منتديات إسلامنا نور الهدى
عام هجرى جديد.. ثانى اثنين في الغار 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
عام هجرى جديد.. ثانى اثنين في الغار 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 عام هجرى جديد.. ثانى اثنين في الغار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهوارى
مراقب عام المنتدى
الهوارى



عام هجرى جديد.. ثانى اثنين في الغار Empty
مُساهمةموضوع: عام هجرى جديد.. ثانى اثنين في الغار   عام هجرى جديد.. ثانى اثنين في الغار I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 24, 2015 8:38 am

بسم الله الرجمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , لا معبود بحق سواه
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأهله وأزواجه وذريته وأصحابه
وصلى وسلم وبارك اللهم ربنا على سائر الأنبياء والمرسلين والملائكة
وأرضى اللهم ربنا عن ساداتنا من لأولياء والصالحين ومشايخنا أحياء ومنتقلين
واغفر اللهم ربنا لنا لوالدينا ولأموات المسلمين أجمعين
آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عام هجرى جديد.. ثانى اثنين في الغار

عام هجرى جديد.. ثانى اثنين في الغار Snaa-new
سناء البيسي

من له مثل قدره ومنزلته؟! من ذا الذى كُتب له من دون سائر البشر أن يلامس خير البشر وهما على قيد الحياة، وبعدما غيبهما القبر؟! من غيره الذى رقد المصطفي في حجره ونام، وعندما مات النبي أتاهم الصوت يقول ضمّوا الحبيب إلى الحبيب فدفن الصدّيق ورأسه عند كتف خاتم الرسل أجمعين.. ذاك الذي رأى في المنام وقت تجارته فى الشام أن كـلا من الشمس والقمر يهبطان إلي أحضانه فيضمهما إلى صدره ويسبل عليهما رداءه لهفة وحنانا، ففسر له راهب الدير حلمه برسالة محمد نبي آخر الزمان الذى سيدخل دينه ويتبعه ليغدو وزيره وخليفته من بعده.. ويعود أبوبكر لمكة فلا يصبر ساعة عن رؤية النبى صلي اللـه عليه وسلم الذى يقول له يوماً: «كل يوم تجىء إلىّ وتجلس معى ولا تُسلم؟! فقال أبوبكر: إن كنت نبياً فلابد لك من معجزة، فيرد النبي: «أما يكفيك المعجزة التى رأيتها بالشام وفسّرها لك الراهب» فما أن سمع بما كان سرًا في الأعماق حتى قال: أشهد أن لا إله إلا اللـه وأشهد أن محمدًا رسول اللـه.. وأسلم على يده عثمان وطلحة والزبير وسعد وعبدالرحمن بن عوف..


عبداللـه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيّم بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى التيمى.. الخليفة الأول الذى عُرف بأسماء كثيرة أشهرها أبوبكر، والصدّيق، وعتيق، والصاحب، والأتقى، والأواه.. وكان «الصدِّيق» لكثرة تصديقه للنبي، و«العتيق» لقول رسول اللـه صلي اللـه عليه وسلم له «أبشر فأنت عتيق اللـه من النار» وقيل لأنه كان صاحب الجودة في كل شيء وقديماً في فعل الخير، وقيل إن أمه كان لا يعيش لها ولد، فلما أنجبته استقبلت به الكعبة قائلة: اللـهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لىّ.. وجاء لقبه بـ«الصاحب» من قول اللـه عزّ وجل في القرآن الكريم: «إلاّ تنصروه فقد نصره اللـه إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن اللـه معنا»، وجاء لقبه «الأتقى» في قوله تعالي من سورة الليل حول المعذبين في اللـه الذين أعتقهم أبوبكر «وسيجنبها الأتقى»، أما «الأواه» فيدل علي شدة خشيته من اللـه وقد جاء في الطبقات الكبرى القول: «كان أبوبكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته».. وهو الذى وُلد للسنة الثانية أو الثالثة من عام الفيل، أى أنه أصغر من النبى عليه السلام بنحو عامين، وقد عاش والده «أبوقحافة» حتى رأى ابنه خليفة، وكان كفيفاً جالساً على باب داره بمكة يوم أقبل أبوبكر إليها معتمرًا بعد مبايعته بالخلافة، فقيّل له: هذا ابنك، فنهض يتلقاه، ورآه ابنه يهم بالنهوض فهبط عن راحلته وهى واقفة قبل أن ينيخها وهو يقول: لا يا أبت لا لا تقم لابنك! ثم لاقاه ليحتضنه ويُقبّله بين عينيه.. وسمع الأب ابنه الخليفة يحادث أبا سفيان بحّدة في أحد الأمور والأخير يحاول استرضاءه، فسأل أبوقحافة: علي من يصيح ابنى؟ فقيل له: على أبى سفيان! فدنا من الابن يهمس له بغبطة أكثر منها بالإنكار: أعلى أبي سفيان تصيح وترفع صوتك يا عتيق؟ لقد عدوت طورك وجزت مقدارك! فابتسم أبوبكر والصحابة، وقال لأبيه الراضى في إنكاره: يا أبت إن اللـه رفع بالإسلام قوماً وأذل به آخرين.. ويهاجر الابن مع النبي للمدينة ومعه ماله كله وكان خمسة آلاف درهم فيُقبل الجد الضرير علي أحفاده يطمئن علي حالهم وما ترك لهم ابنه من المال ـ وهو الذى ينفق ماله لإعتاق الأرقاء الذين عذّبهم المشركون فكان يقول له: لو أنك فعلت ما فعلت في رجال ذوى بأس يقومون دونك ويدافعون عنك فيقول له الابن: يا أبت إنى أريد ما عند اللـه ـ فيسأل عما إذا كان هناك مال لديهم فتطمئنه أسماء بأن تأخذ يد الجد لتضعها فوق حجارة كومتها وغطتها برداء علي أنها المال الذى تركه الأب فيسكن قلب الجد الضرير.. وأما أم الصديق فهي سلمي بنت صخر بن عمرو بن سعد بن تيّم وكنيتها «أم الخير» وقد أخذها أبوبكر إلى النبى لتسلم على يديه وهى بين الحياة والموت، وجاءه بأبيه بعد فتح مكة ليسلم علي يديه وقد جلّله الشيّب، وعن زوجاته فقد تزوج أبوبكر بأربعة أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث هن: قتيلة بنت بن جابر بن مالك والدة عبداللـه وأسماء ـ وكان أبوبكر قد طلقها فى الجاهلية ــ وقد جاءت بهدايا لابنتها أسماء فى المدينة فأبت قبولها أو أن تدخلها بيتها، وعندما أرسلت لشقيقتها عائشة لتسأل الرسول قال: «لتدخلها ولتَقبل هديتها»، وأنزل اللـه قوله تعالى: «لا ينهاكم اللـه عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم إن اللـه يحب المقسطين».. والزوجة الثانية هى «أم رومان» وكان قد مات عنها زوجها الحارث بن سخبره فتزوجها أبوبكر وأسلمت وهاجرت للمدينة وهى والدة عبدالرحمن وعائشة، وتوفيت في عهد رسول اللـه بالمدينة في العام السادس الهجرى، والزوجة الثالثة «أسماء بنت عميس» من المهاجرات الأوائل وهاجر بها زوجها جعفر بن أبى طالب إلى الحبشة وعادا ليستشهد يوم «مؤتة» وتزوجها الصدّيق لتلد له محمدًا.. والزوجة الرابعة «حبيبة بنت أبى زهير» التي ولدت لأبى بكر ابنته «أم كلثوم» بعد وفاته.. أما أولاده فهم «عبدالرحمن» و«عبداللـه» و«محمد» و«أسماء» ــ ذات النطاقين التى بلغت مائة سنة ولم يسقط لها سن ــ وروى لها عن نبى اللـه ستة وخمسون حديثاً، وتوفيت بمكة عام 73هـ بعدما رفض الحَجاج إنزال جسد ابنها الوحيد المصلوب، استرأفته قائلة: «أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟!».. وعائشة أم المؤمنين حبيبة حبيب اللـه التي روت عنه 2210 أحاديث وتوفيت عام 57هـ، وأم كلثوم التي تزوجها طلحة بن عبيداللـه وقُتل عنها يوم الجمل..


كان الصدّيق ثانى اثنين في الإسلام، وثانى اثنين في غار الهجرة، وثانى اثنين في الظلّة التي أوى إليها النبى يوم بدر الذى لا يوم مثله، وثانى اثنين في كل وقعة من الوقعات بين المسلمين والمشركين، وأقرب صاحب إلي النبى في شدة الإسلام ورخائه، وفى سرّه وجهره، وكان عدد المسلمين دون الأربعين يوم أشار علي النبي أن يجتمعوا فى المسجد ويجهروا بالدعاء، فلما وقف بينهم يدعو إلي اللـه ورسوله وثب عليه المشركون يوسعونهم إهانة مع الضرب والإيذاء، وتصدى له عُتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين حتى خفي علي الناظر إليه مكان أنفه وعينيه ثم حملوه فى ثوب إلي بيته وما يشكّون في موته، وأحاطوه يكلمونه إلي أن أفاق وأجاب ليسأل أمه عن رسول اللـه فقالت: ما أعلم بصاحبك، فطلب منها الذهاب إلي بنت الخطاب لسؤالها فأنكرت الأخرى مرات معرفتها بمكانه خوفاً عليه حتى صرحت بأنه في دار الأرقم، ولم يهدأ أبوبكر إلا بالزحف إلى رسول اللـه لينكب علي صديقه وصفيه يُقبله وهو الذي استطاع أن يذود عنه العائدين عليه، وإنه ليراهم آخذين بتلابيبه فيدخل بينهم وبينه صائحاً بهم «ويلكم أتقتلون رجلا يقول ربى اللـه» فينصرفون عن النبى إليه يضربونه ويجذبونه من شعره فلا يدعونه إلا وهو صديع بعدما شجوا رأسه.. وتشتد قريش في أذى المسلمين فمنهم من هاجر للحبشة مرة أو مرتين فرارًا بدينه، ثم كانت الهجرة إلى المدينة، فاستأذن أبوبكر النبي في أن يهاجر بدوره فقال له: «لا تعجل لعل اللـه يجعل لك صاحباً».. وتروى أم المؤمنين عائشة عن هجرة زوجها وأبيها بقولها: كان رسول اللـه يأتى بيت أبى بكر إما بكرة وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن له فيه بالهجرة فأتانا بالهاجرة ـ نصف النهار ـ في ساعة لا يأتى فيها فقال أبوبكر: هذه الساعة إلا لأمر حدث، فلما دخل تأخر له أبوبكر عن سريره فجلس وليس عندنا إلا أنا وأختى أسماء فقال: «أخرج من عندك» فقال: يا رسول اللـه إنما هما ابنتاى؟ وما ذاك فداك أبى وأمى! فقال: إنه قد أذن لى في الخروج والهجرة»، فقال أبوبكر: الصحبة يا رسول اللـه؟ قال: «إنها الصحبة»، قالت: فواللـه ما شعرت قط قبل اليوم أحدًا يبكى من الفرح حتى رأيت أبابكر يبكي يومئذ وكأنه يتلقى البشارة بالسلامة، ثم قال: يا نبي اللـه هاتان راحلتان أعددتهما لهذا، فاستأجرا عبداللـه بن أريقط وكان مشركاً ليدلهما علي الطريق، فدفعا إليه راحلتيهما يرعاهما لميعادهما».. و..يتوقف الرسول عند خروجه من مكة إلى المدينة في سوق مكة ليقول: «واللـه إنك لخير أرض اللـه وأحب أرض اللـه إلي اللـه، ولولا إنى أخرجت منك ما خرجت».. ولما انتهيا إلي الغار ليلا دخل أبوبكر قبل النبى لينظر فيما إذا كان هناك أذى ليقى رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم بنفسه، وجعل يتلمس الغار فى ظلمة الليل فوجد ثقوبا متعددة فصار يقطع ثوبه ويسد بها الثقوب، وبقي ثقب لم يفضل له شىء من الثوب فجلس قريبا منه وسده بعقبه فجعلت الحيات والأفاعى تضربه وتلدغه حتي سقطت دموعه علي وجه النبي الذي كان قد نَامَ علي حجره وكان متجلدًا لا ينطق، وفي الصباح سأله النبي عن ثوبه فأخبره الخبر فدعا له: «اللـهم اجعل أبابكر معى في درجتى في الجنة»، ويمكث نبي اللـه وصاحبه في الغار ثلاث ليالٍ أنبت اللـه فيها على بابه شجرة حجبته عن عيون الناس، وأرسل حمامتين باضتا على بابه، وأمر اللـه العنكبوت فنسج في أعلاه، وجاء فتيان قريش معهم سلاحهم لينظر بعضهم فيقول: ادخلوا الغار، فيقول أميّة بن خلف: وما حاجتكم في الغار إن فيه عنكبوتاً أقدم من ميلاد محمد.. ويروى أبوبكر فيما بعد: نظرت إلي أقدام المشركين، فقلت: يارسول اللـه لو أن أحدهم نظر إلي قدميه لأبصرنا، فقال: «يا أبابكر ما ظنك باثنين اللـه ثالثهما»، وروى أن النبى قال: «اللـهم أعم أبصارهم» فعميت عن دخولهم الغار..


وسجل الحق عزّ وجل ذلك في قوله تعالي: «إلاّ تنصروه فقد نصره اللـه إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن اللـه معنا، فأنزل اللـه سكينته عليه وأيده بجنود لم تروْها وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة اللـه هى العليا واللـه عزيز حكيم».. وفي هذه الآية الكريمة دلالة على أفضلية الصدّيق من أنه ثانى اثنين، وأنه صاحبه الوحيد، وأنه صاحبه في الغار، وأنه صاحبه المطلق، وأنه المشفق عليه وذلك في قوله «لا تحزن»، وأنه المشارك للنبى دون الخلق كلهم في الإعانة علي عدوهما «إن اللـه معنا» وهو بذلك أعلى في المرتبة من المتقين والمحسنين في قوله تعالي «إن اللـه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»، فالرابطة هنا لذات الرسول وذات صاحبه دون التقيد بوصف عمل لهما كالتقوى أو الإحسان.


ولم تكن المرة الوحيدة التي أُنزل فيها من الآيات ما جاء بشأن أبى بكر ـ الذى قام بجمع القرآن من المصحف بعد تهيبه، حين أشار به عمر قائلا له: «كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول اللـه صلي اللـه عليه وسلم» ثم استصوب جمعه لما فيه من خير خاصة وقد مات من مات من حفّاظ القرآن فى حروب الردة وأصبح الخوف علي من بقي منهم أن تأتى عليهم حروب فارس والروم، وانقضت خلافته والقرآن مجموع مفروغ من كتابته في المصاحف كما نقرؤه الآن ــ فقد لقبه القرآن الكريم بلقب «الأتقى» في قوله تعالى: «وسيجنبها الأتقى»، وسبب ذلك أن أبابكر عندما كان يشترى العبيد المسلمين ويعتقهم مثل بلال بقناعة أنه يعتقهم لوجه اللـه لا يبغى جزاء ولا شكورا فنزلت فيه الآية: «وسيجنبها الأتقى الذى يؤتى ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تُجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلي ولسوف يرضي»، وأخرج عبداللـه بن أبي صميد في تفسيره عن مجاهد قال: لما نزلت (إن اللـه وملائكته يصلون على النبى) قال أبوبكر: يا رسول اللـه، ما أنزل اللـه عليك خيرًا إلا أشركنا فيه، فنزلت هذه الآية (هو الذى يصلي عليكم وملائكته)..


وأبدًا ومحال أن حظى كائن من كان بهذا الكم الكبير من الدر المنثور من أقوال الرسول صلى اللـه عليه وسلم مثل أبى بكر الصديق ومن بعض ما جاء في الحديث الشريف عنه قوله: «أبوبكر صاحبي ومؤنسى في الغار»، وقوله: «أنت صاحبى على الحوض وصاحبى في الغار»، و«حب أبي بكر وشكره واجب علي أمتى»، و«أبوبكر عتيق في السماء عتيق في الأرض»، و«أبوبكر وعمر بمنزلة السمع والبصر»، و«لولا أبوبكر الصديق لذهب الإسلام»، و«مثل أبى بكر مثل اللبن في الصفاء»، و«مثل أبي بكر كالغيث أينما وقع نفع»، و«الناس كلهم يحاسبون إلا أبابكر»، و«لو كنت متخذًا خليلا حتى ألقى اللـه لاتخذت أبابكر خليلا ولكنه صاحبى»، وعن أبي هريرة قوله: قال عليه الصلاة والسلام: عُرج بى فما مررت بسماء إلا وجدت فيها اسمى محمد رسول اللـه وأبوبكر الصديق خلفي»، ويسأل الرسول: «من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبوبكر: أنا، قال فمن تبع منكم جنازة؟ قال أبوبكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال أبوبكر: أنا، قال: فمن عاد منكم مريضاً؟ قال أبوبكر: أنا، فقال رسول اللـه: ما اجتمعن في امرئ إلاّ دخل الجنة»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «رحم اللـه أبابكر.. زوجنى ابنته، وحملنى إلى دار الهجرة، وأعتق بلالا»، «أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتى»، «خصال الخير ثلثمائة وستون فقال أبوبكر: يا رسول اللـه لى منها شيء؟ قال: كلها فيك، فهنيئا لك يا أبا بكر»، وتسأل حفصة رضي اللـه عنها رسول اللـه: إذا أنت مرضت قدّمت أبابكر؟ قال: لست أنا أقدمه، ولكن اللـه يقدمه»، وقوله: «ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وتردد ونظر، إلا أبابكر، ما عتم عنه حين ذكرته، وما تردد فيه»، و«إن عُمر حسنة من حسنات أبي بكر»..


ورغم أنه كان أقرب الصحابة إلي النبى عليه السلام وألزمهم له في نهاره وليله، لكنه لم يرو من الأحاديث النبوية إلا مائة وأربعين حديثاً، أما كـلامه فهو عين البلاغة الموزونة المختصرة المفيدة، مثلما قال بعد مبايعته بالخلافة: «إنما أنا متبع ولست بمبتدع»، ومثل قوله: «احرص على الموت توهب لك الحياة»، أو قوله: «أصدق الصدق الأمانة وأكذب الكذب الخيانة»، أو قوله: «الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله»، و«إذا فاتك خير فأدركه وإن أدركك فاسبقه»، و«إذا وعظتهم فأوجز، فإن كثير الكـلام يُنسى بعضه بعضا»، و«أَقِلْ من الكـلام فإنما لك ما وُعى عنك».


وكان أبوبكر في مواجهة الردة بتارًا حازماً قابلها بأحزم ما تقابل به من مبدئها إلي منتهاها، وعالجها في كل خطوة من خطواتها وكل ناحية من نواحيها، فبادرها بالحزم من صيحتها الأولي، وتعقبها بالحزم يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة حتى أسلمت مقاليدها وثابت إلي قرارها، وكان جزاء المرتدين أن يشهدوا من بأس الخليفة ما يعتبرون به ولا ينسونه مدى الحياة، وأن يفقدوا المال الذى من أجله تبادروا إلي الفتنة واستبقوا إلي العصيان، فاستبيحت ديارهم ومراعيهم وأموالهم ووهبت عطايا للمجاهدين، ولم تأخذ أبوبكر فيهم هوادة بعد إصرارهم على العصيان واعتدائهم بالقتل وإعراضهم عن النصح والإنذار.. استهانة يقابلها بأس، وبخل بمال يقابله ضياع المال، ونفس بنفس، ومجاهدون مخلصون يؤثرون الإيمان علي عروض الدنيا أخذاً بثأرهم من عصاة غادرين يؤثرون عروض الدنيا على الإيمان، وزيادة في الحرص وتوخى الحذر كان أبوبكر يقصى المسلمين الذين تابوا بعد ردة فلا يلحقهم بالجند الموجهين للقتال تحسباً من شائبة اهتزاز اليقين القتالي.. ولعل توجيهاته لخالد بن الوليد قد أفادته كثيرًا حين خرج لحرب المرتدين، فمن كلمات أبى بكر إليه: «إذا دخلت أرض العدو فكن بعيدا عن الحملة فإنى لا آمن عليك الجولة، واستظهر بأفراد، وسر بالأدلاء، وقدّم أمامك الطلائع ترتد لك المنازل، واحرص علي الموت توهب لك الحياة، ولا تقاتل بمجروح فإن بعضه ليس منه»، ومن وصيته ليزيد بن أبي سفيان في فتوح الشام: «..وإذا قدم عليك رسل عدوك فأكرمهم وأقلل مكوثهم حتى يخرجوا من عسكرك وهم جاهلون به، ولا تريثهم فيروا خللك ويعلموا علمك، وأنزلهم في ثروة عسكرك، وامنع كل من قِبلك من محادثتهم، وكن أنت المتولي لكـلامهم، ولا تجعل سرك كعلانيتك فيختلط أمرك.. وأكثر حدسك، وفرقهم في عسكرك، وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهم بك، فمن وجدته غفل عن محترسه فأحسن أدبه وعاقبه في غير إفراط، وأعقب بينهم بالليل واجعل النوبة الأولي أطول من الأخيرة فإنها أيسرها لقربها من النهار، وقد نبأنا اللـه أن الفئة القليلة مما تغلب الفئة الكثيرة بإذن اللـه، وأنا مع ذلك ممدكم بالرجال في أثر الرجال حتى تكتفوا».. ويشيع أبوبكر جيش أسامة فلا ينسى أن يوصيه بالضعفاء وهو ذاهب للقتال: «لا تخونوا ولا تغلو، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا رضيعا، ولا شيخا كبيرا، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكله، وسوف تمرُّون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون علي قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منه شيئا بعد شيء فاذكروا اللـه عليها».


ومن شواهد إسلام الصديق أنه كره التمثيل بألد الأعداء في ميدان القتال، فلما بعث إليه عمرو بن العاص برأس «بنان» بطريق الشام أنكر فعله أشد الإنكار، ولم يخفف من إنكاره قول عقبة بن عامر له: «إنهم يصنعون ذلك بنا وأكثر»، بل قال: أيستنون بفارس والروم؟ لا يحمل إليّ رأس قط، إنما يكفي الكتاب والخبر..».


ونبحث عن سمات وملامح أبي بكر فنجده كما جاء في السرد التاريخى أبيض تخالطه صُفره، حسن القامة، نحيفاً خفيف العارضين، أخبأ (ميل في الظهر) لا يستمسك إزاره يسترخى عن حقويه (الحقو بمعنى الخصر)، رقيقا معروق الوجه، غائر العينين، أقنى، حمش الساقين (دقيق الساقين)، ناتئ الجبهة، عارى الأشاجع (مفاصل الأصابع)، يخضب لحيته بالحناء.. وكان متذوقا للشعر ولا يقرضه مثل ابنه عبداللـه صاحب الدور العظيم في الهجرة، فقد كان يبقي النهار بين أهل مكة يسمع أخبارهم ثم يتسلل في الليل إلي الغار لينقل هذه الأخبار للرسول وأبيه، وقد أصيب بسهم يوم الطائف، وكانت فيه شجاعة وأدب ورقة، وله شعر عاطفي قال بعضه في زوجته المطلقة «عاتكة بنت زيد» وحكايته معها أنه افتتن بجمالها مما شغله عن شئونه فنصحه أبوه بطلاقها فسرحها، لكنه ظل نادما حزيناً هائماً بعد فراقها ومن شعره فيها قوله:


أعاتك، لا أنساك ما ذر شارق


وما لاحَ نجم فى السماء محلق


أعاتك، قلبى كل يوم وليلة


لديك بما تُخفي النفوس معلق


لها خُلق جزل ورأى ومنصب


وخَلق سوى في الحياء مصدق


ولم أرَ مثلى طلّق اليوم مثلها


ولا مثلها في غير شىء تُطلّق


فأثر حاله وأشعاره في أبيه فأمره بمراجعتها فسرعان ما لبي الأوامر..


ويتقولون بتأخر على بن أبى طالب عن مبايعة الصديق رضي اللـه عنهما، وكذلك تأخر الزبير بن العوام، ويأتى السبب فيما رواه ابن عباس رضي اللـه عنهما قال: إن عليّا والزبير ومن كان معهما تخلفوا في بيت فاطمة بنت رسول اللـه، فقد كان انشغال جماعة من المهاجرين وعلي رأسهم علىّ بأمر جهاز رسول اللـه، من تغسيل وتكفين، وقد بايع الزبير وعليّ أبا بكر في اليوم التالى لوفاة الرسول وهو يوم الثلاثاء الذى صعدَ فيه أبوبكر المنبر ونظر في وجوه القوم فلم ير الزبير بن العوام فدعاه فجاء، فقال له أبوبكر: يا ابن عمة الرسول وحواريه، أتريد أن تشق عصا المسلمين؟» فقال الزبير: «لا تثريب عليك يا خليفة رسول اللـه»، وقام فبايع أبا بكر، وفي رواية حبيب بن أبى ثابت قوله: وكان علىّ بن أبى طالب فى بيته، فأتاه رجل مهرولا قائلا: «قد جلس أبوبكر للبيعة»، فخرج علىّ إلي المسجد في قميص له، ما عليه إزار ولا رداء وهو متعجل، كراهة أن يبطئ عن البيعة، فبايع أبابكر ثم جلس، وبعث في ردائه، فجاءوه به فلبسه فوق قميصه... ولا تمض أكثر من ثلاث سنوات على خلافة أبي بكر حتى يقع في براثن المرض ليلقي ربه في الثانى والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاثة عشرة للـهجرة وهو في الثالثة والستين وترتج المدينة لوفاة الصديق الذى تقوم بغسله تبعاً لوصيته زوجه أسماء بنت عميس ويقبل علىّ بن أبى طالب مسرعاً باكياً راثياً بقوله: «كنت إلف رسول اللـه وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلاما وأخلصهم يقينا، وأخوفهم اللـه، وأعظمهم غناء في دين اللـه عز وجل، وأحوطهم علي رسول اللـه، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول اللـه هدياً، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه.. صدّقت رسول اللـه صلي اللـه عليه وسلم حين كذبه الناس، وكنت عنده بمنزلة السمع والبصر، سمّاك اللـه في تنزيله صدّيقاً فقال: «والذى جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون»، واسيته حين بخلوا، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم الصحبة، ثانى اثنين إذ هُما في الغار، والمنزّل عليه السكينة ورفيقه في الهجرة، وخليفته في دين اللـه وأمته، أحسن الخلافة حين ارتدوا، فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبى، ونهضت حين وهن أصحابه، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول اللـه إذ وهنوا، متواضعاً في نفسك عظيماً عند اللـه تعالي.. شأنك الحق والصدق والرفق، وسبقت واللـه سبقاً بعيدًا، وفزت بالخير فوزًا مبيناً..


وتروى أم المؤمنين عائشة خبر وفاة أبيها بقولها: «أول ما بدأ مرض أبى بكر، أنه اغتسل، وكان يوماً باردًا فحمَّ (أصابته الحمى) خمسة عشر يوماً، لا يخرج للصلاة ويأمر عمر بها وكان عثمان ألزم الصحابة له في مرضه، وقال المريض لنا: انظروا ماذا زاد في مالى منذ دخلت في الإمارة، فابعثوا به إلى الخليفة بعدى، فنظرنا فإذا بعبد نوبي وبعير، فبعثنا بهما إلى عمر الذى بكي قائلا: رحمة اللـه على أبى بكر، لقد أتعبنا بعده تعباً شديداً».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عام هجرى جديد.. ثانى اثنين في الغار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: السير والتراجم وأعلام الإسلام :: سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: