| كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 7:03 pm | |
|
كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس بسم الله الرحمن الرحيم يارب لك الحمد والشكر حمدا كثيرا مباركا فيه كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِ الله الْعَظِيمِ الَّذِي مَلأَ أَرْكَانَ عَرْشِ الله الْعَظِيمِ وَقَامَتْ بِهِ عَوَالِمُ الله الْعَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الْقَدْرِالْعَظِيمِ وَعَلَى آلِنَبِيِّ الله الْعَظِيمِ بِقَدْرِ ذَاتِ الله الْعَظِيمِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ عَدَد مَا فِي عِلْمِ الله الْعَظِيمِ صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِ الله الْعَظِيمِ تَعْظِيماً لِحَقِّكَ يَا مَوْلاَنَا يَا مُحَمَّدُ يَا ذَا الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَمَا جَمَعْتَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ ظَاهِراً وَبَاطِنا يَقَظَةً وَمَنَاماً وَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ رُوحاً لِذَاتِي مِنْ جَمِيعِ لْوُجُوهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ يَا عَظِيمُ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب الإلهام النافع لسيدي احمد بن إدريس
الفصل الأول : المحاسبة الفصل الثاني : العلم الكسبي والوهبي الفصل الثالث : حاسبوا أنفسكم الفصل الرابع : الروح الفصل الخامس :أبجدية التصوف الفصل السادس : المريد الصادق
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الجمعة أبريل 12, 2013 8:27 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 7:51 pm | |
|
الباب الأول القاعدة الأولى المحاسبة
يارب لك الحمد والشكر حمدا كثيرا مباركا فيه كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِ الله الْعَظِيمِ الَّذِيمَلأَأَرْكَانَ عَرْشِ الله الْعَظِيمِ وَقَامَتْبِهِ عَوَالِمُ الله الْعَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الْقَدْرِالْعَظِيمِ وَعَلَى آنَبِيِّ الله الْعَظِيمِ بِقَدْرِ ذَاتِ الله الْعَظِيمِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ عَدَد مَا فِي عِلْمِ الله الْعَظِيمِ صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِ الله الْعَظِيمِ تَعْظِيماً لِحَقِّكَ يَا مَوْلاَنَا يَا مُحَمَّدُ يَاذَا الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَمَا جَمَعْتَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ ظَاهِراً وَبَاطِنا يَقَظَةً وَمَنَاماً وَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ رُوحاً لِذَاتِي مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ يَا عَظِيمُ
وصلى الله على مولانا محمد وعلى آله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله.
أما بعد.......:
فالأمر الجامع والقول السامع والسيف القاطع في طريق الله تعالى أنالعاقل الذي يريد نجاة نفسه من جميع المهالك ، ويحب أن يدخله الله في سلكالمقربين في جميع المسالك إذا أراد أن يدخل في أمر من أموره قولا فليعلم أن الله تعالى لابد أن يوقفه بين يديه ، ويسأله عن ذلك الأمر فليعد الجوابصوابا وسدادا يرتضيه الحق تعالى ويقبله منه فليدخل في ذلك الأمر ، فعاقبتهمنه فليدخل في ذلك الأمر ، فعاقبته محمودة دنيا وأخرى.
وإما أن رأى أن ذلك الجواب لا يقبله الحق تعالى منه ولا يرتضيه فليشردمن ذلك الأمر اى أمر كان ، فانه وبال عليه أن دخل فيه. وهذه القاعدة هىأساس الأعمال كلها والأقوال.
فمن تحقق بها ورسخ فيها كانت أحواله كلها مبنية على السداد ظاهراوباطنا لا يدخلها بوجه من الوجوه ، وهذا معنى قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم :" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزن عليكم".
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله.
قال سيدي أحمد رضي الله تعالى عنه: " أما بعد... فالأمر الجامع ، والقول السامع ، والسيف القاطع". قال سيدي صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه: الأمر الجامع: الذي يجمع بين العبد وربه كما قال سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه " حتى لا أرى في وفي كل شئ وآله وسلم كما قال أيضا: " واجمع بيني وبينه وبين الروح والنفس ظاهرا وباطنا يقظة ومناما". والقول السامع أي: الأمر الذي يوصلك إلى مقام السماع الإلهي كما قال أيضا: " وأوقفنى وراء الوراء بلا حجاب عند اسمك المحيط في مقام السماع العام الإلهي". والسيف القاطع الذي يقطع الأكوان عنك كما قال أيضا: وقلدنى سيف: ] جاء الحق وزهق الباطل كان زهوقا[. فانك يا أخانا في الله تعالى كلما أكثرت من هذا الذكر الذي اختصنا الله تعالى به وصلت إلى الجمعين. فـ ( لا إله إلا الله ) تجمع بينك وبين الحق سبحانه وتعالى ، و ( محمد رسول الله ) تجمع بينك وبين حبيب الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهذان الجمعان لا حد ولا حصر لأنواع الفيوضات فيهما.
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الجمعة أبريل 12, 2013 8:09 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 7:53 pm | |
| حكم
وعلى قدر الإكثار تتزاحم عليك الأنوار
- وعلى قدر الاستعداد يتنزل عليك الإمداد
- وعلى قدر الانفصال يحصل لك الاتصال.
- وعلى قدر ملازمتك لأحزابنا تشرب من شرابنا. - وعلى قدر تمسكك بالكتاب والسنة تنال الكمال والثبات والمنة. - وعلى قدر تمسكك بالشريعة الغراء في نفسك واهلك تفتح لك أبواب وصلك.
- واعلم يا أخانا إن الأمر جد وليس بالهزل ؛ فلا تستصغرن شيئا من الأمور المحرمة في نفسك واهلك ، فترى عند الله تعالى صغيرا ]ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب[.
فمن لم يكن له في قلبه تقوى ، ليس في سبيل إرادة الحق يقوى ، فلا تدار لخلق الله فيما يغضب الله عنك سره يوارى ، ولا تأخذك في الله لومة لائم تنل من الله نفائس الغنائم.
- فما نال من هاب الرجال ، وأحب المال ، واشتغل بقيل وقال ، فاستهوته الأوهام ، فصار كالأنعام.
- فلا تخض في طريقى هذا ولا تتكلم في السالكين فيه ، فإنك لا تدرى حالهم ولا تفقه مقالهم ، ولا الذي بينى وبينهم ، حتى تكون على القدم الراسخ الذي لا تزلزله شبهة بوجه من الوجوه.
- وعليك بالإعراض عن الدنيا ما استطعت ، فإن الذي يقبل عليها بيننا وبينه حجاب القطيعة.
فما دعوناكم إلينا لنطعمكم الجيفة ، ولكن لتدعوا ربكم دعاء خشية وخيفة ،وقد رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا ، وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة ، وبالمؤمنين إخوة.
- طريقنا هذا طريق الله تعالى المجرد عن شوائب الدنيا وكدوراتها ، ليس لنا رغبة إلا التوجه إلى الحق سبحانه وتعالى قاطعين جميع العوائق والعلائق والأغيار النفسية بالكتاب والسنة في جميع أحوالنا وتطوراتنا وحركاتنا وسكناتنا ، راضين به عن غيره ، عاكفين على بساط انس محبته في الدنيا قبل الآخرة. علو الهمة في الله تعالى
قال شيخنا رضي الله عنه طريق الله تعالى :عبادته وذكره ، والمطية في علو الهمة ، قال عليه الصلاة والسلام :" علة الهمة في الإيمان". وقال سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه
لتلميذه الختم رضي الله عنه : " يابنى أعنى على نفسك بعلو همتك".
ويقول له: اجعل جميع أوقاتك عبادة وذكرا وإرشادا حتى يقتدى الناس بك ولا تظهر لهم غير ذلك.ا هـ.
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 8:14 pm | |
| المعنى الصوفي لكلمة : طريق
الطا: طهر[إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا[ والراء: رحمة [رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت[. والياء: يقين. والقاف: قرب من رب العالمين. فأساس الطريق: طهر باطني وظاهري وبينهما ارتباط. قال سيدي أحمد زورق بن أحمد بن محمد بن عيسى المالكي البرنسى الفاسى رضي الله تعالى عنه المتوفي سنة 899هـ. " على قدر طهارة الظاهر والعناية بها يحصل الخشوع في الصلاة" انتهى كلامه.. فيطهر ثوبه وبدنه ومكانه وطعامه وشرابه ولسانه وسمعه وبصره وجميع جوراحه من كل ما يغضب الله تعالى ، فتتنزل عليه رحمة الله تعالى في جميع جوارحه وثوبه وبدنه ومكانه ، فيكون محاطا برحمة الله حيثما كان وأينما كان وكيفما كان. )وجعلني مباركا أين ما كنت(ويطهر باطنه من سوء العقائد ، فتتنزل على قلبه الموائد ، ومن الوسواس الخناس ، فتطيب منه الأنفاس ، ومن الغفلة عن علام الغيب والشهادة ، توهب له درارى جواهر الإفادة ، وعن الحظوظ النفسية ،توهب له الرتبة العلية ، وعن حب الدنيا والمال تفتح له إلى المعارف أقفال ،ومن الأنس بغير القدوس ، يخرج من انس النفوس ، ومن حوله وقوته ورعونته ، يدخل في حظائر قدس الحق وحضرته. ويطهر الباطن من التلذذ بغير مناجاة الباطن ، يجد الحب الإلهي في قلبه اجل ساكن. ويطهر النيات من الأغراض ، خشية ان يكون العمل في انتقاض ، ويطهر الرغبات ،خشية أن يقع في السيئات ، وأدمن القرع لباب ربك ، فمدمن القرع للأبواب يوشك أن يفتح له يوما ما. فما تيمم بالتراب إلا من فقد الماء ، وطهر صيامك، وحجك وقيامك وصلاتك وزكاتك ، وقراءتك وذكرك ، وجميع أقوالك وأفعالك وأحوالك بماء طهر قدس الإخلاص النازل من مزن الشهود الإلهي حتى تحي به جميع الصادرات منك.إذ الحياة حياتان يتعلقان بك: حياة روحك بالإيمان ، وحياة قلبك وحياة عملك بالإخلاص ، فمن لا إيمان له فهو ميت [أو من كان ميتا فأحييناهأ. ] [إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه] وإنما يصعد الحي لا الميت.
يتبع أن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الجمعة أبريل 12, 2013 8:19 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 8:18 pm | |
| حياة الروح بالقلب
وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك قال تعالى :[ فلنحيينه حياة طيبة ] حياة الروح بالإيمان ، وحياة القلب بالعمل الصالح. واعلم يا أخانا فتح الله عليك فتوح العارفين به والمقبلين عليه: أن الروح الحية بالإيمان غذاؤها الأعمالالصالحة الحية ، فهى دائما أبدا تتغذى بها كما يتغذى الجسم الحى بأنواعالطعام الحية بالفيتامينات. ولا يرضي بالتراب والحجر. فإذا مات سكن التراب والحجر.
كما أن الكافر المحكوم عليه بالموت يكتفي بالمعاصي الميتة المجردة عن فيتامينات الحياة. ألا ترى ، الزانى حين يزنى يصاب غالبا بالأمراض الفتاكة كالذي يأكل الزجاج والحجارة؟! ويقال:" شبيه الشئ منجذب إليه".
فالأعمال الصالحة للأرواح الصالحة ، والأعمال الخبيثة للأنفس الخبيثة. قال عليه الصلاة والسلام:" اعملوا فكل ميسر لما خلق له". ومن العطاء ، تعطى نفسك لربك
وجعل الله سببا للتيسير للخير [فأما من أعطى واتقى *وصدق بالحسنى*فسنيسره لليسرى].
ومن العطاء أن تعطى نفسك لعبادة ربك الذي خلقك من اجلها: ( وما خلقتالجن والإنس إلا ليعبدون) لأنك إذا أعطيت نفسك لله يسرك الله لليسرى ، ومن أنواع اليسرى بل واجلها ما أشار إليه شيخ الأولياء سيدي أحمد بن إدريس رضيالله تعالى عنه بقوله:" ثم تأخذنى يد العناية الإلهية إليها فتجذبنى جذبا قويا مغمورا بالنور مصحوبا بأنواع اللطف والرحمات فتلقينى في وسط لجة بحرالذات فتغرقنى فيه لا حد ولا حصر حتى تكون ذاتى كلها بصرا ذاتيا إلهيا صرفا من جميع الجهات".
قال مهبط الأنوار والأسرار سيدي الإمام صالح الجعفرى رضي الله تعالى عنه: وهناك يحصل التخلى يعقبه التجلى : إذا ما بدت ليلى فكلى أعين= وان هي ناجتنى فكلى مسامع
وإذا كانت الذات بصرا إلهيا أدركت ما لا يدركه المدركون ، وأبصرت ما لا يبصره المبصرون:
قلوب العارفين لها عيونا = ترى ما لا يراه الناظرونا
وقوله رضي الله تعالى عنه:" فتفيض على جميع ذاتى أنوار شهود الذات فيضا منزها عن الحدود والكيفيات".
عنه: واعلم يا أخانا أنه كما لا حصر لشهود الذات في قلبك لا حصر لفيوضات الذات على روحك ، وكما أخفي سر روحك عنك أخفي حصر فيوضاته عليك ، وكماأخفي عنك اتصال فيوضاته النازلة عليك به ، وهكذا يا أخانا لا تزال تسبح فيبحر منزه عن الحدود والكيفيات طول الحياة وبعد الممات ، جادا على منهاج سراج أفق الألوهية ومعدن الأسرار الربانية مصحوبا بنوره ، مغمورا في ألطاف ربك ، وفي قوله رضي الله عنه: " مغمورا بالنور مصحوبا بأنواع اللطف والرحمات " قال سيدي تعالى عنه: فيه الإشارة إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم اذ بها يكون صلى الله عليه وآله وسلم معك ، وهو النور الذي يمكنك أن تبصره ، لأن نور الذات الأقدس لا يرى في الدنيا ، واللطف والرحمة يتنزلان عليك بسبب الصلاة عليه كما في الحديث " من صلى على مرة صلى الله عليه بها عشرا" وصلاة الله عليك رحمة عليك ولطف بك.
ولنرجع إلى تفسير " طريق "
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الجمعة أبريل 12, 2013 8:44 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 8:23 pm | |
| تفسير " طريق" فالطاء طهر ، وقد تقدم شرحه. والراء: رحمة. لأنك إذا تطهرت فقد أعددت نفسك لرحمة ربك وهى الطاعة قال تعالى :)ولولا فضل الله عليكم ما زكى منكم من احد أبدا.) والمعصية عذاب لمن لم يطهروا ظاهرهم وباطنهم ، فمتى طهرت فقد رَحَمت ورُحمت. فالطهر كحفر الأساس ،والرحمة كأول بناء يوضع في الأساس ، قال عليه الصلاة والسلام:" من لا يرحم لا يرحم " فمن رحم نفسه بتطهيرها من معاصى ربها رحمه الله بطاعته والتوفيق إليها ، فدخولك في طريق أهل الله يوصلك إلىرحمة الله ، قال تعالى : )ومن أراد الآخرة وسعى لها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا.) فطريق الله هو السعى الموصل إلى رحمة الله تعالى ، ومن أخطاه فقد أخطا الرحمة.
" والياء: يقين". هى عبارة عما يحصل للإنسان الذاكر بسبب الواردات والكشف مما يجعله يزداد إيمانا ويقينا قال تعالى : )وان يروا آية يعرضوا عنها ويقولوا سحر مستمر). ومن الآيات كرامات الأولياء الخارقة للعادة يزداد بها الولى إيمانا ويزداد غيره من المؤمنين إيمانا. " والقاف" : قرب. قرب من الله تعالى ، وذلك بعد الطهر والرحمة واليقين كما قال سيدي على أبو الحسن الشاذلى رضي الله تعالى عنه: واقرب منى قربا تمحق به كل حجاب محقته عن إبراهيم خليلك فلم يحتج لجبريل رسولك ولا لسؤاله منك ، وكيف لا يحجب عن مضرة الأعداء من غيبته عن منفعة الأحياء؟. قوله : طريق الله الإضافة للتشريف ، اى من دخله كان محفوفا ببركة الله تعالى ولطفه ، وبره وكرمه وحفظه وعنايته ووقايته ، وإكرامه وإنعامه ، وإحسانه وبركاته ، ووارداته وألطافه الظاهرة والخفية ممتدا من شجرة الأصل النورانية. فتتزاحم عليه العلوم والمعارف، وتتنزل عليه الرقائق واللطائف. قال سيدي عبد السلام الأسمر رضي الله تعالى عنه : اخبرني جدى عليه السلام: عن تالى وردى يموت على الإسلام. وقال رضي الله تعالى عنه: يا داخل حزبى بشراك. الخير أتاك. فلا تخف كيد الشيطان. قال شيخنا رضي الله تعالى عنه: " أن العاقل الذي يريد نجاة نفسه من جميع المهالك ، ويريد أن يدخله الله في سلك المقربين في جميع المسالك". عرف بعض العلماء العقل بأنه نور روحانى ، به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية ، وهو من أعظم النعم على الإنسان ، إذ به يكون إنسانا ، وبغيره لا يساوى بهيمة ، وقد جعل الله له التكليف ، وبدونه يرفع القلم. قال ابن عاشر رضي الله تعالى عنه:" وكل تكليف بشرط العقل". العاقل هو الذي يفكر في نجاة نفسه من نفسه قال تعالى :]إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى [. فنجاتك بعقلك من سوء نفسك بما سيذكره لك الشيخ ودخولك في حضرة المقربين. يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 8:28 pm | |
| قوله رضي الله تعالى عنه:
" إذا أراد أن يدخل اى أمر من أموره قولا أو فعلا فليعلم أن الله تعالى لابد أن يوقفه بين يديه ويسأله عن ذلك الأمر ، فليعد الجواب لسؤال الحق تعالى قبل أن يدخل في ذلك الأمر ، فان رأى الجواب صوابا وسدادا يرتضيه الحق تعالى ويقبله منه فليدخل في ذلك الأمر فعاقبته محمودة دنيا وأخرى". قوله رضي الله تعالى عنه: " إذا أراد أن يدخل في أمر من أموره"
: معناه نوى أن يقوله أو أن يفعله ، والنية هى العزم على الشئ مقترنا بفعله ومحلها القلب ، والقلب بيت التجلى ، ومكان التخلى والتحلى ، وتارة يكون مع ملك ، وتارة يكون من شيطان.
قال السهروردى رضي الله تعالى عنه: والذي يكشف لنا عن هذا ويوضحه لنا الحديث النبوى ، قال عليه الصلاة والسلام:" إن للملك لمة ، وللشيطان لمة. فلمة الملك ايعاد بالخير وتكذيب للشر ، ولمة الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب للخير. أ.هـ " ونقل الإمام الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه في كتابه روح السنة ما نصه: قال عليه الصلاة والسلام : " إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فان ذكر الله خنس وان نسى التقم قلبه". واعلم يا أخانا في الله تعالى أن الخاطر الذي يخطر بقلبك طالبا منك فعلا أو قولا فاعرضه على الكتاب والسنة ، فان قبلاه فاعلم انه من الملك فسارعفي إنفاذه ، وان لم يقبلاه ففر منه فرارك من السبع واعلم انه من الشيطان.
وقد يوسوس الشيطان للإنسان بأشياء لو نطق بها لكفر ، فإذا وصل إلى ذلك فليعلم انه وصل إلى كمال الإيمان ، ولا يجادل الشيطان فان المجادلة تزيدهتمكنا ، كما نقل ذلك سيدي أحمد زورق رضي الله تعالى عنه ونظمه الناظم بقوله الذي سمعته عن شيخى المحدث الشيخ حبيب الله الشنقيطى رحمه الله تعالى بالمسجد الحسينى وما به يوسوس الشيطان والقلب يأباه هو الإيمان فلا تجادل عنده اللعينا فانه يزيده تمكينا قاعدة أسسها زروق ولم تزل أقواله تروق
قال شيخنا رضي الله تعالى عنه: .قولا أو فعلا
القول ما يلفظ به اللسان ، والفعل هو الذي تفعله الجوارح ، وعلى كل ثواب وعقاب ، وفي كل نور وظلمة ، وسعادة وشقاوة ، ورضا وسخط ، وراحة وتعب ،وقرب وبعد ، وجنون وعقل ، وعز وذل ، وغنى وفقر ، وعلم وجهل ، وبركة ومحقة ،وعدل وظلم ،وقبول ورد ، وتقدم وتأخر ، وجنة ونار. قال الله تعالى (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) وهذا الفرقان هو المميز الذي يعرف به الإنسان الخير وما يتبعه ، والشروما يتبعه ، وأهل التجلى يحجبهم عن كل ما يغضب الله من قول أو فعل.
قوله رضي الله تعالى عنه
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الجمعة أبريل 12, 2013 8:46 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 8:30 pm | |
| الوقوف بين يدي الله تعالى
الوقوف بين يدي الله تعالى يوم القيامة أمر عظيم يرعب النفس ويخيف القلب ، ويبعث على الفرار من كل ما فيه غضب الله تعالى. قال تعالى :(ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون* ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين)وكذلك الحساب أمر يبعث النفس على نقد عملها من قول او فعل ، لان من علم انه سيحاسب حاسب نفسه ، قال الشاعر:
ولو إنا إذا متنا تركنا= لكان الموت راحة كل حى
ولكنا إذا متنا بعثنا= ونسال بعد ذا عن كل شئ
ومن المواقف: الصلاة ، لان المصلى يناجى ربه فإذا تذكر أنه يقف بين يدى الحق تعالى كل يوم خمس مرات كان زاجرا له عن الوقوع في شئ يغضبه.
واعلم يا أخانا إن الآذان بمنزلة النفخ في الصور ، والقيام للصلاة بمنزلة البعث ، لأنه وقوف بين يدي الله تعالى وفيها سماع لكلام الله ، وذكر لله ، وخشوع وخضوع لله.
وإذا كان كذلك فكل من يتذكر انه سيقف هذا الموقف لابد ان ينهاه هذا التذكار للصلاة وموقفها وروعته وما فيها من خشوع وخشية لله عز وجل وتلذذ بسماع كلامه العظيم ، وإجلال وإكبار لمشاهدة هيبة كمال جلال الحق سبحانه ، كل ذلك لابد أن يكون ناهيا وزاجرا عن الدخول في أمر لا يحبه الله ولا يرضاه ومصداقا لقوله تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).
إذا فهمت كلامى هذا لابد أن ينقدح في قلبك معنى غريب لهذه الآية الكريمة.
صلاة الواصلين وصلاة السائرين إلى الله
وكثير من الناس يقول: فلان يصلى ويفعل المنكر ، لأنهم فهموا أن المصلى يستحيل عليه فعل المنكر ، ولعل معنى " تنهى " يختلف باختلاف الأشخاص ، فمنهم من تنهاه عن الوقوع في المنكر بمعنى تمنعه ومنهم من تنهاه بعد الوقوع بمعنى تلومه وتؤنبه فالأول : صلى صلاة الواصلين ، والثانى : صلى صلاة السائرين )عسى الله أن يتوب عليهم( ، وكذلك تلاوة القرآن تعتبر كحساب من الله تعالى للإنسان ، فمن صلى كان كمن وافي الموقف ، ومن سمع القرآن كانكمن وافي الحساب: فكم لك من موقف وأنت لا تتفكر. وكم لك من محاسبة وأنت لا تتدبر. ونومك موت ، ويقظتك بعث.
فكم لك من موت وأنت لا هى يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 9:03 pm | |
| الحياة الطيبة في صحبة الحق سبحانه عنه: فبادر بالدخول في كل أمر من قول أو فعل رأيت جوابه مقبولا وفعله مرضيا فانك ستلقى أمرين عظيمين: في الدنيا حياة طيبة ، وفي الآخرة أجرا عظيما، ويصدق عليك قوله تعالى : [من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون[. وأعظم شئ في الحياة الطيبة صحبة الحق سبحانه وتعالى ومشاهدته والأنس به والتلذذ بذكره ، ومناجاته ودعائه ، وبذلك يكون في جنة المشاهدة التي شرفها التواضع ، كما قال سيدي عمر بن الفارض رضي الله تعالى عنه: تواضع. ذلا وانخفاضا لعزها فشرف قدرى في هواها التواضع والتوجه إلى الجمال العالى ، كما قال أيضا رضي الله تعالى عنه: جمالكم نصب عينى = إليه وجهت كلى وسركم في ضميرى= والقلب طور التجلى وبذلك تشرب من صافي شراب بحر عشق سلطان العاشقين من رحيق مختوم ختامه مسك " وتجل لى ياالهى بسر توحيد الذات المطلسم في آية الأنانية الموسومية ]أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى] حتى يكون ذلك السر روحا لذاتى من جميع الوجوه". فقال ابن الفارض رضي الله تعالى عنه عند ذاك: وصرت موسى زماني = مذ صار بعضي كلى وتقدم مولانا صاحب العلم النفيس سيدنا السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه فقال: " ويناديني منادى التحقيق من حضرة القدس الأعلى بلسان التصديق ]فاعلم انه لا الا الله[محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأنت وارثه على قدمه تهدى بهديه إلى صراط مستقيم ، مرآة الذات المحمدية لكل ذى بصيرة بصيرية ، آخذا عنه بواسطة السلسلة المباركة المتصلة بذى المقام المحمود وبلا واسطة من طريق الجمع الحقيقي بالذي ليس معه لباب إغلاق على بساط انس " واجمع بينى وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ظاهرا" فيما يمكن إظهاره ، " وباطنا" فيما يجب إخفاؤه ، وما ظهرت علوم وحكم ، ومعارف وعوارف ، وخوارق ودقائق ومدارك ، وعجائب وغرائب ، وألزم في البعض الكتمان يقظة في عالم المشاهدة ، ومناما في عالم الغيب ، " واجعله يارب روحا لذاتي "بدل روح حياتي حتى أحيا به حياته ممدا منه ممدا لأحبابه ، إذ لولا الواسطة لما حصلت المعرفة ، فبه عرفت وبه عرفت الأحباب الذين حبهم منه واليه والقائمين بالصلاة والسلام بين يديه ، حتى غابوا عن أنفسهم بنفائس درر معانى نظراته ، في ميادين مجامع حضراته ، فنقلوا عنه ما عز نقله وظهر فضله: وكلهم من رسول الله ملتمس = غرفا ممن البحر أو رشفا من الديم قال شيخنا رضي الله تعالى عنه:" حتى تكون حقيقتي هي البرنامج الكبير الجامع المحيط بأسرار كتاب حضرات الديوان الإلهي ، وأكون المفيض على الكل من الفيض الأقدس ينبوع عين مادة الوجود الإلهي الأزلى ، نبيك سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نقطة وجه جمال حسن الحق المشهود الإلهي الأبدي ، حتى لا يبقى على عين بصيرتي بل ولا على عين ذاتي كلها من خيالات الباطل من شئ حتى تنهزم جيوش الباطل لما جاء نصر الله والفتح". " والنصر والفتح هو الاجتماع الأعظم به صلى الله عليه وآله وسلم". ولا شك أن مشاهدة الحسن المشهود ، به يحصل تمام الشهود القاطع لمشاهدة خيالات الباطل باستتار شمس الحقيقة بأوهام غيوم سحب العلائق العائقة عن تمام الشهود ، إذ بتمام شهوده يحصل النصر المنشود ، الذي بسيفه يزهق كل باطل مفقود ، ويظهر كل حق موجود. قال شيخنا رضي الله تعالى عنه: وقلدنى سيف( جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ). ومن تكن برسول الله نصرته = أن تلقه الأسد في آجامها تجم حاشاه أن يحرم الراجى مكارمه = أو يرجع الجار منه غير محترم ومنذ ألزمت أفكارى مدائحه = وجدته لخلاصى خير ملتزم وبذلك تتحقق الوراثة النبوية التي بها الجمع ونزول الفيض، حتى يكون هو المفيض على الكل بعد الاتصال بمن طارت منه رشاشات فاقتسمها بحكم المشيئة الإلهية جميع المبدعات من بحر زاخر وديم فياض. وكلهم من رسول الله متلمس = غرفا من البحر أو رشفا من الديم وكما قال ختم أهل العرفان سيدنا الشريف السيد محمد عثمان الميرغنى رضي الله عنه. علمه منه العلوم منه العلوم = كعيون من بحور تمتلا فكم لشيخنا علامة وفريد وقته وأوانه مولانا الشريف ذى العلم النفيس السيد احمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه من فيوضات تلقاها ، ومعارف املاها فأضاءت به قلوب صفت ، ووصلت به أنفس رقت ، ووصلت به رجال تخلت ، وشاهدت به أرواح تعلت ، فكان علمه كالإكسير الذي به النحاس إلى ذهب يصير. فكم حل من أسير ، وأغنى من فقير. وكم هذب بكلماته ، وربى بنظراته ، وله في كل زمان تربيات ، ومع كل مريد كرامات ، فهو كالشمس مدت شعاعها ، وأضاءت بقاعها ، فلم تحجبها السماء ،إلا عمن كان تحت سماء ، فاخرج نفسك من تحت سقف كسلك وخمولك ، كى تحظى بعد تلاوة أورادك بنورك ووصولك ، فترى مالا يراه الناظرون ، وتصدق ما قاله العارفون ، فابشر بخير ما ساقك تسخير روحك ، الى وردك المورود ، فعن قريب ستحظى بحوض شيخك المورود ، وانك لهو كما هو أنت ، بروابط أسرار أنوار لوامع علائق روابط أزل اليوم أن نوديت فأجبت ، يوم أن حصل التعارف ، بينك وبين شيخك العارف ، فعرفك وأنت له منكر. ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد أبدا). فبتزكية الله لعباده ، يظهر فيهم اثر إرشاده. يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 9:22 pm | |
| فيوضات وأنوار "ملحوظة" فعليك يا أخانا في الله بجولة فكرك في تلك المعانى ، بعد تطهيرك للأواني ، لعلك أن تدنو من باب دخلنا به كأسلافنا ، دار بلا فناء ، مفتاحه فنا ، فقد أبدلت انسك ، وفرقت بين الأنسين ، لا سيما إذا واظبت على الحزبين الأولين ، فقد تعجب منهما أرباب العصمة ، فعليك يا أخانا بعلو الهمة، فقد آن لك ما أن ، ولكل وقت أذان فأذن مؤذن للبداية ، وأذن مؤذن للنهاية ، ففي أى المرحلتين ذات العيرين أنت ، وهل سرق منك وقتك أم أنت للوقت حفظت؟! وهل ذكرتنى عند تورادك ، أم شغلت عنى بأموالك وأولادك؟! فما حظى بنا ، من نسى قربنا ، ولا نال منا ، من غاب عنا ،ومن حكم العادات ، حرم من البركات ، ومن نظر إلى غيره ، حرم من خيره وميره ، ومن قال انه قد مات ، عوقب بالفوات ، فانظر بعينى قلبك إلى من نظر إليك بهما ولا تكن من الغافلين. فكم من ذكر ربك بالغدو والآصال ، ودع عنك شوراد القيل والقال ، فما خاب من استهدى به ، فعليك بهديه لعلك أن تهدى إلى صراط مستقيم. إن الله قد اشترى منك نفسك فهل حصل منك القبول ، حتى تكون على القدم الراسخ في متابعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فلا تخرج بعد الشراء علىمالك يحببك الله ، وأكثر من قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فانك كنز يغنيك ، والتجاء يكفيك. بفخ بخ لمن لازم التهليل الجليل ، وجعل ديدنه( لا اله إلا الله محمد رسول الله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله ) حتى يفتح الله له حانوته ومخزنه ، فيه]مرج البحرين يلتقيان[ حقيقة وشريعة ، ] بينهما برزخ لا يبغيان[. " أنت على علم الله لا اعلمه أنا ، وأنا على علم من علم الله لا تعلمه أنت " ولكن كما جئتنى بأمر ربك لا بأمر نفسك. ]وما فعلته عن أمرى ][يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان[. يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 12, 2013 9:51 pm | |
| صنفان لا يباعان وذم بائعهما: ]أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة] ولكن يؤجلان[إن يوم الفصل كان ميقاتا[. فيا خسارة نفس في تجارتها = لم تشرى الدين بالدنيا ولم تسم فلؤلى بحريك آلان الحديد ، ولمرجانهما معان ولمعان كل يوم يزيد. ]للذين أحسنوا الحسنى وزيادة] ، [ويزيد الله الذين اهتدوا هدى] ، [وزدناهم هدى[. فبإضاءة لؤلئك ومرجانك ، تبصر أسرار دقائق حقائق إسلامك وإيمانك ، فلا تخرج من بحرك الأول،بغير تغفل عن بحرى شريعتك وحقيقتك حتى تنال منهما اللؤلؤ والمرجان ، وبهما يكشف لك عن حقيقة الإنسان [ ولا تقولن لشئ إنى فاعل ذلك غدا] ، فان أفنيت فقد شاهدت ، ولا يكون ذلك إلا بفنائك ،وان شاهدت فما أفنيت. ويكون ذلك ببقائك. فعجيب أمرك فأعجب منه ولا تعجب من سواك ، ولا يشغلك ما اشغل عمن سواك ،فما أنت إلا دليل لغيرك عليه بما أبدعه منك ، فكيف تحجب بك عنك ،وأنت اثر" كن فيكون" ويقول لك [ وفي أنفسكم أفلا تبصرون]. بحر شريعتك لولاه ما كانت حقيقتك ، وبحر حقيقتك لولاه ما تمت شريعتك. قال أبو عبد الله الإمام مالك بن انس رضي الله تعالى عنه:" من تصوف ولم يتفقه تزندق ، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق" ا هـ. وما الطريق إلا موصل ، فلا تجعله قاطعا بهجراتك مورده العذاب ، فلا ركبت مركب القرب لتصل ، ولا جذبتك جواذب الجذب. الهجرة قبل الفتح وأنت ما هاجرت حتى يفتح لك الباب ، ولكنك أخلدت إلى الأرض ، ارض نفسك فأرضيتها واتبعت نهج غير أولى الألباب ، فلا خوف أقلقك من غيره له حتى تطمئن بذكره ،ولا بعث فيك غيرة تسبيح الطائر في وكره. أما آن لك أن تتخلص من أقفاص نفسك وظلمات حجبك ، إلى أنوار تجليات مشاهدة ربك ، حتى تتنزل عليك كمالات لا تتناهى ، فتدخل في فلاح [ قد افلح من زكاها] فتكسى من سندس [عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق] ونفسك قد زكت وربك ناداها : [ يا أيتها النفس المطمئنة ] ذكرت فزكت فصفت فاطمأنت فصغت فسمعت" ارجعي "عن السوى ، فقد اضر بك البعد عن خالقك ، فهلم يانفس هلم " إلى ربك"الذي خلقك فسواك ، وبما ناسب مستواك رباك ، وكنت ميتا بذكرك احياك ، وفي وادى قدسه أجلسك وهناك ، " راضية " به عمن سواه لما مزقت للسوى ، وأعرضت عنالملك وما حوى ، فصارت بذلك " مرضية " عند من على العرش استوى. فأذن لها بالدخول في حضرة أهل الوصول " فادخلى في عبادى " فهم أفضل من يحبهم ، ولولاهم ما خلقت الجنة ، فهم الوارثون وهى تراثهم ، وهم المنعمون وهى نعيمهم. " وادخلي جنتى " جنة الشهود الإلهي في الدنيا معهم في حضرات أذكارهم " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" وجنة النعيم في الآخرة [إن المتقين في جنات ونهر[. يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأحد أبريل 14, 2013 5:24 pm | |
| لا يحجب عنا من صار منا
فعليك يا أخانا بالتذكر فيما ذكرناه لك ، لعلك ان ترشد بنفسك إلى نفسك لك آية ، فتطوى عنك كثائف الحجب الظلمانية التي أثقلتك ووارتنا عنك ، وما وارتك عنا. وكيف يحجب عنا من صار منا؟ فإلى متى وأنت على ما أنت ، وقد سارت النجب حولك وفرحت بهم أربابهم ، وقد شغلهم نعيمهم عن شواغل أنفسهم عندما شاهدوا ما أمروا به[فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون[. وان في أحزابنا ما تنطق من مذاقته البكم ، وتسمع له الصم ، وأنها لجنة معجلة لمن عكفوا عليها ، فما ذاقها ذو ذوق إلا ولجت به في لجج بحار جواهر المعانى الغالية الأثمان وشعت عليه شموس التجليات التي تغيبه عن الأكوان حتى يقول:" كان الله ولا شئ معه وهو الآن على ما عليه كان ". فتارة يكاد يذيبه خشوعه. وتارة تسيل على الخدين دموعه. وتارة يرى أمرا عجيبا وتارة يرى نفسه غريبا. وتارة يكاد أن يطير من الأجساد. وتارة يهجر النوم والوساد. وتارة يقمر الليل بقمره. وتارة يترقب نداء الحق بسحره. وتارة يذكر حال شيخه فتخضر أشجاره ، وتفوح أعطاره ، وتتزايد أنواره ، وتمد إليه موائد القرى ، ويُدعى إلى صافي الشرب بأم القرى. فلا عجب فقد املآها من املآها ،فطابت بإملائه النفيس ، وأعطاها لمن وافاها وهو صاحب العلم النفيس. إياك أن تشاهد نفسك معنا فجل بفكرك في عجائب كلماتها ،ولازم عليها حتى تتصل ارض قلبك بميازيب غيثها فيصب عليه من جواهر مكنوناتها لترشد بها أنت وترشد من أردناه وأرادنا من إخوانك أحبابنا ، وإياك ومشاهدة نفسك معنا ، فإنها حجابك عنا ، وقاطعك عن إمدادنا ، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ، وهو حسبك ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. فالشيخ والد الروح ، وهوا فضل من والد الجسد ، واحرص عليك منه ، فلا يمل قلبك لغيرنا عنا ، وعندنا ما لو كشف لك الحجاب عن بعض مكنوناته لذهلت نفسك. وان لوامع بروق أحزابنا تنيرك إذا لمعت ، وتصدع عدوك إذا صدعت ، وتغنى فاقتك إذا تليت ، وتملأ علما إذا قطرة به نزلت ، وما صدود نفسك عناه إلا لنفاستها وما تقاعست عنها إلا لتقاعدك عن الكتاب والسنة اللذين هما أصل لها ومنبع فيض فيضانها وشمس قمر لمعانها. فما أردته من أوراد غيرنا ففيها أودع وزيادة ، ولك من فضل الله علينا [ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة[. فكم أشغلت نفسك عنا بأمور تريد فتح أبوابها فما فتحت لك الأبواب ، وأحزابنا مفتوحة لك أبوابها وتعرفك حجابها ، وقد أذناك بها كما أذن لنا من ينبوع الحقائق الوجودية صلى الله عليه وآله وسلم. فأذن أيها المريد من حضرة الشيخ تنل ما تريد وفوق ما تريد. قال سيدي عبد السلام الأسمر رضي الله تعالى عنه: أذن منى نعطيك مناك ولا تخالف علي يتبع إن شاءالله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأحد أبريل 14, 2013 5:27 pm | |
| الاستقامة خير من ألف كرامة لأن كل شيخ مأذون من الحضرة العلية النبوية ففي أوراده إمداده لأتباعه وأولاده ، وبالعكوف على الأوراد والملازمة والمداومة يظهر لك ما اشرنا به إليك ، لكن بشرط الاستقامة التي هي خير من ألف كرامة لمن استقام في طريقنا وتبتل ، عليه البركات تتنزل. ]إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة]..الخ.
معنى " ثم استقاموا"قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لجماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم : ما تقولون في قوله تعالى ثم استقاموا"؟ قالوا : أى لم يذنبوا ، قال :حملتم الأمر على ما هو أشد ، قالوا: وأنت ما تقول؟ قال: لم يرجعوا إلى عبادة الأوثان. وروى عنه أيضا أنه قال:استقاموا قولا وفعلا. وعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لم يراوغوا روغان الثعالب. وعن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه: اخلصوا العمل. وعن سيدنا على رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه: أدوا الفرائض. وعن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : زهدوا في الفانية ، ورضوا بالباقية. قال شيخنا رضي الله تعالى عنه: " وإما إن رأى أن ذلك الجواب لا يقبله الحق تعالى منه ولا يرتضيه فليشرد من ذلك الأمر ، اى أمر كان فانه وبال عليه أن دخل فيه". فان قيل: إن المكروه هو الذي لا عقاب في فعله ، فكيف يكون وبالا؟ " الجواب" : إن الوبال أقسام ومنه الوبال الروحانى القلبى ، ولا شك أن المكروه يضر الروح والقلب. فان قيل : إن حديث النفس بالسوء معفو عنه فكيف يكون وبالا؟ قال عليه الصلاة والسلام:"إن الله تجاوز عن أمتى ما حدثتهما به أنفسها". " والجواب" كما قال سيدي على أبو الحسن الشاذلى رضي الله عنه: القلب له عينان يؤذيهما التفكر في الحرام والمكروه كما يؤذى الريح الشديد البصر. يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأحد أبريل 14, 2013 5:43 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأحد أبريل 14, 2013 5:29 pm | |
| من شرد إلى الشيخ فقد شرد إلى الله تعالى ومعنى الشراد إلى الله تعالى هو الدخول في حلقات العلم كما في الحديث:" أما أحدهما فأوى إلى الله فآواه الله". ويكون أيضا باتخاذ المشايخ الذين يوصلون إلى الله تعالى، ومن له شيخ فليشرد إليه عند الوسواس وليجلس بين يديه ، فانه ترياق الأغيار ولا تنظر إليه نظرك إليه ولكن انظر إليه ظاهرا والى شيخه باطنا ، واستمع إليه ظاهرا والى شيخه باطنا ترى العجب العجاب ، ويفتح لك الباب, ويسهل لك الوصول ، ويؤذن لك في الدخول ، وحسن ظنك به مطيتك السريعة ، حتى تأخذ ما عنده لك من وديعة ، فهو الترجمان بينك وبين أهل البرازخ ، أهل التحقيق والقدم الراسخ. والشيخ المنظور إليه بالنظرين ، رؤيته تقر بها العين ، يذكرك الله مرآه ، ويدنى روحك دعاؤه ورضاه. قال عليه الصلاة والسلام :" أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله " أخرجه الإمام السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه في كتابه المسمى روح السنة ، وذلك لتعلق أرواحهم بالله تعالى وقربهم منه ، فكان مثلهم كحامل المسك إذا دنوت منه شممت رائحة طيبة ذكرتك بصاحب الرائحة الزكية صلى الله عليه وآله وسلم. ولذلك حينما تشم تقول: اللهم صل على سيدنا محمد. كذلك الأولياء يذكرونك الله تعالى بما لديهم من جواذب جذبتهم وروائح روحتهم ، وعرفان عرفهم ، وقرب اعزهم ، ونور سطع منهم ، وسر سرى إليهم ، وفيض فاض عليهم من معدن الفيوضات ، وكلام تسمعه كالمدام. تارة تراهم صفوفا على الأقدام. وتارة تراهم يقظة. وتارة تراهم في المنام ، قطعوا عالم الحس فانزوى أمامهم الحس ، ومزقت لهم العوائد ، فان زرتهم على أى حال قبل أو بعد نلت غالى الموائد. أنفاسهم عطرية. يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأحد أبريل 14, 2013 5:40 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأحد أبريل 14, 2013 5:35 pm | |
| الشيخ العرف من سبل الله تعالى
والشيخ العارف ممن سبل الله تعالى الموصلة إليه ، ومن هدى إليه فقد هدى إلى سبيل الله تعالى ، لكن يبحث عنه بجد واجتهاد:[والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا[. والعارف بالله تعالى : هو الذي عرف الله تعالى وقام بحقه ،وعرف رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقام بحقه ، وعرف أولياء الله تعالى وقام بحقهم ، وعرف المؤمنين وتخلص من تبعاتهم. والعرف من عرف نفسه كما قيل :" من عرف نفسه عرف ربه" فالنفس بها كمالات ونقائض ، فمن عرف الكمالات فأبرزها ، والنقائض فعالجها فذاك العارف.
عارف:- العين : علم والألف: انفصال عن السوى اتصال بمن على العرش استوى. والراء : رغبة في الآخرة. والفاء: فرار إلى الله. فالمعرفة : علم وانفصال واتصال ورغبة وفرار إلى الحق سبحانه وتعالى يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأحد أبريل 14, 2013 6:02 pm | |
| الفصل الثاني :
العلم الكسبي والوهبي
والعلم علمان: كسبى ووراثى
قال عليه الصلاة والسلام" من عمل بما علن وأورثه الله علم ما لم يعلم"
فالكسبى : يؤخذ من صدور الرجال
كما قال لى سيدي عبد العالى رضي الله تعالى عنه قبل مجيئى إلى الأزهر :"
العلم يؤخذ من صدور الرجال لا من الكتب"
وهى : وهو أنواع:
وأوله : ما كان بواسطة روح الواسطة بينه وبين عين الحقائق صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو خفي وربما يخفي على الملتقى فضلا عن القارئ.
وإذا كان الفيض في حال فربما خفي عن المريد المتلقى بعض ما كتبه إذا تنزل عن ذاك الحال ، وقد يكون مناما ، وقد يكون بين اليقظة والنوم ، وقد يكون كلاما بواسطة شراب أو طعام يقدمه شيخه له ن وقد يكون كالبذور في أرض قلبه ، وبحسب خصبها ينمو زرعها ، وقد يكون عن الشيخ يقظة بمشاهدة قلبية أو مشاهدة ظاهرية.
والثاني: الاتصال بالحضرة النبوية ، وهو اتصال عظيم يختلف باختلاف المقامات [وما منا إلا له مقام معلوم] ، [هم درجات عند الله ]
وبحسب الدرجات تتنزل الفيوضات ، وأعلاها درجة رؤيته صلى الله عليه وىله وسلم يقظة والسماع منه.
خرق الحجب
واعلم يا أخانا بارك الله فيك
أن رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم يقظة تكون على طريق خرق العادة ، وذلك بعد أن تصل إلى رؤية ما وراء الجدار ونحوه، ولا يكون بعين البصر ، وإنما يكون بعين البصيرة القلبية ، ويكون في حال عجيب ، وعند احتجاجه صلى الله عليه وآله وسلم.
وإذا حضر صلى الله عليه وآله وسلم بمجلس ولم تحصل لك رؤيته ربما شعرت باهتزاز الأرض ، وذلك لك دون غيرك ، وربما شممت رائحة طيبة.
أقرب الطرق لرؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلم
وفي الصلاة العظيمية ما يكشف لك كثيرا من مثل هذا ، فعليك بها إن أردت أقرب الطرق وأهونها عليك بهذه الشروط وهى:
1- أن تسبغ الوضوء مراعيا فضائله مع استعمال السواك.
2- صلاة ركعتين : الأولى بالفاتحة والنصر ، والثانية بالفاتحة والإخلاص.
3- بعد السلام تذكر ذنوبك وتنوى التوبة النصوح من جميع المعاصى ، ثم تتلو الاستغفار سبعين مرة والاستغفار الكبير سبع مرات ، ثم تتلو الفاتحة لشيخك وتشاهده بقلبك عن يمينك ثم تشاهد الحضرة النبوية أمامك.
4- ثم تتلو الصلاة العظيمية بقدر الاستطاعة وتفتح عينى قلبك عند قولك " تعظيما لحقك يا مولانا يا محمد يا ذا الخلق العظيم".
ولا تزال تترقى ما داومت على هذه الكيفية ، وقد أشار إليها السيد الختم الميرغني رضي الله تعالى عنه ، وقليل من
هذا خير من كثير.
فلا تجعلن قولي هذا منك موضع الإهمال ، حتى يفتح الله لك ما تعسر من الأقفال.
واجتنب عند ذلك أكل البصل النيئ والثوم والكراث والفسيخ وكل ذى رائحة كريهة ، ولابد من حلق ما أمرت بحلقه ، والمسك اطيب ، وبخور المستكى التركى مع شئ من العود أو عود الند.
قال ابن النحوى رحمه الله تعالى :
وإذا أبصرت منار هدى = فاحذر إذ ذاك من العرج
لتكون من السباق إذا = ما جئت إلى تلك الفرج
فهناك العيش وبهجته = فلمبتهج ولمنتهج
وقد وقف بنا القلم هنا ، وسنرجع
إن شاء الله تعالى في ذكر مثل هذا إليك في رسالة خاصة بالصلاة العظيمية.
قال شيخنا رضي الله تعالى عنه:
" فإنه وبال عليه إن دخل فيه"
قال سيدي الشيخ صالح الجعفرى:
أى ذلك الأمر الممنوع شرعا.
والوبال : هو العذاب ، فتارة في الدنيا والآخرة ، وتارة في الدنيا ، وتارة في الآخرة.
واعلم يا أخانا هداك الله وهدانا: أن مشايخ الطريق يقولون في كلامهم :" تجمعنا الطاعة وتفرق بيننا المعصية ".
وأي وبال أشد على المريد من التفرقة بينه وبين شيخه؟
اعلم أن كل شيخ طريق مأذون من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ونظراتهم روحانية.
وأحوالهم محمدية ، جليسهم لا يشقى ، ومريدهم بهم يرقى.
يتبع إن شاءالله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأحد أبريل 14, 2013 6:20 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأحد أبريل 14, 2013 6:16 pm | |
| لابد من الوسيلة لبلوغ الطلب [ففروا إلى الله] إلى رسله عليهم الصلاة والسلام ،والى علماء شريعته ،والى أولياء حضرته ، فان الإنسان وحده قليل ، وبإخوانه كثير ،والذئب يأكل القاصية من الغنم ، فلا تطلبن طلبا بغير وسيلة ، لان الوسائل هى الأسباب التي توصلك إلى المقدور ، وتاركها يكون من المعتدين في الدعاء ، فان الذي يسال الله تعالى الذرية ولم يتزوج يكون معتديا لتركه الوسيلة ، وهى السبب الذي يوصله إلى المقدور ، والمدار كله على العلم إذ به الدنيا والدين. قال عليه الصلاة والسلام :" ومن أرادهما معا فعليه بالعلم" يعنى الدنيا والآخرة
يتبع إن شاءالله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأحد أبريل 14, 2013 6:22 pm | |
| وأصول الصوفية : تنحصر في هذه الكمالات:
1. فناء في الشيخ. 2. فإذا رأى منك قدمك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 3. فإذا رأى منك النبى صلى الله عليه وآله وسلم الفناء فيه صلى الله عليه وآله وسلم قدمك إلى الله تعالى. ثم سافر هذا الرجل إلى المدينة المنورة ومكث بها زمنا ، ثم رجع إلى بلاده ، وتوفي بها عام 1370هـ تقريبا عليه الرحمة والرضوان. ومن الوبال على المريد إنكاره على شيخه المباشر ، أو على شيخه الذي في البرزخ وعليه أن يسلم تسليما.
ثلاثة على خطر سمعت من شيخى وأستاذى الذي هو كان سببا لى في الخير الكثير أخذت عنه العهد منذ خمسة وثلاثين عاما وذكرت معه كثيرا ، وخدمته ولازمته ورأيت منه الكرامات والبركات. سلالة السبط سيدنا ومولانا السيد الحسن رضي الله عنه ، ألا وهو السيد محمد بن السيد عبد العالى ابن الإمام شيخ الطريقة ومعدن الحقيقة سيدنا ومولانا السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنهم أجمعين. سمعته وهو شيخى وأستاذي السيد محمد عبد العالى الملقب بالسيد الشريف يقول :
ثلاثة على خطر :
ابن الشيخ ، وزوجته ، وتلميذه المقرب إليه. 1- لأن ابنه يعتمد على جاه والده ويتكاسل عن العمل ، أما إذا اتبع والده نال حقين : حق العمل ، وحق القرابة. 2- والزوجة يخشى عليها مخالفة أمر الشيخ وغضبه ، أما إذا أطاعته فلها حقان : حق العمل بالأوراد ، وحق الزوجية. 3- والتلميذ المقرب من الشيخ ربما اطلع على عبادة الشيخ فاستقلها في نظره أو يرى شيئا لا يعجبه فيظن سوءا فيهلك ، أما إذا أخلص للشيخ كان له حقان : حق الأوراد ، وحق الخدمة للشيخ" انتهى كلامه. وممن نال ذلك الخير الشيخ إبراهيم الرشيد تلميذ سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنهما فإنه تتلمذ لسيدي أحمد ووالى خدمته حتى إن سيدي أحمد قبض ورأسه الشريف على حجر سيدي إبراهيم. نسأل الله أن يرزقنا رضا المشايخ ، وبصرف عنا شر غضبه أنه نعم الكافي القدير. يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأحد أبريل 14, 2013 6:25 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأحد أبريل 14, 2013 6:23 pm | |
| ومن الوبال في الدنيا رؤيته لنفسه شيخا مع الشيخ قبل أن يأذن له. سمعت حكاية عن بعض العلماء : أن تلميذا للشيخ الغزالى رضي الله تعالى عنه صار يدرس بالبلد التي بها شيخه ،فحدثته نفسه بالخروج من تلك البلدة وأنه استغنى عن الشيخ. فركب السفينة وسافر ، ففي وسط البحر اضطربت الأمواج وتحركت السفينة ، فقال للبحر اسكن يا بحر إنما عليك بحر مثلك. فمدت إليه سمكة من البحر رأسها وقالت له : يا أيها البحر ما قولك في رجل مسخ هل تعتد عدة وفاة أم عدة طلاق؟ فسكت ولم يجب بشئ ، وقال لملاح السفينة : رد السفينة إلى حيث بدأنا السير ، فرجع إلى الشيخ الغزالى ، فقال له : ما الذي ردك من سفرك؟ قال : سؤال سُئلته. ثم ذكر له سؤال السمكة ، فقال له الشيخ الغزالى : ننظر فيه أن كان مسخ حجرا اعتدت زوجته عدة وفاة. وأن كان مسخ حيوانا آخر اعتدت عدة طلاق. فرجع التلميذ ، فلما وصل المكان من البحر خرجت له السمكة، فقال لها الجواب الذي سمعه من شيخه ، فقالت له السمكة :" ذاك البحر لا أنت"ا هـ. وهكذا أن شاء الله كلما وقفت فكرتى سفينتى حتى يقال لى :ذاك من الشيخ لا منك. يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الثلاثاء أبريل 16, 2013 9:52 pm | |
| إشارات خفية خطيرة وهكذا في الحال ما يغنى عن المقال ، وفي الإشارة ما يغنى عن العبارة ، وفي التسليم شراب التسنيم ، وفي المحبة شراب المربة ، وفي المشاهدة ما يغنى عن المجاهدة ، وفي مشاهدة ابن إدريس ما يغنى عن التدريس ، وفي ملاحظته تنزيل عبارته ، وفي خياله فيوضات مقاله ، وفي إكباره أسراره ، وفي لمعان أنواره وأحزابه فتح بابه ؟ وفي أوراده نفه أولاده ، وفي تكريم أولاده عين وداده ، وفي حب ابنه السيد عثمان ما يقربك من خمر الدنان. وقد سلمنا له حاله ومقاله فاستفتح سماء العلو ، ففتح له ما عز على غيره، فكان منا مكان القلب من الجسد ، فكشف له بحبه لشيخه ونال بانتسابه إليه الدرر الغوالى ابنه السيد عبد العالى. وكم من مغترف ، وكم من سامع ، وكم من سابح في بحره المتلاطم الأمواج المالئ للفجاج ، فعليك بالاتباع لهذا الشيخ عالى الهمم ، راسخ القدم حتى تذوق من مودته وتنال من بركته ]رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت أنه حميد مجيد[ من كنوز غيوب أسرار أوراد شيخه وبخدمتك له ما يسخر لك العوالم. وقد نال ابن السنوسى من إخلاصه لشيخه الوراثة الجامعة للصفات المحيطة بجميع التجليات ، فقيل فيه كشيخه ذى الأفعال الأحمدية ، وهكذا جذب ابن الأهدل ، جذب الشيخ من مكة إلى اليمن فأكمل وهكذا جذب المجذوب ، ونال به ظافر فظفر ، واظهر الرشيد العجائب والعبر. وهكذا كان السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه ، بحر علم زاخر ، وفيذ قدس طاهر ، مربيا ربانيا ، وطبيبا روحانيا ، ما غمدت أسيافه ، ولا أنكرت القرى أضيافه ، فإن الدليل فعليك بأوراده ؛ لتكون من جملة وراده. فكم ورد عليك واردون ، وانتفع بعلمه السامعون ، وككم أحيا قلوبا فاستنارت ، وغلى سماء العلى طارت ، تلاميذه عارفون ،وأتباعهم أحمديون. له في كل زمان رجال تظهر ، وأسرار تبهر ، وعلامات نجمية ، ومدارك إدريسية ، تربيته لا تنقطع عن أحبابه ، ولهم موائد أنسه واقترابه ، له دول وجولات ، وجنود كالجبال الراسيات ، وكم عليه نعم من الله تترا [ اعملوا آل داود شكرا[. ومن الوبال على المريد اختلاطه بالمنكرين الذين كلامهم كالحجارة ، وان قلب المريد كالزجاجة " والزجاجة كسرها لا يجبر" فمن عرض قلبه لهم فقد عرض زجاجته للكسر. واعلم يا أيها المريد هدانا الله وإياك لنوره التام ، وأدخلنا وإياك في حضرة القدس التي لا يكدر صفوها بوجه من الوجوه : أن الآية في اللغة هى العلامة التي تدل على الشئ المراد ، وهى إما قولية كآيات القران الحكيم ، وإما فعليه بلا واسطة ترى كالسماء والأرض ، وأما بواسطة كالمعجزات للرسل عليهم الصلاة والسلام ، والكرامات للأولياء لأن الآية من القرآن العظيم دليل على وجود الله تعالى ، والسموات والأرض وما فيهن دليل كذلك. والمعجزة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دليل على صدقه ، والكرامة من الولى دليل على صدق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. إذا علمت كلامي هذا علمت معنى قوله تعالى :[وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم [. فجلوسك مع المنكرين وسماعك لقولهم حرام ، إذ أنت مأمور بالإعراض عنهم ، ففكر في قولي هذا ولا تهمله فإنه نفيس أن شاء الله تعالى.
يتبع أن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الثلاثاء أبريل 16, 2013 10:03 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الثلاثاء أبريل 16, 2013 9:57 pm | |
|
قال سيدي أحمد بن إدريس صاحب العلم النفيس رضي الله تعالى عنه:
الأب أبوان: أبو الروح وأبو الجسد . وأبو الروح أفضل من أب الجسد ، وأراد رضي الله تعالى عنه بأبى الروح شيخ الطريق. وأما أن كان الشيخ من العترة الطاهرة النبوية فيجب حبه لذلك زيادة على حبه لكونه شيخا. وإنني أعجب بهذين البيتين للشيخ الأكبر سيدي محيى الدين بن عربى رضي الله تعالى عنه: جعلت ولائى آل طه فريضة على رغم أهل البعد يورثنى القربى فما طلب المبعوث أجرا على الهدى ببعثه إلا المودة في القربى ومن الوبال على المريد انتماؤه للمدعين ممن يدعون الاجتهاد ، وينكرونعلى الأئمة رضوان الله تعالى عليهم ، وهم لا يعرفون القرآن ولا الحديث ولاعلم الأصول فهم فتنة بين المسلمين ، وهم أضر على المريد السالك من المعاصى. ومن العجب أن حالهم لا يعجب أحدا إلا الجهال وشركهم لا يصطاد إلا الجهال كما قال الشاعر: إن الطيور على أشكالها تقع. ومن علاماتهم غبرة على وجوههم ، وأنهم من أهل الوجهين ، وبخلهم إلا على من يوافق قولهم ، وكثرة كلامهم بغير ذكر الله تعال ، وإظهار الحماقة عند الحديث معهم واحتقارهم لمن دونهم ولو كان أعلم وأشرف ، وكثرة غفلتهم عن ذكر الله تعالى ، وكثرة الرياء واعتناؤهم بكل ما يراه الناس ، وبغضهم للصوفية ، وإنكارهم عليهم ، وإنكار كرامات الأولياء ، واتخاذهم قولهم مهنة للعيش ، وعجزهم عند المناظرة مع أى عالم ، واحتقار جميع المسلمين وتضليلهم وتسفيه آرائهم. فالمريد السالك في طريق الله تعالى يحذر هؤلاء ، ويصحب الأخيار. ومن الوبال على المريد أن تحدثه نفسه برؤية الحق سبحانه يقظة ، أو أن يرى نورا منه ، أو يسمع له كلاما ، أو يشم له رائحة. كل ذلك مكن صفات الحوادث ومستحيل على الحق سبحانه وتعالى. وإذا رأى نورا أو شم رائحة طيبة ، أو سمع صوتا بكلام طيب فإنه يكون ممن قال الله تعالى له:( إن الذين يبايعونك أنما يبايعون الله ) فكما أنه ناب عن الله تعالى في البيعة لاستحالتها عليه تعالى بالكيفية المعهودة ، كذلك ينوب المريد السالك الذاكر من خوارق العادات ، أو أن يكون ملكا من قبل الحق سبحانه وتعالى ، أو أن العمل نفسه ينتقل إلى درجة الحس فتقوى الروح نوره وتشم رائحته الطيبة ، والله تعالى أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الثلاثاء أبريل 16, 2013 10:14 pm | |
| ومن الوبال على المريد الصادق تعلق حب الدنيا بقلبه ، وذلك دليل على حياته الأولى النفسية العادية. قال ابن الفارض رحمه الله تعالى :" ها أنت حي إن كنت صادقا مت " يعنى ميولك إلى الدنيا وإلى شهواتها واغترارك بنفسك ، ورؤية عملك دليل على حياتك. أن كنت صادقا في حبك لله تعالى كن معه كالميت الذي ترك الدنيا وما فيها: ومن الدلائل أن تراه مسلما وفي حياتى قتلى والمراد بالموت قطع النفس عن شهواتها كما ينقطع الجسم بعد الموت عن عيش الدنيا ولذائذها. ومعنى الحياة أن تتغلب الروح على الجسد ، ويكون لها الحكم النورانى والتعليق الرحمانى
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الثلاثاء أبريل 16, 2013 11:05 pm | |
| جنود الهوى : فكانت العين تهوى النظر إلى ما تشتهى ،والأذن تهوى سماع ما تشتهى واللسان يهوى من الكلام ما تشتهى النفس،واليد تتحرك على ما تأمر به النفس،والبطن والفرج إلى ما تأمر به النفس، فهذه هى جنود الهوى للنفس الأمارة، فإن تغلبت النفس على الروح
واستولت على تلك الجنود كان الإنسان حيا بالحياة الحيوانية الشهوانية ، وان تغلبت الروح على الجسد كان لها الحكم على تلك الجنود
فالأول: هو الميت يعنى الشهوات
والثاني: هو الحى يعنى بالحياة الروحية الملكية ، قال ابن
الفارض رحمه الله: فأهل الهوى جندى وحكمى على الكل.
فاستمع إلى تلك الغرائب
لعلك أن تشهد بعض العجائب ، ففي الحزبين الأولين من أحزابنا ما يكشف لك عن سر كلامنا
، فجل فيهما بروحك حتى تموت نفسك ، وينقطع عن السوى أنسك ، ثم تموت وتحيا
بها ، وتكسى ثياب القبول والبهاء.
فمن كلماتها ينهل عليك فرات عذبها المنهل ، من مناهل ما وراء المثل ، وقد جعلنا فيها ما أودعته ابن عربى في مؤلفاته ، وابن الفارض في منظوماته.
لا تثريب عليك أن تقرأ غير تلك الأحزاب. فقد جمعت لك ما حضر وما غاب.
هذه الكعبة ولكن أين الطائفون؟
وهذه عرفات العرفان فأين الواقفون؟
هذه يخرج منها للناس فأين الشاربون؟
واعلم أن لكل شيخ طريق عقاقير في أوراده تصلح لأولاده السالكين طريقه ،فيها فيتامينات التقوية والتغذية ، وفيها بلسم الشفاء ، وفيها ما وصوله وهى روحه وريحانه.
ويقول سيدي عبد السلام الأسمر رضي الله تعالى عنه:
يا تارك وردى ما تنده بى.
ويقول: واللى عرف شيخه يحميه ، واللى خدم شيخه من خمرته يسقيه.
ويقول: مريدى ينطق بريقى في كل قصيدة.
ويتكلم عن شيخه رضي الله تعالى عنه:
سيدي وأبى وسلطانى
من البعد جانى يرعانى
كالطير حايم آه آه
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس السبت أبريل 20, 2013 3:00 pm | |
| وعلى المريد العاقل إذا سمع كلاما لأى ولى وصف به شيخه أيضا ولا يرى شيخه أقل من غيره بل يغتفر له تقديمه على أقرانه من أهل زمانه قال ابن الفارض رحمه الله تعالى : وفي حياته قتلى. فهما قتلان وحياتان فالقتل الأول: قتل الروح ،وهو كناية عن تغلب النفس عليها. والقتل الثانى: قتل النفس وهو كناية عن تغلب الروح عليها ، وهكذا شهداء المعارك. واعلم يا أخانا إذا أردت أن تدخل في شهداء المعارك لتنال إحدى الحسنيين بإحدى القتلتين في ميدان القتال،فاقتحم ميدان الرياضة والعزلة والانفصال،فتحيا بإحدى القتلتين حياة الشهداء الذين هم أحياء بعد قتلهم وعند ربهم ، ولهم اتصال بأحبابهم ، ولهم فرح بهم وبقدومهم إليهم. أما في جنة عدنهم وإما في مشاهدة ربهم ، ولكل أدراك وتوجه ، وانتباه واتصال وقرب ، وجذب وحب ، وامدادات وبركات ، ونفحات وخيرات. وتهيأ يا عبد الله بروحك ، وأنصت بقلبك لما سيلقى عليك : ان حب الدنيا في قلب المريد ]كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت[. فحرك نسمات قربك الماحية لنعوتك. لتمحو معها بيوت عنكبوتك. فما حل إلهى في بيت عنكبوت. لا ، والذي نفسي بيده حتى يموت ، فتخل عن سفاسف أمورك ، وانظر بعين قلبك إلينا وما سطرته يدك من سطورك. ]فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب] ،[هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب] وان حجابك عنا رؤيتك لنفسك ، وغفلتك عن حظيرة قدسك ، وأن سفاسف أمورك اشتغالك بدار غرورك أو ميول قلبك إليها لتغنى ، إذ كلما مال إليها مال عنا. فلا ميول في طريقنا لمن تذوق المعانى ، ودخل في الميدان ، وظهرت له المرائى ، وصار هو المرئي والرائي ، وعرف ما لم يعرفه الغير ، وكان على جادة الطريق في السير. عليكم بالأحزاب بعد تلاوة القرآن العظيم فعليك بالأحزاب بعد تلاوة القرآن العظيم ، تتنزل عليك معانى أسرار السبع المثانى والحواميم. ثم عليك بالأحزاب التي ما سطرها ولى في أوراده ،ولا قدمها متقدم لأولاده ، فهى خطيبك الذي يهتز منبر قلبك لعظاته ، وشيخك الحاضر الذي تصغي بروحك لجواهر كلماته ، وغناك من فقرك ،وعلمك بعد جهلك ، وجندك الناصر،وبأسك القاهر وسلطانك المجند ،وقصرك المشيد، فإذا أهملتها فقد أضعت عزك،وأوقفت سيرك ،وعطلت النجب واليعملات،وحق لك أن تبكى عليك الباكيات. وهكذا حال من ترك الأوراد ، واقتحم العقبة بغير زاد. وأدخل سيفه في قرابه ، والعدو على بابه ونسى الحرب والمعركة ،ولم يذكر قوله تعالى[ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة] واعلم يا أيها الإنسان إن أثمرت أشجارك بالورد. فبما أعطيناك من ورد ، وما شم منك من طيبها لا منك ، ومنا وإلينا لا عنك ، فلدينا بحار تعلو أمواجها ، ويعجزك عبور فجاجها
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس السبت أبريل 20, 2013 3:04 pm | |
| أيها المريد أعنى على نفسك فأعنى على نفسك بنفائس الأحزاب التي تطيب بها أنفاسك ،وتكثر حراسك وتزاد أنوارك ، وتطيب ثمارك ، ففكر فيمن وكلت إليه ، وكان معول سلوكك عليه ، نظراته تحييك ، وإمداداته تبقيك ، فحليهن به إذا وافاك وبإقباله عليك رباك. وباقباله عليك رباك. نعم قد أحالنا شيخنا إليه ،وأوقفنا بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم ،إذ منه انشقت الأسرار ، وانفلقت الأنوار ، وفيه ارتقت الحقائق ، وتحقق به أهل الطرائق. قال ابن الفارض رحمه الله تعالى : فأدر لحاظك في محاسن وجهه تلقى جميع الحسن فيه مصورا ليست لحاظ الرأس ولكن لحاظ القلب ، لمن جلسوا على كراسى القرب. فنظروا بالجميع ، إلى هذا الشفيع ، صلى الله عليه وآله وسلم. نظروا بالجميع وما حققوا النظر ، فكيف لو نظروا إليه بالبصر؟ قال البوصيرى رحمه الله تعالى : وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قوم نيام تسلوا عنه بالحلم فايش تقول في طريقنا هذا الذي مربيك فيه سراج العوالم صلى الله عليه وآله وسلم. وإنها لنعمة كبرى ومنقبة عظمى تتضاءل أمامها الجبال الراسيات ، وتغتبط درر معانيها البحار الزاخرات ، وذلك مما اختص به طريقنا رب الأرض والسماء )(يختص برحمته من يشاء يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في السبت أبريل 20, 2013 3:10 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس السبت أبريل 20, 2013 3:07 pm | |
| أيها المريد أعنى على نفسك
فأعنى على نفسك بنفائس الأحزاب التي تطيب بها أنفاسك ، وتكثر حراسك ، وتزاد أنوارك ، وتطيب ثمارك ، ففكر فيمن وكلت إليه ، وكان معول سلوكك عليه ، نظراته تحييك ، وإمداداته تبقيك ، فحليهن به إذا وافاك ، وبإقباله عليك رباك. وباقباله عليك رباك. نعم قد أحالنا شيخنا إليه ،وأوقفنا بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم ،إذ منه انشقت الأسرار ، وانفلقت الأنوار ، وفيه ارتقت الحقائق ، وتحقق به أهل الطرائق. قال ابن الفارض رحمه الله تعالى : فأدر لحاظك في محاسن وجهه تلقى جميع الحسن فيه مصورا ليست لحاظ الرأس ولكن لحاظ القلب ، لمن جلسوا على كراسى القرب. فنظروا بالجميع ، إلى هذا الشفيع ، صلى الله عليه وآله وسلم. نظروا بالجميع وما حققوا النظر ، فكيف لو نظروا إليه بالبصر؟ قال البوصيرى رحمه الله تعالى : وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قوم نيام تسلوا عنه بالحلم فايش تقول في طريقنا هذا الذي مربيك فيه سراج العوالم صلى الله عليه وآله وسلم. وإنها لنعمة كبرى ومنقبة عظمى تتضاءل أمامها الجبال الراسيات ، وتغتبط درر معانيها البحار الزاخرات ، وذلك مما اختص به طريقنا رب الأرض والسماء ]يختص برحمته من يشاء{
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس السبت أبريل 20, 2013 3:25 pm | |
| ومن الوبال على المريد نسيانه شيخه وتعلق قلبه بغيره وقراءته لأوراد غير شيخه مع ترك أوراد شيخه ، فيقال له كما قال سيدي عبد البرعى رحمه الله تعالى: آثرت غيرى على لكن كما يدين الفتى يدان أو أن يأخذ عهدا غير عهده بأن يدخل طريقا غير طريق شيخه ، أما إذا تحقق وكشفت له الحجب ورفعت له الرتب حتى صار يقول : أمرنا بكذا ، فلا حجر عليه إذ ذاك. فيكون مثله كالمقلد إذا بلغ رتبة الاجتهاد. فتارة يكون مجتهدا في مذهبه الذي درسه ، وتارة يكون مجتهدا مطلقا. قوله رضي الله تعالى عنه : وهذه القاعدة هى أساس الأعمال والأقوال كلها ، فمن تحقق بها ورسخ فيها كانت أحواله كلها مبنية على السداد ظاهرا وباطنا لا يدخلها خلل بوجه من الوجوه. لأنها كالميزان الذي يبين المبهم ، فهذه القاعدة تبين للإنسان نتيجة العمل قبل الدخول فيه وتسمى النتائج التصورية وهى لا توجد لا عند من تحقق بهذه القاعدة. لأنها تأمرك قبل العمل بفكرة ، تدخلك ميادين حضرة ، فيها نتائج الأعمال قبل الدخول فيها. ثم هنا الإنسان إما أن يعلم فيرجع عن قبيح فعله لما علم، وأما أن يعلم ولا يرجع ، وأما أنه لا يعلم فلا يرجع ، فالأول عاقل ، والثانى شبه مجنون ،والثالث مجنون. فالذي علم سوء العاقبة من سوء العمل[فهو على نور من ربه] والذي علم ولم يرجع فهو كما في قوله تعالى : [وأضله الله على علم ]. ومن لم يعلم فهو ضال خاض مع الخائضين بلا علم ]وكنا نخوض مع الخائضين [.أى لا علم ولا عقيدة فهو منزل منزلة المجنون. فمن جهل هذه القاعدة أساسا لهمله فقد فاز ، وأسس بنيانه على أساس متين]أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانه خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار ربه في نار جهنم[. ومن تحقق في هذه القاعدة كانت أحواله كلها على الكتاب والسنة ظاهرا بمراعاة الظاهر وباطنا بمراعاة الباطن. والظاهر : الأعمال والأقوال. والباطن : القلب، وفي الحديث : " ... ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ". وكلام السيد رضي الله تعالى عنه يدخل تحت قوله تعالى :" إن الذين اتقوا إذا مستهم طائف من الشيطان" أى وسواس " تذكروا" أن الله ناظر إليهم ]فإذا هم مبصرون[ سبيل النجاة ا هـ. جلالين قال سيدي صالح الجعفرى: " تذكروا " أى ذكروا الله مع وجود غفلة فنقلهم من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود حضرة ، فاطمأنت وجود حضرة ، فاطمأنت قلوبهم بعداضطرابها[ألا بذكر الله تطمئن القلوب[. فلما اطمأنوا شاهدوا ، فلما شاهدوا جاهدوا [ وجاهدوا في الله حق جهاده[، فلما جاهدوا واهتدوا [ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا] ، فلما اهتدوا وعدهم الحسنى وزيادة [ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة[. فلما زادهم جعلوا حبه زادهم ، واشتاقوا إلى وجهه الكريم ودعوه بالغداة والعشى] يدعون ربهم بالغداوة والعشى يريدون وجهه[. فإذا النداء الأقدس من الكمال الإلهي المقدس : أين المشتاقون إلى ؟ فجفت جنوبهم المضاجع ونورهم لمع[ تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا] ، فسهروا الليالى ، وأضاءوا كاللآلى ، وشمروا قانتين ساجدين وقائمين ] أمن هو آناء الليل ساجدا وقائما[ فلما انسلخوا عن بشريتهم وتغلبت عليهم روحانيتهم ، فهؤلاء لا بد أن تكون أحوالهم كلها مبنية على السداد ، لأنها أحوال روحانية مجردة عن دسائس النفس ظاهرا وباطنا ، كصفة الروح فإنها نورانية ظاهرا وباطنا ، كذلك ما صدر منها أن يكون كذلك. وقد نشأ الله المرسلين والأنبياء عليهم الصلاة والسلام على هذا الحال فلم يصدر منهم خلل ما بوجه من الوجوه. وهذه الصفة في الرسل عليهم الصلاة والسلام حقيقية وفي الأتباع وراثية. وكذلك كل ما صدر من خوارق وعلوم ومعارف فإنها بطريق الإتباع والوراثة. وكان من اجلهم وأوسعهم دائرة في هذا المقام نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ربنا إلى الناس كافة ، فجميع الورثة من جميع الأمم إلى يوم القيامة هم وراثه تابعوه صلى الله عليه وآله وسلم. وقد أجاد شيخنا الشفا القطب النفيس مولانا السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه حينما وكلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتولى تربيتنا ، وقد شاهد كثير من إخواننا ذلك إلى يومنا هذا. فاختص الله الآخذين لطريقه المحمدى بالتربية المحمدية يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في السبت أبريل 20, 2013 3:44 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس السبت أبريل 20, 2013 3:29 pm | |
| فاختص الله الآخذين لطريقه المحمدى بالتربية المحمدية. وكأن السيد لاحظ حين تلقيه الذكر الخاص به وأنه فيه الجمع بين الحضرتين وهو : لا اله إلا الله محمد رسول الله. في قوله: واجمع بينى وبينه إلخ ، ما يزيد على التربية لأن الجمع والملازمة يزيدان على التربية. فامتاز هذا الطريق في أوراده بهذه الميزات المميزات له ، وأن صاحبه كانت له القدم الراسخة في المتابعة المحمدية الظاهرة في جميع أحواله ، فكانت الرابطة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رابطة قوية متينة. وقالوا : إن كل مريد يرث من مقام شيخه محاله على قدر اجتهاده واستعداده ووثوق الشيخ به. نقل ابن الأثير عن سيدنا على رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه أنه قال :" ان في هذا الصدر لعلما لم أجد له لقنا لكن أصبت لقنا غير ثقة " ومعنى اللقن : الفهم. قال مولانا العرف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفري رضي الله تعالى عن أجداده: فالشيخ ينظر إلى ذكاء المريد وأمانته على الأسرار:وعدم اغتراره بها بعد ظهرها عليه ومراعاة الأدب مع الشيخ وحفظ مقامه ودرجته عنده ولا كان ليس بذاك. نعوذ بالله من ذلك. يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس السبت أبريل 20, 2013 4:00 pm | |
| كل ما يصدر من الشيخ غيث للمريد واعلم يا أخانا هداك الله وهدانا : أن مثل المشايخ كالسحب تحمل رحمة الله المساقة لسقى القلوب المحمدية لتحيا بها الحياة الطيبة ، وأن رياح حبك وإخلاصك إليهم تسوق غيثهم إليك. فرضاهم غيث ، ودعاؤهم غيث ، وأورادهم غيث ، وطعامهم غيث ، وشرابهم غيث ،واطعامهم غيث وخدمتهم غيث وتوجههم غيث ، وكلامهم غيث ، وثناؤهم عليك غيث وذمهم لك غيث ، وتأديبهم لك غيث ، وكل شئ حاصل منهم غيث. فهئ نفسك لغيوث شيخك عسى أن تحيى ارض قلبك فتخرج من موت روحك إلى حياتها ومن غفلتها إلى التفافها ، ومن سجنها إلى إخراجها ، ومن قيدها إلى حلها ، ومن حرامها إلى حلالها ، ومن حلها إلى حرمها ، ومن حرمها إلى معرفة حرمتها ، ومن حرمتها إلى عرفات معرفتها ، ومنن معرفتها إلى فرط حبها ، ومن فرط حبها إلى حيرتها كما قال سيدي ابن الفارض رضي الله تعالى عنه : زدنى بفرط الحب فيك تحيرا وارحم حشا بلظى هواك تسعرا وبذلك تصل إلى ما وراء ذلك ، وتغيب عن ملك نفسك وجميع الممالك وتفكر في قوله تعالى : [ كل شئ هالك إلا وجهه[. فتبحث بعد حياتك عن الحي ، وبعد فنائك عن الباقي ، فتدرك ببحثك كل شئ إلا الذي [ ليس كمثله شئ[. فعند ذلك تكون حيرتك عبرة ، وجهلك حكمة ، وعجز قدرة ، وعدم إدراكك إدراكا. ثم تفكر في العرش العظيم وفي مكانه وزمانه فيرجع عقلك إليك عاجزا كليلا، فكيف انت أمام خالقه ومبدعه؟ قد أعجزتك روحك علما وهى بين جنبيك. وهكذا عجزك عنها بين يديك دواليك. فهل عرفت روحك يا ابن التراب والسماء؟ أم وقفت عند جسمك الذي هو من طين من الطين والماء؟ وهل نظرت بعينك مقر رزقك وكيف ينزل عليك؟ فإذا عجزت عن شئونك فكيف تدرك من بيده الشئون ، وأمره بين الكاف والنون؟ فلا تحم حول الحمى فيقتلك الظما. وفكر في قوله تعالى : [وما رميت ذ رميت ولكن الله رمى ]، فسبحان الظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم. تذكرت روحى كيف روحى فلم أجد لروحى سبيلا والسبيل هو الوقف فكيف لعقلى أن يفكر في الذي له العقل مخلوق كذا الروح والكيف له الملك والأملاك والعز وحده له الخير والإكرام والعطف واللطف على العرش رب العرش لكن كقوله وليس لنا من بعد ما قاله وصف قال السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه: وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم :" حاسبول أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزن عليكم". قال سيدي العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفرى رضي الله تعالى عنه: جعل السيد رضي الله تعالى عنه: القاعدة الأولى كلها شرحا لهذا الحديث ، وإنه لشرح عظيم مطابق لمعنى الحديث. فإذا رجعت إلى القاعدة من أولها علمت ذلك ، والله الموفق إلى سواء السبيل ، وهو حسبى ونعم الوكيل يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس السبت أبريل 20, 2013 4:29 pm | |
| الفصل الثالث :
حاسبوا أنفسكم
قوله :" حاسبوا
أنفسكم... إلخ "
المحاسبة أنواع:
فيحاسب نفسه على الاختلاس وعلى الحرف في القرطاس، وعلى البرق إذا لمع ، وحمام الأيك إذا سجع. وهل ذكرها البرق بريق الحمى وسجع الحمام لدمع همى
وقول المهيمن : " إذ هُما" فالشئ بالشئ يذكر ، والذنب بالتوبة يغفر. ويحاسب النفس على نفاستها وتكريمها [ ولقد كرمنا بنى آدم] ،وعلىتعليمها بعد جهلها ] علم الإنسان ما لم يعلم وعلى خطاها على الأرض وأينسارت [ ونكتب ما قدموا] وآثارهم وعلى غفلة حجبتها ، ونظرة سمتها ،وفيالحديث النبوى :" النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ".
وعلى كلمة قالتها : لو مزجت بالبحار لمزجتها ، ألا وهى الغيبة التيأجمع العلماء على أنها من الكبائر ، ولا تجوز غيبة المسلم مطلقا على أى حالمن الأحوال ، وهذا هو ظاهر الكتاب والسنة.
ويحاسب نفسه على تركها من العلم ما وجب ، وعلى المال ما اكتسب ، ومن أين طريقه ، ومن أين جاء وإلى أين ذهب؟
وعلى الموت إذا نزل بإنسان ، وهل ذكره ذلك موته وفراقه الأهل والإخوان؟
وعلى ما أنبتت الأرض من الزرع والزهور ، وهل ذكره ذلك البعث والنشور؟
وعلى النار إذا أحجبت ، وهل ذكرته الجحيم التي سعرت؟
وعلى رؤيته للحدائق والثمار ، وهل ذكره ذلك دار القرار؟
وعلى نظره إلى المبدعاتوالجبال الراسيات والبحار الطامحات ، والرتع السارحات ، والأطفال والأمهات ،والسفن الجاريات. وهل تذكرت نفسه عند ذلك قوله تعالى :[ ومن آياته الجوار في البحركالأعلام]؟
أم ظن أنه على غفلته عن ذلك لا يلام؟ إذا كان كذلك ، فما الفرق بينه وبين الأنعام؟. خلقك الله أيها الإنسان لتحاسب نفسك ، وتارة تهوى مع الهاوين[ثم رددناه أسفل سافلين]، [ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى[.
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الإثنين أبريل 22, 2013 8:09 pm | |
| فيوضات اعلم يا أخانا واسمع هذا بمسامع قلبك عساك أن تشرب من صافي وردك ، أن الله تعالى جعل في الدنيا شمسا للنهار وقمرا لليل ، فأهل النهار يسبحون في ضوء شمس نهارهم ، وأهل الليل يسبحون في ضوء قمر ليلهم ،ويشترط في إدراك نوريهما سلامة ما بها لإدراك. وجعل الله تعالى النبى صلى اله عليه وآله وسلم شمس نهار القلوب وقمر ليلها ، فمن شاهده بقلبه السليم الإدراك سبح في كوثر نور شمسه وقمره صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أن من سبح في ضوء شمس نهاره ونور قمر ليله تأتى أعماله كاملة كما ينبغى ، لوجود النور الذي يميز به ، كذلك الذي يسبح بقلبه في كوثر النور المحمدي تأتى أعماله الدينية والدنيوية كاملة بالكمال المحمدي،وهذا الكوثر النوراني هو المسمى بالسر الساري في سائر الأسماء والصفات ، أعنى أسماءك في درجاتك وخطوات روحك ،فتارة تسمى راضية ،وتارة تسمى مرضية... إلخ. وصفاتك من قبض وبسط إلى غير ذلك،فكل صفاتك وأسمائك تكون كاملة بسبحك في كوثر النور المحمدي الذي به تكون نورا فترى كاملا مكملا ويناسبك في هذا المقام الإكثار من الصلاة الكاملة لسيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه وهى : " يا كامل الذات . يا جميل الصفات . يا منهتى الغايات . يا نور الحق . يا سراج العوالم . يا سيدي يا محمد . يا سيدي يا أحمد . يا سيدي يا أبا القاسم . جل كمالك أن يعبر عنه لسان . وعز جمالك أن يكون مدركا لإنسان . وتعاظم جلالك أن يخطر في جنان . صلى الله سبحانه وتعالى عليكوسلم يا رسول الله . يا مجلى الكمالات الإلهية الأعظم". سائلا بقلبك الاغتراف من البحر الأحمدي، وإن أتمه وأكمله ما كان بعد رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم يقظة،وقد يكون بواسطة حال روحاني مع مشاهدة باطنية،وتارة يكون من حيث يعلم المفاض عليه،وتارة من حيث لا يعلم ، ولسعة مدد الفيض لا يدخل تحت حصر هذا الاغتراف المشار إليه. وقد أخبر صاحب هذه الصلوات رضي الله تعالى عنه بأن من واظب على تلاوتهن ينال هذا الاغتراف ، فلا تكن مستريبا فيما لا ريب فيه ،عساك أن تغترف ما قدره الله تعالى لك مع الذين اغترفوا وكانوا هادين مهتدين،ولها أربع عشرة صورة نورانية،تزف بجنود حبك وإخلاصك إلى خير البرية صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الإثنين أبريل 22, 2013 8:16 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الإثنين أبريل 22, 2013 8:15 pm | |
| خروج الأعمال المعنوية في صور حسية عند ترقى الروح
فإن الأعمال المعنوية قد تكون في صور حسية ، فلا تغفل عن إشارتنا هذه لك فإنها نعمت الإشارة ، ولا عن عبارتنا فإنها نعمت العبارة ، ولا تكن ممن شغلته دروسه عن أنسه ، ويومه عن أمسه.
وما أشرت به إليك من أن الأعمال المعنوية تكون حسية ذكره سيدي محيى الدين بن عربى رضي الله تعالى في قوله:
بل يفعل ذلك بمجرد قيام هذه الصفة به ، وحكم هذا الإسم الإلهي عليه ، فإذا تحرك في العبادات التي لا حظ للخلق فيها كالصلاة والصيام والحج وأمثال ذلك بل كل عبادة مشروعة وهو مستمد من هذه الحضرة فينوى في عبادته تلك ما كان منها لا حظ للمخلوق فيها أن ينشئها ويظهر عينها بحركاته أو مسكه عنها إذا كانت العبادة من التروك لا من الأفعال فينشئها صورة حسنة على التمام والكمال ، لتقوم صورة لها روح بما فيها من الحضور مع الله بالنية الصالحة المشروعة في تلك العبادة ، يفعلها فرضا كانت أو نفلا من حيث ما هي مشروعة له على الحد المشروع لا يتجاوزه لتسبح الله تلك الصورة التي أنشأها المسماة عبادة وتذكر الله بحسب ما يقتضيه أمره فيها تعالى ، ويزيد هذا العبد الإنعام على تلك الصورة العملية المشروعة بالظهور لتتصف بالوجود فتكون من المسبحين بحمد الله تعالى ، إنعاما عليها وعلى حضرة التسبيح فيخلق في عبادته ألسنة مسبحة لله بحمده لم يكن لها عين في الوجود.
جاءت إمرأة إلى مجلس شيخنا عبد الرازق فقالت له : ياسيدي رأيت البارحة في النوم من أصحابك قد صلى صلاة فأنشأت تلك الصلاة صورة فصعدت وأنا إليها حتى انتهت إلى العرش فكانت من الحافين به فقال الشيخ: صلاة بروح؟! متعجبا من ذلك ، ثم قال: ما تكون هذه الصلاة لأحد من أصحابى إلا لعبد الرازق ، يقول ذلك في نفسه ، فقال لها : وهل عرفت ذلك الشخص من أصحابى ؟ قالت نعم وأشارت إلى عبد الرازق الذي خطر للشيخ فيه ، فقال لها الشيخ : صدقت ، وأخذها مبشرة من الله.
" أخبرنى بهذه الحكاية عبد الله بن الأستاذ المرورورى بمرورور من بلاد الأندلس وكان ثقة صدوقا".
انتهى من الجزء الرابع ص 217 من الفتوحات المكية وهناك تمام البحث فارجع إليه إن شئت.
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الثلاثاء أبريل 23, 2013 6:18 pm | |
| واعلم يا عبد الله ما سيلقى عليك كشرح لطيف لكلام الشيخ الأكبر سيدي محيى الدين رضي الله تعالى عنه يقول: إن العمل الصالح إذا عمله المؤمن يجعله الله تعالى مخلوقا حيا يسبح الله تعالى كالملائكة الكرام. اعلم أيها الأخ أن الإنسان فيه روح من أمر الله تعالى لا يتصل بها شئ من العمل إلا أحياه الله تعالى كما أحيا الجسم المتصل بذلك الروح ، وتمام حياة الجسم تكون بتمام الجسم وسلامته ، والعمل يكون متصلا بالروح بواسطة الإخلاص الذي وصل به لروحه ، وإلا كان العمل كالجماد ،ولذلك أعمال الكفار وأعمال الأنعام سواء ، كما قال تعالى : )إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل) لان الأنعام ليسوا مكلفين ، فلا لوم عليهم في موت أعمالهم ، ولان حياة الكفار روحية ، وحياة الأنعام حيوانية غير عاقلة. وأنصت بقلبك لتلك الفائدة التي تجعل عملك حيا يسبح الله تعالى،ولا تهملها فإنها غالية عالية. فائدة أخرى قال سيدي محيى الدين بن عربى رضي الله تعالى في النصف الثانى من الجزء الرابع في الفتوحات ص 344: " كما أعطت النوافل أن يكون سمعك وبصرك ، فحقق فيما أبديته لك نظرك فإنك إذا علمت حكمت ونسبت ونصبت وكنت أنت أنت ، وصاحب هذا العلم لا يقول أنني أنا الله وحاشاه من هذا حاشاه ، بل يقول : أنا العبد على كل حال ، والله الممتن على بالإيجاد وهو المتعال". قال مولانا سيدي صالح الجعفرى رضي الله تعالى عنه: يقول لك الشيخ الأكبر سيدي محيى الدين رضي الله تعالى عنه: لا تتهاون بالنوافل. فإن سوقها عند الله حافل. ولها شأن أى شأن. حيث جعلت الحق سبحانه لك سمعا وبصرا يا إنسان. فعليك بحافل سوقها بالليل إذا عسعس. وبالصبح إذا تنفس. وفي الضحى والأسحار. وفي البرارى والقفا. حتى يتحقق فيك معنى الحديث القدسى :" ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به.. إلخ. ولما كان ظاهر هذا الحديث يستحيل عليه تعالى أولته وقلت فيه بفضل ربى تعالى : كنت سمعه ... إلخ" أى كان حبي في سمعه وبصره وجميع جوارحه ، لأن الحب القلبي إذا سرى إلى جميع الجوارح ، وزيادته تكون بسبب حب الله تعالى لعبده الذي يجعل الحب الإلهي ساريا في جميع أجزائه. فالمدار على حب الله تعالى لك لا على حبك له ،وبحبك له عبدته ،وبعبادتك له أحبك ، فلا تنس الحب وأسبابه ، واجعل نوافلك مدامك ، حتى تبصر مرامك. قال ابن الفارض رضي الله تعالى عنه: ونفلى مدامى والحبيب منادمى وهكذا توارد الأحوال ، عند تزاحم مقامات الرجال ، فلا تهملن جوادك عند السباق ، ولا يعوقك عن نهو ضك عائق سباق. وأن تحاسب نفسك على قلقها وعدم صبرها على المكث في المساجد التي هى بيوت الله تعالى ، وأعلمها أنها إذ ذاك تنال ثواب المرابط في سبيل الله تعالى ، وهو الذي يكون حارسا بين الكفار والمسلمين. قال عليه الصلاة والسلام :" وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط". وأن تحاسب نفسك على عدم الرضا بقليل عيشك. وأنه يجب عليك الرضا بما قسم الله تعالى لك. قال تعالى ) نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا). والهم أن الله تعالى قسم المعيشة التي عليها القوام بين الإنس والجن والطير والوحش والحشرات والهوام والبهائم والأنعام والخيل والبغال والحمير والأرض والأشجار والأب والزرع. وقسم أيضا الأنوار العلوية التي عليها قوام الملائكة والأرواح والكواكب والأعمال الصالحة ، وقسم أيضا الأغيار والظلمات. فمن وافق قسم عيشه قسم نوره كان عيشه نورا ، ولحمه نورا وعظمه نورا ودمه نورا ، وبصره وسمعه نورا ، وعقله نورا وكلامه نورا وبدنه نورا ورجلهنورا وشعره نورا ، وعروقه نورا وجلده نورا ، وخاطره نورا ، وحاضره نورا ، وغائبه نورا ، وجميع حركاته وسكناته وخطراته وأنفاسه نورا ، وموته نورا وقبره نورا وبعثه نورا ، وعلى الصراط يرى نورا ، وفي المحشر يرى نورا. قال تعالى : ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم.) يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الثلاثاء أبريل 23, 2013 6:25 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الثلاثاء أبريل 23, 2013 6:20 pm | |
| " حكاية صحيحة " روى لى أن السيد عبد العالي رضي الله تعالى عنه عمل ببلدة الزينية بصعيد مصر " حولا " وهو المسمى شرعا صدقة على الميت ويسمى في مصر " بالمولد" لوالده سيدنا ومولانا السيد أحمد بن إدريس الشريف رضي الله تعالى عنه. فكان السيد عبد العالى يقطع الخبز بيده ويقول:" إنى لأرى لهذا الخبز نورا". وهذا الكلام من قبيل ما قدمته لك في كلامى هذا ، وما أخبر به السيد فهو كشف حقيقى ، لأن سيدي عبد العالي رضي الله عنه يكفيه فضلا أن والده هو العلامة الشريف مولانا السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه ، وأن مربيه وأستاذه هو شيخ العلماء العاملين في عصره ، والذي لم يخالف شيخه قيد شعرة سيدنا ومولانا الشريف السيد محمد بن على السنوسى رضي الله تعالى عنه. وقد يكون النور حسيا متفاوتا في مرآه لاختلاف القابليات المدركة له ،كذلك النور المعنوى يختلف باختلاف المدركين. وقد رأى سيدي عبد العالى الخبز نورا ، وغيره يراه خبزا ، وكلاهما قد طابق الواقع إبصاره ، فمن أبصر بعين قلبع أبصر نورا ، ومن أبصر بعين رأسه أبصر خبزا. ولمنايبة ذكر " الحول" الذي يعمله سيدي عبد العالى لوالده رضي الله تعالى عنهما قد ظفرت بخطاب في اليوم الثالث من كتابتى لهذا الموضوع. وهذا الخطاب لسيدي عالم زمانه ، وإمام أوانه ، صاحب العلوم والكرامات ، والنفحات والبركات سيدي الرشيد الدويحى رضي الله تعالى عنه أرسله لتلميذ له يسمى إسماعيل غيره؟ ؛ لأن الخط الذي وجدته هو هكذا إسماعيل البلياب". يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأربعاء أبريل 24, 2013 1:47 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الثلاثاء أبريل 23, 2013 6:36 pm | |
| وهذا هو الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على مولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله.
فمن عبد ربه إبراهيم الرشيد ، لطف به الحميد المجيد.
إلى الأخ المحترم المكرم ، والأعز الأمجد الأحشم ، الشيخ إسماعيل البلياب حفظه الله آمين.
أما بعد .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نعرفكم بكتابكم الكريم قد وصل ، وفهمنا ما فيه وما عليه اشتمل.
أما من جهة أذكار الطريقة ، أعنى طريقة سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه ، التهليل والعظيمية والاستغفار الكبير.
وقال بعض الناس لسيدي أحمد رضي الله عنه: دلني على من أسبق إلى الله تعالى ، فقال: عليك بالتهليل ، وسأله آخر فقال : عليك بالعظيمية ، وما يفضل عليها شيء في الأسبقية إلى الوصول إلى الله سبحانه وتعالى. والاستغفار وقت السحر. والتهليل وقدم على غيره.
والأنس يكون بحسب حاله ووقته ، فكل ما يفتح به الباب ويحصل منه زيادة الأحوال في هذه الأذكار يكثر منه. ومن جهة الأحزاب وحزب السيف فلكم الإذن في قراءتهم.. ولكن الأحسن أن يكثر أولا من التهليل والعظيمية ، لأن الأحزاب لا تدرك معانيها ألا بعد الفتوح. زمن جهة الحصون فالحصون التي في الأحزاب يتحصن بها صباحا ومساء.
ومن جهة التسابيح الواردة في السنة فكان سيدي أحمد رضي الله تعالى عنه يشير إليها: سبحان الله وبحمده " مائة مرة" بعد الصبح إلى الطلوع ، وبعد صلاة العصر إلى الغروب وثوابها كل مائة منها مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة ، وهو عدد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
وسبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر ، كذلك بعد الصبح إلى الطلوع ، وبعد العصر إلى الغروب " مائة مرة وثوابها بكل مائة كأنه أعتق مائة من ولد إسماعيل عليه السلام ، وكأنما حج مائة حجة ، وكأنما قرب مائة بدنه لله ، وكأنما ألجم فرس في سبيل الله.
وإن زاد: ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله ، ثوابها بلا حساب.
والفضل المذكور عن ذكرهما قيل الغروب وقبل الطلوع ، وإذا ذكرهما في وقتيهما المذكورين يكون أزيد من ذلك موافقة للآية :
]وسبح بحمد بربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها[.
وسبحان الله وبحمده وأستغفر الله إنه كان توابا " سبعين مرة " في الصباح فقط بعد صلاة الصبح وثوابها سبعمائة حسنة.
ومن جهة ما ذكرت أن المريد إذا تلقى الذكر عن شيخه مع تركه محبة شيخه
أو تركه رأسا ثم رجع إليه ،فإذا رجع فهو مقبول ولو من غير تجديد التائب من الذنب كمن لا ذنب له"
ومن جهة ما ذكرت من الأوراد الأخر من المسبعات وغيرها له الثواب ، ولكن الأفضل أن يلازم على أذكار أوراد شيخه ، لأن السر والمدد فيها.
ومن " الحول" فإنها أسلوب أهل الحجاز مع أن كل إنسان يصنع ذلك صدقة للميت على حول وفاته كل سنة وما يصنعه إلا أحب الخلق إليه ، ونحن ما أحد إلينا من سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه.
ومن جهة فضله لفاعله والمعين فيه والمنتسب فيه ، ومن حضره فشئ لا يحصى ولا تسعه كتابة الدفاتر ، ولا تسعه العقول ولا يسعه إلا الإيمان بالله تعالى.
ولفاعله اليد العليا عند سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه ، لأن أهل الله أهل المروءة والكرم فيكافئون من صنع معهم المعروف بأضعاف كثيرة بحسب نقامهم.
ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
وفي هذا القدر كفاية ، وشدوا حيلكم على التعاون في الطريق ، وإدخال الناس فيه احصول النفع للمسلمين ، لأن أهل السموات وأهل الأرض حتى النملة في حجرها والحوت في البحر يصلون على معلمى الناس الخير ، والمتسبب في الخير كفاعله ، وبلغوا سلامنا إلى كافة من يحوى مقامكم والسلام
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأربعاء أبريل 24, 2013 2:04 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء أبريل 24, 2013 2:02 pm | |
| شرح الخطاب لسيدنا ومولانا الشيخ صالح الجعفرى شرح خطاب سيدي إبراهيم رضي الله تعالى عنه " قوله " : وقال بعض الناس لسيدي أحمد رضي الله عنه : دلنى على من أسبق إلى الله تعالى ، فقال :" عليك بالتهليل ". قال سيدنا ومولانا العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفرى وفقه الله تعالى : للشيخ الواصل للمريد يكشف عن حاله ، ثم يلقنه الذكر الذي يليق بحاله ، كالطبيب يعرف المرض ثم يصف الدواء الشافي له ولعل هذا السائل كانت نفسه أمارة ظلمانية ، فأمره السيد بالتهليل لتذهب ظلمته ويستنير قلبه فرضي الله عن سيدي أحمد بن إدريس صاحب العلم النفيس. " قوله" : وسأل آخر قال:"عليك بالعظيمية وما يفضل عليها شئ في الأسبقية إلى الوصول إلى الله سبحانه وتعالى ". قال لعل هذه السائل كانت نفسه نورانية فاستحقت الوصول ، فدله السيد بنفسه العالي إلى أفضل شئ في الأسبقية ، وهى الصلاة العظيمية المختصة بطريق سيدي أحمد رضي الله تعالى عنه ووجه الأفضلية الجمع به صلى الله عليه وآله وسلم. واعلم يا أخانا أن الإنسان تارة يمزق الحجب بأعماله. وتارة باتصاله. وتارة يستصبح في طريقه بتوفيقه. وتارة بتحقيقه. وتارة يرى أعباءه على نفسه ، فينقص في أنسه ، وتارة يرى أعباءه على غيره فيغدق في خيره ،ومتى اتصلت بسيد السادات، فقد ضلت عنك المضلات ، وتنزلت عليك البركات ، ولم يحاسبك البواب. " يدخل الجنة من أمتى سبعون الفا بغير حساب". فالداخلون جنة الشهود بغير حساب ، هم المتصلون بالنبى الأواب صلى الله عليه وآله وسلم. وإذا كانت هذه الصلاة العظيمية توصل تاليها وتدخله في حضرة القدس بغير حساب ، فلازم عليها ما استطعت فإنها نعمت التجارة وقد ربحت. يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأربعاء أبريل 24, 2013 2:13 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء أبريل 24, 2013 2:10 pm | |
| " لطيفة "
التقيت برجل صالح من الشام من ذرية سيدي عبد الغنى النابلسي رضي الله تعالى عنه يسمى السيد عبد الله النابلسي رحمه الله ، وذلك منذ عشرين عاما ، وكان مشهورا لأنه يعطى أحبابه أذكارا يذكرونها وفوائد تنفعهم ،فقبلت يده وقلت له : يا سيدي ، أريد منك فائدة ، فنظر إلى رأسي ثم إلى جميع جسمي ثم قال لى :" صل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم". وكنت رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك فأمرني بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم. ثم رأيته صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك ، وأمرني بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم.
ومرة رأيته صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أقرأ الصلاة العظيمية فقلت له صلى الله عليه وآله وسلم: أصلى عليك بهذه الصيغة يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: " بها وبغيرها".
" وللمناسبة"
لما توفي السيد عبد الله النابلسى وذلك بعد وفاة الإخوان من السودان : إن السيد عبد الله النابلسى يأتيك في النوم فتحدث معه بما تريد ، واطلب منه فائدة لقضاء الحوائج. وبعد العشاء قرأت له الفاتحة ويس ، ونمت ناويا مقابلته ، ففي أول منامي رأيت أنني أدخل باب غرفة ، ورأيت السيد محمد الشريف عبد العالي شيخي جالسا على سرير ، فقال لى بغضب ورفع يديه:" ماذا تريد من السيد عبد الله النابلسي؟ ألم نأذن لك بالأحزاب والأوراد؟ مثل هذا كثير عند والدي" فاستيقظت من منامي وأنا في تعجب من أمري هذا. قوله :" والأنس يكون بحسب حاله ووقته". قال القطب الغوث سيدنا ومولانا الشيخ صالح الجعفرى رضي الله تعالى عنه: الأنس بالذكر التلذذ به ، ووجود حلاوته في القلب يكون بأمرين: الأول: حال الروح ، وهو الصفاء الذي يمون عند التلاوة كالذوق عند الطعام. والثاني : الوقت المناسب كضوء النهار عند القراءة ، فكما أن الأحوال تتفاوت كذلك الأوقات تتفاوت. وقد جعل سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه حيثما كان باليمن ثلاثة أوقات للدروس ، وقتا بعد الإشراق إلى ارتفاع الشمس ، ووقتا بعد العصر ، ووقتا خاصا بعد العشاء. ومن أفضل الأوقات السحر لا سيما للاستغفار. قال تعالى : ]والمستغفرين بالأسحار[. وعند نزول المطر وعند بكائك وخشيتك وغير ذلك ، ولا سيما وقت التجلى الذي أنت تدريه. قوله :" فكل ما يفتح به الباب ويحصل منه زيادة الأعمال في هذه الأذكار يكثر منها". يقول هذا الكلام الذي ذكره سيدي إبراهيم الرشيد رضي الله تعالى عنه ليس للمبتدئين بل للسالكين الذين وصلوا إلى الأحوال وهم يسمون أرباب الأحوال. أما المريد المبتدئ فيلقن الأوراد عن شيخه على حسب التقسيم المروى عن صاحب الطريقة ، فلا يخالف المريد ذلك التقسيم الدورى للأحزاب والمحامد والصلوات ، فإذا أراد زيادة أوراد لفراغ عنه فليراجع شيخه حتى يأذن له بما يناسبه. :والذي أوجه إليه المريد بعد فراغه من أوراده: أن يتعلم ما تيسر من كتاب الله تعالى. ومن الفقه الذي يصحح به عبادته. ومن علم التوحيد ما يصحح عقيدته، حتى تقوى شريعته التي عليها مدار حقيقته. قوله:" لأن الأحزاب لا يدرون معانيها إلا بعد الفتوح".
يتبع إن شاء الله تعالى الفصل الرابع الروح والأسباب
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأربعاء أبريل 24, 2013 2:27 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء أبريل 24, 2013 2:17 pm | |
| الفصل الرابع : الروح الأسباب الشيخ صالح الجعفري : صدق صاحب العلم المفيد سيدي إبراهيم الرشيد رضي الله تعالى عنه ، لكن ذلك لا يمنعه من قراءتها ، لأن الأحزاب فيها غذاء للروح فهى كالغذاء والمريد المبتدئ كالطفل ، فالطفل في أول أمره لا يدرى بالغذاء ، ولكن الغذاء يقويه شيئا فشيئا حتى يأتى عليه زمان يدرك فيه الغذاء وأسماءه وأنواعه ، وإذا درس علم النبات ربما أدرك ما احتوى عليه الطعام من خضروات ، وإذا درس علم الطب أدرك ما فيه من المقويات. كذلك الأحزاب تقوى الروح حتى تدرك من معانيها ما على وفق قوتها وعلمها وصفائها ، فالأحزاب تدرى بالأحزاب ، وباقى الأذكار تقوى الروح على الإدراك ،ولكل ذكر فائدة وخصوصية ، فمثل الأذكار كالفواكه المتنوعة تحمل للجسم أغذية مختلفة بها تتكامل قواه ، كذلك الروح مع الأذكار المختلفة. قوله :" ولكن الأفضل أن يلازم على أوراد أذكار شيخه ، لأن السر والمدد فيها ". يقول : قد تقدم هذا البحث عند قصة الشيخ أحمد الجيلانى الجزائرى في هذا الكتاب. وقول الشيخ الرشيد رضي الله تعالى عنه :" لأن السر والمدد فيها " ظاهر لمن كشف الله عن بصيرته.
يتبع إن شاء الله تعالى الخير كل الخير في أوراد الطريق
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأربعاء أبريل 24, 2013 2:31 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء أبريل 24, 2013 2:30 pm | |
| الخير كل الخير في أوراد الطريق
اعلم أن أوراد الشيخ فيها خيرات كثيرة من أهمها السر والمدد ، فالمددهو عبارة عن أنوار الذكر المأذون فيه تمد به الروح لتقوى وتتهيأ للتجليات.
والسر هو ما يحصل لها من الكشف بعد ذلك.
فالمدد في الأوراد يتوقف على شيئين : الشيخ والأذن.
ويتبعهما شيئان:الاستقامة والاجتهاد.
ويتبعهما شيئان: حب للشيخ وعدم اتخاذ شيخ آخر معه.
وينشأ عن ذلك شيئان : المدد والسر.
وينشأ عنهما شيئان: انفصال واتصال.
وينشأ عنهما شيئان التخلى والتحلى.
وينشأ عنهما شيئان الكشف والشهود.
وينشأ عنهما شيئان الوجد والحال.
وينشأ عنهما شيئان القرب والتلذذ.
وينشأ معهما شيئان كان الله ولا شئ معه وهو الآن على ما عليه كان.
وعند ذلك تفوح أعطاره ، وتلوح أنواره ، وتظهر أخباره ، وتكثر زواره ، وتكثر رقائقه ، وتتزاحم حقائقه ، وينطق بالحكمة وينفع للأمة.
قال ابن الوردى رحمه الله تعالى:
لا تقل قد ذهبت أربابه = كل من سار على الدواب وصل
قوله:" الحول" قلت: ويسمى الحولية والمولد والميعاد ، وهو عبارة عن صدقات تقدم للميت تصل إلى الميت باتفاق في أى وقت كان. وليس بلازم أن تكون الصدقة في وقت معين بل هى تتصل في جميع الأوقات ، وقد تصدق سيدنا سعد رضي الله تعالى عنه على أمه بحديقة له فأوقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمره أن يتصدق عليها أيضا بالماء ، وهذا الحديث في الموطأ والبخاري وغيرهما.
وقد وفي الكلام على ذلك شيخنا حبيب الله
الشنقيطى في شرحه على " زاد المسلم".
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأربعاء أبريل 24, 2013 2:36 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء أبريل 24, 2013 2:33 pm | |
| واعلم أن كل ميت يعلم بالصدقة المتصدق بها عليه ، ويعرف صاحبها وهى إحسان عظيم ، والجزاء عليها من الله تعالى عظيم.
]هل جزاء الإحسان إلا الإحسان[.
قوله :" ونحن ما أحد أحب إلينا من سيدي أحمد بن إدريس ؤضى الله تعالى عنه".
هذه الجملة الطيبة ذات القول السديد لم ينفرد بها سيدي إبراهيمالرشيد
ولكن قالها سيدي الختم السيد محمد عثمان ،
وقالها سيدي محمد بن على السنوسى ،
وقالها سيدي محمد بن سليمان الأهدل مفتى زبيد
وقالها كل منأخذ عن سيدي أحمد رضي الله تعالى عنه
وكل من أخذ ورده إلى يومنا هذا رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ومعنى هذه الكلمة : لا أحد أحب إلينا بعد الله تعالى وبعد رسوله صلىالله عليه وآله وسلم وبعد أهل بيته رضي الله تعالى عنهم
وبعد أصحابه رضي الله تعالى عنهم من سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه. اللهم انفعنابمحبته وإخواننا أجمعين آمين.
ولنرجع إلى كلام سيدي أحمد بن إدريس في ثنائه على صلواته :
قال رضي الله تعالى عنه:
" تتلو عليك من كتاب الحقائق المحمدية محكم الآيات ، وتفسر لك بعض نقش حروف آياته البينات".
كتاب الحقائق المحمدية هو الذي وصل إليه العارفون بمعرفتهم بعد أن كشفوا الحجاب بمهمتهم فاتصلوا بعين الحقائق ، فأملى عليهم من بديع الدقائق ما عز على عقولهم الوصول إليه إلا به فتعرفوا إليه به في عالم ما وراء الحس من غير ريب ولا لبس ، كما تلقاها شيخ المشايخ عن صاحبها ، فصارت بديعة في عجائبها.
فتارة تسمع " قوة الحوقلة
" ، وكفاية الحسبلة ، ورحمة البسملة ".
إذ لولاه صلى الله عليه وآله وسلم ما نفعك شئ من هذه الأذكار ،
فالإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم هو السر الذي به تصل إلى منافع الأذكار والعبادات.
وتارة تسمع :" اللهم صل على الكمال المطلق والجمال المحقق".
الكمال المطلق المدرك لأهل حضرة الإطلاق المشاهدين لمن ليس معه لباب إغلاق.
والجمال المحقق عند المتحققين بحقائق العلم. كأمثال
السيد الختم رضي الله تعالى عنه حيث يقول:
علمه منه العلوم منه العلوم = كعيون من بحور تمتلا
وللمشاهدين حقيقة الجمال كسلطان
العاشقين سيدي عمر بن الفارض رضي الله تعالى عنه حيث يقول:
بجمال حجبته بجلال = هام واستعذب العذاب هناكا
وترة تسمع :" يا عين حياة الحسن الذي طارت منه رشاشات فاقتسمتها بحكم المشيئة الإلهية جميع المبدعات".
البوصيرى رحمه الله تعالى بقوله:
وكلهم من رسول الله ملتمس =غرفا من البحر أو رشفا من الديم
فمن تعرض لهذه الرشاشات أدركته ومن أكثر من هذه الصلوات وصلته.
فعليك ياعبد الله بالإكثار من صلواتنا هذه فإنها ميزاب الرحمة التي تتنزل على قلبك بإذن ربك فتحيا حياة طيبة يطيب عيشك بطيبها ، وتلتقى روحك بحبيبها.
فأفق من غفلتك لفائق أنسك ، وشمر عن أرض جسمك لحضرة قدسك ، فبصلواتنا هذه صلة روحك بروح من أمر الله ، فلا تغفل عن ريحانها الذي فاحت أعطاره ، ولا عن بدرها الذي لاحت أنواره ، ولا عن معانيها التي تترجم عن بديع مبانيها ، فأبن
روحك عن نفسك وابن من لبن مبانيها بيتا أساسه" لا إله إلا الله محمد رسول الله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله".
فابدأ بالصلاة الأولى موليا قلبك شطر قبلة القلوب ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كساكن صبيا وساكن جغبوب، فكم رفعت لهما أعلام عز عزت ،وكم تليا للصلوات،وبركاتهما لأحبابهما عمت.
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 26, 2013 7:42 pm | |
| الباب الثانى القاعدة الثانية الإخلاص قال سيدنا ومولانا أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه ونفعنا بعلومه آمين: فإن صحح القصد فيه الله تعالى وغسل قلبه ممن كل شائبة لغير الله ورسخ في هذه القاعدة قلبه مخالطة فيها بوجه من الوجوه ،وهذا معنى قول خالقنا جل وعلا لرسوله الأعظم ،ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه] أى لا غيره في جميع أمورهم. وقال عز وجل:الأعلى { ولسوف يرضي}. تجلى الأفعال الصادر عن الإنسان أما أن يكون قولا وأما أن يكون فعلا ، وللنفس عندهما حركات تمحى وتتلاشى عند التجلى المسمى عندهم بتجلى الأفعال ، وهو أول تجل يحصل والسمعة. لله تعالى ، وهو أن يقصد بعمله وقوله وجه الله تعالى, فإذا قصده وجده،المنقذ له من الأباطيل والأوحال ، لأن العمل كالراحلة الموصلة إذا وجهت إلى ومن ذلك الإخلاص الذي أوصى به السيد ابن إدريس رضي الله تعالى عنه. الفارض رضي الله تعالى عنه: فصرت تسمع القرآن منك لما تكرم عليك ورضي عنك. وكلما خرقت العادة في إخلاصك ، أطلقت من وخيم أقفاصك ، حتى تصل به إلى ما وصل المخلص ويفتح لشعاع شمسه فتضئ جوانب قلبه. فيشاهد رئيس حزب الله مع حزبه. [أولئك فاسبق يا أخانا أشجار ورودك بالإخلاص الذي في وردك كى تحيا أشجاره ، وتفوح أعطاره ، وتغرد على أفنانه أطياره ، فتطربك نغماتها. وتحركك إلى الملأ الأعلى غريب لغاتها. فتهتز منك الروح طربا ، ويدهش العقل عجبا ، عند رفع أسنار غوامض دقائق حقائق خفيات أمور عز على القلم تسطيرها وقلبك ترجمانها وخبيرها. فسله عنها. فإنه لا يسلو عنها. وسله عن الإخلاص وأين مقره منه ، إذ به قد قرت عيناه. وعظمت جدواه. واهتزت أرضه وربت. وأحبت وعشقت. ولبت فأنبتت ما حير الأفكار الوصول إلى جنى ثماره. والوقوف على دقائق أخباره. والنظر إلى وامض برق أنواره. فإذا طلبته وجدته خلقه وأبداه؟ وكونه وبراه. ويعلمه ويراه قبل أن تفصده به وتخلص له فيه. ولذلك قال بعضهم:
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الجمعة أبريل 26, 2013 7:53 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 26, 2013 7:49 pm | |
| ولذلك قال بعضهم:
" الإخلاص أن لا ترى الإخلاص"
ومعناها من ضمن الإخلاص لله في العمل والقول أن لا ترى إخلاصك منسوباإليك خلقا وإيجادا ، ولا أنت الذي سقته إليك حيث وجدت استعداده ، فهذاالقائل يذكرك بكلامه أن المهيمن هو الله تعالى ، وأنه لا حول ولا قوة إلابالله.
وبعضهم يقول: الإخلاص أن تقصد بعملك وجه الله تعالى
قاله النووى رحمه الله تعالى ، ويقال لصاحب هذا القول كيف يقصد من لا قصد له؟! وكيف نسب منلا عمل له؟! فإن قال عملت فما أخلص.
وان قال قصدت فما أنصف. فكيف الوصولإلى الإخلاص ياأهل الصفا؟! قالوا: هو لمن صفا وتبرأ من الحول والقوة وأنصفوغاب عن إخلاصه وعمله. وعن تفكيره وأمله فيما هو أعز وأرقى ، حيث طلعت شمسه وترقى ، فصار ليليه كنهاره. وأضاء ليليه بأقماره.
واستشهد بالنجم حيث سهر
وقال:
واسأل نجوم الليل هل زار الكرى
جفنى وكيف يزور من لم يعرف
وتلذذ بخطابه حيث وقف على بابه.
وقال له ما قال. وهو في مقام الأنس والدلال. نادته الجنة وحورها فأعرضعنها. ونادته النار فما خاف منها. وظهرت له الدنيا فما مال قلبه إليها. وتيسرت له الأسباب فلم يعول عليها. وصار هو في أمصاره كسكان البوادى. هاجرا للمحافل والنوادى. راضيا وحده بأنيسه. تائها
بدندنته مه جليسه.
قال عليه الصلاة والسلام:" حولها ندندن".
فقال أهل الظاهر: حول الجنة الزكية.
وقال أهل التصوف:
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 26, 2013 8:06 pm | |
| وقال أهل التصوف:
حول الحضرة العلوية [ ولكل وجهة هو موليها فاستبقواالخيرات].
فهلا استبقت مع المستبقين ، أم كنت من النائمين ، أم لعبتبالدنيا فألبستهم ثوب الخيلاء ، وتسلط عليهم إبليس فأمر فيهم ونهى.{أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}
فهل قارنت بين الحزبين ، أم تجاهلت المقارنة لوضوح الفرق.
أم التبس عليك الأمر حتى قلت: لا خلاف ولافرق. وكيف يدرك الفرق من فقد البصيرة ، وهو يدرك بها لمن ظهر نور بصيرته. فكان له دليلا بعد حيرته. فوصل إلى علم بعد جهل.
وإلى عدل بعد ظلم. وإلى عنى بعد فقر.
واعلم أن هذه الثلاثة التي ذكرها السيد أحمد رضي الله تعالى عنه وهى:
الأولى: صحة القصد لوجه الله تعالى.
والثانية: غسل القلب من الشوائب.
والثالثة: الرسوخ ، فهى أوتاد تلك الخيمة التي سترى عجائبها ، وتعرض عليك غرائبها ، وفكر كيف السيد رتبها بهذا الترتيب؟!.
وذلك أن مثل هذا التوجه والغسل والرسوخ كمن قصد زيارة السلطان ، فإنهإذا صح اغتسل ونظف ثيابه للمقابلة ، فإذا وقف أمامه رسخ وثبت
واعلم يا من توجه إليه فؤادنا وخاطبناه بروحنا:
أن المريد إذا قصد بعمله وجه الله تعالى خرجت روحه من جسده. وهذا هو غسلها حتى تتلقى مشاهدة من تلاشت أمامكنه ذاته العقول. بمصباح من أمره لا مادة ولا أفول ، فتسقى في حضرة أنسه ما في وصفه ابن الفارض رضي الله تعالى عنه يقول:
صفاء ولا ماء ولطف ولا هوى
ونور ولا نار وروح ولا جسم
وبهذا الشرب الذي تشرفت بشاربيه البرازخ ، يكون المريد مريدا ، ويوصف بالثابت الراسخ ، والحذر ثم الحذر من الزلل بعد الرسوخ في طريق الله
[ فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله]
فما زل من عرف ، ومن عرف ما انحرف.
وسبيل الله تعالى كتبه ورسله وأنبياؤه عليهم الصلاة والسلام ، وأولياؤه وعلماء شريعته العاملون العارفون رضي الله تعالى عنهم ، فمن دعا إليهم دعا إلى الله ، ومن صد الناس عنهم صد عن سبيل الله ، لأنهم يبلغون الخلق عن الله بطريق الوحى أو بطريق الوراثة أو بطريق الاستنباط الناشئ عن كمال الوراثة والإتباع [لعلمه الذين يستنبطونه منهم[.
قال صاحب العلم النفيس سيدي أبو العباس العرائشى مولانا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه: " وصار لا يتكلم ولا يفعل فعلا إلا عن تثبت وتأن".
فلما رسخ قلبه ، زال عيبه ، وسمى قلبه ثابتا فصار لا يصدر عنه شئ إلا وهو مصحوب بالثبات كاللقمة الخارجة من العسل لا تخرج إلا وهى ممزوجة بالعسل وكالثوب الذي يوضع في صندوق فيه عطر إذا لبسته شم منه رائحة العطر ولهذا قيل:" كل قول برز وعليه كسوة القلب الذي برز منه". ويؤخذ من كلام شيخنا السيد أحمد رضي الله تعالى عنه أن الفعل كذلك. ومعنى الثبات: هو ثبات القلب عند مشاهدة الحق سبحانه وتعالى عن أن يرى فيه ما لا يليق بمشاهدته تعالى
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الجمعة أبريل 26, 2013 8:18 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الجمعة أبريل 26, 2013 8:12 pm | |
| " حكاية"
كان الشيخ حجة الإسلام الغزالى رضي الله تعالى عنه يدرس الفقه فوصل إلى باب الحيض ، فوقف يصلى إماما وفكر في باب الحيض الذي سيقرؤه ،وكان له أخ عابد يصلى خلفه فكشف له عن ذلك فخرج عن الصلاة.
فيجب على الصوفي العارف أن يكون ثابت القلب عند المشاهدة الإلهية عنالحركوة القلبية إلى الغير أو التفكير في أى
شئ سوى هذا الحال ، وفي الحديث
:" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
والعمل والقول اللذان يكونان عن تثبت ورسوخ هما مثبوتان في سجل الثابتين
قال الله تعالى : [ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة]
والقول الثابت يتبعه العمل الثابت ، ومن ثبت عند القوم على القول والعمل ، حفظ من الآثام والزلل
فحقق ثباتى يا إلهى وإن أمت
وجدت ثباتى عند قبري وبعثتى
وشيخى هو ابن إدريس بحر موارد
جليسى أنيسى بل إمامى وقدوتى
فإن غاب عن عينى فما غاب حبه
وما غاب عن روحى ولا عن بصيرتى
عليه رضاء الله ثم أمانه
وروح وريحان وأزكى تحية
وآل وأصحاب وكل من انتمى
إلى ورده السامى لدى كل أمة
قال سيدي صاحب العلم
النفيس مولانا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله عنه:
" وصارت أعماله كلها خالصة لا مخالطة فيها بوجه من الوجوه".
الأعمال تشمل الأقوال
كما في قوله تعالى : ]والله خلقكم وما تعملون[.
لأنه لما ثبت ورسخ أخلص إخلاص العارفين وذاق شراب الثابتيين فأحياه اللهبالإخلاص.
وهذا يكاد أن يدخل بالتلويح في مقام شهود ثبات صاحب العلم النفيس ،سيدنا السيد أحمد بن إدريس رضي الله عنه حيث يقول : " حتى لا تتصرف لىجارحة إلا بإذن صريح". وهذا الإذن لا بالأذن يسمع ولكن لمن علا نوره مناره فصار في مقامالجمع يجمع ، فانتقل بالوداد ، من واد إلى واد ، وتنزلت عليه وارداتالأوراد. فوقف وقفة وراء الوراء ،وهناك الإذن الصريح لأهل النداء.
قد صفا وقتنا وراق الشراب
وتجلت لنا وزال العتاب
وسمعنا من الحبيب الخطاب
ولذلك صار لا مخالفة في أعماله بوجه من الوجوه ، لماترك جميع الوجوهلوجه واحد ، وشمر في مقام الشهود عن الساعد ، واستعان بمن أخلص له عن كلمعين وسائد ، فهجر الوسائد ، وصنوف الموائد ، فنادته من الجنة قصورها ،وحيته من خيامها حورها ، ففر إلى منى ذات الخيام ، فذكرته خيامها الخيام ،فساق إليه ريح الجنة نحو مسجد الخيف روائح ، وذكر المطية على الصراط لمارأى من الهدايا الذبائح ، فإنها تذكر الأضاحى لمن أضحوا مضحين ، وكأنهاسارت بهم على الصراط إلى دار المتقين.
وذكرته القبة التي في وسط الخيف النبي الأنور صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنه نزلت عليه فيها سورة الكوثر. وتذكرالخليل ورؤيته. والذبيح وقصتهعليهما السلام. وهكذا تنفع المؤمنين الذكرى. فذكر المؤمنين ولك البشرى.
واعلم يا من أحبنا في الله الأكرم ، وفقك الله للعمل بما تعلم ، لا تجعلن حجاب نفسك ساترا لك عن طهر قدسك ، ولا تقوينه بكثرة طعامك وشربك يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 02, 2013 10:30 am | |
| عودا حميدا إن شاء الله تعالى
تلاوة القرآن تفتح لك الأبواب
ولقد كان لنا في تلاوة القرآن أجل تمزيق لتلك الحجب ،وأسرع ما يكون فيرفع الرتب ، فلا تجعلن كلامى هذا منك موضع الغفال ، ولازم تلاوة القرآن تفتح لك الأقفال ، فما وجدنا أسرع للفتح منه لمريدنا ممن عرفناه وعرفنا.
واعلم ثم اعلم وافتح مسامع قلبك لما سيلقى عليك ، أن لكل حرف من القرآن نورا وعلما وسرا ولطفا وخيرا وبرا ونصرا وكشفا ووجدا وقربا ونصحا وحبا وثباتا ،ويثاب التالي بكل حرف عشر حسنات.
فإذا تلوته حركت غيث حروفه جميعها فيهطل عليك نفيس نفائس جواهر باهر ما فيها ، فتتلاشى أمامه الدنيا ومبانيها ، فهو إمامك المبين ، وجليسك
الأمين، يبين لك ما أبهم عليك ويفتح باب الخيرات إليك ,دواء قلبك إذا سقم وأرحم بك من كل قريب ورحم ، وهو المدافع عنك أمام الأهواء إذا عصفت
عواصفها، ويصف لك سبل نجاة عز واصفها وهيئ نفسك عند تلاوته لما هو أعظم ، وسلم عند متشابهه وقل الله تعالى أعلم. قال سيدي الشفاء سلالة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم مولانا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه : " وهذا معنى قول خالقنا جل وعلا لحبيبه الأكرم
ورسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :[ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه] أي لا غيره في جميع أمورهم.
استدل السيد رضي الله تعالى عنه بهذه الآية على ما قدمت لك في هذه القاعدة الثانية ، ثم فسر وجه الدلالة بقوله :" أى لا غيره في جميع أمورهم"
ونفعنا به آمين : معنى الأمور: الأحوال ، وهى إما أخروية
وإما دنيوية ، فالأخروية تسمى عبادات ، والدنيوية تسمى عادات.
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 02, 2013 10:36 am | |
| والعبادات يثاب على فعلها ، والعادات قد يثاب عليها بالنية كمن أكل الطعام ونوى به التقوية على الطاعة ،وكمن لبس الثوب ونوى به ستر العورة للصلاة ، وبهذا يستطيع أن يريد بجميع أموره وجه الله تعالى حتى لو أطعم كلبا أو هرا أو قدم كلأ لبهيمة أو سقاها إلى غير ذلك ، قال عليه الصلاة والسلام :" في كل ذى كبد حرا صدقة."
أي في كل حي من إنسان أو حيوان أو بهيمة أو طير تفعل معه خيرا لوجه الله تعالى ، ولو أن تنقله الشمس على الظل لك صدقة وثواب.
قال الشاعر :
كن راحما لجميع الخلق كلهم
وانظر إليهم بعين اللطف والشفقة
وقد ورد في الحديث أن إمرأة دخلت الجنة بسيقها كلب
، وأن إمرأة دخلت النار بهرة قتلتها عطشا وجوعا. وقول السيد أحمد رضي الله تعالى عنه " لا غيره في جميع أموره"
هذا نفي للغير عند من نفوا عن أنفسهم الأغيار وأميطت عن أرواحهم الأستار ، فلم يشهدوا غيرا حتى يريدوه ، ولا رقيبا غير الله حتى بأمورهم يقصدوه ، غابوا عمن سواه فغاب من سواه عنهم ، رضوا بالله مرادا فرضي الله عنهم ، الغير ظلام وهم قد سلخ ليلهم عن نهارهم ،
فصاروا في نهار لا ليل معه آثار أوزارهم ، تريد أن تخدعهم الدنيا فخدعوها وتريد أن تملكهم النفس فملكوها ، إذا ضحكت لهم الدنيا قالوا : " شر
أهر ذا ناب" وإذا عرضت عليهم
نفسها قالوا لها :" الدنيا جيفة وطلابها كلاب ".
وانظر في قوله تعالى : [واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه]وكيف أكرمهم الله تعالى حيث أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر معهم ، ولم ينالوا هذه المنقبة بذكرهم الغداوة والعشى ، ولكن بما هو أشرف من هذا وهو إرادتهم وجه الله الكريم ، فالإرادة حققت الكرامة ، فلما أرادوا وجه من [كل شئ هالك إلا وجهه] أمر خير خلقه صلى آله عليه وآله وسلم بأن لا تعدو عيناه عنهم ، فهم وإن كانوا في شوق إلى من غابت عنهم رؤيته ، فقد أقر أعينهم بمن شرفتهم نظرته إذا رأوه ذهبت أحزابهم وازداد إيمانهم ، وإذا رآهم قواهم ورباهم ، سراج منير تستنير به قلوبهم ، وشاهد ومبشر لهم بما تقر به أعينهم ، ونذير لهم ينذرهم ويحذرهم ، وداع لهم إلى الله بالله إذا جاءوه أو جاءهم [ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله ]ولما كان صلى الله عليه وآله وسلم نبي التوبة ونبي الرحمة قال سبحانه : { لوجدوا الله توابا رحيما.}
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الخميس مايو 02, 2013 10:45 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 02, 2013 10:41 am | |
| " فائدة "
يقول إذا عصيت نفسك وخالفت وعن الفضائل تخلفت ، وعن دعوة الحق تولت ، وصارت جموحة الأخلاق ، منفرة للرفاق ، أجدبت أرض قلبها ، بنسيانها لذكر ربها ، وتسربلت بالخمول والكسل ، وصارت حليفة الباطلة والفشل.
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الخميس مايو 02, 2013 11:06 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 02, 2013 11:04 am | |
| عليكم بالإكثار من الصلاة على رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم
فعليك بالإكثار من الصلاة على نبى التوبة صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنك إذا أكثرت من الصلاة والسلام عليه وصلك
وإذا وصلك تاب الله عليك ورحمك.
وهذا أقرب سبل الخير المنقذة لك واجعله المرئى لمرآة قلبك ، متوجها به صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربك ، فهو إمام روحك المبين ، ] وما هو على الغيب بضنين[ ، سراج أفق الألوهية ، لمن أراد أن يسسر في ضوئه إلى حضرة الألوهية ، ومعدن الأسرار الربانية ، لمن أراد أن يطلع على الأسرار الخفية ،لوح علم اله المخزون ، لمن أراد أن يطلع على الجوهر المكنون ، تبصرة المستبصر
وتذكرة المستذكر ، ومفتاح فتح الفاتحين ، وقدوة الراسخين وشطرت بيت السيد الميرغنى رضي الله تعالى عنه:
واشهدني نور جمالك في
ذات المختار أبى السرج
واجعله ممدى بالتحف
كلتا الدارين وطب أرج
شهودا خارجا عن المعقولات والمحسوسات لكامل الذات ، وجميل الصفات ، ومنتهى الغايات ، واجعله لى إماما ، يقظة ومناما ، في عالمى المعنى والحس ،بلا حجاب ولا لبس واهدنى بنورك إلى نورك ، حتى أكون من أهل شهود نورك ، وكملنى في قدم المرقى بنفحات كمالك ، حتى أكون من أهل نور جمالك.
فهو صلى الله عليه وآله وسلم الذات المكملة النورانية ، بمشاهدته يحصل الكمال والنور ، ويتفاوت الكمال والنور تفاوتا عظيما على حسب مراتب القرب منه صلى الله عليه وآله وسلم ، فجرد نفسك لنفائس قدسك ، لتحظى بجنة قربك ، وتأدب بآداب القوم ، خشية العتاب واللوم ، لكى حبل وصلك يقوى. إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الخميس مايو 02, 2013 11:15 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 02, 2013 11:11 am | |
| ولا تحد النظر إليه إذا رزقت الجلوس بين يديه:
كأنه وهو فرد من جلالته
في عسكر حين تلقاه وفي حشم
وشطرت هذا البيت الذي للشيخ البوصيرى رحمه الله تعالى :
كأنه وهو فرد من جلالته
في هيبة الأسد إذ كانت لدى أجم
كأنه حين يمشى من مهابته
في عسكر حين تلقاه وفي حشم
انظر إلى جبريل حين تأخرا
والمصطفي قد سار في أنواره
جبريل يخشى الاحتراق وأحمد
يقوى بحول الله في أنواره
نور الجلال له الجلال وبعد ذا
كشف الحجاب ونال من أسراره
نــــور ولكن ليس كــالأنـــوار
يا أهل الشهود كذاك في أعطاره
أمــر غريـب للقـريب بقربـــــه
لاحت لـه الأنـــوار في أذكاره
اشرب أخي شراب أرباب الصفا
واترك طريد النفس في إنكاره
أول ما خلق الله نور نبيك صلى الله عليه واله وسلم فنبأه وعلمه ، وجمله وكمله ، وقدمه وكرمه ، وقربه ورفعه ، وآواه وقرن اسمه باسمه.
فقال السيد الميرغنى رضي الله تعالى عنه في الهيام :" وأشهدنى نور جمالك ".
أي نور جمال إبداع قدرتك ، في روح منبع حياة حب أهل محبتك
، " وطب أرج "لأن مشاهدته صلى الله عليه وآله وسلم يتبعها النور والأرج ، الطيب الذي يفوق كل طيب ومعه الفرج ، الذي
هو لسان كلمات الله التامات المبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم بالبيان الإلهي : [ وما ينطق عن الهوى] السراج المنير المسرج لسرج الإلهيين ، ومعدن كنوز الأسرار الدافع بأنواره شرر الشر عن أهل محبته بلوامع أنواره.
كنت بالجامع الأزهر الشريف يوم الأحد الخامس من ربيع الأول سنة 1381هـ الموافق الخامس من أغسطس سنة 1962م.
وقد شطرت بيتا من منفرجة سيدي مصطفي البكرى الخلوتى رضي الله تعالى عنه :
ودع الأكوان وقم غسقا
واتـل القـرآن بلا حرج
واطرب واشرب ماء غدقا
واصدق في القول وفي اللهج
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الخميس مايو 02, 2013 11:25 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 02, 2013 11:23 am | |
| أيها المريد الصادق دع الأكوان عنك
دع الأكوان عند مشاهدة الرحمن ، فإن مشاهدة الجبار لا تقبل الأغيار ، وامح صور الكون التي جعلت زينة للأرض وابتلاء لك ، فإن وقفت معها أوقفتك ، وإن فكرت فيها أرشدتك ، وإن اشتغلت بها حجبتك ، وإن طالبتها طالبتك ، وإن فرحت بها أحزنتك ، وإن تلذذت بها فارقتك ، وإن استأنست بها أوحشتك ، وإن أقبلت عليها أدبرت عنك ، وإن اعتززت بها أذلتك ، وإن
استنصرت بها خذلتك ، وإن استغنيت بها أفقرتك ، وإن أحببتها أبغضتك ، وإن خدمتها استخدمتك ، وإن قربتها أبعدتك ، وإن ملأت بها قلبك أفسدته أو عقلك أتعبته ، أو جللتها صغرتك، أو مدحتها ذمتك.
لذلك دع الأكوان أيها الإنسان ، وما ذكرته لك هنا هو الذي أشار إليه صاحب العلم النفيس الشريف أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه بقوله:" وتجل لي ياإلهى بالعظمة الإلهية التي لا تبقى ولا تذر للمتجلى عليه بها من جميع وجوهه وحيثياته وادراكاته كلها مشهودا غير الله ".
وهذا التجلى لا يحصل إلا لمن ودع الأكوان ، ومحيت عنه رعونات التلوين ،وتغلب على الأوان ، لا لمن قتله الوقت بسيفه ، وأرهقه الهوى بجيشه.
واعلم يا أخا الزهد والورع
أن في أحزابنا غوالى الجواهر فلها لا تدع ،واجعلها سراج ظلامك ، وحلية كلامك ، فما أسرعها لجذب قلبك ، وإشعال حبك ، فهي التي بأسرارها تكشف لك عن حقيقة الأكوان الخالية الثابتة الزائلة الحادثة المتجددة الصامتة الناطقة وعن الرياح المرسلة والسحب الهاطلة والبحار الزاخرة وهى التي تعرب لك عن الطيور إذا غردت ، وعن الأسد إذا زرأت ، وعن البحار إذا اضطربت ، وعن الكواكب إذا تحركت وشع ضوؤها ، وعن النهار إذا أقبل عليك بآياته ، وعن الليل إذا أدبر وأقبل ، وعن روحك وخواصها ، وعن نفسك وأحوالها فتجلى عظمة الألوهية في ضياءات تمحو عن لوح نفسك آثار صور الكون ، فمن لم تمح عنه صور آثاره لم ينغمس في أنواره ، فوجوه روحك وحيثياتها وإدراكاتها وكلياتها يحيطها تجلى عظمة الألوهية بسور ]فأينما تولوا فثم وجه الله
فأينما تولوا بوجوه أرواحكم وحيثياتها وإدراكاتها بعد فناء الأكوان فثم وجه الله تعالى عند تجلى عظمة الألوهية ، فهناك مشاهدة وجه من ليس كمثله شئ ، عند فنائك لكل شئ ، وغيبتك عن كل شئ " دع الأموان وقم غسق " لمشاهدتك لمن ليس كمثله شئ.
يتبع إن شاء الله تعالى
مع الباب الخامس
أبجدية التصوف | |
|
| |
| كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس | |
|