منتديات إسلامنا نور الهدى
محبة النبي صلى الله عليه وسلم 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
محبة النبي صلى الله عليه وسلم 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 محبة النبي صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
منار العدوى
عضو سوبر
عضو سوبر




محبة النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: محبة النبي صلى الله عليه وسلم   محبة النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالجمعة يوليو 19, 2013 9:40 am

الحمد لله الذي جعل محبة محمد - صلى الله عليه وسلم - من الإيمان، وجعل سُنته طريقًا لدخول الجنان، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر بمحبة النبي العدنان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير مَن صلى وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام.
أما بعد:
بأبي وأمي أنت يا خير الوَرى محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وصلاة ربي والسلام مُعطرا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
يا خاتمَ الرسل الكِرام محمد محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
بالوحي والقرآن كنتَ مُطهرَا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
لك يا رسول الله صدق محبة محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وبفيضها شهِد اللسان وعبَّرا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
لك يا رسول الله صِدق محبة محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
فاقت محبة من على وجه الثَّرى محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
لك يا رسول الله صدق محبة محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
لا تنتهي أبدًا ولن تتغيَّرا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
مفهوم محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -:
حديثنا في هذه الخطبة حول قضية إيمانية عقدية من أصول عقيدة المسلم التي يعيش عليها حتى يلقى ربه - عز وجل - سالمًا غانمًا بإذنه تعالى، هذه القضية هي محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهداية، فتلقَّى رسالة ربه - عز وجل - فبلَّغها وأدَّاها أتمَ البلاغ - صلوات الله وسلامه عليه - حتى توفاه الله - عز وجل - وقد اكتمل للأمة أمر دينها وشريعة ربها، ولم يترك - عليه الصلاة والسلام - صغيرة ولا كبيرة إلا بيَّنها ووضَّحها، وجلاَّها لأُمته، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يَزيغ عنها إلا هالك، وهذا كله من تمام شفقته ورحمته - صلى الله عليه وسلم - بأُمته وحبه لهم، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير ما جزى نبيًّا عن أُمته، وجعل حبَّه واتِّباعه أحبَّ إلينا من أنفسنا وأولادنا، وآبائنا وأُمهاتنا، والناس أجمعين.
إخوة الإسلام، ما مفهوم محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟
إن ذلك المفهوم يعني أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميلاً يتجلَّى فيه إيثاره - صلى الله عليه وسلم - على كل محبوب من نفس ووالد وولدٍ، والناس أجمعين؛ وذلك لما خصه الله من كريم الخصال وعظيم الشمائل، وما أجراه على يديه من صنوف الخير والبركات لأُمته، وما امتنَّ الله على العباد ببعثته ورسالته.
وبالجملة، فأصل المحبة الميل إلى ما يوافق المُحب، ثم الميل قد يكون لما يستلذه الإنسان ويستحسنه؛ كحب الصورة والصوت، والطعام ونحوها، وقد يستلذه بعقله للمعاني الباطنة؛ كحب الصالحين والعلماء، وأهل الفضل مطلقًا، وهذه المعاني كلها موجودة في النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جمع من جمال الظاهر والباطن، وكمال خصال الجلال، وأنواع الفضائل، وإحسانه إلى جميع المسلمين بهدايته إيَّاهم إلى الصراط المستقيم، ودوَام النِّعم والإبعاد من الجحيم.
فنحن نتعلق ونرتبط برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جوانب شتى، في جانب العقل معرفةً وعلمًا، نقرأ ونحفظ سيرته وحديثه، وهديه وسنته، والواجب منها والمندوب منها، ونحو ذلك، ومحبة بالقلب، وهي عاطفة مشبوبة، ومشاعر جيَّاشة، ومحبة متدفقة، وميلٌ عاصف تتعلق به النفس والقلب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فيه من المعاني الحسية والمعنوية.
ثم محبة بالجوارح تترجم فيها المحبة إلى الاتِّباع لسنته وعمله، وفعله - عليه الصلاة والسلام - فلا يمكن أن نقول: إن المحبة اتِّباعٌ فحسب، فأين مشاعر القلب؟ ولا يصلح أن نقول: إنها الحب والعاطفة الجياشة، فأين صدق الاتِّباع؟ ولا ينفع هذا وهذا! فأين المعرفة والعلم التي يؤسس بها من فقه سيرته وهدْيه وأحواله - عليه الصلاة والسلام؟!
لذا فنحن نرتبط في هذه المحبة بالقلب والنفس، وبالعقل والفكر، وبسائر الجوارح والأحوال والأعمال، فتكمُل حينئذٍ المحبة؛ لتكون هي المحبة الصادقة الخالصة الحقيقية العملية الباطنية، فتكتمل من كل جوانبها؛ لنؤدي بعض حقِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا.
وحبُّ المسلم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمل قلبيّ من أجَلِّ أعمال القلوب، وأمر وجداني يجده المسلم في قلبه، وعاطفة طيبة تجيش بها نفسه، وإن تفاوَتت درجة الشعور بهذا الحب؛ تبعًا لقوة الإيمان، أو ضَعفه.
وقال ابن القيم في نويته:
شرطُ المحبةِ أن توافِقَ مَنْ تحبَّ محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
على محبَّته بلا عِصيانِ محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space

فإذا ادَّعيتَ له المحبةَ مع خلافِكَ محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
ما يُحبُّ فأنت ذو بُهتانِ محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space

أتحبُّ أعداء الحبيب وتدَّعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
حُبًّا له ما ذاك في إمكان محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space

وكذا تُعادي جَاهدًا أَحبَابَه محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
أين المحبَّةُ يا أخا الشيطانِ[1]
محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وجوب محبة النبي - صلى الله عليه وسلم:
فإن الله تعالى أوجب علينا محبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وتوعَّد المخالف في ذلك بقوله: ﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].
وكل هذه المذكورات في الآية جُبِل المرء على محبتها، وليس المراد تحجير هذا أو ذمِّ من قام به، وإنما المراد من الآية ذمُّ من قدَّم حبها على حب الله ورسوله والجهاد في سبيله؛ فإن حبَّها مركوز في نفوسنا، ومن الأدلة القرآنية على وجوب تقديم حب النبي - صلى الله عليه وسلم - على كل محبوب: قول ربِّ العالمين: ﴿ النبِي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 6]. يقول ابن القيم - رحمه الله - في "روضة المحبين" (1/276): "قال الله تعالى: ﴿ النبِي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ﴾، ولا يتم لهم مقام الإيمان، حتى يكون الرسول أحب إليهم من أنفسهم، فضلاً عن أبنائهم وآبائهم".
وأما الأدلة من السنة، فمنها ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده، والناس أجمعين)).
فهذا الحديث من أوضح الأدلة على وجوب محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن المؤمن لا يستحق اسم الإيمان الكامل، ولا يدخل في عداد الناجين؛ حتى يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين، ومعنى ذلك ومن لوازمه أن تكون أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونواهيه مقدمة على كل الأوامر والنواهي، فالحب القلبي يَستلزم الاتباع والانقياد في الظاهر، فإذا كانت هناك محبة فعلية، نتَج عنها محبة كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقديمه على كل أحد، وجعل أوامره ونواهيه نُصب عينه طيلة الوقت والعمر، فيعرفه في جميع أوقاته، ويعيش معه في كل حركاته وسكناته، ويرى أن سُنته وهدْيه ألذَّ إليه من كل شيء.
وعند البخاري (6632) عن عبدالله بن هشام قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذٌ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسى، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((لا والذى نفسى بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك))، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسى، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الآن يا عمر))، قال ابن حجر: أي الآن عرَفت، فنطَقت بما يجب.
ومن الأدلة كذلك ما ثبت في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو المشهور المحفوظ: ((ثلاث من كن فيه، وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرءَ لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يُقذف في النار)).
وهذه أحاديث كثيرة أخرى؛ منها: حديث أنس عن الرجل الذي جاء فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، متى الساعة؟ فأعرض عنه النبي - عليه الصلاة والسلام - ثم عاد إليه، فقال: ما أعددتَ لها؟ قال: حب الله ورسوله، فقال: ((فإنك مع من أحببتَ)).
وفي الرواية الأخرى قال أنس: "ما فرِحنا بعد الإسلام فرحًا أشد من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك مع مَن أحببت))، فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم".
ومن ذلك أيضًا حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وهو حديث جميل رائع - أخرجه مسلم في صحيحه، وليس من المشتهر المتداول بين الناس، قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أشد أمتي لي حبًّا: ناس يكونون بعدي يَوَدُّ أحدهم لو رآني بأهله وماله)).
ئحديث ابن عباس أيضًا قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أحب الله لما يغدوكم به من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي بحبي))؛ رواه الترمذي في سننه وحسَّنه، وأخرجه الحاكم وصحَّحه، ووافقه الذهبي، وقال: "أي: أحب الله لما يغدوكم به من النِّعم - لنِعمه الكثيرة عليكم - وأحبوني بحب الله - عز وجل - وأحبوا أهل بيتي لحبي"، فكلنا محب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - محبَّة وجوب، ومحبة اختيارٍ وتعظيم له - عليه الصلاة والسلام - وأمر هذا الوجوب لا يحتاج للأدلة، ولكننا نريد أن نعظِّم هذه المحبة في قلوبنا، ونحن نرى الآيات التي تُتلى إلى قيام الساعة، توجب إلى هذه المحبة وتُبرزها عظيمةً عاليةً في مقامها، مقترنةً بمحبة الله - عز وجل - راجحةً بكل ما تتعلق به القلوب من أنواع المحبة والمحاب الدنيوية في شتَّى صُوَرها وأنواعها.
فلعلنا حينئذ نُدرك هذا، وندرك أيضًا عظمة هذا الوجوب عندما ندرك هذه النصوص القاطعة الواضحة، في أن محبته ينبغي أن تكون أعظم من محبة النفس التي بين جَنبيك، وأنفاسك التي تتردد، وقلبك الذي يَخفُق، فضلاً عن محبة الزوج والأبناء أو الأمهات والآباء، فما أعظم هذه المحبة التي هي أعظم محبة لمخلوق من بني آدم في الدنيا، وفي الخليقة كلها! وهي التي استحقها سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - ووجبَت على كل مؤمن مسلم بالله - سبحانه وتعالى.
أبر بني الدنيا وأعظم من شكر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وأكرم مخلوق على سائر البَشر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
به الله قد أهدى إلى الناس رحمة محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
ومنه ضياء الحق في الكون قد ظهَر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
تبارك ربي إذ أعد محمدًا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وزكَّاه بالتقوى وبالعلم والخبر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
فباتوا اعتقاد الحق من أخلاقه محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وخير عباد الله أقدر من صَبر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
جهيرًا بأمر الله يدعوا مبشرًا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
ويَنصح من لاقاه بالآي والنُّذر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
حلى بإصلاح الفساد ومرشدًا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
إلى سبل الخيرات في البدو والحضَر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
دعا الناس للتوحيد والحب والوفا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وجاد بالحسنى وأقنع بالأثَر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
ذر الهمة القعساء بعض صفاته محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وأقدم مقدام وأحلم من قدر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
رعاه إله الكون خير رعاية محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
فأنبت نبتًا طيب الأصل والثمر محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
إذن فمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليست أمرًا ثانويًّا أو أمرًا مخير فيه، إن شاء المرء أحبه وإن شاء لم يحبه، بل هي واجب على كل مسلم، وهي من صميم الإيمان، ولا بد لهذا الحب أن يكون أقوى من أي حبٍّ، ولو كان حب المرء لنفسه.
دلائل محبة النبي:
أيها المؤمنون، الأدلة على صدق محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرة، أجتزئ منها عشرةً:
الأول: نصرته في حياته ونصرة سنته بعد موته، أما نصرته حال حياته، فهذا مما خص الله تعالى به أصحابه، وقد قاموا بما أوجبه الله تعالى عليهم من نصرة نبينا - صلى الله عليه وسلم - خير قيام، وهذا من أعظم ما يدل على صدق محبتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهل أدل على ذلك من فدائهم بأنفسهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وكثيرًا ما كان الرجل منهم إذا اشتد الوطيس يجعل من نفسه ترسًا يحمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
الثاني: الحرص على صحبته، وهذا مما اختص به الصحابة أيضًا، ولنا منها التمني؛ يقول الإمام النووي - رحمه الله - في شرح صحيح مسلم (2/16): "قال القاضي عِياض - رحمه الله -: ومن محبته - صلى الله عليه وسلم - نصرة سُنته، والذَّب عن شريعته، وتمنِّي حضور حياته، فيبذل ماله ونفسه دونه".
الثالث: امتثال أمره، فلا يعقل أن تدَّعي محبته ولا حظَّ لك من سنته وهدْيه وسَمته، إن المحبة الحقيقية لا بد أن يتولد منها التأسي به -صلى الله عليه وسلم- المحبة الحقيقية يتبعها الاتباع لمنهجه وطريقه.
تعصي الإله وأنت تزعُم حبه محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
هذا محال في القياس بديع محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
لو كان حبك صادقًا لأطعته محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
إن المحب لمن يحب مطيعُ محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وكما قال ابن الجوزي مستشهدًا بقول مجنون ليلى:
إذا قيل للمجنون: ليلى تريد محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
أم الدنيا وما في طواياها محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
لقال: غبار من تراب نعالها محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
أحبُّ إلى نفسي وأشفى لبلواها محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
قال ابن الجوزي: "وهذا مذهب المحبين بلا خلاف، فكل محبٍّ يكون أدنى شيء من محبوبة أعظم إليه من كل شيء في دنياه، فكان أدنى شيء من الله، ومن رسوله أعظم وأحب إلى كل مؤمن من كل شيء في دنياه".
الرابع: الحرص على تبليغ سنته والدعوة إليها؛ ولذا فإن الصادقين في حب نبيِّهم يفنون أعمارهم في الدعوة وتبصير الناس بها، والتأليف دفاعًا عنها، والرد على من يتجشَّم المهالك، ويَطعُن فيها.
الخامس: عدم الرضا بالإساءة إليه، حدث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقع فيه، فينهاها، فلا تنتهي، ويزجرها، فلا تنزجر، قال: فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي - صلى الله عليه وسلم - وتشتمه، فأخذ المغول فوضعه في بطنها، واتَّكأ عليها فقتَلها، فوقع بين رجليها طفلٌ، فلطخت ما هناك بالدم، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجمع الناس، فقال: ((أنشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق، إلا قام))، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أنا صاحبها، كانت تشتمك وتقع فيك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقةً، فلما كان البارحة، جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتَّكأت عليها حتى قتلتها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا اشهدوا أن دمها هدرٌ))؛ رواه أبو داود، والنسائي.
السادس: كثرة الصلاة عليه، فعن أُبي بن كعب قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثُلثُا الليل قام فقال: ((يا أيها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تَتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه))، قال أُبي: قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ((ما شئتَ))، قال: قلت: الرُّبع؟ قال: ((ما شئت، فإن زدت، فهو خيرٌ لك))، قلت: النصف؟ قال: ((ما شئت فإن زدت، فهو خيرٌ لك))، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ((ما شئت، فإن زدت، فهو خيرٌ لك))، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: ((إذًا تُكفى همَّك، ويُغفَر لك ذنبُك))؛ رواه الترمذي.
السابع: مجانبة البِدع؛ لأنها تضل عن طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - وحوضه في الآخرة، ولا يمكن لمريد يعرف ذلك ويستمر عليها، كيف لمحب يعلم أن البدعة تفرق بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حوضه، فيقع فيها؟! فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى المقبرة فقال: ((السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وَدِدت أنا قد رأينا إخواننا))، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟! قال: ((أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد))، فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أُمتك يا رسول الله؟! فقال: ((أرأيت لو أن رجلاً له خيلٌ غر مُحجلةٌ بين ظهري خيل دُهمٍ بهم، ألا يعرف خيله؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((فإنهم يأتون غرًّا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليُذَادَنَّ رجالٌ عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هَلُمَّ، فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقًا سُحقًا))؛ رواه البخاري، ومسلم.
الثامن: محبة أصحابه وأهل بيته وإعمال وصيَّته - صلى الله عليه وسلم - فيهم، وليس من شك أن الطعن فيهم والنيل منهم، نيلٌ وطعن في النبي - صلى الله عليه وسلم - فالمرء على دين خليله؛ ولذا فإن العقل لا يمكن أن يتصور محبًّا صادقًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - قاليًا مبغضًا لأصحابه وآل بيته.
وآل بيته هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس هؤلاء حرموا الصدقة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فهم آله، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه، والأحاديث في هذا كثيرة، ولها دلالات عظيمة؛ ولذلك ذكر أهل العلم في هذا المعنى أقوالاً كثيرةً، وقال ابن تيمية - رحمه الله -: وآل محمد - صلى الله عليه وسلم - هم الذين حُرِّمت عليهم الصدقة"، وهكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل، وغيره من العلماء، والأحاديث في فضله مبسوطة؛ كما هو في نساء النبي في آله؛ كما في قوله - جل وعلا -: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [الأحزاب: 32]، وكما في قوله: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]، وكما في قوله - عز وجل -: ﴿ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا ﴾ [الأحزاب: 53].
فال أبو زرعة الرازي في وصفه وكلامه على معتقد أهل السنة والجماعة: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدَّى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
التاسع: التأدب معه.
العاشر: عدم الغلو فيه لشدة بُغضه - صلى الله عليه وسلم - ذلك، فهل يعمل المحب بما يسخط حبيبه؟! عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما شاء الله وشئت، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أجعلتني والله عدلاً؟! بل: ما شاء الله وحده))؛ رواه أحمد.
رابعا حال الصحابة في محبتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم:
لقد أحب الصحابة الكرام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبًّا ليس له نظير، وصل إلى درجة أن افتدوه بأنفسهم وأموالهم وأولادهم وآباءهم:
ويقول عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: ما كان أحـد أحب إلي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أجل في عيني منه، وما كنت أُطيق أن أملأ عيني منه إجـلالاً له، ولو سـئلت أن أصِفه، ما أطـقتُ؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه.
سئل علي بن طالب - رضي الله عنه - كيف كان حبكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وأبنائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ).
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن مسعود أنه قال لقريش وقد بعثته في شأن الصلح: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - محمدًا، والله إن انتخم نخامةً إلا وقعت في كف رجلٍ منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدَّون إليه النظر تعظيمًا له.
وعن بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - قال: كنا إذا قعدنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم نرفع رؤوسنا إليه إعظامًا له؛ رواه البيهقي.
وروى مسلم عن أنس - رضي الله عنه - قال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والحلاق يحلق رأسه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل منهم. وكيف لا يكون الأمر كذلك؟! ألم يكن - صلى الله عليه وسلم - كل شيء في حياتهم؛ معلمهم، مربيهم، قائدهم، قدوتهم، إمامهم في الدنيا والشهيد عليهم في الآخرة؟!
وهذا كما قلت باب واسع عظيم فيه مآثر، أختمها بهذه القصة وأذكرها بطولها، ذكرها الذهبي - رحمه الله - في "سير أعلام النبلاء"، وهي جميلةٌ رائعة، والذهبي إمام من أهل السنة، وجهبذ من جهابذة النقد من أئمة الجرح والتعديل، لا يقول كلامًا عاطفيًّا دون أن يكون له الأساس والعلم، يقول في ترجمة عبيدة بن عمر السلماني - من التابعين من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه - يقول: قال محمد: قلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا من قِبَل أنس بن مالك، فقال: لئن يكون عندي منه شعرة أحب إليّ من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض.
أي أحب إلي من كل ذهب وفضة في الأرض، قال الذهبي: "قلت: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرةً نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس".
نماذج مختلفة:
من الشباب: علي بن أبي طالب ونومه في فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة أن أراد المشركون قتله، وسئل علي بن أبي طالب: كيف كان حبكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأُمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ.
من الرجال: قصة قتل زيد بن الدثنة، قال ابن إسحاق: اجتمع رهط من قريش، فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان حين قُدِّم ليُقتل: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرِب عُنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأني جالس في أهلي، قال: يقول أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا، كحب أصحاب محمد محمدًا.
أخرج الطبراني وحسنه عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا رسول الله، إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرَفت أنك إذا دخلت الجنة رُفِعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة، خشيت ألا أراك، فلم يرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا حتى نزل جبريل بهذه الآية: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ [النساء: 69].
من النساء: أخرج ابن إسحاق عن سعد بن أبي وقاص قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها، وأخوها، وأبوها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأُحد، فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: خيرًا يا أمِّ فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أَرونيه؛ حتى أنظر إليه.
قال: فأُشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مُصيبة بعدك جَلل.
وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقيل ببيت أم أنس بن مالك - رضي الله عنهما - فعرق، فجاءت بقارورة، فجعلت تأخذ العرق فيها، فاستيقظ - عليه الصلاة والسلام - فقال: ((يا أمَّ سليم، ما هذا الذي تصنعين؟)) قالت: عرَقك نجعله في طيبنا، وهو أطيب عندنا من الطِّيب.
أيها الناس، وإن المسلم وإن عجز عن أن يستوعب حبَّ الصَّحب لنبيهم، حتى إن نخامته لا تقع على الأرض كما مر بنا، فإن أعجب من هذا قد حصل، فإن صنيعهم هذا لم يكن بأعجب من صنيع الجذع وهو جماد؛ إذ بكى الجذع الذي كان يخطب عليه - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتخذ المنبر، فلما تركه واتخذ المنبر، سُمِع للجذع حنينٌ وبكاء، وما سكت حتى أتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فضمه، فسكت الجذع وسكن، قال جابر راوي الحديث: فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فضمها إليه، تئن أنين الصبي الذي يسكن، والحديث في البخاري، وكان الحسن البصري - رضي الله عنه - إذا حدث بهذا الحديث قال: "يا معشر المسلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شوقًا إلى لقائه، فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إليه".
ثمار محبة النبي - صلى الله عليه وسلم:
المحبة شرط لتحقق الايمان وتذوُّق حلاوته، وإدراك معانيه.
المحبة سبب لدخول الجنة ومرافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ فقال: متى الساعة؟ قال: ((وماذا أعددتَ لها؟))، قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: ((أنت مع مَن أحببت))؛ متفق عليه.
فهل من ثواب أرجى من أن يُحشر المرء مع من أحب، خاصة إذا كان المحبوب هو المصطفى - صلى الله عليه وسلم؟!
قال شهاب الدين الخفاجي - رحمه الله تعالى -:
وحق المصطفى لي فيه حب محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
إذا مرض الرجاء يكون طبَّا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
ولا أرضى سوى الفردوس مأوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
إذا كان الفتى مع مَن أحبَّا محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
إن محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكره تفريج للهموم والكروب وصلاح للحال، وغفران للذنوب، وتكفير للسيئات، ففي حديث أبي بن كعب: أجعل صلاتي لك كلها - (أي: اجعل الدعاء كله صلاة عليك) - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذًا تُكفى همَّك، ويُغفر ذنبك))؛ رواه الترمذي.
المحبة تبعث في النفس السكينة، وتُعمق الاحساس بالرضا، وتعين في مواصلة الدعوة وتحمُّل الصعاب والشدائد في سبيلها؛ وذلك اقتداءً بالمحبوب - عليه الصلاة والسلام - فمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - تُورث الحياة الطيبة؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].
وقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].
ورحم الله القائل:
أخوك عيسى دعا ميتًا فقام له محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
وأنت أحييت أجيالاً من العدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم Space
أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يعظم محبة رسوله في قلوبنا، وأن يجعل محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم عندنا من محبة أنفسنا وأهلنا، وآبائنا وأمهاتنا، وأزواجنا وبناتنا، وأن يجعل محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طمأنينة قلوبنا، وانشراح صدورنا، وأن يجعل محبته عونًا لنا على طاعة الله - عز وجل - وحُسن الصلة به؛ إنه - سبحانه وتعالى - ولِيُّ ذلك والقادر عليه.


[1] شرح النونية؛ للهراس (2/134).

المصدر: http://www.alukah.net/Sharia/0/50183/#ixzz2ZTVElfYE
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لمياء العدوية
عضوفعال
عضوفعال




محبة النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة النبي صلى الله عليه وسلم   محبة النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 20, 2013 3:01 pm

محبة النبي صلى الله عليه وسلم Images?q=tbn:ANd9GcST8fNgx2Zn3s6DHhRR8Lg7hQjUFGOb6uPB5wn6svRydmKjU2Bc6g
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محبة النبي صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: السير والتراجم وأعلام الإسلام :: سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: