الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ
وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلي أصحابه صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين
وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة
كان قطن طويل التيلة زمان
من ديوان عاشق البدر للشاعر الدكتور
علي أحمد علي أحمد شلوفة العدوي
الحاصل على
ليسانس الشريعةوالقانون
دبلوم الشريعة الإسلامية
دبلوم القانون العام
دبلوم القانونالخاص من كلية الحقوق جامعة أسيوط
وحصل عام 1994معلي الدكتوراه في الحقوق من كلية الحقوق جامعة عين شمس "تضامن المدنيين دراسة مقارنة بين القانون المدني والفقه الإسلامي" ويعمل الشاعر الدكتور المستشار علي أحمد علي أحمد شلوفة العدوي مستشاراً بالنيابة الإدارية وعضو المجلسالاستشاري لإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي
ميزاته يتميزشاعرنا بالحس المرهف , كما لديه مواهب وإمكانيات شعرية ممتازة , كماأنه ضليع في اللغة العربية وقواعدها
وكيف لا وهو الأصل عدوي ! كريم الخلق , متواضع جداً, ذو أدب حميد , كتب الشعر في سنمبكرة قد تعود إلي ما قبل المرحلة الثانوية ثقافته ثقافته واضحة جليلة فنراه تارة يأخذنا إلى الأرجاء السمحة الطيبة في الريف يعرض لنا دقائقالحياة هناك وتارة يوقفنا على العلاقات الاجتماعية وأواصر الود والمحبة تحوطهاسحائب عبق الصوفية وتارة إلى ما يمر بالأمة العربية من أحداث
أنشد للإسلام وللعروبة وللإنسان والصداقة وللوفاء وللحب وللحياة والكون ولكل المعاني الحميدة والجميلة
ونجده يحب السلم والطمأنينة ويتفاعل شاعرنا مع غلاء المعيشة على الأسر الفقيرة والآن مع شاعرنا وأديبنا وقصيدة
كان قطن طويل التيلة زمان
قصيدة بالعامية من ديوان زمقان وطهقان
القصيدة
كان قطن طويل التيلة زمان
يفرش منديلوا على الدنيا
يديها أمان
والحلوا تجيللو يهاديها
ويراضي الناس
شبعان وفقير
وصفير وكبير
أولاد وينات
ياسلامي عليه لما يفتح
والشمس فوقيه في الصبحية
يفرح قلبك
كان بيشرب من مية نيلك
ويفيض ويبربر ويزيد
والأمل النابت من حضنه
يفضل واعد
متعلق بيه
يبدأ من يومه ويتخطر
وترفرف حواليه أوراقو
يكبر ويكبّر أحلامنا
طول عمر يكبر مع لوزو
من طبعو يوعد ويوفي
أبداً ما يخون
ياخد من خيرو ويدينا
نلبس من توبو ونتمتع
وجنينا منو وصيفنا
وملينا منو وكبسنا
شولات شولات
صدرنا منها ونسجنا
بفته وببولين
غير الدمور
وبنات الحور
لبست منو
أحلى الفساتين
يا سلام على بذرو
من زينو
نقي الطعمية ونتغدى
ونفطر بالفول
وعلفنا من كسبو الأخضر
قعدان وعجول
حطبوا الناشف
كانت بتعيش على أوراقو
رمسان ومعيز
ولمونو الزايد يغديها ويسمنها
ترعى وتشتر وفي الآخر
نطبخ على نارو وندفى
ورمادو يسبخ أراضينا
شجرة مباركة
مفهاش فاقد
مش عارف ليه أهملناها
سبناها تبعد وتتجافى
من غير ما نشوف تقصير مناها
يا سلام لو نرجع نصافيها
راح منها نجوز أولادنا
وبناتنا نجهزهم منها
من غير تكليف
زي ما كانت
بالله عليك أرجع تاني
يا طويل التيلة وريحني
بُعدك عن عيطي معذبني
أرجع تاني
وهكون برجوعك ممنون
وهكون برجوعك ممنون
في هذه القصيدة يتذكر شاعرنا الأيام الجميلة , أيام زراعة القطن طويل التيلة , وأيام جني القطن , كأنها أحلام مرت به أو سراب لم يكن في الحقيقة
يصف لنا الشاعر أوقات تظهير شجر القطن طويل التيلة ( أي أوقات ظهور الزهر والليمون )وأوراقه الخضراء
ثم يأخذنا إلى شكل شجر القطن بعد تفتيح الليمون وبروز القطن منها ولفظ (ويبربر) أي خروج القطن من الليمون كثرة ويتدلى على ساق الشجرة بلونه الأبيض الزاهي خاصة في لحظة الفجرية ( أي عند بزوغ الفجر حتي بداية طلوع الشمس وقطرات الندى عليه كأنه ماس يلمع في جبين الفجر من شدة بياضه ولمعانه أو كحبات الكريستال
ثم يوضح لنا الشاعر المراحل التي يمر بها إلى أن ينسج وتصنع منه الأقمشة تلميحاً لا تصريحاً
فيصف مراحل الجني والتعبئة في الشوالات وكبسه , وكذا مراحل التصييف أي الصغار ومن الأولاد والبنات بعد مراحل الجني الأولى والثانية يقومون بجمع ما تبقى من الليمون والقطن الزائد
ويقومون بتنقيته من البزر ثم يصنعون منه أنواع الأغطية والمخدات ( الوسائد) والمراتب , أو يقومون بيعه إذا فاض عن حاجتهم وشراء ما يلزمهم
وصناعة مختلف أنواع الأقمشة ويصف شاعرنا جمال الملابس وأناقتها من القطن طويل التيلة المصري سواء الملابس الخارجية أو الداخلية للجنسين وليس له أي أضرار نهائياً
ولم يقف عند ذلك بل ذكر الشاعر فوائد بذور القطن واستخراج منها زيت بذرة القطن والذي يستخدم في جميع أنواع الطعام والمختلف منه بعد عصره يستخدم كعلف للماشية ( كسب) وحطبه يتغذى عليه أنواع من الحيوانات الصغيرة من الرمسان( صفار الخرفان) والمعيز
وما يتبقى من الحطب يستخدم في الطاقة ( أفران الخبيز البلدي- الخبيز وطهي الطعام) وما ينتج من الرماد يستخدم في التسبيخ للأرض الزراعية
ويصف الشاعر شجرة القطن بأنها شجرة مباركة
وفي نهاية القصيدة يناشد وينادي الشاعر ويتوسل للقطن طويل التيلة بأني يرجع تاني مخاطبه بأنه بعده عذبه
وبرجوعه سيفرح الجميع ويكونون مسرورين به وتعم الفرحة ويزيد الخير
الحقوق محفوظة لمنتديات إسلامنا نور الهدى