الحركة والاهتزاز فى الذكر
بقلم الأستاذ الدكتور / محمد سيد سلطان
من علماء الأزهر الشريف أستاذ البلاغة والنقد بجامعة أسيوط .
· يعارض أهل الإنكار على الصوفية بأنهم يحدثون فى الذكر حركات منكرة كالتمايل والرقص والقفز وغير ذلك مما يحدث فى مجالس الذكر والجواب على ذلك قال العلماء إن الحركة فى الذكر والتمايل فيه ليس شرطاً ولكنه جائز مستحسن لأنها تنشط الجسم لعبادة الذكر ويساعده على حضور القلب مع الله تعالى والدليل على ذلك:
· ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده والحافظ المقدس برجال الصحيح من حديث أنس – رضي الله عنه – قال كانت الحبشة يرقصون بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويقولون بكلام لهم ." محمد عبد صالح " فلما رآهم في تلك الحالة لم ينكر عليهم وأقرهم على ذلك.
· والمعلوم أن الأحكام الشرعية تؤخذ من قوله – صلى الله عليه وسلم – وفعله وتقريره .فلما أقرهم على فعلهم ولم ينكر عليهم تبين أنه جائز . وقد صح أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يتمايلون حال الذكر ولنستمع إلى الإمام على – كرم الله وجهه – كيف يصف أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم .قال أبو أراكه " صليت مع الإمام على صلاة الفجر فلما التفت عن يمينه مكث كأن عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح صلى ركعتين ثم قلب يده فقال والله لقد رأيت أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – فما أرى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون صفراً شعثاً غبراً بين أيديهم كأمثال ركب المعزى . قد باتوا لله سجداً وقياماً يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا " أي تحركوا " كما يميل الشجر في يوم الريح وهلت أعينهم حتى تبتل والله ثيابهم " فقوله – رضى الله تعالى عنه – مادوا كما يميد الشجر صريح فى الاهتزاز وبه يبطل قول من يدعى أنه بدعة محرمة ويثبت الحركة فى الذكر مطلقاً.وقد استدل الشيخ عبد الغنى النابلسى الحنفى – رحمه الله تعالى – بهذا الحديث فى إحدى رسائله على ندب الاهتزاز فى الذكر وقال هذا صريح بأن الصحابة – رضى الله تعالى عنهم – كانوا يتحركون حركة شديدة فى الذكر على أن الرجل غير مؤاخذ حين يقوم ويقعد ويتحرك على أى نوع كان حيث أنه لم يأت بمعصية ولم يقصدها وهذا الاهتزاز لا يسمى رقصاً محرماً كما يزعم الجهول . بل هو جائز لأنه ينشط الجسم للذكر فيساعد على حضور القلب مع الله تعالى إذا صحت النية والقصد فالأمور بمقاصدها كما يقول الفقهاء فى قواعدهم . " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى "."والله يعلم المفسد من المصلح " .
· وقال سيدى أبو مدين – رضى الله عنه –
وقل للذى ينهى عن الوجد أهلـه
| إذا لم تذق معنى شراب الهوى دعنــا
|
إذا اهتزت الأرواح شوقاً إلى اللقا
| نعم ترقص الأشباح يا جاهل المعنــى
|
أما ننظر الطير المقفص يا فتـى
| إذا ذكر الأوطان حنّ إلــى المغنــى
|
يفرج بالتغــــريد ما بفـؤاده
| فنضطرب الأعضاء فى الحس والمعنى
|
كذلك أرواح المحبين يا فتـــى
| تهزهــا الأشـواق للعالـم الأسنـى
|
أنلزمها بالصبر وهى مشوقـــة
| وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنـى
|
يا حادى العشاق قم واشدُ قائمــاً
| وزمزم لنا باسم الحبيــب وروحنــا
|
فائدة فى آداب الطريق (2)
· بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتى واعتمادى قال سيدنا وأستاذنا ومولانا وشيخنا الإمام العالم العلامة العارف بالله تعالى أبو البركات الإمام أحمد بن محمد الدردير العدوى المالكى – رحمه الله – الحمد لله الذى طهر قلوب أحبابه من ظلم الأغيار ونور بصائرهم بلطائف المعارف ولوامع الأسرار والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد أفضل الأخيار وعلى آله وأصحابه السادة الأبرار وبعد ،،،
· فهذه نبذة لطيفة فى بيان السير إلى الله الواحد القهار جعلتها تبصرة لإخوانى وتذكرة لخلانى نفعنى الله تعالى وإياهم بأهل محبته وسقانى وإياهم كؤوس مودتهم .
· اعلم يا أخى أن الطريق عزيزة لا يهتدى فيها سوى المختار وطريق القوم هى تقوى الله تعالى أمرنا بها فى كتابه العزيز على لسان نبيه – صلى الله عليه وآله وسلم – ورتب عليها سعادة الدارين وحصول المعارف والأسرار الإلهية والتكفل بالرزق وحكم سبحانه وتعالى أن كل من تمسك بها أكثر من غيره كان عند الله أكرم وأتقى قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتيكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به " " ومن يتقى الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه " " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " وانظر إلى قوله تعالى " أتقاكم " ولم يقل أعلمكم ولا أنسبكم ولا أصحبكم ولا أجملكم إلى غير ذلك وفسر العامة التقوى بأنها امتثال الأمر واجتناب النهى وقد أمرنا الله تعالى بأعمال باطنية تتعلق بالقلب وأعمال ظاهرية تتعلق بالجوارح الظاهرة ونهانا عن أمور باطنية ، وأمور ظاهرية .
· فالباطنية : التى أمرنا بها الإيمان بالله ورسوله وهو تصديق النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – فى كل ما جاء به مما علم من الدين بالضرورة والإسلام وهو انقياد القلب وخضوعه لقبول الأحكام الشرعية والرضا بالقضاء والقدر والتسليم لله تعالى والصبر على البلوى واعتقاد أن كل نعمة عليك فهى منه تعالى والاعتماد على الله تعالى فى جميع الأمور وحسن الخلق والتواضع والخضوع والخوف والرجاء فى الله تعالى والإخلاص فى العمل لله تعالى وحب الله تعالى ورسوله وأوليائه وبغض أعدائه من حيث أنهم أعداؤه وكف النفس عن اتباع الهوى والشهوات ومحبة العبد لأخيه ما يحب لنفسه ومحاسبة النفس على ما وقع منها من المخالفات .
· والباطنية : التى نهانا عنها الكبر والعجب والرياء وحب المحمدة والسمعة وحب الرياسة والجاه والتفاخر والحقد والبخل والحسد وهو تمنى زوال نعمة الغير عنه والمكر والشح .
· وأما الظاهرية : التى أمرنا الله بها فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت للمستطيع وجميع الفروع التعلقة بها وبقية الأحكام المذكورة فى الفقه ، وأما الظاهرية التى نهانا عنها فكثيرة منها :
· فعل الزنا وشرب الخمر وأكل أموال الناس بالباطل وقتل النفس وأذية الناس ومنها : الغيبة والنميمة والسب والطعن فى الأعراض وما يتعلق بذلك كله بما بينه الشرع الشريف فمن لم يتمسك بذلك فليس بمتق ومن يتمسك بها كان من المتقين وفتح له من التقوى معرفة الله عز وجل على الوجه الخاص عند أهل الله تعالى والأسرار الإلهية والمكاشفات الخفية .
· ولما رأى : أهل الله تعالى أن التمسك بالتقوى على الوجه الأكمل لا يتيسر للنفس إلا بأصول وآداب شرطوا على من أراد أن يتمسك بها تلك الأصول والآداب فالأصول ستة :
· أولها : الجوع ولكن المبتدئ لا قدرة له على ذلك غالباً فيلزم الصوم فى ابتداء أمره حتى ترتاض النفس على ذلك ( وفى الحديث ) " يكفى ابن آدم عن الطعام لقيمات يقمن صلبه ، أو كما قال فبالجوع تنكسر النفس والله عند المنكسرة قلوبهم .
· والثانى : العزلة عن الخلق إلا لضرورة من علم أو بيع أو شراء لمن احتاج لذلك .
· والثالث : الصمت ظاهراً وباطناً إلا عن ذكر الله تعالى .
· والرابع : السهر للذكر والفكر وأقله من ثلث الليل الأخير إلى طلوع الشمس فعلم أن من شأنهم ترك فضول الطعام والكلام والمنام .
· والخامس : دوام الذكر الذى لقنه له شيخه لا يتجاوزه إلى غيره إلا بإذنه والأوراد المخصوصة بطريق شيخه .
· والسادس : الشيخ الذى سلك طريقهم وعلم ما فيها .
· وأما الآداب : فهى كثيرة جداً فتقتصر منها المهمات بعضها يتعلق بحق الشيخ وبعضها يتعلق بحق الإخوان الذين معه فى الطريق وبعضها يتعلق بحق العامة وبعضها آداب يتعلق بحق الشخص فى نفسه وبالتى نذكرها يتيسر له إن شاء الله تعالى معرفة ما لم نذكره فالآداب التى تطلب من المريد فى حق شيخه تعظيمه وتوقيره ظاهراً وباطناً وعدم الاعتراض عليه فى أى شئ فعله ومنها : ألا يقعد وشيخه واقف ولا ينام بحضرته إلا بإذنه فى محل الضرورات ككونه معه فى مكان ومنها : ألا يكثر الكلام بحضرته ولو باسطه ولا يجلس على سجادته ولا يسبح بسبحته ولا يجلس فى المكان المعد له ولا يلح عليه فى أمر ولا يسافر ولا يتزوج ولا يفعل فعلاً من الأمور المهمة إلا بإذنه ( المشورة ) ولا يمسك يده للسلام مثلاً ويده مشغولة بشئ كقلم أو أكل أو شرب بل يسلم بلسانه وينتظر بعد ذلك ما يأمر به وألا يمشى أمامه ولا يساويه فى مشى إلا بليل مظلم ليكون مشيه أمامه صونا له من مصادفة ضرر وألا يذكره بخير عند أعدائه خوفا من أن يكون وسيلة لقدحهم فيه ومنها أن يحفظه فى غيبته كحفظه فى حضوره وأن يلاحظه بقلبه فى جميع أموره سفراً وحضراً لتعمه بركته ومنها ملازمة الورد الذى رتبه فإن مدد الشيخ فى ورده الذى رتبه فمن تخلف عنه فقد حرم المدد وهيهات أن يصح فى الطريق ومنها ألا يتجسس على أحوال الشيخ من عبادة وعادة فإن فى ذلك هلاكه . والله أعلم وألا يدخل عليه فى خلوة إلا بإذنه وألا يرفع الستارة التى فيها الشيخ إلا بإذنه وإلا هلك كما وقع لكثير وألا يزوره إلا وهو على طهارة لأن حضرة الشيخ حضرة الله وأن يحسن به الظن فى كل حال وأن يقدم محبته على محبة غيره ماعدا الله ورسوله فإنها المقصودة بالذات ومحبة الشيخ وسيلة لها وألا يكلفه شيئاً حتى لو قدم من سفر لكان هو الذى يسعى ليسلم عليه ولا ينتظر أن الشيخ يأتيه للسلام عليه وفى هذا القدر كفاية والموفق يقيس ما لم يقال على ما قيل.
آداب المريد فى حق إخوانه
· أن يكون محباً لهم كبيرهم وصغيرهم وأن لا يخصص نفسه بشئ دونهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه وأن يعودهم إذا مرضوا ويسأل عنهم إذا غابوا ويبتدئهم بالسلام وطلاقه الوجه وأن يراهم خيراً منه وأن يطلب منهم الرضا عنه وأن لا يزاحمهم على أمر دنيوى بل يبذل لهم ما فتح عليه به وأن يوقر الكبير ويرحم الصغير ويعضدهم على ذكر الله ويتعاون معهم على حب الله ويرغبهم فيما يرضى الله وليجعل على رأس ماله مسامحة إخوانه ظاهراً وباطناً .
آداب المريد فى حق نفسه
· أن يكون مشغولا بالله زاهداًً فيما سوى الله يحب كل ما أحبه الله ويكره كل ما يكره عنه مولاه غاضاً طرفه عن المحارم كريماً سخياً ليس للدنيا عنده قيمة تاركاً لفضول الحلال كالتوسعة فى المأكل والمشرب والملبس والمنكح والمركب مقتصراً على قدر الكفاية إذا سافر لا يشتغل بسوى الضرورات مديم الطهارة فإنها نور ولا ينام على جنابة ولا يفضى بيده إلى عورته إلا فى الضرورة مثل الاستنجاء أو غسل ولا يكشف عورته ولو بخلوة فى ظلام ولا يطمع فيما فى أيدى الناس يفرح لإعراضهم عنه أكثر من إقبالهم عليه يحاسب نفسه على الدوام ويداوم على ذكر الله سراً وجهراً .
· ومنها أن يكون تواباً من الذنوب والمعاصى والهفوات حتى يرتقى بمقام المتطهرين .
الآداب فى حق العامة
· منها التواضع وبذل الطعام وإفشاء السلام والصدق معهم فى جميع الأحوال وأكثر ما تقدم من الآداب المتعلقة بالإخوان يجرى هنا والله أعلم وفى هذا القدر كفاية لكن لابد للمريد من مطالعة كتب القوم الموضوعة فى الآداب ليتعلم أخلاق القوم ككتب سيدنا عبد الوهاب الشعرانى- رضى الله عنه – كالعهود والمتن وغير ذلك وككتب سيدنا مصطفى البكرى – رضى الله عنه – وكالإحياء للغزالى ومختصره وكالحكم لابن عطاء الله والتنوير فى إسقاط التدبير له وكرسالة القشيرى وكالسير والسلوك وغير ذلك وحاصل ما هنالك أن طريق القوم سداها هذه الآداب ولحمتها الذكر فلا يتم نسجها إلا بها .
بعض من مسائل الطريقة فى علم الحقيقة
· قال الشيخ الإمام العالم العلامة الحبر البحر الفهامة أبو النصر عز الدين عبد السلام – رحمه الله – الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد ،،،
· فهذه مسائل حقيقية مأخوذة من علم التوحيد فيجب على كل متصوف أن يعرفها لأنهم قالوا من تشرع ولم يتحقق فقد تفسق ومن تحقق ولم يتشرع فقد تزندق ومن هذه المسائل
· س : مسألة " إذا قيل لك ما الإيمان ؟ وما رأس الإيمان ؟ وما وسط الإيمان ؟ وما شجرة الإيمان ؟ وما عروق الإيمان ؟ وما غصن الإيمان ؟ وما ثمرة الإيمان ؟ وما أرض الإيمان ؟ وما ماء الإيمان ؟ وما نهر الإيمان ؟
· ج : أن تقول الإيمان هو الصدق ورأسه التقوى ووسطه الطاعة واليقين وعروقه الصلاة والإخلاص وشجرته الأمربالمعروف والنهى عن المنكر وغصنه التوحيد وثمرته الزكاة وأرضه المؤمنون وماؤه كلام الله الله ونهره العلم .
· س : إذا قيل لك ما مراد الخالق من الخلق ؟
· ج: فقل مراده ما هم عليه أقام كلاً منهم فيما أراد وله المراد فيما يريد.
· س : إذا قيل لك ما تأويل لا حول ولا قوة إلا بالله ؟
· ج : فقل لا تحول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بمعونة الله العلى العظيم الذين يصغر كل شئ عند ذكره .
· س : إن قيل لك لكل شئ جوهرة وجوهرة الإنسان العقل فما جوهرة العقل ؟
· ج : فقل جوهرة العقل الصبر والعمل بحركات القلوب عند مطالعة الغيوب وأصل الطاعة الورع وأصل الورع التقوى وأصل التقوى محاسبة النفس بالخوف والرجاء من الله تعالى .
· س : إن قيل لك الحمد أعم من الشكر أم الشكر أعم من الحمد ؟
· ج : فقل الشكر أعم لقوله تعالى " اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادى الشكور " .
· س : إن قيل لك أن الإيمان خلق قبل العقل أم العقل خلق قبل الإيمان ؟
· ج : أن تقول العقل خلق قبل الإيمان لأنه حجة الله على خلقه به تثبت الحجة ويقع به التدبير لأنه وزير الروح وترجمان القلب وبه يثبت الحساب والعقاب وبه يدخل الشخص الجنة وبه يصير إلى النار .
· س : إن قيل لك ما الذى يجب على الشيخ فى حق المريد وما الذى يجب على المريد فى حق الشيخ ؟
· ج : أن تقول على الشيخ ثلاثة أشياء ( التسليك فى البداية والتبليغ فى النهاية والحفظ فى الرعاية ) والمريد يجب عليه ثلاثة أشياء ( امتثال أمره وكتمان سره وتعظيم قدره .
· س : إن قيل لك الآداب على كم قسم ؟
· ج : فقل على ثلاثة أقسام ( أدب مع الله وأدب مع الشيخ وأدب مع أصحاب الأدب ) .
· س : إن قيل لك ما شرط الإيمان فقل ؟
· ج : عشرة أشياء ( الخوف من عذاب الله والرجاء فى فضل الله والحب لأولياء الله والبغض لأعداء الله والاشتياق إلى رؤية الله والتعظيم لمن عظم الله والتهاون لمن تهاون بالله والرضا بقضاء الله والحذر من مكر الله والشكر بنعمة الله .
· س : فإن قيل لك أنت خارج من الإسلام أم الإسلام خارج منك ؟
· ج : فقل أنا فى الإسلام والإسلام فىّ .
· س : إن قيل لك الرسول فى ليلة الإسراء شاهد الرب بعين الرأس أم بعين القلب والرأس ؟
· ج : فقل شاهده بعين القلب والرأس معاً ليس بينه وبين الله حجاب فكان قاب قوسين أو أدنى .
· س : إن قيل لك سيدنا جبريل – عليه السلام – قبل أن ينزل على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – بالتحيات كان يصلى بأى شئ ؟
· ج : فقل كان يتشهد بالباقيات الصالحات وهى سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ويصلى بنفسه على نفسه ويسلم وصلاته صحيحة تامة .
· س : إن قيل لك المؤمن إذا انتقل إلى رحمة الله أين يذهب إيمانه إن قلت مع الروح كذبت وإن قلت مع الجنة كذبت ؟
· ج : الصواب أن تقول الإيمان نور متصل بالجنة والروح كالشمس فى السماء وضوءها فى الأرض .
· س : إن قيل لك كم فرض يلزم الإنسان عند بلوغه ؟
· ج : فقل ثمانية أشياء أولها معرفة الله عز وجل ومعرفة الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومعرفة ما جاء به والعلم والعمل والإسلام واليقين والإخلاص .
· س : إن قيل لك بأى شئ تستقبل القبلة ؟
· ج : فقل بثلاثة فرائض وسنة واحدة فالفرائض النية والتوجه إلى القبلة وتكبيرة الإحرام والسنة رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام .
· س : إن قيل لك ما الفرق بين الرسول والنبى والولى ؟
· ج : فقل الرسول هو إنسان ذكر حر أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه والنبى هو إنسان ذكر حر أوحى إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه والولى ما توالت أحواله وأقواله وأفعاله على الكتاب والسنة والإجماع فالأحوال أحوال القلب والأقوال أقوال اللسان والأفعال أفعال الجوارح والكتاب كتاب الله والسنة سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم - .
· س : إن سألك سائل ما شروط الصوفية ؟
· ج : فقل الصوفي من صفت سريرته ونارت بصيرته وعلت همته ونطقت حكمته وارتقت رتبته وتعلم العلم وعلمه وطلبه من الله لا غيره وأن يكون متصفاً برضاه والسير فى الطريق ومراعاة الرفيق والهدى والتحقيق وفعل الخيرات وترك المنكرات وإقامة العثرات وأن يكون مجتهداً فى العمل الصالح المرفوع وأن يكون متأدباً مع شيخه وإخوانه حافظاً بقلبة غالباً على شيطانه وأن لا ينكر على شيخه وأن يكون سليم الصدر للإخوان ويعاملهم بالإحسان (2).
------------------
(1) تحفة الإخوان فى آداب الطريق للعارف بالله سيدى أحمد بن محمد الدردير تليها مسائل الطريقة فى علم الحقيقة المعروفة بالستين مسألة للعارف بالله تعالى عز الدين عبد السلام - رحمه الله – وبآخرها منظومة فى آداب الطريق العارف بالله تعالى سيدى أبى يزيد البسطامى(نقلاً عنها بتصرف )
(2) تحفة الإخوان فى آداب الطريق للعارف بالله سيدى أحمد بن محمد الدردير تليها مسائل الطريقة فى علم الحقيقة المعروفة بالستين مسألة للعارف بالله تعالى عز الدين عبد السلام - رحمه الله – وبآخرها منظومة فى آداب الطريق العارف بالله تعالى سيدى أبى يزيد البسطامى(نقلاً عنها بتصرف )
------