| الصديقه بنت الصديق | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| |
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 3:40 pm | |
| أيها الأحبة الكرام؛ أحباب خير الأنام؛ اسمحوا لي أن أواصل بين يديكم وبأنس في معيتكم؛ حديثنا عن أم المؤمنين ؛ الصديقة عائشة بنت أمير المؤمنين؛ صاحب خير المرسلين؛ عليها وعلى أبيها رضوان ربّ العالمين.
الصديقة بنت الصديق
السؤال الذي يطرح نفسه في ساحة النقاش يدور حول سبب إطلاق جموع المسلمين لقب الصديقة بنت الصديق على أم المؤمنين/ عائشة .. ولماذا لا نقصره فقط على أبيها رضي الله عنه أوعلى السيدة فاطمة الزهراء وزوجها الإمام علي رضوان الله عليهم أجمعين لأنهم قد لقبوا بهذا اللقب من الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه حال حياتهم؟ ولم يثبت أن نادى الرسول الكريم السيدة عائشة رضوان الله عليها بهذا اللقب قي حياته مطلقاً؛ فلماذا يحرص جموع المسلمين على إطلاق هذا اللقب عليها.
وقبل أن أجيب على هذا السؤال لنمهد للموضوع باليسر من التقديم؛ فبادئ ذي بدء الصديقة هو لقب شريف عظيم على وزن فعيل قصد به المبالغة في كثير الصدق؛ وقد مدح الله تبارك وتعالى به مريم ( عليها السلام ) في القرآن المجيد قال تعالى : ( مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) المائدة : 75 ولقد كتب العقاد كتاباً عنوانه ( الصديقة بنت الصدبق ) ... حمله من هنا
( لتحميل كتاب " الصدّيقة بنت الصدّيق " - اضغط هنا فضلاً )
والعقاد هو كاتب مصرى معروف له مؤلفات أشهرها العبقريات ( نسبة إلى عبقر وهو وادي من الجن ) نذكر منها عبقرية محمد و عبقرية الصديق وعمر ..غيرها؛ ومما هو جدير بالذكر أن لقب (عبقري) قد استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الفاروق عمر في الحديث المروي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث عن رؤيا رآها فقال : ( رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين وفي بعض نزعه ضعف والله يغفر له، ثم أخذها عمر فاستحالت بيده غرباً. فلم أر عبقرياً في الناس يفري فرية، حتى ضرب الناس بعطن ) وقد استعار العقاد هذا المصطلح النبوي في تسمية عبقرياته.
ولنعود الآن إلى لقب الصديقة ومدى إستحقاق أمنا عائشة له؟ وليسمح لي أحبابي...... أن أزعم بأن كل من صدق فهو صديق يقول صلى الله عليه وسلم ( ما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا )... فكل صادق هو عند الله صديق.. ومن أصدق من أم المؤمنين عائشة. و بقول تعالى [وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا] {النساء:69}.
فكل من أطاع الله ورسوله فهو من الصديقين... بحكم الله تعالى ؛ ومن أكثر طاعة لله من أمنا عائشة رصي الله عنها؛ ولكن هل من يحشر مع الصديقين فهو صديق أو من يحشر مع النبيين فهو نبي؟؟؟... ولا أريد أن أبالغ في هذا أو أقول بغير علم؛ ولكن هناك فضائل خصت بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم دون غبرها من الأمم...!!!! ألم تسمع إلى قوله صلى الله عليه وسلم ( العلماء ورثة الانبياء ) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ألا أحدّثكم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله على منابر من نور؟ فقيل : من هم يا رسول الله؟ قال : هم الذين يحببون عباد الله إلى الله، ويحببون عباد الله إليّ ) وفي رواية أبو داوود هم المتحابون في جلالي.
ومن جميل التوفيق أنه قد حسم الحق تعالى الأمر في قوله : ( وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ... ) الحديد : 19.... فهل بعد حكم الله حكماً لقوم يعلمون.
وقد ألحقت الصديقة بأبيها الصديق أبو بكر رضي الله عنه وذلك تصديقاً لقوله جل جلاله : ( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ){الطُّور:21} فهي إذن الصديقة بنت الصديق أيها الاخوة المحبون.
ولقد شهد لها آحاد المسلمون في عصرنا الحالي بهذا اللقب؛ ويكفيها شهادة عامة المسلمين لها بذلك فما تكاد تضع عبارة ( الصديقة بنت الصديق ) في محرك البحث على شبكة النت حتى تطالعك أكثر من 150000 موضوع يلقبونها بهذا اللقب... فأعجب لذلك سيدي أيما عجب.
وقد سبقنا في إطلاق هذا اللقب عليها الأقدمون من صالح التابعين وكان مسروق بن الأجدع التابعي الفقيه القدوة إذا حدَّث عنها قال : "حدثتني الصدِّيقة بنت الصدِّيق حبيبة حبيب الله. البريئة المبرأة.." (سير أعلام النبلاء، 2/140).
والسيدة عائشة من أزواج النبي الذين نزل فيهم قوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ .... ) سورة الأحزاب، الآية : 32 وروي أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق عليه... فليت شعري ..... هل دخلت مريم أبنة عمران ضمن هؤلاء النساء...!!!!! وهي الصديقة كما وصفها القرآن في {المائدة:75}.
أحبتي الكرام بعد هذا الطرح ... هل مازال في قلب أحد شك من إستحقاق السيدة عائشة أم المؤمنين عن جدارة لقب ( الصديقة بنت الصديق )... رضي الله عنها وعن أبيها وعن الصحابة أجمعين.
أحبتي الكرام ... أرجو أن أكون قد أصبت وإن كان غبر ذلك فالعفو منكم؛ وأسأل الله أن أكون قد وفيت حباً في الله ورسوله وأمهات المسلمين وتعظيماً لحرمة سيدتنا / عائشة أم المؤمنين والصديقين التى نزل من أجلها القرآن الذي نتعبد الله بتلاوته في صلاتنا في سورة النور حتى يوم الدين.
وما زال للموضوع بقية إن شاء الله تعالى | |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 3:44 pm | |
|
أحبابي في الله تعالى
فإني اسأل الله الكريم صاحب العطايا والمنن؛ أن يلطف ما أكتبه في مقالي لأخوتي في الله فيقبلوه بلا تأويل أو فرط ظنون؛ و أن يتسع صدورهم لما يرد فيه من مختلف الرأي والمضمون؛ وأن يهيئ من لدنه ريحاناً في قلوبهم لهذا الطرح الهادئ الحسن؛ وهذا عهدنا بهم فلا ملل منهم ولا حزن؛. ولا أجد مندوحة في أن أذكر – والعفو منكم – أن ما أطرحه أمامكم ليس مقصوداً به زيادة هوة الشقاق بين طوائف المسلمين؛ ولا توسعة رقعة الخلاف بين الموحدين؛ وإنما هو محض دفاع عن أم المؤمنين عائشة ضد كل من أساء إليها سواءً من اليهود والكافرين والمستشرقين؛ أو من افتأت عليها من الحاقدين وغلاة الشيعة ومارقي المسلمين ؛ وإنما هو حديث تجاوز الخصوص إلى العموم؛ أقول ذلك حتى يكون توجهي بينكم مفهوم؛ واسأله سبحانه أن يجعل قولنا هذا سديداً بلا زيغ أو فتن؛ خالصاً لمرضاته سبحانه وهو يعلم ما نخفى وما في العلن؛ وأعوذ بالله من أن أقول زوراً أو أبغى فجوراً أو أن أكون بغيره مغروراً؛ وأعوذ به أن أقول قولاً لا يرضيه؛ وألوذ بحوله وبقوته لنصرة أمي الصديقة عائشة زوج نبيه........ واسمحوا لي أن أواصل بين أيديكم؛ حديثاً خالصاً لوجه الله في معيتكم؛ عن أم المؤمنين الصادقة الصدوق ؛ والصديقة بنت الصديق.
3 - حرمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
إن لأمنا عائشة – رضي الله عنها – حرمتان؛ تجعل لكل من له عقل أو دين يلتزم أمام حضرتها حدود الأدب والإحترام؛ ويبدي لعلو مقامها التأدب والإحتشام؛ فكيف بالذي أساء إليها واعتدى؛ وتجاوز في حقها وبلغ المدى؛ وضل سعيه وما اهتدى. فأما الحرمة الأولى فهي حرمة عامة وأما الأخرى فهي حرمة خاصة قد خصها الله بها دون عامة المسلمين؛ وسنتناول ذلك أحبتي – إن شاء ربي – بشيء من التفصيل ونسوق بإذن الله على كل منهما الدليل تلو الدليل. أما الحرمة العامة فهي حرمتها كمسلمة ؛ مثل حرمة جميع المسلمين فيما بينهم؛ تنفيذاً لأمر نبيهم صلوات الله عليه حيث قال في الحديث الذي رواه أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله؛ وفي رواية أبي سعيد مولى عامر بن كريز عن أبي هريرة : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وما له وعرضه ..... أخرجه البخاري ومسلم. وانظروا رحمني الله وإياكم إلى قوله صلى الله عليه وسلم ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم). فليسمع اؤلئك لو كانوا يسمعون. وهذه الحرمة العامة هي التي عناها صلى الله عليه وسلم حين خاطب جموع المسلمين في أيام الحج الأكبر فقال : إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا... إلى أن قال : ألا هل بلغت اللهمّ أشهد... وأعادها مراراً – بأبي هو وأمي – ثم التفت إلى الصحابة وقال : فليبلغ الشاهد الغائب... وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد من حديث ابن عمر أن النبي قال : .. من قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه (أطعمه) الله ردغة الخبال... رواه البخاري؛ او كما قال صلى الله عليه وسلم؛ وهل تعلمون ما هي ردغة الخبال؟ هى عصارة أهل النار .. أعاذنا الله وإاكم منها. أليس التعدي على الحرمات هي ما قد ذمه الله سبحانه وتعالى بالقرآن العظيم فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )[ الحجرات : 12 ] هذا أحبابي غيض من فيض؛ وقليل من كثير؛ مما يبين مدى شناعة تعدي المسلم على أخيه المسلم؛ إلى درجة أن الرسول الكريم أشار أن المسلم لا يكون مسلماً إلا إذا سلم المسلمون من لسانه ويده؛ وهذه – سادتي – هي حرمة المسلم على المسلم !! فكيف بحرمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟ فكان من المنطق أن تكون حرمتها عند اؤلئك البغاة – على الأقل – مثل حرمة غيرها من المسلمين لو كانوا في خصومتهم منصفين. هذا أحبابي هو قاسم السيدة عائشة من الحرمة العامة التي تخص جموع المسلمين؛ فما بالكم بحرمتها الخاصة؛ فإنها – والله الذي لا إله إلا هو – لذات شأن عظيم؛ وأنها لو يعلم المعتدون لأمر جد جسيم؛ وهذا ما سوف أطرحه أمامكم أحبابي فيما بعد إن شاء ربّ العالمين. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى | |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 3:45 pm | |
| أيها الأحبة الكرام؛ أحباب خير الأنام؛ كل عام وأنتم بخير؛ واسمحوا لي أن أستكمل بين يدي حضرتكم وبأنس في معيتكم؛ حديثنا عن أم المؤمنين؛ الصديقة عائشة بنت أمير المؤمنين؛ صاحب خير المرسلين؛ عليها وعلى أبيها رضوان ربّ العالمين : خصوصية حرمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
[b- حرمتها كأم للمؤمنين :
شرف الله تعالى أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم بأن جعلهن أمهات المؤمنين؛ أي في وجوب التعظيم والمبّرة والإجلال لهن كما يجل الإبن أمه التى ولدته؛ وانظروا رحمكم الله إلى التسمية وردت ( أم المؤمنين ) وليس ( أم المسلمين ) حيث أن المؤمنين كلهم بررة بأمهاتهم طائعين؛ بخلاف عوام المسلمين ففيهم الطائع وفيهم العاصين الذين قد يرد على العقل أن يعقوا أمهاتهم؛ فتأملوا معي هذه الحكمة من خصوصية التسمية أيها الإخوة الكرام المحبون.
وأمومة أمهات المؤمنين تقارب أموم’ الأم من النسب في وجوب تعظيمهن و حرمة نكاحهن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقوله تعالى : ( و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ).... والسؤال الذي أوجه إلى هؤلاء الذين يعقون أمهم السيدة عائشة باسم الدين : هل أجاز الدين بأي حال من الأحوال الإساءة إلى الأمهات والوالدين؟؟ كلا وربّ الحرمين؛ بل أمر سبحانه بالمصاحبة لهما والقول المعروف حتى ولو كانا غير مؤمنين؛ فما بالك بالمؤمنين.... وماذا عن أم المؤمنين ؟؟ أفيدوني بعلم إن كنتم صادقين.
ولا يقولن قائل أنما أمومة السيدة عائشة هي أمومة شرفية وليست أمومة فعليه فما وجه المقارنه؟؟ والإجابة هي : إن الوصف الصحيح لأمومة أمهات المؤمنين أنها ( أمومة تعبدية ) أي أنها من الواجبات التي فرضها الله تعالى على المؤمنين... وهذه قطعاً لأشد حرمة من الأمومة الحسية... لو كانوا يتفكرون.
حرمتها في القرآن الكريم :
السيدة الطاهرة المكرمة أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها نزل في حقها آيات محكمات في سورة النور توعد الله فيها من يؤذيها بالعذاب العظيم حيث فال : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ...... ) النور-11 ووصف سبحانه الاساءة لأم المؤمنين بأنه ليس بالأمر الهين فقال : ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) وحذرهم من العودة إلى مثل ذلك فقال سبحانه : ( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم. يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )[ سورة النور، الآية: 16]. والمثلية هنا ليست الأمر نفسه وإنما كل ما يشابهه من السوء والإنتقاص لحقها رضي الله عنها.
حرمتها في السنة المطهرة :
روى عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) وقد أمر صلى الله عليه وسلم أقرب المقربين إليه بعدم إيذاءه بمجرد الحديث عن أحب الناس إليه ( وهى السيدة عائشة كما أخبر في الحديث المشهور ).
أنظروا إلى قوله صلى الله عليه وسلم إلى إبنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وقد حدثته في أمر يخص أم المؤمنين عائشة فقال : ( أي بنيه ... ألست تحيين ما أحب؟ قالت : بلى : فقال : أحبي هذه .. " يقصد عائشة " فقالت رضى الله عنها : والله لا أكلمك فيها أبدا ).
وأرسلن زوجاته صلى الله عيه وسلم أم سلمة تجادله في أمر من أمور عائشة فقال لها صلوات الله وسلامه عليه : (( يا أمّ سلمة! لا تُؤذيني في عائشة؛ فإنّه والله ما نزل الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنّ غيرها ))، قالت أم سلمة : " أتوب من أذاك يا رسول الله ومن هنا يتضح أن الإساءة إلى أم المؤمنين عائشة تؤذي النبي وليذكر الذين يخوضون في حقها قوله نعالى : ( ان الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخره ... ).
حرمتها عند أهل العلم :
قال الحافظ ابن كثير : " وقد أجمع أهل العلم على تكفير من قذفها بعد براءتها " وحدث أن مرتزقاً جاء إلى عمار بن ياسر فوقع في أم المؤمنين عائشة ونال منها.. فقال عمار : أعزب مقبوحاً منبوحاً أتؤذي أمنا وحبيبة رسول الله..!؟
يقول هشام بن عمار : سمعت مالك بن أنس يقول : من سب أبا بكر و عمر جلد ومن سب عائشة قتل فقيل له : لِمَ يقتل في عائشة ؟ قال : لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها { يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين } قال مالك : فمن رماها فقد كذب القرآن، ومن كذب القرآن قتل وهي ردة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها.. قال شيخ الإسلام : وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم.. وقال السيوطي : استدل العلماء على أن قاذفها يقتل حداً لتكذيبه لنص القرآن، قال العلماء : قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره لقذف عائشة فقال : ( سبحانك هذا بهتان عظيم )، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من أن له زوجة وولد. وسُئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله تعالى عنهم أجمعين فقال : ما أراه على الإسلام.
وأخيراً هذا شاهد من قدامى الشيعة ( العلويون) : ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد، لما ذَكَرَ رجل بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فأمر بضرب عنقه، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا، فقال : معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عزّ وجلّ : ( الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيِّباتُ للطّيِّبين والطَّيِّبون للطَّيِّبات أولئك مُبرَّئون ممّا يقولون لهم مَّغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ ) .... فإن كانت عائشة رضي الله تعالى عنها خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه.
ونحن نقول للذين يسبون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : نحن لا نطالب بضرب أعناقكم – وإن كانت تستحق – ولكن نسأل الله لكم الهداية حتى لا يشمت فينا أعداء الدين من اليهود والكفار والمشركين.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 3:46 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين؛ القائل فى محكم التنزيل : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ.. ){فصِّلت:33} وهو الذي أرسل رسوله بالهدى والحق إلى جميع العالمين وألزمه بأحكام الشريعة في القول والعمل وعلى آله وصحبه والتابعين له على طول الأجل
واسمحوا لي أن أواصل بين أيديكم وجميع الاحباب؛ حديثاً – خالصاً لوجه الله – في معيتكم عن أم المؤمنين الصادقه الصدوق ؛ والصديقة بنت الصديق
4- حقيقة الخلاف بين الإمام علي والسيدة عائشة رضوان الله عليهم أجمعين
اخوتي وأحبابي في الله تعالى
ان هذا الموضوع شائك وعسير؛ وأن ما سوف أطرحه أمامكم الحين ليس بالأمر اليسر؛ وإنه لأمر جلل ذو شأن كبير؛ تحدث فيه قبلي رجال ثقال؛ وقطعت بسببه أعناق الرجال؛ وتدخلت فيه الأهواء؛ وتضاربت فيه الأنباء؛ لعلمي إن ما أزمع أن أذكره لن يعجب الأعداء ولن يأتي على هوى الغلاة والفرقاء؛ ولكن أسأل الله العون والمدد والتوفيق؛ والسداد والرشاد في هذا التحقيق؛ وقبل أن أخوض في غمار هذا الموضوع المحفوف بالأخطار؛ لا بد أن ألفت الأنظار؛ سادتي- إلى أمور ذات اعتبار : اولا: إنما نحن نتكلم ونحكم في أحداث مر عليها قرابة ألف وأربعمائة عام؛ ولم نطلع بأعيننا على ما جرى فيها من أحداث جسام. ثانيا: إن ما بين أيدنا من روايات أنما هي شرازم متفرقات؛ لعبت بالكثير منها يد الاهواء؛ وتناولتها الألسن الناقلة لها بلا نقاء؛ فكل يرويها بما يخدم قضيته؛ وكل يحكيها بما ينم عن طويته؛ في زمن غاب فيه التسجيل والرقابة؛ وانعدمت فيه وسائل الدقة في الكتابة والطباعة. ثالثا: لكي نحكم في هذا الموضوع بالعدل لا بد أن ننظر إليه من منظار الشرع والعقل؛ ونتجرد عن الميل والهوى؛ ونستدل بما هو أقرب إلى الهدى؛ ويجب أن نضع نصب أعيننا أن الإمام والصديقة هم حماة الشريعة؛ فلن أقبل في تحقيقي أي رواية تجاوزت هذه الحقيقة. ومن هذا المنطلق بإذن ربّى أقول؛ بعدما أعرض عليكم ما هو في التراث – تحت هذه الشروط – منقول؛ إن ما بين الإمام وأم المؤمنين لا يعدو كونه خلاف في الإجتهاد؛ وحسن سجية من أمنا عائشة إستغلها المغرضين من العباد. واسمحوا لي إخوتي أن أنقل إليكم ما صح من آثار عن شهادة كل منهما في حق الآخر حتى نأخذه عند حكمنا بعين الإعتبار : أولاً : شهادة السيدة عائشة في حق أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما حدثنا أبو بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي ثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ثنا علي بن سعيد بن بشير عن عباد بن يعقوب ثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبي إسحاق الشيباني عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي فقالت : تسألني عن رجل والله ما أعلم رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من علي ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأته. حديث صحيح الإسناد ( المستدرك على الصحيحين للحاكم ج: 3 ص: 171 ) وفي رواية أخرى عن أبو بكر بن أبي دارم ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي ثنا مالك بن إسماعيل النهدي ثنا عبد السلام بن حرب عن أبي الجحاف عن جميع بن عمير قال : دخلت مع عمتي على عائشة رضي الله عنها فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟ قالت : فاطمة، قيل : فمن الرجال؟؟ قالت : زوجها إن كان ما علمته صواماً قواماً. – أي أنه كان في علمي كثير الصيام وكثير القيام بالليل – ( سنن الترمذي ج: 5 ص: 701 ) وقد ورد هذا الحديث على عدة أوجه وطرق ولكنها بنفس المعنى مما يؤكد تواترها وصحتها؛ وآثرت لعدم التطويل ألا أذكرها.
هذا سادتي قولها في الإمام علي قبل موقعة الجمل؛ فاعجب معي عن قولها فيه بعد هذه الموقعة؛ يحدثنا التاريخ أنه بعد إنتهاء ( حرب الخديعة ) – واسمحوا لي أن أسميها كذلك وسوف نعود إليها ثانياً إن شاء الله – ولما فرغ علي رضي الله عنه من الصلاة ودفن القتلى من الفريقين ؛ توجه مباشرة إلي دار الخزاعي حيث أنزلت عائشة رضوان الله عليها، فاستأذن عليها وهي مستترة، فقال : السلام عليك يا أماه. قالت : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. قال : كيف أنت؟؟ قالت : بخير والحمد لله؛ يغفر الله لك؛ فقال : ولكِ. ثم استأذن منصرفاً بعد هذه الكلمات الهادئة، التي لا تحمل سوي عطر التآخي في الله، وتأدبه رضي الله عنه وكرّم وجهه مع أمه. فهل تأدب من يزعم أنه من شيعته كما تأدب هو رضي الله عنه معها تأدب الإبن مع أمه؟؟؟؟
ثم انظر – رحمني الله وإياك – إلى خطبتها التي ألقتها إلى مودعيها وفيهم الإمام علي وأنصاره وأتباعها حال انصرافها معززة مكرمة عقب انتهاء ( الموقعة الملفقة ) المسماة بموقعة الجمل؛ فماذا قالت – رضي الله عنها – بعد أن حمدت الله وصلت على رسوله، ودعت لأهل البصرة، ودعوا لها ثم قالت : « يا بني لقد تعتّب بعضنا علي بعض استبطاء واستزادة – تريد أن سبب الخلاف بين الصحابة، هو أن البعض استبطأ الثأر من قتلة عثمان، والبعض استزاد المهلة حتي تتم البيعة – فلا يعتدن أحد منكم على أحد بشيء بلغه من ذلك، والله إن علياً عندي على معتبتي لمن الأخيار ». فقال علي : « يا أيها الناس صدقت أمكم والله وبرت ما كان بيني وبينها إلا ذلك، وإنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ».
هذا ما قالته أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها في حق أمير المؤمنين علي الكرار وكلاهما مبشر بالجنة.. وهل يدخل الجنة أناس في قلوبهم غل؛ أفتوني أيها الذين للأفك تفترون؛ إنما النار مثوى الكاذبين المنافقين المدعين... فتوبواإالى الله لعكم تفلحون.
أما شهادة الإمام علي في حق أمنا عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين؛ فنذكرها في حديث آخر إن شاء الله ربّ العالمين.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى | |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 3:48 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين؛ القائل فى محكم التنزيل : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ.. ){فصِّلت:33} وهو الذي أرسل رسوله بالهدى والحق إلى جميع العالمين وألزمه بأحكام الشريعة في القول والعمل وعلى آله وصحبه والتابعين له على طول الأجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي وأحبابي في الله تعالى
4- حقيقة الخلاف بين الإمام علي والسيدة عائشة رضوان الله عليهم أجمعين
ثانياً : شهادة الإمام علي كرم الله وجهه في حق أمه السيدة عائشة رضي الله عنها
على قدر علمي – القاصر – وتتبعي لأحداث السيرة لم أجد ما يشفي غليلي من قول للإمام علي في حق السيدة عائشة طوال حياة رسول الله قدحاً أو مدحاً؛ إلا نثرات ليس لها وزناً؛ وهذا له مدلوله الذي يرد على الذين يتهمونها بالغيرة من الإمام وزوجته لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما؛ فلو كان الأمر كما يدعون لوجدنا من الأقول بينهما – وحاشاهما – ما فيه عن مثل هذا مدلول بينهما؛ وعدم وجود أنباء يدل على السلام والصفاء؛ ولم أعثر خلال تلك الحقبة – والعذر منكم – إلا ما ورد من أنه صلى الله عليه وسلم حذر الإمام من أن ينخدع من مؤامرة سوف تحاك في الخفاء بينه وبين عائشة؛ وأوصاه بأن يتجاوز عن تلكم الفتنة؛ وأن يرفع عن عائشة أمه كل مظنة؛ وهي التي وردت في الحديث الذي أخرجه أحمد والبزار بسند حسن من حديث أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب : إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر , قال : فأنا أشقاهم يا رسول الله ؟ قال : لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) و شواهد التاريخ تدل على إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لم ينسَ وصية النبي صلى الله عليه وسلم؛ وقد فعل رضي الله عنه كل خير معها – كما سنوضحه أو كما سبق وأوردنا –؛ وانظر إلى خوف الإمام علي و شدة وجله من أن يكون من الأشقياء الذين يتطاولون على أم المؤمنين بقوله : ( فأنا أشقاهم يا رسول الله ؟ ) وقد طمئنه النبي الكريم بأنه مبرأ من ذلك..... فافهموا أيها الأشقياء المدعين هذا المعنى الدقيق ودعكم من خلاف ذلك.
وإن لم أعثر على شهادة ( موثقة ) قولية في حق السيدة عائشة؛ وإنما هذه شهادة منه فعلية فهي – وربّى – لخير من الشهادة اللفظية.... أنظروا – بعد ( وقعة الخبث والوقيعة ) المسماة بواقعة الجمل وما فيها من الغدر والتآمر ما حصل – إلى ما فعله الإمام رضي الله عنه من جميل الصنيع من حسن المعاملة والتصرف البديع؛ وسوف أذكر لكم عن ذلك الدليل الوارف؛ لما وقع منه رضي الله عنه من نبيل المواقف :
الموقف الأول : ما ذُكر الثقاة عن سيدنا الإمام علي رضي الله عنه أنه سمع إثنين من الناس – من أتباعه وشيعته – يذكران السيدة عائشة بسوء، إذ قال أولهما: جُزيت عنا أمنا عقوقاً!! وقال الآخر: يا أمنا توبي لقد خطئت!! فالتفت علي إلي القعقاع بن عمرو، وأمره بأن يجلد كل منهما مائة سوط جزاء تطاولهما على زوج رسول الله « صلي الله عليه وسلم » أم المؤمنين، الصدّيقة المطهرة. أنظروا – أيها الأحباب – كيف جلد أحدهما مائة جلدة لأنه قال لأمه عائشة قد أخطئت.... فماذا هو فاعل بالذين يرمونها بعظائم الأمور في هذه العصور؟؟؟؟؟.
والموقف الثاني : ما فعله الكريم الإمام من إكرام أمه السيدة عائشة الكريمة بنت الكرام عقب إنتهاء ( موقعة الغدر والدسيسة ) المساة بموقعة الجمل؛ – والجمل وصاحبته منها براء – حيث أنزلها دار بني خلف الخزاعي ( أكرم وأفخم دار ) وتركها بضعة أيام حتى تستريح ويشفى جرحها؛ ثم زارها بعد ذلك فسلم عليها ورحبت هي به؛ ودار بينهم الحديث الطيب الهين اللين – الذي اوردناه من قبل – والذي إن دل فإنما يدل على تقدير بينهما ومودة؛ وصدق وتصافي في الله ومحبة؛ ولو كان بينهم عداوة لاختلفت نبرة الحديث وطريقة الإلقاء؛ وما كان بمثل هذا النقاء والصفاء؛ وإنما سوف يكون – لو كان كذلك – حديث الجهماء؛ بل هو حينئذ حديث الأعداء... فليفهم ذلك عني أؤلئك – الذين يتأولون – لو كانوا من العقلاء.
والموقف الثالث : عند رحيلها من البصرة – بعد إنتهاء الحرب – جهزها رضي الله عنه بكل ما تحتاج إليه من متاع وزاد في طريقها للمدينة المنورة وأرسل معها 40 امرأة من نساء البصرة المعروفات وسيّر معها ذلك اليوم أبنائه الحسن والحسين وابن الحنفية وأخوها محمد بن أبي بكر الصديق. فلما كان الساعة التي أرتحلت فيه جاء أمير المؤمنين علي فوقف على باب دار بني خلف – حيث أقامت أم المؤمنين – وحضر جمع من الناس معه وخرجت رضي الله عنها من الدار في الهودج فودعت الناس ودعت لهم، وألقت خطبتها – التي أسلفنا ذكرها من قبل – فقال أمير المؤمنين علي قولته الخالدة : " صدقت والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة " وسار رضي الله عنه معها أميلاً مودّعاً لها حافظاً لحبيبة رسول الله حق حرمه وأحب زوجاته.
ثم يأتي اليوم المتنطعون المارقون؛ ويدعون عنهما ما يزعمون؛ ويفترون فيهما ما يمترون؛ أهم أفهم بالأمر من عائشة والإمام ؟؟؟؛ أم أنزل عليهم وحي بعدهما من السماء وإلهام !!!؛ بل لقد زاغت الأفهام وضلت الأقلام؛ وما يقولون إلا أوهام وفرط ظنون؛ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى | |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 3:50 pm | |
| 5 - الرد على الشبهات التي أوردها المبطلون
حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
أولاً : زواجها المبكر من رسول الله ^ص^ وهذه الشبهة يطرحها المستشرقون ونصارى الشرق والغرب واليهود والملحدين ومن يدعون أنهم من رعاة حقوق الإنسان وحقوق المرأة وغيرهم من العلمانيين ومن تبعهم من مارقي المسلمين... ونحن نرد على الجميع بالآتي :
أولاً : إن النساء تحيض في سن مبكرة في البلاد الحارة ( كجنوب مصر والسودان و الجزيرة العربية قبل أن تدخلها وسائل التكنولوجيا الحديثة من مكيفات وزراعات وخلافه ) فلا عجب أن تكون رضي الله عنها تحيض في سن العاشرة ( يمكن مراجعة الموسوعات الطبيبة لمعرفة متوسط سن الحيض لكل دولة )، و معنى ذلك أنها رضي الله عنها كانت مهيئة للزواج في هذه السن المبكرة.
ثانياً : بالنسبة لعمره صلى الله عليه وسلم فأقول أن العمر ليس مانعاً من الزواج و لم يعترض أحد على مدى التاريخ على هذا و لم يستغربه أحد إلا المعاصرون وذلك بسبب قوانين هم اخترعوها وتعارفوا عليها ويريدون أن يطبقوها على عصر غير عصرهم وطريقة حياة غير حياتهم.... فوا عجباً لهم ثم وا عجباً لهم. و أنا هنا أذكرهم أن الرجال في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم و قبله و بعده كانوا يحاربون و يقودون الجيوش و هم في عمر فوق السبعين سنة و كان الرسول صلوات الله و سلامه عليه يُسير و يقود الجيوش إلى معارك تبعد مئات الأميال عن مركزه في المدينة المنورة، سيراً على الأقدام و يحملون سيوفاً تصل في الوزن إلى ما فوق سبعة كيلو جرامات و يبارزون بها و يتصارعون معظم النهار و هذا ما يفوق طاقة شبابنا في هذا العصر وقد ورد أن علياً حمل باباً ينوء من حمله عشرة رجال.
ثالثاً : لم يكن يتم تسجيل المواليد في هذا العصر و أنه لم يثبت قطعياً أن السيدة عائشة رضوان الله عليها تزوجت في السن المبكرة؛ بل هناك من ذهب إلى أنها لم تتزوج قبل الخامسة أو التاسعة عشرة من عمرها وهذه سن مناسبة جداً للزواج في عصرها وإستدل البحاث على ذلك بأمرين : **و لدت السيدة عائشة رضي الله عنها في العام الأول من الدعوة و الرسول قد هاجر من مكة بعد 13 سنة و دخل عليها بعد عامين من الهجرة و بحسبة بسيطة 13+2=15سنة
- **بمقارنة عمر السيدة عائشة بأختها السيدة أسماء ... حيث توفيت السيدة أسماء في عام 73 هجرياً عن عمر يقارب 100 عام أي أن عمرها عند هجرة النبي 27 عاماً و كانت السيدة عائشة تصغرها بـ 10 سنوات أي كان عمر السيدة عائشة عند الهجرة 17 عاماً أي تزوجها رسول الله و عمرها 19 عاماً.
رابعاً : إن زواجه منها صلى الله عليه وسلم تم بأمر إلهي حيث ورد أن زواجه لها كان أمراً من الوحي : كانت عائشة تفتخر فيما بعد على سائر أزواج الرسول ، وتعتز بأن الله سبحانه وتعالى أوصى الرسول بها ، وأتاه جبريل عليه السلام بصورتها في خرقة من حرير خضراء قائلاً له : أنها زوجته في الدنيا والآخرة. وكانت عائشة تردد دائماً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : ( أُريتك في المنام مرتين ، أرى رجلاً يحملك في سَرقةٍ من حرير ، فيقول هذه امرأتك ، فأكشف عنها ، فإذا هي أنتِ ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه ( مسند أحمد وغيره ).
خامساً : زواجها المبكر رضي الله عنها أعطاها الفرصة لكي تنهل من فيض النبوة وعلومها حتى قال عنها المصطفى صلوات الله عليه ( خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء ) و روت عن الرسول الكريم علماً كثيراً، وقد بلغ مسند عائشة رضي الله عنها ألفين ومئتين وعشرة من الأحاديث. وكانت رضي الله عنها أفصح أهل زمانها وأحفظهم للحديث عالمة بأحكام الشريعة ، وكان ابن الزبير إذا حدث عنها يقول : ( والله لا تكذب عائشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبداً..... ابن سعد )؛ و يقول الإمام الزركشي : ( إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها... الزركشي ص61 ). وكانت تفتي في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم ، وكان الصحابة يسألونها وكان القضاة يجتمعون عندها لحل بعض المشاكل وتكلمهم من وراء حجاب. وإلى جانب هذا كانت عالمة بالشعر والأدب ، وأخبار العرب الماضية ، والأنساب ، وعلم الفلك والطب. ( ابن الأثير ، وابن حجر.)..... وليس ذلك بعجيب على من تربت في بيت الحبيب.
وأخيراً أقول لمن يطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لن تجدوا إلى ذلك سبيلاً ونحن بعون الله - مع جموع المؤمنين - وراءكم حتى نفند حججكم حجة بعد حجة ؛ حتى تنقلبوا خاسرين ويعلم الذين ظلموا عاقبة ما كانوا يأفكون. .
وما زال للحديث بقية إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 3:50 pm | |
| 5 - الرد على الشبهات التي أوردها المبطلون
حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ثانياً : ما دار من أحداث الزوجية في بيت النبوة إني – علم الله – لأعجب أشد العجب؛ لأمر حقاً هو العرف لمن المستغرب؛ من أقوام يستمعون إلى ما دار من أحاديث – ذات خصوصية – في بيت الزوجية النبوية؛ ثم يذهبون في تأويلها مذاهب مغرضة بلا روية؛ وقد رضي صاحبتها وصاحبها صلى الله عليه وسلم وتجاوزا عما فيها قد دار؛ ولم يرى الصحابة فيها ولو ذرة من غبار؛ أهم أعلم بالأمر منهم؟؟؟ أم وحي بعد رسول الله قد أنزل عليهم؟؟؟ بل زاغت منهم الأبصار وضلت وربّي منهم الأفكار!!!! وسأتناول – أحبابي – بعضاً من هذه الأمور؛ التي نقلها ثم أولها ثم شنع بها كل مأفون أو مأجور؛ وعلى الله توكلي وإعتمادي ومنه تيسير الأمور.
1 - شهادة الإمام علي رضي الله عنه في حادثة الإفك : هذا الأمر بالغ فيه كثير من الظالمين؛ وكتب فيه من كتب من المغرضين؛ وقالوا إن من أسباب العداوة بين علي رضي الله عنه وأم المؤمنين؛ هو شهادته في حادثة الإفك – لما إستشاره النبي صلى الله عليه وسلم – عنها؛ وهذه هي الشهادة كما وردت في أمهات الكتب نذكرها ؛ ثم نعلق عما قليل عن ما قد كتب عنها :
دعا الرسول – صلى الله عليه وسلم – علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى خيراً وقال : ( يا رسول الله، أهلك، ولا نعلم عليهن إلا خيراً، وهذا الكذب و الباطل )... وأما علي – رضى الله عنه – فإنه قال : ( يا رسول الله، إنّ النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف، وسلِ الجارية تصدُقك )... فدعا الرسول – صلى الله عليه وسلم – ( بريرة ) ليسألها، فقام إليها علي وهو يقول : ( أصدقي رسول الله )... فقالت : ( والله ما أعلم إلا خيراً، وما كنت أعيب على عائشة إلا أني كنت أعجن عجيني، فآمرها أن تحفظه فتنام عنه، فيأتي الداجن فيأكله )....انتهى. هكذا وردت هذه القصة بروايات متعددة ولكنها بنفس المعنى؛ وهم يقولون أنها – أي أم المؤمنين – وجدت على علي رضي الله عنها وظنت أنه قد غبنها؛ كلا وربّ الكعبة فإن هذه الشهادة هي في جميع الأحوال في صفها؛ وما أظن أن ذلك يغيب – رضي الله عنها – عن فطنتها؛ فلو كان الإمام رضي الله عنه يرغب – حاشاه – في أذيتها؛ لما إختار أن تشهد عليها جاريتها؛ والتي هي أقرب الناس إلى مودتها؛ وملك يدها؛ وإنما كان يختار أحداً مما قد يرد على الظن أنه لا يقف في صفها؛ كزوجة من أزواجه – صلى الله عليه وسلم – ممن قد تغار منها؛ وربما تدفعها النفس إلى أن لا تتفانى في الدفاع عنها؛ ولكنه إختار لها رضي الله عنه – بريرة – جاريتها وأقرب الناس إليها؛ لكي تشهد عليها؛ أليس ذلك معناه أنه يطمع في أن يبرأها في وقت عصيب أشتد الأمر فيه على الرسول والصحابة حتى أبويها؛ إلى درجة أن قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : أي عائشة..... إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه. أنظروا إلى أي مدى وصلت المعاناة ؛ وكيف أن شهادة الإمام علي كانت – مع طهارة أمنا – كطوق النجاة.
ويزعم المغرضون في دعواهم على أن هناك شيء ما بين الإمام وعائشة و؛ ويتشدقون بما ورد في الصحاح من أحاديث موثقة؛ أوّلوها وفسروها على أنها كانت تغار على مكانتها ومكانة أبيها من حُب النبي للإمام وزوجه فاطمة؛ ومما استدلوا به ما ورد أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول : والله لقد عرفت أن علياً أحبُ إليك من أبي ومني مرتين أو ثلاثاً فاستأذن – رضى الله عنه – فدخل فأهوى إليها فقال يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعيـن صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فحال صلى الله عليه وسلم بينهما؛ فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك قال ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها قال فأذن له فدخل فقال له أبو بكر يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعلنا رواه أحمد وأبو داود والنسائي ؛ هذه هي الرواية التى تبجح بها متلقفيها وقالوا كيف ترفع الصديقة صوتها على رسول الله؛ والله تعالى يقول ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي... الآية ) والجواب إليكم أيها المتحذلقين الأغبياء – والعفو منكم – هل أنتم أشد حرصاً على التشريع من صاحبه صلى الله عليه وسلم أم أنتم أحرص عليه من أم المؤمنين وقد بشرها رسول الله بالجنة؛ إنما المقصود برفع الصوت المحرم هو أن يؤدي ذلك إلى أن يؤذي النبي أو يغضبه؛ أما من زوجه وقرة قلبه ومهجة فؤاده؛ فإن رفع الصوت من عائشة هو دلال يحبه رسول الله من زوجته؛ وقد تقبله رسول الله بقبول حسن ومنع أبو بكر رضي الله عنه عن عائشة؛ ثم لما عاد الا ووجدهما يتضاحكان وهل يتضاحك إلا الأحباء ولا يتسامر إلا الخلصاء الأصفياء؛ وهل يسكت النبي عن أمر يغضب ربّ السماء؛ ولو كانت أم المؤمنين تعلم أن ذلك يؤذي النبي ما فعلته؛ وإنما هي تعلم مدى حظوتها لديه؛ ألم يقل لها النبي يوماً – في ما رواه الترمذي : ( يا عائشة .. إن حُبك في قلبي كالعروة الوثقى ) فموتوا بغيظكم إن شئتم؛ أو اكتموه عسى ربّكم أن يرحمكم؛ واعلموا – غفر الله لكم – أن المشرّع هو الرسول لا أنتم؛ وهو مأمون على حفظ الشريعة أكثر منكم؛ وما جرى بينهما هو خصوصية لأمنا عائشة أقر بها النبي ورضي بها فليلزم كل منكم غرسه؛ واعلموا أنه رسول الله لا ينطق عن الهوى؛ وإنما هو وحي يوحى.
ثم فإن غارت عائشة على الحبيب تزعمون أنها غيرة غير محمودة؛ كلا بل العجب كل العجب أن لا تغار عليه؛ وكيف لا تغار على من سبح الحصى في يديه؛ ومن نزل جبريل من السماء يصلي عليه؛ سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة يوماً : أغرت! فتجيب : وما لي أن لا يغار مثلي على مثلك..... نعم صدقتي يا أماه وتبت يد نفس تنكر غيرتك المحمودة على حبيب الله.
يتبع بإذن الله
| |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 4:43 pm | |
| 5 - الرد على الشبهات التي أوردها المبطلون حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ثانياً : ما دار من أحداث الزوجية في بيت النبوة إني – علم الله – لأعجب أشد العجب؛ لأمر حقاً هو فى العرف لمن المستغرب؛ من أقوام يستمعون إلى ما دار من أحداث – ذات خصوصية – في بيت الزوجية النبوية؛ ثم يذهبون في تأويلها مذاهب مغرضة بلا روية؛ وقد رضي صاحباتها- امهات المؤمنين رضى الله عنهن أجمعين- وصاحبها صلى الله عليه وسلم وتجاوزا عما فيها قد دار؛ ولم يرى الصحابة فيها ولو ذرة من غبار؛ أهم أعلم بالأمر منهم؟؟؟ أم وحي بعد رسول الله قد أنزل عليهم؟؟؟ بل زاغت منهم الأبصار وضلت وربّي منهم الأفكار!!!! وسأتناول – أحبابي – بعضاً من هذه الأمور؛ التي نقلها ثم أولها ثم شنع بها كل مأفون أو مأجور؛ وعلى الله توكلي وإعتمادي ومنه تيسير الأمور.
2 - غيرة الصديقة من غيرها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين : أحبابي..... قد تدور في بيت النبوة – مثل أي بيت مسلم – أحداث ذات خصوصية؛ تحدث أحياناً بين أمهات المؤمنين بشيء من العفوية؛ من أهمها ما يحدث بين النساء من غيرة؛ كبر على المستشرقين والغررة المعارضين من بعض المسلمين أن تمر مثل غيرها من أحداث السيرة؛ فظلوا ينقبون بين الروايات؛ ويختارون منها أمور معظمها كالمتشابهات؛ وقبل أن أخوض في غمار هذا الموضوع وأناقش مزاعمهم – بإذن الله – وأفندها؛ أستسمحكم في ذكر أمثلة من غيرتها – رضي الله عنها – روت أغلبها هي بنفسها...!!!!.
من أكثر الموضوعات التي نالت عناية – الغلاة – القصوى؛ غيرتها – رضي الله عنها – من أم المؤمنين سيدتنا خديجة الكبرى؛ فعن عائشة قالت : كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت : فغرتُ يومًا فقلت : ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله خيرًا منها. فقال صلى الله عليه وسلم : "ما أبدلني الله عز وجل خيرًا منها، آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء" فأمسكت أقول في نفسي والله لا اذكرها بعد اليوم أبداً. ( رواه أحمد في مسنده ).
ومنها أيضاً أنها غارت من سيدتنا مارية – رضي الله عنها – فيروى عنها – رضي الله عنها – أنها قالت : "ما غرتُ من امرأةِ إلا مثل ما غرتُ من مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة، فأُعجب بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكان قد أنزلها أول ما قدم بها في بيت حارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، وكان عامة النهار عندها فجزعت، فحولها إلى العالية بأقصى المدينة، وكان يذهب إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا". ( رواه ابن سعد من طريق الواقدي ).
ومنها أيضاً ما ورد عن أنس – رضي الله عنه – قال : كان النبي – صلى الله عليه وسلم – عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمُّهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت أم المؤمنين عائشه يد الخادم، فسقطت الصحفة، فانفلقت فجمع النبي – صلى الله عليه وسلم – فِلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول : "غارت أمُّكم" ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عندها، فدفع بالصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها،. رواه البخاري .و في رواية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "طعام بطعام، وإناء بإناء".
وفي غيرة أم المؤمنين الكثير من الطرائف التي لا يكاد يملك الإنسان نفسه من الإبتسام أو الضحك من مداعبات الصديقة مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد ورد عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة قالت : وقعت بي زينب – أي تحدثت في شأن عائشة عند رسول الله – فطفقت أنظر إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – متى يأذن لي فيها، فلم أزل حتى عرفت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لا يكره أن أنتصر، قالت : فوقعت بزينب فلم أنشبها أن أفحمتُها. فتبسم النبي – صلى الله عليه وسلم –، ثم قال : "إنها ابنةُ أبي بكرٍ". رواه أحمد في مسنده. ونحن نبتسم كما ابتسم صلى الله عليه وسلم ونقول كما يقال عندنا فى مصر ( بنت أبوها ).. أضحك الله سنك – في جنة الرضوان – يا أماه.
وعن عائشةَ رضي الله عنها : أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلاً، قالت فتواطيتُ أنا وحفصة ( بنت الفاروق عمر رضي الله عنه )، أن أيتنا ( أي منهما ) ما دخل عليها النبي – صلى الله عليه وسلم – فلتقل : "إني أجد منك ريح مغافير( نوع من النبات)، أكلت مغافير"، فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال : "شربت عسلاً عند زينب بنت جحش، ودخل على الثانيه فقالت مثل الاولى؛ فقال : لن أعود له". فنزل ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ... التحريم )... هذا ضرب من الدعابة والتفكه في بيت النبوة أباحه النبي وشرعه.
| |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 4:44 pm | |
| في الحديثِ الطويل في صحيح مسلم "كان النبي على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظنَّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدًا وانتعل رويدًا وفتح الباب فخرج، فجعلتُ درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقتُ على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفتُ فأسرعَ فأسرعتُ فهرولَ فهرولتُ فأحضر فأحضرتُ فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال : " مالك يا عائش حشيا رابية؟ ( أي يخفق صدركِ كثيراً ) قالت : قلت : لا شيء قال : " لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير" قالت : قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته، قال : أنت الذي رأيت أمامي؟ قلت : نعم، فلهدني ( أي وكزني وكزا خفيفاً )، ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله"...... هذا نوع من المخابرات الزوجية؛ ولكن أنظر قبل أن تحكم إلى قوله صلى الله عليه وسلم : يا ( عائش) وليس يا عائشة – مدللا لها – لتعلم.. أنه لولا أنها تعلم انه صلى الله عليه وسلم سيغفر لها ما فعلته؛ وفي مصر مثل عامي – والعفو منكم – يقول ( أنا راضي وهو راضي ..فما لك يا قاضي ). فماذا بعد أن رضي صاحب التشريع بذلك وأقره؟؟؟ أم كان رسول الله مغلوب على أمره؟؟؟ أم أردتم – أيها المغالون أن تعدلوا وتصححوا لرسول الله؛ وهو الذي ينزل عليه الوحي من السماء..... فذلك شأن آخر عجيب؛ وأمر وربّي خطير وغريب. ومن الروايات التي لا تخلو من الطرافة.. الرواية التي وردت في البخاري حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة معاً وكان إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة : ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر – أي نتبادل الأماكن – فقالت : بلى فركبت، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة و عليه حفصة فسلم عليها – يظنها عائشة؛ فلما انكشفت الحيلة واصل صلى الله عليه الكلام مع حفصة وترك عائشه – حتى نزلوا وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر ( نبات تؤوي إليه العقارب والحيات ) وتقول : يا ربّ، سلّط عليّ عقرباً أو حية تلدغني، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئاً...... أنظروا إلى هذه ( الطيبة ) الشديدة من أم المؤمنين في حداثة عمرها؟ لقد أضحكتني رضي الله الكريم عنها. ومما أضحكني أيضاً أنه أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة, فخرج إلى البقيع (يصلي)....فلما أصبح مر بعائشة في الغداة فوجدها تشكو صداعاً وتئن متوجعة : وا رأساه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بدأ يحس ألم المرض بل أما – والله – ياعائشة : وا رأساه........ فلما كررت الشكوى داعبها بقوله : ما ضرك لو مت قبلي؛ فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك.....فصاحت عائشة – وقد ذهب عنها ما بها من ألم – وقد هاجت غيرتها : ليكن ذلك حظ غيري!!! والله كأني بك لو فعلت ذلك؛ لقد رجعت إلى بيتي؛ فأعرست فيه ببعض نسائكم. فأشرق وجه صلى الله عليه وسلم بابتسامة لطيفة وسكن عنة الألم هونا..... ودعنا نتبسم إقتداءًا برسول الله. ومما ورد عنها؛ أنه لما عاد الرسول الكريم إلى المدينة – بعد غزوة خيبر – ومعه صفية؛ وقد اتخذها لنفسه زوجة وعرس بها في الطريق قالت عائشة : تنكرت وخرجت أنظر فعرفني؛ فأقبل إليّ فأنقلبت ( فرجعت مسرعة )؛ فأسرع المشي؛ فأدركني؛ فأحتضنني وقال : كيف رأيتها..... قلت : يهودية بنت يهوديات. هذا مقتطف مما ورد في السيرة من مواقف تتحدث عن غيرتها رضى الله عنها على الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ وهي مواقف قد تحدث في أي بيت من بيوت المسلمين؛ ومن منا لا تغار زوجه عليه أو لا يغار هو على زوجته؛ والغيرة – على المحارم – في الشريعة أمر محمود؛ وهو في الفطرة الإنسانية مطبوع وموجود؛ وما جاء الإسلام ليعاند الفطرة البشرية؛ وإنما ليهذب و ينظم سلوك الإنسانية؛ وتعالوا نناقش الموضوع بتجرد وحياد؛ ونتدارس فيما بيننا جميع الأبعاد؛ وعلى الله التوفيق والسداد : أولا: إن اعتراف السيدة عائشة بالغيرة – بدليل أن معظم الروايات وردت بلسانها ونقلاً عنها – له مدلوله في أن مثل هذه الأحداث هي أمر لا غبار فيه؛ وأنه لا اعتراض من المشرع أو الشريعة عليه؛ وإلا فكيف كان لها أن تحكيه بين كبار الصحابة وترويه؛ ومن قبلهم كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – أعلم بالأمر منهم؛ وكثيراً من هذه الروايات كان يمكن التكتم عنها؛ وسترها فلا أحد يمكنه أن يعلم شيئاً عنها؛ ولكنها – رضي الله عنها – روتها مما يدل على أنها – رغم أنف المنكرين – لا شبهة بها. ثانيا: إن السماح بتداول هذه المواقف – ذات الخصوصية – ونشرها بين الناس؛ ليس المقصود بها مجرد القصص والإيناس؛ وإنما قصد المشرع من نشرها أن يستشرف الناس منها؛ أن البيوت تدار بالمودة والتؤدة لا بالشدة والجهمة؛ والعلاقة بين الزوجين هي حُب ووقار وليس حكماً بالحديد والنار؛ فلا مانع بين الحين والحين؛ من دلال من الزوجة يتبعه الزوج باللين؛ وأن المرأة في الإسلام معززة مكرمة وليست كما يزعمون مسلوبة الإرادة مكرهة. ثالثا: إن الذين ينكرون غيرة الصديقة؛ إنما هم ينكرون عنها بشريتها؛ وحُبها الجارف لنبيها؛ وهو حُب عبادة – فرضها الله – وقدسية؛ قبل أن يكون حُب لذاته البشرية؛ وكيف لا تغار عليه وجميع الخلائق من إنس وجن وملائكة تهفو إليه...... وأقول للذين يستكثرون على الصديقة غيرتها من أقرانها؛ ويعترضون على ما حكته وينتقصون في ذلك أفعالها؛ لماذا لم تعارضوا غيرة أخوة يوسف من أخيهم؟؟؟ وهو شقيقهم النبي ابن النبي أبيهم؛ صلوات الله وسلامه عليهم؛ وقد ورد ذلك في محكم القرآن... نبئوني بعلم إن كنتم من أهل البيان. رابعا: إن غيرة السيدة عائشة ليست مقصورة عليها وحدها؛ إنما قد جاراها في ذلك أقرانها؛ من أمهات المؤمنين بل أحياناً زدن في ذلك عنها؛ ألم يغرن رضي الله عنهن من مارية وصفية ومن السيدة عائشة نفسها؟؟ فلماذا النكران على السيدة عائشة وحدها؟؟؟ إلا إذا كان هناك ضغائن في النفوس المريضة ضدها؛ تلتمس المواقف كي تبرر همزها ولمزها؛ وتقتنص مختلف الروايات لتنفث سُمها..... ونحن نسأل الله أن يشفي ما في صدور المسلمين منهم؛ ويعيدهم إلى حكم ربّهم؛ حتى تعود أمة الإسلام موحدة كما في أول الإسلام.... ونحن نرى بأعيننا ما يحاك لنا – من اليهود والكفار – في جنح الظلام؛ وليس ذلك على الله ببعيد؛ إنه هو الفعال لما يريد. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى | |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 4:45 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكريم رب العرش العظيم ورب الأرضيين السبع ورب السماء؛ يجيب المضطر اذا دعاه ويرفع عن عباده البلاء؛ إلا له الملك وحده هو يجيب بفضله الدعاء؛ خفى اللطف الرحيم بخلقه ويقبل بجوده الرجاء؛ لا اعبد سواه أبدا ما دمت من جمله الإحياء؛ إليه وحده قصدى فى أمري كله وفى جمله الأشياء؛ واصلي واسلم على من صلى خلفه الأنبياء؛ وعلى اله وصحبه الأتقياء الأصفياء؛ وعلى تابعيهم بإحسان ومن تبعهم على المحجه البيضاء ... وبعد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ايها الاحباب فى الله جل جلاله
عودا اليكم – أيها الأحباب - وقد قارب الحديث الى الوداع؛ عودا الى الذكرى التى تهيج القلب وتطرب الإسماع؛ حديث سبره الدره المصونه؛ والجوهره المكنونه؛ سيدتنا ام المؤمنين زوج خير المرسلين؛ وقد قارب الحديث على الانتهاء؛ وباتت حجج المرجفين الى انزواء؛ بعد ان أشرقت أنوار الحقيقه؛ ودحضت بضيائها دياجى الدسائس والخديعه؛ وبقى ان نبين للأحباب أخر ما فى جعبه المرجفين من أسباب؛ فيما يزعمونه عن مسئوليه ام المؤمنين فيما حصل؛ حين خروجها لقتال الأمام على يوم الجمل؛ وسوف نفند بإذن الله أوهامهم؛ ونعيد إليهم نصل سهامهم؛ ولكى تكون الحجه عليهم داحضه بالغه؛ استأذنكم قبل ذلك ان نلقى اضواء على الأحداث الجاريه؛ فى ذلك الوقت ونتدارسها من كل جانب و ناحيه:
أضواء على الأحداث الجاريه..... فى عهد أم المؤمنين عائشه رضى الله عنها منذ بزغ شمس الإسلام، وبدد بإشراق أنواره جنح الظلام؛ ومن أول يوم كتب فيه المسلمون أول صفحة في التاريخ الإسلامي المشرق، ظلت قلوب الكفار واليهود والمنافقين تحترق؛ سواء اليهود فى الجزيرة العربية، اوالمجوس في إيران، او الكفار فى كل مكان، الذين طمست دوله الإسلام معالمهم؛ وأزالت قدره الله دولتهم؛ فبدءوا يكيدون للإسلام كيدا، ويمكرون بالمسلمين مكرا ويدسون لهم دسا؛ ولقد كان اليهود أسبق الأعداء دسيسه وأكثرهم خبثا ووقيعة، لأنهم كانوا يعيشون في الجزيرة العربية مهد الإسلام، وينحدرون من قبائل عربية.. وكان علي رأس هؤلاء رجل يدعى عبد الله بن سبأ اليهودي المنافق الذي تظاهر بالإسلام؛ و بطن العداوه له واضمر الانتقام. ويقول محمد عبد الحليم عبد الفتاح في كتابه عقائد الشيعة موضحا: ان العلماء و المؤرخين أجمعوا علي ان عبد الله بن سبأ، كان يهوديا من أهل اليمن، وان أمه كانت حبشية الأصل؛ ومعظم أهل العلم اتفقوا علي تسميته عبد الله بن سبأ ومن هؤلاء ابن تيمية، وابن عساكر، وابن الأثير وغيرهم. ويضيف الكاتب موضحا ان عبد الله بن سبأ اعتنق الإسلام وتظاهر بحبه لال البيت؛ وهو أول من روج مزاعم الشيعه بان أبا بكر وعمر وعثمان، اغتصبوا الخلافة تباعا من الأمام علي رضى الله عنه الذي كان احق بها – على حد زعمه- ووجد فى الكوفة في العراق مرتعا خصبا لبث دعواته المسمومة، واستطاع ان يجمع حوله جماعة من الرجال، اتخذ منهم بعد ذلك أتباعا ظل علي اتصال بهم حتي بعد ان غادر العراق متجها إلي مصر، حيث استقر فيها، واستقطب حوله عددا من أهلها ممن استهواهم بآرائه الفاسدة وحججه المنمقه ومعسول الكلام..وكان هذا اول الخطل والملام؛ الذى وقع فيه الشيعه اذا تجمعوا حول هذا المنافق الدساس صاحب الاراء المارقه؛ وآخذو منه – للأسف - الكثير من عقائدهم الفاسده. ولما استقر الأمر لابن سبأ بدأ يروج الأكاذيب حول فساد الخليفة عثمان بن عفان، واستعان برسائل مزيفة كتبها هو وأعوانه علي ألسنة طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم، تتضمن تحريضا علي عثمان وتدعو إلي الإطاحة به، وأعجب كيف دس المنافق الشرير باسم أمنا السبده عائشه فى هذا الامر العجيب..!!! مستغلا لأمرين: الأول: ما عرف عن أم المؤمنين فى هذه الفتره من مراجعات ونصائح لأمير المؤمنين عثمان رضى الله عنه وإنها كانت ملاذا للمحتاجين وفتحت بيتها لطالبى قضاء الحاجات من أولى الأمر فى ذلك الوقت؛ مما قد يوحى بأنها من معارضى الخلافه الاسلاميه ؛ وقد أوهم الشرير الناس بذلك فصدقوا هذه الفريه الجهنميه. والامر الثانى : ان بعد المسافات وغياب الأخبار سهلت على ابن سبأ ان يدس ما شاء من الأكاذيب والترهات؛ وان يختلق الروايات ويدس ما شاء من المبالغات. فتأثر المصريون- وخاصه الأعراب منهم- بهذه الأكاذيب وصدقوها مثلهم مثل العراقيين وكثير من المسلمين.. وامتلأت قلوبهم بالثورة على أمير المؤمنين ذو النورين عثمان رضى الله عنه. ولما استتب لابن سبأ الأمر فى مصر والعراق والبصره وبعض الأمصار من أهل الشام جمع عبد الله بن سبأ أعوانه فى مصر الذي كان عددهم يقترب من الألف- كما قال المؤرخون - و أشاع انه وجماعته ذاهبون لأداء فريضة الحج وطلب من أتباعه في البصرة والكوفة ان يتحركوا أيضا، والتقوا جميعا علي مشارف المدينة لتنفيذ الفتنة التي كان ابن سبأ يخطط لها بإتقان لبث روح الفرقه والشقاق بين صفوف المسلمين؛ وقد تحقق له ما أراد من مقتل أمير المؤمنين وغرس بذور الشقاق بين المسلمين؛ الى درجه انه لم يسلم من ذلك بعض الصحابه الكرام. هذا ويعتبر عبد الله بن سبأ أول من نادي بالغلو في حب أهل البيت.. وكان يحرص علي نشر أفكاره بين البسطاء.. فقد دعا إلي ولاية علي بن أبي طالب في بداية الأمر.. ثم زعم ان عليا لن يموت وسوف يصعد إلي السماء ثم يرجع في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلا....ثم دعا إلي الوهية الأمام علي فى نهايه الأمر.. انظر -آخى عافاني الله وإياك - الى اى حد يصل الباطل فى قلوب الجاهلين!!... ولا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم. ولكن ما موقف أمنا السيده عائشه رضى الله عنها فى خضم هذه الأحداث؟؟؟... هذا ما سوف نعود اليه قريبا ان شاء الله تعالى | |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 4:46 pm | |
| عودا اليكم – أيها الأحباب - بعد قلبل من انقطاع؛ وعودا الى الذكرى التى تهيج القلب وتطرب الإسماع؛ حديث سيره الدره المصونه؛ والجوهره المكنونه؛ سيدتنا ام المؤمنين زوج خير المرسلين؛ وقد قارب الحديث على الانتهاء؛ وباتت حجج المرجفين الى انزواء؛ بعد ان أشرقت أنوار الحقيقه؛ ودحضت بضيائها دياجى الدسائس والخديعه؛ وبقى ان نبين للأحباب أخر ما فى جعبه المرجفين من أسباب؛ فيما يزعمونه عن مسئوليه ام المؤمنين فيما حصل؛ حين خروجها لقتال الأمام على يوم الجمل؛ وسوف نفند بإذن الله أوهامهم؛ ونعيد إليهم نصل سهامهم؛ ولكى تكون الحجه عليهم داحضه بالغه؛ استأذنكم قبل ذلك ان نلقى اضواء على الأحداث الجاريه؛ فى ذلك الوقت ونتدارسها من كل ناحيه:
2- موقف الصديقه من حكم الخليفه عثمان رضى الله عنه قبل مقتله لقد كان للصديقه رضى الله عنها بابا مفتوحا لكل ذى حاجه؛ وكانت رضى الله عنها ملجأ للمظلومين وسندا للمستضعفين ؛ وعينا ورقيبا على الحاكمين؛ وكانت رضى الله عنها معطاءة (اى كثيره العطاء) لدرجه انها فى يوم من الأيام بُعث إلى السيدة عائشة بمال في وعاءين كبيرين من الخيش: ثمانين أو مائة ألف، فَدَعت بطبق وهى يومئذ صائمة، فجلست تقسم بين الناس، فسمت ولم تترك من ذلك المال درهم، فلما أمست قالت: يا جارية (واسمها ام دره) هلُمى إفطاري، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم درة: أما استطعت ان تتركى مما قسمت اليوم شيئا حتى تشترى لنا لحمًا بدرهم فنفطر به. فقالت: لو كنتِ ذكَّرتينى لفعلت..... انظر الى هذا الجود المنقطع النظير؛ فكأنما هى تعشق الإنفاق والبذل؛ وتزهد فى المال وتتنزه عن البخل.
بعدما اتسعت رقعه الدوله الاسلاميه؛ وفى زمن الفتنه قبيل مقتل عثمان رضى الله عنه توافد على بيت أم المؤمنين - فيمن يتوافد من أصحاب المظالم – إتباع ابن سبأ طمعا فى دعم الصديقه رضى الله عنها؛ وقدموا اليها بليغ الشكوى من عدم كفأه ولاه عثمان؛ ومن ضمنها مزاعمهم من ان الخليفه يحابى فى تعين الولاه من اقاربه . ويروى التاريخ ان عثمان رضى الله عنه وقد بلغه ذلك فقال: الم يجد مراق اهل العراق وفساقهم الا بيت عائشه؟؟ فسمعت بذلك رضى الله عنها فلم ترضى بهذا القول بل أرسلت بعض الصحابه كى يطلبوا من الخليفه ان يعزل من ولاهم من ذوى رحم .... فقال: افكلما غضب رجل منهم على واليهم رموه بالباطل؟؟؟؟ وابى رضى الله عنه ان يستجيب لذلك لثقته فى ان المعيار فى الولاة هو الكفاءة والعدل بغض النظر عن قرابتهم له؛ او بمعنى اخر انه- رضى الله عنه -لا يرى مبررا ان يمتنع عن توليه والى كفء بسبب انه تربطه به صله قرابه.
ورغم ذلك قرر الخليفه – منعا للفتنه- استبدال والى مصر (عبد الله بن سراح) بشقيق السيده عائشه محمد بن ابى بكر رضى الله عنه؛ ولكن ذلك لم يكن هو هدف ابن سبأ واعوانه المقربين منه؛ فهم لم يأتوا اصلا من اجل الإصلاح وانما كان لهم نوايا خبيثه الهدف منها هو بث الفرقه وإزكاء نار القطيعه بين الصحابه والمسلمين.
ومن هنا بدأت خيوط المؤامره الكبرى تحاك حول ام المؤمنين يدبرها اتباع ابن سبأ والفئه الباغيه ؛ فارسلوا رجلا منهم وحملوه بكتاب على لسان الخليفه عثمان الى والى مصر مفاده: انه اذا وصل اليك محمد ابن ابو بكر الصديق فاقتله ومن معه واحتفظ بمنصبك... ووقع الكتاب سواء عن عمد او بالصدفه فى يد محمد بن ابو بكر الصديق رضى الله عنه؛فرجع من فوره واخبر الصحابه بذلك فأنكروه؛ وشنع بذلك ابن سبأ وأعوانه وأوغروا قلوب بعض الصحابه من هول المفاجأة ولسنا بحاجه الى التدليل عن براءة ذو النورين الخليفه عثمان رضى الله من هذه الدسيسه.
وكما أسلفت فان ام المؤمنين عائشه كانت على سجيه طيبه وهى قريبه العهد من النبوه فلا يخطر فى حسبانها ان هناك أناسا – من المسلمين- استفحل الشر فى نفوسهم الى حد الافتراء والتزوير والتدليس؛ فربما انطلت هذه الخديعه على أمنا الصافيه النقبه عائشه التى لم تألف حياه الخداع والدسائس؛ وربما كان احتجابها رضى الله عنها لم يعطها كامل الفرصه لتمحيص الناس ومعرفه معادنهم؛ فيروى المؤرخون انها رضى الله عنها حملت قميص الرسول الى عثمان وهو يخطب وعاتبته عتابا شديدا قائله: هذا قميص رسول الله لم يبلى وقد بليت سنته... ثم ما لبثت رضى الله عنها ان رحلت الى مكه قاصده الحج وتركت المدينه تموج بالفتن واشتد الكرب حتى قتل امير المؤمنين عثمان رضى الله عنه وهو يتلو كتاب الله من مصحفه.... ولا حول ولا قوه الا بالله. حتى هذه اللحظه كانت الأمور بين ام المؤمنين والأمام على رضى الله عنهما على أفضل الوجوه بينما عرفتم – احبابى- كيف كان موقفها المعارض من الخليفه عثمان- رضى الله عنهما- حيث كانت تقف الى جانب الحق- كما صوروه لها وزينه المرجفون لها.
وتأكيدا على صفاء العلاقه بين الأمام والصديقه؛ فقد بايعت السيده عائشه الأمام على رضى الله عنهما بالخلافه كما روى الحافظ بن حجر عن الطبري عن الأحنف بن قيس. قال: حججنا فإذا الناس مجتمعون في وسط المسجد، يعني النبوي فلقيت طلحة والزبير، فقلت: لا أرى هذا الرجل - يعني عثمان رضى الله عنه- إلا مقتولاً فمن تأمراني به؟ قالا: علي، فقدمنا مكة فلقيت عائشة،فقالت بلغنا قتل عثمان، فقلت: من تأمريني به؟ قالت: علي، فرجعنا الى المدينة فبايعت- يقصد الصديقه - علياً....... انتهى.
ايها الاحباب الشاهد من هذه الأحداث عده أمور:
أولا: ان العلاقه بين السيده عائشه والخليفه عثمان لم تخلو من المراجعات والحوار الذى يراد به وجه الحق وان اختلقت الاجتهادات... ولكن لم تنال السيده عائشه اى جائزة او حظوه عن أمير المؤمنين عثمان تجعلها حريصه ان تأخذ ثاره من قتلته بسبب موده او معروف سابق له عليها يطوق به عنقها... وإنما كان خروجها لأخذ الثار له هى الغيره والحرص على القصاص وإنفاذ شريعه الله جل جلاله فى القصاص من قتله عثمان.
ثانيا: انه حتى هذه اللحظه يمكن ان نقرر انه لا بوجد ادني خصومه بينها وبين الامام على رضى الله عنهما بدليل انها بايعته على الخلافه.
ثالثا: ان رؤوس الفتنه استغلوا حسن طويه أم المؤمنين ولبسوا لها مسوح الضأن واظهروا حبهم للشريعه ولفقوا الحجج بالباطل بل اختلقوا الادله الزائفة ليخدعوا ام المؤمنين عائشه ويجروها الى ما يريدون من الكيد لدين الإسلام مستغلين مكانه ام المؤمنين فى نفوس المسلمين
ثم كانت الخديعه الكبرى..... وهذه لها مقال اخر ان شاء الله
| |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 4:47 pm | |
| عودا اليكم – أيها الأحباب - بعد قلبل من انقطاع؛ وعودا الى الذكرى التى تهيج القلب وتطرب الإسماع؛ حديث سيره الدره المصونه؛ والجوهره المكنونه؛ سيدتنا ام المؤمنين زوج خير المرسلين؛ وقد قارب الحديث على الانتهاء؛ وباتت حجج المرجفين الى انزواء؛ بعد ان أشرقت أنوار الحقيقه؛ ودحضت بضيائها دياجى الدسائس والخديعه؛ وبقى ان نبين للأحباب أخر ما فى جعبه المرجفين من أسباب؛ فيما يزعمونه عن مسئوليه ام المؤمنين فيما حصل؛ حين خروجها لقتال الأمام على يوم الجمل؛ وسوف نفند بإذن الله أوهامهم؛ ونعيد إليهم نصل سهامهم؛ وبقى ان نتكلم بحول الله القدير؛ عن نهايه الفصل الاخير: الخديعه الكبرى 1- بدايه الأزمةبعد مقتل أمير المؤمنين الشهيد عثمان بن عفان رضى الله عنه انقسم المسلمين الى فريقين كل له حجته الوجيهه ومبرراته النزيهه؛ وكل يرى انه على الحقيقه؛ وكل يرجوا انه يسير على الطريق الصحيحه. الفريق الاول ويتزعمه سيدنا طلحة بن عبيد الله، والزبير ابن العوام، وابنه عبد الله بن الزبير وهذا الفريق يرى انه يجب القصاص لمقتل أمير المؤمنين فورا بلا إبطاء ولا تأخير تنفيذا لشرع الله مهما كلف ذلك المسلمين من عناء ومشقه؛ فهم حديثو العهد برسول الله ولم يألفوا القعود عن نصره شريعه الله. اما الفريق الثانى ويتزعمه الامام على بن ابى طالب – وقد بايعه الصحابه فى المدينه كما اسلفنا- ومعه نفر من أئمة الصحابه على رأسهم القعقاع بن عمرو ومحمد بن ايى بكر الصديق شقيق ام المؤمنين عائشه رضى الله عنهم أجمعين وهؤلاء يرون الثريث فى الأخذ بالقصاص لعده أسباب منها: أولا: أن البيعه لم تتم بعد –كامله- لسيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه وهو ولى الأمر المنوط به اخذ القصاص حيث ان الأمصار الاسلاميه المتراميه الاطراف لم تصل وفودها الى المدينه لمبايعه الامام بالخلافه بعد ثانيا: ان الذين قاموا بقتل الأمام عثمان رضى الله عنه جموع متفرقه من أمصار عده ومن قبائل متعدده ولهم عصبيات تحميهم ولذلك فان قتالهم المتعجل سوف يجرى دماء كثير من المسلمين وسوف تكون فتنه اكبر واشد يذهب ضحيتها الآلاف من المسلمين فى أرجاء واسعه ومن الامه الاسلاميه. ثالثا: ان أمير المؤمنين عثمان رضى الله عنه قد امر بمنع المسلمين من حمل السلاح والاقتتال دفاعا عنه قبل مقتله حيث تحدثنا كتب السيره انه عندما حوصر عثمان رضى الله عنه ذهب اليه كبار الصحابه الذين اتفق وجودهم فى موسم الحج فى المدينه وهم قله وقالوا : يا أمير المؤمنين نبايعك البيعه الثانيه ( يقصدون بالبيعه الاولى بيعه الرضوان حيث بايعوا رسول الله -بسبب عثمان- على الموت تحت الشجره) فقال لهم عثمان رضى الله عنه: من كان يؤمن بالله ورسوله فليضع سيفه فى جرابه فإنما ان قتلت فانا رجل واحد؛ وعلى ذلك رأى بعض الصحابه فى هذا الفريق الأخذ بأمر ذى النورين حيا وميتا؛ او على الأقل التريث بحيث لا تراق دماء كثيره من المسلمين. ومن هذا المنطلق رأى الأمام على ومن معه من أكابر الصحابه التريث فى اخذ الثار والقصاص لمقتل أمير المؤمنين عثمان رضى الله عنه حتى تستتب للخلافه الأمور وتتم البيعه الكامله لامير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنه؛ ويستطيع بعد ذلك ان يلاحق قتله عثمان ولو بعد حين ولكن على تؤده وبدون عجله؛ اما الفريق الاول الذى تعجل القصاص فهو يرى ان ذلك الإبطاء فيه مماطله قد تؤدى الى ان يفلت المجرمون من العقاب ويضيع دم عثمان ذو النورين هباءا؛ ويتفرق دمه بين القبائل ويندثر مع مرور الوقت؛ وربما تقل الهمه فى الطلب بعد ذلك؛ وقد ينشغل المسلمون فى أمور أخرى قد تستجد من حروب الفتوحات او غور الأعداء ا وغيرها. وهذا حصيله ما لخصته السيده عائشه بعد موقعه الجمل فى حديثها أمام الأمام على كرم الله وجهه وهو يودعها حيث قالت فى سياق خطبتها التى شرحت فيها أسباب خروجها مع بعض الصحابه الى هذا الموضع حيث قالت رضى الله عنها: «يابني لقد تعتّب بعضنا علي بعض استبطاء واستزادة ـ تريد أن سبب الخلاف بين الصحابة، هو أن البعض استبطأ الثأر من قتلة عثمان، والبعض استزاد المهلة حتي تتم البيعة ـ فلا يعتدن أحد منكم علي أحد بشيء بلغه من ذلك، والله إن علياً عندي علي معتبتي لمن الأخيار». فقال علي: «يا أيها الناس صدقت أمكم والله وبرت ما كان بيني وبينها إلا ذلك، وإنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة». هذا احبتى هو جوهر الخلاف؛ ونعود معكم –سادتى - لنتابع الأحداث؛ فقد توجه جمع من الفريق الأول وفيهم طلحه والزبير رضى الله عنهما من فورهم الى أم المؤمنين عائشه مستغلين طيبه قلبها وحبها لإظهار الحق يلتمسون منها المساعده فى استنفار المسلمين للتوجه الى القبائل العربيه التى تؤوى قتله عثمان رضى الله عنه والقبض علي قتلته ولو أدى ذلك الى القتال والحرب؛ فوجدوا منها استجابة رضى الله عنها حيث انها كان لها حميه فى الحق تعلمتها من بيت النبوه؛ وان خروجها كان لامر محدد وهو القبض على قتله عثمان وتسليمهم الى ولاه الأمر فى أسرع وقت. وهنا وجد المنافقون والحاقدون والدساسون وأهل الفتنه بغيتهم فشرعواا يحكمون خطتهم ويدبرون مؤامراتهم لزرع الفتنه بين الصحابه وبين المسلمين؛ وعلى رأس هؤلاء كان عبد الله بن سبأ والشرازم الباقيه معه من إتباعه بعد ان غادروا المدينه واعتصموا فى ارض الشام والعراق ومصر. ولكن ماذا كان دور هؤلاء وكيف استطاعوا ان يحرفوا الإحداث ويصلوا بها الى مرحله الاقتتال بين المسلمين وفيهم كبار الصحابه وعلى رأسهم الأمام على وأمنا عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟؟؟
وهذا ما سوف نبينه قى الحديث القادم....... ان شاء الله تعالى | |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 4:48 pm | |
| الخديعة الكبرى
2- مسلسل الوقيعة والخداع بعد خروج ام المؤمنين عائشه ومن معها من الصحابه من مكه المكرمه وقد تبعهم جمع كثبر من المسلمين؛ بلغت إخباره أمير المؤمنين عليا – و كان قد تلقى بيعه الكثير من الأمصار حينئذ- فاستشار الأمام من معه من الصحابه- رضوان الله عليهم - فأشاروا انه يجب على الأمام على رضى الله عنه ان يخرج مع فريق من الصحابه والمسلمين حتى يحول بين جيش الصديقه وبين قتالها للمسلمين وهذا واجب على ولى الأمر وخاصه ان خروج الجيش الأول لم يكن بأذن من الدوله ولم يكن مفوضا فى القبض على قتله عثمان رضى الله عنه؛ وانه لو ترك الأمر على عواهنه لسادت الفوضى فى ربوع الامه الاسلاميه؛ وكما ان درأ المفاسد مقدما على جلب الفوائد؛ وعلى ذلك خرج الأمام على رضى الله عنه ومعه جيش جرار فيه لفيف من الصحابه الذين شهدوا بدرا وحاربوا فى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكم كانت سعاده ابن سبأ وأعوانه شديده بخروج الجيش الأول والثانى؛ فقد واتته الفرصه سائغه ليكمل خطته الجهنمية لبث بذور الفتنه بين الرواد من الصحابه والمسلمين؛ وبناء على ذلك لجأ ابن سبأ وأعوانه الى مسلسل من الخداع والتزيف اتبعها بغرض طمس الحقائق وتزيف الوقائع للقسم الاول من الصحابه ومعهم ام المؤمنين عائشه رضى الله عنهم - مستغلا حميه الجهاد واخد القصاص التى ما زالت تسرى فى عروقهم- من جهه؛ وتوجيه دفه الأحداث فى جيش الأمام على مستغلا صفته القانونيه فى حفظ النظام فى الدوله من ناحيه اخرى. ومن المؤسف ان خطه الخبيث الدساس قد نجحت فى دفع الجميع دفعا الى مسار أخر – خلاف الذى خرجوا من اجله- كما كان قد خطط له ابن سبأ – اليهودى المنافق الذى ادعى الاسلام - ورسمه فى دقه وشر مبين؛ وسوف اذكر لكم- احبتى- امثله من هذا المسلسل الرهيب من الخداع والتزيف الذى اتبعه هذا المخادع الدساس فى الوقيعه بين الطرفين: اولا: بث الأعوان والجواسبس والخونه فى صفوف جيش الطرفين قام ابن سبأ بتقسيم أتباعه الى فريقين انضم احدهما الى جيش الصديقه وكان عدد هؤلاء الاعوان والخونه لا باس به؛ أما القسم الثانى ويمثل السواد الأعظم وعددا اكبر من اتباع بن سبأ فقد انضم – خلسه- الى جيش الإمام على؛ حيث انه فى ذلك الزمن البعيد لم تكن قواعد التجنيد والتنظيم والضبط والربط بهذه الدقه التى تجرى فى أيامنا الحاليه. ثانيا: مصادر تمويل جيش الصديقه بعيدا عن أموال الدوله ( بيت مال المسلمين) وهذا الامر حوله علامه استفهام وتعجب!!!! فقد روت كتب التراث ان رجلا من اليمن ( حيث كانت موطن كثير من اليهود ومسقط رأس ابن سبأ فى ذلك الوقت) يدعى يعلى بن منية تبرع وقدم مالا قيل: إن مبلغه أربعمائة ألف دينار ، فأخذه منه طلحة والزبير رضى الله عنهما ( بحسن نيه) فاستعانا به فى تجهيز الجيش للمسبر نحو البصرة . حتى ان الجمل الذى ركبته ام المؤمنين تم اختياره بعنايه فائقه حتى أنهم دفعوا فيه ألف درهم وهو مبلغ ضخم – مقارنه بالأسعار فى تلكم الاونه.... مما يدل على ان الامر مدبر له وقد اعد له من اليهود بأحكام وتخطيط عظيم ثالثا: قصه ماء الحوأب: ذكروا أن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها ومن معها مروا في مسيرهم ليلا بماء يقال له الحوأب، فنبحتهم كلاب عنده، فلما سمعت ذلك سالت من حولها قالت: ما اسم هذا المكان؟ فقالوا: الحوأب؛ فجزعت جزعا شديدا وضربت بإحدى يديها على الأخرى، وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أظنني إلا راجعة. فقالوا: ولم؟ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنسائه: أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب؟؟ هذا الماء الذي قال لي رسول الله: لا تكوني التي تنبحك كلاب الحوأب؛ ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته، وقالت: ردوني ردوني، أنا والله صاحبة ماء الحوأب. يقول الرواه أن المنافقين واهل الدسيسه اجتمعوا على السيدة عائشة، وأقسموا لها أن هذا المكان ليس ماء الحوأب، وأتوا بخمسين رجل شهدوا على ذلك؛ هذا ما دلسوا به على السيده عائشه؛ اما باقى الصحابه فقد دخل الدساسون عليهم من مدخل انها رضى الله عنها ما خرجت إلا للصلح بين المسلمين، وأن هذا لا ينطبق عليها مطلقًا وزعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنى واحده غيرها هى جاريه كانت موجودة مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم حين وجّه إليهن هذا الكلام، وأن هذه الجارية ارتدت، وقتلت على يد خالد بن الوليد في حروب الردة، وهي المقصودة في الحديث...... انظر كبف بنمقون القول وهم يعلمون. فكانت هذه وتلك اكبر شهادة زور في الإسلام؛ وهذه الروايه تواترت فى عده مصادر منها ما قاله ابن حجر في فتح الباري ووردت ايضا في تاريخ الطبرى و اليعقوبي وفى كثير من كتب الشيعه ولكن بكثير من التحريف. رابعا: التشويش على الحقائق ومحاوله طمس الحق ورد فى كتاب (العواصم من القواصم) ان جيش الصديقه لما وصل إلى البصرة تلقاهم الناس بأعلى المربد – موضع قرب البصره- مجتمعين حتى لو رمي حجر ما وقع إلا على رأس إنسان . فتكلم طلحة والزبير وتكلمت عائشة رضي الله عنهم (مطالبين بتسليم قتله عثمان لهم ) ؛فكثر اللغط ( من اهل الأهواء والخونه والمندسين – كما هو حادث الان فى المؤتمرات الانتخابيه وخلافه بغرض التشويش) وطلحة يقول ((أنصتوا!)) فجعلوا يركبونه ولا يتصنتون ، فقال ((أُف ، أُف . فراش نار ، وذباب طمع)) . وانقلبوا على غير بيان؛ ثم تقابلوا مع والى البصره واتفقوا معه على ان ينتظروا وصول الامام على رضى الله عنه ومن معه – وقد سمعوا بخروجه فى جمع من الصحابه والمسلمين- حتى يتحاكموا فى الأمر وعلى ذلك نزل جيش الصديقه – ان صح هذا المسمى - فى جانب من البصره انتظارا لوصول الامام على ومن معه... وهو ما يدل على انه حتى هذه اللحظه لم تكن نيه القتال متوفره فى اى الطرفين؛ وان النيه كانت خالصه وموجهه للنيل فقط من قتله ذو النورين عثمان رضى الله عنه خليفه رسول الله وأمير المؤمنين ورأس الدوله الاسلاميه. احبابى الكرام اكتفى بهذا القدر حتى لا اطيل عليكم؛ ولكن نظرا لان مسلسل الخداع طويل وهو ليس بالقليل... فانى استأذنكم فى ان أتناول ما بقى منه فى حديث قادم ان شاء الله تعالى
وللحديث بقيه ..... ان شاء الله تعالى | |
|
| |
محمدالعدوى مديرعام المنتدى
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين أغسطس 10, 2009 4:49 pm | |
| الخديعة الكبرى 3- استمرار مسلسل الوقيعة والخداعخامسا: التدبير لإفشال مبادرة التوافق بين المسلمين بعد وصول الامام على ومن معه من جيش بدأ ومعه كبار الصحابه فى الحوار مع السيده عائشه ومن معها من كبار الصحابه؛ أوشك الطرفان أن يصلا إلى موقف موحد بعد حديث القعقاع مع السيدة عائشة وطلحة والزبير، وبات الفريقان خير ليلة؛ بينما اجتمع قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعلى رأسهم عبد الله بن سبأ وتشاوروا في الأمر، فقال بعضهم ان كان القوم قد اصطلحوا معا، فإنما اصطلحوا على دمائنا، فإن كان الأمر هكذا ألحقنا عليا بعثمان... انظر اخى الى مدى تدبيرهم وسوء نيتهم وخبث طواياهم؛ فهم يريدون هنا قتل الأمام علي رضي الله عنه أيضًا، حتى تظل الفتنة دائرة. فقام عبد الله بن سبأ وقال: لو قتلتموه لاجتمعوا عليكم فقتلوكم ولو تمكّن علي بن أبي طالب من الأمور واصطلح القوم لجمعكم بعد ذلك من كل الأمصار وقتلكم. ثم أشار على مَنْ معه مِنْ أهل الفتنة في تلك الليلة أن ان يوحى الى من اندس منهم فى جيش الكوفة، ومن اندس فى جيش البصرة، وتبدأ كل فئة منهما في القتل في الناس، وهم نيام، ثم يصيح من اندس فى جيش الكوفة ويقولون: هجم علينا جيش البصرة؛ ويصيح من أتدس فى جيش البصرة ويقولون: هجم علينا جيش الكوفة. وشاءت أراده الله ان يتم لهم ما ارادوا، وقتلوا مجموعة كبيرة من الفريقين، وصاحوا، وصرخوا أن كل من الفريقين قد هجم على الآخر، وفزع الناس من نومهم إلى سيوفهم وليس لديهم شك أن الفريق الآخر قد غدر بهم ولم يكن هناك أي فرصة للتثبت من الأمر في ظلام الليل وقد عملت السيوف فيهم، وكثر القتل، والجراح، فكان هَمّ كل فريق هو الدفاع عن نفسه واندلعت الحرب العشوائيه بين الطرفين [وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا] {الأحزاب:38}. سادسا: المؤامرة أثناء القتال اسقط الأمر فى يد الأمام والصديقه رضى الله عنهما ووجدا نفسيهما أمام أتون حرب مشتعله كلما خبت أوارها أضرمها المندسون من أهل الفتنه – وعددهم غير قليل ويقدر بعشره ألاف- مما صعب من مهمه السيطره على القتال وايقافه. وتقول الروايات ان السيدة عائشة رضي الله عنها لم تدر باندلاع القتال، فيذهب إليها كعب بن ثور قاضي البصرة ويقول لها: يا أم المؤمنين، أنجدي المسلمين؛ فتقوم السيدة عائشة رضي الله عنه وأرضاها، وتركب الهودج ويوضع على الجمل، وتدخل إلى ساحة القتال لتنصح المسلمين بالكفّ عن القتال؛ قائله: الله الله يا بَنِي، اذكروا يوم الحساب؛ وأعطت مصحفها لكعب بن ثور وقالت له: ارفعه بين الناس، لعل الله أن يزيل به ما بين الناس. فلما أخذ المصحف، ورفعه تناوشنه سهام أهل الدسيسه والفتنه فقُتل لتوّه، اما الصحابه فى جيش الصديقه فوجدوا أنفسهم مضطرين ان يقاتلوا حميّة حول الجمل حتى لا تصاب ام المؤمنين باذى؛ وكان أصحاب الفتنه يرشقون الجمل والهودج بالسهام حتى أصبح كالقنفذ من شده ما أصابه من السهام؛ لان همهم أيضا هو قتلها حتى تزيد الفتنه ويشتد القتال. إما فى الجانب الأخر فان الامر خرج أيضا من يد الأمام على حيث ان عدد المتآمرين والمندسين فى جيشه كان كبيرا ومن الصعب السيطره عليهم ووقف القتال، فأشار القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه بقتل الجمل أو عقره مع المحافظة والحماية لهودج السيدة عائشة رضي الله عنها، وذلك حتى يهدأ القتال، وتزول الفتنة، واجتمع القوم على الجمل ليقتلوه، أو يعقروه، ولما وقع الجمل ظن اهل الفتنه ان الأمر تم لهم وبلغوا ما يخططون له فبدءوا يفرون وينسحبون؛ واجتمع المسلمون على هودج السيدة عائشة، فرفعوه من على الجمل المعقور ووضعوه على الأرض، وأمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن تنصب على الهودج قبّة، فنُصبت عليه خيمة حتى يُحفظ سترها رضي الله عنها، وجاءها أخوها محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ، فقال للسيدة عائشة: هل وصل إليك شيء من الجراح فقالت له: لا. ايها الأحباب الكرام انتهت الموقعه التى نشبت بلا سبب معروف وانتهت بلا كسب مالوف؛ وما نال اى من الطرفين الا القتل والجراح؛ وما صار الا الحزن والأتراح؛ وأنها بحق لأكبر خديعه فى عصر الصحابه رضوان الله عليهم؛ بل هى حق لها ان تسمى بموقعه الدس والوقيعه؛ يقول الباقلاني: « وقال جلة من أهل العلم إن الوقعة بالبصرة بينهم كانت على غير عزيمة على الحرب بل فجأة، ويقول ابن العربي: « وقدم علي البصرة وتدانوا ليتراؤوا، فلم يتركهم أصحاب الأهواء، وبادروا بإراقة الدماء، واشتجر بينهم الحرب، وكثرت الغوغاء على البغواء، كل ذلك حتى لايقع برهان، ولا تقف الحال على بيان، ويخفى قتلة عثمان، وإن واحداً في الجيش يفسد تدبيره فكيف بألف؛ ويقول ابن حزم: « وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا، فلما كان الليل عرف قتلة عثمان أن الإراغة والتدبير عليهم، فبيتوا عسكر طلحة والزبير، وبذلوا السيف فيهم فدفع القوم عن أنفسهم فرُدِعُوا حتى خالطوا عسكر علي، فدفع أهله عن أنفسهم، وكل طائفة تظن ولا تشك أن الأخرى بدأتها بالقتال، فاختلط الأمر اختلاطاً لم يقدر أحد على أكثر من الدفاع عن نفسه، والفسقة من قتلة عثمان، لعنهم الله لا يفترون من شب الحرب وإضرامها» ويقول ابن كثير واصفاً الليلة التي اصطلح فيها الفريقان من الصحابة: «وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورون، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس» ويقول ابن أبي العز الحنفي: « فجرت فتنة الجمل على غير اختيار من علي ولا من طلحة والزبير، وإنما أثارها المفسدون بغير(العواصم من القواصم) وقد نقل الزهري عنها أنها قالت بعد موقعة الجمل: (إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبداً )المغازي للزهري)
وعادت إلام الرحيمه ام المؤمنين عائشه الى مدينه رسول متألمه حزينه لما اصاب المسلمين من قتل وجراح؛ وظلت رضى الله عنها ما بقى من عمرها تذكرها بكل الاسى والشجن والحزن؛ وقد ندمت على خروجها رغم انها كانت تريد به وجه الله وأقامه حدوده؛ لكنها الشفقه والرحمه والطيبه والرأفه؛ وعدم الدرايه بالشر فى نفوس الناس وما يدور فى قلوبهم من وسواس؛ ومما يدل على حزنها وندمها رضى الله الكريم عنها؛ ما روى ابن أبي شيبة عنها أنها قالت:(وددت أني كنت غصناً رطباً، ولم أسر سيري هذا…. المصنف لابن أبي شيبة (وفي الكامل لابن الأثير أنها قالت للقعقاع بن عمرو: ( والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة....الكامل في التاريخ)
خاتمه هذه هى الصديقه بنت الصديق التى شنع بها المرجفون؛ وظلوا عنها فى كل ناد يأفكون؛ ويختلقوا بخبثهم ما يختلقون؛ فما زادها أفكهم الا وقارا؛ وما زادها بغيهم الا رفعه و كمالا؛ وماذا عسى تأخذ الزوابع من الجبال؛ وهل يقارع النمل قامه الأفيال؛ وهل يحجب الشمس مرور السحاب؛ ولن ينقص قدر الصديقه عوى الذئاب.
أماه. يا أم المؤمنين.... يا زوجه خير المرسلين هل دافعت عنك ونافحت فأرضيت؛ وضد افتراء الظالمين عليك قاتلت وأبليت؛ ولشبهتاهم قد ناقشت فأنهيت؛ والى صدورهم رددت سهامهم فأدميت.
كلا ....بل بك عز والله الذليل؛ ومن فضل سيرتك العطره وضح الدليل؛ إنما بك قد تشرفت وترقيت؛ بل دافعت ذكراك الكريمه عنى؛ وزاد بسيرتك الطيبه بين الأحباب قدرى؛ فبك عز والله الفقير؛ ومن سنا أنوارك أضحى يستنير.
أماه يا أم المؤمنين ..... كيف اعتذر اليك عن ظلم المرجفين وشناعة المزورين؛ وقسوة الحاقدين المارقين؟؟؟؟.. هل تكفى عبرات المحبين؛ وصريح أحزان المسلمين؛ وبليغ اعتذار التأبين ...!!!. فهل أنصفت يا أماه؟؟؟ فلا نامت أعين الجاحدين الغلاة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم...... والحمد لله رب العالمين ** تم الاستعانة بالانترنت فى بعض المواضع من هذا البحث ** مصرح بالنشر لصالح امه المسلمين | |
|
| |
أسماء عضوفعال
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الإثنين سبتمبر 28, 2009 4:52 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم ونبارك علي سيدنا محمد النبيى الأمي وآله وأهل بيته ولأزواجه وأصحابه بارك الله فيك أستاذنا محمد العدوي وبارك الله في الأستاذ الدكتور الصادي بمنتدي شمس المعلني علي ما أفاض به علينا في هذا البحث القيم والذي تناول فيه حضرته الحديث إلى أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها وعن أبيها؛ فانى ورب العزه أحبها؛ واتتبع فى كتب التراث – بين الحين والحين سيرتها؛ وأتالم مما أصابها؛ وكيف جرث الحادثات حولها؛ وكيف استغل المغرضون فيها حنوها ؛ ورقة طبعها؛ وحسن ظنها ؛ وما كان ذلك إلا من طيبة قلبها ؛ وكبف أنه كان يسهل خداعها؛ حتى قالت عنها جاريتها بريرة وهى الأعلم بطبعها؛ والأقرب منها؛ حينما سالها سيدنا رسول الله – فى حادثة الأفك – عنها؛ فقالت: والله لا أعلم عنها عيبا إلاأنها كانت تنام عن عجينها فتأتى القطة أو الشاة فتأكله 000أهـ) أو كما قالت رحمها الله .. ) هكذا كانت أمنا عائشه ذات دلال مع طيبه؛ وذات جمال مع حسن طويه؛ أحب الله من أحب عائشه أم المومنين؛ وهدى الله ظالمها الى اليقين فقد تناول حضرته في بحثه القيم جزاه الله عنها خيرا سبب إطلاق جمهور المسلمين عليها لقب الصديقه بنت الصديق رغم انه لم يسمها رسول الله به... والتدليل بالنقل والعقل على مدى أحقيتها بهذا اللقب حرمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خصوصية حرمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حرمتها كأم للمؤمنين : حرمتها في القرآن الكريم حرمتها في السنة المطهرة حرمتها عند أهل العلم 4- حقيقة الخلاف بين الإمام علي والسيدة عائشة رضوان الله عليهم أجمعين شهادة السيدة عائشة في حق أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما ثانياً : شهادة الإمام علي كرم الله وجهه في حق أمه السيدة عائشة رضي الله عنها 5 - الرد على الشبهات التي أوردها المبطلون
حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أولا: زوراجها المبكر من سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم
ثانياً : ما دار من أحداث الزوجية في بيت النبوة شهادة الإمام علي رضي الله عنه في حادثة الإفك غيرة الصديقة من غيرها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين أضواء على الأحداث الجاريه..... فى عهد أم المؤمنين عائشه رضى الله عنها موقف الصديقه من حكم الخليفه عثمان رضى الله عنه قبل مقتله ان العلاقه بين السيده عائشه والخليفه عثمان لا بوجد ادني خصومه بينها وبين الامام على رضى الله عنهما بدليل انها بايعته على الخلافه. الخديعه الكبرى 1- بدايه الأزمة 2- مسلسل الوقيعة والخداع اولا: بث الأعوان والجواسبس والخونه فى صفوف جيش الطرفين ثانيا: مصادر تمويل جيش الصديقه بعيدا عن أموال الدوله ( بيت مال المسلمين) ثالثا: قصه ماء الحوأب رابعا: التشويش على الحقائق ومحاوله طمس الحق خامسا: التدبير لإفشال مبادرة التوافق بين المسلمين سادسا: المؤامرة أثناء القتال
بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم | |
|
| |
أماني عضو مميز
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الجمعة أكتوبر 02, 2009 12:39 am | |
| | |
|
| |
كمال العدوي عضوفعال
| موضوع: رد: الصديقه بنت الصديق الجمعة أكتوبر 07, 2011 10:21 am | |
| | |
|
| |
أسماء عضوفعال
| |
| |
| الصديقه بنت الصديق | |
|