أزمة القمح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حمداً لله تعالى مشفوعاً بالتوحيد والتقديس0
حمداً لله الذي خَصّ نبيَّه محمّداً وأهلَ بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم بالاجتباءِ والاصطفاء، والتطهيرِ والتكريم، وأمرَ بالصلاةِ عليه وعليهم كما أمرَ بالصلاةِ على إبراهيم وآلِ إبراهيم، وجعل معرفتَهم براءةً من النار، ومحبّتَهم جوازاً على الصراط، وولايتَهم أمْناً مِن العذابِ الأليم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمّدٍ النبيِّ الأُمّيِّ الذي هو على خُلُقٍ عظيم، وبالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.
وعلى ذريّتهِ وأهل بيته وعترته , الذين بذِكْرهم تُستدفَعُ نوازلُ البلاء والضرر، ويُستعاذُ من سوء القضاء وشرّ القَدَر، ويُستنزل بهم في المُحول نَوافعُ المطر، ويُستقضى بهم على غلَبات اليأس وجوامعِ الوَطَر, جَمالُ ذي الأرضِ كانوا في الحياةِ , وهُم بـعـد المـمـاتِ جـمالُ الكُتْـبِ والـسِّيَـرِ
في قول الله تبارك وتعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
| بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]{ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } | |
يوسف 46-49
سيظل العلم يكتشف مواطن الإعجاز في تشريعات الإسلام إلي يوم القيامة مما يزيد المؤمنين إيماناً ويرد علي افتراءات أعداء الإسلام الذين مازالوا يشككون في تعاليمه اشتملت هذه الآية الكريمة علي عناصر عدة وهي
الزراعة الدورات الزراعية المتوحدة المتصلة العمل الدءوب طريقة التخزين الممتازة للمحصول ترشيد الاستهلاك الزراعة : تزرعون – لتوافر جميع العوامل المناخية والبيئية والبشرية والمصادر المائية لقيام زراعة قمح ناجحة علي الدوام
الدورات الزراعية المتوحدة المتصلة وهي زراعة المساحات كلها بمحصول واحد وهو القمح ولمدة سبع سنوات متصلة ليتحقق من محصوله ما يسمى بالأسلوب العلمي بالمخزون الاستراتيجي , والذي يكفي طوال مدة الأزمة الاقتصادية والخروج منها
عدم زراعة أي محاصيل أخرى طوال هذه المدة لأن هذه المحاصيل تقع في المرتبة الثانية والثالثة من محصول القمح الرئيسي
العمل الدءوب في قوله تبارك وتعالي { تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا }
أي زراعة المساحات جميعها أكثر من مرة في العام , والعمل المتواصل بزيادة الرقعة المنزرعة بالقمح وذلك باستصلاح مساحات أخرى وإعدادها لهذا الغرض والتوسع فيها وتوفير مقومات الزراعة لها لهذا المحصول الرئيسي
التخزين الجديد لمحصول القمح يتجلى في قوله تبارك وتعالي { فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ }
أي يترك القمح في سنابله حيث تحمي السنابل حبوب أو حبات القمح من العوامل الجوية الخارجية والبيئية والرطوبة والآفات
كما أنها تؤدي إلي المحافظة علي سلامة المحصول من الفاقد والتالف وعدم تلوثه بالفطريات والحشرات الضارة , مع إطالة العمر الافتراضي للمحصول للاستفادة به أطول فترة ممكنة , مع استخدام بعضه كتقاوي لمحصول جيد
ويعد هذا نظاما أساسيا للحفاظ على الإنتاج في ظروف بيئية قاسية وهذا ما يجمع بين الزراعة وتقنيات التخزين والحفاظ على المنتج
و مع الحقائق العلمية قفد أجري الدكتور عبد المجيد بلعابد وزملاؤه بجامعة الرباط بالمغرب بحثا تجريبيا حول بذور قمح تركت في سنابلها لمدة تصل إلى سنتين مقارنة مع بذور مجردة من سنابلها وأظهرت النتائج الأولية أن السنابل لم يطرأ عليها أي تغيير صحياً وبقيت حالتها 100%.مع العلم أن مكان التخزين كان عاديا ولم يراع فيه أي شروط للحرارة أو الرطوبة أو غير ذلك
وفي هذا الإطار تبين أن البذور التي تركت في سنابلها فقدت كمية مهمة من الماء وأصبحت جافة مع مرور الوقت
بالمقارنة مع البذور المعزولة من سنابلها وهذا يعني أن نسبة 20.3% من وزن القمح المجرد من سنبله مكون من الماء مما يؤثر سلباً على مقدرة هذه البذور من ناحية زرعها ونموها ومن ناحية قدرتها الغذائية لأن وجود الماء يسهل من تعفنه وترديه صحياً
ثم قام الباحثون بمقارنة مميزات النمو طول الجذور وطول الجذوع بين بذور بقيت في سنبلها وأخرى مجردة منها لمدة تصل إلى سنتين فتبين أن البذور في السنابل هي أحسن نمواً بنسبة 20% بالنسبة لطول الجذور و32% بالنسبة لطول الجذوع
ثم قام الباحثون بتقدير البروتينات والسكريات العامة التي تبقى بدون تغيير أو نقصان ففي البذور التي عزلت من السنابل انخفضت كميتها بنسبة 32% من البروتينات بعد سنتين وبنسبة 20% بعد سنة واحدة. بينما لم تتغير
هذه المركبات في البذور المحفوظة في سنابلها
وجه الإعجاز قال تبارك تعالى : { فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ}
إفادة أن التخزين بإبقاء الحبوب في سنابلها هو أحسن التقنيات والأساليب للحفاظ على الحبوب المحفوظة داخل السنابل من غير أن ينال منها الزمن
في هذه الآية الكريمة ملحوظتان علميتان الأولى : تحديد مدة صلاحية حبة الزرع في خمس عشرة سنة هي حصيلة سبع سنوات يزرع الناس و يحصدون خلالها دأبا وتتابعا وهي سنوات الخصب والعطاء يليها سبع سنوات شداد عجاف هي سنوات الجفاف يليها سنة واحدة هي السنة الخامسة عشرة وفيها يغاث الناس وفيها يعصرون من الفواكه
وقد أفاد البحث العلمي أن مدة 15 سنة هي المدة القصوى لاستمرار الحبوب محافظة على طاقة النمو و التطور فيها
الثانية: طريقة التخزين وهو
قوله تبارك وتعالي :{ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ}
وهي الطريقة العلمية التي أجريت في البحث التجريبي وبه يتبين أن أحسن وأفضل تخزين للبذور هي الطريقة
التي أشار بها نبي الله سيدنا يوسف عليه السلام وهي من وحي الله تبارك وتعالي له
ومن المعلوم أن هذه الطريقة لم تكن متبعة في القدم وخاصة عند المصريين القدامى الذين كانوا يختزنون الحبوب على شكل بذور معزولة عن سنابلها
وهذا يعتبر وجهاً من وجوه الإعجاز العلمي في تخزين البذور والحبوب في السنابل حتى لا يطرأ عليها أي تغير أو فساد
وذكر القرآن لهذه الظاهرة تؤكد عظمته ودقة ما فيه من علم وأنه وحي من الله تبارك وتعالي وصدق الله العظيم القائل { فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ}