشى على منهج هذا النبىِّ، ويتقى الله جلَّ فى علاه
ويصنع فى كل أحواله ما يحبُّه الله ويرضاه، ويتأسى فى كل أحواله بحبيب الله ومصطفاه،
فإن عناية الله لا تتخلف عنه نَفَساً فى هذه الحياة. وكذا أُمَّة النبىِّ:
- لو صاروا أجمعين على نهج النبى
- وأقاموا شرع الله بينهم
- وجعلوا كتاب الله حَكَماً لهم فى كل أحوالهم
فإنَّ الله عزَّ وجلَّ يدفع عنهم كل أعداءهم، وينصرهم على كل من عاداهم،
ويجعل بلادهم مملوءة بالخيرات والمبرات:
(كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )
[21- المجادلة]
*************** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 8:44 pm | |
| الدرس الخامس
**********
منهج الاصلاح الاجتماعى
***********
• الحب الإلهى
• تعظيم أمر الله ورسوله
• سلامة الصدور
• الإيثار
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 8:46 pm | |
| الدرس الخامس
**********
منهج الإصلاح الإجتماعى
****************
أما العبرة التى نأخذها لإصلاح حياتنا وإصلاح مجتمعنا،
ونأخذها من مجتمع المهاجرين والأنصار الذى لو صرنا على هداه -
فى أى زمان أو مكان - لنصرنا الله كما نصرهم، ولأعزنا كما أعزهم،
ولهدانا كما هداهم، ولمَكَّن الله عزَّ وجلَّ لنا فى الأرض كما مكَّن لهم
كيف نصلح مجتمعنا ويصير مجتمع نورانى ربانى مثل مجتمع المدينة المنورة
التى فتحها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينها القرآن؟
حتى يكون المجتمع فى الدنيا فى رغد العيش وفى خيرات وبركات وفى صالحات وفى طاعات
ولا يوجد بين الناس مشكلات ولا معارك ولا غش ولا غير ذلك، بيَّن الله ذلك فى ثلاث أشياء
بِم وصف الله عزَّ وجلَّ الأنصار؟
( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ )
[9- الحشر]
أول صفة: ( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ )
والصفة الثانية: ( وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا )
والصفة الثالثة: ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )
هذه الصفات لو اتبعت فى أى مجتمع فإنه سيكون فى الدنيا فى أرغد عيش وفى أسعد حال
وفى الآخرة يكون أهله هم أهل النجاة والفلاح عند المليك الفتاح عزَّ وجلَّ.
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 8:52 pm | |
| تابع: الدرس الخامس
*************
• الحب الإلهى
*********
الصفة الأولى: ( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ) وهى التى نحتاج إليها جميعاً
كان حضرة النبى صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يُجرى لكل من يدخل فى الإسلام
عملية فى قلبه، فينزع حب الدنيا ويضع حب الله ورسوله،
كل المشاكل التى بين الناس سببها حب الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم:
{ حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ }
(رواه البيهقي في الشعب عن الحسن رضى الله عنه)
فأى خطيئة بين الأخ وأخيه، وبين الإبن وأبيه، وبين الزوج وزوجته، وبين الجار وجاره،
وبين أى إنسان فى أى زمان ومكان سببها حب الدنيا، لأن ذلك يجعل الناس تقع فى بعض
ثم يكيدون لبعض، ولا مانع من أن يتطاولوا على بعض، ثم بعد ذلك
لا مانع من أن يشتكوا بعض، ثم لا مانع بعد ذلك من الافتراء على بعض،
حتى يؤيدوا شكاياهم على بعض. وكل ذلك سببه حب الدنيا.
لذلك أول شئ كان يفعله رسول الله مع أصحابه: ينزع من قلوبهم حب الدنيا
ويضع مكانه حب الله ورسوله وحب كتاب الله وحب المؤمنين
نحن جميعا نقول أننا نحب الله ورسوله، رسول الله أعطانا ترمومتر نقيس به هذا الحب فقال:
{ والله لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ مَالِهِ وَأَهْلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }
(سنن النسائي الصغرى عن أنس ورواه البخارى ومسلم بلفظ:
«لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حتى أكونَ أَحَبَّ إليهِ مِنْ والِدِهِ وَوَلَدهِ والنَّاس أَجْمَعين»)
أنت تحب حضرة النبى ولكن تحب نفسك أكثر!! إذاً هذا الحب غير مضبوط
كيف تحب نفسك أكثر من حضرة النبى؟!
تحب نفسك لأنك تضرب بسنة حضرة النبى عرض الحائط من أجل مصلحتك،
مع أنك تعرف أنه مخالف للسنة!!! لكن الذى يحب حضرة النبى يعظم السنة،
وحتى قال فى ذلك بعض الصالحين: (حافظ على السنة ولو بُشرت بالجنة)
فلابد من المحافظة على السنة ، والسنة مقابلها الهوى، كما جاء فى الحديث الآخر:
{ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِهِ }
(فتح البارى وصححه النووى عن أبى هريرة رضى الله عنه)
فالذى ضيَّع الناس الآن هو الهوى:
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
[40، 41 - النازعات]
وعندما ننظر فى المجتمع .. فإننا نجد أن معظم المشكلات سببها
عدم اتباع السنة أو شرع الله لأن هناك شئ من الهوى
فلو اتفقنا على سنة رسول الله ففى أى شئ سنختلف؟!! لن يأتى أى خلاف
لكن الخلاف يأتى عندما يكون شخص غير أهل ويُدخل نفسه فى موضع لا يليق أن يكون له
وإنما موضع ينبغى أن يكون لغيره. مثال ذلك:
لما أراد حضرة النبى أن يقوم بعمل إعلان للصلاة، وأراد أن يكون هذا الإعلان
مخالفاً لليهود والنصارى، فطلب من أصحابه أن يبحثوا عن وسيلة!!
فنام جماعة من أصحابه، ولأنهم كانوا مع الله كانوا عندما ينامون
تصعد أرواحهم إلى الملكوت الأعلى!!! فصعدت روح أحدهم إلى الملكوت
ورأى الملائكة، فقالوا له: ماذا تريد؟ قال: أريد شيئاً نعلن به عن الصلاة
فأعطوه ألفاظ الآذان، فاستيقظ الرجل من نومه وذهب إلى رسول الله وقال له:
رأيت كذا وكذا، رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع القاعدة إلى يوم القيامة،
فلم يقل له أنت الذى تلقيت الآذان قم فأذن، ولكن قال له:
(لَقِّنْهُ بلالاً فإنه أندى صوتاً منك)!!
لو مشينا على هذه القاعدة هل سيحدث خلاف؟ لا، لأننا نريد جميعاً رفعة الإسلام.
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 8:59 pm | |
| تابع: الدرس الخامس
*************
• تعظيم أمر الله ورسوله
***************
رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع القاعدة الأولى لمنع الخلافات، وهى: أن نُعظم الله ورسوله
ونجعل أمر الله ورسوله هو السائد علينا أجمعين:
( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا )
[65- النساء]
يسلمون لشرع الله الذى جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
فكل مشاكل المسلمين ستنتهى إذا أحببنا الله ورسوله الحبّ الذى يجعل شرع الله
هو المهيمن على حركاتنا وسكناتنا، وهو الغالب على أمرنا:
( وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )
[21- يوسف]
أريد أن أنفذ شرع الله، ويريد أن يُنفذ شرع الله فى هذه الحياة،
وهنا لن أصنع خلافاً، أو أسمح بخلاف بين المؤمنين.
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 9:06 pm | |
| تابع: الدرس الخامس - منهج الإصلاح الإجتماعى
*******************************
• سلامة الصدور
***********
وضع حضرة النبى صلى الله عليه وسلم القاعدة الثانية فقال:
{ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ }
( صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضى الله عنه)
متى يُصبح الإيمان كاملاً؟ إذا أحب الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه
إن كان فى الدنيا أو فى الآخرة. لو ظهر هذا بيننا جماعة المؤمنين،
ورجع الحبُّ مرة أخرى مثل الزمن الفاضل فلن تحدث بيننا خلافات،
وستكون الحياة مثل الجنة، لأن الجنة كلها حياة عالية راضية لا تسمع فيها لاغية
لأن كل من فيها قال الله فى شأنهم:
( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )
[47- الحجر]
إذا وضعت فى قلبى الحبَّ فإنه سيكون معه الرحمة والشفقة،
والعطف والمودة والإيثار، ومعه كل الخُلق الكريم!
لو تركت هذا الحب ووضعت مكانه حب الدنيا فسيكون معه البغض والكره
والحقد والحسد، والفرقة والأنانية، ومعه كل الصفات الإبليسية!!
إذاً الصفات الطيبة التى تصلح معها كل المجتمعات تأتى مع حب الله ورسوله
والصفات التى بها إفساد كل الأماكن والبقاع والمجتمعات تأتى مع حب الدنيا
ولذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ كل ما أخشاه عليكم أن توضع الدنيا فى قلوبكم }
{ مَا سَكَنَ حُبُّ الدُّنْيَا قَلْبَ عَبْدٍ إِلاَّ ابْتَلاَهُ اللَّهُ بِخِصَالٍ ثَلاَثٍ:
بِأَمَلٍ لاَ يْبَلُغُ مُنْتَهَاهُ، وَفَقْرٌ لاَ يُدْرَكُ غِنَاهُ، وَشُغْلٍ لاَ يَنْفَكُّ عَنَاهُ }
(الدَّيلمي عن أَبي سعيدٍ رضَي اللَّهُ عنهُ )
لو جاءت الدنيا فى قلوبنا فإنه سيحدث ما نراه الآن!!
أما بالنسبة للكافرين واليهود وغيرهم - لن يتمكنوا من المسلمين
مادامت القلوب تحب الله ورسوله، لأن قلوبهم كانت تؤثر رضاء الله
على كل شئ فى هذه الحياة ففتحوا الدنيا فى أيام وسنوات معدودات.
إذن متى حدث ما نحن فيه الآن؟!!!! تنبأ رسول الله بذلك فقال:
{ يُوشِكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعى عَليْكُم الأمم كَمَا تَدَاعى الأكَلَةُ إلَى قَصْعَتِهَا،
فقالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟
قالَ: بَلْ أنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثُيرٌ، وَلَكِنَّكُم غُثَاءُ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ
صُدُورِ عَدُوكُمْ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ الله في قُلُوبِكُم الَوَهْنَ،
فقالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله وَمَا الْوَهْنُ؟ قالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ }
(مسند الإمام أحمد عن ثوبان مولى الرسول صلى الله عليه وسلم)
إذن السبب الذى مكَّن الأعداء منا هو حبُّ الدنيا، فالذى يخاف على منصبه،
والذى يخاف على ماله، والذى يخاف على نفسه ....
هذا الخوف هو الذى مكن الأعداء منا، وأصبح المسلمين مستضعفين
ومستذلين أمام الأعداء، وفى داخلهم مع بعضهم هم أعداء،
أين: ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ)؟
أين: (رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)؟
لو وجدت هذه الآن فلن نجد فى رول المحاكم أى شئ!!!
لكن للأسف نجد الآن فى المحاكم الخلافات بين الأب وابنه، والأخ وأخيه، والجار وجاره،
على أشياء كلها تافهة من لعاعة الدنيا، ومن الجائز أن ينتهى العمر
والقضية لم تنتهى ، ولم يأخذ ما كان يشكو من أجله، وحتى لو أخذ ما يريد
من الجائز قبل أن يُنفذ الحكم يأتيه أمر رب العالمين، فيخرج من الدنيا
ولم يحقق ما كان يتمناه، ولكنه خرج ومعه حقد على أخيه .. وحسد وكره وبغض،
وغير ذلك من الصفات التى يبغضها الله، والتى نهى عنها دينه،
والتى كان يحاربها رسوله صلى الله عليه وسلم.
كان الأنصار (يحبون من هاجر إليهم)، ولذلك نرى العجب العجاب ..
عندما جاء ضيف لرسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: من يُضَيف ضيف رسول الله؟
فيقول كل واحد منهم: أنا، فيقوم صلى الله عليه وسلم بعمل قرعة بينهم،
وعندما كان يأتى أى مهاجر إلى المدينة كانت هذه القرعة تتم بين خمسين واحد على الأقل،
لأن كل واحد منهم يريد أن يحظى بهذه الغنيمة، ويريد أن يأخذ أخاه فى الله
الذى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ )
[9- الحشر]
ويأخذ أخاه ويقسم بيته ويقول له: اختر ما تريد، ويقسم أمواله نصفين ويخيره بينهما،
وإذا كان غير متزوج يخيره بين زوجاته ويقول له:
التى تعجبك أطلقها ثم تتزوجها بعد العدة!!
**************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 9:12 pm | |
| ختام الدرس الخامس - الإصلاح المجتمعى
***************************
• الإيثار
******
هذا هو الإيمان، وعلامة الإيمان:
( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )
[9 - الحشر]
هذه الآية نزلت فى رجل تعرض ليأخذ ضيف رسول الله، وبعد أن ذهب لبيته
سأل زوجته عما فى البيت من طعام؟ فقالت: عندنا طعام يكفى لشخص واحد،
إذا أكل الضيف فسنبيت نحن والأولاد جوعى، وإذا أكل الأولاد فلا يوجد طعام للضيف
فقال لها: علِّلى الأولاد حتى يناموا، ثم أحضرى الطعام،
وعندما نجلس لنأكل مع الضيف تظاهرى أنك تصلحى المصباح فأطفئيه
ثم نتظاهر أننا نأكل بأسناننا حتى يأكل الضيف ويشبع!!
ما هذا الإلهام؟!!
( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )
[26- المطففين]
هذا التنافس الذى علَّمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لما ذبح صلى الله عليه وسلم ذبيحة وأمر السيدة عائشة أن توزعها،
ثم عاد وسألها:
{ «مَا بَقِيَ مِنْهَا؟» قَالَتْ مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا. قالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفهَا» }
(رواه أحمد والترمذي عن عائشة)
( مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ )
[96- النحل]
هذا هو الهدى النبوى الذى علَّمه رسول الله لأصحابه الكرام أجمعين،
ولكل الأمة من بعدهم إلى يوم الدين!
قسَّمَ الأنصار مع المهاجرين كلَّ شئ!!
وبعد بضع سنين جاءت غزوة خيبر وغنم فيها المسلمين خيراً كثيراً،
فأحضر النبى صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار وقال للأنصار:
ما رأيكم فى أن أوزع الخير الذى جاء عليكم أنتم والمهاجرين
ويبقى معهم ما تنازلتم عنه لهم؟
أو أخصُّ به المهاجرين ويعيدون لكم ما أخذوه منكم؟
فقال الأنصار رضى الله عنهم أجمعين:
لا يا رسول الله! ما تنازلنا عنه لله لا نعود فيه أبداً! والخير الذى جاء خُصّْ به المهاجرين!!
هذا هو الإيثار الذى تغلبوا به على كل المشكلات الإقتصادية!
والشح هو سبب كل العراقيل والمشاكل الإقتصادية التى عندنا،
لكنهم مشوا على صفة الإيثار، فجعل الله عزَّ وجلَّ حياتهم كلها خيرات وبركات،
وكلها نعيم وجنات، ولم يكن فيها لا شكايات ولا قضايا ولا أى شئ:
( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
[9 - الحشر]
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 9:16 pm | |
| خاتمة الكتاب
*********
وضع الله عزَّ وجلَّ فى قرآنه الكريم قواعد النصر الإلهى التى لا تتخلف عن أحد من المسلمين
إذا أقامها وامتثل لها، وأطاع الله عزَّ وجلَّ، ونفذ ما أمره به فيها!!
فهى قواعد لنصر أى طائفة من المؤمنين - من الأولين أو الآخرين أو المعاصرين -
إذا طبقوها يتولى الله عزَّ وجلَّ نصرهم، لأنها قواعد إلهية مسجلة فى خير كلام ربِّ البرية
- وهو القرآن الكريم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وجعل الله عزَّ وجلَّ قاعدة النصر - نصر الإنسان على أعداءه، أو نصر الأُمة كلها
والدولة على مناوئيها، أو نصر أى شعب أو أمة على غيرهم من البشر -
جعلها فى جملة واحدة وفى عبارة جامعة، قال فيها الله جل فى علاه فى محكم التنزيل:
(إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)
[7- محمد]
************* يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 9:23 pm | |
| تابع: الخاتمة
********
• النصر على النفس
************
كيف ننصر الله؟!! وهل الله عزَّ وجلَّ يحتاج إلى من يعاونه؟!!
حاشا لله جلَّ فى علاه!!!
وهل الله عزَّ وجلَّ يحتاج إلى من يساعده؟!! حاشا لله جل فى علاه
إذاً كيف ننصر الله؟
ننصر الله عزَّ وجلَّ على أنفسنا، فلا نتبع ما تهوى الأنفس وما تميل إليه الأهواء!!
وننصر الله بأن نمشى على الشريعة السمحاء التى أنزلها فى كتاب الله،
والتى أرسل من أجلها لإبلاغها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا قضينا على هذا الأمر، ولم نجعل للنفس علينا سلطاناً،
ولم نأتمر بأمر الهوى، ولم نتبع الشهوات الجامحة والرغبات التى نهى عنها الله
من طلبات النفس، وهى التى تسعى لمخالفة أوامر الله،
وقال فيها الله جلَّ فى علاه مبيناً شأنها فى عبارة جامعة:
(إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)
[53 - يوسف]
النفس هى: كل أمر بشرٍّ أو ضُرٍّ أو سوءٍ - فى داخل الإنسان!!!
فإذا أُمرت فى داخلك، أو سمعت نداءاً فى باطنك
وأردت تحقيقه بأعضاءك وجوارحك وظاهرك، فهو من النفس!
- قد تطلب منك النفس أن تغش فى الكيل والميزان.
- وقد تطلب منك النفس أن تكذب فى موضع نهى الله عزَّ وجلَّ فيه عن الكذب وأمر فيه بالصدق
- وقد تطلب منك النفس أن تهضم الزوجة حقها!
- وقد تطلب منك النفس أن تجور على الجار.
- وقد تطلب منك النفس أن تورث أبناءك وأنت حىٌّ فى الدنيا،
وتفرِّق بينهم فى العطاء، فتعطى لهذا لأنه يتزلف لك، وتمنع هذا لأنه بعيد عنك!!
- فكل ما تحض عليه النفس هو السوء والفحشاء، وما يخالف شرع الله،
وما نهى عنه حبيب الله ومصطفاه صلوات ربى وتسليماته عليه.
ولذلك مدح الله عزَّ وجلَّ الذين يمتنعون عن تنفيذ أوامر النفس انتصاراً لشرع الله،
وينفذون ما أمر به الله - وإن كان فيه إغضاب للنفس، لأنه مخالف لها -
فقال الله عزَّ وجلَّ فى قرآنه الكريم:
( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )
[9، 10 - الشمس]
******************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 9:33 pm | |
| تابع: الخاتمة
********
• إقامة الشريعة الغراء
**************
فجعل الله عزَّ وجلَّ للإنسان فى نفسه عدواً مبيناً، قال فيه التقى النقى
النبىُّ الرءوف الرحيم صلوات ربى وتسليماته عليه:
{ لَيْسَ عَدُوُّكَ الَّذِي يَقْتُلُكَ فَيُدْخِلَكَ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَإِنْ قَتَلْتَهُ كَانَ لَكَ نُوراً،
وَلكِنْ أَعْدَى الأَعْدَاءِ لَكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ }
(الدَّيلمي عن أَبي مالكٍ الأَشعري رضى الله عنه والعسكري في الأمثال عن سعيد بن أَبي هلال)
- لأنها هى التى تزيِّن للإنسان العصيان.
- وهى التى تأمره بما نهى عنه الرحمن.
- وتأمره بالعمل بما يخالف نهج النبى العدنان.
وأمرنا النبى وأمرنا الله تعالى بوضوح كامل:
- أن نخالف النفس.
- وأن ننصر شرع الله تعالى.
- وأن نعمل بأمر الله.
- وأن ننفذ سُنة رسول الله صلوات ربى وتسليماته عليه.
فإذا نصرنا الله، أى:
أقمنا شرع الله، وعملنا بما طلبه الله،
وقمنا بما كان عليه حبيب الله ومصطفاه!
- نَصَرنا النصير عزَّ وجلَّ على أعدائنا وعلى كل أعداء الله.
- وجعل الله عزَّ وجلَّ لنا من كل ضيق فرجاً.
- وجعل لنا من كل بأساء وشدة مخرجاً.
- ورزقنا من حيث لا نحتسب.
- وليس هذا فقط - لأن عطاء الله لا حدَّ له ولا رد - فالله عزَّ وجلَّ جعل الرزق
لأهل الأرض جميعاً بالأسباب، إذا سعوا فيها جنوا ثمار السعى
وجعل الرزق للمؤمنين - الذين يقيمون شرع الله، ويتأسون بحبيب الله -
يتعدى حدود الأسباب، ويجعله لهم ممتداً بغير حساب، قال فيهم سبحانه:
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )
[2، 3 - الطلاق]
جعل الله عزَّ وجلَّ لأهل التقوى رزقاً ليس عن طريق الحسابات العقلية الدنيوية
ولكنه عن طريق العطاءات والألطاف الخفية الإلهية.
- أما بالنسبة للمعايش الدنيوية فإن الله عزَّ وجلَّ إذا أراد زيادتها
للمؤمنين يضع فيها البركة من عنده عزَّ وجلَّ.
- وإذا نزلت البركة فى الغذاء لا ينفذ الغذاء ولو كان قليلاً -
مهما كان الآكلون منه جمعهم كثير.
- وإذا وضع الله البركة فى الثياب لا تبلى أبداً حتى يملَّ لابسُها من لبسها
ويتصدق بها على الفقراء، لأن الله عزَّ وجلَّ جعل البركة فيها.
- وإذا أنزل الله البركة فى الصحة والعافية لا يحتاج المرء إلى دواء
ولا إلى الذهاب للأطباء لأن الله يعافيه ويشفيه - بركةً من الله عزَّ وجلَّ!
- وإذا أراد الله إنزال البركة فى الأولاد جعلهم بررة بأبيهم،
ولا يكلفونه الكثير، يجعلهم فى الدراسة يفهمون ويفقهون ولو بغير دروس
ويتفوقون ولو بقليل من النظر فى الدروس والكتب.
كل هذا لماذا؟!!
لأن الله عزَّ وجلَّ إذا أنزل البركات جعل كل شئ فى زيادة!!
وهذا ما قال الله عزَّ وجلَّ فيه لنا أجمعين:
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ)
[96- الأعراف]
والبركة: زيادة فى الخيرات على نفس المقادير التى معنا!!!
ولكنها بركات معنويَّة لا تلحظها العين الحسيَّة!!
يقول فيها خير البرية صلى الله عليه وسلم:
{ طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الإِثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الإِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ }
(صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه)
أما بالنسبة للأعداء - إن كانوا حاقدين أو حاسدين أو محاربين -
فإنَّ الله عزَّ وجلَّ إذا نصر العبد شرعه وقام بأوامر دينه،
وتابع النبى صلى الله عليه وسلم فى هديه وسنته - يورثه ما أعطاه للحبيب.
وقد كان صلى الله عليه وسلم كما يقول فيه الإمام علىّ رضى الله عنه وكرَّم الله وجهه:
{ مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ }
(سنن الترمذي عن على رضى الله عنه)
ورَّثه الله عزَّ وجلَّ الهيبة! فكان كل من رآه - ولو من بعيد - يهاب أن يقترب منه!!
ويخاف أن يؤذيه، بل يخاف أن يشير إليه!!
حتى أن المؤمنين أنفسهم كانوا يهابونه -صلى الله عليه وسلم - هيبة شديدة!!!!
جاءته امرأة لحاجة وهو فى عرض الطريق، فقال لها:
(يا أمة الله اجلسى فى أى ناحية من نواحى الطريق أجلس إليك)
فاهتزت المرأة من هيبته، وارتجت وسقطت على الأرض من هيبته،
فقال لها صلى الله عليه وسلم مُهَوِناً:
{ هَوِّنْى عَلَيْكَ فَإِنَّما أَنا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كانَتْ تَأْكُلُ الْقَديدَ في هذِهِ الْبَطْحاءِ }
(المستدرك على الصحيحين عن عبدالله بن جرير)
والقديد هو اللحم المجفف، وكان لا يأكله إلا الفقراء!!.
ولما حضر عمرو بن العاص الوفاة - وهو القائد الفذ المحنك -
قال لابنه عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما:
لقد حدثت أمور أريد أن أحكيها لك، آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حربه،
وما كان أحد أحب إلىَّ منه، وكنت أتمنى أن يقبضنى الله عزَّ وجلَّ على ذلك الحال
مع أنى ما استطعت أن أنظر إليه ببصرى قط من شدة هيبته!!
فعمرو بن العاص القائد الفذ لم يستطع عمره مع رسول الله أن يثبت بصره
فى وجه الشريف من شدة هيبة رسول الله!!
هذه الهيبة كانت تُلقى الرعب فى قلوب أعداءه، حتى الذين بينه وبينهم مسيرة شهر
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:
{ نُصِرْتُ بالرُّعْب مَسِيرَةَ شَهرٍ }
(صحيح البخارى عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه)
ونص الحديث: «أُعْطِيتُ خَمساً لم يُعْطَهُنَّ أحدٌ قبلي: نُصِرْتُ بالرُّعْب مَسِيرَةَ شَهرٍ،
وجُعِلَتْ ليَ الأرضُ مَسجِداً وطَهوراً، فأَيُّما رَجُلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْهُ الصلاةُ فلْيُصَلِّ،
وَأُحِلَّتْ ليَ المَغانِمُ ولم تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلي، وأُعْطِيتُ الشفاعَةَ،
وكان النبيُّ يُبْعَثُ إِلى قَومِه خاصَّةً وبُعِثْتُ إِلى النّاسِ عامَّة».
وكذلك العبد المؤمن الذى يتوكل على مولاه، ويعمل مقتفياً أثر حبيب الله ومصطفاه
ويمتلئ قلبه بالخوف والهيبة من حضرة الله
فإن الله عزَّ وجلَّ يُلقى الهيبة منه على جميع أعداءه، فلا يستطيعون أن يكيدوا له،
أو يدبِّروا شراً له، ولو حدث ودبَّروا له شراً أو حاكوا له ضراً
فيصدر عليهم قرار رب العالمين:
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
[30- الأنفال]
فمن أراد أن يتولاه الله بنصرته، وأن يجعله مرهوب الجانب طوال حياته الدنيوية
ويجعله مكللاً بتاج البهاء فى الدار الأخروية:
- فعليه أن ينصر شرع الله ويعمل به فى حياته، لا يعمل أمراً
يخالف شرع الله ولو فى القليل، فإن القليل عند الله عزَّ وجلَّ كثير!
- لا يستصغر أمراً لأنه ربما حقَّر أمراً فنظر إليه الله عزَّ وجلَّ وهو يفعل عملاً يُغضبه،
فيسخط عليه الله عزَّ وجلَّ سخطاً لا يعقبه بعده رضا أبداً إلا إذا تاب إلى الله عزَّ وجلَّ
توبة نصوحا، قال صلى الله عليه وسلم:
{ يا غُلامُ إنِّـي أُعَلِّـمُكَ كَلِـمَاتٍ: احْفَظِ الله تَـجِدْهُ أَمَامَكَ.
تَعَرَّفْ إِلَـى الله فِـي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِـي الشِّدَّةِ،
وَاعْلَـمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَـمْ يَكُنْ لِـيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَـمْ يَكُنْ لِـيُخْطِئَكَ،
وَاعْلَـمْ أَنَّ النَّصَرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً}
(مسند الإمام أحمد والبيان والتعريف عن ابن عباس رضى الله عنهم ) ********* يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الإثنين نوفمبر 26, 2012 9:43 pm | |
| آخر الخاتمة
*******
• مراجعة النفس
**********
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشون أجمعين على هذه القاعدة الإيمانية
.. مراجعة النفس ومحاسبتها!
فكان الرجل منهم إذا تعقد له أمر فى حياته، أو إذا تعذر له الحصول على أمر يريده،
أو تعذر له الوصول إلى نصر يريد تحقيقه، أو أبطأ عليه رزق يستعجل وروده
يراجع نفسه ويحاسبها!، لأنه يعلم أنه إنما أوتى من قِبَلِه،
فلو كان ماشياً على المنهج القويم وعلى منهج الرءوف الرحيم
فإن عناية الله عزَّ وجلَّ لا تتخلف عنه طرفة عين ولا أقل. حتى قال رجل منهم:
(إنى لأعرف حالى مع الله من خُلق زوجتى، ومن تشامس دابتى)
أي: إذا رأى زوجته فى يوم من الأيام وقد تغيرت معاملتها معه،
وكانت معاملة غير مرضية، يعلم أنه قصَّر فى الطاعات مع رب البرية عزَّ وجلَّ،
وهذا مؤشر له ونذير له ليصحح حاله!!
وإذا أراد أن يركب دابته فلم تقف بهدوء أمامه واستعصت على الركوب،
يراجع ما بينه وبين الله عزَّ وجلَّ، هذا فى أمورهم الخاصة، وكذا فى أمورهم العامة.
حاصر عمرو بن العاص رضى الله عنه حصن بابليون وهى القاهرة الآن،
واستمر الحصار ستة أشهر ولم يستطيعوا دخول الحصن! وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
- كما عوَّدهم الله - كان لا يُبطئ عليهم النصر
ما هى إلا كرَّة من صباح أو من مساء ويأتى نصر الله عزَّ وجلَّ لهم،
لأنهم مؤيدون بنصر الله جل فى علاه. وكان سلاحهم الأساسى هو
الذى أرسل به عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه
حيث قال له فى جملة قصيرة موجزة قوية ومعبرة:
(يا سعد مُرْ الجُنْدَ بطاعة الله، وانَهَهُمْ عن معصية الله)!
فإن الأعداء أقوى منا عدداً وسلاحاً ومدداً
فلو عصى الجند الله تساووا معهم فى المعصية، فكانت الغلبة لهم
لأنهم أكثر عدداً وأقوى مدداً
وإذا أطعنا الله دخلنا فى قول الله:
(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
[249- البقرة]
فلما أبطأ فتح الحصن على عمرو بن العاص والذين معه،
جلس مع كبار القادة يتباحثون، وقالوا لبعضهم:
ما الذى تركناه من فرائض الله؟
فوجدوا أنهم لم يتركوا شيئاً من الفرائض!!
فراجعوا أنفسهم وقالوا: ما الذى تركناه من سنن رسول الله؟
... وأخذوا يتناقشون ويذكر بعضهم بعضاً حتى تنبهوا وقالوا:
تركنا السواك الذى قال فيه النبى الكريم:
{ لأَنْ أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ بِسِوَاكٍ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ سَبْعِينَ رَكْعَةً بِغَيْرِ سِوَاكٍ }
(رواه أبو نعيم في كتاب السواك بإسناد جيد عن ابن عباس رضى الله عنهم)
وقال فيه:
{ لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ }
(صحيح مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه)
فأمروا الجند باستخدام السواك، فنظر الأعداء من على سور الحصن فقالوا لبعضهم:
لقد جاءهم جندٌ يأكلون الخشب!!! أو يجعلون أسنانهم حادة ليأكلوكم!!!
وإذا كنا لا طاقة لنا بحرب هؤلاء، فكيف نحارب من يأكلون الخشب؟!!
يا قوم استسلموا وسلِّموا لهم!! فاستسلم أهل الحصن
بمجرد أن رجعوا إلى سُنة رسول الله، واستخدموا السواك
الذى سَنَّهُ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فحافظوا على فرائض الله يحفظكم الله ..
وحافظوا على سنن رسول الله ينصركم الله دائماً وأبداً،
ويجعل أمركم مرفوعاً ودعاءكم مجاباً، وكل أموركم كما تريدون
لأنه قال فى قرآنه:
(إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)
[7 - محمد]
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
********************
هذا الكتاب القيم لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد
رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله - مصر
************************** | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الخميس نوفمبر 29, 2012 8:59 am | |
| تم بحمد الله وتوفيقه ...
ونسأل الله أن يرزقنا النفع به على الدوام | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الجمعة ديسمبر 07, 2012 10:23 pm | |
| ختام الدرس الثانى
***********
• بركة المداومة
**********
نحن نتقى الله ونعمل الصالحات .. لكن المشكلة عندنا المداومة على ذلك!!!
فمعظمنا موسميون!! حيث نعمل فى رمضان عقداً مع الرحمن على تلاوة القرآن،
وصلاة القيام، والصيام، والذكر والتسبيح والطاعات،
ومدة العقد إما تسع وعشرون أو ثلاثون يوماً حسب الرؤيا!!
وبعد رمضان نرجع إلى ما كنا عليه من قبل!!! لكن الموضوع يحتاج إلى المداومة
السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها تقول عن الحبيب صلى الله عليه وسلم:
{ كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً }
( البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها )
أى يدوام عليه، والحبيب صلى الله عليه وسلم قال لنا:
{ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَىٰ الله تَعَالَىٰ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ }
( البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها )
فلا تُحَمل نفسك عملاً كثيراً لا تستطيع أن تقوم به إلا وقتاً قليلاً،
وفى هذه الحالة تكون قد أخطأت فى متابعة البشير النذير!
فإذا أردت أن تتابع رسول الله لابد أن تمشى على الميزان وهو: (المداومة)
هل هذا واضح ؟
اعمل لك عملاً يناسبك، المهم أن تديم عليه، لو كان هذا العمل حتى قليل!!!
لكن المهم المداومة عليه:
{ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَىٰ الله تَعَالَىٰ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ }
ولذلك كان يقول بعض الصالحين:
{صلِّ ولو ركعتين فى جوف الليل تُكتب فى ديوان القائمين}
المهم أن تداوم عليها، لكن تصلى فى رمضان التراويح بعد العشاء،
ثم تصلى بالليل صلاة التهجد، ثم يوم العيد لا تصلى تراويح ولا تهجد
ولا حتى ركعتين نفل!! حتى أنه ثبت صحياً من طب القلوب والأبدان معاً
أن الإنسان إذا دام على عمل ثم تركه مرة واحدة يمرض الجسم،
فلابد للإنسان أن يُعَود نفسه على المداومة.
- فصلِّ ركعتين فى جوف الليل تكتب فى ديوان القائمين.
- وتصدق ولو بقروش كل يوم تُكتب من المتصدقين! المهم المداومة !!!!
الذاكرين الله كثيراً والذاكرات هؤلاء فى أى وقت؟ فى كل الأوقات،
لكن لهم ذكر داوموا عليه، وترفع الملائكة لهم هذا العمل إلى حضرة الله،
والله عزَّ وجلَّ يُقبل عليهم بهذا العمل الذى ينظر إليه ويطلع عليه ويراه،
لأنهم داوموا على هذه الحال، لكن الصالحين يقولون لنا:
(دوام الحال من المحال)
هذا لأهل النفوس، وكيف يكون علاج النفوس؟
يحتاج من الإنسان أن يُرغم نفسه على دوام الطاعة لحضرة الرحمن عزَّ وجلَّ،
فإذا داوم على هذا الحال سيكون من الرجال الذين يقول فيهم الله:
(رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ)
[37 - النور]
واظبوا على العمل الذى يُرفع منهم إلى حضرة الله عز وجلَّ فى علاه ...
فحتى يكون الإنسان فى رعاية الله على الدوام، ويتنزل الله عزَّ وجلَّ بأحوال الصادقين
والصالحين على التمام، لابد من الدوام على الطاعات والقربات
التى يرفعها ويتقرب بها إلى الله عزَّ وجلَّ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الجمعة ديسمبر 07, 2012 10:32 pm | |
| الدرس الثالث
************
وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
**********************
خطبة الجمعة بمسجد عبد المنعم رياض ببنها – قليوبية - بتاريخ اا من محرم 1432 هـ 17 من ديسمبر 2010م **********************************************************
• الأسوة الحسنة
• جنود الدنيا
• الجنود الغيبية
• سلاح الرعب
• الهيبة: هيبة أصحابه المباركين
• مدد الصبر: قوة الإمام علىّ رضى الله عنه
• مدد الإلهام
• هجر سوءات اللسان
**************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الجمعة ديسمبر 07, 2012 10:42 pm | |
| الدرس الثالث
********
وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• الأسوة الحسنة
***********
نريد أن نتلمس عبرة وعظة لنا أجمعين من هجرة سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم،
فإن الله عزَّ وجلَّ كان قادراً على أن يأخذ حبيبه ومصطفاه فى طرفة عين أو أقل
من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة،
لا يمشى على أرض، ولا يركب مركوباً من عالم الأرض، ولا ينازعه ولا يعارضه بشر!!
كان قادراً على أن يتمم ذلك كله فى طرفة عين أو أقل،
فلِمَ جعله الله عزَّ وجلَّ يروعه القوم وهو فى بيته؟!! ثم يبحثون عنه بعد خروجه من بيته؟!!!
ويختبأ منهم فى الغار لمدة ثلاثة أيام، ثم يمشى بعد ذلك فى طريق
لا يسلكه سائر الأنام تعمية عليهم، ويدخل المدينة بعد سفر لمدة أسبوع!! لِمَ كان ذلك؟!!!
لأن الله عزَّ وجلَّ ضرب لنا المثل والأسوة والقدوة جميعاً بالحبيب،
وقال لنا فى شأنه صلوات ربى وتسليماته عليه:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
[21- الأحزاب]
أراد أن نتأسى به فى حياتنا، ونقتدى به صلى الله عليه وسلم فى كل أمورنا،
فلو أخذ الحبيب كما قد ذكرنا فى طرفة عين أو أقل ونقله إلى حيث يريد،
لقلنا جميعاً هذه خصوصية لمقام النبوة، أما نحن العبيد فشأننا التعب والمشقة والعناء،
ولكن الله عزَّ وجلَّ ضرب لنا المثل بسيد الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم!!
وكأن الله عزَّ وجلَّ يقول لنا:
كل من تمسك بدين الله، وحرص على أن يعمل بشرع الله، لابد أن تواجهه مشاق فى هذه الحياة،
ولابد أن تقابله مشكلات أو معضلات تريد أن تمنعه من العمل بشرع الله،
ومن تنفيذ ما يطلبه الله فى كتاب الله، أو الحبيب صلى الله عليه وسلم فى سنته الشارحة
والموضحة لكتاب الله، ماذا يصنع؟!!!
يصنع كما صنع الحبيب، ويعلم علم اليقين أنه مادام يتمسك بشرع الله رغبة فى رضاه،
وطلباً للفضل من الله، ومتابعة لحبيب الله ومصطفاه فليعلم علم اليقين -
أن الله لن يتخلى عنه أيضاً طرفة عين ولا أقل، كما لم يتخلَّ عن حبيبه ومصطفاه
صلوات ربى وتسليماته عليه. وحتى لا يظن الإنسان بنفسه ضعفاً -
إذا كان ليس له نسب كثير، ولا معارف من الأكابر والعظماء -
فالجميع يظن أن أمور الحياة تُيسر بالحسب أو النسب أو المعارف أو المال -
فإن الله عزَّ وجلَّ قال لنا فى شأن الحبيب:
( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ )
[40التوبة]
لم ينصره قومه، ولم ينصره الذين حوله، وإنما الذى نصره هو النصير الأعظم عزَّ وجلَّ،
وهو رب العزة سبحانه وتعالى!!!!
ولم يقل الله عزَّ وجلَّ فى الآية: (فقد ينصره الله)!!!
لأنه لو قال ذلك، كان معنى ذلك أن النصر سيأتى سالفاً،
لكن الله ذكر أن النصر معه من قبل القبل، من قبل أن يخلق الله عزَّ وجلَّ الخلق:
( فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ). ونصره بالفعل الماضى قبل وجوده وقبل نشأته،
وقبل إيجاد هذه الحياة الدنيا التى نحيا فيها ونعيش على أرضها.
فإن الله قد نصره وأيده بنصره، لأن الله عزَّ وجلَّ أيد بالنصر كل من قام بنبوته أو بتبليغ رسالته،
وكذلك كل من استجاب للمرسلين، وتَابَعَ سيِّدَ الأولين والآخرين، فإن الله عزَّ وجلَّ ينصره،
ولكن يعلم علم اليقين قول رب العالمين:
{ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّك وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ }
(مسند الامام احمد وصحيح ابن حبان وسنن ابن ماجة وغيرهم عن أبى هريرة رضى الله عنه)
فلا يتعجل، ولا يستبطئ النصر، لكن يعلم علم اليقين قول سيدنا رسول الله:
{ وَاعْلَـمْ أَنَّ النَّصَرَ مَعَ الصَّبْرِ }
(مسند الإمام أحمد) (والبيان والتعريف عن ابن عبـاس، قال: كنت خـلف النبـي يوماً، فقال: «يا غُلامُ إنِّـي أُعَلِّـمُكَ كَلِـمَاتٍ، احْفَظِ الله تَـجِدْهُ أَمَامَكَ. تَعَرَّفْ إِلَـى الله فِـي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِـي الشِّدَّةِ، وَاعْلَـمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَـمْ يَكُنْ لِـيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَـمْ يَكُنْ لِـيُخْطِئَكَ، وَاعْلَـمْ أَنَّ النَّصَرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً»)
النصر يحتاج إلى الصبر الجميل،
وعدم الهلع أو الجزع أو الشك فى دين الله، أو التشكك فى إنجاز مولاه،
بل يعلم علم اليقين أن الله سينصره فى الوقت الذى يعلم فيه أن هذا هو الوقت
الصالح لنصره، والصالح لتأييده لأن الله عزَّ وجلَّ أعلم منا بمصالحنا أجمعين.
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الجمعة ديسمبر 07, 2012 10:56 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
- جنود الدنيا
********
نصَره الله عزَّ وجلَّ فى الدنيا بكل عوالم الأكوان،
- نصره بعالم النبات،
- ونصره بعالم الطير،
- ونصره بعالم الهواء،
- ونصره بعالم الحيوان،
- ونصره بعالم الجمادات،
- ونصره بالإنس الذين ألقى الله فى قلوبهم حبَّه، والرغبة فى نصرته - صلوات ربى وسلامه عليه.
لأن الله عزَّ وجلَّ يُعلمنا أنه إذا أراد نصر أحبابه فإنما يُيسر لهم جميع الأسباب،
والنصر فى الحقيقة من مُسبب الأسباب ومن مُحركها .. وهو الكريم الوهاب عزَّ وجلَّ ،
انظر معى إلى قول الله:
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ. وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
[2، 3 - الطلاق]
وحسبه أى كافيه أى يكفيه عن الجميع.
** وأمر الله عزَّ وجلَّ الأرض أن تكون طوع أمره منذ تحرك من بيته، تحميه من أعداءه:
- فإذا مشى على الرمل تماسك الرمل تحت قدمه فلم يؤثر قدمه فى الرمل حتى لا يعرفوا أثره!!
- وإذا مشى على الصخر – والصخر شديد يُتعب من مشى فوقه –
كان الصخر يلين تحت قدمه حتى لا يتعب فى سيره!!
لأنه مهاجر إلى ربِّه عزَّ وجلَّ.
ولم يأمر الله جحافل الملائكة أن يحرسوه استهانة بهؤلاء الأعداء،
فلو كان لهم وزن عند الله لأرسل الملائكة تدفع عن حبيبه ومصطفاه،
لكنه عزَّ وجلَّ - وهو القوى - يتحداهم بأشياء ضعيفة فى بيئتها وعروفة لهم بضعفها!
(سبق وأوردنا فى الفصل السابق أن هذه المخلوقات ربما كانت ملائكة تشكلت
كما أورد بعض العارفين، وهذه كلها مشاهد فى نصرة الحبيب كما أشهدها الله أهلها)
- فيأمر نبتة معروفة تنبت فى كل أرجاء الصحراء أن تنبت فوراً على فم الغار
وهو نبات معروف اسمه أم غيلان ينبت فى الصحراء وله زهور كالقطن الذى نعرفه!– نبتت فى الحال!!
- ويأمر - ليس صقوراً أو طيوراً جارحة، وإنما - يمامتين وديعتين
أن ينصبا عشاً لهما على هذه الشجرة، وأن تبيض الأنثى بيضتين وترقد عليهما.
- ويأمر أضعف الحشرات وهو العنكبوت أن ينسج بيتاً على باب الغار:
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
[8 - المنافقون]
تحدى الله الكافرين بأشياء بسيطة، من عالم النبات ومن عالم الطير ومن عالم الحشرات ...
كائنات ضعيفة تحدت الكفر والكافرين حتى نعلم علم اليقين قول رب العالمين:
(وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)
[126- آل عمران]
فلا تُرهبنا الذَرَّة، ولا الصواريخ عابرة القارات، ولا الأجهزة الفضائية
أو التكنولوجية الحديثة ... إذا آمنا بصدق بالله، واتبعنا بإخلاص حبيب الله ومصطفاه -
فإن كل هذه المعدات والأجهزة ومن يُشغِّلها - لا وزن لهم عند الله،
إذا أطعنا وكنا جميعاً كما كان الصادقون من أصحاب رسول الله، إذا دخلنا فى قوله:
(رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ )
[23- الأحزاب]
عبرة للمتقين وأسوة للمؤمنين!
فإن المؤمن بربِّه لا يغلبه غالب، ولا يفوته هارب، ولا يستطيع عليه أحد مهما بلغت قوته،
ومهما بلغت مخترعاته وعدته، لأنه معه الله عزَّ وجلَّ، ومن معه الله:
(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
[137- البقرة]
فأيَّد الله حبيبه كما رأينا، وجعل كل شئ من عالم الأسباب تحت أمره
بقرار من مسبب الأسباب عزَّ وجلَّ، ولذلك عندما لحق به الرجل الفارس العتيد
قال النبى: يا أرض خذيه، فامتثلت الأرض، وانشقت وأمسكت برجليه وأرجل فرسه،
فلما استغاث به قال: يا أرض دعيه، فامتثلت الأرض لأمره وتركته،
وكرر ذلك ثلاث مرات .. لنعلم أن الأرض مسخرة له بأمر الله،
لأن الله قال فى شأنه وفى شأن أنبياء الله:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ)
(64 - النساء)
****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الجمعة ديسمبر 07, 2012 11:02 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• الجنود الغيبية
*********
أيَّده الله عزَّ وجلَّ - ثم حتى لا نظن أن هذه أشياء خاصة بتأييد الله للنبى،
ذكر الله عن هذه الأشياء التى أشرنا إلى بعضها:
(فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا)
[40- التوبة]
كل الذى ذكرناه أشياء رأيناها، أو رآها من أخبرنا بصدق عنها،
لكن الله عزَّ وجلَّ نصره بجنود لم نرها، ما هذه الجنود؟
الآيات الحسية للمرسلين والنبيين أحياناً يحدث بعضها لكبار أولياء الله الصالحين،
لكن ليس لكل الناس، ونحن نريد عناية الله التى معنا كلنا،
فَعَرَّف الله النبى وعرَّفنا بأن الجنود الحقيقين الذين أيَّد الله حضرة النبى بهم لا تراهم العيون:
(وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا)
هذه الجنود ذكرها الله لأننا لنا مثلها، حتى نعرف أن لنا تأييد من الله عزَّ وجلَّ
يؤيد به العبيد الذين يمشون على نهج النبى صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.
ما هذه الجنود التى لم نرها؟
منها:
- توفيق الله،
- ورعاية الله،
- وكفالة الله،
- وموالاة الله عزَّ وجلَّ
بما لا يُعد من النعم والآلاء لأحباب الله ورسل الله وأصفياء الله جل فى علاه،
على سبيل المثال: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعضها وقال فى شأنها:
{ نُصِرْتُ بالرُّعْب مَسِيرَةَ شَهرٍ }
(الصحيحين البخارى ومسلم عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه)
أعطاه الله فى أى معركة بينه وبين الأعداء ... يرسل الله سبحانه وتعالى عليهم الرعب
وبينهم وبين حضرة النبى سفر شهر أين سلاح الرعب هذا؟!
(وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )
[2 - الحشر]
هذا السلاح يذهب إلى الأفئدة، وليس على الأجسام أو البيوت.
هذا السلاح لا يراه أحد، وبينهم وبينه مدة شهر، أى أنه عابر للقارات، لكن من الذى يبعثه؟
ومن الذى يصيره؟ الله رب العالمين لحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم.
*****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 3:17 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• سلاح الرعب
*********
وكما أعطى هذا السلاح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطيه للمؤمنين
الأتقياء الأنقياء الذين يمشون على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم،
سادتنا من السلف الصالح، من الصحابة الأجلاء.
كيف فتحوا البلدان؟ ليس بالسلاح، لأن سلاحهم كان ضعيفاً وخفيفاً، وكان عددهم قليل
لكن السلاح الأساسى كان الرعب الذى كان يبعثه الله فى قلوب الأعداء.
ولا تعتقد أن هذا الرعب كان فى زمن رسول الله وصحابته فقط،
بل يوجد حتى فى زماننا هذا،
فقد كان السلاح الأساسى للنصر فى حرب أكتوبر عام ثلاث وسبعين كان الرعب،
فقد كانت اسرائيل تمتلك أحدث طائرات فى العالم، ومع ذلك رفض ضباطهم قيادتها!!
حتى أنهم كانوا يربطونهم بجنازير حتى لا يهبطوا منها ويتركوها!!!
سبب ذلك الرعب، هذا الرعب جاء من عند الله عزَّ وجلَّ، وذلك بسبب رجوعنا إلى الله ...
فصدق معنا قول الله:
(إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ )
[7 - محمد]
كيف ننصر الله؟
ننصر شرعه، فنجعل شرع الله هو السائد بيننا فى هذه الحياة،
فى المعاملات، وفى الأخلاق، وفى المودات، وفى كل الحالات،
لو جعلنا شرع الله هو السائد فسيأتينا نصر الله عزَّ وجلَّ
كما كان يأتى لحبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم.
*****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 3:56 pm | |
| تابع: وسائل تأييد الله لرسوله والمؤمنين
*********************
• الهيبة
******
سلاح الرعب هذا كان للأعداء البعيدين،
لكن كان هناك نفر ممن حوله يريدون أن يغتالوه، ورسول الله ليس له حرس يحميه من هؤلاء
إذاً ما السلاح الذى يحميه منهم؟
الأنصار طلبوا من رسول الله أن يجعلوا له حرساً،
فتركهم رسول الله يجعلون له حرساً إلى أن نزل قول الله:
( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )
[67 - المائدة]
فرفض الحراسة ... فكان ينام ويمشى بدون حرس .. لماذ؟
لأن الله سلَّحه بسلاح يغنيه عن الحرس وهو سلاح الهيبة،
الذى يقول الإمام علىّ فيه:
(من رآه بديهة هابه)
من يرآه من بعيد يهابه - سواء من المؤمنين أو من الآخرين
جاءت امرأة فى الطريق تشتكى لرسول الله، فقيل لها ها هو رسول الله،
فعندما وصلت إليه ارتعشت وسقطت على الأرض، فقال لها:
{ هَوِّنْى عَلَيْكَ فَإِنَّما أَنا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كانَتْ تَأْكُلُ الْقَديدَ في هذِهِ الْبَطْحاءِ }
(المستدرك على الصحيحين عن عبدالله بن جرير)
هذه الهيبة كانت مع الأعداء، واسمعوا لرواية سيدنا جابر بن عبد الله رضى الله عنه وأرضاه:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ:
{ قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ، فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً،
فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ،
حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيْفِ، فَقَالَ:
مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ
فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟
قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ،
قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟ قَالَ: لاَ،
وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لاَ أُقَاتِلَكَ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ،
فَخَلَّى سَبِيلَهُ}
(رواه الإمام البخارى ومسلم)
* * * * * * * * * * * *
أخلاق مدحه بها العزيز الخلاق وقال فى وصفه:
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
[4 - القلم]
كان على خلق عظيم صلوات ربى وتسليماته عليه.
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: ثانى اثنين الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 3:59 pm | |
| تابع : سلاح الهيبــــة
********************
•هيبة أصحابه المباركين
*****************
هذه الهيبة التى كانت مع رسول الله كانت أيضاً مع الثلة المباركة حوله
وهم صحابة رسول الله،
كان الأعداء عندما يسمعون عن وجود خالد بن الوليد فى مكان يُعلنون الاستسلام
قبل أن يجيئهم خالد بوقت طويل خوفاً منه.
حتى أنه ذات مرة فى معركة تسمى: (معركة اليرموك) بين المسلمين والروم،
وكان عدد الروم أربعمائة ألف، ومعهم أسلحة عتيدة،
والمسلمون بقيادة خالد ثلاثون ألفاً وليس معهم مثل الذى مع الأعداء،
فأراد أحد قادة الروم الكبار أن يرى سيف خالد بن الوليد، فسألوه لماذا؟
قال: لأنى سمعت أن سيف خالد أحضرته له الملائكة ولذلك ينتصر فى كل معاركه!!
فدخل على سيدنا خالد، وأعطاه السيف فوجده عادياً - بل أقلَّ من العادى بالنسبة لهم
فعرف أن الشأن ليس شأن السيف، ولكن الشأن شأن من يُمسك بالسيف
وعرف أن الموضوع هو الهيبة التى ألقاها الله على خالد،
كما ألقاها على رسول الله، كما ألقاها على كل جند الله
فكان كل جندى يذهب إلى أى مكان تسبق هيبته إلى قلوب الأعداء
فتجعلهم يستسلمون بلا قتال بسبب الهيبة التى أيدهم الله بها
وجعلهم من أهلها متابعة للحبيب صلى الله عليه وسلم.
*************** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
| ثانى اثنين | |
|