منتديات إسلامنا نور الهدى
أدلة حياة الأنبياء في قبورهم عليهم السلام 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
أدلة حياة الأنبياء في قبورهم عليهم السلام 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 أدلة حياة الأنبياء في قبورهم عليهم السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورهان العدوية
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة
مشرفة قسم الإسرة المسلمة والمرأة




أدلة حياة الأنبياء في قبورهم عليهم السلام Empty
مُساهمةموضوع: أدلة حياة الأنبياء في قبورهم عليهم السلام   أدلة حياة الأنبياء في قبورهم عليهم السلام I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 18, 2014 2:24 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه
وصلى وسلم وبارك على سائر الأنبياء والمرسلين والملائكة أجمعين
وأرض اللهم ربنا عن جميع الأولياء والصالحين ومشايخنا


أدلة حياة الأنبياء في قبورهم عليهم السلام


يقول العارف بالله الشيخ صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه : قد استخرت الله تعالى في جمع أحاديث تدل على حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لتكون دليلاً لما ذكرته لك آنفاً ، وما أحسن القول إذا كان مستنداً إلى دليل فأقول وبالله تعالى التوفيق


1- عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون) أخرجه البهقي ، ونسبه السيوطي في الجامع الصغير إلى أبي يعلى الموصلي في مسنده ، وقال : شارحه : هو حديث صحيح أ هـ
وقال صاحب نظم المتناثر من الحديث المتواتر : إن من جملة ما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم  حياة الأنبياء عليهم السلام في قبورهم .
وقال السيوطي في مرقاة السعود حاشية سنن ابي داود : حياة الأنبياء تواترت بها الأخبار .
وقال في كتابه إنباه الأذكياء بحياة الأنبياء ما نصه : حياة النبي ما نصه : حياة النبي في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا علماً قطعياً لما قام عندنا من الأدلة في ذلك وتواترت الأخبار الدالة على ذلك .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الروح نقلا عن أبي عبد الله القرطبي : صح عن النبي صلى الله عليه وسلم  أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، وأنه صلى الله عليه وسلم  اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج في بيت المقدس وفي السماء خصوصاً بسيدنا موسى عليه السلام ، وقد أخبر أنه ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء عليهم السلام إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء ، وذلك كالحال في الملائكة فإنهم أحياء موجودون لا نراهم


وقد دل القرآن على حياة النبي صلى الله عليه وسلم  وحياة جميع النبيين والمرسلين عليهم السلام أحياء بعد وفاتهم أيضاً ، وذلك أن الله تعالى قال (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)169 آل عمران
فهذه الآية تدل على حياة جميع الأنبياء ، بمفهوم الموافقة وذلك أن الأنبياء أولى بتلك المنقبة من الشهداء ، وتدل على حياة نبينا صلى الله عليه وسلم  بعموم لفظها وذلك أن الله تعالى جمع له صلى الله عليه وسلم  بين النبوة والرسالة والشهادة كما صح ذلك . قال السيوطى رحمه الله تعالى : وما من نبي إلا وقد جمع بين النبوة والشهادة


قال عليه الصلاة والسلام : (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) مروى عن أوس من حديث طويل أخرجه أبو داود والإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والدارمي والبيهقي في كتاب الدعوات الكبير وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه والطبراني في الكبير ، وسعيد بن منصور في سننه وابن أبي شيبه والحاكم وصححه وأيضاً صححه النووى رحمهم الله تعالى أجمعين


وقد نظمت بفضل ربي المخرجين لهذا الحديث ؛ لكثرتهم ؛ ليسهل حفظهم :


تحريم أكل الأرض جسما للنبي قد قاله المختار خير العرب


أخرجه عشر كذاك اثنان من سادة الحديث والإتقان


وهم إمامنا أحمد والنسائي كذا ابن حبان بلا امتراء


كذا أبو داود نعم المرتقى والحاكم المشهور . ثم البيهقي


والطبراني لدى الكبير ثم ابن ماجه عالم نحرير


وابن خزيمة كذا سعيد في سنن أقوالها تفيد


وابن أبي شيبة ثم الدرامي فاحفظ حديث الفضل للأكارم


وأخرج أبو يعلي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول )والذي نفسي بيده ليتنزل عيسى بن مريم ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجيبنه(


وقال الإمام القرطبي حافظ الأندلس في حديث الصعقة عن شيخه ما نصه في تذكرته : الموت ليس بعدم محض ، وإنما هو انتقال من حال إلى حال ، ويدل على ذلك أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء يرزقون فرحون مستبشرون


فهذه صفة الأحياء في الدنيا ، وإذا كان في الشهداء فالأنبياء أحق بذلك وأولى . وقد صح أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء . وأنه صلى الله عليه وسلم اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس


وفي السماء ، ورأى موسى قائما يصلي في قبره . وأخبر r أنه يرد السلام على كل من يسلم عليه . إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موتهم إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا نراهم وإن كانوا موجودين أحياء ولا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله تعالى بكرامة أ هـ


وقال البيهقي في دلائل النبوة : الأنبياء أحياء عند ربهم كالشهداء وقال الشيخ تقي الدين السبكي مؤلف جمع الجوامع ما نصه : حياة الأنبياء والشهداء في القبر كحياتهم في الدنيا ، ويشهد له صلاة موسى في قبره ، فإن الصلاة تستدعي جسما حياً ن وكذلك الصفات المذكورة في الأنبياء ليلة الإسراء كلها صفات الأجسام ، ولا يلزم في كونها حياة حقيقية أن تكون الأبدان معها كما كانت في الدنيا من الاحتياج إلى الطعام والشراب ، وأما الإدراكات كالعلم والسماع فلا شك أن ذلك ثابت لهم ولسائر الموتى أ هـ


وقال البرهان اللقاني في شرح جوهرة التوحيد ما نصه الرابع أي من التنبهات : الأنبياء أحياء في قبورهم وبعد موتهم أ هـ


قال الإمام بدر الدين بن الصاحب في تذكرته ما نصه : فصل في حياته صلى الله عليه وسلم بعد موته في البرزخ : وقد دل على ذلك تصريح الشارع وإيماؤه ومن القرآن قوله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)169 آل عمران
فهذه الحالة وهي الحياة في البرزخ بعد الموت حاصلة للشهداء من الأمة ، وحاصلة لمن له هذه المرتبة لا سيما في البرزخ ، ولا تكون رتبة أحد من الأمة أعلى من رتبة النبي r ، بل إنما حصلت لهم هذه الرتبة بتزكيته وتبعيته . وقال فيها أيضاً ما نصه : وقال عليه الصلاة والسلام : (مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره)


وهذا صريح في إثبات الحياة لموسى عليه السلام فإنه وصفه بالصلاة وأنه كان قائماً ، ومثل هذا لا توصف به الروح وإنما يوصف به الجسد وفي تخصيصه بالقبر دليل على هذا فإنه لو كان من أوصاف الروح لم يحتج لتخصيص بالقبر ، فإن أحدا لم يقل إن أرواح الأنبياء مسجونة في القبر مع الأجساد وأرواح الشهداء والمؤمنين في الجنة.أ هـ


وقال البرهاني اللقاني في شرحه الصغير ما نصه : ونقطع بعودة حياة كل ميت في قبره . وبنعيم القبر وعذابه ، وهما من الأعراض المشروطة بالحياة لكن لا يتوقف على البينة .
وأما أدلة الحياة في الأنبياء فمقتضاها أنها مع البينة وقوة النفوذ في العالم مع الاستغناء عن العوائد الدنيوية ، ومن هنا قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى : النبي r في حكم الرسالة الآن. أ هـ


وسئل البارزي رحمه الله تعالى : هل النبي صلى الله عليه وسلم  حي في قبره ؟ فأجاب : هو حي . قال الأستاذ أبو منصور عبد القادر بن طاهر البغدادي الفقيه الأصولي شيخ الشافعية في أجوبة مسائل : قال المتكلمون المحققون من أصحابنا إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم  حي بعد وفاته ، وإنه يبشر بطاعات أمته ، ويحزن لمعاصي العصاة ، وإنه تبلغه صلاة من يصلي عليه من أمته


وقال : إن الأنبياء لا يبلون ولا تأكل الأرض منهم شيئاً ، وقد مات موسى عليه السلام في زمانه ، وأخبر نبينا r أنه رآه في قبره مصلياً . وذكر في حديث المعراج أنه رآه في السماء الرابعة ، ورأى آدم وإبراهيم عليهما السلام . وإذا صح لنا هذا الأصل قلنا : نبينا r قد صار حياً بعد وفاته وهو على نبوته. أ هـ


وقال الحافظ البيهقي في كتاب الاعتقاد : الأنبياء عليهم السلام بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم ، وقد رأى نبينا r جماعة منهم وأمهم في الصلاة ، وأخبر وخبره صدق أن صلاتنا معروضة عليه ، وأن سلامنا يبلغه ، وأن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء قال : وقد صنف لإثبات حياتهم كتاباً . ثم قال اللهم أحينا على سنة هذا النبي الكريم وأمتنا على مثلته واجتمع بيننا وبينه في الدنيا والآخرة إنك على كل شئ قدير


قال صالح الجعفري رضي الله تعالى ونفعنا به آمين : ودعاء هذا الشيخ يوافق ما ذكره شيخنا في صلاته العظيمية (واجمع بيني وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ظاهراً وباطناً يقظة ومناماً) وإنما قلت ذلك خشية أن يعترض علينا ولا اعتراض علينا حيث كان لأسلافنا تابعين


وقال الشافعي عفيف الدين اليافعي : الأولياء ترد عليهم أحوال يشاهدون بها ملكوت السماوات والأرض ينظرون الأنبياء غير أموات كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم  إلى موسى عليه السلام في قبره ، وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي ، قال : ولا ينكر ذلك لا جاهل ، ونصوص العلماء في حياة الأنبياء كثيرة فلنكتف بهذا القدر. أ هـ


من أحوال أهل الكشف مع النبي r بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى


وحكايات العارفين كسيدي أحمد الرفاعي لما وقف عند القبر الشريف وأنشد البيتين المشهورين فخرجت يده الشريفة وصافحته مشهورة


وبالجملة فكما قال الحافظ السيوطي في رسالته في إنباه الأذكياء حياة النبي r هو وسائر الأنبياء الخ ما سبق نقله آنفاً. أ هـ


قال شيخنا حبيب الله الشنقيطي رحمه الله تعالى : رسالة السيوطي إنباه الأذكياء طبعت بالهند وعندي بمكتبي منها نسخة أ هـ . ولقد سمعت منه رحمه الله أعجوبة ذكرها في أثناء درسه بالمسجد الحسيني في شهر رمضان قال : كنت معتكفاً بالمسجد النبوي في العشر الأواخر من رمضان ، فخطر بقلبي ما من الله تعالى به على سيدي أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه من تسليمه ومصافحته لرسول صلى الله عليه وسلم  فدنوت من المقصورة النبوية وسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشدته البيتين اللذين أنشدهما سيدي أحمد الرفاعي . فمد لي صلى الله عليه وسلم  يده الشريفة فقبلتها أ هـ


وهذه القصة ما سمعتها منه إلا في العام الذي قبض فيه


من كرامات الشيخ حبيب الله الشنقيطي مع شيخنا العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفري


ولقد شاهدت منه كرامات ، منها أنني ذهب إلى بيته بجوار القلعة ناوياً بقلبي أن أستأذنه في أن أكون مقرئاً له متن حديث البخاري ومسلم ، فلما وصلت البيت وجلست بغرفة الاستقبال ، وهي أول مرة أزوره بها جاءني مبتسماً ، فلما سلمت عليه وقبلت يده قال لي : (أنت الذي إن شاء الله ستكون سراداً لي في هذا العام) ومعنى سراداً : مقرئاً . والحمد لله قد لازمته إلى الممات ، ونزلت قبره ولحدته بيدي والحمد لله


وكنت أقرأ للإخوان الحاضرين درساً قبل حضوره بالمسجد الحسيني ، فإذا عارضني إنسان أو شاغبني يهمس لي في أذني عند جلوسه على الكرسي بقوله : (يعاكسونك وأنت خير منهم) كأنه كان معي ، ثم يأتي في دروسه بكل موضوع حرفت فيه شيئاً أو ذكرته ناقصاً كأنه كان جالساً معى يسمع ما قلته ، وقد حصل ذلك منه مرات كثيرة ، وكان إذا حصل له عذر يرسل لي تلميذاً أن اقرأ الدرس نيابة عن الشيخ


وفي يوم أرسل لي ورقة مكتوبة فيها بخط يده منها (قد وكلتك بقراءة الدرس) فتعجبت من ذلك لماذا غير الشيخ عادته من المشافهة إلى المكاتبة ؟ وما أشعر إلا ومدير المساجد قد حضر وأنا أقرأ الدرس ، فسألني : وهل وكلك الشيخ قلت نعم قال : وأين التوكيل ؟ فقدمت له الورقة المرسلة من الشيخ ، ففرح بها ودعا لي بخير ، فكانت هذه كرامة منه رحمه الله تعالى وغفر له وأسكنه فسيح الجنان فإنه كان يحبني كثيراً ويقول لي : أنت بركة الدرس ، قد أجزتك بجميع إجازاتي ومؤلفاتي


قال سيدي الشيخ صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه : أقول بفضل الله \تعالى : ومما يدل على أنه r كما هو رفع العذاب . وقد دقع وهو فيهم كقوله تعالى (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ) النساء 102- أي معهم بجسمك وروحك وقول الله تعالى (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) والبيعة لا تنفع إلا بالإقرار بالشهادتين حينما كان صلى الله عليه وسلم  بين أصحابه رضي الله تعالى عنهم ، وبعد أن لحق بالرفيق الأعلى بقيت البيعة كما هي فلو لم يكن حيا بعد الموت ورسالته صلى الله عليه وسلم باقية كما هي لغيرت البيعة ، وإذا كان الإسلام لا يتم ولا يقبل إلا بذكر اسمه r فذكر اسمه صلى الله عليه وسلم  وسيلة في قبول الإسلام والإيمان ، فكيف لا يكون ذكر اسمه وسيلة في قبول الدعاء الذي ليس هو بواجب وماذا يقول لنا المانع إذا قلنا : اللهم بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله اغفر لي وارحمني


وماذا يقول لكافر إذا أسلم وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . فهل يمنعه من قوله محمد رسول الله أو يقره على ذلك فتأمل


وقول الله تعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) وهذا الأمر باق إلى يوم القيامة


فالطاعة هي الطاعة والرسول صلى الله عليه وسلم  هو الرسول ، وطاعته الواجبة حينما كان بين أصحابه هي طاعته الآن ، ومن أنكر الأولى كفر ومن أنكر الثانية كفر ، وإنما كانت الأولى لرسول حي بجسمه وروحه . واليوم كذلك الرسالة والطاعة أفضل من الحياة ويلزم بينهما الحياة . فتأمل في قولي هذا لعلك ترشد . وقول الله تعالى : ) ) فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) 41 النساء -  فهل المراد بهؤلاء الصحابة فقط أم الأمة ؟ بل المراد الأمة الشاملة للصحابة وغيرهم إلى يوم القيامة إذ هو r شهيد الأمة


رؤية النبي صلى الله عليه وسلم  لله عز وجل في ليلة المعراج :


مسألة مهمة : النبي صلى الله عليه وسلم له خصوصية عظيمة اختص بها دون جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين وهي رؤيته لله سبحانه وتعالى . وتجلى الحق سبحانه وتعالى على جسمه وروحه ، فكسى جسمه الشريف بذلك ثوب الحفظ فصار جسمه الشريف كروحه يبقى ببقائها ويحفظ بحفظها . فله خصوصية في جسمه الشريف تزيد على جميع النبيين والمرسلين عليهم السلام


انظر كيف تقدم صلى الله عليه وسلم  في مقام تأخر عنده جبريل عليه السلام فلو كان جسماً غير جسمه r ما تحمل ذاك التجلي ولا ثبت أمام تلك الأنوار المحرقة


وقد شهد الله سبحانه له صلى الله عليه وسلم بقوله (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) 17 النجم-  والمراد بالبصر هنا البصر المعروف ، فبصره صلى الله عليه وسلم  لا كالأبصار ، وكذلك جسمه لا كالأجسام ، وقد كان عرقه الشريف كاللؤلؤ وأطيب من المسك ، ولا ظل لجسمه الشريف ، وكان صلى الله عليه وسلم  يرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ، وريقه شفاء للمرضى ولمسه شفاء


قال البوصيري رحمه الله تعالى


كم أبرأت وصبا باللمس راحته=  وأطقلت أربا من ربقة اللمم


وقال تعالى (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) 62 التوبة - ورضا الله تعالى يكون بطاعة الله تعالى ، ورضاء النبي صلى الله عليه وسلم  يكون بطاعة الله تعالى وليعتقد الطائع أن الله تعالى راض عنه الآن ، وأن نبيه صلى الله عليه وسلم  راض عنه الآن .


قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم  ) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) 107 الأنبياء -حتى الآن وإلى ما شاء الله (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) 97 النحل
وقد أحيا الله نبيه صلى الله عليه وسلم  في الحياة الدنيا بأطيب حياة ؛ لأنها حياة النبوة والرسالة والجهاد والعبادة ، وبعد الموت حياة وجزاء بأحسن ما كان يعمل صلى الله عليه وسلم  ، فإذا كان الجزاء أحسن كانت الحياة أحسن ، والجزاء الحسن يبتدئ من إخراج الروح (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم) وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا) 30 فصلت ,وقال تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) 27-28 الفجر (


فهذا كله من الجزاء الحسن الأحسن عند الاحتضار وبعده . وقال صلى الله عليه وسلم)القبر إما روضة من رياض الجنة . وإما حفرة من حفر النار)
فإمام الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم  هو أفضل الناس حياة بعد الموت . وأعلاهم روضة في القبر ، وأحسنهم جزاء إذا كان r أفضلهم أعمالاً وأكثرهم طاعة وجهاداً وتهجداً وعبادة وتلاوة ، وأكثرهم ذكراً لرب العالمين


وقال بن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى :


تواترت الأدلة والنقول فما يحصى المصنف ما يقول


بأن المصطفى حي طرى كبدر التم ليس له أقول


ولم تأكل له الغبراء جسما ولا لحما وأثبت ما أقول


وهذه الأبيات من قصيدة طويلة شرحها شيخنا المحدث الشيخ حبيب الله الشنقيطي رحمه الله ، وقد طبعتها مع شرحها في رسالة مخصوصة سميتها (دافعة الشقاق)
وقد كتب علماء السلف والخلف في ذلك شيئاً فراجعه إن شئت لا سيما رسالة الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى المسماة : تحفة الأذكياء وكتابه المسمى (تنوير الحلك) ودعك عما كتبه أهل هذا الأزمان من كل قول يخالف ما كتبه خيرة السلف والخلف


كلام ابن تيمية حول التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم  :


ورحم الله تعالى ابن تيمية حيث يقول : والسلف الصالح كانوا يدعون بحديث الأعمى ، وإن أحمد بن حنبل رحمه الله كتب منسكاً إلى تلميذه المروزي وأمره فيه أن يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
والشيخ ابن تيمية الحراني صادقة في نقله . ومن الذي هو أوثق من السلف الصالح والإمام أحمد حتى نتركهم ونتبعه فيما يقول ؟ وإن ليأخذوني العجاب حينما أقرأ كلام الشيخ ابن تيمية هذا وأرى من يخالفه ، وقلت بفضل ربي تعالى :


وما رواه العالم الحراني حق وصدق واضح البرهان


من أن أهل السلف الأكارم توسلوا بالهاشمي الخاتم


كذا إمام السنة ابن حنبل بالسيد المختار قد توسل


للمروزي قال في رسالة توسلن بصاحب الرسالة


قلت : والتوسل به r ذكره الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى عن السلف الصالح عن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه والذي ذكره الحافظ عبد العظيم المنذري في كتابه (الترغيب والترهيب في باب صلاة الحاجة وهو أن عثمان بن حنيف علم رجلا له حاجة عند سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه أيام خلافته حديث الأعمى الذي فيه التوسل به صلى الله عليه وسلم  فعلم من ذلك حياته صلى الله عليه وسلم  بعد الموت ، لأن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه وغيره من الصحابة أخبروا أنهم كانوا يتوسلون به صلى الله عليه وسلم  وقت حياته وتوسلهم به صلى الله عليه وسلم  بعد وفاته دليل على حياته بعد وفاته دليل على حياته بعد الموت عند ربه سبحانه وتعالى . وقد أوجب الله الصلاة والسلام عليه وقت حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم
وأجمع العلماء على وجوب الصلاة والسالم عليه صلى الله عليه وسلم  في العمر مرة ، وقال الطحاوي رحمه الله تعالى : تجب كلما ذكر ، وارتضاه الحليمي من الشافعية رحمه الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم  : (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل على) أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي هريرة


الفصل السادس والعشرون :


شرح حديث : " ما من مسلم يغرس غرساً " للإمام سيدي الشيخ صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه :


وإليك هذا الإسناد المبارك للبخاري المتصل بسيدنا ومولانا وأستاذنا السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه . فأورى بالإجازة المباركة والسند المتصل عن أحد المشايخ عن السيد أحمد الشريف عن السيد أحمد الريفي عن السيد محمد بن على السنوسي عن السيد أحمد بن إدريس عن أبي المواهب التازي عن أي البقاء العجيمي عن البركة أبي الوفاء أحمد بن محمد العجل عن قطب الدين محمد بن أحمد الفهرواني عن والده علاء الدين أحمد بن محمد الفهراني عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح الطاووسي عن الشيخ المعمر ثلاثمائة سنة بأبا يوسف الهروي الهندي عن المعمر محمد بن شاد بخت الفرغاني عن المعمر مائة وثلاثاً وأربعين سنة أبي لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني بسماعه على محمد بن يوسف بن مطر الفربري عن أمير المؤمنين أبي عبد الله محمد بن غسماعيل بن إبراهيم بن برد وبه البخاري قال : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانه عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة(


قال شارح صحيح البخاري الشيخ القسطلاني رحمه الله تعالى : قوله صلى الله عليه وسلم )ما من مسلم يغرس غرساً) بمعنى المغروس أي شجر .
قال : (العارف بالله تعالى فضيلة الشيخ) صالح الجعفري (رضي الله تعالى عنه) : فيكون من باب إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول فهو مجار مرسل كما في قوله تعالى (هذا خلق الله ) أي مخلوق الله . لان المصدر حدث والحدث لا يرى وإنما ترى الذات التي قام بها الحدث فهو أحد مدلولي الفعل . قال ابن مالك رحمه الله تعالى :


المصدر اسم ما سوى الزمان من مدلولي الفعل كأمن من أمن


وهو شبيه بالروح في أنها لا ترى وإنما يرى مكانها وذلك لحكمة لطيفة ؛ لأن الروح من أمر الله وأمر الله لا يرى . والجسم من خلق الله وخلق الله يرى ، ولأن الروح تذكرك الغيب فهي من عالمه والجسم يذكرك الشهادة فهو من عالمها ، فكما أيقنت من انفعالات روحك وآثارها مع عدم رؤيتك لها آمن بأفعال الملائكة مع عدم رؤيتك لهم فإذا علمت ذلك وأيقنت به فاعلم أن الرب الأجل من الغيب وهو خالق كل شئ ولا يرى بل ترى أفعاله ؛ لأنك لو رأيته لتساوي مع خلقه وهو ليس كمثله شئ فعينك الحادثة ترى الحوادث ولا ترى القديم الأزلي ، إذ لو رأيته لكتب لك البقاء السرمدي ، ولا يفنى جسمك بعد ، ولما كتب الله الفناء على العوالم العلوية والسفلية حجب عنها ، فأهل السماء بالنسبة إلى النظر للحق جل وعلا كأهل الأرض . قال صلى الله عليه وسلم( : لا تفضلوني على يونس بن متى)  يعني حينما كنت فوق السماء السابعة ، فإن علم ربي وإحاطته بي وسماعه لكلامي كعلمه وإحاطته وسماعه ليونس في ظلمات ثلاث : ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت . قال القسطلاني رحمه الله تعالى قوله صلى الله عليه وسلم  )أو يزرع زرعا( أي مزروعاً فأن للتنويع ؛ لأن الزرع غير الغرس


قال (باب المصطفى صاحب الصفا والوفا فضيلة الشيخ صالح الجعفري راجي رحمة الله العلي : القول في الزرع كالقول في غرس ، وهناك غرس وزرع آخران ، فيغرس المؤمن ذرية طيبة تنفعه في الدنيا والآخرة كما في الحديث : (أو ولد صالح يدعو له) ويزرع الأعمال الصالحة المتنوعة التي أرضها صفحات القلوب ، وماؤها من سماء الغيوب ، وزرعها فعل الواجبات وترك المنهيات ورضاء بالقضاء وجهاد للنفس وشكر وصبر لدى البأساء والضراء وحين البأس ، فهنيئاً لأرض القلوب القيعان حيثما هطل عليها غيث وابل معاني القرآن ، فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، فشمرت النفس عن ساعد جدها للوصل إلى مجدها ونظرت إلى اللذات نظر المستريب وفرت من غوائل الدنيا فزارها من الغول ، واشتغلت بربها بعد أن شغفها حب جنته . وشغفها حب كرامته فصبرت بجسمها لحكم ربها حتى جاءها اليوم الموعود فسمعت النداء بعد التسليم والبشرى ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) 27-28 الفجر (


قال القسطلاني رحمه الله تعالى : قوله صلى الله عليه وسلم  : ( فأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان به صدقة) بالرفع اسم كان ، التعبير بالمسلم يخرج الكافر فيختص الثواب في الآخرة بالمسلم دون الكافر ، لأن القرب إنما تصح من المسلم . إن تصدق الكافر أو فعل شيئاً من وجوه البر لم يكن له أجر في الآخرة


نعم ما أكل من زرع الكافر يثاب عليه في الدنيا كما ثبت دليله ، وأما من قال يخفف عنه بذلك من عذاب الآخرة فيحتاج إلى دليل في حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها عن مسلم . قلت : يا رسول الله ابن جدعان في الجاهلية كان يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه ؟ قال : لا ينفعه إنه لم يقل يوما (رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين) يعني لم يصدق بالبعث ، ومن لم يصدق به كافر ولا ينفعه عمل


ونقل عياض رحمه الله تعالى : الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب ، لكن بعضهم أشد عذاباً من بعضهم يحسب جرائمهم . وأما حديث أبي أيوب الأنصاري عند أحمد بن حنبل مرفوعا : (ما من رجل يغرس غرساً) وحديث : (ما من عبد) فظاهرهما يتناول المسلم والكافر لكن يحمل المطلق على المقيد ، والمراد بالمسلم الجنس فتدخل المرأة المسلمة


وقد روي مسلم رحمه الله تعالى هذا الحديث : بزيادة فيه ، فأردت ذكره لزيادة الفائدة . فأقول بعون الله تعالى بالإجازة المباركة والسند المتصل عن أحد المشايخ عن السيد أحمد الشريف السنوسي عن السيد أحمد الريفي عن السيد محمد بن على السنوسي عن السيد ابي العباس العرائشي السيد أحمد بن إدريس عن أبي المواهب التازي عن أبي عبد الله الشيخ محمد التاودي الفاسي عن الجريشي وهو أبو الحسن على عن شيخ الإسلام ابي محمد عبد القادر الفاسي عن عم والده أبي زيد عن الرحمن الفاسي عن الإمام أبي عبد الله محمد أبي الذخائر بن قاسم القصار عن الشيخ محمد جار الله خروف التونسي الأنصاري عن عبد الرحمن بن الشهير بسقين العاصمي عن الشيخ الإمام أبي عبد الله محمد بن غازي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الإمام بن حجر العسقلاني وهو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن على ابن حجر نسبة إلى آل حجر قوم سكنوا الجنوب وأرضهم قابس الكناني المصري عن بن الكويك أبي جعفر محمد ابن عبد اللطيف الربعي عن عبد الرحمن بن محمد المقدسي عن بن عبد الدايم النابلسي عن محمد بن على بن صدق الحراني عن الغواري عن عبد الغافر بن محمد الفارسي عن الجلودي أبي أحمد محمد بن عيسى ابن عمروية عن إبراهيم بن محمد النيسابوري عن مؤلفه الإمام مسلم ابن الحجاج القشيري النيسابوري . قال : حدثنا ابن نمير حدثنا أبي عبد الملك عن عطاء عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : ( ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة ، وما سرق منه له صدقة وما أكل السبع منه فهو له صدقة ، وما أكلت الطير فهو له صدقة ، ولا يزرؤه أحد إلا كان له صدقة)
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم في هذه الأحاديث فضيلة الغرس وفضيلة الزراع . إن أجر فاعل ذلك مستمر مادام الغرس والزرع ، وما تولد منه إلى يوم القيامة


وقد اختلف العلماء في أطيب المكاسب وأفضلها : فقيل التجارة وقيل الصنعة باليد ، وقيل الزراعة وهو الصحيح . والثواب مختص في الآخرة بالمسلمين


قال سيدي الإمام الشيخ صالح الجعفري (رضي الله تعالى عنه ): قد اجتمعت في هذا الحديث فوائد شتى للغارس والزارع :


الأولى : أن ما عنده إذا بلغ النصاب زكاة فيثاب عليه ثواب الواجب


الثانية : أنه يتصدق تطوعا فيثاب صدقة التطوع ، فهذان ، ثوابان يختلفان بالنية


الثالثة : إذا قدم شيئاً من الثمر أو الحب على والديه أثيب ثواب الواجب وكتب بارا ، أو على أرحامه كتب وصولاً للرحم


الرابعة : إذا قدم شيئاً إلى زوجته وأولاده أثيب ثواب الواجب


الخامسة : إذا وهب شيئاً كتب له ثواب الهبة


السادسة : إذا أهدى شيئاً كتب له ثواب الهدية ، وكان عاملاً بحديثه صلى الله عليه وسلم( تهادوا تحابوا)  


السابعة : إذا أقرض إنساناً شيئاً كتب له ثواب القرض ثمانية عشر وهذه السابعة يمكنه أن ينوي فيها الثواب


الثامنة : ثواب ما أكل الطير والحيوان والسباع والسارق وما يغلبه فيه الشركاء وغيرهم ، وهذه الأشياء يثاب عليها من غير نية


التاسعة : وهي الفائدة الكبرى . إن مكان الغرس لا يخلو من الظل البارد والماء البارد والرطب والثمر ، فما استظل فيه بظل الغرس وأكل منه الثمر وشرب من الماء كتب للغارس ثواب ذلك كله ، وقيل هذا هو نعيم الدنيا


فائدة : قال الشيخ عبد السلام رحمه الله تعالى على شرحه للجوهرة في علم التوحيد : الفرق بين الحكمة والعلة أن الحكمة ليست علة في الفعل وكذلك كالظل للشجر ، فإن الغارس لم يجعله علة للغرس ، وإنما جاء عفواً بعد ظهور الشجر ، والعلة تكون باعثة على الفعل كالماء فإنه علة في حفر البئر قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) 56 الذاريات - أي ليكون مصيرهم إلى العبادة ن وهي لم تكن علة في خلقهم لأ، أفعاله تعالى منزهة عن العلل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أدلة حياة الأنبياء في قبورهم عليهم السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عصمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم
» رد السهام عن الأنبياء الأعلام عليهم الصلاة والسلام
» رد السهام عن الأنبياء الأعلام عليهم الصلاة والسلام
» صحة قول "عليهم السلام" عقب ذكر أسماء أئمة آل البيت:
» فطنة الأنبياء - عيسى عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: المنتديات العامة والثقافية :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: