منتديات إسلامنا نور الهدى وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ |
عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام
لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.
يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.
يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى
عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ
منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته
منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.
تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة
|
|
| قصة آدم عليه السلام | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: قصة آدم عليه السلام الخميس أغسطس 06, 2009 1:45 am | |
| الحمد لله العلي الكبير، مجيب دعوة المضطرين، وكاشف كرب المكروبين، وموهن مكر الماكرين، سبحانه لا يهدي كيد الخائنين، , الحمد لله الذي لا يحمد سواه , والصلاة والسلام علي سيدنا محمد عبده ورسوله , الرحمة المهداة , وعلي أهل بيته وآله وأزواجه وذريته وأصحابه الطيبين الأطهار , وعلي من والاه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين 0
نتناول قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام وما حدث منه , وما حدث له , وما أسند إليه , وما أوتي من عقل وعلم وفضل , مما جاء في كتاب الله تعالي القرآن الكريم مجملاً ومفصلاً في سورة البقرة وآل عمران , والأعراف , الحجر, والإسراء , والكهف , وطه , وص , وغيرهم 0 وسأتناول هذه القصة بمشيئة الله تعالي وتوفيقه حسب طاقتي وإطلاعي بعيداً عما أدخل من إسرائيليات أو ورد بدون دليل والله تعالي المستعان 0
أولاً: أطوار خلق سيدنا آدم عليه السلام : أخبرنا المولي سبحانه وتعالي في كتابه القرآن الكريم المنزل به الوحي من عنده تعالي علي قلب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أنه تعالي جلا وعلا خلق آدم من تراب فقال تعالي : (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)59 آل عمران أي إن شأن عيسي عليه السلام وصفة خلق الله إياه علي غير مثال سبق كشأن آدم عليه السلام في ذلك , إلا أن سيدنا آدم عليه السلام خلق من تراب , من غير أب أو أم , فهو في الخلق أقوي وأعظم 0 ثم كونه تكويناً آخر ذكر أطواره جملة في آيات أخر 0 وأخبرنا سبحانه وتعالي أنه خلقه من طين فقال تعالي في سورة السجدة : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ) السجدة 7 وأخبرنا تعالي في سورة الحجر الآية 26 , أنه خلقه من صلصال من حمأ مسنون فقال تعالي : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) الحجر 26 ونعلم أن الصلصال هو الطين اليابس , وأن الحمأ هو الطين الأسود , والمسنون هو المتغير بأسباب التفاعلات الكيميائية0 والله سبحانه وتعالي قد شبه صلصلة هذا الطين بصلصلة الفخار حيث قال تعالي في الآية 14 من سورة الرحمن : (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) الرحمن 14 وفي تشبيه طينة آدم في يبسها وصلصلتها بالفخار , يقول الدكتور محمد وصفي في كتاب القرآن والطب : ( لأن الفخار لا يصنع ولا يتكون إلا من طين غني بالعناصر التي يتركب منها الإنسان وينشأ منها النبات) ومن هذه الآيات نعلم آن آدم عليه السلام مر في خلقه بأطوار مختلفة وهي خمسة قبل نفخ الروح فيه وهي: 1- طور التراب اليابس الذي لا حراك فيه ولا حياة0 2- طور الطين الذي لم تتفاعل عناصره0 3- طور الطين المتماسك الذي أشار الله إليه بقوله تعالي : ( إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ) الصافات 11 4- ثم لبث هذا الطين حتى اسود وتفاعلت عناصره , فكان حمأ مسنون 0 5- طور الصلصال : فقد يبس هذا الطين بعد أن تفاعلت عناصره يبوسة تامة حتى صار له رنين كرنين الفخار وبين كل طور وأخر من هذه الأطوار , أطوار لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي 0 ثم سواه ونفخ فيه من روحه أي من سره المكنون , فا لتسويه ونفخ الروح طوران آخران فتكون أطوار خلقه سبعة فسار إنساناً سوياً مزوداً بالعقل والعلم وبكل ما يجعله قادراً بإذن الله تعالي علي تأدية مهمته التي خلق من أجلها 0 وعملية خلق آدم هي عملية خلق البشرية كلها , فهو عليه السلام خلق من طين , وذريته مخلوقون من طين أيضاً , حيث إن النطفة التي خلقوا منها هي من الطين علي الحقيقة , فمن الطين كان النبات , ومن النبات كان المني ومن المني كانت النطفة , قال سبحانه وتعالي في الآية 2 من سورة الأنعام : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) الأنعام 2 وقد عرف العلماء أن الطين يحمل عناصر كثيرة أي ما يقرب من تسعين عنصراً , يحم النبات منها جملة , فإذا أكله الإنسان تحولت بعض العناصر إلي منويات , من هذه المنويات تتكون النطف , وبذلك تكون النطف حاملة لخلاصة صالحة من هذه العناصر سماها الله عز وجل ( سلالة ) وذلك في قوله جل شانه في الآية 12 من سورة المؤمنون : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ) الآية 12 المؤمنون وهذه السلالة عبارة عن تسعة عناصر رئيسية كما يقول الدكتور / محمد وصفي في كتاب القرآن والطب ص18) يقول تتكون منها نحو 92% من القشرة الأرضية وهي ك الأوكسجين والسليكون و الألمنيوم والحديد والجير و الصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم و الهيدروجين 0 ثانياً : خلافته وعلمه : أخبر الله سبحانه وتعالي ملائكته خلق آدم عليه السلام وذلك لحكمة لا نعلمها علي اليقين فقال تعالي في الآية 30 من سورة البقرة : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) 30 البقرة ولعل الله سبحانه وتعالي قد عرض هذا الأمر علي الملائكة ليتهيئوا لاستقبال آدم عليه السلام , و ويقوموا بتعظيمه عند تمام تسويته ونفخ الروح فيه , وذلك كما قال تعالي : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) 28 – 29 الحجر وقول عز وجل : (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) صريح في أن الإنسان أرضي المولد والنشأة والموطن , ومن طينة الأرض خُلق وفي الأرض يتقلب 0 والمراد بالخليفة أي آدم وذريته , يخلفون الله تعالي في تعمير الأرض وإبراز قدرة الله تعالي الخالق في التكوين والتحليل والتركيب والتبديل والتحوير وكشف ما في الأرض من قوي وطاقات وكنوز وخامات , والقيام بعبادته وطاعته في أوامره ونواهيه 0 وسمي الله تعالي آدم وذريته ( خليفة) لن بعضهم يخلف بعض علي تعمير الأرض وقد ورد ذلك مجموعاً في قوله تعالي: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ) الأنعام 2 وقوله تعالي:(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) 62 النمل ويتبين من قوله سبحانه وتعالي للملائكة ) إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَة ) أن لهذا المخلوق شاناً عظيماً ’ ودرواً كبيراً في الكون الفسيح , وانه المخلوق الوحيد الذي خلق الله تعالي ً السموات والأرض من أجله وأمده بالقوة التي تجعله قادراً علي تأدية مهمته التي كلفه بها و حيث زوده بالعقل والعلم , وجعل له إرادة واختيار وركب فيه من الغرائز ما يحمله علي حفظ دينه ونفسه ونسله وعقله وعرضه وماله 0 في حين انه مخلوق ضعيف أمام كثير من المخلوقات كما قال جل شانه : (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) النساء 28 ولكنه قوي بعقله وعلمه وإرادته وتحكمه بقدرة الله تعالي في كثير من المخلوقات التي تفوقه في قوة البنية وضخامة الجسم 0 ولعل الملائكة قد فطنوا إلي أن هذا المخلوق سيكون عرضة لامتحان عظيم , يعرض أكثرهم إلي الإفساد في الأرض وسفك الدماء 0 ولعلهم أدركوا ذلك أيضاً من طبيعة تكوينه وعناصره التي ركب منها , حيث أنه خلق من طين والطين مادة متفاعلة متغيرة , لا تثبت علي حال 0 ولعل الله تعالي أخبرهم بطبيعة هذا المخلوق وبما سيكون منه , وطوي ذلك عنا , ولم يذكره تلميحاً أو تلويحاً , وذلك يفهم من قول الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) وأنهم قالوا ذلك علي سبيل التعجب والاستفسار , لا علي سبيل الجدل أو الاعتراض , وقد قالوا هذا قبل أن يكشف الله لهم عن ملكات هذا الإنسان الفذة ومداركه السامية وقدرته علي الابتكار والاستنباط , لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى، في بناء هذه الأرض وعمارتها، وفي تنمية الحياة، وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها، على يد خليفة الله في أرضه وهذا الذي قد يفسد أحيانا، وقد يسفك الدماء أحيانا. ولذلك أوقفهم الله تعالي عند حدودهم وأزال تعجبهم وجاءهم القرار من العليم بكل شيء، والخبير بمصائر الأمور: بقوله تعالي(إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) أي دعوا هذا الأمر لي فإني أعلم منكم ما لا تعلمونه من أنفسكم وأعلم من آدم وذريته ما يكون منهم وما هو كائن , فلا تسألوا عن شيء لا تعرفون حكمته0 ولا ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة! ولا ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله!
يتبع
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: قصة آدم عليه السلام الخميس أغسطس 06, 2009 1:46 am | |
| فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله, ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه, إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن الكريم0 ثم بين الله سبحانه وتعالي لهم ما يتميز به آدم عليهم وما استحق به الخلافة في الأرض دون غيره فقال تعالي : (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) الآيات 31 -33 البقرة بمعني أن الله تعالي مكن آدم من معرفة أسماء الملائكة وأسماء ذريته وأسماء كل شيء وقعت عيناه عليه من جبال وبحار وأنهار وعيون وآبار وغير ذلك و وأعطاه إلهاماً خاصاً يعرف به حقائق الأشياء ومنافعها , والله تعالي علي كل شيء قدير لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء 0 وقوله تعالي ( ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ) أي أن الله تبارك وتعالي عرض تلك المسميات علي الملائكة بديل قوله تعالي (أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ) والأمر هنا للتحدي والتعجيز وقد أكده بقوله (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) مبالغة في التحدي 0 وا كان من الملائكة إلا أ عبروا عن عجزهم الكامل عن الإجابة بقولهم (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) أي أنت سبحانك العليم بما كان وما يكون وما هو كائن , والمحيط علماً بعواقب الأمور جميعها صغيرها وكبيرها , الحكيم في خلقك وأمرك , وتعليمك من تشاء و ومنعك من تشاء لك الحكمة البالغة والعدل التام في ذلك0 وبعد أن بين القرآن الكريم عجز الملائكة , وجه سبحانه وتعالي الخطاب إلي آدم عليه السلام يأمره بأن يخبر الملائكة بالأسماء التي لك يكونوا علي علم بها فقال تعالي : (قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) 0 وإن إنباء آدم بالأسماء من الأخبار العظيمة التي عرف الملائكة منزلة آدم وشرفه واستحقاقه الخلافة عن قدرة أودعها الله فيه 0 وفي قوله تعالي : (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) هو تأكيد لمعني قوله تعالي (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) , وفيه تعريض بهم ومعاتبة لهم , حيث بادروا بالسؤال عن الحكمة وكان الأولى أن يلزموا الأدب المناسب لمقام الألوهية و فيتركوا السؤال عنها إلي أن يستبين لهم أمرها 0
ثالثاً : سجود الملائكة لآدم عليه السلام: بعد أن ذكر الله سبحانه وتعالي بعض الكرامات التي خص بها سيدنا آدم عليه السلام أتبعها بكرامة آخري وهب أن أمر سبحانه وتعالي الملائكة بالسجود لآدم وذلك في قوله جل شأنه في الآية 43من سورة البقرة ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) ومعني السجود في اللغة : التذلل والخضوع , ويطلق أيضاً علي الانحناء للتحية والتكريم كما جاء في قوله تعالي عن إخوة سويف عليه السلام في الآية100 من سورة يوسف :( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ) 0 كما يطلق علي السجود في الشرع علي الجبهة واليدين والركبتين والقدمين علي الأرض وهو لا يكون إلا لله تعالي والذي الذي فعلته الملائكة لآدم هو الانحناء علي هيئة مخصوصة حسبما أمروا تحية وتعظيماً له0 وذلك في تعظيمه شرف لذريته فيجب عليهم دوام الشكر لله تعالي علي هذه المنة 0 هل إبليس كان من الملائكة ؟ سؤال دار حوله العلماء كثيراً واختلفوا في نسبة إبليس إلي الملائكة , هل كان منهم ؟ هل كان معهم وليس منهم؟ والصحيح أن إبليس كان مع الملائكة صورة , وليس منهم مادة , وليس علي شاكلتهم في الطبع والوضع أيضاً ودليل ذلك أنه خرج عن إجماعهم , حيث سجدوا كلهم , إلا هو أبي ورفض وأستكبر أن يسجد كما أُمر علواً واستكباراً 0 والدليل الثاني : هو أخبار الله تعالي لنا في القرآن الكريم أن إبليس خلق من نار وذلك في الآيات: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) 50 الكهف ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) الأعراف (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ) الرحمن 15 (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ )(27) فيتبن لنا أن إبليس كان من الجن وأن الجن خلق من نار , وبالتالي كان استكباره وعلوه وعصيانه لأمر الله الذي خلقه , وأن الملائكة مخلوقون من نور 0 فردّ بمنطق يملأه الحسد: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}. هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين, ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه {مِنْهَا} فهل هي الجنة؟ أم هل هي رحمة الله.. هذا وذلك جائز, ولا محل للجدل الكثير, فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم. قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) 48-85 (سورة ص). هنا تحول الحسد إلى حقد, وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}. واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب، وأن يمنحه الفرصة التي أراد, فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ويستدرك فيقول: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين. وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه, إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين, لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان, لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده، والعاصم الذي يحول بينهم وبينه, إنه عبادة الله التي تخلصهم لله, هذا هو طوق النجاة, وحبل الحياة !.. وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة. فأعلن - سبحانه - إرادته. وحدد المنهج والطريق: { لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}. فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم، يخوضونها على علم. والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين. وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان, وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين, فأرسل إليهم المنذرين.
إسكان آدم وزوجه عليهما السلام الجنة : بعد ما أظهر الله تعالي للملائكة مواهب آدم عليه السلام والتي استحق بها الخلافة في الأرض , وبين فضله وعلمه لهم , وأمرهم بتحيته وتعظيمه , فاستجابوا – أمر الله تعالي آدم أن يسكن الجنة هو وزوجه والتي خلقه علي ما قيل من ضلعه , ولا يدري أحد هل أمر الله آدم عليه السلام بأن يسكن الجنة كان بعد سجود الملائكة له مباشرة أم بعده بزمن ! ولا يدري أحد هل خلق الله تعالي حواء عليها السلام مع آدم أم بعده بزمن ! ومعرفة هذا أو جهله لا فائدة منه ولا مضرة , فقد طواه عنا القرآن الكريم , ولم تتناوله السنة المطهرة لما لم يتعلق به من فائدة أو مضرة , فلا يجب الخوض فيه 0 فسكن آدم وزوجه الجنة إلي حين قدره وعلمه الله تعالي , فيقول الله تعالي في الآية 35 من البقرة: (وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)البقرة 35 وقول الله تعالي (اسْكُنْ ) يعني أنه سيخرج منها في وقت ما , لأن الذي يسكن في مكان لابد يوماً ما أن يخرج منه , وهو غالباً لا يملكه , فدخول آدم وحواء عليهما السلام الجنة كان دخول سكني لا إقامة 0 وأباح الله تعالي لهما الأكل من ثمارها الطيبة هنيئاً مريئاً حيث قال تعالي : (وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا) البقرة 35 والرغد اتساع المعيشة وطيبها 0 ونهاهما سبحانه وتعالي عن شجرة بعينها وأخبرهما أنهما لو أكلا منها زال عنهما ما هم فيه من نعيم ورغد ويكونان ظلما أنفسهما حيث قال عز وجل : ( وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) 35 البقرة بالمعصية لأنفسكما 0 وقد نهي الله تعالي لهما بأبلغ أسلوب , ومبالغة في التحذير حيث قال تعالي (وَلَا تَقْرَبَا) أي لا تدنوا فتسول لكما أنفسكما الأكل منها , فمن حام حول الحما أوشك علي الوقوع فيه والمراد بالقرب هنا هو الأكل منها , وليس المراد منه ظاهره , كقول الله تعالي : (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ) أي لا تأكلوه ظلماً وعدواناً 0 وردت أقوال كثيرة في أسم هذه الشجرة المنهي عن الأكل منها , ولكن أن الله عز وجل لم يسمي لنا في القرآن الكريم هذه الشجرة وما نوعها لأنه لا يتعلق من ذلك فائدة0 وكما عودنا القرآن أن يضرب صفحاً عن عدم ذكر كل ما لا يتعلق بفائدة , فيجب ألا نتكلم فيه ولا نشغل أنفسنا به أو البحث عنه , بل إن البحث عنه لا يفيد ودخول فيما لا يعني أو يجدي وقد أحسن الإمام الطبري حين قال : (فـالصواب فـي ذلك أن يقال: إن الله جل ثناؤه نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الـجنة دون سائر أشجارها, فخالفـا إلـى ما نهاهما الله عنه, فأكلا منها كما وصفهما الله جل ثناؤه به, ولا علـم عندنا أيّ شجرة كانت علـى التعيـين, لأن الله لـم يضع لعبـاده دلـيلاً علـى ذلك فـي القرآن ولا فـي السنة الصحيحة, فأنى يأتـي ذلك من أتـى؟
يتبع | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: قصة آدم عليه السلام الخميس أغسطس 06, 2009 1:47 am | |
| إخراجهما منها: استغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى}. أخبر الله تعالي أن الشيطان أغوي آدم وحواء بالأكل من الشجرة التي نهوا عنها فقال تعالي : ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيه ) 36 البقرةِ أي أبعدهما عن الجنة بكذبه عليهما أنه لهما ناصح أمين وحلف لهما وذلك في قول الله تعالي عن ذلك في الآيات : (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ) 20- 22 الأعراف أي أنزلهما بخداع منه , وغفلة منهما , وحلف لهما بالله أنه صادق فيما قال , واعتقد آدم وحواء أنه لا يحرؤ أحد أن يحلف بالله تعالي كذباً فصدقاه , وغفلا عن تحذير الله لهما في قوله تعالي : (فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى )177 طه فقد أقسم لهما إبليس مراراً وبالغ في الكذب ليجعلهما يصدقاه وأنه لهما ناصح أمين ويتبين ذلك من (وَقَاسَمَهُمَا) لأنها تدل علي المشاركة والمبالغة والتكثير 0 وأغراهما اللعين بأنهما لو أكلا منها فسيكونان كالملكين في القوة والبقاء , وعدم تأثيرهما بعوامل وتفاعل الكون المؤلمة , وأن يكونا لهما خصائص الملائكة , فضلاً عن خلودهما في الجنة , ولا يموتان أبداً , وهذان أمرانا يطمع فيهما الإنسان بحكم ما ركب الله فيه من الغرائز0 وما وعد الله تعالي آدم من رغد العيش في الجنة وحرية التنقل بين أشجارها وربوعها الفسيح , كان هو منتهي البغية في الحياة الدنيا حيث قال تعالي في سورة البقرة : (وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا) , وقال تعالي في سورة طه 118- 119 (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى )0 فما كان أغناه أن يرضي بما قسم الله له هو وزوجه ولم يصغ لوسوسة إبليس اللعين ولم يعده بأكثر مما وعده الله تعالي به , حيث قال كما حكي القرآن عنه: (يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ) 120 طه ويعني بالخلد طول البقاء , لأن الخلد الدائم لله تعالي وحده , والملك الذي لا يبلي النعيم الذي لا ينقطع مدة عمره ,0
ولكن! قدر الله الذي لا راد له ولا معقب عليه , ولا مهرب منه , حيث أسكنه الجنة وهو سبحانه يعلم أنه سيخرج منها بسبب الأكل من الشجرة , ليعمر الأرض ويصلحه هو وذريته , ويعبدوه فيها , حيث سبقت له من الله الخلافة في الأرض كما سبق , وقد جرت سنة الله تعالي أن يقرن الأسباب بالمسببات ليعلم الإنسان أن كل شيء قد خلقه الله تعالي بقدر , وكل شيء عنده بمقدار , ولكل نتيجة مقدمات تعرف بها صحتها وسلامتها , فالقرآن كون مسطور ينبئ عن الكون المستور ولكن بالقدر الذي نحتاج إليه في شئون الدنيا والدين , أما الأسرار التي لا حاجة لنا بها طواها الله عنا 0 فيتبين من هذا أن آدم عليه السلام عصى الله وغوى عن الطريق الذي رسمه الله له من غير قصد إلي معصية أو مخالفة بدليل قول الله تعالي في الأعراف: (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ) وقوله تعالي: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) 115 طه أي نسي النهي عن الأكل من الشجرة , ونسي تحذير الله له من الشيطان , ولم يكن له عزم عل المعصية , ووقع فيها قضاءاً وقدراً, فيكون عاصياً بمخالفة لا يستحق عليها عقوبة , ولهذا تلقاه الله تعالي بالكلمات التي تاب بها عليه وهي التي وردت في قول الله تعالي )قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(الأعراف 23 وبعد أن أكلا منها حل بهما من الكرب والألم والخجل ما حكاه الله تعالي في سورتي الأعراف وطه , وأخذا يضعان علي سوآتهما من أوراق الشجر , ليستترا بها حياء من الله والملائكة , وفراراً من رؤية كل منهما للآخر علي هذه الهيئة المخجلة وقد طارت الحُلل التي كانا يلبسانها 0 وعاقبهما الله بالهبوط إلي الأرض ولا يدري احد في أي مكان هبطا – الهند , الصين , فإنه لم يكن لجهات الأرض أسماء آنذاك , حين هبط وزوجه إليها , فلا ينبغي أن نسأل أين هبطا , ولا كيف هبطا , ولا نكلف أنفسنا بتتبع أهواء أهل الكتاب وأقوال القصاصين , فلا يتعلق بذلك أي فائدة 0 ولم يكن هبوط آدم وزوجه عليهما السلام من الجنة إلي الأرض عقوبة لهما , ولكن من أجل تعمير الأرض وممارس عملهما فيها وفقما أمرهما الله تعالي , بعد أن قضي في الجنة ما قدر الله لهما 0\ يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة! ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك! وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. وكان في ذلك درساً يعرف به عداوة الشيطان له ولذريته فيحذروه ولا يتبعوا خطواته , فحذرنا الله ما فعله الشيطان بأبينا آدم وأمنا حواء وألا يفتننا مثلهما فقال الله تعالي: (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا) 27 الأعراف فبهذه الآية تحذرنا من الشيطان ووسوسته0 و إذا شعرنا بشيء من هواجسه فلنستعذ بالله تعالي منه فقال الله تعالي : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) 200, 201 الأعراف0
وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 0
| |
| | | محمدقطب صديق المنتدى ومدير عام منتدى السلطان الفرغل
| موضوع: رد: قصة آدم عليه السلام الأحد يناير 10, 2010 12:50 am | |
| | |
| | | تغريد العدوي عضو سوبر
| موضوع: رد: قصة آدم عليه السلام الجمعة أكتوبر 28, 2011 8:29 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
| |
| | | سهام العدوية عضو سوبر
| | | | شمس الهدى عضو سوبر
| | | | | قصة آدم عليه السلام | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|