بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد افرد الصمد المنزه عن الشريك والند والزوجة والولد ليس كمثله شيء
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه
ورضي الله تعالى عن سادتنا من الأولياء والصالحين ومشايخنا الأحياء والمنتقلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل للأولياء كرامة
الأولياء هم المؤمنون أولياء الله هم أهل الإيمان, قال- جل وعلا-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ(يونس62-63)
هؤلاء هم أولياء الله من الإنس والجن, من الرجال والنساء قال-تعالى-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(التوبة71
ولهم كرامات إذا استقاموا على الإيمان, قد يكرمهم الله بتسهيل قضاء دينهم, بوجود فرج عند الكربة من كرامات الله لهم أن يفرج كربتهم عند إحاطة الأعداء بهم, أو تمكن الأعداء منهم أن يفرج الله لهم حتى يسلموا من شرهم, أو بقضاء دينهم وإزالة عسرهم, أو بإنجائهم من لص, أو من سبع أو ما أشبه ذلك هذه من كرامات الله لهم
وهي النعمة التي تحصل لهم خرقاً للعادة يعني خلاف العادة هذه يقال لها كرامة وهي تكون للأولياء وللرسل، وتسمى في حق الرسل معجزة، وفي حق الأولياء كرامة
لكن قد يعطيهم الله كرامة تفريجاً لكربهم وتيسيراً لأمورهم فضلاً من الله عليهم عند الحاجة، عند الكربة والحاجة يتيح الله لهم كرامة، مثل ما جرى لأهل الكهف أكرهم الله ومكثوا في كفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً ولم يصبهم شيء، حتى أماتهم الله الموتة التي كتبها عليهم،
ومثل ما جرى لعباد بن بشر وأسيد بن حضير كانوا ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم يسمرون فلما خرجوا من عنده في ليلة ظلماء أضاء سوط كل واحد له نور، حتى وصل إلى بيته، جعل الله في سوطه نور حتى وصل إلى بيته كل واحد، هذه كرامة من الله جل وعلا.
ومثل ما جرى لعمرو بن الطفيل لما جاء قومه دوس قال يا رسول الله اجعلي آية يستفيدوا منها، فسأل الله أن يجعل له آية، فجعل له نوراً في وجهه مثل السراج، فقال: يا رب في غير وجهي، فجعله الله في سوطه إذا رفعه أنار كالسراج، فسار آية لقومه، فهداهم الله بأسبابه وأسلموا.
ومعا نعيش مع بعض القصص حقيقية لكرامات الأولياء ..
كرامات سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه :
لما فتح عمر مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص فقالوا له: أيها الأميران لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها. فقال لهم: وما ذاك؟
فقالوا له: إنا إذا كانت ثلاث عشرة ليلة نحوا منهذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أباها وحملنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكونثم ألقيناها في النيل، فقال لهم عمرو: إن هذا شيء لا يكون في الإسلام وان الإسلام يهدم ما كان قبله،فأقاموا ثلاثة أشهر لا يجري قليلا ولا كثيرا، فكتب إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ،فكتب إليه عمر: انك قد أصبت بالذي فعلت، إن الإسلام يهدم ما قبله، وكتب إلى عمرو إني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابي هذا إليك فالقها في النيل إذا وصل كتابي إليك، فلما قدم كتاب عمر رضي اللّه عنه إلىعمرو بن العاص فإذا فيه مكتوب: من عبد اللّه عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر: إما بعد: فان كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر، وان كان اللّه الواحد القهار هو مجريك فنسال اللّه الواحد القهار إن يجريك. فالقي البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بشهر فقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج فانه لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل، فلما القي البطاقة أصبحوا وقد أجراه اللّه تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة،فقطع اللّه تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم.
وقعت الزلزلة في المدينة فضرب عمر الدرة على الأرض وقال: اسكني بإذناللّه. فضرب أمير المؤمنين رضي اللّه عنه برمحه قائلا: يا أرض اسكني، ألم اعدل عليك؟فسكنت .
وقعت النار في بعض دور المدينة فكتب عمر على خرقة: يا نار اسكني بإذن اللّه.فالقوها في النار فانطفأت في الحال.
كان عمر قد أمر سارية على جيش للمسلمين إلى بلاد فارس, فاشتد على عسكره الحال على باب نهاوند, وكثرت الجموع, وكاد المسلمون ينهزمون, وعمر رضي الله عنه بالمدينة فصعد المنبر وخطب, ثم استغاث في إثناء خطبته بأعلى صوته: يا ساريه الجبل ! يا ساريه الجبل, من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم, فأسمع الله سارية وجيشه أجمعين,صوت عمر فلجئوا إلى الجبل وقالوا : هذا صوت أمير المؤمنين, فنجوا وانتصروا طبقات الشافعية 2/ 326
كرامة لسيدنا الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه :
روي إن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو وأولاده الحسن والحسين, سمعوا قائلا يقول في جوف الليل:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم ... يا كاشف الضر والبلوى مع السقم.
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا .. وعين جودك ياقيوم لم تنــــم.
هب لي بجودك فضل العفو عن زللي ... يامن إليه رجاء الخلق في الحرم.
إن كان عفوك لايرجوه ذو خطأ ... فمن يجود على العاصين بالنــعم.
فقال الإمام علي رضي الله عنه لولده : اطلب لي هذا القائل؟
فأتاه , فأقبل يجر شقه حتى وقف بين يديه, فقال : قد سمعت خطابك , فما قصتك؟
فقال : أنى كنت رجلا مشغولا بالطرب والعصيان, وكان والدي يعظني, ويقول إن لله سطوات ونقمات , وما هي من الظالمين ببعيد فلما ألح على في الموعظة ضربته, فحلف ليدعون علي ,ويأتي مكة مستغيثا إلى الله ففعل ودعا , فلم يتم دعاءه حتى جف شقي الأيمن , فندمت على ما كان منى , وداريته وأرضيته إلى إن ضمن لي إن يدعو لي حيث دعا على , فقدمت إليه ناقة فأركبته فنفرت الناقة ورمت به بين صخرتين, فمات فقال له على بن أبى طالب: رضي الله عنك إن كان أبوك رضي عنك!
فقال الله كذلك فقام على بن أبي طالب : وصلى عدة ركعات ودعا بدعوات أسرها إلى الله عز وجل ثم قال : يا مبارك, قم فقام ومشي وعاد إلى الصحة كما كان , ثم قال : لولا انك حلفت أن أباك رضي عنك ما دعوت لك - طبقات الشافعية 2/ 328
كرامة أبو الحسن الزاهد
بنان أبو الحسن الزاهد, كان عابدا يضرب به المثل في وقته , دخل على ابن طولون حاكم مصر وأمره بالمعروف , فغضب وأمر بسجنه, وان يجوع الأسد ويدخل عليه , فلما أدخل اقبل عليه الأسد ولحسه , ثم تركه,قيل له : ما لذي كان في قلبك حين شمك الأسد؟
قال: كنت أتفكر في سؤر السباع ولعابها!
واحتال عليه أبو عبد الله القاضي حتى ضربه سبع درر, فقال : حبسك الله بكل درة سنة, فحبسه ابن طولون سبع سنين - تاريخ بغداد لابن عساكر7/101
وأختم بهذه القصة وهي كرامة لعلاء الحضرمي رضي الله عنه :
عن أبي السليل ضريب بن نفير ، قال : كنت مرافقا للعلاء بن الحضرمي حين بعث إلى البحرين فسلكنا مفازة فعطشنا عطشا شديدا حتى خشينا على أنفسنا الهلاك ، وما ندري ما مسافة الأرض ، فذكر ذلك له فنزل فصلى ركعتين ثم قال : يا حليم ، يا عليم ، يا علي ، يا عظيم ، اسقنا ، قال : فإذا نحن بسحابة كأنها جناح طائر قد أظلتنا حتى أتينا على خليج من البحر ما خيض قبل ذلك اليوم ولا خيض بعده ، فالتمسنا سفنا فلم نجد ، فذكرنا ذلك له فصلى ركعتين ثم قال : يا حليم ، يا عليم ، يا عظيم ، أجزنا ، ثم أخذ بعنان فرسه ، ثم قال : جوزوا باسم الله ، قال أبو هريرة : فمشينا على الماء فوالله ما ابتلت قدم ولا خف بعير ولا حافر دابة ، وكان الجيش أربعة آلاف ، فلما جزنا قال : هل تفقدون شيئا ؟ قالوا : لا ، قال : فأتينا البحرين فافتتحها ، وأقام بها سنة ثم مات - رحمة الله عليه - .
قال أبو هريرة : فكنت فيمن مرضه ، وغسله ، وكفنه ، وصلى عليه ، ودفنه ، فلما دفناه تلاومنا في دفنه ، وقالوا : ينبشه كلب أو سبع ، فكشفنا عنه التراب فلم نجده في قبره .