منتديات إسلامنا نور الهدى
   آيات من التنزيل في التنويه بفضائل الخليل 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
   آيات من التنزيل في التنويه بفضائل الخليل 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

  آيات من التنزيل في التنويه بفضائل الخليل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




   آيات من التنزيل في التنويه بفضائل الخليل Empty
مُساهمةموضوع: آيات من التنزيل في التنويه بفضائل الخليل      آيات من التنزيل في التنويه بفضائل الخليل I_icon_minitimeالجمعة مارس 15, 2013 1:42 am

آيات من التنزيل في التنويه بفضائل الخليل
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الَّذي أنزل على عبده الكتاب تبصرةً لأولي الألباب، وأودعه من فنون العلوم والحكم العجب العجاب،
وجعله أجلَّ الكتب قدرًا، وأغزرها علما، وأعذبها نظمًا، وأبلغها في الخطاب، قرآنًا عربيًّا، غير ذي عِوَجٍ، ولا مخلوق، لا شبهة فيه ولا ارتياب.


وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، ربُّ الأرباب الَّذي عَنَتْ لقيُّوميَّته الوجوه، وخضعت لعظمته الرِّقاب.

وأشهد أنَّ سيِّدنا محمَّدًا عبده ورسوله، المبعوث من أكرم الشُّعوب، وأشرف الشِّعاب، إلى خير أمَّة، بأفضل كتاب، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب، صلاةً وسلامًا دائمين إلى يوم المآب
من مقدمة السيوطي في
كتابه «الإتقان في علوم القرآن» للسيوطي (2/ 164)
وبعد:


فيقول الله ـ عز وجل ـ في محكم التنزيل المبارك: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)» هذه الآيات الثلاث من أواخر سورة النحل، وتدعى سورة النعم بسبب ما عدد الله فيها من النعم والمنن الظاهرة والباطنة، الدينية منها والدنيوية، ولا شكَّ أنَّ أجلَّ النِّعم وأعظمَها نعمةُ الإيمان والعمل الصالح، التي يحيا بها المرء الحياة الطيبة الهنية، وتلك حسنة الدنيا، ثم يحيا بعدها حياة النعيم الأبدية، وتلك حسنة الآخرة وأنعم بها من حسنة.

وفي هذه الآيات أخبر سبحانه «أنه أتى خليله أجره في الدنيا من النعم التي أنعم بها عليه في نفسه وقلبه وولده وماله وحياته الطيبة، ولكن ليس ذلك أجر توفية»« انظر- إعلام الموقعين» (2/ 164)

لأن الأجر التام الوافي هو في الآخرة، «وقد دل القرآن في غير موضع على أن لكل من عمل خيرا أجرينـ ضبطت في الأصل هكذا أجرين [طبعة محيي الدين عبد الحميد وطبعة مشهور حسن]، ولعل الصحيح: أجر، بدل أجرين، كما أشار إلى ذلك علي الصالحي في «التفسير المنير» (4/ 81)

عمله في الدنيا ويكمل له أجره في الآخرة كقوله تعالى في هذه السورة: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30)» النحل]
وفي الآية الأخرى: «وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)» [النحل]، وقال في هذه السورة: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(97)» النحل]، وقال فيها عن خليله: «وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)» [النحل]، فقد تكرَّر هذا
المعنى في هذه السورة دون غيرها في أربعة مواضع لسر بديع، فإنها سورة النعم التي عدد الله سبحانه فيها أصول النعم وفروعها، فعرف عباده أن لهم عنده في الآخرة من النعم أضعاف هذه مما لا يدرك تفاوته، وأن هذه من بعض نعمه العاجلة عليهم، وأنهم إن أطاعوه زادهم إلى هذه النعم نعما أخرى، ثم في الآخرة يوفيهم أجور أعمالهم تمام التوفية»- ـ «إعلام الموقعين» (2/164)


وقد بين سبحانه في هذه الآيات أسباب نيل هذه الكرامة في الأولى، وإدراك تلك الرحمة في الأخرى، وأخبر أنها مقامات علية، وصفات سنية، لا يبلغ قدرها إلاَّ أفراد الرجال، ولا يقوم بها عن أهلية واقتدار إلا من طمح في الكمال، ممن اصطفى الله من الأخيار، وزكَّى من عباده الأبرار، وعلى رأسهم أولو العزم من الرسل كإبراهيم ـ عليه السلام- الذي قال فيه ربه: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)» [هود]، وقال عنه: «إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) مريم]، وأمر بالتأسي به والاقتداء بهديه في قوله: «قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ» [الممتحنة: 4]، وأوجب اتباع
ملَّته؛ لأنها خير الملل: «ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا» [النحل]، وذكر أن أولى الخلق باتباع نهجه من اصطفاه الله على العالمين وجعل أمته أكرم الأمم: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)» [آل عمران]، وحكم على من رغب عن ملته وزاغ عنها بالسفاهة والطيش: «وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)» [البقرة]، إلى غير ذلك من أنواع الثناء الذي خصه الله به.


وقد مدح الله خليله وأثنى عليه في هذه الآيات «بأربع صفات كلها ترجع إلى العلم والعمل بموجبه وتعليمه ونشره، فعاد الكمال كله إلى العلم والعمل بموجبه ودعوة الخلق إليه»- «مفتاح دار السعادة» (1/ 316)

فمن كان حظه من هذه الصفات أوفر فهو جدير بأن يُتَّبعَ ويقتدى به، ويقلده الناس ذممهم، ويأمنونه على دينهم، وأما إذا كان عديما منها أو مخلا ببعضها فلا يستحق أن يكون متبوعا ولا إماما؛ لأن الله عزله عن الإمامة ولا يرضاه للناس قائدا ودليلا.

وأولى هذه الصفات التي هي من أرفع أنواع المدح والثناء للخليل إبراهيم ـ عليه السلام ـ:

* كونه أمة وحده:

ولفظ الأمة في القرآن يأتي على تسعة أوجه هي:
(عصبة، ملة، سنين، قوم، إمام، الأمم الخالية، أمة محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، الكفار، الخلق)- تنظر بأوجهها وأدلتها من القرآن في كتاب «الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز ومعانيها» لأبي عبد الله الدامغاني (ت478هـ) (ص109).


ومعنى الأمة في هذه الآية يدور على وجهين:

الأول: كل جماعة يجمعهم أمر ما، إما دين واحد أو زمان واحد أو مكان واحد، سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرا أو اختيارا- انظر: «المفردات»
للراغب الأصفهاني


فقوله تعالى: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً» معناه أنه قائم مقام جماعة في عبادة الله وطاعته، وهذا كقولهم: فلان في نفسه قبيلة، فإبراهيم «كان أمة من الأمم، اجتمع فيه ما تفرق في الأمم من صفات الخير ونعوت البركة، كما قيل:
وليس لله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد- أفاده
الرسعني في تفسيره «رموز الكنوز» (4/ 104)


قال مجاهد: «كان مؤمنا وحده والناس كفار كلهم» ـ ابن أبي حاتم في «تفسيره» (7/ 2306)، والسيوطي في الدر المنثور» وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم (5/ 176).

الثاني: أن يكون أمة بمعنى مأمومًا، أي يؤمه الناس ليأخذوا منه الخير، أو بمعنى مؤتمًّا به، فهو على هذا كقول الله له: «قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا» [البقرة: 124]، ووصفه بالأمة أبلغ من وصفه بالإمام وأتم وأكمل لأن الفرق بينهما من وجهين، كما قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في «مفتاح دار السعادة» (1/ 315):

«أحدهما: أن الإمام كل ما يؤتم به، سواء كان بقصده وشعوره أو لا، ومنه سمي الطريق إمامًا؛ كقوله تعالى: «وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)» [الحجر]، أي بطريق واضح لا يخفى على السالك، ولا يسمى الطريق أمة.


الثاني: أن الأمة فيه زيادة معنى، وهو الذي جمع صفات الكمال من العلم والعمل بحيث بقي فيها فردا وحده، فهو الجامع لخصال تفرقت في غيره، فكأنه باين غيره باجتماعها فيه وتفرقها أو عدمها في غيره» اهـ.

ولذلك قال النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في زيد بن عمرو والد سعيد ابن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة لما سئل عنه: «يُبعَثُ يَومَ القِيَامَةِ أُمَّةً وَحدَهُ» ـ النسائي في الكبرى» (5/ 54)، وأبو يعلى في «مسنده» (13/ 137)


لأنه كان ممن طلب التوحيد وخلع الأوثان وجانب الشرك، وقد مات قبل مبعث النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، وكان لا يأكل من ذبائح قريش، والسر في كونه يحشر أمة وحده هو أنه أقام التوحيد ونبذ الشرك وحارب أهله في وقت غاب فيه القائم بالحق وقل النصير وكانت الجولة فيه للباطل.

ومثله في الإمامة العالم الرباني المتفرغ لتعليم الناس وهدايتهم كمعاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ الذي قال فيه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: «مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعلَمُ النَّاسِ بِحَلاَلِ اللهِ وَحَرَامِهِ» أبو نعيم في «الحلية» (1/ 228)، وهو في «الصَّحيحة» (1436)، فقد أخرج عبد الرزاق في «تفسيره» برقم (1469) بسنده إلى مسروق قال: قرأت عند ابن مسعود «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا» فقال: إن معاذا كان أمة قانتا لله، قال: فأعادوا عليه، قال: فأعاد عليهم، ثم قال: أتدرون ما الأمة؟
الذي يعلم الناس الخير، والقانت الذي يطيع الله ورسوله» وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (2/ 390)، وصححه وأقره الذهبي.


وقد صدق عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه - فبالعلم والعمل بموجبه تنال الإمامة في الدين، وبهما يصير الواحد كالألف كما قيل:

والناس ألف منهم كواحد *** وواحد كالألف إن أَمرٌ عَنَا

* وثاني الصفات التي أثنى الله بها على خليله قوله: «قَانِتًا».


والقانت: المطيع لله ورسوله على ما تقدم تفسيره عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ، وأصل القنوت: لزوم الطاعة والخضوع، وفسر بكل منهما قوله تعالى: «وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)» البقرة]، وقيل القنوت: القيام، وبه فسر قوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لما سئل:
«أي الصلاة أفضل؟» قال: «طُولُ القُنُوتِ»«صحيح مسلم» (1805)، لكن ليس مطلق القيام، بل القيام مع الخضوع، فيكون معنى القانت هنا: القائم بما أمر الله به، من طاعته وطاعة رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ.

* وثالث الصفات صفة عظيمة وهي
قوله: «حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»:

والحنيف المائل إلى ملة الإسلام، غير الزائل عنه، والحنْف: هو الميل عن الضلال إلى الاستقامة، وتحنَّف الرجل: إذا تحرى طريق الاستقامة، وكانت العرب تسمي كل من اختتن أو حج: حنيفا تنبيها على أنه على دين إبراهيم ـ عليه السلام ـ، وقد فسر قوله تعالى: «حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ» [الحج: 31]؛ أي حجاجًا، وإبراهيم ـ عليه السلام ـ قامت دعوته على التوحيد واستمرت عليه وانتهت إليه فلذلك استحق اسم الحنيف، فهو مقبل على الله معرض عما سواه في حاله ومآله وقاله.
ولما زعمت قريش أنها على دين
إبراهيم ـ عليه السلام ـ أكذبهم النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ؛ لأنهم كانوا يشركون بالله ولا يدينون دين الحق، ففي البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت، ورأى إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ بأيديهما الأزلام، فقال: «قَاتَلَهُمُ اللهُ! وَاللهِ إِنِ اسْتَقْسَمَا بِالأَزْلاَمِ قَطُّ»«صحيح البخاري» (3352)


وتحتمل لفظة الحنيف الرد أيضا على اليهود والنصارى في دعوى كل طائفة منهم أن إبراهيم كان منهم كما في قوله: «مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)» [آل عمران]؛ لأن كلا من ملة اليهود والنصارى مشتملة على الشرك كما أخبر الله سبحانه عنهم.

* ورابع الصفات المذكورة في حق إبراهيم ـ عليه السلام ـ قوله تعالى: «شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ»:

والشُّكر: الاعتراف بالنِّعمة وإظهارها، ويكون بالقلب وهو الاعتراف بالنعمة، ويكون باللسان وهو الثناء على صاحب النعمة ومسديها ويكون بسائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بالطاعات ومنه قوله تعالى في نوح ـ عليه السلام ـ: «إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)» [الإسراء]، وقوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» رواه البخاري (1130) ومسلم (2819)، وهذا حينما كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه.

وعلى هذا فإن الشكر مظهر من مظاهر عبادة الله التي دعا إليها بقوله: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ
تَعْبُدُونَ (172)» [البقرة]، فهو باب الخير ومفتاح السعادة، وسبيل النماء وسبب الزيادة، قيد الله به النعم ودفع به النقم، فقال تعالى: «وَإِذْ تَأَذَّنَ
رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)» فما استحفظت نعم الله ولا استجلبت بمثل الشكر، ولا ضيعت ولا
استدفعت بمثل الكفر،؛ لذلك قيل: «من عرف نعمة الله بقلبه وحمده بلسانه لم يستتم ذلك حتى يرى الزيادة»- ذكره ابن القيم في «عدة الصابرين» (ص11)

وملازمة العبد للشكر ملازمة للإيمان؛ لأن الإيمان نصفان: نصف شكر ونصف صبر، وكذلك كان إبراهيم ـ عليه السلام ـ صابرًا على المحن والابتلاء، وشاكرًا للمنن والعطاء، فهو كما قيل فيه بحق: «قلبه للرَّحمن، وولده للقربان، وبدنه للنيران، وماله للضِّيفان»( ذكره ابن القيم في «جلاء الأفهام» (1/ 274))

والمقصود أن الصفات الأربع التي وصف الله بها خليله إبراهيم ـ عليه السلام ـ صفات يحصل بها الاجتباء وتتم بها الهداية وتحصل بها السعادة، ولذلك قال: «اجْتَبَاهُ» أي: اصطفاه وخصَّه بأنواع النعم من النبوة والرسالة والخلة والصلاة عليه والبركة في الأموال والأولاد وتنويه لله بذكره حتى إنَّ أهل الأديان جميعهم كان فخرهم بالانتماء إليه صلوات الله وسلامه عليه.

وقال: «وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»، أي إلى ملَّة الإسلام، «وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً»، قيل: هي الخلة التي اصطفاه الله بها وهي لنبينا ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أيضا، وقيل: البركة في الأموال والأولاد «وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ» أي من أهل الجنَّة.

وبمثل هذه الخلال وتحقيقها في النفس يكون السؤدد والشرف وتنال الإمامة في الدين ويصلح شأن العباد والبلاد في الحال والمآل.

والله نسأل أن يعيننا على تحقيق هذه الخلال لتستقيم النفوس وتصلح الأحوال إنه ولي ذلك والقادر عليه
المرجع - المصدر
عز الدين رمضاني
http://www.rayatalislah.com/article.php?id=134





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آيات من التنزيل في التنويه بفضائل الخليل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة فى كتاب إتحاف الطلاب بفضائل العلم والعلماء
» الخليل والرسول صلى الله عليهم وسلم 1
» الخليل نبي الله سيدنا إبراهيم عليه السلام
» لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
» الكشاف من حقائق التنزيل-من سوره الفاتحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: الطريق الى الله :: علوم الشريعة والحقيقة وكلام أهل الله-
انتقل الى: