الحياة الثقافية بالبلدة وكيفية النهوض بها

مراقب عام المنتدى

الحياة الثقافية بالبلدة وكيفية النهوض بها

رؤية الشاعر والأديب

دكتور/ علي أحمد علي شلوفة

نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية

رحم الله الشاعر المبدع الأستاذ/ عبدالحميد فارس العدوى لقد كان له فضل السبق في العمل علي النهوض بالحياة الثقافية بالبلدة من خلال دعوته إلي عقد ملتقى دوري للأدباء لدعم الإبداع والكشف عم المواهب الكامنة خاصة بين فئة الشباب وقد أثمرت هذه الدعوى بعقد عدة ندوات كشفت عن عدد غير قليل من الشعراء والأدباء الذين يحق لنا أن نعتز بهم ونباهي بإبداعاتهم كما استضافت كثيرا من كبار الأدباء والمسئولين عن الثقافة بالدولة مما كان له الأثر في إبراز صورة البلدة 0

أما عدم استمرارها فإنه يرجع إلي ما لاقته من معوقات كان من أهمها عدم اهتمام المتخصصين من أبناء القرية بها ونقصد بذلك أساتذة الأدب واللغة العربية فلا يستثنى منهك إلا قليلون نخص منهم بالذكر الأستاذ الدكتور محمد حسن يوسف أطال الله بقاءه , أما الباقون فإن معظمهم لم يكن يعبأ بحضور هذه الندوات ناسياً أن الأدب وعلوم اللغة هو حقله الذي يعمل فيه وفي ذلك ما فيه من دلالة علي النبل والوفاء0

إزاء ذلك كان لابد أن نبحث عن طريقة لإحياء هذه الدعوة مستفيدين في ذلك مما شاب هذه الفكرة من قصور وما لاقته من معوقات لنعمل علي تلافيها آخذين في الاعتبار أن حقيقة الثقافة وهدفها هو أن يكون الشخص ذا فطنة وذكاء ضابطاً لما يحويه قائماً به وأن يكون ثابت المعرفة بما يحتاج إليه في حياته في كافة مجالات العلوم والفنون دون أن تكون معرفته بأمور دينه يقينية عميقة لا سطحية ولا مضطربة , فإن ثمة ثقافات ومناحي أخرى في الحياة يجب علي الإنسان أن يلم بها وأن يتزود منها حتى يمكنه أن ينتصر في معركة الجهل والهوى والتسلط والفساد0

من ذلك مثلاً الثقافة التاريخية , فالتاريخ هو ذاكرة البشرية وسجل أحداثها وديوان غبرها وهو أصدق شاهد علي صدق ما يدعو غليه الدين من قيم ومفاهيم فهو مرآة مصقولة تتجلى فيها عافية الإيمان ونهاية الكفر والفجور 0

ومنها الثقافة الأدبية وما تنطوي عليه من شعر ونثر وقصص وأخبار كثيراً ما تكون لها قيمة أخلاقية أو دلالة تربوية إلي غير ذلك من مناحي الثقافة المختلفة 0

ومن هنا تأتي أهمية العمل علي تنمية الحس الثقافي كوسيلة للنهوض بالثقافة ويسند ذلك إلي من يرى انه كفيل به وقادر عليه إيماناً بأن النشاط العاطفي والجمالي والديني في حاجة إلي من ينميه ونحن نرى هنا أن لجنة ثقافية تشكل من الجمعية ربما تكون هي الوحيدة القادرة علي متابعة ذلك النشاط والإشراف عليه وتنميته وربطه بمظلة الثقافة الجماهيرية التي ترعاها الدولة من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة0

يبقى بعد ذلك أن نشير إلي ضرورة أن يتوفر مكان مناسب يمكن من خلاله التزود من روافد الثقافة المختلفة ويجد فيه المبدعون علي اختلاف توجهاتهم فرصتهم لعرض أبدعاتهم وأنشطتهم علي الجمهور ونحن نرى أن أفضل مكان يمكن أن يؤدى فيه ذلك الغرض هو ذلك المكان الذي سبق أن أوصى بتخصيصه لنادي الأدب بجوار ديوان بنى عدي أولاد عليو الكبير فبدلاً من أن يظل مقلباً للقمامة حتي بعد أن سورته الوحدة المحلية نرى أنه من الأفضل أن يُعد بالجهود الذاتية ليكون بيتاً للثقافة تحت إشراف الجمعية إلي أن يتم ضمه للثقافة الجماهيرية وربطه بها ذلك أنه في هذا المكان يمكن عمل مكتبة عامة وقاعة لعرض الإبداعات والفنون , فضلاً عن حديقة صغيرة تكون متنفساً لرواده , ولا شك أنه إذا تحقق ذلك فأننا نكون قد هيئنا للمبدع الصغير الحقل الذي يضع فيه بذرته والرعي الذي يقوم عليها والمناخ الصالح لها

مديرعام المنتدى

» طرق الشيطان وكيفية التحصن منها
» أعراض "الزهايمر" وكيفية تشخيصه
» اهمية الماء وكيفية شربها
» قراءة فى كتاب الزئبق الأحمر وكيفية جلب الأموال
» كتاب مشاكل العقم عند المراة وكيفية العلاج