منتديات إسلامنا نور الهدى وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ |
عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام
لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.
يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.
يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى
عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ
منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته
منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.
تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة
|
|
| أرجو درء هذه الشبهة؟ | |
|
+3فاتن العدوي محروس عبدالخالق 7 مشترك | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عبدالخالق عضو نشط
| موضوع: أرجو درء هذه الشبهة؟ الثلاثاء أبريل 16, 2013 12:51 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثار حفيظتي واستنكاري الشديد ما أسمعه من بعض الشباب الذي يبرر وقوعه في بعض المعاصي بقولهم "إن البشر من طبيعتهم الخطأ والذنب حتى الأنبياء منهم من كذب مثل إبراهيم ومنهم من هم بالزنا مثل يوسف،وإن أشد الأنبياء والأتقياء لو كان في زماننا لكفر وفعل أفعالنا ، وأفضل الناس يقول : ساعة لربك وساعة لقلبك " كما أن وأعداء الإسلام نجحوا إلى حد كبير في جعل غالبية لا يُستهان بها من شباب المسلمين لا يهتمون بشؤون أمتهم كما جعلوهم يتبعون شهواتهم ويكون همهم الأول الدنيا ومطالبها كما جعلوهم يفقدوا ثقتهم في كافة الأنبياء والرموز الدينية حتى شكوا في كل شيء وتاهوا في مجاهل الحياة لا هادي لمعظمهم سوى احتياجاتهم الدنيوية وشهواتهم ، وتحسرت على نظرة عدد من شبابنا إلا من رحم ربي إلى أنبياء الله عزّ وجلّ .
وأخشى أن نسير على خطى بني إسرائيل الذين بدأوا بالتشكيك في أنبيائهم ثم رموهم بالنقائص ثم رموهم بالكبائر ثم قتلوهم ، وما أخطر البداية ، فإذا ضاعت الثقة في أنبياء الله وانحطت النظرة إليهم فماذا يبقى من الدين ؟
فارجو من الإدارة الموقرة
أن تتناول هذه المسألة بما يزيل ما لحق بنظرهم من غشاوة عن عصمة أنبياء الله عليهم أجمعين الصلاة والسلام ، لنستيقن من عصمة نبي الله يوسف عليه السلام من السقوط ولو في ظلام نية السوء أو حتى مجرد الهمّ بفعل كبيرة مع امرأة العزيز. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | محروس عضو مميز
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الثلاثاء أبريل 16, 2013 1:51 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي أرسل الرسل لهداية البشر وأرسل معهم ما يؤيدهم من معجزات ويعينهم على اداء مهمتم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله خاتمهم وعلى آله وأزواجه وأهله وذريته وأصحابه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الحقيقة قد أثرت يا أخي الكريم موضوع يحتاج إلى صفحات للأمكان توصيل الصواب بقدر المستطاع والدفاع عن أنبياء الله ورسوله عليهم صلوات الله وسلام يقول الحق تبارك وتعالى لسيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ) وبالنسبة لنستتيقن من عصمة نبي الله يوسف عليه السلام من السقوط ولو في ظلام نية السوء أو حتى مجرد الهمّ بفعل كبيرة مع امرأة العزيز. فنستعين بالله العظيم ونبدأ بقول ورأي إمام الدعاة فضيلة الشيخ متولي الشعرواي رضي الله عنه وأرضاع حول هذه النقطة بالذات فيقول الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي : لولا أنه يعرف دليل نبوته التي ألهمه الله إياه لحدثته نفسه بالمعصية ـ لأن الهمّ من ناحية يوسف هو حديث النفس بالشيء فقط وبعدها إما يفعل وإما لا يفعل ـ إذ أن (لولا) حرف امتناع حدوث الشيء ، أي أن حتى حديث النفس هذا لم يقع ، وكذلك لفظ (إلا) في قوله ((إلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن)) .أ.هـ لولا أن رأى برهان ربه : (البرهان) هو الحجة والدليل إلى الحكم السليم على الأمور للوصول إلى القرار الصائب ، و (لولا) حرف امتناع فنقول " لولا أني صائم لأكلت معك" إذن أنا لم آكل ، أي أنه لم يهم بفعل الفاحشة لأنه رأى برهان ربه ، والرؤية المقصودة في (رأى برهان ربه) هي المعرفة المسبقة بأن الله سيتم عليه نعمة النبوة ، مثل قولنا "رأى موافقته" أي عرفها . وقول إمرأة العزيز فيما أخبر عنها الله تبارك وتعالى (وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ) (فاستعصم) في الآية : يعني أنه امتنع عنها بالكامل فكرا وفعلا ، ولو أنه كان همّ بالفعل ثم تردد أو امتنع ـ كما يردد بعض الجهلة وأعداء الإسلام ـ لأحست امرأة العزيز منه هذا الميل أو التردد ولأمهلته الوقت وعاودت الكرة مرات حتر يرضخ لكنها علمت وتأكدت أنه لا فائدة منه فكشفت أمرها أمام زوجها وادعت أنه هو الذي أراد منها السوء وأن السوء مقصود به هنا مقدمات الزنا أقول هذا وأستغفر لي ولكم والله يهدي إلى سواء السبيل
| |
| | | فاتن العدوي عضوة متميزه
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الثلاثاء أبريل 16, 2013 10:41 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأزواجه وأهله وذريته وأصحابه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قول إمرأة العزيز فيما أخبر عنها الله تبارك وتعالى ( وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فاستعصم) فاستعصم وردت معناها في قاموس المعاني فامتنع امتناعا شديدا وأبى - مما يدل بما لا يدع أدنى ذرة من شك في طهارة هذا النبي الكريم والذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريم ابن الكريم ابن الكريم وإذا عدنا لقول الله تعالى الآيات (33- 35):{قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (33) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ )
استعاذ سيدنا يوسف عليه السلام من شرهن وكيدهن، و( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه} أي من الفاحشة، { وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن) أي إن وكلتني إلى نفسي فليس لي منها قدرة ولا أملك لها ضراً ولا نفعاً إلا بحولك وقوتك، أنت المستعان وعليك التكلان، فلا تكلني إلى نفسي ( أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (33) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) وذلك أن سيدنا يوسف عليه السلام عصمه اللّه عصمة عظيمة وحماه، فامتنع منها أشد الامتناع، واختار السجن على ذلك، وهذا في غاية مقامات الكمال، أنه من شبابه وجماله وكماله تدعوه سيدته وهي امرأة عزيز مصر، وهي مع هذا في غاية الجمال والمال والرياسة، ويمتنع من ذلك، ويختار السجن على ذلك خوفاً من اللّه ورجاء ثوابه وثبت في الصحيحين فيما رواه الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" وقال أبو جعفر : وهذا الخبر من الله يدل على أن امرأة العزيز قد عاودت يوسف في المراودة عن نفسه ، وتوعدته بالسجن والحبس إن لم يفعل ما دعته إليه ، فاختار السجن على ما دعته إليه من ذلك ; لأنها لو لم تكن عاودته وتوعدته بذلك ، كان محالا أن يقول : ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) ، وهو لا يدعى إلى شيء ، ولا يخوف بحبس وقال أبو جعفر : وتأويل الكلام : قال يوسف : يا رب ، الحبس في السجن أحب إلي مما يدعونني إليه من معصيتك ، ويراودنني عليه من الفاحشة ، كما
19246 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عمرو ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدى: ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) : من الزنا .
19247 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : قال يوسف ، وأضاف إلى ربه ، واستغاثه على ما نزل به ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) ، أي : السجن أحب إلي من أن آتي ما تكره .
وقوله : ( وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) ، يقول : وإن لم تدفع عني ، يا رب ، فعلهن الذي يفعلن بي ، في مراودتهن إياي على أنفسهن " أصب إليهن " ، يقول : أمل إليهن ، وأتابعهن على ما يردن مني ويهوين .
من قول القائل : " صبا فلان إلى كذا" وفي الآيات الكريمة ما يؤكد على طهارة وعصمة نبي الله سيدنا يوسف عليه السلام والله تعالى المستعان على ما يصفون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | زيزي عضو مميز
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الثلاثاء أبريل 16, 2013 1:09 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأزواجه وأهله وذريته وأصحابه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم وزادكم علما
درء الشبهة بإيجاز من القرآن الكريم
((ما علمنا عليه من سوء هذه الآية - وهذا القول على لسان النسوة ما هو إلا إعتراف منهن بطهارة هذا النبي الكريم وينفي اعترافهن هذا عن نبي الله سيدنا يوسف عليه السلام فعل السوء قول الله تبارك وتعالى عن نبيه يوسف عليه السلام هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ونعلم جميعا أن جميع الأنبياء والمرسلين متصفون بالصدق منزهين عن الكذب والبهتان وقول الزور
قول الله تبارك وتعالى عن امرأة العزيز ((إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)) ولما ذاع الأمر وانتشر بين أهل هذه البلدة وذاع بين نسوتها وتناقلته الألسنة فكان لابد من إن تدفع إمرأة العزيز عن نفسها هذا فما كان منها إلا أنها جمعت نسوة المدينة وأعدت لهن مأدبة لترى ماذا يقلن أو يفعلن في حالة خروج يوسف عليه السلام عليهن فتقص هذه الآية هذا المشهد وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ الآيات 30-31
فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
الإكبار معناه التعظيم والتبجيل وهنا فإنه يشمل كل المعاني فهو الإكبار في النفس والروح والترفع عن النقائص وفي البعد عن الرزيلة والاتصاف بالأخلاق التي يكون عليها الأنبياء
وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ
اعتراف منهن بأن هذا الذي خرج عليهن ليس ببشر وليس فيه صفة البشرية لما شاهدوه عليه عندمتا خرج عليهن من حسن الخلقة والجمال فتيقنا أن هذا لايصدر نمنه أي فعل غير حميد أو أن يهم بفعل أو قول مشين مما يدل أيضا على أنه منزه عن كل رزيلة وصفة غير حميدة
إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ يؤكدن على أنه ليس ببشر وما هو إلا ملك كريم والملك معروف بعيدا عن كل رذيلة وبعد ما رأت إمرأة العزيز ما كان منهن وقولهن فيه فقالت فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ
بالمعنى العام , هذا هو الشخص الذي راودته عن نفسي , فاستعصم وأنتن لمتنني فيه فأعتراف أخر منها للنسوة بأنها راودته عن نفسها , واعتراف أخر منها بأنه امتنع عن ذلك امتناعا شديدا , ولم تكتفي بهذا بل توعدت وهددت بأنه إن لم يفعل ما تأمره به ليدخل السجن بكيل التهم له واتهامه بما ليس فيه والتشنيع عليه بين أهل المدينة ليكون مذلولا وأمام هذا التهديد والوعيد وهي إمرأة العزيز ومع طهارة وعفة نبي الله سيدنا يوسف عليه السلام وتنزهه عن الرذائل والنقائص شأنه شأن الأنبياء والمرسلين فاختار عليه السلام السجن على أن لا ينفذ لها رغباتها فقال ربنا تبارك وتعالى - عنه قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا بأن يدخل سيدنا يوسف عليه السلام السجن ليتم عليه نعمته فقال يوسف عليه السلام ذلك
وهناك دلائل كثيرة على ترفع هذا النبي الكريم عن الهم بامرأة العزيز منها على سبيل المثال لا الحصر الشاهد الذي من أهلها وغير ذلك وفي هذا القدر الكفاية وعلى الله فلنتوكل
| |
| | | نورا العدوية عضو سوبر
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الثلاثاء أبريل 16, 2013 3:48 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأزواجه وأهله وذريته وأصحابه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم
يقول الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة رضي الله تعالى عنه وأرضاه : لنتناول أطراف هذه القصة ومواقفهم وأقوالهم فيها لنحكم الحكم السليم على موقف سيدنا يوسف بأنه لم يهمّ لا تفكيرا ولا فعلا بمجاراة امرأة العزيز فيما دعته إليه ، ووفقا لترتيب الأحداث في الآيات نجد : سيدنا يوسف : "هي راودتني عن نفسي" و "معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون" و " رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه" و "إلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن" والصبو هنا بمعنى حديث النفس بالشيء مثل الهمّ وحرف (إلا) أصله (إن لم) وبما أن الله صرف عنه كيدهن فهو لم يصبُ ولم تحدثه نفسه بالفاحشة أبدا ، إذن ليس له رغبة ولا نية في فعل الفاحشة .
امرأة العزيز :
"أنا راودته عن نفسه فاستعصم" و "ولئن لم بفعل ما آمره ليسجنن" إذن هي التي فعلت كل شيء ولم يفعل هو أي شيء والدليل أنه سُجِنَ بعد ذلك . نسوة المدينة : "فلما رأينه أكبرنه " و "وقلن حاش لله ما هذا بشرا ، إن هذا إلا ملك كريم" و "قلنا حاش لله ما رأينا عليه من سوء " .
الله (جلّ جلاله) : "آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين" و "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين" وفصرفنا عنه كيدهن" والفحشاء يقصد بها هنا الزنا ، والسوء أقل من الزنا أي المقدمات ومنها الهمّ ، إذن ربنا صرف عن يوسف الاثنين الزنا وكل مقدماته .
الشيطان : ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين" (الحجر 40) .
الشاهد : شهد في صفه في الآيتين 26 و 27 من سورة يوسف . "وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قُدًّ من قُبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قُدًّ من دبر فكذبت وهو من الصادقين * فلما رءا قميصه قُدًّ من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم"
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الأربعاء أبريل 17, 2013 10:54 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأزواجه وأهله وذريته وأصحابه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لصاحب المشاركة
شكرا جزيلا لأصحاب الردود
وأقدم لكم هذا هذا البحث القيم إضافة جديدة إلي ما كتب المفسرون في صور سابقة من المتقدمين والمتأخرين وتصحيح لمفهوم خاطئ وقع فيه بعض المفسرين القدماء في تفسير قوله تعالي {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } (24) سورة يوسف إذ استعان الشيخ في قضية سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام بما وهبه الله من فكر عميق واحاطة باللغة ودلالات ألفاظها , وإدراك معانيها وبما تفضل الله به عليه من وعي بالبيان فقد استخدم ذلك كله في الوصول إلي تأكيد قضية البراءة لنبي من أنبياء الله عليهم جميعاً صلوات الله وتسليماته , كما استدل بأبيات من الشعر القديم , لإقناع بما أراد 0ولذا فإن هذا البحث يعد مشكاة مضيئة يهتدي بها الحائرون لأن شيخنا أفرغ فيه خلاصة ما وعاه من كتب التفسير وأبطل بالحجج القوية ما دونه المفسرون من إسرائيليات لم يفطن إليه بعض المطلعين وذلك في تفسير قوله تعالي : {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } (24) سورة يوسف أسأل الله جلت قدرته أن يثيبه خير الجزاء على هذا العمل القيم البحث تحقيق الكلام في براءة يوسف عليه السلام تأليف الأستاذ عبدالحميد أحمد شحاتة المالكي العدوى رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مثواه
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الأربعاء أبريل 17, 2013 11:10 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم تقديم الحمد لله والسلام علي رسول الله أما بعد:
قد طلب مني بعض طلاب معهد أحمد العربي للقراءات بالبيضاء تفسيراً لآيتين من القرآن الكريم هما قوله {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (23, 24) سورة يوسف ما لهما من الأهمية لكل باحث عن الحقيقة فاستجبت لطلبهم راجياً من الله أن يباعد بينى وبين الزلل في الفكر والخطأ في التعبير , وأن يلزمني الأدب عند الكلام علي هذا النبي الكريم المعصوم , وأن يلهمني الصواب وكلمة الحق في هذا الموضوع الشائك الخطير , الذي بقي مستوراً تحت ثياب النسيان والإهمال عن الكشف عن الحقيقة فيه ردحاً من الزمن . وألزمت نفسي ألا أخرج في تفسير هاتين الآيتين عما يصرح به كتاب الله تعالي , أو يشير به أو يلمح إليه , غير معتمد قطعياً علي ما ورد في بعض التفسير من الروايات الواهية الإسناد ,الباطلة المقصد , التي تفيد التنائي عن عصمة الأنبياء التي أثبتاه الله تعالي لهم في كتابه , والنبي صلي الله عليه وسلم في سنته , حيث أن هذه الروايات ليس لها أي سند من النقل ولا من العقل إلا ما أخذ عن علماء أهل الكتابين : التوراة والإنجيل عن قصد أو غير قصد. كما ألزمت نفسي أيضاً أن يكون بحثي هذا خالياً من التعصب للرأي , متنائياً عما لا يليق في هذا النبي الكريم المعصوم المشهود له بالبراءة وبطهر من الله تعالي في كتابه الكريم ومن جميع الأطراف التي ورد لها ذكر في قصته , ذاكراً من الأقوال المعتمدة الصحيحة ما يظهر لي أنه الحق والصواب وما يتسق مع نظم الآيات والجمل والكلمات المرتب بعضها علي بعض متوخياً الأسلوب الواضح الذي لا تمجه الأسماع ولا تنأي عن قبوله العقول والأفهام .
فأقول وبالله التوفيق: الآيتان الكريمتان { وَرَاوَدَتْهُ }{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ} جاءتا بعد ما قص الله تعالي علينا في هذه السورة من شراء العزيز له من الجماعة السائرة الذين أخرجوه من الجب بأرض فلسطين وجاءوا به إلي مصر لبيعه فيها. وقد كان من حظ العزيز وهو الحاكم المختص بشرطة الدولة والمؤتمر بأمر ملكها في ذلك الحين أن كان يوسف عليه السلام في حوزته حيث مكنه من الإقامة معه , وأكرم مثواه بأوسع إكرام لما تفرسه فيه من كرم المتحد وشرف النسب طيب الأصل ونزاهة النفس وكمال العصمة ونهاية العفة , مع الجمال الباهر في صورته, والحسن الفائق في طلعته , وتبين له أنه جمع بين جمال الباطن وجمال الظاهر. ولكن هذا الجمال الباهر والحسن الفائق قد يجني علي صاحبه أحياناً ويتعبه آناً وما أجمل ما قاله الشاعر في هذا المعني : وكم رمت قسمات الحسن صاحبها ***** وأتعبت قصبات السبق حاويها وزهرة الروض لولا حسن رونقها***** لما استطالت إليها كف جانيها أقام يوسف عليه السلام في حوزة العزيز حتي شب عن الطوق, وتكاملت قواه. وزادت نضارته , وما أظهرت عليه علامات الشباب وعلامات الجمال الباهر والحسن الفائق حتي سرت في قلب امرأة العزيز ثائرة الحب له , والعشق فيه , وظهر منها ما كان خفياً , وبدا منها ما كان كامناً في حنايا صدرها واضحاً جلياً , فلم تطق عليه صبرا وشرعت تبحث عن طريق لتنفيذ رغبتها ونيل طلبتها فغلت الأبواب وأحكمت قفلها , ولبست من الثياب الفاخرة أجملها , وظهرت بأبهى زينة وأجمل حلية وصارحته بما تريد , وأعربت له عما تبغي , وقالت له في عبارة الطالب للمطلوب والحبيب للمحبوب ما حكاه عنها رب العزة في كتابه حيث قال : ( وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ) . فماذا كان جواب يوسف عليه السلام وهو النقي الفطرة , العفيف النفس , الكريم النسب, والشريف الحسب المعصوم من الذنوب صغيرها وكبيرها خطئها وعمدها ، الطاهر الذيل والمبرأ من العيب؟ قال لها : قولة الأبي القوي الشجاع الحر المتحلي بدينه والمتزين بخلقه (مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ). يا لها من عفة وعزة ورجولة في شهامة , وخلق في دين , ودين في خلق , التجأ الكريم إلي ر به مستجيراً مستنجداً من قبح ما دعته إليه , ومن سيئ ما طلبته منه في الجملة الأولي من جملة الثلاث. ثم ثني باستنكاره لهذا الطلب فهو خيانة كبيرة وجريمة عظيمة في حق من أكرم مثواه , واتخذه ولدا , ثم ثلث ما طلب منه لو نفذ لكان ظلماً وتعدياً وهتكا للأستار والحرم. وهذا مما تحرمه الأديان أعظم تحريم , ويجازي عليه الإله أعظم جزاء , وهكذا تكون العفة في أوج كمالها والنزاهة باسمي معانيها , من إنسان قد اجتباه ربه وصفاه لخدمته , وأخلصه لحضرته وقال عنه في كتابه: (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) . لكن امرأة العزيز التي قد امتلاء قلبها بحبه وملك منها شغاف قلبها , وغفلت عن كل نتيجة تترتب علي فعلها لما رأت من يوسف هذا الإعراض التام والإباء الأشم بعد أن فشلت في مراودته بإغرائه بحسن التحلي وإظهار الزينة , وبلين الكلام والرفق مرة أخري . لم تيأس من تنفيذ رغبتها , ونيل مطلبها ولجأت إلي طريق أخر حتي لا تضيع منها هذه الفرصة التي سنحت لها والتي كانت تتمناها وترجوها طوال إقامته معها فهمت أن توقع به سلطانه ونفوذها , لتحمله علي الفعل جبرا , وتقسره عليه قسرا وتلزمه به إلزاما , ولما تحقق يوسف منها هذا العزم , وعرف منها هذا القصد , أراد أن يرد علي عزمها بالمثل ويدفع عن نفسه ذلك الهم, ولما كان دفع يوسف عليه السلام أمراً غير مأمون العواقب, فقد يوقعه فيما هو أشد من الفعل , أسرع إليه لطف الأله اللطيف فثبت جنانه وألهمه برهانه فأعرض عنها بكليته وأعطاها ظهره وولي إلي الباب هارباً. وقد سقط في يد امرأة العزيز حينما شاهدت يوسف عليه السلام وقد ضرب عنها صفحاً , معرضاً عنها , ممتنعاً من مواجهتها كمالا الامتـناع , ونبذها خلفه ظهريا , ولاذ بالطريق إلي الباب ليجد المنفذ من ذلك الضيق , وليستقبل الفرج بعد الشدة , واليسر بعد العسر , ولم يكن أمام امرأة العزيز إلا أن تمسك بقميصه وتشتد بثوبه وتستميت فيه استمامة الغريق بمن ينجده والمشرف علي الهلاك بمن ينقذه , أدي هذا الإمساك إلي قـد قميصه من دبره واشتد صراع الجانبين , فيوسف عليه السلام يبغي الإفلات من حيالها , والخروج من قبضتها , وامرأة العزيز تأبي تنفيذ رغبتها وقضاء وطرها . فيا لها من شدة وكرب وبلية وهم ! أما لهذا الليل من آخر ولهذا الضيق من فرج.
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الأربعاء أبريل 17, 2013 11:34 pm | |
| لكن الله جلت قدرته وعظمت حكمته لم يترك صفيه هملاً , ولم يدعه سدي فقد آذنـه ) اعلمه بالفرج بعطفه ومنحه اليسر بمنه . فقد جاء العزيز إلي الباب طارقاً وله فاتحاً وهالـه ذلك المنظر العجيب والمظهر الغريب فطاش منه عقله وطار عنه لبه , وذهل عن نفسه , ولكن امرأة العزيز وقد ظهر لها زوجها مشاهداَ منها منظرها سارعت في ذلة وخضوع لتلصق التهمة وتثبت الفعلة بيوسف عليه السلام قائلة لزوجها { قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ولم يكن أمام يوسف عليه السلام إلا أن يدفع عن حوزته ويذود عن حياضه هذه التهمة المصطنعة والحيلة المفتعلة قائلاً للعزيز في عزة العفيف وبراءة الطاهر ودفاع الشجاع وذود الحر الأبي القوي { هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي َ} سمع العزيز كلامها فرأى لكلا الجانبين دعوى ينقصها الدليل وتعوزها الحجة ماذا يصنع العزيز وبما ذا يحكم ؟ والشاعر الحكيم يقول : والدعاوى ما لم تقيموا عليها ***** بينات أبناؤها أدعياء وقد يظهر بادئ ذي بدء لمن يعوزه الإنصاف وتتحكم به العصبية قبول حجة امرأة العزيز بضعفها وقوته وبظهورها بذلة الضعيف وخنع الجبان الخائف لكن الله تعالي القوي القادر الحكم العدل أرسل إليه حجته ودليله وبرهان براءته هو شاهد من أهلها وقريب من أقربائها سواء كان هذا الشاهد رجلاً حكيماً عاقلاً رشيداً أم كان طفلاً بريئاً أندفع هذا الشاهد ولسان حاله يقول : أيها العزيز انظر إلي هذه القضية بقلب مفتوح وعقل سديد فلا تحملنك العاطفة علي الخطأ في الفكر ولا الحمية علي نبذ العقل واحكم بمقتضى الدليل واطرح المراء والتضليل
{إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ} وهنا ظهر للعزيز بصيص من العقل الراجح , وأطلت عليه نافذة من الفكر السليم , فنظر إلي قميص يوسف عليه السلام فوجده قد قد من دبره فعرف أن الحيلة حيلة امرأته وأن قصدها من كل ما فاهت به تغطية الحق وإظهار الباطل , فلم يرفع لكلامهما رأساً ولم يقمله وزناً وصرح ليوسف ملتفتا , ومنه راجياً معتذرا عما ألصقته به امرأته من تهمة وما رمته به من فرية وراجيا منه أن يكتم تلك الحادثة ويخفي معالم الواقعة فاقتنع العزيز بما أتي به الشاهد من برهان وما أرعب عنه من دليل قائلاً لكل منهما ما يناسب حاله {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }
وهكذا أراد الحق جل وعلا أن يكون هذا القميص برهاناً لنجاته ودليلاً لبراءته وسيكون أيضا في نهاية القصة لعيني والدها نوراً ويرد بصره له كرامة ومعجزة
وبذلك كله ظهر أن الباطل لا بد من أن يختفي وإن كثرت معه الحيل والأعوان , وأن الحق لا بد أن ينتصر ولو قل معه الأنصار والخلان وما أصدق قول الله عز وجل في كتابه الكريم : {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} صدق الله العظيم 0 وإلي هنا ينتهي ما أردنا كتابته عن هاتين الآيتين بالأسلوب القصصي وسنعرض فيما بعد الكلام عنهما بالأسلوب التحليلي راجين منه تعالي العون والتوفيق والسداد والرشاد بمنه وكرمه . ------------------------------------------------
"المعني التحليلي للآيتين " : معاني المفردات: { وَرَاوَدَتْهُ } معني المراودة: طلب الغير لقضاء مطلب من المطالب والمراد به هنا معروف وواضح { هَيْتَ} بجميع لهجاتها بمعني أقبل نص عليه الإمام الرازي في تفسيره {لَكَ } خبر لمبتدأ محذوف تقديره خطابي لك وكثيرا ما تحذفه العرب بعد الأمر كما هنا وبعد الدعاء لهم كقولهم: رعيا لك وسقيا لك ومعناه رعاك الله وسقاك الله دعائي لك { مَعَاذَ اللّهِ} مصدر منصوب نائب عن فعله مأخوذ من عاذ بمعني استجار أي طلب ان يكون في جوار الله وحصنه { إِنَّهُ رَبِّي} أي سيدي الذي يربيني مَثْوَايَ} إقامتي مأخوذ من ثوي بمعني أقام ،أي فعل بي الفعل الحسن في إقامتي معه في منزله { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} المتعدون الحدود التي حدها الله تعالي بمراعاة حقوق الخالق والمخلوق { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ} الهم هو القصد العادي وهذا لا يتعلق بالذوات والأشخاص فإذا صاحب هذا العزم قوة تعلق بالأشخاص تقول هممت به أي عزمت عليه بقوة وقد تعلق الهم في هذه الآية بالشخص فوجب أن يكون معناه العزم علي المهموم عليه بقوة وهذا المعني هو المراد في الآية كما وضحناه في الشرح القصصي والتحليلي ولا يصح أن يراد به مطلق القصد لأنه مخالف للوض العربي لتعلقه بالشخص والله أعلم. والمهموم هنا محذوف ومنوي , والمهموم من جانب امرأة العزيز غيره من جانب يوسف عليه السلام كما وضحناه في الأسلوب القصصي والتحليلي. { رَّأَى} مأخوذ من الرأى متعلق بالجنان لا بمعني رؤية البصر, ولا بمعني العلم وذلك لأنه لو كان من رؤية البصر لكان منصوبها من الذوات ومنصوبها هنا هو البرهان وهو ليس بذات ولو كانت بمعني علم لنصبت مفعولين ولا يوجد هنا إلا مفعول واحد فتعين أن يكون ظهور الشيء بداهة وهو الذي نسميه " الرأى" ولا شك أن المعني هذا أوفق وأليق بسياق الكلام لأن الذي بدهه وفجأة ظهوره هو البرهان فلذا كان هذا المعني هو الأوفق والأليق. ويجوز أن يكون بمعني علم حذف مفعولها الثاني. {بُرْهَانَ رَبِّهِ } للبرهان عدة معان منها المعجزة كما في قوله تعالي: {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} ومنها القرآن كما في قوله تعالي { قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ } ويجوز أن يراد به النبي محمد صلي الله عليه وسلم ومنها النور الذي يقذفه الله في قلوب عباده الأنبياء والمرسلين وفي قلوب عباده المؤمنين الصادقين كما حدث لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين ألقي الله في قلبه أن سارية قائد جيش المسلمين في الحرب في مقاطعة نهاوند قد يحيط به جيش الأعداء فصاح بأعلى صوته من علي منبر النبي صلي الله عليه وسلم بمسجد صلي الله عليه وسلم يا سارية الجبل فسمعه سارية وقال إن عمر بن الخطاب يناديني من قمة الجبل ويقول اصعد الجبل وكما حدث لأمير المؤمنين عثمان بن عفان حين قدم عليه أنس بن مالك فقال له أمير المؤمنين عثمان بن عفان يدخل علي أحدكم وأثر الزنا ظاهر في عينيه فقال له أنس أوحي بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :عثمان لا لكنه فراسة صادقة وبرهان , فسمي أمير المؤمنين عثمان بن عفان هذا النور فراسة وبرهانا , ولا يصح أن ير في هذه الآية إلا هذا المعني أي النور الذي قذفه الله في قلب يوسف عليه السلام حيث ألهم به الفرار إلي الباب ليكون منجاة له من كيد امرأة العزيز ودليلاً علي براءته وكل ذلك موضح في الشرح والبحث انتهي. والجملة التي ذكرناها عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان نص عليها الإمام عبدالله بن أبى حمزة في كتابه بهجة النفوس وتحليلها لمعرفة ما لها وما عليها. ( السُّوءَ ) كل ما يعكر علي الشخص صفوه. (الْفَحْشَاء) كل أمر ينكره الشرع والعقل والمقصود بها هنا فاحشة الزنا {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} { الْمُخْلَصِينَ} بكسر اللام وفتحها فالمخلص بكسر اللام من أخلص نيته في لطاعة وفعلها لله تعالي وحده والمخلص بفتح اللام هو من جعله الله خالصاً لعبوديته وطاعته , ويتحد المعنيان في القراءتين . هذه معاني المفردات
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 12:52 pm عدل 2 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 8:40 am | |
| هذه معاني المفردات المعني الإجمالي: قبل أن نعرض للمعني الإجمالي للآيتين نبدأ بإيراد مقدمة يتحتم علي الباحث إيرادها وهي: أن هاتين الآيتين لا بد أن يكون لكل واحدة منهما معني مستقل عن الأخرى ولا بد أيضا أن يكون بين المعنيين ارتباط تام , ولا جائز غير ذلك 0 والكلام في هذا من مقامين: الأول: أن يكون المعني للآية الثانية مترتبا علي معني الآية الأولي ويكون غير جار علي معني التأكيد لمعني الآية الأولي0 الثاني: أن يكون المعني للآية الثانية جارياً مجري التأكيد للآية الأولي ولا ثالث لهما
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 1:12 pm | |
|
معني الآيتين من المقام الأول:
أن امرأة العزيز حين امتلاء قلبها بحب يوسف عليه السلام وسلك منها مسلك الروح من الجسد أرادت أن تقضي منه وطرها وتبرد نار عشقها فألانت له الحديث , وأغرته بكل أنواع المغريات
وقالت له: أقبل إلي لتقضي حاجتي إليك وتنفذ لرغبتي فيك , فأبى يوسف عليه السلام أشد الإباء وقال لها: { مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} وهذا المعني ذكرناه مختصراًمعتمدين علي ما شرحناه في الأسلوب القصصي ولنتابع الشرح للآية الثانية فنقول: حينما رأت امرأة العزيز أن إقدامها علي مراودة يوسف عليه السلام باء بالفشل لأنها قابلت جبلاً أشم , لا يهم بمعصية ولا ينثني بمراودة , ولا يلين إلا إلي طاعة ربه ورضاء خالقه , كرمت نفسه فما يخطر السوء غلي قلبه, ولا الفحشاء , لجأت ‘لي طريق أخر لتنفيذ رغبتها , ونيل مطلبها وقد كانت ذات امرة عليه وسلطان ونفوذ فقد كانوا يدعون أنه فتاها وهي سيدته, أرادت أن تستخدم هذا النفوذ وذلك السلطان , لحمله علي الفعل جبراً , وتقسره عليه قسرا وتلزمه به إلزاما, فهمت به أن توقعه علي الفعل بذلك السبب وتلك الحيلة لكن يوسف عليه السلام لم يكن موقفه في هذه المرحلة بأقل قوة وشدة منه في المرحلة الأولي , بل كان موقفه أشد وأصلب وأعز وأقوي فقد هم بها ليدفع عن نفسه ذلك الخطر المحدق والمحنة النازلة , هم أن يدفعها عن نفسه بقوة تماثل قوتها وشدة تجابه شدتها , وكان ذلك له ضرورية وبه حريا لكنه عليه السلام وقد كان ذا صبر وأناة علاوة علي قوته وشدته فكر قليلاً , وسرعان ما لاحظته عناية ربه وألطاف خالقه إذ أسرعت له تلك الألطاف ولسان حاله يقول له : لتعدل عن هذه الخطة التي رسمتها , وألجأ إلي طريق أبعد عن الشبه , وأقرب إلي نجاتك وأدل علي براءتك .
لذ بالفرار إلي ربك فبرهان براءتك في " فرارك" وعدم مجابهتها ولو بقيت لها مواجهاً ومعارضاً لمزقت ثيابك من الأمام وخشمت وجهك ولو لذت بالفرار إلينا لكتبت لك السلامة والنجاة فسيكون فرارك إلي الباب سبباً لقد قميصك من الخلف والوراء وسلامة وجهك من الكيد والافتراء الذي سيأتي به الشاهد فيما بعد لبراءتك نتيجة البرهان دليلاً ولطهارتك حجة وبرهاناً . وهذا هو البرهان الذي أخبر عنه الله عز وعلا بقوله { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } .
وإنما فسرنا الهم من جانب امرأة العزيز بالقسر علي الفعل لأن الدلائل عليه واضحة والدواعي فيه متوفرة .
كما فسرنا الهم من جانب يوسف عليه السلام بإرادة دفعها عما طلبته منه لأنه المناسب لقوله أولاً: { مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} لأنه قد امتنع عن طلبها حين راودته عن نفسه مع ما صاحبها من أنواع المغريات الكثيرة التي تطيش معها العقول , وتحار فيها الألباب فلا بد أن يمتنع من طلبها أيضاً حين تقصده بالقسر والجبر ومن المقطوع به أن الامتناع والإباء في حالة المراودة وما صاحبها اشد وأقسى علي النفس من القسر والجبر فلا جرم أن يكون امتناعه في كلتا الحالتين من لطف الله تعالي وعصمته إياه .
ويؤيد كل ما قلنا في شرح الآيتين عدة أدلة نذكرها فيا يأتي:
الأول: أن آية المراودة وردت لاحقة لآية قبلها مترتبة عليها شأن جميع آيات السورة التي تحكي قصة واحدة مترتبة , كل آية منها تصور لنا مرحلة من مراحلها – وهذه الآية هي قوله تعالي :
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} ومعني الحكم الذي أوتيه نبي الله يوسف عليه السلام هو إصابته الحق في العقيدة والقول والفعل والسلوك .
ومعني العلم هو معرفة الحق وإتباعه في كل ما يعتقد وما يقوله وما يفعله وما يسلكه , وختمت الآية المذكورة بأن هذا الإيتاء ثمرة اتصافه بالإحسان الذي هو بلوغ الغاية في جميع أعماله الحسنة ومعني الإحسان ما بينه النبي صلي الله عليه وسلم : أخبرني عن الإحسان فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ولا شك أن أتصاف نبي الله يوسف عليه السلام بالإحسان إنما نشأ من عبادته لربه علي هذا المقام وهو يعبد الله كأنه يراه فلذلك أتاه الله ثمرة ذلك الإحسان فوهبه الحكم والعلم وأن كل من عبد الله علي هذا المقام مهيأ لأن يمنح عطايا حسبما يريده الله من هبته له من الحكمة والعلم وهذا معني قوله تعالي { وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} الذي هو بلوغ الغاية في جميع أعماله الحسنة ولابد حينئذ أن تكون قصة المراودة والهم وقعت بعد أن آتاه الله الحكم والعلم , ومن البديهي أن وصفه بهذه الأوصاف الكريمة قبل إيراد الخبر عن حال المراودة والهم دليل صريح علي أن هذه المراودة والهم لم تغير مما اتصف به نبي الله يوسف عليه السلام من الحكم والعلم والإحسان بل لابد أن تنزل به هذه النازلة وهو متسلح بسلاح الحكم والعلم واتصافه بالإحسان فلا يتأثر أبداًَ بالمغريات , ولا بأي وسيلة أخري من الجبر والقسر.
كما أن ختام الآية الثالثة عقب الآية تؤيد وتؤكد المراد من هذه الآية وهي قوله تعالي:-{ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} ويكون إيراد آية المراودة والهم وردت علي سامعها بعد أن ثبت في قلب السامع ويقينه أن هذه المراودة والهم إنما واجهت جبلاً ثابتاً أشم لا يتزعزع بوسائل المغريات ولا بوسائل الجبر والقهر.
وفي اعتقادنا أن إيراد هذه الآية في مقدمة آية الإخبار عن قصة المراودة والهم يعتبر أساساً من الأسس المتينة الثابتة الدالة علي كمال عصمة نبي الله يوسف وبراءته مما يتوهم من ظاهر الآيات الواردة بعهدها.
فإن قلت إننا نفهم من تقريرك في الشرح التحليلي لمعني الآيتين أن قول الله عز وجل :- {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا } الخ آية سابقة تصور مرحلة من مراحل القصة , وأن قوله عز وجل { وَرَاوَدَتْهُ } إلي أخر الآية تصور مرحلة تليها وأن قوله تعالي :{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ}إلي أخر الآية تصور مرحلة ثالثة – وأن قوله تعالي : { وَاسُتَبَقَا الْبَابَ } بعدها تصور مرحلة رابعة .
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 1:44 pm | |
|
ومن الواضح في شرحك السابق أن نبي الله يوسف عليه السلام حينما ألهم الفرار إلي الباب وهو المقصود برؤيته نتيجة البرهان هو بينه معني قوله تعالي :{ لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } فكيف يكون قوله تعالي{ وَاسُتَبَقَا الْبَابَ } يصور مرحلة رابعة وهو مفاد المرحلة الثالثة علي حد قولك وشرحك قلت : إن المرحلة الثالثة تفيد شروع يوسف عليه السلام في الفرار إلي الباب ليجد المنقذ من ذلك الضيق الذي هو فيه فهو مرحلة ثالثة بالنسبة له أما استباقهما إلي الباب حدث بعد أن رأت امرأة العزيز شروعه في الإقدام علي الخروج إلي الباب فحاولت بوسائلها المستميتة منعه من الخروج ولم تقف مكتوفة الأيدي خوف ضياع فرصتها فقابلت شروعه في الوصول إلي الباب بمحاولة منعه منه.
ولم تجد بدا من أن تمسك بقميصه من دبره ومن هنا نتبين الغرض من استباقهما وهو أن يوسف عليه السلام يبغي الإفلات منها وامرأة العزيز تأبى إلا منعه من الخروج , فتلك هي مرحلة رابعة بالنسبة ليوسف عليه السلام حيث كانت النتيجة غلبة يوسف عليه السلام لامرأة العزيز بدخول العزيز عليهما وهما علي هذه الحالة من الاستباق ومن هنا تبينا أن الآية الرابعة تصور مرحلة رابعة بالنسبة ليوسف عليه السلام .
الثاني: أن الله تعالي شهد له بالبراءة والطهر والعفة والإخلاص عقب أن أخبر أنه هم بها أربع مرات تصريحاً وتلميحاً.
أولاها: قوله تعالي{لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} ولتوضيح ذلك نقول في قوله { كَذَلِكَ} كاف التشبيه واسم إشارة وكاف التشبيه لا تدخل إلا علي المتشبه به , واسم الإشارة مجرور الكاف هو المشبه به وعلينا حينئذ بيان مرجع اسم الإشارة لنعرف المشبه به ثم علينا أيضاً بيان المشبه حتي يتم التناسق بين المشبه والمشبه به
وإذا أنعمنا النظر فيما سبق اسم الإشارة من الجمل الثلاث وجدنا أن بها أموراً ثلاثة كل منها يصلح أن يكون مرجع اسم الإشارة وبيانها :-
الأول: إباء يوسف عليه السلام وامتناعه عن إجابة ما طلبته منه امرأة العزيز وهذا مأخوذ من قوله تعالي { قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}
الثاني: هم يوسف عليه السلام بامرأة العزيز وهذا مأخوذ من قوله تعالي {وَهَمَّ بِهَا}
الثالث: رؤية يوسف عليه السلام برهان ربه وهذا مأخوذ من قوله { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}
وإذا أنعمنا النظر ثانيا لم نجد واحداً من الأمور الثلاثة أولي بمرجع اسم الإشارة من الآخر فليكن مجموع الأمور الثلاثة مرجع اسم الإشارة , يرجع رؤيته برهان ربه لقربه من اسم الإشارة كما يقولون مرجع الضمير إلي اقرب ما ذكر لأن مثل هذا النوع من الأسلوب ورد فيه اسم الإشارة راجعاً إلي مجموع ما قبله في القرآن الكريم , ومثاله قوله تعالي{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (68) سورة الفرقان
فمرجع اسم الإشارة في الآية يرجع إلي مجموع ما قبله وهو الشرك المأخوذ من قوله { لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}وقتل النفس المأخوذ من قوله تعالي: {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} والزنا المأخوذ من قوله تعالي { وَلَا يَزْنُونَ}وتفسير مرجع اسم الإشارة بالشرك لسبقه , أو بالزنا لقربه الرجيح بغير مرجح وعدول بالكلام عن الظاهر ويتعين أن يكون مرجع اسم الإشارة إلي مجموع ما قبله ويتعين بالتالي أن يكون مرجع اسم الإشارة إلي كل من إبائه وهمه ورؤيته برهان ربه وأن يكون هو المشبه به هذه خطوة أولي !
الثانية: توقع الجار والمجرور في محله رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره الأمر منا والشأن بيوسف كذلك
الثالثة: قوله تعالي: { لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
الرابعة: معني الآية علي هذا الإعراب إباء يوسف عليه السلام وهمه بها ورؤيته برهان ربه شأن الله في إيجادها بيوسف أن يكون سبباً ومقدمة لأن يصرف الله عنه السوء والفحشاء فيما يستقبل من الزمن فهي مقدمة لبيان عصمته التي فطره الله عليها وعصمه من السوء والفحشاء , فبيان العصمة من السوء والفحشاء هي المشبه وإباء يوسف عليه السلام وهمه بها ورؤيته البرهان هو المشبه به ووجه الشبه في كل هو الحفظ من وقوعه في المعصية حتى تتم عصمته إلي آخر حياته
الخامسة: ثبت أن امتناع يوسف عليه السلام عن إجابة مطلب امرأة العزيز وهمه بها ورؤيته برهان ربه كلها دلائل حفظ وصيانة وعصمة , ودليله أن هذه الأمور الثلاثة هي المشبه به وأن صرف السوء والفحشاء وهو المشبه فوجب أن تكون كلها دلائل حفظ وعصمة حتي يصح التشبيه
السادسة: إذا ثبت أن امتناعه عليه السلام دليل عصمة وثبت أن رؤيته برهان ربه دليل عصمة وجب أن يكون همه عليه السلام بامرأة العزيز دليل عصمة بدليل إيراده في سلك دليل عصمة قبله , ودليل عصمه بعده ولا يصح في الأسلوب القرآني الفصل بين دليلي عصمة بما يدل علي منافي العصمة , لأنه بين البطلان والفساد وتبين بالقطع انه ليس هماً بمعصية بل بأمر آخر.
السابعة: إذا ثبت أنه ليس همه عليه السلام هماً بمعصية , بل بأمر آخر , وجب أن يكون الهم هم دفع المعصية وعبر عن الدفع بالهم علي سبيل " المشاكلة اللفظية " وذلك وارد في القرآن الكريم
ومثاله قوله تعالي: حكاية عن المنافقين في الربع الأول من سورة البقرة { وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ * اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ } فقوله تعالي:{ اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ } معناه مجازاتهم علي استهزائهم وليس استهزاء علي الحقيقة وإما عبر بالاستهزاء عن المجازاة " مشاكلة لفظية" وورد في كلام العرب المأثور دفع الشر بالشر – فالشر الأول حقيقة , والشر الثاني شراً حقيقة ولكنه مجازاة , ودفع للشر , وعبر عنها بلفظ الشر مشاكلة لفظية.
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 1:55 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 1:47 pm | |
|
والخلاصة أن همه عليه السلام ليس هماً بمعصية وإنما هو هم دفع امرأة العزيز عن أن توقعه في حبائل كيدها وبهذا التقرير ثبت أن قوله تعالي {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء} شهادة من الله تعالي ببراءة ساحته عليه السلام من الوقع في معصية وبعصمته من جميع الذنوب والمعاصي وهذا الوجه الذي ذكرناه علي تقدير أن قوله تعالي : {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء } متعلق بمحذوف هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره الأمر والشأن منا كذلك وهذا الوجه قد ذكره الزمخشري في كتابه ويصح فيه إعراب آخر وخلاصته أن يكون الجار والمجرور متعلقا بفعل محذوف تقديره أردنا وهذا الفعل عامل في قوله { لِنَصْرِفَ }علي أن اللام حرف جر زائد وأن الفعل المضارع بعدها مفعول به لذلك الفعل وقوله { كَذَلِكَ }صفة لمصدر ذلك الفعل وهذا الأعراب أحصر وأنسب وأولي أما كونه أخصر فلعدم احتياجه إلي تقدير مبتدأ مع الفعل مصرحاً به في كثير من الآيات كما في قوله تعالي : {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء } وأما كونه أولي فلأنه علي التقدير الأول كانت الجملة التي هي المبتدأ والخبر فاصلاً بين قوله تعالي {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ }و بين قوله تعالي { لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء...}
وأما علي هذا الإعراب فليس الأمر فيه كذلك فهي مرتبطة بما بعدها والتي بعدها مرتبطة بواسطة اسم الإشارة بما قبلها وحينئذ يتم التناسق والارتباط في كل منهما ويكون تقدير الكلام علي هذا الإعراب علي النحو التالي:
أردنا أن نصرف عنه السوء والفحشاء فيما يستقبل من الزمن كذلك الصرف السابق ذكره في امتناعه عن المراودة وهمه بها ورؤيته البرهان.
ولإقامة الدليل علي التشبيه نسلك في هذا الإعراب ما سلكناه في الإعراب الأول سواء بسواء فان قلت لم عبر الفعل المضارع في قوله تعالي{ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء... الخ} قلت عبر لإفادة التجدد.
أي أن هذا هو معني السوء أو يفر به من زمن ومكان وقوع الفحشاء حتي يتم له أمر دينه وتبليغ رسالته وهذه شهادة من الله تعالي علي دوام صيانته وعصمته من كل سوء وفحشاء .
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 2:05 pm | |
|
الشهادة الثالثة: أن الله تعالي عبر في جانب الصرف بالآم في قوله{ لِنَصْرِفَ } دليلاً علي أن هذا الصرف مؤكداً لأن إدراج الآم في المعمول به دليل التأكيد.
الشهادة الرابعة:- قوله تعالي: { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}فقد أدرجه عليه السلام في عباده المخلصين وهم الذين اصطفاهم لخدمته وعبوديته وعصمهم من إغواء إبليس , فلم يكن له عليهم سلطان وسجل ذلك لهم في سورة من القرآن الكريم فقال في سورة الحجر رداً علي إبليس{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } ومثلها في سورة الإسراء وسورة ص , وإذا كان الله عز وجل قد عصمه من كيد الشيطان الخارجي فلأن يعصمه من شيطان الشهوات والهوي أولي وأحري . الشهادة الخامسة: قوله تعالي {الْمُخْلَصِينَ}قرئ بكسر الآم وبفتحها وهذه المادة تدل بجوهرها علي عدم مخالطة أي شيء فيه سوي عبادته لربه فلا يخالط عقيدته في الله ما ينافي نبوته ولا في لسانه وجوارحه ما يتنافي مع هذه النبوة والرسالة فلو شاب قلبه هم بمعصية لم يكن مخلصاً وكيف يصح ذلك وقد أثبت الله عز وجل له الخلوص والإخلاص الأمر الذي هو صريح في أنه عليه السلام لم يهم بمعصية وهذه شهادة من الله عز وجل .
فهذه الشهادات الخمس التي سجلها الله له في كتابه عقب إخباره بأنه هم بها دلائل قاطعة وصريحة في أن همه عليه السلام لم يكن هماً لمعصية وإلا تناقضت مع باقي الكلمات وليس في كتاب الله تعالي اختلاف ولا تناقض هو{ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} و{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} .
الدليل الثاني: بعد أن سجل الله تعالي هذه الشهادات الخمس التي شرحناها في الدليل الأول نقول إن جميع الأطراف التي لها ذكر ومدخل في هذه الواقعة قد شهدوا له بالبراءة والطهر والعفاف وتنحصر هذه الأطراف فيما يأتي:
1- شهادة يوسف عليه السلام لنفسه
2- شهادة الشاهد
3- شهادة العزيز
4- شهادة امرأة العزيز نفسها علي نفسها
5- شهادة الملك
6- شهادة إبليس اللعين
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 2:48 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 2:17 pm | |
|
بيان وتفصيل هذه الشهادات:
1-الأولي: شهـادة يـوسف عليه السلام حينما { وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
قال يوسف مبرئا نفسه من هذه الدعوى المفتعلة والحيلة المصطنعة {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي} وهذه شهادة منه لنفسه بالبراءة مما ادعته عليه امرأة العزيز
2-الثانية : شهادة الشاهد وكان من أهلها حيث قال الشاهد{ إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِين َوَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ} وقد وجد قد القميص من دبر وهذه شهادة بالبراءة ليوسف عليه السلام من هذه التهمة المصطنعة
3-الثالثة: شهادة العزيز حينما نطق الشاهد بشهادته ونظر إلي قميص يوسف فوجد قميصه قد قد من دبره قال العزيز لامرأته { إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} وهذه إدانة من العزيز لامرأته وتبرئة ليوسف عليه السلام مما ادعته عليه من الفرية والكذب والبهتان
4-الرابعة: شهادة امرأة العزيز نفسها علي نفسها وذلك في موطنين:
الأول: حين فشا أمر هذه الواقعة في حاشية العزيز وتكلمت به نساؤهم وقلن امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه فأرادت أن تجمعهن بحجة التكريم لهن بالطعام والفاكهة وبعد أن يجتمعن تخرجه عليهن ليرين جماله وحسن صورته ما تحار فيه اللباب وتندهش له العقول وعندها يعرفن العذر فلا يكثرن عليها اللوم والعذل{ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } قالت امرأة العزيز لهن { قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ } فقد اعترفت أنها راودته عن نفسه بعد أن كانت قد نفت ذلك كما أثبتت أنه عليه السلام برئ مما ألصقته به من تهمة وفرية وأنه عصم نفسه عصمة أكيدة بدليل وجود السين والتاء الدالتين علي التأكيد ثم زادت في تحديها له وأنها لا زالت في طلبها الأول تبغي تنفيذه جهراً وعلانية بعد أن كان سراً وخفية فقالت {وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ}
وهذه شهادة منها ببراءته في الموطن الأول
الموطن الثاني: حين أمر الملك بإخراج يوسف من السجن واستدعائه لمقابلته أصر يوسف عليه السلام ألا يخرج من السجن حتي تبرأ ساحته من هذه التهمة المفتعلة والحيلة المصطنعة وحتي ينظر في القضية مرة أخري من جميع جوانبها حتي يظهر الحق ويختفي الباطل وألقي التهمة علي النسوة اللآتي قطعن أيديهن متعمداً أخفاء أمر مراودة امرأة العزيز سترا عليها ومحافظة علي العشرة والجميل الذي أسدته إليه حين أقامته معها قائلاً لرسول الملك { مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ}
{ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}
فقول امرأة العزيز في هذا المجمع وأمام الملك{ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}آتية بجميع مؤكدات هذا المعني بلفظ أن والجملة الاسمية ولام التأكيد الأمر الذي يدل دلالة قاطعة وصريحة علي براءة يوسف وطهره وعصمته
وهذا أقوي دليل وأعظم حجة في براءة هذا النبي الكريم المعصوم حيث إن امرأة العزيز هي صاحبة الشأن في هذه القصة العجيبة
5-الشهادة الخامسة :شهادة النسوة اللاتي قعن أيدهن, وهذه في موطنين أيضاً:
الأول: جمعتهن امرأة العزيز { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ}
فقولهن {إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} شهادة منهن ببراءته عليه السلام , إذ لا يكون ملكاَ كريماً إلا وهو مرضي السيرة كامل في الأخلاق العالية والشيم الكريمة
الثاني: حين جمعهن الملك بناء علي طلب يوسف عليه السلام – وقال {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ}
شهادة منهن ببراءة يوسف عليه السلام من كل تهمة و فرية ألصقت به
6-الشهادة السادسة: شهادة الملك له بالبراءة والعصمة والطهر والعفاف والعلم والحكمة وأمانة وذلك في قوله تعالي {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ}
7- قال الملك ذلك حينما ظهرت له براءة ساحته من النقص الذي ألحقته به امرأة العزيز , وأمانته حيث حافظ علي عرض سيده ولم يخنه في غيبته , وستره علي امرأة العزيز فلم يخصها بالدعوى بمفردها بل ألحقها بالنسوة اللاتي قطعن أيدهن
وقد أخرج البخاري في كتاب التفسير في سورة يوسف أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال" رحم الله أخي يوسف لو كنت مكانه لأجبت الداعي فإنه ذا صبر وأناة"
وهكذا تكون المكانة والأمانة والعصمة في أوج كمالها وتمامها جعلنا الله تعالي من المدافعين عن حياض أنبيائه ورسله وحشرنا معهم وجعلنا من محبيهم بمنه وكرمه
8-الشهادة السابعة : اعتراف إبليس لعنه الله بأنه ليس له سلطان علي عباد الله المخلصين كما ورد علي لسانه في سورتي الحجر وص , قال الله عز وجل في سورة الحجر علي لسان إبليس {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (40) سورة الحجر } وقوله تعالي في سورة ص {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}
9- وهذه شهادة من إبليس أنه ليس له سلطان علي يوسف عليه السلام لأنه من عباد الله المخلصين كما اخبر عنه الله بقوله { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
وبعد إيراد هذه الشهادات كلها عقب أن أخبرنا الله عز وجل أنه هم بها هل يتصور عاقل منصف أن يفسر همه عليه السلام بأنه هم معصية
وكذا بعد هذه البراهين القاطعة والدلائل الصريحة علي عصمته من الذنوب صغيرها وكبيرها وخطئها وعمدها قبل النبوة وبعدها معتمداً علي ما جاء في روايات بعض المفسرين المنقولة عن علماء أهل الكتاب مع أنها واهية الإسناد , فاسدة المرمي والمقصد عن قصد أو غير قصد , نسأل الله تعالي العصمة من الوقوع في الزلل والولوج في الخطاء بعد ورود هذا البيان الصريح في كتاب الله تعالي العظيم الشأن بعد أن بينا شرح الآيتين هلي معني الآية الثانية أفادت معني مستقلاً مترتباً علي معني الآية الأولي نقول قد يجوز أن تكون الآية الثانية وردت للتأكيد لمعني الآية الولي ويكون معني قوله تعالي وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ} مراودتها له عن نفسه, ويكون قوله تعالي { وَهَمَّ بِهَا } امتناعــه عـن إجابـة طلبها فهو في معني قــولـه السابق {مَعَاذَ اللّهِ} علي أن يكون معني{ هَمَّتْ بِهِ}أوقعت همها بشأنه فراودته عن نفسه ومعني { َهَمَّ بِهَا }أوقع همه بها فقال لها{ مَعَاذَ اللّهِ } وامتناع عـن إجابـة طلبها فتكون الآية الثانية وإن كانت لاحقة للأولي إلا أنها كالشرح لمعناها ولا شك أن المعني الأول ورد علي الأصل لأن الجملة اللاحقة قد أفادت معني يترتب علي الأول فهو أوفق وأليق من وقوعها للتأكيد , وبذلك يتضح ترجيحنا لمعني الآية علي المقام الأول , غير أننا نري بعض الناظرين في بحثنا هذا قد يورد تفسيرنا الذي ذكرناه بعض اعتراضات ونقد وعلينا أن نذكر ما نتوهمه من نقد واعتراض نعقب بعد كل اعتراض بما يتاح لنا من رد ونقض حسبما يتيسر لنا فهمه ونعتقد أنه الصواب والله المستعان
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:05 pm | |
|
الاعتراض الأول : ويتضمن عدة أسئلة
السؤال الأول : بحمل يوسف عليه السلام علي فعل ما تريده منه قسراً وجبراً وفسرته من جانب يوسف عليه السلام بدفعه ذلك الهم ومن المعروف جيداً أن الهم أقل من العزم والتصميم , فكيف يتفق تفسيرك هذا مع ما علم من أن الهم اقل من العزم ولا حرج فيه ما لم يصل إلي درجة العزم والتصميم ؟
الجـــــواب: أن المراد بالهم الذي هو أدني مرتبة من العزم لا يصح إيراده هنا ( انظر تكميليا لمعني الهم في بيان المفردات ) لأن الآية الثانية مرتبطة تمام الارتباط مع سابقتها كما أن جميع آيات هذه السورة مترابطة ومتناسقة لأنها تحتوي علي بيان قصة واحدة وهي قصة يوسف عليه السلام فلا بد حينئذ أن تكون الآية الثانية مترتبة المعني علي الآية الأولي .
وإذا أنعمنا النظر في الآية الولي وجدنا أن امرأة العزيز قد حدثت منه رغبة أكيدة في أن يخالطها يوسف عليه السلام وأبدت جميع الوسائل لتنفيذ ما تريده منه عليه السلام , ثم جاءت الآية الثانية تخبرنا بأنها همت به مؤكداً بالقسم المفهوم من اللام و " قد" الدالة علي تحقيق الهم وتأكيده , ولا شك أن مرتبة الهم الذي هو أقل من العزم لا تصلح بعد أن أخبرنا الله تهالي في الآية الأولي بما حد ث منها الذي هو اقوي من العزم فلا جرم أن يكون همها به اقوي من المرتبة الأولي وحيث أنها قد استنفدت المرتبة الأولي جميع الوسائل التي تحمل الرغبة بكامل عددها ولم تفلح تلك الوسائل أمام يوسف عليه السلام حيث قابلت جبلاً أشم لا ينثني لرغبة ولا يلين لمراودة , فلم يكن أمام إلا طريقة واحدة لا ثاني لها وهي استخدام نفوذها وسلطانها عليه, حينما وردت الآية الثانية تقول لنا أنها همت به علمنا يقيناً أن هذا الهم هو أخر مرحلة من مراحل الحمل علي تنفيذ ما تريده منه , فلذلك فسرنا الهم من جانبها بأنه الحمل منها ليوسف عليه السلام علي الفعل قسراً و جبراً , إذا هو آخر مرحلة من ما تريد وما تبغي لتنفيذ غرضها وقضاء وطرها لأن المعني المناسب للهم المتعلق بالشخص هو العزم بقوة لا الهم الذي أقل مرتبة من العزم.
وأيضاً رأينا يوسف عليه السلام قد قابل مراودتها بالإباء والامتناع وأتي بثلاث جمل تفيد هذا الامتناع وتحمل معها عبارات التذكير والنصح لها لعلها تثوب إلي رشدها وتهتدي إلي صوابها , فلما لم تصغ لما قاله لها إذن , ولم تقم له وزناً وشرعت في مرحلة أشد من الأولي كان لابد وأن يقابلها دفاعي عن نفسه , وبما يمنعها من جبره وقسره , فبهذا قلنا معني همه بها دفعه لما تريده من جبره وقسره والذي يحسن هذا التفسير ويجعله أولي وأحق بالقبول أن تكون الآيات في جميع قصته عليه السلام مرتبة المعاني كما هي مرتبة الآيات والكلمات .
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 3:13 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:08 pm | |
|
السؤال الثاني:
نراك قد فسرت كلمة ( رأى) بأنها مأخوذة من الرأى وعدلت عن تفسيرها بمعني (علم ) أو أبصر فبم تعلل عدولك عن هذا التفسير إلي ما ذكرته في شرحك لآيات؟
الجواب:
إننا حينما نظرنا إلي لفظ ( البرهان) الذى هو منصوب رأى ومفعولها ونظرنا أيضا إلي أن رأى بمعني علم تنصب مفعولين ولا يوجد أمامنا غلا مفعول واحد علمنا أنها ليست بمعني (علم ) للعلة التي ذكرناها , كما رأينا أن تقدير مفعول ثان لها يعد احتياجاً والعدول عما يحتاج أولي مما لا يحتاج , فلو خالفنا الولي لزم علينا تقدير مفعول ثان لها وهذا محتمل احتمالاً مرجوحاً وهذا أبصر إلا المحسوسات ولأن البرهان أمر معنوي لا ننصبه رأي البصرية فلم يبق إلا لتي هي من الرأي وهذا واضح كما شرحنا في التفسير التحليلي.
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 3:15 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:11 pm | |
|
السؤال الثالث:
نراك عدلت عن القول بأن قوله تعالي{ َهَمَّ بِهَا } جواب لولا مقدم عليها وهذا القول فيما يظهر لنا لا غبار عليه , لأن الهم بمخالطتها أصبح ممتنعاً لوقوعه جواباً للولا التي تدل علي امتناع وقوع جوابها لوجود شرطها وهذا القول أوراده الأمام الرازي في تفسيره ( مفاتح الغيب) عند شرحه لهذه الآية , فبم تعلل عدولك عن هذا القول؟
الجواب:
قال الإمام الزجاج النحوي البصري المذهب , والإمام علي بن عيسي فيما نقله الإمام الرازي عنه في تفسيره مفاتح الغيب عند شرحه لهذه الآية : أن وقوع جواب لولا إذا كان مثبتاً أي غير منفي وجب أن يقترن باللام ووروده غير مقترن باللام شاذ لا يقاس عليه أما إذا كان منفياً بما فأكثر وروده غير مقترن كما في قوله تعالي { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا } وواضح أن الفعل في الآية هنا مثبت ولم يقترن باللام فوجب ألا يكون جواباً لولا ولا يصح تخريج القرآن الكرم الذي هو القمة في الفصاحة علي القليل الشاذ في كلام العرب أهـ. وعلل الزمخشري في كتابه عند تفسيره لهذه الآية بأنه لا يصح أن يكون قوله تعالي{هَمَّ بِهَا } جواباً للولا مقدماً عليها لأن أداة الشرط هي مع شرطها وجوابها شيء واحد فلا يجوز تقديم الجزء علي الكل ولأن أداة الشرط لا تعمل فيما قبلها , وإذا كان وقوع جواب لولا مقدماً عليها غير وارد في كلام العرب كما أنه وقع غير مقترن باللام فهو شاذ لا يقاس عليه امتنع أن يكون قوله تعالي { َهَمَّ بِهَا } جواباً للولا مقدماً عليها وللعلل التي أبداها الإمام الزمخشري كما بينا , فإن قلت أن الإمام الرازي ذكر في تفسيره مفاتح الغيب عند شرحه لهذه الآية أن رأي الزجاج ضعيف لوجود جواب لولا مقدماً عليها في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالي { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فقوله { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} جواب لولا وهو مقدم عليها . انتهي كلام الإمام الرازي .
قلنا أن كلام الإمام الرازي باطل وفاسد من جهة الإعراب ومن جهة المعني , أما فساده من جهة الإعراب فيتضح فيما يلي:
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 3:20 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:15 pm | |
|
قلنا أن كلام الإمام الرازي باطل وفاسد من جهة الإعراب ومن جهة المعني , أما فساده من جهة الإعراب فيتضح فيما يلي:
أولا: أن وقوع " أن" المخففة من الثقيلة جواباً للولا لم يرد أصلاً في كلام العرب , وذلك لأن " أن" المخففة من الثقيلة تفيد التأكيد لوقوعه وجواب لولا ممتنع الوقوع علي القاعدة المعروفة فكيف يصح تأكيد وقوع ما هو ممتنع الوقوع وهذا تناقض عجيب
ثانياً: أن اعتبار المتقدم عن أداة الشرط جواباً لا يصح إلا إذا صح به اللفظ والمعني لو أخر عنها ومن المقطوع به أن قوله تعالي {إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} لا يصلح جواباً لولا كما أوردناه في الوجه الأول .
أما مفاده من جهة المعني فيتضح فيما يأتي:
أن قوله تعالي{ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} جواب لولا يفيد مقاربة أم موسي لأن تبدي بولدها ممتنع الوقوع لأنه جواب لولا علي القاعدة المعروفة وكيف تكون مقاربتها لأن تبدي أمر ولدها ممتنعة وهي قد وجدت من أم موسي بدليل إيراد لفظ ربطنا علي قلبها الذي هو شرط { لَوْلَا} فلو لم تكن المقاربة ثابتة الـوقـوع لما كـان للربط أية فائدة لأن الربط من الله تعالي علي قلبها هـو السبب المـوجود الـذي منع الإبداء منها لأمـر ولـدهـا , وبدليل قــوله تعالي{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا } ففراغ قلبها هو مقاربتها لأن تبدي به , فالمقاربة ثابتة والممتنع نفس الإبداء لا المطلوبة , وحينئذً يصير تقدير جواب { لَوْلَا} علي النحو التالي: ثانياً: لولا أن ربطنا علي قلبها لأبدت به ولا يصح أن يكون الجواب لقاربت بالإبداء
.
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 3:26 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:19 pm | |
|
السؤال الرابع:
ما السر في قوله تعالي {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ َ}
جاء مقترناً بأداتي تأكيد وهما ( اللام ) الواقعة في جواب القسم ,( وقد) الدالة علي تخفيف وقوع الفعل بينما عرى لفظ الهم من جانب يوسف عليه السلام من هاتين الأداتين؟
الجواب:
أن إيراد أدوات التأكيد جميعها في أسلوب الكلام يراعي فيه مقتضي الحال, وحال امرأة العزيز في هذه الواقعة يفيد شدة حرصها علي تنفيذ ما طلبته من يوسف عليه السلام , فأعدت له عدته وغلقت جميع الأبواب وسددت جميع الثغرات , وألانت له الحديث , وخاطبته بلسان حالها ومقالها بتنفيذه , فهذه كلها مقتضيات لإيراد الكلام مؤكداً , أما حال يوسف عليه السلام فلم يكن حريصاً هذا الحرص علي دفعها عما تريد بالقوة بل كان منتظراً فرج ربه لينقذه من الضيق الذي هو فيه وأن صاحب هذا الانتظار الاستعداد لدفعها لكنه لم يلبث طويلاً حتي عجل الله له بالفرج , وفر هارباً إلي الباب حيث قدم العزيز , وهذه الحال لا تقتضي تأكيداً لفعل ذلك عرى الفعل المسند إلي يوسف عليه السلام عن التأكيد
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:29 pm | |
|
السؤال الخامس: ما معني البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام وإذا كنت قد قررت أن قوله تعالي { وَهَمَّ بِهَا} ليس جواباً للشرط وهو{ لَوْلا }فلم لا يكون دليل الجواب وإذا وجدت لديك أدلة تمنع أن يكون دليل الجواب فما تقدير الجواب للشرط حينئذً؟
الجواب: معني البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام قد ذكر فيه الإمام الرازي ثمانية معان منها خمسة معان لا تصلح أن تكون معني للبرهان لأنها معتمدة علي روايات مأثورة عن العلماء الإسرائيليين ومن العلماء المسلمين علاوة علي واهية الإسناد وغير صحيحة لدي علماء الأثر ولهذا ضربنا عنها صفحاً و وسنورد المعان الثلاثة التى تصلح أن تكون معني للبرهان مع مناقشتها وتمحيص أدلتها وبحث مقاصدها ومراميها ثم نأتي بالرأي الذي أيدناها في صدر الشرح بالأسلوب التحليلي فنقول والله المستعان:
قال الإمام الرازي في تفسيره مفاتح الغيب عند شرحه لهاتين الآيتين أن معني البرهان فيه وجوه :
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:35 pm | |
|
قال الإمام الرازي في تفسيره مفاتح الغيب عند شرحه لهاتين الآيتين أن معني البرهان فيه وجوه :
الأول : هو النبوة المانعة له من ارتكاب الفواحش وعلينا أن نناقش هذا الوجه مناقشة تمحيص لأدلته فنقول: إن النبوة التي منحها الله يوسف عليه السلام يحتمل أن تكون قد منحت له في لحظة إلقائه في الجب وقد ذكر ذلك الإمام الحسن البصري فيما نقله عنه الإمام الرازي في هذا المقام فإذا صح ذلك كان قوله لولا أن رأى برهان ربه ليس له جدوي ولا فائدة و لأن هذه النبوة قد منحت له من قبل حدوث هذه النازلة .
فكيف يقال : أنه عند نزول هذه النازلة به قد رآها وهي التي عصمته من ارتكاب الفاحشة وهذا علي جعل رأى بمعنى "علم" أى أنه لولا أن علم نبوته كائنة لارتكاب الفاحشة فهل كان قبل نزول هذه الواقعة لا يعلم انه نبي حتي علمه في هذا الحين مع تباعد الزمن الذي بينه إلقائه في الجب وبين أن كان في حوزة العزيز وهذا مردود وغير صحيح كما أننا لو فسرنا كلمة رأى بمعني أبصر لم يصح أيضاً لكون رأى البصرية لا تنصب إلا المحسوسات ومعلوم أن النبوة قد منحت له بعد ذلك حين بلوغه سن النبوة المعروف وهو مابين الثلاثين إلي الأربعين كما ذكر ذلك الإمام الرازي عند قول الحكماء في هذا الموضع وهذا غير صحيح أيضاً لأن زمن النبوة متأخر عن علمه بنبوته الثابت له حين وقوع هذه النازلة به بزمن طويل
فقد قرر الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن عند شحه لهاتين الآيتين أنه دخل السجن وعمره ثماني عشرة سنة ومن المقطوع به أن حدوث هذه النازلة به كان قبل إدخاله في السجن ولهذا ثبت أن هذا الاحتمال غير صحيح ويحتمل أيضاً أن النبوة قد منحت له في لحظة وقوع هذه النازلة به وهذا لم يثبت أصلاً بدليل صحيح ولا غير صحيح وبهذا ثبت أن الاحتمال غير صحيح أيضاً وإذا ثبت أن كلام ن هذه الاحتمالات الثلاثة غير صحيحة ثبت بالتالي تفسير البرهان بالنبوة المانعة له من ارتكاب الفواحش غير صحيح
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 3:41 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:39 pm | |
|
الوجه الثاني:
أن معني البرهان ما آتاه الله تعالي من آداب الأنبياء من الصيانة والعفاف وهذا الوجه غير صحيح أبضاً لأن هذه الآداب التي اتصف بها يوسف عليه السلام قد ثبت اتصافه بها من بدء نشأته ومنذ نعومة أظافره فهي بهذا التقرير سابقة عن زمن وقوع هذه الواقعة التي رأى فيها هذه الآداب أى علمها وكيف يتصور عاقل أن هذه الآداب التي اتصف بها عليه السلام قد جهلها أو غفل عنها ولم يعلمها إلا حين وقوع هذه النازلة به وبهذا التقرير ثبت أن تفسيره بهذا المعني غير صحيح.
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 3:44 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:43 pm | |
|
الوجه الثالث:
أن معني البرهان هو أنه علم حجة الله في تحريم الزنا في هذه السن ولم يعلم به إلا حين وقوع هذه النازلة . وكيف يصح ذلك وقد قال لامرأة العزيز في الآية السابقة حين راودته عن نفسه {َ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} فهذا يدل دلالة قاطعة وصريحة علي علمه بتحريم الزنا دون حاجة إلي علم جديد آخر
وإذا لم يصح واحد من هذه الأوجه الثلاثة وجب البحث عن معني آخر لا نرد عليه هذه الاعتراضات ولما نظرنا إلي هاتين الآيتين فيما سبق ذكر البرهان وجدنا أن حالة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز كانت بين مد وجزر , فامرأة العزيز تبغي حمله علي فعل ما تريد بجميع الوسائل الممكنة , ويوسف عليه السلام يبغي الإفلات من قبضتها والنجاة من كيدها بكل ما أوتي من لين ورفق ووعظ وتذكير , وأخيراً بالدفع عن نفسه إذا اقتضي الأمر ذلك
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 3:49 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:46 pm | |
|
وهذا الصراع الجاد بين الجانبين أوجد ليوسف عليه السلام أضيق أو أحرج الحرج فلا جرم أن ينظر الله عليه نظرة إلطاف وحفظ فيلهمه طريقاً ينجو به من كيدها ومن الهم الذي لحقه من أجلها ويسبب له طريق البراءة من التهمة والفرية التي ستلصقها به فيما بعد ،وحينما رأينا قول الله عز وجل { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ }علمنا يقيناً أن الطريق الوحيد والفريد الذي يخلصه من هذا الضيق هو الفرار من الباب لعله ينفذ منه متباعداً عن خطر هذه النازلة والمحنة التي يعاني منها ما يعاني من المشاق والمتاعب وإن كان هذا الفرار لن يكون النهاية من جانب امرأة العزيز فسوف تمسك بثيابه مستميتة في القبض علي قميصه حتي لا يفلت منها الأمر الذي تسبب عنه قد قميصه من الخلف وبهذا كله تم ليوسف عليه السلام الخروج من قبضتها والسلامة التامة من كيد ما تبغيه ووجود الدليل المادي الذي يبرئ ساحته من رميه بمراودتها كذباً وافتراء ، لذلك كله قلنا : أن البرهان الذي رآه هو النور الذي قذفه الله في قلبه وكان من نتيجته اللجوء إلي الباب ففيه صرف السوء والفحشاء عن نفسه وفيه دليل براءته وطهارته وإنما عبر عن الفرار إلي الباب بالبرهان لأنه نتيجته ولأنه يحتمل عدة معان , ففراره دليل مادي لا يقبل النقض , علي انه مبغض كل البغض القرب منها وأولي مخالطتها وهو منجاة له من كيدها وصرف للسوء الذي يعكر صفوه ومجانبة للفحشاء بمجانبة حدودها تصديقاً لقول الله عز وجل { تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا } وهو مع كل ذلك سبب إلي قد قميصه من الخلف الذي هو دليل براءته من الفرية التي ستلصقها به فكل هذه المعاني التي يحملها لجوؤه إلي الفرار نتيجة برهان علي أنه من عباد الله المخلصين , وأنه برئ من كل عيب ونقض ، طاهر النفس ظاهراًَ وباطناً .
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:52 pm | |
|
هذا هو معني البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام أي من نتيجة البرهان الذي هو النور الذي قذفه الله في قلبه.
فإن قلت :
إن كلمة رأي بمعني علم كيف تعلقت بمفعول واحد وهي تنصب مفعولين قلنا إن رأي هي المأخوذة من الرأى والمرتأى الذي ارتآها يوسف عليه السلام هو اللجوء إلي الفرار وهذا فعل من الأفعال يصح أن يكون مفعولاً لها لكنه عبر عنه بالبرهان لأنه نتيجة البرهان ؛ مجازاً مرسلاً من اطلاق المسبب وإرادة السبب ويكون المعني حينئذ لولا أن رأى أن يلجاء إلي الفرار الذي كان له منجاة من الهم وصرفاً للسوء من كيدها وبعداً للفحشاء عنه , ودليل براءته من تهمة امرأة العزيز له فيما بعد .
ويجوز أن تكون رأى بمعني علم ومفعولها الثاني محذوف للعلم به وتقديره لولا أن يعلم لجوءه إلي الفرار منجاة له من كيدها وصرفا له عن السوء والفحشاء ودليل براءة وطهر.
والأول قد يكون أولي لعدم احتياجه إلي تقدير مفعول محذوف ولكنه مقبول أيضاً.
ونعتقد أن هذا الرأي بقسميه لا غبار عليه ولا نقد فإن كان صواباً فهو منة من الله تعالي وإن كان خطأً فمني ومن الشيطان وعلي الله التوفيق ومنه العون
هذا معني البرهان بجميع تفاصيله.
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 3:55 pm | |
|
ننتقل بعد إلي الإجابة عن الفقرة الثانية من السؤال وهي تقدير جواب الشرط فنقول:
تقدير جواب الشرط ذكره الإمام السيوطي في تفسيره المختصر فقال ما نصه: لولا أن رأى برهان ربه لجامعها وهذا التقدير مبني منه وممن نقل عنه من العلماء الأقدمين علي أن معني قوله " وَهَمَّ بِهَا " هم بمخالطتها ومجامعتها , وعلي تفسير البرهان بالنبوة أو الآداب النبوية المكتسبة
ونحن نرى أن هذا التفسير وما بني عليه من تقدير الجواب باطل وفاسد
بيان بطلانه : أن جواب الشرط لا بد أن يؤخذ مما سبق أداة الشرط من الجمل , وإذا تأملنا ما سبق أداة الشرط من الجمل وجدناها أربع جمل علي الترتيب الآتي :
{وَرَاوَدَتْهُ} وقوله{ قَالَ مَعَاذَ اللّه }, ِ{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ}وقوله { وَهَمَّ بِهَا}
ولا جائز أن يؤخذ الجواب من جملتين منهما وهما قوله {وَرَاوَدَتْهُ}وقوله{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ}لأن المراودة والهم من جانب امرأة العزيز قد ثبت وجودهما بما أثبته الله تعالي ولو صح وقوع الجواب من كل منهما كان ممتنع الوقوع وكان الكلام متناقضاً فثبت انه لا يجوز أخذ الجواب من كل من الجملتين
أما وقد أتي ببراهين تدل علي شدة امتناعه وإصراره عليه فإن الجواب لأن قول يوسف {مَعَاذَ اللّه .... الخ},يناقض تقدير الجواب بالجماع لأن من امتنع أشد الامتناع غير محتاج إلي تقييده بشرط وجود البرهان لأن ذلك لن يكون إلا بان يرغبيوسف عليه السلام في مجامعتها ومنعه منها وجود البرهان
أما وقد أتي ببراهين تدل علي شدة امتناعه وإصراره عليه فإن تقرير الجواب بالمجامعة مناقض لمعني هذه الجملة ولا يوجد تناقض في معاني القرآن الكريم المنزل من عند الله تعالي { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}
وأما قوله { وَهَمَّ بِهَا }
فإن الهم يحتمل أن يكون هماً يدفعها عن مخالطته كما يحتما أن يكون هماً بمخالطتها
وتعيين الاحتمال بمخالطتها يناقض سياق الآية للأدلة التي أوردناه في المعني التحليلي صدر البحث وإذا ثبت بطلان احتمال المخالطة وجب أن يكون الهم من جانب يوسف عليه السلام هماً يدفعها لا مخالطتها , ومن الغريب والبديهي أن يفسر الهم هنا بمخالطتها بعد أن اخبر الله عز وجل في الآية السابقة أنه آتاه حكماً وعلما لثمرة إحسانه أن يفسر الهم هنا بمخالطتها وإذا ثبت بطلان هذا التقدير الذي قدره الإمام السيوطي رحمه الله وجب البحث عن تقدير جواب للولا يناسب ما تدل عليه الآيات صراحة وتلمحياً.
أما بقية الكلام لي الفقرة الأخيرة من السؤال التي تقول لم لا يكون قوله تعالي{ وَهَمَّ بِهَا} دليل الجواب للولا إذا أبطلت أن تكون هي جوابها علماً بأنها هي الجواب في الحقيقة قـُدم علي لولا فصار دليل الجواب علي أن يكون معني همت عليه السلام عـزمه علي إجابة طلب امرأة العزيز ومنعه من وقوعه وجود رؤيته برهان ربه وهذا لا يقدح في عصمته عليه السلام لأنه حينئذ ممتنع الوقوع شأن جواب لولا الدالة علي امتناع وقوع جوابها لوجود شرطها
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 4:04 pm | |
|
فنقول سبق وأن أتينا بالأدلة التي تمنع أن تكون جملة وهم بها جواباً للولا مقدماً عليها ونقول الآن إن هذه الجملة وهي قوله تعالي { وَهَمَّ بِهَا} جملة خبرية ثابتة الوقوع وبعد أن أثبت أنها واقعة في حال تقدمها علي لولا يجب أن تكون كذلك إذا أخرت عنها ولكنها إذا أخرت عنه وجب أن تكون ممتنعة الوقوع شان جواب لولا , وبذلك تكون هذه الجملة ثابتة الوقوع ممتنعة الوقوع ويلزم من ذلك تناقض المعني وبطلانه وكيف يخرج كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه علي هذا التناقض والبطلان فوجب أن تكون دليل جواب " لولا" وإذا بطلت كل الأدلة التي يدعي فيها أنها جواب لولا وجب البحث عن جواب لولا من طريق آخر غير هذا الطريق
فإن قلت
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 4:10 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 4:07 pm | |
|
فإن قلت أن الإمام الألوسي قد قدر في تفسيره روح المعاني عند تفسيره لهذه الآية قال رحمه الله :
إن قول الله تعالي { وَهَمَّ بِهَا} دليل الجواب لا أنه جواب لولا مقدم عليها وهو كقولك: أنت ظالم إن فعلت كذا أي إن فعلت كذا فأنت ظالم فهو حينئذ جواب لولا
قلت إن قـول الإمام الألوسي
إن ذلـك دليل جـواب لـولا وقياسه في جواب لولا علي جواب ( إن) باطل وفاسد لأنه قياس مع الفارق العظيم لأن جواب إن ثابت الوقوع إذ هو واجب الوقوع والوجود لوجود شرطه بخلافه في جواب ( لولا) فإن جواب لولا ممتنع الوقوع لوجود شرطه فإذا قدم علي لولا ثبت وجوده وإذا أخر عنها امتنع وقوعه فكيف تكون الجملة الواقعة قبل لولا ثابتة الوقوع ممتنعة الوقوع وفي هذا من التناقض ما هو بين ظاهر وعليه يكون قوله تعالي {وَهَمَّ بِهَا}ليس دليل جواب لولا وكان الأولي لإمام الألو سي أن يقول هو جواب لولا مقدم عليها
وقد علمت رد هذا القول فيما سبق بما فيه الكفاية وإذا أبطلت كل الأدلة التي يدعي فيها أنها جواب لولا وجب البحث عن جواب لولا من طريق آخر غير هذه الطريقوأما تقدير الجواب للولا طبقاً لما شرحناه سابقاً وما اخترناه في هذا البحث فيتضح فيما يلي:
إننا حين تأملنا جوانب مجموع الآيتين استنبطنا منهما المعاني الآتية:
أن في بقاء يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز دون أن يلجأ إلي الفرار لي الباب دوام الصراع بين الجانبين اللذين هما طرفي نقيض وهو يحمل امرأة العزيز علي أن تستعمل فيه جميع المكائد التي تري أنها وسائل ضرورية لتنفيذ ما تريد فقد تخمش منه الوجه وتقد ثيابه من الأمام مستديمة في ذلك الفعل حتي تصل إلي ما تبغي وهذا أمر يورثه الكرب والضيق فيعكر صفو نفسه ويجعله قريباً من زمان ومكان الفحشاء التي تسعي إلي تنفيذها ثم هو أيضاً لا يمكنه أن يأتي بدليل يبرئ ساحته لو ألصقت به تهمة المراودة لها عن نفسها وكان كل ما ذكر لابد وأن يحدث لو لم يلهمه الله تعالي أن يلجأ إلي الفرار إلي الباب وكانت كل هذه المذكورات يجمعها معني كلمتين هما السوء والفحشاء وهنا لاحظته عناية الله تعالي , فألهم الفرار إلي الباب لينجو من جميع هذه المكائد وينصرف عنه كل سوء وفحشاء حاملاً معه دليل براءته وطهره وعفافه وقـد قـًُد قميصه من دبره وإذا كانت شدة امتناعه عليه السلام عن إجابة طلب امرأة العزيز وإلهام الله تعالي إياه اللجوء إلي الباب هو من فعل الله تعالي به وصرف السوء والفحشاء عنه عليه السلام ولولاه ما نجا من مكائد امرأة العزيز وما صرف عنه السوء وطلب تلك الفاحشة
علمنا أن جواب لولا هو ما أشار إليه المولي عز وجل بقوله{ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}وعليه يكون تقدير الجواب علي النحو التالي: لولا أن رأى برهان ربه ما صرف عنه السوء والفحشاء ولما كان عدم السوء والفحشاء ممتنع الوقوع ناسب ذلك طي ذكره واكتفي بما يدل عليه وهو قوله تعالي { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} وذلك ثمرة صبره وأناته وإصراره علي حفظ أخلاقه وأمارة رعاية الله ورأفته به
وهذه دلائل قاطعة علي كمال عصمته
وبهذا التقرير الذي قررناه والشرح الذي شرحناه والإسهاب الذي أسهبناه يدفع عن النبي الصديق يوسف عليه السلام كل شبهة علقت به وكل عيب ونقص نسب إليه من جراء ما نسب إلي بعض المفسرين معتمداً فيه علي الروايات الواهية الإسناد أو القوال البعيدة الأدلة الخالية من البراهين والحجج
وإلي هنا نأتي إلي ختام ما أردنا تحريره وتسطيره في براءة سيدنا يوسف عليه السلام مما نسب إليه من بعض المفسرين فإن كنت قد وفقت فلله الحمد وله المنة أولاً وأخيراً
عدل سابقا من قبل الهوارى في الخميس أبريل 18, 2013 4:17 pm عدل 1 مرات | |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 18, 2013 4:10 pm | |
|
وإن كنت قد جانبت الصواب فمني ومن الشيطان وعذري أن هذا جهد المقل وحصيلة الضعيف وأملي أن يكون لي بذلك أجر وثواب علي حد قول الأصوليين كل مجتهد مأجور.
وفي الختام أحمد الله وأصلي علي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم .
مراجع البحث:
1- مفاتيح الغيب , التفسير الكبير – الإمام الرازي
2- روح المعاني تفسير القرآن الكريم العظيم والسبع المثاني – الإمام الألوسي
3- الكشاف –الزمخشري
4- تفسير النسفي – الإمام النسفي
5- تفسير الجلالين – جلال الدين السيوطي والمحلي
6- وحي القلم – مصطفي صادق الرافعي
7- تفسير ابن جرير الطبري- الطبري
8- فتح القدير – الإمام محمد علي الشوكاني
9- تفسير القرطبي - القرطبي
10- تفسير ابن العربي- الإمام أبي بكر بن العربي
11- تفسير الخازن- الخازن
12- صحيح البخاري – الإمام البخاري
13- صحيح مسلم –الإمام مسلم
14- تفسير المنار- الأستاذ محمد رشيد رضا
15- بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما لها وما عليها – الإمام أبو محمد عبدالله بن أبي جمرة شرح مختصر البخاري
| |
| | | سحر عضو مميز
| موضوع: رد: أرجو درء هذه الشبهة؟ الخميس أبريل 25, 2013 2:01 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله جميعا
وزادكم علما وفتح عليكم فتوح العارفين ونفع بكم
| |
| | | | أرجو درء هذه الشبهة؟ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|