منتديات إسلامنا نور الهدى
أستاذ فنّ الفداء  24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
أستاذ فنّ الفداء  24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 أستاذ فنّ الفداء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



أستاذ فنّ الفداء  Empty
مُساهمةموضوع: أستاذ فنّ الفداء    أستاذ فنّ الفداء  I_icon_minitimeالجمعة يوليو 29, 2011 1:01 am



إن أمره لعجب
أستاذ فنّ الفداء
إنه
سيدنا
خباب بن الأرت
رضي الله عنه

خرج نفر من القرشيين، يغدّون
الخطى، ميممين شطر دار خبّاب ليتسلموا منه سيوفهم التي تعاقدوا معه على صنعها


وقد كان خباب سيّافا، يصنع السيوف ويبيعها لأهل مكة، ويرسل بها إلى الأسواق


وعلى غير عادة خبّاب الذي لا يكاد يفارق بيته وعمله، لم يجده ذلك النفر من
قريش فجلسوا ينتظرونه


وبعد وقت طويل جاء خباب على وجهه علامة استفهام
مضيئة، وفي عينيه دموع مغتبطة, وحيّا ضيوفه وجلس..

فسألوه عجلين: هل أتممت
صنع السيوف يا خباب؟

وجفت دموع خباب، وحل مكانها في عينيه سرور متألق، وقال
وكأنه يناجي نفسه: إن أمره لعجب


وعاد القوم يسألونه: أي أمر يا رجل..؟؟
نسألك عن سيوفنا، هل أتممت صنعها؟؟

ويستوعبهم خبّاب بنظراته الشاردة
الحالمة ويقول:

هل رأيتموه؟ هل سمعتم كلامه؟

وينظر بعضهم لبعض في
دهشة وعجب

ويعود أحدهم فيسأله في خبث:

هل رأيته أنت يا خبّاب؟


ويسخر خبّاب من مكر صاحبه، فيردّ عليه السؤال قائلا:

من تعني؟

ويجيب الرجل في غيظ: أعني الذي تعنيه؟

ويجيب خبّاب بعد إذ أراهم أنه
أبعد منالا من أن يستدرج، وأنه اعترف بإيمانه الآن أمامهم، فليس لأنهم خدعوه عن
نفسه، واستدرجوا لسانه، بل لأنه رأى الحق وعانقه، وقرر أن يصدع به ويجهر..


يجيبهم قائلا، وهو هائم في نشوته وغبطة روحه:

أجل قد. رأيته، وقد
سمعته.
رأيت الحق يتفجر من جوانبه، والنور يتلألأ بين ثناياه..!!

وبدأ
عملاؤه القرشيون يفهمون، فصاح به أحدهم:

من هذا الذي تتحدث عنه يا عبد أمّ
أنمار؟
وأجاب خبّاب في هدوء :

ومن سواه، يا أخا العرب.. من سواه في
قومك، من يتفجر من جوانبه الحق، ويخرج النور بين ثناياه..؟!

وصاح آخر وهبّ
مذعورا:

أراك تعني محمدا..

وهز خبّاب رأسه المفعم بالغبطة، وقال:


نعم انه هو رسول الله إلينا، ليخرجنا من الظلمات إلى النور

ولا
يدري خبّاب ماذا قال بعد هذه الكلمات، ولا ماذا قيل له..

كل ما يذكره أنه
أفاق من غيبوبته بعد ساعات طويلة ليرى زوّاره قد انفضوا, وجسمه وعظامه تعاني رضوضا

وآلاما، ودمه النازف يضمّخ ثوبه وجسده!

وحدّقت عيناه الواسعتان فيما
حوله..
وكان المكان أضيق من أن يتسع لنظراتهما النافذة، فتحمّل على آلامه، ونهض
شطر الفضاء وأمام باب داره وقف متوكئا على جدارها، وانطلقت عيناه الذكيتان في رحلة
طويلة تحدّقان في الأفق، وتدوران ذات اليمين وذات الشمال..إنهما لا تقفان عند
الأبعاد المألوفة للناس.. انهما تبحثان عن البعد المفقود...أجل تبحثان عن البعد
المفقود في حياته، وفي حياة الناس الذين معه في مكة، والناس في كل مكان وزمان..


ترى هل يكون الحديث الذي سمعه من محمد عليه الصلاة والسلام اليوم، هو النور
الذي يهدي إلى ذلك البعد المفقود في حياة البشر كافة؟

واستغرق خبّاب في
تأمّلات سامية، وتفكير عميق.. ثم عاد إلى داخل داره.. عاد يضمّد جراح جسده، ويهيئه
لاستقبال تعذيب جديد، وآلام جديدة!

ومن ذلك اليوم أخذ خبّاب مكانه العالي
بين المعذبين والمضطهدين..

أخذ مكانه العالي بين الذين وقفوا برغم فقرهم،
وضعفهم يواجهون كبرياء قريش وعنفها وجنونها

أخذ مكانه العالي بين الذين
غرسوا في قلوبهم سارية الراية التي أخذت تخفق في الأفق الرحيب ناعية عصر الوثنية،
والقيصرية مبشرة بأيام المستضعفين والكادحين، الذين سيقفون تحت ظل هذه الراية
سواسية مع أولئك الذين استغلوهم من قبل، وأذاقوهم الحرمان والعذاب
وفي استبسال
عظيم، حمل خبّاب تبعاته كرائد..
يقول الشعبي:

" لقد صبر خبّاب، ولم تلن
له أيدي الكفار قناة، فجعلوا يلصقون ظهره العاري بالرضف حتى ذهب لحمه"..!!


أجل كان حظ خبّاب رضي الله عنه من العذاب كبيرا، ولكن مقاومته وصبره كانا
أكبر من العذاب..
لقد حوّل كفار قريش جميع الحديد الذي كان بمنزل خبّاب والذي
كان يصنع منه السيوف.. حولوه كله إلى قيود وسلاسل، كان يحمى عليها في النار حتى
تستعر وتتوهج، ثم يطوّق بها جسده ويداه وقدماه..


ولقد ذهب يوما مع بعض
رفاقه المضطهدين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا جوعين من التضحية، بل راجين
العافية، فقالوا:" يا رسول الله.. ألا تستنصر لنا..؟؟" أي تسأل الله لنا النصر
والعافية...


ولندع سيدنا خبّابا رضي الله عنه يروي لنا النبأ بكلماته:


" شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة،
فقلنا: يا رسول الله، ألا تستنصر لنا؟

فجلس صلى الله عليه وسلم، وقد احمرّ
وجهه وقال:

قد كان من قبلكم يؤخذ منهم الرجل، فيحفر له في الأرض، ثم يجاء
بمنشار، فيجعل فوق رأسه، ما يصرفه ذلك عن دينه!

وليتمّنّ الله هذا الأمر
حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى الله عز وجل، والذئب على غنمه، ولكنكم
تعجلون"!

سمع خبّاب ورفاقه هذه الكلمات، فازداد إيمانهم وإصرارهم وقرروا أن
يري كل منهم ربّه ورسوله ما يحبّان من تصميم وصبر، وتضحية.

وخاض خبّاب
معركة الهول صابرا، صامدا، محتسبا.. واستنجد القرشيون أم أنمار سيدة خبّاب التي كان
عبدا لها قبل أن تعتقه، فأقبلت واشتركت في حملة تعذيبه

وكانت تأخذ الحديد
المحمى الملتهب، وتضعه فوق رأسه ونافوخه، وخبّاب يتلوى من الألم، لكنه يكظم أنفاسه،
حتى لا تخرج منه زفرة ترضي غرور جلاديه..!!

ومرّ به سيدنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوما، والحديد المحمّى فوق رأسه يلهبه ويشويه، فطار قلبه حنانا
وأسى، ولكن ماذا يملك عليه الصلاة والسلام يومها لخبّاب؟
لا شيء إلا أن يثبته
ويدعو له..
هنالك رفع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كفيه المبسوطتين إلى
السماء، وقال:

" اللهم أنصر خبّابا"..

ويشاء الله ألا تمضي سوى
أيام قليلة حتى ينزل بأم أنمار قصاص عاجل، كأنما جعله القدر نذيرا لها ولغبرها من
الجلادين، ذلك أنها أصيبت بسعار عصيب وغريب جعلها كما يقول المؤرخون تعوي مثل
الكلاب..!!

وقيل لها يومئذ لا علاج سوى أن يكوى رأسها بالنار!


وهكذا شهد رأسها العنيد سطوة الحديد المحمّى يصبّحه ويمسّيه!

كانت
قريش تقاوم الإيمان بالعذاب
وكان المؤمنون يقاومون العذاب بالتضحية
وكان
سيدنا خبّاب رضي الله عنه واحدا من أولئك الذين اصطفتهم المقادير لتجعل منهم أساتذة
في فن التضحية والفداء
ومضى خبّاب يقضي وقته وحياته في خدمة الدين الذي خفقت
أعلامه
ولم يكتف رضي الله عنه في أيام الدعوة الأولى بالعبادة والصلاة، بل
استثمر قدرته على التعليم، فكان يذهب إلي بيوت بعض إخوانه من المؤمنين الذين يكتمون
إسلامهم خوفا من بطش قريش، فيقرأ معهم القرآن ويعلمهم إياه, قد نبغ في دراسة القرآن
وهو يتنزل آية, آية وسورة، سورة حتى أن سيدنا عبدالله بن مسعود، وهو الذي قال عنه
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أراد أن يقرأ القرآن غصّا كما أنزل،
فليقراه بقراءة ابن أم عبد"..
فكان عبد الله بن مسعود كان يعتبر خبّابا مرجعا
فيما يتصل بالقرآن حفظا ودراسة

وهو الذي كان يدرّس القرآن لـ فاطمة بنت
الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهم متقلدا
سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور
في الصحيفة التي كان يعلّم منها خبّاب، حتى صاح صيحته المباركة:
" دلوني على
محمد".!!

وسمع سيدنا خبّاب رضي الله عنه كلمات عمر هذه، فخرج من مخبئه الذي
كان قد توارى فيه وصاح:
يا عمر والله إني لأرجوا أن يكون الله قد خصّك بدعوة
نبيّه صلى الله عليه وسلم، فاني سمعته بالأمس يقول: اللهم أعز الإسلام بأحبّ
الرجلين إليك أبي الحكم بن هشام، وعمر بن الخطاب"..

وسأله سيدنا عمر من
فوره: وأين أجد الرسول الآن يا خبّاب:

" عند الصفا، في دار الأرقم بن أبي
الأرقم"..


ومضى سيدنا عمر إلى حظوظه الوافية، ومصيره العظيم!



شهد سيدنا خبّاب بن الأرت رضي الله عنه جميع المشهد والغزوات مع النبي
صلى الله عليه وسلم، وعاش عمره كله حفيظا على إيمانه ويقينه

وعندما فاض بيت
مال لمسلمين بالمال أيام سيدنا عمر وسيدنا عثمان، رضي الله عنهما، كان سيدنا خبّاب
رضي الله عنه صاحب راتب كبير بوصفه من المهاجرين لسابقين إلى الإسلام

وقد
أتاح هذا الدخل الوفير لخبّاب أن يبتني له دارا بالكوفة، وكان يضع أمواله في مكان
ما من الدار يعرفه أصحابه وروّاده, وكل من وقعت عليه حاجة، يذهب فيأخذ من المال
حاجته

ومع هذا فقد كان سيدنا خبّاب رضي الله عنه لا يرقأ له جفن، ولا تجف
له دمعة كلما ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه الذين بذلوا حياهم لله، ثم
ظفروا بلقائه قبل أن تفتح الدنيا على المسلمين، وتكثر في أيديهم الأموال.

اسمعوه وهو يتحدث إلى عوّاده الذين ذهبوا يعودونه وهو رضي الله عنه في مرض
موته.

قالوا له:
أبشر يا أبا عبدالله، فانك ملاق إخوانك غدا..


فأجابهم وهو يبكي:

"أما انه ليس ني جزع , ولكنكم ذكّرتموني أقواما،
وإخوانا، مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا..
وانّا بقينا بعدهم حتى
نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعا إلا التراب"..

وأشار إلى داره المتواضعة
التي بناها.
ثم أشار مرة أخرى إلى المكان الذي فيه أمواله وقال:

"والله
ما شددت عليها من خيط، ولا منعتها من سائل"..!

ثم التفت إلى كفنه الذي كان
قد أعدّ له، وكان يراه ترفا وإسرافا وقال ودموعه تسيل:

" أنظروا هذا كفني..



لكنّ سيدنا حمزة عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوجد له كفن
يوم استشهد إلا بردة ملحاء.... إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على
قدميه قلصت عن رأسه"!!

ومات سيدنا خبّاب رضي الله عنه في السنة السابعة
والثلاثين للهجرة..

مات أستاذ صناعة السيوف في الجاهلية

وأستاذ
صناعة التضحية والفداء في الإسلام!

مات الرجل الذي كان أحد الجماعة الذين
نزل القرآن يدافع عنهم، ويحييهم، عندما طلب بعض السادة من قريش أن يجعل لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوما، وللفراء من أمثال :خبّاب، وصهيب، وبلال يوما آخر.

فإذا القرآن العظيم يختص رجال الله هؤلاء في تمجيد لهم وتكريم، وتهل آياته
قائلة للرسول الكريم:

{ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ
شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ
الظَّالِمِينَ * وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ
مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ
بِالشَّاكِرِينَ } 52-53 الأنعام

قال الإمام أحمد: حدثنا أسباط - هو ابن
محمد - حدثنا أشعث، عن كُرْدُوس، عن ابن مسعود قال: مر الملأ من قريش على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وعنده: خَبَّاب، وصُهَيْب، وبلال، وعمار. فقالوا: يا محمد،
أرضيت بهؤلاء؟ فنزل فيهم القرآن: { وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ
يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ } إلى قوله: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ
بِالشَّاكِرِينَ المسند (1/420) وقال الهيثمي في المجمع (7/21): "رجال أحمد رجال
الصحيح غير كردوس وهو ثقة"

ورواه ابن جرير، من طريق أشعث، عن كردوس، عن ابن
مسعود قال: مر الملأ من قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده: صهيب، وبلال،
وعمار، وخباب، وغيرهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد، أرضيت بهؤلاء من قومك؟
أهؤلاء الذين من الله عليهم من بيننا؟ ونحن نكون تبعا لهؤلاء؟ اطردهم عنك، فلعلك إن
طردتهم أن نتبعك، فنزلت هذه الآية: { وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } { وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ
بِبَعْضٍ } إلى آخر الآية- تفسير الطبري (11/374).

وقال ابن أبي حاتم:
حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا عمرو بن محمد العنقزي، حدثنا أسباط
بن نصر، عن السُّدِّي، عن أبي سعيد الأزدي -وكان قارئ الأزد -عن أبي الكنود، عن
خباب في قول الله، عَزَّ وجل:
{ وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ }
قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن
الفزاري، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب وبلال وعمار وخباب قاعدا في
ناس من الضعفاء من المؤمنين وفي رواية من المسلمين , فلما رأوهم حول النبي صلى الله
عليه وسلم حقروهم، فأتوه فخلوا به، وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف
لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد،
فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت. قال: "نعم". قالوا:
فاكتب لنا عليك كتابا، قال: فدعا بالصحيفة ودعا عليًا ليكتب، ونحن قعود في ناحية،
فنزل جبريل فقال: { وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا
مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ
الظَّالِمِينَ
فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة، ثم دعانا فأتيناه.


ورواه ابن جرير، من حديث أسباط، به - ورواه ابن ماجة في السنن برقم (4127)
من طريق أحمد بن محمد بن يحيى القطان به، وقال البوصيري في الزوائد (3/276): "هذا
إسناد صحيح".

وهذا حديث غريب، فإن هذه الآية مكية، والأقرع بن حابس وعيينة
إنما أسلما بعد الهجرة بدهر.
وقال سفيان الثوري عن المقدام بن شريح، عن أبيه
قال: قال سعد: نزلت هذه الآية في ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم ابن
مسعود، قال: كنا نسبق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وندنو منه ونسمع منه، فقالت
قريش: يدني هؤلاء دوننا، فنزلت: { وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ }
رواه الحاكم في مستدركه من طريق سفيان، وقال: على
شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق المقدام بن شريح، به - المستدرك
(3/319).

وهكذا، لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يراهم بعد نزول الآيات
حتى يبالغ في إكرامهم فيفرش لهم رداءه،
ويربّت على أكتافهم، ويقول لهم:
"
أهلا بمن أوصاني بهم ربي"..

أجل مات واحد من الأبناء البررة لأيام الوحي،
وجيل التضحية

ولعل خير ما نودّعه به، كلمات سيدنا الإمام علي رضي الله عنه
حين كان عائدا من معركة صفين، فوقعت عيناه على قبر غضّ رطيب، فسأل: قبر من هذا..؟


فأجابوه: انه قبر خبّاب..

فتملاه خاشعا آسيا، وقال:

رحم
الله خبّابا..

لقد أسلم راغبا.

وهاجر طائعا..

وعاش
مجاهدا..
رضي الله عنه وعن جميع صحابة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أستاذ فنّ الفداء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: السير والتراجم وأعلام الإسلام :: علماء العرب-
انتقل الى: