منتديات إسلامنا نور الهدى
حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين Empty
مُساهمةموضوع: حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين   حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 28, 2014 3:32 pm

حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين


بقلم:


حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين Getsubpic


سناء البيسي






«ما مر على بابى يومًا قط إلا وقال كلمة تقرُّ بها عينى» مقولة لأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن الزوج الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: «ما بين منبرى وبيت عائشة روضة من رياض الجنة». عائشة بنت أبى بكر حبيبة المصطفى الصدّيقة بنت الصديق التى تباهى بحظوتها عند الحبيب بقولها: «أية امرأة كانت أحظى عند زوج منى بمقولته: «حبك يا عائشة فى قلبى كالعروة الوثقى لا تنحل عروته، ولا تنفك عقدته». وتسمع الأثيرة قدر منزلتها فى قلب المصطفى لكنها الأنثى التى تتملكها الغيرة من أن ينبض القلب الكبير ولو بلمحة وفاء لذكرى الزوجة الراحلة خديجة. وتعود للمداعبة فى كل حين: كيف العقدة يا رسول الله؟ فيقول لها: «على حالها». ويسأل عمرو بن العاص النبى: «يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ فيقول: عائشة. ويسأله: ومن الرجال؟. فيقول: أبوها». ولأن المصطفى كان يسبر أغوارها ـ فقد تدرجت بين عينيه من صبية يأتيها بصاحباتها ليلعبن معها، أو يحملها على عاتقه لتطل على رقصة الأحباش، إلى شابة ناضجة مجربة تنصح الزوجات: «إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعى مقلتيك فتضعينهما أحسن مما هى فافعلى!». من هنا قال لها: «إنى لأعلم متى كنت عنى راضية، وإذا كنت علىّ غضبى. فسألت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: إذا ما كنت راضية تقولين: لا وربِّ محمد، وإذا كنت غضبى، قلت: لا وربّ إبراهيم. فأجابت: أجل يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك». وكان المسلمون يعلمون مكانة عائشة عند النبى فيتحرون عن يومها بين الزوجات لإرسال هداياهم يبتغون مرضاة رسول الله، ومع أنه كان يرسل لكل زوجة نصيبها مما يتلقى وهو فى بيت عائشة، إلا أن الغيّرة استفزتهن فتشاورن فى وضع حد لما تناله بنت أبى بكر من حظوة، وانتهى بهن الرأى إلى أن يلتمسن من السيدة فاطمة الزهراء مخاطبة أبيها فى الأمر. وتستجيب فاطمة فتدخل على أبيها وعائشة عنده لتقول: «يا أبى إن نساءك أرسلتنى إليك، وهن ينشدنك العدل فى ابنة أبى قحافة»، فقال لها: «أى بنية ألست تحبين ما أحب؟»، قالت: «نعم»، قال: «فأحبى هذه» مشيرا إلى عائشة، فعادت فاطمة قائلة حازمة للزوجات المنتظرات: «والله لا أكلمه فيها أبدًا».
وتقول عائشة: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسّم فيعدل»، ويقول: «اللهم هذا قسمى فيما أملك فلا تلمنى فيما تملك ولا أملك» ويعنى قلبه. ويتسابقان حبًا ومرحًا فتقول عائشة: «خرجت مع النبى فى بعض أسفاره وأنا جارية لم أبدن فقال للناس «تقدموا»، فتقدموا، ثم قال لى: «تعالى حتى أسابقك»، فسابقته فسبقته فسكت عنى، حتى إذا بدنت ونسيت وخرجت معه في بعض أسفاره قال للناس «تقدموا» فتقدموا، ثم قال: «تعالى حتى أسابقك» فسابقته فسبقنى فجعل يضحك ويقول: «هذه بتلك السابقة» ـ وإذا ما كانت رواية عائشة تلك حول سنوات الشباب التى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتمتع فيها بكامل لياقته البدنية، فإنها فى روايتها عنه حين تقدم فى السن وثقل فى الوزن قالت: «لما بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل كان أكثر صلاته جالسًا» ـ ويظل الظمأ لا يرتوى من مظاهر الحب الزوجى فى بيت الرسول لتقول عائشة عنه: «كنت أتوضأ أنا ورسول الله من إناء واحد تختلف أيدينا فيه ونلتقى»، وعن أبى سلمة عن عائشة قولها: «كنت أنام ورسول الله يصلى، فإذا أراد أن يسجد غَمَزَ رجلى فضممتها إلىّ ثم يسجد». وجاء فى «الطبرانى» حول منزلتها قول النبى: «فضل عائشة على النساء كفضل تهامة على ما سواها من الأرض، وفضل الثريد على سائر الطعام»، والرسول هنا يشبه الحبيبة بأجمل وأجود أرض ساحلية تمتد من سيناء شمالاً إلى أطراف اليمن جنوبًا بما فيها من مدن نجران ومكة وجدة وصنعاء، إلى جانب أنه يتحدث عنها كطعم ومذاق يتصدر كل طعام. وتروى عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى لم يفقدها إحساسها بصباها، فعاشت الفترة الأولى من حياتها الزوجية تلعب وتمرح كبقية الصبايا فى مثل سنها، تقول: «كانت تأتينى صواحبى، وكن ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يسرّبهن إلىّ ليلعبن معى». ويتركها النبى لهوايتها تسمع الغناء وتحفظ الشِعر وتنظمه وتروى: «دخل وعندى جاريتان تغنيان فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبوبكر فانتهرنى وقال: «مزمارة الشيطان عند رسول الله؟! فأقبل عليه رسول الله قائلا: «دعهما». فلما غفل غمزتهما فخرجتا». وسألها في عرس قريبة لها من الأنصار «هل أرسلتم معها بغانية تضرب بالدّف وتغنى» فقالت عائشة: تقول ماذا؟ قال:
أتيـناكم أتيناكـم فحيّانا وحيّاكم
ولولا الذهب الأحمـر ما حُلّت بواديكم
ولولا الحنطة السمراء ما سمنت عذاريكم
ويسألها: «ماذا فعلت أبياتك؟» فتقول: أى أبيات تريد فإنها كثيرة» ـ وكانت تحفظ قصائد فيها المائة بيت ـ فيقول: فى الشكر. فأرددها أمامه، ويقول: «إن الشِعر كلام بمنزلة الكلام فحسنه حسن الكلام، وقبيحه قبيح الكلام» ويعود للقول: «إن من الشِعر حِكمة، وأصدق بيت قالته العرب قول لبيد «ألا كل ما خلا الله باطل» وتكملة البيت «وكل نعيم لا محالة زائل». ويسألون عائشة: «هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشهد بالشِعر؟»، قالت: «ربما تمثل بالقول: «ويأتيك بالأخبار من لم تزود»، والشطر الأول «ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلاً».
سعدت أم المؤمنين بتلك الحظوة فى بيت النبوّة فكانت تقول: «خِلالٌ فىّ ـ أى صفات لى ـ تسع لم تكن فى أحد من النساء إلا ما أتى الله مريم ابنة عمران، ووالله ما أقول هذا فخرًا على أحد من صواحبى. سئلت: ما هى تلك الخِلال؟ قالت: نزل جبريل بصورتى ـ كما روى الرسول لها ـ وتزوجنى رسول الله بِكرًا، وكان يأتيه الوحى وأنا وهو فى لحاف واحد، وكنت من أحب الناس إليه، ونزل فىّ القرآن بعد أن كادت الأمة أن تهلك، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيرى ـ روى ابن سعد فى الطبقات بالجزء الثامن صفحة 67 أن عائشة قالت: «رأيت جبريل في حجرتى هذه راكبًا فرسًا ورسول الله يناجيه، فقلت: يا رسول الله من هذا الذى رأيتك تناجيه؟ قال: «وهل رأيته؟» قلت: نعم، قال: «فبمن شبهته؟»، قلت: بدحية الكلبى، قال: «لقد رأيت خيرًا كثيرًا، ذاك جبريل» قالت: فما لبث إلا يسيرًا حتى قال: «يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام» قلت: وعليه السلام جزاه الله من دخيل خيرًا» ـ هذا وقد قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرى ونحرى ودفن في بيتى». وبشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة عندما سألته: من أزواجك فى الجنة؟ قال: «أنت منهن». وسألته يومًا قائلة: يا نبى الله ألا تكنينى؟ قال: «اكتنى بابن أختك أسماء: عبدالله بن الزبير. فكانت عائشة تُكنى بأم عبدالله. وكان الرسول يسميها الحميراء ويناديها «يا حميرا. ويا عائش وإذا ما غضب منها عرك أنفها وناداها يا عويش»، وفى غزوة خيبر كانت رايته صلى الله عليه وسلم من بُرد لعائشة يدعى العُقاب.
عاشت عائشة فى كنف زوجها رسول الله تسع سنوات وبضعة أشهر، شهدت خلالها مولد الأمة، وإقامة الدولة، وتنزُل الوحى، وكمال الدين، وتمام النعمة، وشهدت أحداث الغزوات، وعاشت انتصار بدر الكبرى، ودرس أُحد، وأزمة الخندق، وعظمة الفتح المبين، وعايشت ما أنزل الله من قرآن بشأنها لتبرئتها فى حادثة الإفك فى كتابه العزيز «ولولا فضل الله عليكم ورحمته فى الدنيا والآخرة لمسّكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم». وأخذت عن الرسول صلى الله عليه وسلم معانى الوحى المُنزَل حتى آخر آية، وسمعته يدعو ربه: (اللهم إنى أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك، الذى إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلتَ به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استُفرجت به فرّجت». قالت: وقال ذات يوم: «يا عائشة! هل علمت أن الله قد دلّنى على الاسم الذى إذا دُعىَ به أجاب؟» قالت: فقلت يا رسول الله بأبى أنت وأمى فعلمنيه. قال «إنه لا ينبغى لك يا عائشة» وجلست ساعة ثم قمت فقبلت رأسه وقلت: يا رسول الله علمنيه. قال: «لا ينبغى لك أن أعلمك، لا ينبغى لك أن تسألى به شيئًا من الدنيا» قالت: فقمت فتوضأت، ثم صليت ركعتين، ثم قلت: اللهم إنى أدعوك الله. وأدعوك الرحمن. وأدعوك البرّ الرحيم. وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، أن تغفر لى وترحمنى، قالت: فاستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «إنه لفى الأسماء التى دعوت بها».
حبيبة حبيب الله المبرأة فى كتاب الله قد حفظت لنا سيرة نبى الإسلام، وأكدت السُنة ووعظت وأرشدت وأهدت وفسرت وأطلعتنا على صميم حياة الرسول ومجريات الأمور فى بيوت أمهات المؤمنين، حيث عاشت تنصت لخير البشر فتعى ما يقول وتسأله فيه وتجادله أحيانًا لتتعلم، وتعيش لا كزوجة مثل الأخريات وإنما كطالبة علم يعدها معلمها لما ينتظرها من مهام جليلة لتغدو أفعاله سُننًا فى كل أحواله، وهو يأكل ويشرب ويمشى وينام ويقوم ويتوضأ ويصلى ويستقبل الوحى، وماذا يقول، ولماذا يقول. وتنفرد بوصف صلاته فى الليل، وتتحدث عن صيامه وإفطاره، وتلاحق طريقته فى الحج، وتحكى لنا ما يعلمنا فتكون نعم المعلم فى المحكم والمتشابه فى القرآن، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول ومناسباته، وفى الحديث: «خذوا شطر دينكم عن الحميراء»، وفى رواية أخرى «ثلث دينكم». وفى زمانها استقلت بالفتوى حتى وفاتها، وكانت تؤذن للصلاة، وتؤم النساء، وتخطب فيهن وتعلمهن، واستدركت أربعة وسبعون حديثًا لبدر الدين الزركشى (745 ــ 974) مما جعل السيوطى ينشر موجزًا بعنوان «عين الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة» ويكفيها شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم فى علمها عندما قال: «حوارىّ الزبير من الرجال، وحواريتى من النساء عائشة».
وبعد أن بلغنا رمضان ـ أعاده الله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ـ تأتى أحاديث الرسول عن رمضان عبر عائشة بقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس من البرّ الصيام فى السفر»، «إن الله يصدِّق بفطر رمضان على مريض أمتى ومسافرها». «من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه». وفى الترمذى والبيهقى عن عائشة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزل على قوم فلا يصومن تطوعًا إلا بإذنهم».
السيدة عائشة المَدرسة الكبرى التى تتلمذَ عليها الكثيرون، ونقل عنها وروى لها رجالاً ونساءً على مر القرون منهم من الصحابة أبوها نفسه خليفة رسول الله أبوبكر الصديق، وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأبوهريرة، وابن عباس، وأبوموسى الأشعرى، وعمر بن عبدالعزيز، وعمرو بن العاص، والحسن بن على، وعلى بن الحسين وغيرهم الكثير حتى بلغوا أكثر من الثلثمائة والخمسين. وهى التى روت 5636 حديثًا أسهمت فى بناء صرح السنّة النبوية، وهو يعادل إسهام جميع زوجات النبى صلى الله عليه وسلم، وإسهام الصحابة، والصحابيات، ويزيد على إسهام أبى هريرة وحده، وعبدالله بن عمر، وأنس، وابن عباس، وجابر، وابن مسعود، وابن عمرو، والأشعرى، وسلمان الفارسى، وبلال. الخ مجتمعين! وعلى سبيل المثال قاربها أبوهريرة فى رواية 5374 حديثًا بينما لم ترو فاطمة بنت الرسول عنه أكثر من 18 حديثًا، وأبوبكر 142 حديثًا، وبلال 44 حديثًا، وخالد بن الوليد 18 حديثًا. وتعجب عائشة رضى الله عنها من كثرة رواية أبى هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذى تعرفه لا يستطرد ولا يكثر فى القول. وفى ذلك قالت لأبى هريرة: أنت الذى تحدث أن امرأة عذبت فى هِرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها؟! فقال: سمعته منه ـ يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: هل تدرى ما كانت المرأة؟ إنها ـ مع ما فعلت ـ كانت كافرة، وأن المؤمن أكرم على الله عز وجل من أن يعذِبه فى هِرَة، فإذا حدَّثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تحدث!. وعن عمر بن سعيد بن العاص عن أبيه عن عائشة أنها دعت أبا هريرة فقالت له: ما هذه الأحاديث هل رأيت إلاّ ما رأينا؟!. قال: يا أماه إنه كان يشغلك عن رسول الله المرآة والمكحلة والتصنع، وإنى والله ما كان يشغلنى شىء. وربما كانت دائرة أبى هريرة أوسع مجالاً، ولكن فى المقابل فإن مجال عائشة أعمق وأوعز، وقد روى أبوهريرة عن عائشة وخالفته أيضًا. وفيما يرويه البخارى ومسلم وابن ماجه عن يحيى قوله: «كانت عائشة مشغولة بالنبى صلى الله عليه وسلم نفسه: بأحواله، وروحاته وخلجاته، وتسابيحه وذكره وصلاته، أى بالنبى كله فى جميع شئونه، فأين أبوهريرة من ذلك كله؟!. كانت فى شغلها تخشى ألا تنقل الأحاديث صحيحة حتى أنها قالت: «أبوهريرة أساء سمعا فأساء إصابة»، وخير مثال على ذلك أنه فى نقله لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الميت ليعذب ببكاء الحى» لم يكن الحديث على هذا، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم مرَ بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه فقال: «إنهم يبكون عليه وإنه ليعذَّب» والله عزَ وجلَ يقول: «لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها» ومعناه أنه تعالى لا يحاسب الميت على أخطاء أقاربه الأحياء».
ويبقى السؤال الذى لم يستطع أحد من البشر الإجابة عليه سواها. عائشة رضى الله عنها. هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربّه فأجابت ـ كما جاء فى البخارى وأحمد والطبرى ـ من قال ذلك فقد كذب ـ ثم قرأت: «لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير» وقوله: «وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا أو من وراء حجاب» ويسألها مسروق بن الأجدع: «ألم يقل الله عزَ وجلَ: «ولقد رآه بالأفق المبين» فى سورة التكوير، وقوله تعالى فى سورة النجم: «ولقد رآه نَزْلَة أخرى»، فقالت: «لقد كنت أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه الأمة عن ذلك فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التى خُلق عليها غير هاتين المرتين: «رأيته مهبطًا من السماء، وخلقه ما بين السماء والأرض». ما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ربه وإنما رأى جبريل سادًا ما بين الأفق». ويعود مسروق للسؤال: فأين قوله فى سورة النجم: «ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى». قالت رضى الله عنها: «ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل وإنما أتى هذه المرة فى صورته فسدَ الأفق».
ويخرج الرسول فى جنازة بالبقيع ويعود ليجد عائشة تشكو صداعًا فيداعبها بقوله: ما ضرّك لو مُتِّ قبلى، وغسلتكِ وكفنتكِ ثم صليت عليك ودفنتك»، قالت عائشة: «لكأنى بك قد فعلت ذلك، ورجعت إلى بيتك فأعرست ببعض نسائك» فضحك رسول الله وإن كان قد بدا يعانى من الألم الذى تزايد وهو لا ينسى عدله بين زوجاته، فتلطف فى سؤالهن ـ وكان يُقسّم بينهن الأيام ـ أين أنا غدًا؟. أين أنا غدًا؟». راجيًا أن يجبنه «عند عائشة» ولم يقم ببيتها إلا بعد أن أذِنّ له لتشتد الآلام فيأمر أبا بكر بأن يصلى بالناس. ويأتى ملك الموت ليخيره بين البقاء فى الدنيا أو اللحاق بالرفيق الأعلى فيهتف النبى بل الرفيق الأعلى. «ويقبض رسول الله بين سحرى ونحرى، ومن سفهى وحداثة سنى أن وضعت رأسه على وسادة وقمت أصرخ مع النساء». وكانت عائشة قد رأت فى المنام وكأن ثلاثة أقمار قد سقطن فى حجرتها فرَوَت رؤياها لأبى بكر، فلما توفى النبى صلى الله عليه وسلم ودفن فى بيتها قال لها: هذا أحد أقمارك وهو خيرها. وعاشت عائشة بعد الرسول سبعًا وأربعين عامًا خرجت فيها إلى موقعة الجمل مقتدية بالله فى قوله: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما»، وكاد يفنى الفريقان المتناطحان وسقط الجمل. ومشى علىّ معها أميالاً يودعها ليُشيعها من بعده بنوه مسافة يوم لتذهب إلى مكة لتطوف وتعود للمدينة تُوزَع على الفقراء وهى صائمة مائتى ألف درهم أرسلها لها معاوية ثمن شراء بيتها ليُضم إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاتها، ويأتى آذان المغرب لتطلب إفطارها من جاريتها أم ذرة فتجيبها: يا أم المؤمنين أما استطعت فى كل ما أنفقت أن تشترى بدرهم لحمًا. ويأتى رمضان من السنة الثامنة والخمسين للهجرة وفى ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت منه تصعد روح أم المؤمنين عائشة للرفيق الأعلى وقد تجاوزت السبعين ليصلى عليها فى البقيع. أبوهريرة.
- الدفعة مطلوبة
ينتظرنى الكاتب الكبير سمير عطالله ـ كما أشار فى مقاله اليومى الشامل الجامع البانورامى فى جريدة الشرق الأوسط ـ لأكتب عن الزميل الراحل سلامة أحمد سلامة، وكأنه بإشارته الدافئة تلك يلومنى عن تأخرى فى تأدية سلام الوداع التذّكرى لصاحب القامة والكتابة الشامخة. بالله عليك يا سيد الأعمدة لا تلومنى واعذر حالى فالغصّة تعوق قلمى وصدرى بعدما كثّف هادم اللذات ومُفرق الجماعات هذه الأيام نشاطه ليسرق مع كل صباح جوهرة جديدة من تاج صاحبة الجلالة المتصدعة. أخذ منى فى غضون أيام معدودات من رفقاء الدرب وأعز الناس كلا من بهيرة مختار، ولبيب السباعى، وأنطون ألبير، وسلامة أحمد سلامة، وحُسن شاه. ومن هنا يا سيدى لن تجدنى الآن جالسة خلف مكتبى وإنما واقفة متأهبة متأبطة أوراق اعتمادى الصحفية ودفاتر تحليلاتى وأشعَّاتى الطبية ـ ليس لتقديمها للجنة الصحافة بمجلس الشورى ـ وإنما لأخذ دورى فى طابور الانتظار على محطة القطار السريع للحاق بالمغادرين بلا عودة. فالدُفعة مطلوبة!.


المصدر
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=969535&eid=1285
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسالة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
» فضائل أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها
» إلا حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» حبيبة المصطفي صلى الله عليه وسلم
» قصيدة الواعظ الأندلسى فى مناقب أم المؤمنين الصديقة عائشة رضى الله عنها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: السير والتراجم وأعلام الإسلام :: مناقب آل البيت-
انتقل الى: