منتديات إسلامنا نور الهدى
سلسلة أبواب الخير10 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
سلسلة أبواب الخير10 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 سلسلة أبواب الخير10

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



سلسلة أبواب الخير10 Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة أبواب الخير10   سلسلة أبواب الخير10 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 22, 2014 11:37 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله – بحمده تتم الصالحات وتفيض , وبشكره تكثر النعم وتزيد , وبفضله تتنزل الرحمات على العبيد , الأمر أمره , والملك ملكه , والحكم حكمه , والقضاء قضاؤه, والكل عباده , ولا يخرج شيء عن سلطانه
اللهم صلي وسلم وبارك على صاحب السيرة العطرة سيدنا محمد رسول الله , يا سيدي يا رسول الله يا خير من عرف الإله بفضله , يا بهجة الدنيا ونور خطاها, فبحقك تمتمت الحروف وسرها , لم يحصها غير الذي أوحاها, وبحق من ألقى الجبال رواسيّ , والأرض قدر قوتها ودحاها , ومن خلق النجوم وبدرها, في قبة العلياء أنت ضياها , لو أن أرضا من أرض سمائنا فوق السماء السبع كنت أنت سماها , صلى عليك الله يا علم الهدى وسلم ما هبت النسائم وما لاحت على الآيك الحمائم وعلى أهلك وآلك وأزواجك وذريتك وأصحابك الغر الميامين
ورضي الله تبارك وتعالى عن ساداتنا من الأولياء والصالحين ومشايخنا الأحياء والمنتقلين
اللهم اغفر لنا لوالدينا
الْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ في أَوْقَاتِهَا
للهُ تَبَارَكَ وتعالى أَمَرَ بِإِقَامَةِ الْصَّلاةِ، وَمَعْنى إِقَامَة الْصَّلاةِ هُوَ أَنْ يُؤَدِّيَهَا في أَوْقَاتِهَا، لا يُخْرِجُ صَلاةً عَنْ وَقْتِهَا إِلا لِعُذْرٍ شَرْعِيٍّ، وَيَكُوُنُ قَدْ أَتَى بِأَرْكَانِهَا وَشُرُوطِهَا، هَذَا مُقِيمُ الْصَّلاةِ، هَؤُلاءِ الَّذِينَ مَدَحَهُمُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى في الْقُرْءَانِ الْكَرِيِمِ، بِإِقَامَتِهِمُ الْصَّلاةَ، قالَ تعالى: "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" سورة المائدة
وتارك الصلاة كسلًا لا يكون كافرًا بل هو مسلم عاص، وقد روى الإمام أحمد في إسناده إلى رسول الله أنه صلى الله عليه وسلم قال "خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن بتمامهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن لم يكن له عند الله عهد أن يدخله الجنة إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة" فهذا الحديث فيه الدليل على أن المسلم إذا ترك الصلاة كسلاً استحق العذاب لكنه لا يكون كافرًا بل هو تحت رحمة الله تعالى.
كَذَلِكَ مَنْ يُخِلُّ بِشَىْءٍ مِنْ أَمْرِ الْطَّهَارَةِ بِحَيْثُ لا تَكُونُ طَهَارَتُهُ صَحِيحَةً، كَأناس يَسْتَعْجِلُوُنَ فَيَتْرُكُونَ شَيْئًا مِنْ أَجْسَامِهِمْ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ الْمَاءُ في رَفْع الْحَدَثِ، هَؤُلاءِ لَيْسُوا مِنَ الْمُقِيمِينَ الْصَّلاةَ، لأَنَّ مِنْ إِقَامَةِ الْصَّلاةِ أَنْ يَرْفَعَ الْحَدَثَ إِنْ كَانَ جُنُبًا يُوُصِلُ الْمَاءَ إِلى جَمِيعِ جَسَدِهِ وَلَوْ كَانَ قَلِيلاً، لَيْسَ شَرْطًا أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الْمَاءِ بَلْ إِذَا قَلَّلَ مِنَ الْمَاءِ ثَوَابُهُ أَعْظَمُ.
كَانَ الْرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ بِمِقْدَارِ صَاعٍ أَحْيَانًا، بَعْضَ الأَحْيَانِ كَانَ يَكْتَفِي لِلْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ بِمِقْدَارِ صَاعٍ، وَالْصَّاعُ هُوَ أَقَلُّ مِنْ كِيلُويْنِ، لِغُسْلِهِ كَانَ يَكْتَفِي بِأَقَلَّ مِنْ كِيلُوَيْنِ
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(من غدا إلى المسجد أو راح، أعدَّ الله له في الجنة نُزلاً كلما غدا أو راح) ؛ متفق عليه.


النُّزل: القوت والرزق، وما يُهيَّأ للضيف.

شرح الحديث:
"غدا"؛ يعني: ذهب غدوةً؛ أي: ذهب أول النهار، وذلك مثل أن يذهب إلى المسجد لصلاة الفجر.

"أو راح": الرواح يطلق على بعد الزوال، وذلك مثل الذهاب لصلاة الظهر والعصر، وقد يطلق الرواح على مجرد الذهاب؛ كما في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة: ((مَن اغتسل يوم الجمعة، ثم راح في الساعة الأولى....))، إلى آخر الحديث، فإن معنى راح في الساعة الأولى؛ أي: ذهب إلى المسجد في الساعة الأولى، لكن إذا ذكرت الغدوة مع الرواح، صارت الغدوة تعني أول النهار والرواح آخر النهار، وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح - سواء غدا للصلاة أو لطلب علمٍ، أو لغير ذلك من مقاصد الخير - أن الله يكتب له في الجنة نزلًا.

والنزل: ما يقدَّم للضيف من طعام ونحوه على وجه الإكرام.

في هذا الحديث إثبات هذا الجزاء العظيم لمن ذهب إلى المسجد أول النهار أو آخره، وفيه بيان فضل الله - عز وجل - على العبد؛ حيث يُعطيه على مثل هذه الأعمال اليسيرة هذا الثواب الجزيل

قال الله تعالى( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ) سورة العنكبوت، 45
وروى البُخَاريُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ" قالوا لا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ قَالَ "فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا" اهـ.
والدَّرَنُ هُوَ الْوَسَخُ.


وَعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عليه وسلمَ يَقول: "مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ تُؤتَ كَبيرَةٌ وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ" رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَعَنْ أَبي مُوسى الأشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال "مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَالْبَرْدَانِ هُمَا الصُّبْحُ وَالْعَصْرُ.
وَعَنْ أَبي زُهَيْرٍ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : (أي العمل أفضل ؟قال الصلاة لوقتها ) رواه البخاري ومسلم

يتبع إن شاء الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



سلسلة أبواب الخير10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أبواب الخير10   سلسلة أبواب الخير10 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 22, 2014 11:39 am

المحافظة على صلاة الفجر والعصر


(من صلى البُردين دخل الجنة )  رواه البخاري


المحافظة على صلاة الجمعة


(الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهم إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم
إن الصلاة نور وبرهان ونجاة يوم القيامة، فمن فوت على نفسه الصلوات زمنًا من عمره فليقضها قبل حلول الأجل، فإنه إن مات وعليه صلوات مفروضات وكان مقصرًا عن قضائها لا يقضيها عنه أهله بعد موته، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من نام عن صلاة أو نسيها فليقضها إن ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك" وليعلم أن من كان عليه قضاء صلوات ينبغي أن يشتغل بها قبل السنن فإن العلماء قالوا: "من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور" وفي الحديث القدسي قال عليه الصلاة والسلام قال الله عز وجل: "وما تقرب إلي عبدي بشىء أحب إلي مما افترضت عليه" وثواب أداء الفريضة ولو كانت قضاءًا أعظم عند الله تعالى من ثواب النافلة.

تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة


عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذَكَرَ يوم الجمعة فقال: ( فيه ساعة، لا يوافقها عبد مسلم ، وهو قائم يصلي ، يسأل الله تعالى شيئًا ، إلا أعطاه إياه) وأشار بيده يقللها. متفق عليه: 935 - 1969
أقوال العلماء في ساعة الجمعة
اختلفوا على أقوال كثيرة لكن أقوى قولين هما
أنها الساعة التي يصعد بها الخطيب المنبر إلى أن تقام الصلاة
أنها آخر ساعة من نهار الجمعة .


المحافظة على صلاة الجماعة
امتثال أمر الله تعالى
صلاة الجماعة، فيها امتثال لأمر الله – تعالى – عباده المؤمنين حيث قال – سبحانه -:
{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}البقرة 43
قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره: «أي كونوا مع المؤمنين في أحسن أعمالهم، ومن أخص ذلك وأكمله الصلاة، وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب صلاة الجماعة»


معنى الدين وشعار الإسلام
صلاة الجماعة معنى الدين وشعار الإسلام وأعظم مظاهر المسلمين.
قال العلماء: «لو ترك أهل بلد صلاة الجماعة قوتلوا، ولو تركها أهل حارة جُبروا عليها وأكرهوا»
عمارة لبيوت الله وشهادة بالإيمان


صلاة الجماعة أهم وأقوى وسائل عمارة بيوت الله – تعالى – ولولا صلاة الجماعة لتعطلت المساجد.
وقد شهد الله – تعالى – لعمار المساجد بالإيمان، وأنهم ممن هداه الله للحق والصواب.
قال – سبحانه{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}
تزكية من الله وفضل عظيم


إن صلاة الجماعة من أسباب ذكر الله – تعالى – وتسبيحه في المساجد، وقد مدح الله – تعالى – ذلك ووصف أهله بأنهم رجال، وأنهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وشهد لهم بالإيمان والخوف منه – سبحانه – ثم بين – تعالى – بأن هؤلاء من الذين تقبل حسناتهم ويتجاوز عن سيئاتهم مع ما يتفضل به – سبحانه – عليهم من غير جزاء
قال تعالى: )فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) النور 36-38
تعليم الجاهل وإظهار عز الإسلام
إن الجاهل يتعلم ببركة الجماعات، كما يعلم ذلك قطعاً في دروس العلم، فهذه من المواضع التي يستحب لها الاجتماع، ومن بركاتها بل
أعظم بركاتها- تعليم الجاهل، وإظهار السنن، ومساعدة العاجز، وتليين القلوب، وإظهار عِزِّ الإسلام، حتى إذا كثر في المجتمع المنافقون والملاحدة والزنادقة واليهود والنصارى إذا وجد هؤلاء فلا شك في أن وجود المسلمين بهذا الشكل خاصة مع إظهار التكبير كما في صلاة العيد أو غير ذلك لا شك أن في هذا إظهاراً لعز الإسلام مهما حاول أعداء الدين طمس هذه المعالم وإخفات صوت الإسلام في هذا المجتمع.
وقد جاء الخطاب الإلهي مقراً هذا الوضع، فلم يتجه للفرد وحده في الأمر والنهي، لكن نلاحظ أن الأوامر تأتي للجماعة، لذلك نلاحظ قوله
مثلاً: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }البقرة:43
والكلام إذا احتمل التأكيد والتوكيد يترجح حمله على التأكيد، فقوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، ويحتمل أن يكون (ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) يساوي قوله: (أَقِيمُوا الصَّلاةَ)، فيكون هذا التكرار للتأكيد.
ولكن يحتمل -أيضاً- احتمال آخر، وهو أن (أَقِيمُوا الصَّلاةَ) مختلف تماماً عن قوله: (ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، فهذا إقامة للصلاة في حد ذاتها، أما (ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) فهو إيجاد صلاتها في جماعة، كما قال تعالى في حق مريم عليها السلام: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ْآل عمران:43
إقامة الجماعة لما لا يقيمه الفرد
إن هذه العبادات التي تؤدى في جماعة أشار القرآن إلى وجود تجمع المسلمين من أجل أدائها؛ لأن الجماعة تقيم ما لا يقيمه الفرد، فمثلاً: يقول تبارك وتعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ }[التوبة:112]، فهذه أمور تتم في جماعة.
كذلك أيضاً يقول تبارك وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا }الحج:77, أمر بصيغة الجمع، {وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ }[الحج:77-78]، فإذا وقف المسلم بين يدي الله ليناجيه ويتضرع إليه لم تجر العبادة على لسانه كفرد منفصل عن إخوانه، بل كطرف من مجموع متفق مرتبط، فجميع المسلمين كل واحد منهم كأنه يتحدث بلسان كل من معه من إخوانه المصلين فيقول: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة:5، ولا يقول: إياك أعبد. وإنما تكون في جماعة.
ثم يسأل الله سبحانه وتعالى من خيره وهداه، فلا يختص نفسه بالدعاء، وإنما يعم جميع إخوانه، ويطلب رحمة الله له ولغيره {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ  *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ }الفاتحة:6-7

يتبع إن شاء الله تعالى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



سلسلة أبواب الخير10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أبواب الخير10   سلسلة أبواب الخير10 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 22, 2014 11:41 am

إزالة الفوارق الاجتماعية
صلاة الجماعة -أيضاً- من أهم وأعظم حكمها: اشتمالها على الوسائل التي تحطم الفوارق الاجتماعية، يقول فيلسوف فرنسي يدعى رينان : إنني كلما رأيت المسلمين وهم يصطفون صفوفاً في صلاة الجماعة تحسرت على أنني لست بمسلم. أو كلاماً هذا معناه, بينما أي إنسان عاقل إذا رأى هيئة صلاة المسلمين يعلم أن الله لا ينبغي أن يعبد إلا بهذه الطريقة؛ إذ كلها تعظيم وخشوع ومناجاة لله سبحانه وتعالى، بل أعظم أسباب إسلام العدد الغفير من الكفار أنهم رأوا المسلمين وهم يصلون في صلاة الجماعة، وقد نغفل نحن عن التأمل في هذه الحكم، أما هؤلاء فيتأملونها بدقة.
ولقد كان يصلي في شهر رمضان شاب يوناني لا يعرف كلمة واحدة من اللغة العربية، وكان يصبر مع الإخوة إلى الساعات الأخيرة من القيام، ولما سألوه عن سبب إسلامه قال: رأيت المسلمين يصلون فأحسست أن هذه هي الطريقة التي لا يعبد الله إلا بها. فبدأ يصلي، وما دعاه أحد، فلما بدأ يركع ويسجد ويفعل مثلما يفعل المسلمون شعر بالراحة وشعر بسمو روحه وبمعانٍ عظيمة جداً، فأهداه ذلك إلى الإسلام، وهو لا يتقن من اللغة العربية أي شيء على الإطلاق! كما أنه دعى غيره للإسلام، وكان مما فعل أنه زار بعض أقاربه اليونانيين في الإسكندرية، فذهب إلى هناك ليدعو إحدى قريباته من النساء إلى الإسلام، فقلت له: ماذا قلت لها؟ قال: أنا ما قلت لها أي شيء، إنما فعلت ما حدث معي، قلت لها: لا تجادلي كثيراً، لكن جربي وصلي مثلما يصلي المسلمون، وانظري كيف ستشعرين؟ والعجب أيضاً أن شقيقته أسلمت بنفس الطريقة لما دعاها إلى الإسلام، فهذا مذهبه في الدعوة إلى الإسلام أن يقول: ادخل في الصلاة مثلنا، وانظر كيف ستشعر؟! والقصص في ذلك كثيرة جداً.
ففي صلاة الجماعة والهيئة التي يصطف بها المسلمون تحطيم للفوارق الاجتماعية بين الناس التي لا يجعل لها الإسلام ميزاناً إلا {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[الحجرات:13]، فتجد الوزير بجانب الملك وبجانب الخادم وبجانب العامل، كلهم الغني مع الفقير، والشاب مع الشيخ يصطفون في صفوف واحدة متساوين أمام الله سبحانه وتعالى. أيضاً لا فرق بين لون ولون، ولا بين جنس وجنس، ولا بين عنصر وعنصر، ولا بين مكان ومكان. فركعتا الفجر أو ركعات الظهر لا تنقص أو تزيد شيئاً عندما يؤثر المرء أداءها في جماعة على أدائها في عزلة، فهي أربع في المسجد وبنفس الهيئة وبنفس تفاصيل الصلاة التي في البيت، ولكن مع ذلك ضاعف الإسلام أجرها بضعاً وعشرين مرة أو يزيد عندما يقف الإنسان مع غيره بين يدي الله سبحانه وتعالى، فلا شك أن هذا فيه إغراءً شديداً للانضواء داخل هذه الصفوف، ونبذ العزلة والانسلاخ من المجتمع المسلم، ودعوة إلى اختلاط المسلم بإخوانه والامتزاج بهم.
يتبع إن شاء الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



سلسلة أبواب الخير10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أبواب الخير10   سلسلة أبواب الخير10 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 22, 2014 11:41 am

معرفة أحوال الناس وقدرهم
إن الإنسان إذا ألف أن يرى إخوانه دائماً في المسجد فإذا ما تخلف أحدهم اكتشف تخلفه، فربما مرض أو أصابته أي مصيبة وما شعر به أحد، فما هو المقياس الذي يعرفون حاله به؟ إنه صلاة الجماعة، فإذا تخلف فهناك شيء ما، فيبدءون يسألون عنه ويتتبعون أحواله، وإذا أراد الشيطان أن يغتاله وينفرد به ويقصيه عن إخوانه يحس إخوانه بذلك من البداية فيتداركون ذلك بزيارته ونصيحته وغير ذلك.
وفي هذا التجمع يعرف الكبير في المجتمع الإسلامي فيقدر، والفقير فيعطى، والعالم فيسأل، والجاهل فيتعلم.
وفي صلاة الجماعة يعرف من كان في صلاته أي نوع من التقصير أو الخلل، فيجد من ينصحه من إخوانه ويعلمه كيفية الصلاة الصحيحة، كذلك المتكاسل ينبه إلى نبذ هذا التكاسل.
كما أن أحد مواضع إجابة الدعاء هي مواضع تجمع المسلمين، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام أمر بإخراج العواتق وذوات الخدور في صلاة العيد، وقال عن الحُيِّض: (يعتزلن المصلى، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين)؛ لأن هذه المواضع التي يجتمع فيها المسلمون من مواطن إجابة الدعاء.
وكذلك تنزل البركة حيث يجتمع الموحدون والمصلون خاصة في مجال الذكر، وحلق العلم، وهذه العبادات المباركة تنزل فيها البركات والرحمات من عند الله سبحانه وتعالى، فتنشأ بهذه التجمعات الوحدة والمحبة والإخاء بين المسلمين، وتجعل منهم كتلة متراصة تنشِّئ فيهم المواساة والتراحم وائتلاف القلوب، وتربيهم على النظام والانضباط، والمحافظة على الأوقات.
يتبع إن شاء تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



سلسلة أبواب الخير10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أبواب الخير10   سلسلة أبواب الخير10 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 22, 2014 11:45 am

تحطيم الفوارق الاجتماعية
صلاة الجماعة -أيضاً- من أهم وأعظم حكمها: اشتمالها على الوسائل التي تحطم الفوارق الاجتماعية، يقول فيلسوف فرنسي يدعى رينان : إنني كلما رأيت المسلمين وهم يصطفون صفوفاً في صلاة الجماعة تحسرت على أنني لست بمسلم. أو كلاماً هذا معناه
وكثير من الكفار إنما يسلمون بسبب منظر المسلمين في صلاة الجماعة بينما أي إنسان عاقل إذا رأى هيئة صلاة المسلمين يعلم أن الله لا ينبغي أن يعبد إلا بهذه الطريقة؛ إذ كلها تعظيم وخشوع ومناجاة لله سبحانه وتعالى، بل أعظم أسباب إسلام العدد الغفير من الكفار أنهم رأوا المسلمين وهم يصلون في صلاة الجماعة، وقد نغفل نحن عن التأمل في هذه الحكم، أما هؤلاء فيتأملونها بدقة.
ولقد كان يصلي معنا في شهر رمضان مضى شاب يوناني لا يعرف كلمة واحدة من اللغة العربية، وكان يصبر مع الإخوة إلى الساعات الأخيرة من القيام، ولما سألوه عن سبب إسلامه قال: رأيت المسلمين يصلون فأحسست أن هذه هي الطريقة التي لا يعبد الله إلا بها. فبدأ يصلي، وما دعاه أحد، فلما بدأ يركع ويسجد ويفعل مثلما يفعل المسلمون شعر بالراحة وشعر بسمو روحه وبمعانٍ عظيمة جداً، فأداه ذلك إلى الإسلام، وهو لا يتقن من اللغة العربية أي شيء على الإطلاق!
كما أنه دعى غيره للإسلام، وكان مما فعل أنه زار بعض أقاربه اليونانيين في الإسكندرية، فذهب إلى هناك ليدعو إحدى قريباته من النساء إلى الإسلام، فقلت له: ماذا قلت لها؟ قال: أنا ما قلت لها أي شيء، إنما فعلت ما حدث معي، قلت لها: لا تجادلي كثيراً، لكن جربي وصلي مثلما يصلي المسلمون، وانظري كيف ستشعرين؟
والعجب أيضاً أن شقيقته أسلمت بنفس الطريقة لما دعاها إلى الإسلام، فهذا مذهبه في الدعوة إلى الإسلام أن يقول: ادخل في الصلاة مثلنا، وانظر كيف ستشعر؟! والقصص في ذلك كثيرة جداً.
ففي صلاة الجماعة والهيئة التي يصطف بها المسلمون تحطيم للفوارق الاجتماعية بين الناس التي لا يجعل لها الإسلام ميزاناً إلا {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }الحجرات:13، فتجد الوزير بجانب الملك وبجانب الخادم وبجانب العامل، كلهم الغني مع الفقير، والشاب مع الشيخ يصطفون في صفوف واحدة متساوين أمام الله سبحانه وتعالى.
أيضاً لا فرق بين لون ولون، ولا بين جنس وجنس، ولا بين عنصر وعنصر، ولا بين مكان ومكان.
فركعتا الفجر أو ركعات الظهر لا تنقص أو تزيد شيئاً عندما يؤثر المرء أداءها في جماعة على أدائها في عزلة، فهي أربع في المسجد وبنفس الهيئة وبنفس تفاصيل الصلاة التي في البيت، ولكن مع ذلك ضاعف الإسلام أجرها بضعاً وعشرين مرة أو يزيد عندما يقف الإنسان مع غيره بين يدي الله سبحانه وتعالى، فلا شك أن هذا فيه إغراءً شديداً للانضواء داخل هذه الصفوف، ونبذ العزلة والانسلاخ من المجتمع المسلم، ودعوة إلى اختلاط المسلم بإخوانه والامتزاج بهم
لا شك أن صلاة الجماعة في المساجد من أوكد العبادات، وإقامتها في بيوت الله سبحانه وتعالى من أجل الطاعات، والمحافظة عليها في الحضر أو السفر من أعظم القربات، ولذلك وردت الأحاديث النبوية الصحيحة تترى مبينة ما أعد لشاهدها من أجر عظيم، وثواب جسيم، ونعيم مقيم، جاءت هذه الأحاديث تشحذ همم السالكين، فتبعث في نفوسهم روح العبادة واليقين، من هذه الأحاديث حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة) وهذا من آداب الخروج للمسجد، وهذه أكمل الأحوال، لئلا يكون الدافع وراء خروجك إلى المسجد أي شيء آخر غير الصلاة، وليس معنى هذا أن الإنسان إذا خرج ليصلي وليؤدي بعض الأشياء أنه آثم، لكن نقول: أكمل الأحوال أن تجرد نيتك لمحض التعبد، لما في بعض الروايات: (ما تنهزه إلا الصلاة)، يعني: ما يريد أن يذهب للمسجد ليقابل أحداً أو يقضي بعض الحاجات في الطريق، ولا لأي غرض آخر، بل يخرج تعظيماً لأمر الله، وتلبية لداعي الصلاة.
يقول صلى الله عليه وسلم: (وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة، تقول الملائكة: اللهم! صل عليه -وفي بعض الروايات-: اللهم! اغفر له، اللهم! ارحمه ما لم يحدث فيه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة)، ومن طريق أخرى بلفظ: (ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث). فقال رجل أعجمي: ما الحدث يا أبا هريرة ؟ قال: الصوت. يعني الضراط، وهذا الحديث متفق عليه.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتباه -أو قال: كاتبه-) يعني الملك الذي يكتب الحسنات، قال: (كتب له كاتباه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات، والقاعد يرعى الصلاة -يعني القاعد في المسجد ينتظر الصلاة- كالقانت) والقنوت يطلق على عدة معانٍ، يطلق على السكوت، والدعاء، والطاعة والتواضع، وإدامة الحج والغزو، والقيام في الصلاة وهو المقصود هنا. (والقاعد يرعى الصلاة كالقانت) يعني الشخص الذي يصلي ويطيل الصلاة وقراءة القرآن في الصلاة، قال: (ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه)، وبالنسبة للحديث المتقدم الذي ذكرناه في مضاعفة أجر صلاة الجماعة فإن حكم صلاة الجماعة موضوع ومضاعفة الثواب موضوع آخر، فالأفضلية لا تنافي الفرضية، أي أن أفضلية صلاة الجماعة على صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة أو سبع وعشرين درجة لا تعارض بينها مع كونها فريضة، فليس معنى ذلك أنه يباح للإنسان أن يترك الجماعة بدون عذر، فلا منافاة بين الأفضلية والفرضية والوجوب.
وعن عثمان رضي الله تعالى عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه)، والمقصود بإسباغ الوضوء ليس المبالغة في الوضوء، فبدلاً من أن يغسل إلى كعبيه يغسل إلى ركبتيه، أو أمر بأن يغسل إلى المرافق فيغسل إلى الكتف، فهذا ليس إسباغاً، الإسباغ المقصود به أن تصل بالمياه إلى الحدود الشرعية التي حدها النبي صلى الله عليه وسلم، أو تزيد قليلاً كأن تشرع في العضد مثلاً، أو فوق الكعب بقليل، لكن أن تبالغ فهذا مخالفة لهدي النبي عليه الصلاة والسلام، فإسباغ الوضوء هو مثل الثوب السابغ الذي يغطي الجسم تماماً، قال: (من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه)، رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه فيسبغه، ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته) يعني: لو أن إنساناً له حبيب أو قريب سافر عنه وغاب غياباً طويلاً ثم أتى إليه فجأة، أو وجد الأب ابنه أو أحب الناس إليه فجأة أمامه فكيف تكون فرحته؟ لا شك أنه يتبشبش له أهله، ويسرون به سروراً عظيماً، فالله سبحانه وتعالى يكون منه ذلك -كما يليق به جل جلاله- مع المؤمن الذي يأتي إلى المسجد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه -أيضاً- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قال: إسباغ الوضوء على المكاره) يعني: على الرغم من المكاره. وهي ما يكرهه الإنسان ويشق عليه، مثل شدة البرد حين لا يوجد إلا ماء بارد، وفي شدة البرد قد يضطر إلى أن يتوضأ به، فرغم وجود هذا المكروه لكنه يسبغ الوضوء لوجه الله سبحانه وتعالى، هذا مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذالكم الرباط، فذالكم الرباط، فذالكم الرباط) رواه مسلم .
وعن بريدة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) ولو أن رجلاً كريماً وعدك بهبة أو هدية، أو بشيء عظيم يعطيك إياه فقال لك أحد أصدقائك: هذا الشيء كثير، فهل يعقل أن يعطيك هذا؟! فإنك تقول له: هذا إنسان كريم لا يخلف وعده، ولا يرجع عن كلمته. فمن أصدق من الله حديثاً؟ {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا }النساء:122{ َمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ [التوبة:111، فاستحضر دائماً أن كل هذه الوعود سيعطيك الله سبحانه وتعالى إياها إذا استوفيت هذه الشروط؛ لأن الله لا يخلف الميعاد. فالكريم يخلف وعيده لكن لا يخلف وعده، كما يقول الشاعر في حق ابن عم له: وإني إذا وعدته أو أوعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي فالكريم يخلف الوعيد الذي هو العذاب، ومن كرمه أن يعفو عنك، لكن الوعد لا بد من أن ينجزه. وهنا انظر إلى هذه البشرى العظيمة واستحضرها كلما خرجت إلى المسجد في الظلام، يقول عليه الصلاة والسلام: (بشر المشائين) و(المشاء) صيغة مبالغة من الماشي، فالمراد هنا مدح من يكثر المشي إلى المساجد ويصير ذلك عادة له، ولا يصدق هذا الحديث ولا تتحقق هذه البشرى لمن اتفق له المشي مرة أو مرتين، وإنما من يدمن المشي إلى المساجد ويكثر الخطا إلى بيوت الله تبارك وتعالى، والظاهر أن هذا الحديث في فضيلة صلاتين: صلاة العشاء وصلاة الفجر؛ لأنهما الصلاتان اللتان تؤديان في ظلمة، يقول عليه الصلاة والسلام: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) والجزاء من جنس العمل، فكما مشوا في الظلام ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى مع احتمال وجود آفة في الطريق تؤذيهم لكن مع ذلك أصروا على الذهاب إلى المساجد بشرهم بأن يبدلهم الله سبحانه وتعالى هذه الظلمة نوراً كاملاً يوم القيامة.
وعن سلمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله، وحق على المزور أن يكرم الزائر).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: )إن الله تبارك وتعالى ليعجب من الصلاة في الجمع( يعني: في الجماعة.


يتبع إن شاء الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



سلسلة أبواب الخير10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أبواب الخير10   سلسلة أبواب الخير10 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 22, 2014 11:46 am

وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق)، فمن أراد أن يكتب له براءة من النار وبراءة من النفاق فليجتهد في تحقيق هذا الحديث، لكن الحديث بشروط:
أولاً: (من صلى)، فأول شيء أن تكون صلاة فريضة.
ثانياً: (من صلى لله) وهذا شرط إخلاص النية، أي: لا يكون رياءً ولا سمعةً، وإنما لله.
ثالثاً: (أربعين يوماً في جماعة) يعني: يصلي أربعين يوماً متصلة دون انقطاع في صلاة جماعة.
رابعاً: (يدرك التكبيرة الأولى) فلابد من أن يكون حاضراً وقت تكبيرة الإحرام.
وعن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال: )صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً الصبح فقال: أشاهد فلان؟..) و(شاهد) بمعنى: حاضر (قالوا: لا. قال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا. قال: إن هاتين الصلاتين -يعني: صلاة العشاء والصبح- أثقل الصلوات على المنافقين(
يقول ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى: إنما كانت هاتان الصلاتان أثقل على المنافقين لقوة الداعي إلى ترك حضور الجماعة فيهما، وقوة الصارف عن الحضور. يعني: الداعي إلى ترك الحضور قوي، والصارف عن الحضور أيضاً قوي، فهي فتنة من الجانبين.
يقول: إنما كانت هاتان الصلاتان أثقل على المنافقين لقوة الداعي إلى ترك حضور الجماعة فيهما، وقوة الصارف عن الحضور، أما العشاء فلأنها وقت الإيواء إلى البيوت، والاجتماع مع الأهل، واجتماع ظلمة الليل، وطلب الراحة من متاعب السير بالنهار.
وأما الصبح فلأنها وقت لذة النوم، فإن كانت في زمن البرد ففي وقت شدته لبعد العهد بالشمس لطول الليل، وإن كانت في زمن الحر فهو وقت البرد والراحة من أثر حر الشمس لبعد العهد بها، فلما قوي الصارف عن الفعل ثقلت على المنافقين، وأما المؤمن الكامل الإيمان فهو عالم بزيادة الأجر لزيادة المشقة، فتكون هذه الأمور داعية له إلى الفعل كما كانت صارفة للمنافقين، فهي تصرف المنافقين عن الحضور، وهي -أي: نفس الأسباب- تدفع المؤمن إلى الحضور لما يرجو من ثواب الله سبحانه وتعالى.
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو يعلمون ما فيهما - يعني: من الأجر والثواب- لأتوهما ولو حبواً) يعني: لو يعلم المنافقون الثواب الذي يترتب على صلاة الفجر والعشاء لأتوا إلى المساجد ولو حبواً، أي: يخرج أحدهم من بيته إلى المسجد حبواً كما يحبو الطفل الرضيع على يديه وركبتيه، ولحرصوا على تحصيل هذا الثواب الكبير إذا كشف لهم عظم هذا الثواب.
ولذلك المؤمن لا يأتي حبواً لكن يأتي اشتياقاً لهذا الأجر العظيم، فيكون هذا الأجر داعية له إلى تحصيله لما عنده من يقين من حصول هذا الأجر، ويستحضر أنه سينال وعد الله سبحانه وتعالى.
وانظر إلى ذي القرنين، قال تعالى عنه: { قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا }الكهف 86-88
فالمؤمن لا يطلب ثواباً في الدنيا )فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى (يعني الجنة في الآخرة، فالمؤمن قدم ثواب الآخرة، وهذا هو المحرك والدافع لعمله )وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (أما في الدنيا فسنقول له قولاً حسناً.
فهكذا المؤمن يحركه ويدفعه دائماً الطمع فيما عند الله سبحانه وتعالى من الثواب في الآخرة.
والصحابة لما بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام ما بايعوه على وظائف أو مناصب، أو دنيا، وإنما بايعوه على الجنة، وقالوا: ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل.
فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً الصبح فقال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا. قال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا. قال: إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبواً على الركب؛ فإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه -يعني: لتسابقتم عليه- وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وكلما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل)، فإذاً: هذه أحد مرجحات صلوات الجماعة إذا تعددت في الحي الذي أنت فيه.
وهناك مرجحات عديدة، منها: أن يكون المسجد أقدم.
ومنها: أن يكون المصلون أكثر عدداً، فكلما كثر العدد كلما زادت البركة ونزلت الرحمات، فلذلك هنا في الحديث يقول عليه الصلاة والسلام) (وكلما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل)، فأحد المرجحات كثرة عدد المصلين في المسجد.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله) يعني: في أمان الله وعهده.
وفي بعض الأحاديث: (فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء)، فما معنى هذا؟
معناه أن من صلى صلاة الصبح في جماعة في المسجد فهو في حماية الله وفي جوار الله وفي جناب الله، فإياك أن تؤذي رجلاً صلى الصبح في جماعة لأنه في حماية الله، فأنت إذا آذيته أو اعتديت عليه أو ظلمته فإن الله سينتقم له منك (فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء)، وهذا فيه تعظيم حرمة المسلم الذي يصلي الفجر في جماعة فأي واحد يؤذي من يصلي الفجر في جماعة فسوف يطلبه الله لأنه نقض عهد الله، واعتدى على من هو في حماية الله وفي جوار الله سبحانه وتعالى.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب -يعني: تأخر من تأخر- فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعاً قد حفزه النفس -يعني: أتعبه النفس من شدة جريه وسعيه- قد حسر -أي: كشف- عن ركبتيه، فقال: أبشروا أبشروا! هذا ربكم قد فتح باباً من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة، يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى)، فهذا الحديث في فضل الرباط والمكث في المسجد بعد الانتهاء من صلاة انتظاراً للصلاة التي تليها، وهو من أعظم الأعمال الصالحة،
وأغلب الناس في هذا الزمان في غفلة عن هذا الثواب العظيم.


يتبع إن شاء الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



سلسلة أبواب الخير10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أبواب الخير10   سلسلة أبواب الخير10 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 22, 2014 11:46 am

وانظر إلى انفعال الرسول عليه الصلاة والسلام بهذه البشرى، وكيف أتى يبشر أمته على هذه الهيئة؟ وتخيل مشهده عليه الصلاة والسلام وهو يبشرهم؛ إذ إنه كان رءوفاً رحيماً بهم عليه الصلاة والسلام!
فقوله: ( قد حسر عن ركبتيه) أي: كشف ركبتيه من شدة احتياجه لأن يكشف عنهما حتى يستطيع الجري بسرعة أكثر، يبشر الذين تخلفوا بعد صلاة المغرب؛ لأن الناس انقسموا إلى فريقين: فريق انصرف بعد الصلاة وفريق ظل ماكثاً يذكر الله إلى أن تأتي صلاة العشاء.
والآن لو نكلم الناس بهذه الأحاديث فإنهم يقولون: نحن في زمن السرعة، والعمل عبادة. وهم يقضون الساعات الطوال أمام التلفزيون والمسرحيات والأفلام، ويقرءون الجرائد التي تكاد أن لا يكون فيها حرف يُقرأ، ويقول لك أحدهم: إن العمل عبادة. فهو لا يعرف أن العمل عبادة إلا إذا أمرته بذكر الله.
فيبشر الرسول الصحابة: (أبشروا أبشروا! هذا ربكم قد فتح باباً من أبواب السماء، يباهي بكم الملائكة، يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى).
وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح -يعني: لم يحضر صلاة الفجر- وأن عمر غدا إلى السوق ومسكن سليمان بين المسجد والسوق، فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها: لم أر سليمان في الصبح؟! فقالت: إنه بات يصلي فغلبته عيناه. قال عمر رضي الله عنه: لأن أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة).
وعن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى -يعني: خرج كي يصلي صلاة الضحى- لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين}، فإذا استطعت أن تحافظ على أن تصلي صلاة فريضة عقب صلاة فريضة بشرط أن لا ترتكب أي نوع من اللغو ما بين هذه الصلاة والتي تليها، إذا حافظت على هذا يكتب لك كتاب في عليين وهي الجنة، وغالباً هذا اللغو لا يحصل ولا يكون احتماله أكثر إلا عند كثرة المخالطة، أو المخالطة نفسها في بعض الأوقات تكون هي سبب وقوع اللغو، فإما أن تسمع كلمة لا داعي لها، أو تتكلم أنت بكلام أنت في غنىً عنه.
فلذلك الإنسان إذا أراد أن يحقق مثل هذا الحديث فعليه أن يذهب إلى المسجد في صلاة المغرب ويمكث بنية انتظار صلاة العشاء؛ لأنه إذا مكث بنية انتظار صلاة العشاء سيكون مرابطاً ويؤجر كأنه لا يزال يصلي، ويجتنب محادثة الناس، ويقرأ القرآن، ويذكر الله سبحانه وتعالى إلى أن تأتي الصلاة التي تليها دون أن يرتكب لغواً بينهما، حينها ينال هذا الثواب العظيم.
يقول عليه الصلاة والسلام (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة؛ فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى - والنوافل تسمى تسبيحاً- لا ينصبه إلا إياه؛ فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين(.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة أبواب الخير10
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسلة أبواب الخير -1
» سلسلة أبواب الخير 6
» سلسلة أبواب الخير 7
» سلسلة أبواب الخير 8
» سلسلة أبواب الخير 9

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: المنتديات العامة والثقافية :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: