منتديات إسلامنا نور الهدى وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ |
عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام
لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.
يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.
يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى
عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ
منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته
منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.
تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة
|
|
| حول مفهوم التقوى | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:12 pm | |
|
حول مفهوم التقوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى أهله وآله وأزواجه وذريته وأصحابه
ما التقوى؟
بداهة تكون الإجابة : هي الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والرضا بالقليل , والاستعداد ليوم الرحيل
وهذه معان سامية جامعة لكل خير , وقد ثبتت في أذهاننا نحن المسلمين من كثرة ترديدها على المنابر وفي مناسبات الوعظ , ولكن الحديث عن التقوى في منتدى التفسير وعلوم القرآن الكريم يدفعني دفعا إلى خوض ذلك البحر الزخار الذي لا تنقضي عجائبه , ولا تنفد درره , ولا يخلق على كثرة الرد , إنه كلام الله جل جلاله .. إنه القرآن الكريم
وإذا طوفنا أيها الأحبة في رياضه المونقة لتقطف بعضا من أزاهير المعاني التي يحتويها مفهوم التقوى لحصدت من ثراء المعاني وغنى الآداب ما تغيب حتى لم يعد يخطر على البال , ولا أريد القفز إلى النتيجة المبتغاة من هذا الحديث فهلم نقرأ معا بعض الآيات التي احتوت على كلمة- التقوى - ومشتقاتها سائلين المولى تعالى أن يمدنا بالفهم الصائب والقول السديد
من هذه الآيات قول الله تعالى) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) النساء:1
فهذه الآية هي الأولى من سورة النساء وسورة النساء تعنى بتنظيم شئون المجتمع المسلم وتبيان ملامح العلاقات التي يجب أن تكون بين أفراده , فتتحدث عن اليتامى وحقوقهم وتعرض صورا من الظلم الذي يقع عليهم , وعن أنصبة الميراث , وخصوصا ميراث النساء تلك الفريضة شبه المهجورة , وعن نظام الأسرة وغير ذلك من الموضوعات الاجتماعية فما دلالة تصدير السورة الكريمة بالأمر بتقوى والخوف منه قبل الخوض في هذه الموضوعات الحيوية؟
وما دلالة الأمر باتقاء ( الأرحام ) - على معنى القراءة بالنصب
وما دلالة التذكير بأن الله رقيب علينا في تذييل الآية وما علاقته بالتقوى ؟
إن قلب المؤمن التقي ليهتز بعنف إذا عايش هذه المعاني في ظل الواقع الذي نعيشه , وفي ظل المجتمع المسلم الذي انحرف فيه كثير من المسلمين عن مفهوم التقوى في هذه المسائل الشديدة الأهمية
فمن الناس من ينسى أصل الأخوة الإنسانية الذي انبثق منها هو و الناس جميعا فلا يرعى لمؤمن حرمة ولا يرقب فيه إلا َّولا ذمة فتراه سيئ الجوار , خائن العهد , سليط اللسان , يدور مع الدرهم والدينار حيث دارا ولو كلفه ذلك تمزيق أواصر المودة بينه وبين المسلمين !
ألا تراه قد غفل عن نداء الله تعالى باتقاء غضب الله في إيذاء الناس ؟
أين هو من ذلك النداء في مطلع سورة النساء ؟
ناهيكم عن الأمر باتقاء ( الأرحام ) وهي ذلك المعنى العجيب – كما يقول العلماء (إن تقوى الله مفهومة ومعهودة لتكرارها في القرآن . أما تقوى الأرحام فهي تعبير عجيب يلقي ظلاله الشعورية في النفس , ثم لا يكاد الإنسان يجد ما يشرح به تلك الظلال ! اتقوا الأرحام أرهفوا مشاعركم في الإحساس بوشائجها . والإحساس بحقها . وتوقي هضمها وظلمها . والتحرج من خدشها ومسها ..توقوا أن تؤذوها , وأن تجرحوها , وأن تغضبوها .. أرهفوا حساسياتكم بها . وتوقيركم لها . وحنينكم إلى نداها وظلها )
فارجعوا بصركم وبصيرتكم في مجتمعكم الذي تحيون فيه أو في الحارة التي تسكنوا فيها وابحثوا عن العلاقات بين الأقارب وذوي الأرحام وابحثوا عن التقوى ووجودها في هذا المكان, ثم ارجعوا البصر كرتين وابحثوا عن الحقوق المهضومة بينهم , والميراث المأكول ظلما , فأورث العداء بين الظالم وذريته والمظلوم وذريته من عشرات السنين , واليتيم المقهور من عمه , والمحروم من الميراث من أبيه أو أمه , ينقلب إليكم البصر خاسئا وهو حسير
وعندما يرجع البصر إليكم وعلى حسرة تغمضوا أعينيكم ورددوا قول الله تعالى ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ )وتخيلوا لو وجدت هذه التقوى على أرض الواقع كيف يكون الحال ؟ يتبع إن شائ الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:26 pm | |
|
وانظروا معي جميعاً إلى دلالة أخرى من دلالات ( التقوى ) في ذات السورة الكريمة قال الله تعالى :(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (النساء:9
فهذه الآية الكريمة خطاب من الله تعالى للأوصياء على اليتامى يذكرهم فيها بأن أولادهم يمكن أن يكونوا يتامى في أية لحظة مثل هؤلاء الذي جعلهم الله أوصياء عليهم فهل يحب هؤلاء الأوصياء أن يظلم أبناؤهم وأن يسلبوا حقوقهم من ظالم متجبر ؟
أم يحبون أن يقع أبناؤهم تحت وصاية رجل رحيم رقيق القلب عادل لا يظلم ولا يحب الظلم ؟
إذن .. عليهم أن يختاروا لليتامي ما اختاروه لأبنائهم وعليهم أن ( يتقوا الله ) وأن يقولوا ( قولا سديدا )
عليهم أن يخافوا الله في أولاد الناس ليوكل الله تعالى من يخاف الله في أولادهم إذا رحلوا عن الدنيا وتركوهم زغب الحواصل لاماء ولا شجر
أرأيتم سمو مفهوم التقوى في هذا الموطن وارتباطه الصميمي بواقع الحياة ومشاكلها ؟
ألا تروا معي أنه يحتاج إلى بعث وعظي جديد يعتمد على القرآن وتفسيره في المقام الأول ثم يسقطه على واقع الحياة ؟
هذه بذرة فقط في مجال التقوى وعلاقتها بالحقوق في القرآن الكريم تحتاج هذه البذرة إلى من يراعيها بالتدبر والقراءة والاطلاع على كتب التفسير لعله يفيد المسلمين بما أفاء الله عليه من معان . وحسبي من ذلك الغرس يتبع إن شاء الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:31 pm | |
|
تعالوا معاً ننتقل إلى جانب آخر من الجوانب التي يلقي عليها مفهوم التقوى بظله ويحرسها برهبته مثل قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) سورة البقرة الآيات من 278 حتى 281
الآيات الكريمة تشن حربا ضارية من الله تعالي ورسوله صلى الله عليه وسلم على أكلة الربا فما دلالة تكرار الأمر بالتقوى في هذه الحرب ؟
إن ذكر تقوى الله تعالى هنا يجعل المرابي أمام الله الجبار وأمام رسوله صلى الله عليه وسلم بمنزلة العدو أمام عدوه - ولله المثل الأعلى – ومن يطيق ذلك ؟
إن الآيات تبدأ بالأمر بتقوى الله وخوفه وخشيته وترك الفائدة الربوية للمدين المضطر والاكتفاء بأخذ رأس المال فقط , فإن كان هذا المدين شديد الفقر وجب أن يمهل حتى يتيسر حاله فإن لم يستطع أو لم يرج منه سداد لفقره المدقع فالتصدق عليه بدينه من أفضل الأعمال عند الله وأثقلها في ميزان العبد يوم يلقاه ثم تكر الآيات تارة أخرى آمرة بـ ( اتقاء ) يوم يرجع في الدائن والمدين إلى الله ويحاسب كل على عمله الذي قدم وعندها لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بالله بقلب سليم
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:35 pm | |
|
ألا تروا أن مجتمعنا أحوج ما يكون إلى مراعاة هذا البعد الاقتصادي في مفهوم التقوى , وقد صار القرض الربوي أيسر من شرب الماء , وتبسطت فيه الضرورة إلى حد أن تطلق على رفاهيات الحياة فشراء الثلاجة ضرورة يرابى من أجلها , والتفاخر بأثاث بيت العروس ضرورة يرابى من أجلها , وشراء القراريط والأفدنة لتوسيع رقعة (الأرض) ضرورة يرابى من أجلها .... إلخ , هنا تبرز الحاجة إلى الجهر بالمفهوم القرآني للتقوى في هذا المجال وإلى الصدع بقوله عز وجل بعد التحذير من الربا) : وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (
وهكذا في الآيات التي تتحدث عن المال وكسبه والتصدق به نحتاج إلى استيضاح معنى التقوى فيها كقول الله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) الليل:5- 7
تعالوا ننتقل معا إلى مجال آخر يخص العلاقات الزوجية .. خذوا مثلا مسألة الطلاق وتوابعه في سورة الطلاق تجد أن الله تعالى يكرر الأمر بالتقوى في هذه القضية الخطيرة قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) الطلاق:1
الخطاب في هذه الآية الكريمة للنبي صلى الله عليه وسلم والحكم عام له صلى الله عليه وسلم ولأمته , والله تعالى يأمر من اضطر إلى الطلاق أن يطلق المرأة في استقبال طهرها بعد حيضها قبل أن يمسها - ومفهوم هذا النهي عن الطلاق أثناء الحيض - ويأمر تعالى بإحصاء العدة وضبطها ثلاثة أقراء كاملة , ويأمر تعالى بالتقوى هنا بألا يخرج الزوج المطلقة طلاقا رجعيا من بيته بل تظل فيه طيلة فترة العدة إلا إذا كانت قد أتت بفاحشة مثل الزنا أو إيذاء الزوج مع أنه طلقها أو سوء الأدب مع أهل زوجها , والأمر بالتقوى هنا يعنى التحذير والترهيب للزوج المطلق أن يخرج الزوجة المطلقة رجعيا من بيته حتى تنتهي عدتها والحكمة من ذلك إعطاء الفرصة للرجعة والحفاظ على البيت والأبناء , واستثارة عواطف المودة واستدعاء ذكريات الحياة المشتركة فتعود المياه إلى مجراها نابضة بالحياة لكل ما ذبل من صدى الفراق وأوشك أن يموت وتتقي هذه الأسرة شر الطلاق وما يترتب عليه من تشرذم وضياع وبغضاء تستكن في القلوب- من أجل ذلك يأمر بالتقوى ألا تروا معي مدى غياب مفهوم التقوى في هذه القضية في مجتمعنا ؟
ألا تلحظوا مدى الانحراف الذي يحصل عندما تهجر المرأة بيت زوجها إلى بيت أهلها ليس للطلاق ولكن لأتفه الأسباب وأحقر الأمور ؟
إذا كان الله قد حرم على الزوج أن يخرجها وهي مطلقة حتى تنتهي عدتها فما باله يطردها في كل صغيرة وكبيرة هل نسي أن الله يقول ( وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ )
فإذا كان هذا في الطلاق فهو في ما دونه من باب أولى
ألا تلحظ أن غياب مفهوم التقوى في هذا الأمر أثار كثيرا من المشاكل وخرب كثيرا من البيوتات العامرة ؟
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:39 pm | |
|
نعم عندما تغاضب المرأة زوجها وتبقى في بيتها ويحرص هو ألا تخرج تبقى دائرة المشكلة ضيقة بينهما وسرعان ما تزداد ضيقا حتى تتلاشى , أما عندما تخرج المرأة إلى بيت أهلها وعندما يخرجها هو تتسع الدائرة وتتسع أطرافها ويصبح لكل فيها حق يريده ويطالب به , ويعاد طرح المشكلة مرات ومرات وفي كل مرة تروى برواية مختلفة وتفهم بفهم مغاير لأصلها , وتتضخم على حساب الزوجين والأولاد المساكين حتى تنحل تلك الرابطة وذلك أبغض الحلال عند الله
ألا تروا أننا في حاجة إلى من يذكرنا بمفهوم التقوى ومعانيه في هذا المجال ؟
وعلى ذلك فقس آيات أخرى مثل قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) الطلاق:4
فما معنى الآية وما دلالة التقوى هنا ؟ يحتاج هذا إلى مراجعة كتب التفسير لاستجلاء الحكمة وبيان المعنى
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:41 pm | |
|
وبعــد
فما زال في الأمر متسع وما كتب هنا ليس إلا محاولة لفهم موضوعي لمفهوم التقوى في القرآن الكريم
فالتقوى ماثلة في كل جزئية من جزئيات الحياة وقابعة في كل زاوية من زواياها كأنها حارس أمين يراقب الإنسان في كل تصرفاته
إنها ذلك الإحساس الداخلي الذي يربيه الإسلام داخل أتباعه فيجعلهم يستشعرون معية الله تعالى معهم في كل حركة وسكنة ، في كل خطرة من الخطرات، وفكرة من الفكر، فعلمه سبحانه بما غاب واستتر كعلمه بما ظهر وانتشر، سواء في علمه ذلك كله
يمكننا في ضوء الآيات التي ذكرتها أن نطلق مفهوم التقوى على ما يسمى بالضمير الحي داخل الإنسان، فهو إن استشعر معية الحق المستمرة فلن يُقدِم على ما يغضبه ولا ما يوقفه أمام مولاه في موقف محرج يوم يلقاه,لأن الله تعالى جعل عليه حارسا من نفسه يأمره وينهاه حتى وإن غاب عن أعين الناظرين وقد شد انتباهي حين ألقيت نظرة على آيات التقوى التي ذكرتها ، أني وجدت بعض آيات التقوى موجَّهة إلى مقام سيدنا رسول الله صلوات الله عليه فسألت كيف يخاطب الحق سبحانه حبيبه ومصطفاه آمرا إياه بتقواه قائلا (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين)؟
إن سيد الخلق صلوات الله عليه هو أتقى الناس لله وأخشاهم له بشهادته هو صلوات الله عليه حين قال (أنا أخشاكم لله وأتقاكم له) فما باله يناله الأمر بالتقوى كبقية الأمة ألِنقص في أعماله حاشاه فهو أكمل الأمة عملا وأخلصهم فعلا وامتثالا، إذن فالأمر بالنسبة للنبي عليه الصلاة والسلام يختلف عنا فإذا كان الأمر بالتقوى بالنسبة لنا استكمالا لنقص فهو بالنسبة لسيد الخلق ترقٍّ في مدارج الكمال وصعود في مراتب القرب من الله الكبير المتعال، وقد ذهب بعض العالمين بالقرآن إلى أن الأمر للنبي صلوات الله وسلامه عليه هنا من باب التعريض فهو أمر له والمراد به أمته، لكن ما المانع أن يكون الأمر حقيقيا بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم مع لحظ معان أخرى مغايرة للمعنى المراد عند خطاب الأمة كما أوضحنا ولذلك يقول الألوسي رحمه الله موضحا:"وظاهر سياق ما بعدُ أن المعنىَّ بالأمر بالتقوى هو النبي صلى الله عليه وسلم لا أمته كما قيل في نظائره والمقصود الدوام والثبات عليها ، وقيل : الازدياد منها فإن لها باباً واسعاً وعرضاً عريضاً لا ينال مداه" ا.هـ
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:43 pm | |
|
فتقوى سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه غير تقوى أمته إنهم يبدأون من حيث ينتهي هو صلوات الله عليه، على ما ألمح إليه الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى بأن المعنى:" ادخل في مقام الإحسان ، وجدَّده دائماً, لأن مراقي القبول من الله لا تنتهي ، كما أن كمالات العطاء في الله لا تنتهي"ا.هـ
إن تقوى الله تعالى شِرعة الأنبياء على مر العصور فما من نبي أتى الدنيا مبشرا ونذيرا إلا كان من أولويات دعوته الإرشاد إلى وجوب تقوى الله تعالى، والقرآن يصدق ذلك
فالوحي يتنزل من السماء آمرا بالتقوى والخوف من الله تعالى كما تحدثت بذلك فاتحة سورة النحل) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)
وفي سورة المؤمنون بعد أن قص الله علينا طرفا من أنباء المرسلين عقَّب على ذلك بقوله: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ )
وهي وصية الله للأولين والآخرين كما قال رب العزة): وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ( وفي سورة الشعراء يتكرر الأمر بتقوى الله وطاعته في بداية حديث كل نبي مع قومه فنجد قول الله تعالى: (فاتقوا الله وأطيعون)
وهي الباعثة على الاستعداد ليوم اللقاء لأنها خوف داخلي واستشعار لقرب الرب من العبد كما قال مولانا في أواخر سورة الحشر: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
ولسائل أن يسأل لماذا كرر الحق سبحانه الأمر بالتقوى في آية الحشر؟
والجواب أن الأمر من باب التكرار المفيد للتوكيد، أو أن الأمر الأول بالتقوى مراد به أداء الأوامر والأمر الثاني بها مراد به اجتناب النواهي
وإن الإنسان ليخجل أشد الخجل ويستحيي أشد الحياء حين يقترف إثما أو جرما على عين الله وبصره ورب العزة ينادي عليه ( يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ) يا لله لهذه القلوب المتحجرة التي ران عليها حب الدنيا والشهوات حتى أصمها عن سماع رب العالمين ينادي ثم لا يسمع النداء ولا يجيب ما ذا هو قائل لمولاه حين يرِد عليه يوم القيامة؟!
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:46 pm | |
|
إن التقوى في كتاب الله تعالى منظومة متكاملة تضمن للمؤمنين إذا هو اتبعوها وساروا على ما فيها أن يكونوا من السعداء في الدنيا وأهل النجاء يوم لقاء الله )أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(
ولست أرى السعادة جمع مال***ولكن التقي هو السعيدُ
وتقوى الله خير الزاد ذخرا ***وعند الله للأتقى مزيد
فليلزم المؤمنين طريق مولاهم وليعلموا أن من تقرب إلى الله شبرا تقرب منه باعا ومن تقرب منه باعا تقرب منه ذراعا ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، ومن أخذ في طريق التقوى وخاف من الله أن يقرب حماه أو يعتدي على أوامره ونواهيه فإن الله يمده بمدد من عنده ويهديه الصراط المستقيم(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)
ولو تأملنا نجد أن التقوى هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين [وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ]"النساء:131،
حتى قال بعض العارفين: هذه الآية هي رحى آي القرآن، لان جميعه يدور عليها. وهذه اللفظة بمشتقاتها تعددت في القرآن في أكثر من ثمانين موضعاً، لأهميتها في ميزان المؤمن، فمؤمن بدون تقوى كإناء ليس له قاع
قال صاحب التحرير والتنوير: وجُعل الأمر بالتقوى وصيةً : لأنّ الوصية قول فيه أمرٌ بشيء نافع جامع لخير كثير، فلذلك كان الشأن في الوصية إيجاز القول لأنّها يقصد منها وعي السامع ، واستحضاره كلمة الوصية في سائر أحواله . والتقوى تجمع الخيرات ، لأنّها امتثال الأوامر واجتناب المناهي ، ولذلك قالوا : ما تكرّر لفظ في القرآن ما تكرّر لفظ التقوى ، يعنون غير الأعلام ، كاسم الجلالة
وفي الحديث عن العرباض بن سارية : وَعَظَنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون ، فقلنا يا رسول الله: كأنَّهَا موعظة مُوَدّعة فأوْصِنا، قال « أوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ والسمع والطاعة»
والإخبارْ بأنّ الله أوصى الذين أوتوا الكتاب من قبل بالتقوى مقصود منه إلْهاب همم المسلمين للتهمّم بتقوى الله لئلاّ تفضلهم الأمم الذين من قبلهم من أهل الكتاب، فإنّ للائتساء أثراً بالغاً في النفوس، كما قال تعالى { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } البقرة : 183
والأمر بالتقوى تعدد في السور المكية ، وفي السور المدنية، أما المكى فلتقوية الصلة بين المخلوق وخالقه جل وعلا، وأما المدني فلتعزيز العلاقة بين بني الإنسان
وهذا ما استهللت بالحديث عنه بصدر سورة النساء، وتلك السورة الكريمة استهلت بحث الناس قاطبة بالتقوى، وهيجت الأفئدة إلى التمسك بأهدابها، بأن يتقوا الله ويصلوا أرحامهم التي يتساءلون بها يوم اللقاء العظيم، وليس من قبيل الصدفة أن تأتي سورة النساء تلو أختها آل عمران، بل هناك من المناسبات الكثير والكثير نأخذ منها لب موضوعنا- التقوى - حيث إن سورة آل عمران ختمت بالأمر بالتقوى، وافتتحت سورة النساء به، وهذا من أكبر وجوه المناسبات في ترتيب السور، وهو نوع من البديع يسمى: تشابه الأطراف
والتقوى: هو جعل الشيء في وقاية ممّا يُخاف منه. هذا حقيقته. ثمّ يسمّى الخوف تارة تَقْوَى، والتقوى تارة خوفاً، حسب تسمية المقتضَى بمقتضيه، والمقتضِى بمقتضاه
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:49 pm | |
|
والتقوى أيضاً: في المعنى اللغوي: قلة الكلام، كما ألمح إليه العلامة ابن فارس، وصار التَّقوى - في عرف الشَّرع - حفظ النَّفس عمّا يُؤثم. وذلك يتجنَّب المحظور، ويتم ذلك بترك كثير من المباحات، كما في الحديث "الحَلال بيّن والحرام بيّن. ومَنْ رتَع حول الحِمَى يوشك أَن يقع فيه"، "لا يبلُغُ الرّجل أَن يكون المتَّقين حتى يَدَع ما لا بأْس به حذرا مّما به البأْس" قال الماع: منازل التقوى ثلاثة: تقوَى عن الشرك، وتقوَى عن المعاصي، وتقوى عن البِدْعة
وقد ذكرها الله سبحانه في آية واحدة، وهى قوله عزَّ وجلّ { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
التَّقوى الأُولى تقوى عن الشرك، والإِيمان في مقابلة التَّوحيد
والتَّقوى الثانية عن البدعة، والإِيمان المذكور معها إِقرار السنَّة والجماعة
والتقوى الثالثة عن المعاصي الفرعيّة، والإِقرار في هذه المنزلة قابلها بالإِحسان، وهو الطَّاعة وهو الاستقامة عليها
والتقوى في القرآن متعددة المعاني كما ذهب إليه صاحب البصائر: فقد ورد في التنزيل على خمسة أَوجهٍ:
الأَوّل: بمعنى الخوف والخشية: {اتَّقُواْ رَبَّكُمُ}
الثَّانى: بمعنى التحذير والتخويف: {لاَ اله إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ}
الثَّالث: بمعنى الاحْتراز عن المعصية: {وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ} الرّابع: بمعنى التَّوحيد والشَّهادة: {اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} أَى وحّدوا الله
الخامس:بمعنى الإِخلاص واليقين: {فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}
وقوله الله تعالى( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} يُشْعِر بأَنَّ الأَمرِ كلَّه راجع إِلى التَّقوى
وقوله تعالى {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ} يُفهِم أَنَّه لو كانت في العالم خَصْلة هي أَصلح للعبد، وأَجمع الخير، وأَعظم للأَجر، وأَجَلّ في العُبوديّة، وأَعظم في القدر
وأَوْلى في الحال ، وأَنجح وفى المآل من هذه الخَصْلة، لكان الله - سبحانه - أَمر بها عباده، وأَوصى خواصّه بذلك؛ لكمال حكمته ورحمته. فلمّا أَوصى بهذه الخَصْلة الواحدة جميعَ الأَوّلين والآخرين من عباده، واقتصر عليها، علمنا أَنَّها الغاية التي لا متجاوَز عنها، ولا مقتصر دونها، وأَنه عز وجلّ قد جمع كلّ محض نُصْح، ودلالة، وإِرشاد، وسُنَّة، وتأْديب، وتعليم، وتهذيب في هذه الوصيّة الواحدة
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
| | | الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى السبت سبتمبر 08, 2012 1:52 pm | |
|
فما أحوجنا إلى التفكر والتدبر في كتاب ربنا وخالقنا بهذه الطريقة الرفيعة المميزة التي تؤدي إلى التفاعل والعمل بالقرآن الكريم ، وتعطيه صفته الأساسية في الإعجاز والخلود
أرأيتم سمو مفهوم التقوى في هذا الموطن وارتباطه الصميمي بواقع الحياة ومشاكلها ؟
وأورد الشيخ الجليل عمر عبيد حسنة في كتابه الشاكلة الثقافية ص 159: إن استمرار السقوط والتخلف في عالم المسلمين ، على الرغم من تلاوة القرآن وحفظه دليل على وجود خلل في أدوات ومناهج التوصيل الذي لم يحقق المأمول ولم يحمل الأمة إلى مواقع التدبر المطلوب، الذي يورث الهداية والإتعاظ والوقاية أو التقوى الحضارية
وأترك باقي التعليق لمن أراد أن يشارك، والله تعالى ولي التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأحكم
وأسأل الله أن أكون مصيبا فيما كتبت , وأن يعفو عني إن كنت قد أخطأت
ونسأل الله تعالى أن يشملنا وإياه برعايته وأن يجعلنا وجميع المسلمين من أهل التقوى والخوف من الله عز وجل
| |
| | | هاجر عضو مميز
| موضوع: رد: حول مفهوم التقوى الأحد سبتمبر 30, 2012 6:07 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وأهل بيته وأزواجه وذريته وأصحابه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم
| |
| | | | حول مفهوم التقوى | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|