منتديات إسلامنا نور الهدى
الابْتِلاَءُ والصَّبْرُ .. حَالٌ ومَقَامَاتٌ  24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
الابْتِلاَءُ والصَّبْرُ .. حَالٌ ومَقَامَاتٌ  24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 الابْتِلاَءُ والصَّبْرُ .. حَالٌ ومَقَامَاتٌ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



الابْتِلاَءُ والصَّبْرُ .. حَالٌ ومَقَامَاتٌ  Empty
مُساهمةموضوع: الابْتِلاَءُ والصَّبْرُ .. حَالٌ ومَقَامَاتٌ    الابْتِلاَءُ والصَّبْرُ .. حَالٌ ومَقَامَاتٌ  I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 11, 2013 1:41 pm


الابْتِلاَءُ والصَّبْرُ .. حَالٌ ومَقَامَاتٌ

إن لله حكمة في الابتلاء ، وهي أن يقع الابتلاء على خاصته المؤمنين ، يقول الله تعالى : ) الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) ( ( سورة العنكبوت : 1 ـ 3 ) . وإذا طالعنا السيرة النبوية في سياقها التاريخي استطعنا أن نستنبط الحكمة من ابتلاء الله لعباده المؤمنين بدءاً برسول الله r وانتهاء بأصغر الصحابة سناً .
فالحكمة الأولى من الابتلاء هي تزكية الفرد ، فهناك اختلاف واضح وحاسم في جيل تربى على تقديم نفسه فداءً للإسلام ، وجيل كجيلنا هذا ، في ظل نداءات العولمة وطغيان المادية ، وشيوع تيارات التغريب ، والموجات الصليبية الشرسة الموجهة لشباب المسلمين عامة .
فهذا أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه) سيد قومه وعشيرته ، لقيه سفيه من سفهاء قريش ، وهو عامد إلى الكعبة ، فحثا على رأسه تراباً ، فمر بأبي بكر الوليد بن المغيرة ،وابن هشام يذكر أنه العاص بن وائل ، فقال أبو بكر : " ألا ترى إلى ما يصنع هذا السفيه ؟ قال : أنت فعلت هذا بنفسك . قال : وهو يقول : أي ربِّ، ما أحلمك ! ، قالها ثلاثاً " .
والحكمة الثانية من سنة الله في ابتلاء خاصته الدعاية والإعلان للدعوة ، فإن صبر المؤمنين والصحابة ( رضوان الله عليهم) على الابتلاء بعد دعوة صامتة لهذا الدين ، لأن يدخل الناس فيه ، ولو وهن هؤلاء أو ضعفوا لما استجاب أحد لهذا الدين .
وهذا يذكرنا بالضرورة قصة إسلام أبي ذر الغفاري ، التي قصها ابن عباس ، فقال : " حتى دخل على النبي r ، فسمع من قومه وأسلم مكانه ، فقال له رسول الله r : " ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري " . فقال : " والذي بعثك بالحق ، لأصرخن بها بين ظهرانيهم " ، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته : " أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله " . ثم قام فضربوه حتى أضجعوه ، فأتى العباس فأكب عليه ، فقال : " ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار ؟ ، وأن طريق تجارتكم إلى الشام ؟ " ، فأنقذه منهم . ثم عاد من الغد بمثلها فضربوه وثاروا عليه ، وأكب العباس عليه كالسابقة .
ومن حكمة الابتلاء تربية الجماعة المسلمة ، حيث إن الابتلاء هو الطريق الذي لا طريق غيره لإنشاء الجماعة المسلمة الصالحة التي تحمل هذه الدعوة وتنهض بتكاليفها ، طريق التربية لهذه الجماعة وإخراج مكنوناتها من الخير والقوة والاحتمال ، وهو طريق المزاولة العملية للتكاليف والمعرفة الواقعية لحقيقة الناس وحقيقة الحياة ، ذلك ليثبت على هذه الدعوة أصلب أصحابها عوداً ، فهؤلاء هم الذين يصلحون لحملها إذن بالصبر عليها ، فهم عليها مؤتمنون .
ومن خلال الابتلاء يعلم الله حقيقة القلوب قبله ، ولكن الابتلاء يكشف في عالم الواقع ما هو مكشوف لعلم الله ، مغيب ما يعلمه الله سبحانه وتعالى من أمرهم ، وهو فضل من الله من جانب ، وعدل من جانب ، وتربية للناس من جانب ، فلا يأخذوا أحداً إلا بما استعلن من أمره وبما حققه فعله ، فليسوا بأعلم من الله بحقيقة قلبه .
وما أكثر قراءتنا وترديدنا لسورة المدثر ، نحفظها ، ونسعى لأن يحفظها أولادنا وأهلنا وتلاميذنا ، وهذا بالضرورة أمر طيب وجميل ومحبب لأنفسها، لكن الأجمل والأطيب والأمتع حقاً أن نعي ما جاء في أول السورة ، يقول تعالى : ) يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) ( ( سورة المدثر / 1 ـ 7) .
فالأوامر التي جاءت في صدر السورة الكريمة تتسم بالمباشرة، والوضوح ، فالأوامر الإلهية تمثلت في القيام بالإنذار ، وطهارة الثياب ، والتكبير لله ، وغاية عدم الاستكثار بالمنة.ونأتي للآية الأخيرة البليغة الجامعة المانعة المنبئة بالمستقبل، وهي ما سيلقاه رسول الله r من المشركين ، وما سيجده على حد وصف المؤرخين للسيرة النبوية من أذى المعاندين من المخالفة والاستهزاء والسخرية إلى الجد والاجتهاد في قتله ، وقتل أصحابه ، وإبادة كل من التف حوله من المؤمنين.
ولك أن تتصور بأن رب العزة يأمر نبيه وصفيه محمداً r أن يصبر ، وهو سبحانه وتعالى الكافي والقادر لرفع الأذى عنه ، ولك أن تتخيل قدر الحمل الثقيل الذي أدركه رسول الله r منذ البداية أنه سيقدم على مهمة ثقيلة حقاً، وجهاد طويل شاق لإعلاء كلمة التوحيد إلى يوم الدين.
ولما صعد رسول الله r على جبل الصفا ، أخذ ينادي : " يا بني عدي ، يا بني فهر ، فقال حينما اجتمعوا : " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم ، أكنتم مصدقي ؟ " . قالوا نعم : ، ما جربنا عليك إلا صدقاً ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فقال أبو لهب : تباً لك سائر اليوم ، ألهذا جمعتنا ؟ " . وأضاف رسول الله r القول ، فقال : " يا معشر قريش ، أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد ، أنقذي نفسك من النار ، فإني والله لا أملك لكم من الله شيئاً ، إلا أن لكم رحماً سأبلها ببلالها " (رواه مسلم 303) .
وما أن بلغ الرسول r بما أمر به من السماء حتى انفجرت مكة بالغضب ، غضب في كل مكان وبقعة، واختلفوا وتمايزوا في ابتداع أساليب وألوان شتى لمواجهة دعوة محمد وإلحاق الأذى به وبأهله.ولعل هذا التباين والاختلاف في صناعة العداء نتيجة الدهشة والاستغراب حينما تلقوا الإنذار ، ولم يستطيعوا أن يختاروا أي درب يسيرون فيه .
وأول هذه الأساليب هو السخرية والاستهزاء ، والغرض منها توهين قوى المسلمين المعنوية ، وخذل رسول الله r في أصحابه ، وليستحضرني حديث رسول الله r حين سأله سعد بن أبي وقاص ، فقال : يا رسول الله ، أي الناس أشد بلاء ؟ قال : " الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه ، وإن كان في في دينه رقة ابتلي حسب دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " .
والجانب المعنوي في هذا الأمر هو أشد وأعنف من جانبه المادي ؛ وما بالكم بهؤلاء السفهاء الذين تضاحكوا وسخروا وطعنوا في أكرم مخلوق على الأرض ، وما أقوى رسول الله r في الصبر على هذا الإيذاء المعنوي . ولنا في رسول الله r أسوة حسنة في الصبر على الضراء ، وفي البأساء ، وحين البأس ، ومن حكمة الله ( تبارك وتعالى ) أن جاء الحديث في القرآن عن الصبر على الحق والاستشهاد في سبيل الله بعد ذكر جانب الأسوة الحسنة ، يقول الله تعالى في محكم التنزيل : ) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22) مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ( ( سورة الأحزاب : 21 ـ 23) .
وكان السفهاء من قريش يسخرون من النبي r باتهامه بأنه رجل مسحور ، وبأنه شاعر ، وبأنه مجنون ، وبأنه كاهن يأتيه الشيطان ، وأنه ساحر كذاب ، ومفترٍ متقول ، هذا بالإضافة إلى نظرة النقمة والازدراء التي كانوا ينظرون بها إليه ، كما قال الله تعالى : ) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) ( ( سورة القلم / 51) .
ويصف الله تعالى في كتابه العزيز كل افتراءات مشركي مكة لرسول الله r ، يقول تعالى : ) وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) ((سورة ص : 4) . ، وقوله تعالى : )وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) ( ( سورة الحجر : 6) . ولقد قص الله علينا في كتابه هؤلاء السفهاء الذين سخروا من سيد الخلق r ، يقول تعالى : )إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) ( (سورة المطففين :29 ـ 33) .
ويقول رب العزة ( تبارك وتعالى ) واصفاً هؤلاء المستهزئين حينما بثوا دعاياتهم وافتراءاتهم الكاذبة عن رسول الله r ، وحول ذاته وشخصه : ) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) ((سورة الفرقان :4 ـ 5) .
ولأن طبيعة العهد المكي اتسمت بالجدلية المطلقة في أحداثها ، ولأن الرسالة المحمدية جاءت لتحرك الراكد والثابت الأسن ، فإن أهل مكة ـ أنفسهم ـ احتاروا وهم يحاولون تشويه صورة رسول الله r وإيذاءه بالقول ، فنجد مثلاً الوليد بن المغيرة وهو من زعماء قريش يقول عن رسول الله r قولا نذكر منه : " والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لغدق ، وإن فرعه ، لجنى ، فما أنتم بقائلين شيئاً من هذا إلا عرف أنه باطل " .
والذي لا يدع مجالاً للشك ، أن سخرية قريش والطعن في النبي r قد أثرت في النبي كما قال الله تعالى )وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) ((سورة الحجر :97) ، لكن الله تعالى لم يتركه ، بل قدم له الحل والعلاج القرآني الرباني السريع ، يقول تعالى : )فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) ((سورة الحجر :98 ـ99) .
ولعل أبرز الأساليب التي واجه بها مشركو مكة رسول الله r ومن اتبعه التعذيب والتنكيل ، والناظر لهذا الأسلوب يدرك أن من يستخدم القوة في مواجهة الكلمة والدعوة لهو من أضعف الناس عللا الإطلاق ، ودليل دامغ على ضعف الحجة ، وقلة الإدراك.
وكلنا يعلم كيف عُذب بلال بن رباح ( رضي الله عنه) في سبيل الإسلام ، وكيف كان أمية بن خلف يجعل في عنقه حبلاً ويدفعه إلى الصغار يلعبون ويلهون به ، ثم يأمر بالصخرة الكبيرة فتوضع على صدره ، ثم يقول : " لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد ، وتعبد اللات والعزى ، فيقول : أحدٌ أحدٌ" . حتى عثمان بن عفان ( رضي الله عنه) لم يسلم من التعذيب والإيذاء ، فكان عمه يلفه في حصير من ورق النخيل ثم يدخنه من تحته .
ولم تهدأ قريش بعد قريش في ابتداع أساليب لمواجهة دعوة محمد r ولعل بعض كتب السيرة النبوية في سياقيها التاريخي تفغل ذكر سلاح المرأة الذي استخدمه مشركو مكة في حربهم ضد الرسول r، ولعل تغافل بعض كتاب السيرة لذكر هذا أعطى المستشرقين وأنصارهم فرصة القنص والطعن من رسول الله r أكرم الخلق وسيد المرسلين ، فها هي قريش تعرض على رسول الله r نساءها ، يختار عشراً منهن ؛ أجملهن وأحسنهن يكن زوجات له.
وما أصلب رسول الله r الذي أدعى وافترى عليه المستشرقون ومن والاهم بأن أكرم الخلق راغب في النساء ودليلهم الباطل كثرة أزواجه ، بالرغم من أن زيجاته جميعهن لعللٍ وأسباب ، فرفض رسول الله r عرض قريش المُغري يوم قال له عمه أبو طالب : " يا بن أخي ، إن قومك قد جاؤوني ، فقالوا لي كذا وكذا ، فابق عليَّ وعلى نفسك ، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق " . فظن رسول الله r أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومسلمه ، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه .
فقال له رسول الله r : " يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته" .
ويعد الصبر من أعظم الفرائض إشارة إلى قول الله تعالى في سورة النحل : (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) ، والصبر إذعان لله وحكمه وقضائه وحكته في تصريف وتدبير المقادير ، يقول المولى تبارك وتعالى : ( واصبر لحكم ربك ) فقلد أمرنا الله ـ عز وجل ـ بالصبر لحكمه . والصبر لا جزاء له سوى الفلاح ونيل المقاصد التي ارتضاها الله لعبده باعتبار أن الصبر شرط رئيس من شرائط الإيمان التي يرفع الله بها درجات العبد في الجنة ، يقول تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) ، وعلم العبد ويقينه بأن صبره على البلاء والابتلاء وتصاريف القدر هو برزخ يعبره المرء تحقيقاً لغاية كبيرة هي الفوز برضا الله عنه.
والصبر أنواع وصنوف منها الصبر لله في مقام حق اليقين لقول الله تبارك وتعالى : ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا)وفي هذه الآية الكريمة وجوب للصب لحكم الله تعالى ، ومنها أيضاً الصبر بالله على تحمل أعباء الرسالة والمهمة كقوله تعالى : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) ، ومن أبرز وأحكم أنواع الصبر ، الصبر في الله ، فمن صبر في الله ومعه كان معه وفي معيته ورعايته التي لا تنقضي ، يقول تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) ، ويقول تعالى أحكم الحاكمين : ( إن الله مع الصابرين ) . ويرى أبو الحسن الماوردي أن الصبر على امتثال ما أمر الله به تعالى والانتهاء عما نهى عنه من أرفع درجات ومقامات الصبر ؛ لأن به تخص الطاعة ، وبخلوص الطاعة يصح الدين وتؤدى الفروض ويُستحق الثواب .
ومن صبر لله ثبته وقوى عزيمته وسدد خطاه وتفكيره إلى الصواب بغير لغط أو جنوح ، ومن الصبر السلبي صبر عن الله وهو صبر أهل الجهل الذين باعدهم الله عن السعادة في الدنيا والآخرة ، وهذا الصنف من الصبر هو ابتعاد عن الله ورحمته وغفلة واضحة بحقيقة التوحيد والربوبية ، وغفلة عن العبر والدروس التي ينبغي للمرء أن يعيها من أموره وأحواله . ويمثل الصبر عن الله عجلة وتسرعاً من المرء عن حكمة الله وفرجه القريب . والصبر أدب للنفس وترويض لها ، ومن حسن التوفيق وأمارات السعدة الصبر على الملمات والمصائب وكوادر النفس والقلب معاً ، وفي آثار السلف " من خير خلالك الصبر على اختلالك" .
وهناك صبر يلجأ إليه العبد فيما يخشى حدوثه ،من رهبة يخشاها العبد ، أو يحذر حلولها من نكبة يخشاها ، وعلى العبد ألا يتعجل هماً ما لم يأت بعد ، فإن أكثر الهموم كاذبة ، وأن الأغلب من الخوف مدفوع. وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " بالصبر يتوقع الفرج ، ومن يدمن قرع باب يلج" . وقال الحسن البصري : " لا تحملن على يومك هم غدك فحسب كل يوم همه " .
والصبر الذي نرجوه هو في حقيقته ثبات وعزيمة وقوة حيث يجاهد المرء نفسه ورغباته وشهواته ، وهو قرب من طاعة الله تبارك وتعالى وسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتدريب حقيقي شاهد على تحمل القضاء لحكم الله مصاحب بالرضا والقنوع واليقين برحمة الله .وما أجمل أن يجعل الله عز وجل الصابرين أئمة للمتقين الصالحين القانتين ، حيث يقول الله تبارك وتعالى : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) . والجزاء عظيم لمن صبر وارتضى بالقضاء الإلهي ، يقول تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
ويشير الإمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه) إلى شمائل الصبر بقوله : " بني الإسلام على أربع دعائم : على اليقين والصبر والجهاد والعدل ) ، وقال رضي الله عنه : " الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا جسد لمن لا رأس له ، ولا إيمان لمن لا رأس له " . وقال أيضاً : " الصبر مطية لا تكبو ، والقناعة سيف لا ينبو" . والفاروق عمر ( رضي الله عنه ) يشدد على التمسك بفضيلة الصبر حيث يقول : " نعم العدلان ، ونعمت العلاوة للصابرين " ، ويعني بالعدلين الصبر والرحمة ، وبالعلاوة الهدى . وقال : " لو أن الصبر والشكر بعيران ما باليت أيهما ركبت" . ورسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم ) جعل الصابرين خواص الصادقين ، ففي حديث عطاء عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) لما دخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على الأنصار فقال : " مؤمنون أنتم ؟ فسكتوا ، فقال عمر ( رضي الله عنه ) : نعم ، قال : وما علامة إيمانكم ؟ قال : نشكر في الرخاء ، ونصبر على البلاء ، ونرضى بالقضاء ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : مؤمنون ورب الكعبة" .
والصبر عند أهل التصوف مقامات وأحوال ، فصاحب الحياء يلتزم بخصال الإحسان وهو صابر ، فيصبر عن معصية الخالق حياء من ربه ، والصابر عن المعصية حياءً أكمل من الصابر عنها خوفاً ، لأن صاحب الحياء في مراقبة دائمة ، أما صاحب الخوف فهو في مقام مجاهدة .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الابْتِلاَءُ والصَّبْرُ .. حَالٌ ومَقَامَاتٌ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: الطريق الى الله :: علوم الشريعة والحقيقة وكلام أهل الله-
انتقل الى: