منتديات إسلامنا نور الهدى وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ |
عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام
لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.
يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.
يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى
عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ
منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته
منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.
تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة
|
|
| السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها الجمعة أغسطس 14, 2009 5:27 pm | |
| ابنة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم
حمداً لله تعالى مشفوعاً بالتوحيد والتقديس0 حمداً لله الذي خَصّ نبيَّه محمّداً وأهلَ بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم بالاجتباءِ والاصطفاء، والتطهيرِ والتكريم، وأمرَ بالصلاةِ عليه وعليهم كما أمرَ بالصلاةِ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، وجعل معرفتَهم براءةً من النار، ومحبّتَهم جوازاً على الصراط، وولايتَهم أمْناً مِن العذابِ الأليم. والصلاة والسلام على سيدنا محمّدٍ النبيِّ الأُمّيِّ الذي هو على خُلُقٍ عظيم، وبالمؤمنين رؤوفٌ رحيم. وعلى ذريّتهِ وأهل بيته وعترته , الذين بذِكْرهم تُستدفَعُ نوازلُ البلاء والضرر، ويُستعاذُ من سوء القضاء وشرّالقَدَر، ويُستنزل بهم في المُحول نَوافعُ المطر، ويُستقضى بهم على غلَبات اليأس وجوامعِ الوَطَر, جَمالُ ذي الأرضِ كانوا في الحياةِ , وهُم بـعـد المـمـاتِ جـمالُ الكُتْـبِ والـسِّيَـرِ السيدة زينب بنت محمد صلي الله عليه وسلم رضي الله عنها أسمها رضي الله عنها : هي السيدة الطاهرة زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم خاتم النبيين لقبها رضي الله عنها : زينب الكبرى والسيدة زينب هي كبرى بنات الرسول ص – من بين أربع بنات هن السيدة زينب والسيدة رقية والسيدة أم كلثوم والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهن وهي ثمرة الزواج السعيد الذي جمع بين السيدة خديجة بنت خويلد رصي الله عنها وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ولدت السيدة زينب رضي الله عنها في السنة الثلاثين من مولد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أي كان يبلغ عليه الصلاة والسلام من العمر ثلاثين عاما عندما أصبح أباً للسيدة زينب رضي الله عنها التي أحبها كثيراً فكانت فرحته كبيرة عند رؤيتها ,أما السيدة خديجة رضي الله عنها فقد كانت السعادة والفرحة تغمرانها عندما ترى البشر علي وجه زوجها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يداعب ابنته البكر 0 وقد اعتاد أهل مكة العرب عامة والأشراف منهم خاصة علي إرسال صغارهم الرضع لمرضعات البادية يعتنين يهم وبعدما يقارب من السنتين يعيدوهم إلي ذويهم وبعد أن عادت السيدة زينب رضي الله عنها إلي حضن أمها السيدة خديجة رضي الله عنها عهدت بها إلي مربية تساعدها علي رعايتها والسهر علي راحة ابنتها رضي الله عنها وترعرعت السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها في كنف والدها سيدنا رسول الله –ص- فشبت علي مكارم الأخلاق والآداب والخصال فكانت رضي الله عنها هي تلك الفتاة الطاهرة
خالتها تفصح عن رغباتها بخطبتها لأبنها كانت خالتها هالة بنت خويلد شقيقة وأخت السيدة خديجة رضي الله عنها زوج سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم تقبل علي زيارة أختها من حين لآخر , صلة للرحم والتواد , وكانتا قريبتان من بعضهما , وكانت هالة تعتبر السيدة خديجة أماً وأختاً , وكم حلمت بأن تكون السيدة زينب رضي الله عنها بنت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أحد أشراف قريش ومكانته العظيمة بينهم وأمها السيدة خديجة رضي الله عنها ذات المنزلة الرفيعة والمكانة السامية والأخلاق الكريمة بين قومها , أيضاً أما السيدة زينب رضي الله عنها فلم تكن بحاجة إلي تعريف أو السؤال عنها , فأخلاقها وأدبها وحسن تربيتها وتنشئتها من أهم ما جذب خالتها إليه فضلاً عن مكانتها الرفيعة السامية 0 وكان أبو العاص قد تعرف إلي السيدة زينب الكبري رضي الله عنها من خلال زيارته لخالته السيدة خديجة رضي الله عنها وعرف من طباعها وأخلاقها ما جعله يزداد ترداداً علب بيت خالته رضي الله عنها في احد الأيام فاتحت أمه هالة أختها بنوايا ابن أختها أبي العاص ورغبته في التقدم لخطبة ابنتها السيدة زينب رضي الله عنها 0 وعرضت الأم الأمر , علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبا العاص يلتقي نسبه من جهة الأب مع سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عند الجد الثالث عبد مناف فهو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد مناف بن قصي وكذلك فإن نسبه يلتقي من جهة الأم مع السيدة زينب رضي الله عنها عند جدها خويلد بن أسد بن عبد العزى 0 بالإضافة إلي أن أبا العاص علي الرغم من صغر سنه فقد عُرف بالخصال الكريمة والأفعال النبيلة
أبو العاص ابن خالتها يتقدم إلي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لخطبتها تقدم أبو العاص إلي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ليخطب ابنته البكر السيدة زينب رضي الله تعالي عنها قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم إنه نعم الصهر الكفء هذا يعني أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يجد به أو فيه أي عيبا , وطلب من الخاطب الانتظار حتي يري رأي ابنته في ذلك , ولم يشأ الموافقة علي أبي العاص قبل موافقة ابنته السيدة زينب رضي الله عنها عليه ولم يأخذ قرار تزويجها منفردا بل توجّه إليها وقال صلي الله عليه وسلم : "أي بنيتي إن ابن خالتك أبا العاص بن الربيع يطلب الزواج منك" وهنا يقول شُرّاح السيرة: فما كان من السيدة زينب إلا الصمت.. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم حينها: "إن البنت تُستأذَن وإذنها صمتها"، نعم لقد سكتت حينها فرحا بالذي لديه أخلاق خاصة، فالعبرة هنا بالأخلاق الحميدة والصفات الطيبة 0
وما كان من السيدة زينب رضي الله عنها , إلا أن تسكت إعلاناً منها قبول ابن خالتها أبا العاص ليكون زوجاً لها تسهر علي رعايته وراحته , وتشاركه أفراحه وأتراحه وتوفر له أسباب السعادة 0
وهذا موقف من المواقف التي دلت علي حرص سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي المشورة ورغبته في أخذ رأي ابنته رضي الله عنها في هذا الموقف 0
وهنا لنا وقفة مع درس تعطيه لنا السيدة زينب رضي الله عنها لنتعلم أنه وإن كنا نرى أن الشكل مهم والمستوى الاجتماعي مهم والمستوى المادي مهم و000 و00 0 فمن المهم أيضا وقبل كل شيء أن نحرص على الأخلاق الكريمة , والصفات الحميدة عند اختيار الزوج اقتداء بالسيدة "زينب" الكبرى رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك عند اختيار الزوجة اقتداء بالسيدة هالة خالتها وابنها
لقد تربت السيدة "زينب رضي الله عنها في بيت المحبة والتسامح والعطاء، بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأمها السيدة "خديجة" رضي الله عنها السيدة الفاضلة ذات الحسب والنسب والفضائل والصفات الحميدة والتي كان لها أبلغ الأثر على علاقة السيدة "زينب" بزوجها0
الخطبة : ذاع خبر خطبة أبي العاص للسيدة الفاضلة الكريمة زينب الكبرى رضي الله عنها بنت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في أرجاء مكة كلها , وفرح الناس بهذا الخبر السعيد , وأخذوا في تهنئة السيدة زينب رضي الله عنها بالزوج الذي اختارته فهو من الرجال المعدودين في مكة أخلاقاً وأدبا وتجارة , وفي نفس الوقت يهنأ أبا العاص بهذه الفتاة ذات النسب الشريف والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة , السيدة زينب رضي الله عنها , لتكون زوجاً له , وأماً لأطفاله في المستقبل 0
الزفاف المبارك انتظر الجميع في شوق يوم الزفاف لهذين العروسين وعندما حان موعد الزفاف نحرت الذبائح وأقيمت الولائم وعمت الفرحة أرجاء مكة وهكذا تزوجت السيدة "زينب" أبا العاص في مكة في عرس جميل وانتقلت السيدة زينب رضي الله عنها من بيت أبيها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي بيت زوجها لتنعم معه وعاشت السيدة زينب رضي الله عنها حياة سعيدة في كنف زوجها وكانت رضي الله عنها خير الزوجة الصالحة الكريمة لزوجها أبا العاص , وكيف لا وهي بنت السيدة خديجة زوج سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم التي اختارت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم زوجاً لها لما عرف به من مكارم الأخلاق واتصافه بالأمانة, فكانت رضي الله عنها الزوجة التي واسته في أحلك الظروف والمحن بحنانها ومالها 0 وكان أبا العاص خير الزوج الفاضل الذي أحاط السيدة زينب رضي الله عنها بالحب والأمان وشاء الله تعالي أن يثمر هذا الزواج السعيد عن طفلين أنجبتهما السيدة زينب رضي الله عنها الأول علي بن أبي العاص الذي توفي صبياً كان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أردفه وراءه يوم الفتح والثانية السيدة أمامة بنت أبي العاص رضي الله عنها التي تزوجها سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم كان أبو العاص يعمل بالتجارة فيضطر في بعض الأحيان للسفر إلي بلاد الشام تاركاً زوجته السيدة زينب رضي الله تعالي عنها عند أمه هالة بنت خويلد خالتها 0 ومن شدة فرط حب أبي العاص لزوجته السيدة زينب رضي الله عنها كان يقول فيها في سفره وهو بعيداً عنها
| ذكرت زينب لما وركّت أرمـافقلت سقيا لشخص يسكن الحرما | بنت الأمين جزاها الله صالحـاوكل بعل سيثني بالـذي علِمـا |
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها الجمعة أغسطس 14, 2009 5:29 pm | |
| نزول الوحي علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم تبدأ قصة نزول الوحي عندما بدأ سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ينشغل بالتأمل في خلق الله والتعبد في غار حراء , وكان صلي الله عليه وسلم يقضي أوقاتاً طويلة في تأمله وتدبره 0 وفي الجانب الأخر كانت زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها تسأل عنها دائماً وترسل من يأتي بأخباره إليها وكانت هي الأكثر من يهيئ له أسباب الراحة والسعادة وبعد نزول الوحي علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وما حدث في هذا الشأن لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أسرعت السيدة خديجة رضي الله عنها إلي ابن عمها ورقة بن نوفل , تروي له ما كان مع زوجها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في غار حراء حيث كان وقتها ورقة بن نوفل علي مِلَّة سيدنا "عيسى" عليه السلام وكان يقرأ كثيرا في الكتب السماوية ويعلم أن الأرض تنتظر نبيا جديدا صاحب رسالة، فعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا جبريل ونزول الوحي عليه لأول مرة أشارت عليه السيدة "خديجة" أن يذهب إلى "ورقة بن نوفل" هذا الذي قال: "هذا الناموس الذي أُنزل على موسى".. وحذر النبي أن قومَه سيخرجوه من بلاده قائلا: "ما بُعث رجل قط بما بعثت به إلا عُودي".
سرت السيدة خديجة رضي الله عنها ببشارة النبي صلي الله عليه وسلم ولكنها ! حزنت أشد الحزن عندما علمت بأن قريش لن تتبع زوجها النبي بالدين الجديد الذي سيدعو له , وعلي الرغم من ذلك كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من آمن بما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم وأول من أتبعه وكان قد مر على زواج السيدة زينب رضي الله عنها حسبما روي 6 سنوات
وفي يوم نزول الوحي علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم كان أبو العاص في سفر لتجارة له , فخرجت السيدة زينب رضي الله عنها إلي بيت والدها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لتطمئن علي أحوالهم , فإذا تري أمها السيدة خديجة في حال غريب بعد عودتها من عند ورقة بن نوفل ابن عمها
إسلام السيدة زينب وأخواتها رضي الله عنهن سألت السيدة زينب رضي الله عنها أمها عن سبب هذا الانشغال فلم تجبها إلي أن اجتمعت السيدة خديجة ببناتها الأربع السيدة زينب والسيدة رقية والسيدة أم كلثوم والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالي عنهن أجمعين وأخبرتهن بنزول الوحي علي والدهم سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالرسالة التي يحملها للناس كافة ولم يكن غريباً أن تؤمن البنات الأربع برسالة أبوهن سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم والصادق الأمين قبل كل شيء, فأسلمن دون تردد وشهدن أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , وقررن الوقوف إلي جانبه ومساندته 0 أسلم عدد قليل من رجال مكة من أمثال سيدنا أبي بكر الصديق وسيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وسيدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه , وهم من الذين أيدوهم وتقاسموا معه ظلم قريش وبطشهم
أول اختبار في هذا الزواج
فعندما عاد زوجها "أبو العاص بن الربيع" من رحلة سفر بغرض التجارة، قصت له السيدة "زينب" أن أباها بُعِث نبيًا بدين جديد وعرضت عليه الدخول في الإسلام، فما كان منه إلا أن قال لها: " لن أرغب عن دين آبائي".. وكان هذا هو أول موقف فاصل في حياة الحبيبين السيدة "زينب" رضي الله عنها وزوجها "أبي العاص"، الذي رفض الدخول في الإسلام حتى لا يقول الناس إنه دخل الإسلام ليرضي امرأته، والذي عبَّر عن ذلك قائلا: " يا بنت محمد ليس أبوكِ عندي بمُتَّهم ولكني إن تركت دين آبائي سيقولون تبِع دين محمد لإرضاء امرأته". لقد ظن زوجها أن الناس هي التي تمنح العزة من دون الله، وهذا اعتقاد الجاهلية، والذي محا الله جذوره بقوله تعالى في كتابه العزيز: {قُلْ لِلهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} نعم لقد ختم الله الآية بقوله "جَمِيعًا"، لكي نتعلم أن ملكية العزة مقصورة على الله وحده، وهو الذي يهبها لمن يشاء من عباده , ولا دخل للناس وما يقولون في منح العزة أو الذل لمن يخالفهم. وخرج من البيت تاركاً السيدة زينب رضي الله عنها في ذهولها لموقفه غير المتوقع عاد أبو العاص إلي البيت وكانت زوجته السيدة زينب رضي الله عنها في انتظاره فإذا به يخبرها بأن والدها دعاه إلي الإسلام وترك عبادة الأصنام , ففرحت وسرت بذلك فرحا كبيرا ظناً منها بأن زوجها قد أسلم .ولكنه لم يكمل ولم يبشرها بإسلامه كما ظنت , فعاد الحزن يخيم علي ملامح وجهها المشرق الطاهر من جديد 0
وهنا تعطي السيدة "زينب" درسا عظيما في الصبر على زوجها الذي أصبح منذ ذلك الحين كافرا وهي مسلمة، خاصة أنه لم يكن قد أنزل قرآنًا يُحرم المسلمة على الكافر. واتبعت السيدة "زينب" في علاقتها بزوجها ما تؤمن به أن الإنسان أسير الإحسان. وأن عليها الصبر عليه إلى أن يُسلِم، وكانت مهمتها صعبة، خاصة بعد أن رجال قريش على رفض الدخول في الإسلام لنفس السبب السابق، وهو الخوف من كلام الناس، وبنفس المنطق السائد وقتها خاصة قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم: "نخشى أن تقولَ قريش إني اتبعتك خوفا من إلَهك".
ومن هنا نتعلم أن الخوف من كلام الناس كثيرا ما يسبب للإنسان البعد عن الخير، بل ويُعدُّ خللا كبيرا في العقيدة، فالحقيقة الثابتة هي أن قلوب الناس بين إصبعين من أصابع الرحمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والأولى أن ننظر لما يرضي الله لا ما يرضي خلقه فإن رضي سبحانه أرضى الناس جميعا بقدرته.
تبع إن شاء الله تعالي | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها الجمعة أغسطس 14, 2009 5:30 pm | |
| ولكن ! بالرغم من عدم إسلام أبي العاص إلا أنه أحب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم حباً كبيراً ولم يشك في صدقه لحظة واحدة كان مما قاله لزوجته السيدة زينب رضي الله عنها في أحد الأيام عندما دعته إلي الإسلام (والله ما أبوكِ عندي بمتهم وليس أحب إليّ من أن أسلك يا حبية في شعب واحد , ولكني أكره لكِ أن يقال إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته )
ومن هذا الموقف نرى السيدة زينب رضي الله عنها علي الرغم من عدم إسلام زوجها فقد بقيت معه تدعوه إلي الإسلام وتقنعه بأن ما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم هو من عند الله وليس هناك أحق من هذا الدين لاعتناقه ونجد أيضاً أن أبا العاص لم يجبر زوجته علي تكذيب والدها صلي الله عليه وسلم أو الرجوع إلي دين آبائه وعبادة الأصنام وحتى وإن أجبرها فلم تكن هي لتكذب أباها إرضاء لزوجها فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالي 0
وفاء أبي العاص لزوجته السيدة زينب رضي الله عنها
بعد ما أسلمت السيدة "زينب" مع والدها الرسول صلى الله عليه وسلم همس بعض الناس في أذن "أبي العاص" أن يتركها ويتزوج أحسن بنات في مكة بدلا منها خاصة أن اثنين من أولاد "أبي لهب" عم النبي صلي الله عليه وسلم كانا متزوجين من بنتين من بنات النبي وهما السيدة "رقية" والسيدة "أم كلثوم"، وبعد أن أسلمتا قاما بتطليقهما 0 لكن "أبو العاص" كان لديه وفاء، فقال لهم: " ليس عندي من قريش في قلبي من هي أغلى عليّ من زينب"، نعم هي قصة حب طاهر بين زوجين، كل واحد منهما على دين غير دين زوجه, هي مسلمة وهو كافر، لكن الصدق والحب والوفاء من حسن الطوية، ولعل في هذا درسا لنوعية معينة من السيدات الآن اللاتي يقُلن إن زوجي لا يصلي ولا أعرف ماذا أعمل معه؟!! ومن هنا نقول لها لابد وأن تقتدي بالسيدة "زينب" التي علمتنا أن الحب والإخلاص الممزوجان بالصبر من الزوجة كفيلان أن يطببا قلب الرجل وإن كان كافرا.
فهل وقف الأمر عند هذا الحد؟ وهل ابتسمت الحياة لابنة رسول الله؟
لا والله، فقد جاءت الأقدار لتضع فوق كتف ابنة رسول الله جبالا من الحزن والصبر؛ لتكون حياتها للناس آية على عظيم الإيمان وكمال الخُلق نستكمل معاً حياتها رضي الله عنها . السيدة زينب رضي الله عنها وموقفها من هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم بعد عام الحزن الذي شهد فيه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ومعه بناته الأربع رضي الله عنهن وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طاب وزاد بطش وتعذيب كفر قريش للرسول صلي الله عليه وسلم حيث كان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يجد في السيدة خديجة رضي الله عنها ملجأ لبث همومه وكان صلي الله عليه وسلم يشكو إليها من تعذيب كفر قريش , وكان صلي الله عليه وسلم يري في عمه أبي طالب رجلاً معيناً وناصراً علي قومه لذلك كان لوفاتهما مأساة حقيقية للرسول في ظل هذه الظروف التي يمر بها صلي الله عليه وسلم , فحزن لذلك حزناً شديداً وحزنت معه السيد زينب وأخواتها الثلاث رضي الله عنهن ووجهن كل حنانهن وحبهن لأبيهم صلي الله عليه وسلم للتخفيف عنه 0 كانت السيدة زينب رضي الله عنها تسمع كل يوم عن مطاردة قريش للرسول صلي الله عليه وسلم وتعذيبه ومعه أصحابه بشتى أنواع العذاب , وهي ترى صبر والدها صلي الله عليه وسلم وتدعو له بالنصر علي أعدائه ونشر دعوة الإسلام في كل مكان حتى كان اليوم الذي وصل فيه خبر هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم ومعه سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه لإلي المدينة ومطاردة كفار قريش لهما لقتلهما والقضاء علي خاتم الرسل صلي الله عليه وسلم والإسلام في بدايته كانت السيدة زينب رضي الله تعالي عنها تمضي الليالي الطوال قلقة مضطربة خائفة علي والدها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم تهدأ إلا بعد أن وصل خبر وصوله صلي الله عليه وسلم وصحبه أمنين سالمين 0 وبعد الهجرة أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بإحضار ابنتيه السيدة فاطمة الزهراء والسيدة أم كلثوم رضي الله عنهن إلي دار الهجرة أما السيدة رقية فقد كانت هاجرت مع زوجها من قبل رضي الله عنهما ولم يكن سوى السيدة زينب التي كانت في مأمن من بطش المشركين وتعذيبهم وهي في بيت زوجها الذي آمنها علي دينها0
أثر موقعة بدر في نفس السيدة زينب رضي الله عنها
بعد أن استولي المسلمون علي قافلة كانت قادمة من بلاد الشام محملة بالبضائع لأهل مكة وقتل عمرو بن الحضرمي وأُخذ رجال القافلة أسرى , اشتد غضب قريش , خاصة بعد أن وصلهم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ينوي التعرض لقافلة أبي سفيان فحشد رجال قريش وأشرافها الجيوش والعتاد والأسلحة لمواجهة الرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه والقضاء عليهم في يثرب في هذه الأثناء وصلت قافلة أبي سفيان سالمة إلي مكة 0 ومن أشد الأمور غرابة أن آبا العاص زوج السيدة زينب بنت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ورضي الله عنها قد تحالف مع المشركين وقرر الوقوف معهم ضد سيدنا رسول الله ووالد زوجته صلي الله عليه وسل والمسلمين في موقعة بدر تاركاً زوجته وطفليه في مكة غير آبه بزوجته وطلبها البقاء في مكة وعم اشتراكه مع المشركين وكانت السيدة زينب رضي الله عنها تدعو الله سبحانه وتعالي أن ينصر والدها علي أعداء الله وأن يحفظ زوجها من كل سوء علي الرغم من عصيانه لله 0 وبدأت المعركة واحتدم القتال وواجه المشركين بعددهم وعدتهم سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ومعه القلة المؤمنة الصابرة , ولكن الله تعالي نصر رسوله والمؤمنين نصراً كبيراً وهزم أعداء الإسلام علي الرغم من عدم التوافق العددي والعتاد بينهما وصل خبر انتصار المسلمين إلي مكة وكانت فرحة السيدة زينب رضي الله عنها بها النصر لا توصف , ولكن خوفها علي زوجها لك يكمل سعادتها بالنصر , حتي علمت بأن زوجها لم يقتل ووقع أسيرا في أيدي المسلمين وكان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قد رأي أبا العاص زوج ابنته ضمن الأسرى واستبقاه عنده بعد أن أمر الصحابة أن يستوصوا بالأسرى خيراً ( وقد روي عند السيدة عائشة رضي الله عنها بإسناد واه – أن أبا العاص قد شهد بدراً مشركاً فأسره عبد الله بن جبير الأنصاري , فلما بلغت أهل مكة في فداء أسراهم , جاء فداء أبي العاص أخوه عمرو , وبعثت معه زينب بقلادة لها من جزع ظفار – أدخلتها بها خديجة- في فداء زوجها , فلما رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم القلادة عرفها ورق لها وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فعلتم ؟ قالوا نعم فأخذ عليه العهد أن يخلي سبيلها إليه ففعل )
هجرة السيد زينب رضي الله تعالي عنها إلي المدينة بعد أن افتدت السيدة زينب رضي الله عنها زوجها الأسير عند سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم طلب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم من أبي العاص أن يخلي سبيل زوجته إليه ويجعلها تلحق بأبيها إلي دار الهجرة المدينة , فرضي أبو العاص علي ذلك وكانت السيدة زينب رضي الله عنها ومعها طفليها تتجهز للحاق بأبيها في دار الإسلام بعد أن أرسل سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم سيدنا زيد بن حارثة رضي الله عنه ومعه صحابي أخر إلي بطن يأجج علي بعد ثمانية أميال من مكة ليصطحبا السيدة زينب رضي الله عنها معهما إلي يثرب وعندما عاد أبو العاص إلي مكة أمر زوجته باللحاق بأبيها في المدينة وأمر أخاه كنانة بن الربيع بمرافقة زوجته قدم كنانة للسيدة زينب رضي الله عنها بعيراً تركب عليه حتي تصل إلي بطن يأجج ويكمل زيد بن حارثة الطريق إلي والدها محمد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم خرجت السيدة زينب رضي الله عنها من مكة وهي تودعا أملة في أن يخرج زوجها أبو العاص معها عائداً إلي يثرب مسلماً مؤمناً بالله مصدقاً لرسوله صلي الله عليه وسلم 0 وعلي الرغم مما رأته رضي الله عنها من زوجها بوقوفه ضد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بدلاً من وقوفه معه ومساندته , فقد تمنت له كل الخير دائماً يتبع إن شاء الله
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها الجمعة أغسطس 14, 2009 5:31 pm | |
| وهذه هي صفات السيدة زينب رضي الله عنها بنت نبيي الأمة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم متسامحة محبة وداعية للخير دائماً عندما علم مشركي قريش بخبر خروج السيدة زينب رضي الله عنها إلي أبيها لحق بها هبار بن الأسود ومعه رجل من قريش وعندما لقيها روعها برمحه فإذا هي تسقط من فوق بعيرها علي صخرة جعلتها تسقط جنينها , وولي الرجلين بعد ذلك هاربين رجع كنانة بن الربيع إلي مكة إلي مكة ومعه زينب حتي ترتاح من الألم والمرض الذي الم بها , بعد عدة أيام اصطحبها مرة أخرى إلي يثرب حيث استقبلها أبوها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أستقبالاً حراً سعيداً برؤيتها مجدداً مع طفليها عي وأمامة أخبرت السيدة زينب رضي الله عنها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بما فعله هبار وصاحبه , فاشتد غضب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم , ثم أرسل سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بسرية لمعاقبة هبار وصاحبه , وأمرهم بإحراقهم إن ظفروا بهما , ثم أرسل إليهم في اليوم التالي أن أقتلوهما فإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله تعالي وأقامت السيدة زينب رضي الله عنها مع طفليها في كنف والدها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي العام السابع من الهجرة
إسلام أبو العاص بن الربيع زوج السيدة زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل فتح مكة وبينما كان أبوالعاص عائداً في قافلة من تجارة بالشام إلي مكة حاملاً معه أموال قريش التي أؤتمن عليها تعرض لقافلته سرية بقيادة زيد بن حارثة رضي الله عنه ومعه مائة وسبعين رجلاً تمكنت هذه السرية المبعوثة من سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم من الحصول علي كل ما تحمله القافلة من مال وهرب عدد من رجاله القافلة وكان أبو العاص واحداً منهم وخشي أبو العاص علي أموال قريش التي كان قد أؤتمن عليها فلم يجد إلا أن يتوجه ليلاً ليستجير بالسيدة زينب رضي الله عنها بنت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يعيد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم مال قريش الذي استولت عليه السرية من القافلة , فأجارته في طلب ذلك المال ولما خرج سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي الصبح فكبر وكبر الناس معه , صاحت السيدة زينب أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم من الصلاة أقبل علي الناس فقال أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا نعم , قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتي سمعت منه ما سمعتم أنه يجير علي المسلمين أدناهم , ثم أنصرف سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فدخل علي ابنته رضي الله عنها فقال أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلص إليكِ فإنكِ لا تحلين له ما دام مشركاً اجتمع سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم مع أصحابه فاستشار أصحابه أن يردوا علي أبي العاص أمواله التي أخذوها من القافلة وقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أصبتم له مالاً فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فأنا أحب ذلك , وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم فانتم أحق به اتفق الصحابة جميعاً علي أداء المال لأبي العاص كاملاً دون نقصان رجع أبوالعاص بالمال إلي مكة وأعطي كل واحد من قريش نصيبه من المال ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله , والله ما منعني من الإسلام إلا أن تظنوا إني إنما أردت أن آكل أموالكم , فلما أداها الله إليكم فرغت منهم وأسلمت جمع أبو العاص إغراضه وعاد إلي يثرب قاصداً مسجد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فإذا سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه يفرحون بعودته ليكمل فرحتهم بالإسلام وبعد إسلام أبي العاص أعاد سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم السيدة زينب رضي الله عنها إليه بنكاحه الأول وقيل أنه أعيد إليها بنكاح جديد وعاشا من جديد معاً يجمعهما الإسلام
وفاة السيدة زينب رضي الله تعالي عنها بعد عام من التئام شمل الزوجين أبي العاص والسيد زينب وبعد أن عاشا حياة كريمة سعيدة في دار الإسلام مع ولديها أمامة وعلي , بداً المرض يزادا عليها وظلت ملازمة الفراش فترة طويلة من أثر ما تعرضت له من قبل هبار بن الأسود وهي في طريقها إلي يثرب للهجرة ولم تستطع الأودية آنذاك أن تخفف من مرضها رضي الله عنها فسلمت أمرها لله سبحانه وتعالي
وفي العام الثامن للهجرة توفيت السيدة زينب رضي الله عنها وحزم سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم حزناً عظيماً وحزم زوجها أبو العاص , الذي وافته المنية بعد أربع سنوات من وفاة السيدة زينب زوجته رضي الله عنها وبعد وفاتها رضي الله عنها قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أغسلنها وتراً ثلاثاً أو خمساً واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور , فإذا غسلتنها فأعلمنني فلما غسلناها أعطانا حقوه , فقال أشعرنها إياه
ودخل سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قبرها رضي الله عنها وهو مهموم محزون فلما خرج سري عنها وقال كنت ذكرت زينب وضعفها فسألت الله أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه ففعل وهون عليها
وها هي حياة هذه السيدة العظيمة التي وقفت مع الإسلام ووالدها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم تسانده وتواسيه مع أخواتها وهو يتعرض لتعذيب قريش وضحت لأجل زوجها علي الرغم من شركه ووقوفه ضد الإسلام حتي كانت رضي الله عنها سبباً في إسلامه
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا رسول الله وعلي آله بيته وأزواجه وذريته وعترته وأصحابه
| |
| | | | السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|