بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد رسول الله
وعلى آله وأهله وأزواجه وذريته وأصحابه
وصلي وسلم ربنا على الأنبياء والمرسلين وآلهم الطاهرين والملائكة أجمعين
وأرضى اللهم عن جميع الأولياء والصالحين ومشايخنا الأحياء والمنتقلين
واغفر ربنا لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من سير الصالحين في رمضان (7)
وصبياننا صيام:
عن يعلى بن عبيد، حدثنا الأجلح، عن ابن أبي الهُذيل، قال: كنتُ عند عمر، فجِيء بشيخ نشوان في رمضان، قال: ويلَك، وصبيانُنا صيامٌ؟! فضربه ثمانين.
♦ ♦ ♦ ♦
يختم في رمضان ستين ختمةً:
• جاء في ترجمة الإمام الشافعي في "سير أعلام النبلاء":
قال الربيع بن سليمان من طريقين عنه، بل أكثر: كان الشافعيُّ يختمُ القرآن في شهر رمضانَ ستينَ ختمة.
ورواها ابن أبي حاتم عنه، فزاد: كلُّ ذلك في صلاة.
وقال أبو بكرِ بن زيادٍ النَّيسابوري: سمعتُ الربيع يقول: كان الشافعيُّ يختم القرآنَ في كل رمضان ستين ختمة، وفي كل شهر ثلاثينَ ختمة، وكان يُحدِّث وطَسْتٌ تحته، فقال يومًا: اللهم إن كان لك فيه رضًا، فزِدْ.
سير أعلام النبلاء (10/ 36).
♦ ♦ ♦ ♦
نعمت البدعةُ هذه:
قال الشافعيُّ: المحدَثاتُ من الأمور ضربانِ: ما أُحدِث يخالِفُ كتابًا، أو سنَّة، أو أثرًا، أو إجماعًا؛ فهذه البدعةُ ضلالة، وما أُحدِث من الخير لا خلافَ فيه لواحد من هذا، فهذه محدَثة غيرُ مذمومة، قد قال عمرُ في قيام رمضان: نعمت البدعةُ هذه، يعني: أنها محدَثةٌ لم تكُنْ، وإذ كانت فليس فيها ردٌّ لِما مضى.
♦ ♦ ♦ ♦
فتح الأندلس:
كان فتحُ إقليم الأندلس في رمضان سنة اثنتين وتسعين على يدِ طارق بن زياد مولى موسى بن نُصير.
♦ ♦ ♦ ♦
رأيت في رمضان:
• جاء في "سير أعلام النبلاء":
قال محمَّد بن عبدِالوهَّاب: وسمعتُ الحسينَ بن منصور، سمعتُ عبدَالله بن طاهرٍ الأميرَ يقولُ: رأيتُ في النَّومِ في رمضانَ كأنَّ كتابًا أُدلِيَ مِن السَّماءِ، فقيل لي: هذا الكتابُ فيه اسمُ مَن غُفر له.
فقُمت، فتصفَّحْتُ فيه، فإذا فيه: بسم الله الرَّحمن الرحيم، يحيى بنُ يحيى.
يشير إلى يحيى بن يحيى بن بكر بن عبدالرحمن التَّميمي شيخِ الإسلام، وعالمِ خُراسان، حدَّث عنه البخاريُّ ومسلم، وقال فيه أحمدُ بن حنبل: ما رأى يحيى بنُ يحيى مِثلَ نفسِه، وما رأى الناس مثله.
سير أعلام النبلاء (10/ 517).
♦ ♦ ♦ ♦
ما ظننت أن الله تعالى خلَق بشرًا يُحسِن يقرأُ هذه القراءة:
• جاء في تاريخ بغداد:
قال أبو القاسم الأزهريُّ: حكى لنا أبو الحسن بن رزقويه عن أبي علي الطوماري قال: كنتُ أحملُ القِنديل في شهر رمضان بين يدَيْ أبي بكر بن مجاهد إلى المسجدِ لصلاة التراويحِ، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره، واجتاز على مسجده، فلم يدخُلْه، وأنا معه، وسار حتى انتهى إلى آخرِ سوق العطش، فوقَف بباب مسجد "محمد بن جرير"، ومحمد يقرأ سورة الرَّحمن، فاستمع قراءتَه طويلًا، ثم انصرف، فقلتُ له: يا أستاذ، ترَكْت الناس ينتظرونك وجئتَ تسمَعُ قراءةَ هذا؟! فقال: يا أبا عليٍّ، دَعْ هذا عنك، ما ظنَنْتُ أن الله - تعالى - خلَق بشرًا يُحسِنُ يقرأ هذه القراءة.. أو كما قال.
تاريخ بغداد (2/ 164).
♦ ♦ ♦ ♦
إفطاري في رمضان بدرهم ودانقين ونصف:
قال شيخ الإسلام إبراهيمُ الحربيُّ أبو إسحاق بن إسحاق البغدادي:
قميصي أنظَفُ قميص، وإزاري أوسخُ إزار، ما حدَّثْتُ نفسي أنهما يستويان قط، وفرد عقبي صحيح، والآخَر مقطوع، ولا أحدِّثُ نفسي أني أُصلِحُهما، ولا شكوت إلى أهلي وأقاربي حمَّى أجدها، لا يغمُّ الرجل نفسه وعياله، ولي عشر سنين أُبصر بفرد عين، ما أخبَرْتُ به أحدًا، وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي، وإلا بقيت جائعًا إلى الليلة الثانية، وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني امرأتي أو بناتي به، وإلا بقِيتُ جائعًا، والآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة، وقام إفطاري في رمضان هذا بدرهم ودانقين ونصف.
انظر: تاريخ بغداد: (6/30-31)، وطبقات الحنابلة: (86-87)، معجم الأدباء: (1/113-115).
♦ ♦ ♦ ♦
رمضان في السَّفر:
عن حماد بن أبي سليمان قال: سمعتُ سعيد بن جبير ومجاهدًا وإبراهيم يقولون: إن شئتَ فصُمْ، وإن شئت فأفطِرْ، والصوم أفضل؛ يعنون رمضانَ في السفر.
♦ ♦ ♦ ♦
حال أيوبَ السَّختيانيِّ في رمضان:
• أيوب السَّختيانيُّ:
الإمام الحافظ، سيِّد العلماء، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان، العنزي، البصري، الآدمي، عِداده في صغار التَّابعينَ.
روى ضمرةُ عن ابن شوذب، قال: كان أيُّوبُ يؤمُّ أهلَ مسجده في شهر رمضان، ويُصلِّي بهم في الركعةِ قدر ثلاثين آية، ويصلي لنفسِه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثينَ آيةً.
سير أعلام النبلاء (6/ 21).