كاتب الموضوع | رسالة |
---|
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 9:18 am | |
| الفصل الخامس :
أبجدية التصوف
وقد هيأت روحك لتسبح في بحر سبوحك ، لتتلقى : علم ( ألف) الأحدية التي غيبتها كمن سواه. وعلم ( باء) البقاء لتكون باقية الباقى " بك أبقنا". وعلم ( تاء ) التوجه لتكون كتوجهة إلى وجه واحد من جميع الوجوه. وعلم ( ثاء ) ثواب أهل العبودية بالتباع المحمدى منزلة منزلة. وعلم ( جيم ) جمال النور المحمدى عند الاجتماع الأعظم بالنبي الأكرم ، صلى الله عليه وآله وسلم" وعلم ( حاء ) حياتك الطيبة بإيمانك وعملك الصالح [من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة[. وعلم خاء خوفك من جلال ربك عند قربك [يدعون ربهم خوفا وطمعا[. وعلم ( دال ) دنوك من حظيرة القدس الأعلى ، حين سجودك وقولك :" سبحان ربى الأعلى".
وعلم ( ذال ) ذكائك عند اتصال روحك بأزكى الحليفة ، لتتنزل على قلبك الرقيقة من فيض فيضان علوم الحقيقة. وعلم ( راء ) رحمة ربك التي تجعلك رحمة للمؤمنين. وعلم ( زاى ) زكاة نفسك وفلاحها ]قد افلح من زكاها [. وعلم ( سين ) سعادتها الأبدية قال تعالى : ]وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها [. وعلم ( شين ) شكرها على نعم ربها لتحظى بزيادة قربها ، قال تعالى : [وإذ تأذن ربك لئن شكرتم لأزيدنكم [. وعلم ( صاد) صدقها في معاملة ربها ، قال تعالى : ]يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين[. وعلم ( ضاد) ضياء قلبها بنور ربها عند الطمأنينة بذكره ، قال تعالى : ]ألا بذكر اله تطمئن القلوب[. وعلم ( طاء) طهر ربها من رجسها لتحظى بعالم قدسها ، قال تعالى : [ولكن الله يزكى من يشاء . وعلم ( ظاء) ظفرها على عدوها لاعتمادها على ربها قال تعالى :[ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد[. وعلم ( عين ) علمها بإكرام ربها الأكرم قال تعالى : [علم الإنسان ما لم يعلم [. وعلم ( غين ) غيرتها على دينها ؛ لتنال الغاية القصوى في الإتباع المحمدي قال تعالى : [لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة[.
وعلم ( فاء ) فلاحها ، في عالم تزكيتها قال تعالى : [ قد افلح من زكاها [. وعلم ( قاف) قربها ، في عالم حبها عند مشاهدة حبها قال تعالى :[ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد[. وعلم ( كاف) كفايتها شر غوايتها وشر أعدائها قال تعالى :[ فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم وعلم ( لام ) لومها لنفسها من هيبة ربها قال تعالى : [ولا اقسم بالنفس اللوامة[. وعلم ( ميم ) موتها قبل أن تموت لتحيا بالحياة الملكية. قال تعالى: [ الله نور السموات والأرض[. وعلم ( هاء ) نورها بنور ربها الذي هو نور السموات والأرض. قال تعالى : [ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا[. وعلم ( واو ) ولاية ربها لها في عالم النور والبهاء قال تعالى : [الله ولى الذين آمنوا وعلم ( لا ) من لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. وعلم ( ياء ) يسرها ، قال تعالى : [ فسنيسره لليسرى[. فهذه تسعة وعشرون منزلة التسعة أشهر التي يتربى بها الجسد في البطن ، والعشرون بمنزلة العامين ]لمن اراد أن يتم الرضاعة
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 9:39 am | |
| فإذا أتم الرضاعة لزمته القناعة
وصحبته الطاعة ، فالقناعة تورث الزهد ، والطاعة تورث التقوى
) فزاى) الزهد زكاة ، ( وهاؤه) هداية ، ( وداله ) دلالة
، فيلازم الزكاة وهى طهارة الظاهر والباطن ، ويلازم الهداية لنفسه وللناس ، ويلازم الدلالة على الله فيدل نفسه وغيره على الله.
) وتاء) التقوى توكل ، ( وقافها) قرب ، ( وواوه) ورع ، (
وياؤها) يقين ،فيحصل على القناعة والطاعة والتقوى والزهد والدلالة والتوكل والقرب الورع واليقين.
فهذه التسعة تضاف إلى تسعة وعشرين فيكون العدد ثماني وثلاثين ويضاف إليها الإسلام والإيمان تبلغ أربعين بمنزلة أربعين ليلة التي هى الميقات
[فتم ميقات ربه أربعين ليلة[ | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 9:47 am | |
| وبعد ذلك يكون قد تهيأ للمكالمة الإلهية التي أشار إليها السيد أحمد بن إدريس رضي الله
تعالى عنه بقوله :" غاية مكالمتك".
وتلك المكالمة الروحية الذوقية الغيبية هى التي عليها مدار الولاية ، وهى من باب خرق العادة مما لا تصل إليه الإشارة ، ولا تومئ إليه العبارة ، أمرها مفهوم ، وسرها مكتوم ، وشربها مختوم [ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون[
موقف عز عن أكون نؤوم
وكسول قد غره الدينار
ومحب لنفسه وهواها
شغلته عما يراد الديار
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثى
لما رآك القلب بالتقديس
والروح مسور بخير مورث
وأبحث جسمي من أراد جلوسي
قال سيدي الشفاء مولانا السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه :"
وغاية مكالمتك " يعنى وأسألك يارب غاية مكالمتك ، وهى التي بها بعلو النور
والبهاء في حضرة الأنس من وراء عالم الحس ، حيث تتلاشى الغايات بغاية المكالمة
للذين يريدون وجهه ، وقد أرادهم قبل أرادتهم له ، وسبقت إليهم منه الحسنى ، قال تعالى : [ إن الذين
سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون[
أى مبعدون عن نار القطيعة في الدنيا ، وعن نار الحميم في الآخرة ، فقد فارقتهم إرادة ، وغشيتهم إرادة شغلتهم عن شواغل العبادة ، تكاثرت عليهم الآيات, فتزاحمت في ساحتهم الواردات ، تشتاق قلوبهم لحبيبهم إذا اشتاقت القلوب إلى أحبابها ، مروا على أهل الجنة فوجدوهم عاكفين على بابها ، فقالوا لهم ما أردنا هذا النعيم ، ولكن أردنا وجه الكريم فبشرهم سبحانه بقوله :[ وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة [
فصبروا أنفسهم فأمر الحق سيدهم عليه الصلاة والسلام أن يصبر نفسه معهم ،فتشرفوا به حيث أرادتهم مع أرادته صلى الله عليه وآله وسلم [ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه[.
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الخميس مايو 09, 2013 9:51 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 9:48 am | |
| قال صاحب العلم النفيس رضي الله تعالى عنه:
وقال الله عز وجل : [وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضي[.
استدل السيد رضي الله تعالى عنه بهذه الآيات ليفيدنا بأن الذي يريد بعمله وجه اله تعالى جزاؤه على الله أن يرضيه. لأنه أرضي الله تعالى بالإخلاص بالعمل ، فوعده الله تعالى بالرضا في الجنة ، وبالرضا في الدنيا بجنة المشاهدة بعد الفتح [إذا جاء نصر اله والفتح[. اعلم أن الفتح بالنصر ، وأن النصر بالهداية ، وأن الهداية بالجهاد
[ وجاهدوا في الله حق جهاده], [والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا]. فإذا وصلت إلى الفتح فتحت لك أبواب جنة المشاهدة الثمانية: جنة المراقبة. وجنة المحاسبة. وجنة المشاهدة. وجنة التجلى. وجنة التلذذ بالذكر. وجنة الوحشة من الغير. وجنة الأنس بالله. وجنة الفناء لما سواه.
قال البوصيرى رحمه الله تعالى:
ودعوا أن تلكموا الدار لكم
فادخلوها بسلام آمنينا
قال الله تعالى عن أهل الجنة : [ادخلوها بسلام آمنين ]
وقال تعالى :[لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى [.
كذا أهل الشهود الذين أماتوا أنفسهم وشهواتها فأحياهم الله ، فأمنوا موت القلوب ، لما شربوا من ماء سماء الغيوب ، ما تلاشت به عنهم الغفلة والعيوب.
وقال تعالى : [وما كان الله ليضيع إيمانكم].
وقال تعالى ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة )
وقال تعالى : [إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون].
وكما أنه سبحانه وتعالى حفظ القرآن العظيم حفظ مقره ومكانه تكرمة له ، قال تعالى : [ بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ] وقال عليه الصلاة والسلام :" فإن النار لا تحرق قلبا وعى القرآن " فبشرى لحفظة القرآن بحفظ الله لهم ولقلوبهم لأجل القرآن.
فهو السور المنيع ، والحصن القوى ،؟ والصاحب الوفي ، ان حفظته حفظت ، وان تلوته أثبت ، وإن عملت به نجوت ، وإن دعوت إليه هديت ، وان حكمت به عدلت ، وإن حكم عليك سعدت بقبول الشهادة لك إن أحسنت العشرة وراعيت الصحبة وقدست الحكمة. من جاهد به فقد جاهد ، ومن تدبر آياته فقد شاهد ، له
السلطان القاهر ، والحجة البالغة ، وآيات الجامعة ، إذا جهلت علمك ، وإذا أظلمت نورك وإذا تكاسلن
نهضك ، قول فصل يفصل بين الحق والباطل ، ويرد ببلاغته كل ملحد ومجادل ، ما أكثر ثمار أشجاره
لا تنقطع ثمارها كلما دنوت قطفت [ إنه لقرآن كريم [. | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 9:58 am | |
| فكما ربيت جسمك بأنواع الثمرات الأرضية ، فلا تحرمن روحك من أنواع الثمرات السماوية ، فعرج على كل ثمراته لتحيا بها حياة أهل الذكرى.
فإذا تدبرت آياته رأيت حكمه عليك تترى ، فتحييك كما أحيت الذين من قبلك
قال تعالى : [وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ] وقال تعالى : [وإنه لذكر لك ولقومك[.
اعلم أن للجسد روح الحياة ، وللروح روح البينات ، فالجسد يحيا بروحه ، والروح تحيا بروحها ، والحي
من جمع بين الروحين ، وروح الحياة لا كسب له فيها ، وروح القرآن له فيها كسب ولكن الأولى بعد خلق ، قال تعالى : [فإذا سويته ونفخت فيه من روحي [
والثانية بعد اصطفاء قال تعالى : [ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا] ، وما أحسن الخلق والاصطفاء إذا اجتمعا.
ولما أرضي سيدنا أبى بكر الصديق رضي الله تعالى عنه بلالا بن رباح الحبشى رضي الله تعالى عنه ، رضي الله تعالى عنه كما في الحديث الوارد.
وقد لقب بالصديق والرفيق والعتيق لأنه أنفق ماله ابتغاء وجه الله الكريم ، فنال من الله تعالى
الرضا والتكريم ، وكان بلال حينما يعذبه الكفار يقول: " أحد أحد " ولما حضرته الوفاة قيل له :
نأتي إليك بطبيب؟ وهو يقول: غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه
وهكذا الأحباب إذا دنت ركائبهم تذكروا أحبابهم ، وودوا ذهابهم.
وكانت آخر كلمة قالها سيدي عبد العالي الإدريسي رضي الله تعالى عنه :" الله "ومدها فخرجت روحه الشريفة معها.
وهكذا الأحباب لا يخرجون من الدنيا حتى تغيب عنهم الدنيا بمشاهدة محبوبهم ، قلوبهم تشكره ،
ولسانهم يذكره ، قد نسوا جميع الوجوه لتعلقهم بوجه واحد [ كل شئ هالك إلا وجهه * له الحكم وإليه ترجعون[.
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الخميس مايو 09, 2013 10:01 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 9:59 am | |
| الباب الثالث
القاعدة الثالثة
الرحمة
قال سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه:
أن يوطن قلبه على الرحمة لجميع المسلمين كبيرهم وصغيرهم ويعطيهم حق الإسلام من التعظيم والتوقير
، فإن رسخ في هذه القاعدة واستقام فيها قلبه أفاض الله سبحانه وتعالى على سائر جسده أنوار الرحمة الإلهية ، وأذاقه حلاوتها فنال من الإرث النبوي حظا وافرا عظيما من قول الله عز وجل : [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين] وهذا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" إن لله عز وجل ثلاث حرمات ، فمن حفظهن حفظ الله عليه أمر دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهن لم يحفظ اله له شيئا : حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي " وفى هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبى بكر الصديق رضي الله
تعالى عنه " لا تحقرن أحدا من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير".
قال صاحب العلم النفيس مولانا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه:
" أن يوطن قلبه على الرحمة لجميع المسلمين كبيرهم
وصغيرهم ويعطيهم حق الإسلام من التعظيم والتوقير".
قال صاحب العلم الثرى سيدي صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه : وقد أشار النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه المعاني بقوله: " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه
". أى ليس على سنتنا السمحاء.
ومن يكون كذلك فله حظ وافر في الإرث المحمدي
قال تعالى
: [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين] ،
وقال عليه الصلاة والسلام: " إنما بعثت رحمة "
فمن أراد الرحمة لنفسه فليرحم غيره ، قال عليه الصلاة والسلام: " من لا يرحم لا يرحم"
وقد رويت هذا الحديث المسلسل بالأولية عن شيخى الشيخ على محمد إمام مسجد دنقلا المتصل إلى الشريف
السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه إلى انتهى السند ، وكان ذلك فى عام 1345هـ ، وأيضا قد تلقيته بإسناد آخر عن السيد عبد الحي الكتاني بالمسجد الحسيني بمصر ، وذلك فى عام 1360هـ.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
:" الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من فى السماء ". ومن جعل قلبه رحمة للمؤمنين فقد استجلب الرحمة الإلهية إليه ، وفتح أبوابها نحوه ، فينال من الإرث المحمدي
على قدر تمكنه في هذا المقام | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 10:10 am | |
| قال تعالى فى وصفه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم :[ بالمؤمنين رؤوف رحيم] ، وعلى قدر الإرث يكون
الاتصال بالموروث ، وعلى قدر الرحمة تكون المنفعة للعباد ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : " أحب الخلق إلى الله تعالى أنفعهم لعباده" فتدخله الرحمة فى مظهر اسمه تعالى " النافع " فلا يتعرض لضرر المؤمنين بوجه من الوجوه ، بل يتسبب في جلب النفع إليهم.
قال عليه الصلاة والسلام:" من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " ،
وقال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه: "
الولي في زماننا هذا الذي ينتفع به أعداؤه يؤذونه ويدعو لهم بالخير" ، وهذه أيضا في التراث المحمدي.
قال البرعى رحمه الله تعالى :
ودعوة أحمد رب اهد قومي
فهم لا يعملون كما علمنا
والعفو والتجاوز ومقابلة السيئة بالحسنة إنما يكون بسبب الرحمة.
وكل من كان كذلك ينطق عليه قول سيدنا الشفاء صاحب العلم
النفيس مولاي الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه في أحزابه:
" ثم تصب يا إلهى على ذاتي فيوضات بحر محيط الرحمة الإلهية حتى أكون كلى رحمة إلهية في جميع عوالمك الإطلاقية والتقيدية ، ويكون لسان رحمة ذاتي في جميع جهات الخلق آية الرحمة الإلهية المطلقة [ورحمتي وسعت كل شئ[
وسبب انصباب فيوضات بحر الرحمة الذاتية على ذاتك هو إعراضك عن لذاتك ، وتخليها عن أنا والأنانية ،بتحلى إخلاصها بصدق النية ، وانغماسها فى بحر عين الوحدة وبحر[إنما المؤمنون إخوة] ، فرحمت النفس نفسها لما رحمت إخوتها ، فصارت فى حضرة الإطلاق آية الرحمة ، فنالت جزاء رحمتها بانصباب الفيوضات من بحر الرحمات.
فاهتزت أرض جسمها وربت ، فصارت كلها رحمة إلهية وأينعت فى جميع العوالم: لا إطلاقية مع أهل
الإطلاق ، والتقييدية مع أهل التقييد ، ثم يوفق لسان رحمة ذاتي من جميع جهات روحي يتلو بلسان روحي في جميع جهات الخلق آية الرحمة الإلهية المطلقة : [ورحمتي وسعت كل شئ ] التي عمت الإيجاد بعد
العدم والرزق والعافية والذرية والآجال وتأخير العقوبات ، كل ذلك لم يدخل في التقييد.
وقد جهل إبليس فظن أنه يدخل فى الرحمة ، واحتج بهذه الآية على بعض العارفين ، وقد جهل إبليس أن
الرحمة مطلقة ومقيدة ، فالمطلقة عمت كل شئ حتى الكافر والخاصة فى قوله تعالى :[ فسأكتبها[.
وقد امتن الله على الخلق مؤمنهم وكافرهم بقوله :[ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا] وغير ذلك في الآيات وقد أشار إلى المقيدة بقوله تعالى :وكان بالمؤمنين رحيما[ فمن ذهب إلى بلاد الكفار ليدعوهم إلى الإسلام ، وذهب إلى مجالس الفساق ليدعوهم إلى التوبة ، وإلى بلاد الجهال ليعلمهم أمور دينهم ، وإلى العاملين المؤمنين ليذكرهم ، فقد أخذ بالرحمتين وتخلق بالخلتين ، قال عليه الصلاة والسلام :" تخلقوا بأخلاق الله " يعنى التي يجوز للخلق أن يتخلقوا بها ، كالرحمة والعفو والكرم والرأفة والعلم والعدل والإحسان وغير ذلك.
]إن الله يأمر بالعدل والإحسان[ ، ]وليعفوا وليصفحوا[.
أخرج صاحب هذه القواعد في رسالته المسماة " روح
السنة " ، وروح النفوس المطمئنة " هذه الأحاديث:
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الخميس مايو 09, 2013 10:15 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 10:12 am | |
| وربما تعرضت لشرح بعض كلماتها على وفق الإلهام والمدد الإلهى فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
فأقول بالسند المتصل على السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم. قالوا : كلنا رحيم ، قال: لا ... حتى ترحم العامة ".
قلت: وهذا ما أشرت إليك آنفا من الرحمة المطلقة التي يكون صاحبها كالبحر يروى كل من يرده.
والجنة جنتان :
معجلة وهي جنة المشاهدة الإلهية في الدنيا ، ويكون التلذذ فيها بذكر الله تعالى كما يتلذذ أهل الجنة بنعيم الجنة ، ولذلك كان صلى الله عليه وآله وسلم تقر عينه بالصلاة ، وللعارفين على قدر درجاتهم في الإرث المحمدي وجنة المشاهدة في الدنيا لها أبواب كثيرة من أجلها : أن يوطن قلبه على الرحمن لجميع المسلمين ، فإن كان من أرباب الترقي الروحي وصلت به رحمته إلى جمعية عيون الحقائق الرحموتية فينال في ذلك على قدر أهليته ثم يتلو لسان رحمة ذاته من جميع جهاته في جميع جهات الخلق آية الرحمة الإلهية المطلقة ، وبلسانه الذي يتكلم به في مقام إجابة لسانه إذا ترجم عن جنانه ، وعند ذلك تقول الروح للسان : الله حسبك : (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) فيستطيع أن يتلوا من جميع جهاته في جميع جهات الخلق على طريق التراث المحمدي لمن على جميع الخلق علا وسما المشار إلى مقامه صلى الله عليه وآله وسلم بقول ربه تعالى : [وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى]
واعلم يا أخانا في الله تعالى أن مدارك الإدراك تشبه دورة حركة الأفلاك، فنظم مدار حركة إدراكك ، بعد تنظيم حركة دورة أفلاكك ، حتى لا ينبغي لشمس حقيقتك أن تدرك قمر شريعتك فيقع خسوف التخليط ، ولا لليل غيب سرك أن يسبق نهار روحك في الوجد والشهود
فإذا انتظمت أفلاكك ظهرت أنوارك ، فتكون ذاتك كلها نوراً ذاتياً صرفاً من جميع الوجوه ، فتجلس روحك على منبر قدسك منورة بنور ربك ، وقد أشرقت شمس نهارك على أرض جسمك ، فتنزلت الرحمات على قلبك ، فتوطن على الرحمة لجميع المسلمين ، وصرت رحمة بين عباد الله ، ملحوظاً بعين الله ، مرحوماً برحمة الله (سيجزيهم وصفهم) [وما ربك بظلام للعبيد]
وبالسند المتصل إلى الشريف مولاي السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه قال : وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يقول الله عز وجل : "إن كنتم تحبون رحمتي فارحموا خلقي " انظر كيف جعل ربك وصول رحمته تعالى إليك متوقفاً على رحمتك لخلقه ؟! فإذا رحمت الخلق فإنما أنت في الحقيقة ترحم نفسك ، وإذا حرمتهم رحمتك فقد حرمت نفسك ، كالذي يسقى الأشجار بالماء لتثمر فينتفع بثمرها ، فهو في الظاهر يسقي الأشجار ، وفي الحقيقة إنما هو يسقي نفسه ، وإذا ترك سقيها فقد ترك مصلحة نفسه ورحمته إياها
وبالسند المتصل إلى سيدي الشريف مولاي السيد أحمد بن إرديس رضي الله تعالى عنه أنه قال :وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " ليس منا من لم يبجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه " أيش تبجيل الكبير ؟ احترامه وتوقيره لكبر سنه ،وذلك من عادة الأشراف والعرب إلى يومنا هذا ، ورحمة الصغير : الشفقة والعطف عليه لضعفه وصغر سنه وعقله ، ويعرف للعالم حقه من الإرث المحمدي ، قال عليه الصلاة والسلام : " العلماء ورثة الأنبياء"
وحق الأفضلية قال عليه الصلاة والسلام : " فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم " فمعرفة حق العالم واجبة على كل مسلم ، ويجب احترامه لأجل الخلافة ، قال عليه الصلاة والسلام : رحم
الله خلفائي ، قالوا : ومن خلفاؤك يا رسول الله؟ قال : الذين يأتون من بعدي يبلغون الناس سنتي "
والأمة بخير مادام العلماء فيها ، والأمة بخير ما وقرت علماءها واستمعت لأقوالهم وعملت بها ، قال البوصيري رحمه الله تعالى: كيف نخشى الضلال من بعدك . وفينا وارثوا نور هديك العلماء وبالسند المتصل إلى صاحب العلم النفيس رضي الله تعالى عنه أنه قال : " من سره أن يقيه الله من فور جهنم يوم القيامة ويجعله في ظلله فلا يكن بالمؤمنين غليظاً وليكن بهم رحيما "
لأن الجزاء من جنس العمل ، فالذي يرحم المؤمنين في الدنيا يرحمه الله تعالى بالنجاة من عذاب جهنم ويظله تحت العرش يوم القيامة | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 10:26 am | |
| وبالسند المتصل إلى صاحب العلم النفيس أنه قال : "
إن العبد ليقف بين يدي الله تعالى فيطيل الله وقوفه حتى يصيبه من ذلك كرب
شديد فيقول : يا رب ارحمني اليوم ، فيقول : هل رحمت شيئاً من خلقي من أجلي فأرحمك ؟ هات ولو عصفوراً "
كن رحيماً بخلق ربك يرحمك يوم لا ينفعك مال ولا بنون ، واعلم أن الرحمة تنفعك ولو لحيوان أو طير
أو بهيمة ، لأن الله تعالى خلقهم مثل ما خلقك ، قال تعالى : (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلى أمم أمثالكم)
قال صاحب العلم النفيس رضي الله تعالى عنه:
ويعطيهم حق الإسلام من التعظيم والتوقير ن فإن رسخ في هذه القاعدة واستقام فيها قلبه أفاض الله
سبحانه وتعالى على سائر جسده أنواره الرحمة الإلهية وأذاقه حلاوتها ، فنال من الإرث النبوي حظاً وافراً عظيماً من قول الله عز وجل : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وهذا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن لله ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله عليه أمر دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئاً : حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي"
وفي هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر رضي الله تعالى عنه : " لا تحقرن أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير "
الحرمات : الحقوق ، فمعنى حرمة الإسلام : أي ما يطلبه الإسلام من المسلم ، وهي أمور كثيرة لا يكمل الإسلام إلا بها كقوله صلى الله عليه وآله وسلم" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
" وكقوله : صلى الله عليه وآله وسلم " المسلم أخو المسلم "
وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم "أمرت أن أقاتل
الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله " وكقوله تعالى : (بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان(
وبالجملة : فمن راعى ما وجب في الإسلام ففعل ، وما حرم فترك ، فقد عظم حرمة الإسلام ، ويدخل في قوله صلى الله عليه وآله وسلم " احفظ الله يحفظك " ومن لم يكن كذلك فلم يعظم حرمة الإسلام وحينئذ فمن أضاع فجزاؤه الضياع
وفي الحديث : تدعو الصلاة على من أضاع وقتها فتقول : ضيعك الله كما ضيعتني "
وحرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم : حقه الذي أوجبه الله تعالى علينا ، كطاعته في قوله وفعله ، واحترامه وتوقيره وتكريمه ، والاعتراف بفضله وشفاعته ، وجاهه ورفع ذكره وعلو درجته ،وأنه موصوف منذ خلقه الله تعالى بالزيادة في الإيمان والعلوم والأنوار
والدرجات والبركات والأسرار والنفحات والخيرات
وكذلك يكون بعد أن لحق بالرفيق الأعلى أعلى مقاماً وأجل إكراماً وأوسع علماً وإدراكاً وكشفاً وشهوداً وسماعاً ورداً للسلام ، ولا يجوز لمؤمن أن يعتقد فيه غير ذلك ، أو أنه قد مات كموت الخلق ، بل أحياه الله تعالى بعد موته بحياة تفوق حياة النبيين والمرسلين عليه وعليهم الصلاة والسلام ، وحياة الشهداء وحياة الملائكة الكرام ، وحياة الأحياء من أهل الدنيا ويجب عليك أن تحبه صلى الله عليه وسلم أكثر
من نفسك ، وأن تصلي وتسلم عليه ، وأن تزور روضته الشريفة
لتحظى برد سلامه
صلى الله عليه وسلم عليك ،وتحصل لك بركته صلى الله عليه وسلم وبركة نظره إليك ودعائه لك
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل أهل بيت النبوة رضي الله تعالى عنهم . ومن أعظم الصلة لهم زيارتهم بعد مماتهم ، والتسليم عليهم والترضي عنهم" لا تحقرن أحداً من المسلمين " احتقار المسلم هو الازدراء به والتكبر عليه ، قال عليه الصلاة والسلام: " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"
وقد نادى الله تعالى في القرآن عباده بما يدل على الأخوة والمساواة
فقال : يا عبادي . يا بني آدم .
يا أيها الناس ’ يا أيها الذين آمنوا
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الخميس مايو 09, 2013 10:38 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 10:28 am | |
| الباب الرابع القاعدة الرابعة :
مكارم الأخلاق
قال سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه :
مكارم الأخلاق التي بعث رسول الله r لتمامها ، وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وهذه القاعدة هي زبدة الدين ، وحقيقتها أن يكونالعبد هينا لينا مع أهل بيته وعبده ومع جميع الخلق ،
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
: " أهل الجنة كل هين لين سهل قريب ، وأهل النار كل شديد قبعثري " قالوا وما قبعثري يا رسول الله ؟ قال : الشديد على الأهل ، الشديد على الصاحب ، الشديد على العشيرة
وقال مولانا العظيم : (وقولوا للناس حسنا) أي لا قبحاً ،
وقال عز وجل :(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) والأحسن هو الذي جمع الحسن وزيادة
وبالجملة فالذي تحب أن يواجهك الناس به من الكلام الطيب والقول الحسن والفعل الجميل فافعله مع خلق
الله تعالى ، وما تكره أن يعاملك العباد به من الكلام الخبيث والقول القبيح والفعل الكريه فاتركه ، فإن الله يعامل العبدب وصفه وخلقه الذي يعامل الخلق به ، فإن المجازاة على الوصف بالوصف )سيجزيهم وصفهم) (جزاء وفاقا) فمن كان للخلق جنة ورحمة وظلا ظليلا يستريح ونفيه
كان الله له كذلك ، فمن أكرم عبدا لمراعاة سيده فإنما أكرم السيد ، وكذلك جاء في الحديث عن الله عز وجل أنه يقول للعبد يوم القيامة : جعت فلم تطعمني واستسقيتك فلم تسقني ، ومرضت فلم تعدني . فيقول العبد : كيف تجوع وأنت رب العالمين ؟ وكيف تمرض وأنت رب العالمين . وكيف تستسقي وأنت رب العالمين ؟! فيقول له سبحانه وتعالى مفسراً لذلك : أما إنه مرض عبدي فلان فلو عدته لوجدتني عنده وجاع عبدي فلان ، فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، واستسقاك عبدي فلان ، أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي . مفسراً سبحانه نفسه في قوله : جعت ومرض واستسقيت بقول : جاع عبدي فلان ، ومرض عبدي فلان ،واستسقاك عبدي فلان . فمعاملة العبد لملاحظة سيده هي معاملة السيد بلا شك
فمن رسخ قدمه في هذا المقام صارت معاملته مع الحق جل جلاله في كل شئ فلا يراقب غير الله تعالى
ومجمع مكارم الأخلاق مع الله تعالى ومع عباده قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " أكرموا الله أن يرى
منكم ما نهاكم عنه " وهو أن لا يراك سبحانه حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك والأمر الذي يبعث العبد على الحياء من الله تعالى هو أن يعلم علم حضور أن الله على كل شئ رقيب ، وعلى كل شئ شهيد ، وهو قوله تعالى : (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه) فإذا شغل العبد قلبه بهذه المراقبة
واستعملها حتى اعتادها وألفها لزمه الحياء من الله تعالى أن يقول قولا أو يفعل فعلاً لا يرضاه الله ولا يليق بجلاله وهو حاضر القلب (وهو معكم أينما كنتم) فإن الله تعالى معه وناظر إليه فإن العبد إذا أراد أن يزني مثلاً أو يسرق والناس ناظرون إليه لا يقدر أن يقدم على ذلك مع علمه بنظر الناس إليه ، فإنه يستقبح ذلك من نفسه ويستخبثه ، فإذا كان الحال هكذا مع المخلوق الذي لا يملك ضراً ولا نفعاً ، والحامل له على ذلك كله مخافة أن يسقط من أعين الناس ويحط قدره عندهم ، ولاشك أنه إذا كان حاضر القلب عند الشروع في الفعل الذي لا يرضاه الله تعالى ترك ذلك الفعل قطعاً ، وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الإحسان " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
فمن كان بهذه الحالة لزمه أن يحسن تلك العبادة ويتقنها على قدر قوة علمه أن الله ناظر إليه .
وبالله التوفيق | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 10:44 am | |
| وصلى الله على مولانا محمد وآله وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله
قال بحر العلوم الغوالي والد السيد عبد العالي الشريف مولاي السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه :" مكارم الأخلاق التي بعث رسول الله لتمامها وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
ايش ؟ اعلم أيها الإنسان الذي أنس بأورادنا ، وصار من أولادنا ، وروحه من روحنا ودنا وملأ قلبه بودنا ، وإن تناءت بلادنا ، أ، لهذا الحديث معنى أعز معنى وهو أنه عليه الصلاة والسلام أول من نبأ عن الحق سبحانه فهو أساس مكارم الأخلاق بنبوته والمتمم لها ببعثته وهو أول من عرف الحق بالحق ، وأول مظهر للقدرة والإرادة فهو أول المفاض عليهم وآخر الموحي إليهم
فهو صلى الله عليه وآله وسلم فاتحة الموجودات ، ومجمع بحري الحقائق الأزليات والأبديات ، (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) النبوات والولايات في أزليات (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم) ، وفي أبديات : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم(
فهو صلى الله عليه وآله وسلم متمم النبوءات في عالم (لتؤمنن به ولتنصرنه) ومتمم مكارم الأخلاق في عالم (قم فأنذر وربك فكبر(
وفي عالم الأتباع المحمدي منزلة منزلة على سبيل (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الخميس مايو 09, 2013 10:48 am عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس مايو 09, 2013 10:46 am | |
| مكارم الأخلاق
جاء صلى الله عليه وآله وسلم بمكارم الأخلاق التي أبدلت الظلمة نوراً ، والشرك توحيداً ،
وحولت الجهالة علماً ، والعداوة صلحاً ، فصار الناس في عدالة بعد ظلم . وقوة بعد ضعف . وعلم بعد جهل . وكرم بعد بخل
. وتواصل بعد تقاطع . وشجاعة بعد جبن . وجهاد بعد استسلام . وعزة بعد ذلة . وتعاون بعد تخاذل . واجتماع بعد افتراق .
وائتلاف بعد تنافر . وشعور بعد لا شعور . وإحساس بعد لا إحساس. وحياة بعد موت . ونور بعد ظلمة . (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس(
فغرس صلى الله عليه وآله وسلم في قلوب المؤمنين شجرة طيبة ثمارها التواضع والسخاء والعفة والوفاء ، يتواضع أميرهم
لفقيرهم ، ويوقر صغيرهم كبيرهم ، ويرحم كبيرهم صغيرهم ، الملهوف بينهم يغاث ، والمريض يعاد والميت تشيع جنازته ، والسائل لا ينهر ، واليتيم لا يقهر ، والأمانة لا تضيع والعالم يسمع قوله ويعرف حقه ، والقرآن يكتب ، والعلم يطلب ، والحقوق
موفورة ، والمساجد معمورة ، هاجرين قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال، أمرهم شورى بينهم ، ولم يختل في شعوبهم أمنهم ، كل ذلك من مكارم الأخلاق التي جاء بها صلى الله عليه وآله وسلم
واعلم بأن من أجل أخلاقك . دخولك في حضرة خلاقك وسبحك في عالم المكارم والتكريم . حتى يضئ بذكرك الليل البهيم جادا في أمورك على المنهاج القويم . جانياً من غرس المكارم النبوية ثمارها . راداً من نفسك شيطانها وعارها ، جالساً على كرسي " واجمع
بيني وبينه " زائراً كالسبع ن رافعاً لراياتك السبع ، متقلداً سيف (جاء الحق وزهق الباطل) ، متوكلاً على ربك فلا يتعرض لك في طريقك إنس ولا جن إلا أعدمته بسيفك . متلقياً درر معاني جواهر نفائس غوالي العلوم والمعلومات . من فيض من طارت منه رشاشات فاقتسمتها بحكم المشيئة الإلهية جميع المبدعات ناظراً بعيني قلبك إلى مقر قرار الفهوم والقراءات ، الذي من لوح كنهة قرأ المقربون كلهم حقية التجليات ، شجرة الأصل النورانية فلا نور إلا منها استنار سناه ، ولمعة القبضة الرحمانية التي بنضرتها تنضر كل نضر مرآة معدن الأسرار الربانية فلا سر إلا من سره مسراه ، فتعرض لذلك السر بكثرة الصلاة والسلام على سر الخلوة الإلهية ليلة الإسراء ، لعل قلبك مما فيه يبرا . وتتزاحم على بابه نفائس الدرر الغوالي التي عزت على غير عزيز بربه . مكين في قربه : مديم لحزبه
قال سيدي صاحب المقال العالي أبو الشريف عبد العال سيدي أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه " وهذه القاعدة هي زبدة الدين "
يعني قاعدة مكارم الأخلاق لأن العمل بالدين ينتج مكارم الأخلاق . فهي زبدته وثمرته وبالتجارب : الرجل التقي يوفق لمكارم الأخلاق ، وغيره يظهر منه سيئ الأخلاق
ثم شرع السيد رضي الله تعالى عنه في بيان حقيقة مكارم الأخلاق فقال : " وحقيقتها أن يكون العبد هينا لينا مع أهل بيته وعبده ومع جميع الخلق " في العبد للكمال وهو العبد الكامل الذي وصفه السيد أحمد رضي الله تعالى عنه في أحزابه بقوله : " واجعلني يا رب لك عبداً محضاً عبودية خالصة لا رائحة ربوبية بها على أحد من خلقك "
وإذا كان كذلك كان هينا لينا متواضعاً في غير ضياع حق ولا انتصار لباطل ولا جبن أمام ظالم
والحديث : " وخالق الناس بخلق حسن " والخلق الحسن يشمل القول والفعل ن فمن عامل الخلق بالخلق الحسن فقد عاملهم بمكارم الأخلاق
وفي هذا البيت الأخير إشارة إلى ما روي لي عن السيد مصطفى الإدريسي رضي الله تعالى عنه : أكرم جدي السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه بمكة غاية الإكرام
وفي بعض الأحيان كان سيدي يتمثل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قاله لسيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه لما جهز جيش العسرة ، والذي جاء بمعناه العارف بالله سيدي سر الختم الميرغني رضي الله تعالى عنه بقوله :
لا يخف عثمان شيئاً بعد ذا غفر الله له ما اكتسبا
والحديث هو : " ما ضر عثمان ذنب بعد اليوم"
قال صاحب العلم النفيس رضي الله تعالى عنه مستدلاً بالحديث الآتي على ما قدمه من أن المؤمن يكون هيناً لينا : قال رضي الله عنه" أهل الجنة كل هين لين سهل قريب ، وأهل النار كل شديد قبعثري . قالوا : وما قبعثري يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الشديد على الأهل ، الشديد على الصاحب ، لشديد على العشيرة "
يصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل الجنة بقوله " هين لين سهل قريب " وذلك بالمؤمنين كما قال تعالى : (رحماء بينهم)
فالمؤمن من يكون مع أخيه المؤمن هيناً ليس صعباً قاسيا سهلاً ليس وعراً ، قريب الرضا ليس ببعيدة
وفي الحديث : " المؤمن هين لين سريع الغضب قريب الرضا " فالمؤمن حقاً يعمل بقوله تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) وبقوله تعالى (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) وبقوله تعالى : (ويدرأون بالحسنة السيئة) يعني من قدم إليهم سيئة قدموا إليه حسنة ، وهذه الصفة من أجل مكارم الأخلاق ، وقد وعد الله فاعلها بأن عدوه يكون بعد العداوة ناصراً له محباً حباً عظيماً ، فتلك مكافأة معجلة في الدنيا للذين يتصفون بهذه الصفة الكريمة
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء مايو 15, 2013 3:15 pm | |
| الألفة سبيل التحابب
وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام : " المؤمن من يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف " ،
وقال تعالى : (وألف بين قلوبهم(
فالألفة التي بين قلوب المؤمنين
منة من أعظم المنن ونعمة من أجل النعم ؛إذ بها يحصل التحابب والتعاون والتآزر ، فلا يسمح المؤمن بضرر أخيه ومقاطعته واستسلامه لعدوه ، بل يكون له أخاً ، كريماً لا لئيماً ، مساعداً لا معانداً ، مواصلاً لا مقاطعاً ، محققاً قول الحق سبحانه : ( فأصبحتم بنعمته إخواناً)
وقد وصف صلى الله عليه وآله وسلم أهل النار بالشدة على الأهل والصاحب والعشيرة ، وفي الحديث" والمنافق إذا خاصم فجر"
فلا تكن شديداً على أهلك فيبغضوك ، ولا على أصحابك فيهجروك ، ولا على العشيرة فيبدلون العشرة قطيعة لك
وقد قال تعالى : (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) فوصف الله سبحانه أهل النار بالتخاصم وهم في النار ، ووصف أهل الجنة بالإخلاص والأخوة في الجنة فقال سبحانه (ونزعنا ما في صدروهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) فأهل النار أهل تباغض وتقاطع في الدنيا والآخرة ، وأهل الجنة أهل توادد وتحابب في الدنيا والآخرة ، قال عليه الصلاة والسلام
: " أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة "
قال مولانا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه :
وقال الله تعالى : (وقولوا للناس حسنا) أي لا قبحا وقال عز وجل : (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)
والأحسن هو الذي جمع الحسن
وزيادة : بفضل الفتاح المتعال : اللهم ارزقني صواب المقال : لما خلق الله الإنسان في أحسن تقويم كما قال تعالى(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ناسب بأن يأمره بأن يقول أحسن القول
وقد قال سبحانه في وصف الحمار حينما نهى عن التشبه به : (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) فالذي خلقه الله في أحسن تقويم
يقول التي هي أحسن للذي خلق في أحسن تقويم ، وذلك يتناسب أيضاً مع التكريم ، قال تعالى : (ولقد كرمنا بني آدم) ومن تكريمه أن يقول التي هي أحسن وأن يقال له مثلها ومن تكريمه تحريم سبه ولعنه ، وغيبته وقتله واحتقاره ، والهمز واللمز له ، والظن فيه والقدح والشماتة والنميمة والفضيحة ، وإضاعة الفاحشة والإفك عليه والبهتان ،وقذفه وحسده والحقد عليه والضغينة ، وضياع حقه وانتقاص قدره وغشه وغدره والكذب عليه ، وبخسه وبخس ما ينسب إليه ، ووصف باللقب المسئ ، ونهره وزجره وضربه ن والمكر به والبغي عليه والكيد له وسحره ، وتخويفه وإدخال الحزن عليه ، وقطع الطريق عليه ، ومنعه الماء والهواء والظل ، ومنعه الطعام والشراب ، ومنعه الصلاة والزكاة والحج والعبادة لأن الله تعالى قد كرمه وحفظ عليه التكريم بالإيمان والإسلام
وأما الكافر فقد أضاع تكريمه بالكرف قال تعالى : (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل(
والجهر بالسوء من القول مبغوض عند الله مبغوض عند الملائكة ، قال تعالى )لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من
ظلم) فلا تقولن قولا لا يحبه الله تعالى ، وقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخرج لسانه الشريف وقبض عليه
وقال : "أمسك عليك هذا " فقال السائل : أفنؤاخذ بما نقول ؟ قال عليه الصلاة والسلام : " ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ، وقال عليه الصلاة والسلام : " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه ضمنت له الجنة "
فمن فكر في هذه الآيات الكريمة وتلك الأحاديث الصحيحة حافظ على لسانه تمام المحافظة لا سيما بعد أن علم أن الملك يكتب عليه كل كلمة يقولها ، قالتعالى : (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقال تعالى : (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) ، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : الكبيرة : الضحك ، والصغيرة : التبسم
قال سيدنا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه :
" وبالجملة فالذي تحب أن يواجهك الناس به من الكلام الطيب والقول الحسن والفعل الجميل فافعله مع خلق الله ، وما تكره أن يعاملك
العباد به من الكلام الخبيث والقول القبيح والفعل الكريه فاترك الناس والخلق منه "
عنه : أشار بهذا القول إلى ما قاله سيدنا على كرم الله وجهه لابنه سيدنا الحسين رضي الله تعالى عنه : " يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك : أحبب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها "
قال عليه الصلاة والسلام :
" المسلم أخو المسلم " ، وحينئذ فلا ينبغي للأخ أن يعامل أخاه بالمعاملة التي يكرهها لنفسه ، لأن أخوة الإيمان ارتباط باطني عظيم أقوى من ارتباط الأنساب ، وانظر إلى قوله تعالى : (ولا تلمزوا أنفسكم) وهل الإنسان يلمز نفسه ؟ ولكن لشدة الاتصال الأخوي يجعل القرآن الذي يلمز لأخيه المسلم كأنه لمز نفسه .
وقال عليه الصلاة والسلام : " الناس سواسية كأسنان المشط " ، وكيف يكون الأمر كذلك إذا عامل المسلم
أخاه المسلم بما يكره أو أسمعه ما يكره
قال : أسمع لغيرك ما يرضيك مسمعه
ولا تفه بقبيح القول للناس
النفس ميزان ما يرضيك من أحد
أو كان يغضبها من منطق قاسي
فاجعل لغيرك ما يرضيك يرض به
وما يسئ فلا تذكره للناس
واسمع نصيحة بن إدريس سيدنا نعم النصيحة في قلب وقرطاس
قال صاحب العلم النفيس الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه :" إن الله تعالى يعامل العبد بوصفه وخلقه الذي عامل الخلق به ، فإن المجازاة على الوصف بالوصف (سيجزيهم وصفهم) (جزاءا وفاقا)
وكلام السيد هذا يشبه كلام سيدي محيي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه : " معاملتك للخلق معاملة الحق لك " يعني أن الحق سبحانه يعاملك من جنس معاملتك لخلقه ، وقد استدل سيدي أحمد رضي الله تعالى عنه بهذه الآية (سيجزيهم وصفهم) وجعل المجازاة في الآية عامة في الدنيا والآخرة ، لأن
المحسن له الجنة في الآخرة ، وله البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، قال تعالى :( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ، وقال تعالى : (فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) ، والفوز العظيم في الدنيا والآخرة ،وأي فوز أعظم من التوحيد ومن مشاهدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال سيدي الشيخ صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه :
وللمناسبة أذكر شيئاً من هذا فأقول والله حسبي ونعم الوكيل : مشاهدة الصحابة رضي الله تعالى عنهم
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت بالبصر ، وبعد أن لحق الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرفيق الأعلى كانت بالقلب عن سابق رؤية ، ولعامة المؤمنين إلى يوم القيامة عن سماع أوصافه صلى الله عليه وآله وسلم فارتقت الروح وصفت ووصلت إلى مشاهدة حقيقية ، فهو صلى الله عليه وآله وسلم مشاهد للأولين والآخرين ، ومحبوب للأولين والآخرين ، فهو صلى الله عليه وآله وسلم محبوب العوالم العلوية والسفلية ن وقد استدل سيدي أحمد رضي الله عنه على أن الجزاء من الله تعالى يكون وفق عمل الإنسان ، فاستدل بقوله تعالى : (جزاءاً وفاقا)
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء مايو 15, 2013 3:34 pm | |
| قال الشريف ابن إدريس رضي الله تعالى عنه :
" فمن كان للخلق جنة ورحمة وظلا ظليلاً يستريحون فيه كان الله له كذلك ،فمن أكرم عبداً مراعاة لسيده فإنما أكرم السيد ، ولذلك جاء في الحديث عن الله عز وجل أنه يقول للعبد يوم القيامة : جعت فلم تطعمني واستسقيتك فلم تسقني ، ومرضت فلم تعدني ، فيقول العبد : كيف تجوع وأنت رب العالمين ؟
وكيف تمرض وأنت رب العالمين ؟
وكيف تستسقيني وأنت رب العالمين ؟
فيقول له سبحانه وتعالى مفسراً له ذلك : أما إنه مرض عبدي فلان فلو عدته لوجدتني عنده ، وجاع عبدي فلان أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي"
قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى : " الزهد ثلاثة أوجه : "اترك الحرام وهو زهد العوام وترك فضول الحلال وهو زهد الخواص والإعراض عما يشغل عن الله وهو زهد العارفين "وقال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى : " الزهد ثلاثة أحرف : زاي وهاء ودال ، إشارة إلى الإعراض عن زينة الدنيا وعن الهوى وعن الدعاوي "
يتبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأربعاء مايو 15, 2013 3:39 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء مايو 15, 2013 3:36 pm | |
| تفسير صوفي لكلمة زاهد
الزهد ثلاثة أحرف كل حرف يشير إلى سبع صفات وهي :
الزاي : تشير إلى سبع صفات وهي :
زينة القلب بالحكم والمعارف
زهوق الباطل وخيالات الدنيا وما فيها (وقل جاء الحق وزهق الباطل)
(زلفى وحسن مآب) في الدنيا والآخرة
زيادة الهدى (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) اهتدوا إلى أن الله حق ، وأن الآخرة باقية ، وأن الدنيا فانية
زوال حب الدنيا عن قلوبهم لما
علموا أنها جيفة وطلابها كلاب
زجر القلب النفس عن توجهها إلى حطام الدنيا ولذاتها
زيه بزي الصالحين من أهل التقى والفلاح والدين
والهاء : تشير إلى سبع صفات وهي :
هدايته على سبل الله الموصلة إلى حظيرة قدسه
هباته الباقيات الصالحات لما زهد في الصور الفانيات
هجرته للذات لما هجر اللذات
هيمانه بحب الله عن كل شئ لاه
هيونته بعد قسوته
همه الآخرة وما فيها بعد زهده
في الدنيا وما فيها
هبوطه إلى أرض التواضع (إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا)
دعاؤه المستجاب لكونه صار من الأحباب
وللدال : سبع صفات وهي :
دلالته على الله تعالى لما غاب عن نفسه الفانية
ديدته داوم ذكر الله تعالى لأ، الدنيا تشغل من تعلق بها عن ذكر ربه سبحانه
دعواه حمد الله تعالى لما يرى غيره من المغترين المغرورين
دوام التوجه إلى الله تعالى مع التلذذ بمناجاته وتلاوة ذكره الحكيم
دنوه من حضرة التقديس بكثرة الذكر الذي هو منشور الولاية
دخوله حضرة القرب الإلهي ووقوفه عند السماع العام الذي يدرك بالأذواق ما اللحظة فيه خير من ألف عام
فهذه إحدى وعشرون من ضرب سبعة في ثلاثة بقدر عدد الواجب والجائز لله تعالى ن فمن تحقق بالصفات المتقدمة وهي
الإحدى والعشرون جاز له أن يدخل حضرة القدس التي هي حضرة الله عز وجل الذي له عشرون صفة واجبة وصفة جائزة
إحدى وعشرون صفات الزهد لمن يريد حضرة للماجد
فيكسى ثوب التقوى . وثوب القبول وثوب الوقاية . وثوب التوفيق . وثوب الطمأنينة . وثوب السكينة . وثوب العفة .وثوب القناعة . وثوب الحلم . وثوب العلم . وثوب الهيبة . وثوب الأوبة . وثوب السلام . وثوب الإيمان . وثوب الهداية . وثوب الولاية . وثوب المشاهدة . وثوب المجاهدة وثوب الحب . وثوب القرب . وثوب الإكبار ز وثوب الأنوار . وثوب الكمال . وثوب الوصال . وثوب التجمل . وثوب التحمل . وثوب النصر ز وثوب اليسر . وثوب حسن الخاتمة .
فهذه تسعة وعشرون تضاف إلى الصفات المتقدمة وهي إحدى وعشرون فيكون المجموع خمسين صفة بعدد صفات الله تعالى
الواجبة والجائزة والمستحيلة وعدد صفات الرسل عليهم الصلاة والسلام الواجبة والمستحيلة والجائزة .
وبذلك يكون قد جمع بين الشريعة والحقيقة ويكون مكملاً كمالاً إلهياً محمدياً من جميع الوجوه ثم يرجع إلى أرض الطبع التركيبي مع مباشرة الأسباب . أو مع التجريد شيخاً معلماً . أو أستاذاً مرشداً في مقام البسط . أو في
مقام القبض . أو في مقام الحب ز أو في مقام الجذب أو في عزلة عن الناس . في جوف غار . أو رأس طود . أو على ساحل بحر . أو في وطنه أو في غربة . أو في صحو . أو سكر.أو محو . أو فناء . أو بقاء . أو فرح . أو بكاء . أو وجد . أو شوق . أو تلذذ . أو سماع . أو سياحة . أو شعث . أو نضرة . أو فكرة . أو حضرة أو جلوة . أو عشق . أو هيام . أو فطر . أو صيام
. أو ناطقاً . أو صامتاً . أو مطرقاً . أو شاخصاً . أو بالمطاف كل عام . أو بمنى يوم الجمار . أو بعرفات مع الأخيار . أو بين المروة والصفا . أو في زيارة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم . أو في المواجهة عند الروضة النبوية . أو في مشاهدة خير البرية . أو في الترقي إلى العوالم العلوية . أو في مشاهدة الحضرة الإلهية .
فهذه تسعة وأربعون إلى الخمسين المتقدمة تكون تسعة وتسعين بعدد أسماء الله الحسنى وعند ذلك ينال المقام الأسمى
أيها المريد أفعل الخير مع
الخلق لأجل الخالق
فتخلق أيها الأخ الكريم بذلك الخلق العظيم . أطعم الجائع . اسق الظمآن . اكس العريان عند المريض . فرج عن المكروب . اقض حوائج ذي الحاجات . وافعل الخير مع خلق الله لأجل الله تجد ربك وربهم عندهم ، فمن راعى مخلوقاً لأجل خالقه فقد راعى الخالق سبحانه
أسأل الله تعالى أن يوفقنا أجمعين إلى العمل بهذه الأقوال في جميع الأحوال حتى تكون صفاتنا كاملة مكملة من جميع الوجوه
قال صاحب العلم النفيس مولاي الشريف السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه
" فمن رسخ قدمه في هذا المقام صارت معاملته مع الحق جل جلاله في كل شئ فلا يراقب غير الله تعالى
" لقد أجاد السيد وأفاد . وللجهالة قد أباد . كيف يراقب العبد . وقد جد السير و فلا سير ولا غير و قد اباد . كيف يراقب العبد . وقد جد السير . فلا سير ولا غير . قد فارق الحنادس . ولهو المجالس . وغاب عن الأغيار . وما غاب عن فعل الأخيار . تسوقه إلى الخير أقدامه . ويدعوه إلى الهدى إقدامه
ويقول
خدمت ربي وقفت على أقدامي
حتى رأيت ملوك العشق خدامي
لكعبة الحسن تجريدي واحرامي
يومي كعامي وكالأيام أعوامي
شاهدت حقا وقد فسرت أحلامي
نشرب في موكب العشاق أعلامي
فأين الغير ؟ وأين أنا ؟ وأين الأين ؟ وأين الحجاب والبين ؟ وشتان ما بين ناظر بالقلب وناظر العين . وهل صاحب التجلي عن الحضرة يولي ؟ أم لغير المتجلي يشاهد ويعامل ؟ هذا حقاً هو الولي الكامل . وايش يعمل بالغير بعد أن لا غير ؟ فإن ترك محبة الغير فلا ضير إذ هو في غياهب الأنوار . وتنزلات غيوث الأسرار . لاح له من جانب الغور لائح . وفاح له من حضرة الحب فائح . وجرت له في بحار الحب الجواري كالأعلام . تحمل موائد الحب لأرواح التجريد والإحرام
قال صاحب العلم النفيس الشريف سيدي أبو العباس العرائشي مولاي السيد أحمد بن إدريس رضي الله تعالى عنه :
وجمع مكارم الأخلاق مع الله تعالى ومع عباده قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " أكرموا الله أن يرى منكم ما نهاكم عنه وهو أن لا يراك سبحانه حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك "
معنى أكرموا الله أي استحيوا من الله ، لأن الحياء من الإيمان ، وأعلاه الحياء من الله عز وجل ، وهو يبعث الإنسان على فعل الواجبات ، فلا يفقده الحق حيث أمره ن أي لا يراه تاركاً للواجبات ، وأيضاً يبعث الإنسان على البعد عن المعاصي فلا يراه ربه يفعل فعلاً أو يقول قولاً نهاه عنه سبحانه
وإذا كان كذلك فقد اتصف بأعلى أصواف الحياء
ويتفرع من ذلك أ، لا يترك شيئاً أوجبه الله تعالى عليه لخلقه ، ولا يقدم إليهم شيئاً نهاه الله تعالى أن يقدمه إليهم ، قال عليه الصلاة والسلام : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
قال سيدي الشفاء سلالة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم بحر العلوم ونبراس الفهوم الشريف السيد أحمد بن إدريس
رضي الله تعالى عنه " والأمر الذي يبعث العبد على هذه الأمور هو الحياء من الله تعالى ، وهو أن يعلم علم حضور أن الله عز وجل على كل شئ رقيب ، وعلى كل شئ شهيد ، وهو قول الله تعالى : (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه(
أشار السيد رضي الله تعالى عنه إلى أن أسباب الحياء المراقبة والمشاهدة وهما مظهران لاسميه تعالى الرقيب والشهيد فمن علم أن الله تعالى يرقبه راقبه . ومن علم أن الله تعالى شهيد عليه شاهده . فمن شاهده فله الشهيد . وكان ممن أوفى بالعهد . ومن لم يشاهده كان كالبهائم . لا يخشى لومة لائم . في فعل الآثار والجرائم ومن أيقن أن الله يعلم ما في نفسه ز خرج من عوالم نفسه وشهوات عالم حسه . إلى عوالم أنسه
وقد أخبر السيد رضي الله تعالى عنه بفوائد الحياء وأسبابه فقال" فإذا أشغل العبد قلبه بهذه المراقبة ، واستعمله فيها ، وألزمه إياها حتى اعتادها وألفها ، لزمه الحياء من الله تعالى أن يقول قولاً أو يفعل فعلاً لا يرضاه الله ولا يليق بجلاله وهو حاضر القلب (وهم معكم أين ما كنتم) ،فإن الله تعالى معه وناظر إليه ن فإن العبد إذا أراد أن يزني مثلاً أو يسرق والناس ناظروا إليه لا يقدر أن يقدم على ذلك مع علمه بنظر الناس إليه فإنه يستقبح ذلك من نفسه ويستخبثه ، فإذا كان الحال هكذا مع المخلوق الذي لا يملك ضراً ولا نفعاً ن والحامل له على ذلك كله مخافة أن يسقط من أعين الناس ويحط قدره عندهم ولا شك أنه إذا كان حاضر القلب عند الشروع في
الفعل الذي لا يرضاه الله تعالى ترك ذلك الفعل قطعاً ن وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الإحسان " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " فمن كان بهذه الحالة لزمه أن يحسن تلك العبادة ويتقنها على قدر قوة علمه أن الله ناظر إليه . وبالله التوفيق وصلى الله على مولانا محمد وعلى آله وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله "
قال صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه : لقد أفاد السيد رضي الله تعالى عنه وأجاد ن وأتى بما يستنير به الفؤاد ، جزاه الله تعالى عنا أحسن الجزاء ورضي عنه وأرضاه ، ولقد أشار رضي الله عنه إلى أعلى مقامات الإحسان بقوله : وتجل لي يا إلهي بمقام
الإحسان الجامع لأسرار كمال أعبد الله كأنك تراه .
حتى أشاهد الحسن الذاتي الإلهي الكمالي المطلق الساري في جميع جزئيات العالم وكلياته ، فتنجذب روحي وجسمي بل كلي وسائري إلى مغناطيس الجمال الإلهي فأذوب فيه ولوعا وعشقاً عن كل شئ سواه ز حتى أكون عين العشق الإلهي بل عين الحسن والجمال بل حتى تكون ذاتي كلها عشقاً ذاتياً وجمالاً إليها صرفاً من جميع الوجوه "
ومن كشف له عن الحسن الذاتي كيف يميل قلبه إلى الفئ الغيري ؟!
ومن شاهد الكمال المطلق السار كيف ينظر إلى خيالات الأغيار!؟
من جذبت روحه وجسمه إلى مغناطيس الجمال ن كيف لا يتخلص من
الأوهام والأوحال ؟! ومن ذات ولوعاً وعشقاً عن كل شئ سواه ، كيف لا يتلذذ بذكر مولاه!؟
ومن كان عين العشق الإلهي كيف لا تشتاق إليه الأكوان وتستنير بنوره القلوب والأبدان !؟!
ومن كان عين الحسن والجمال كيف لا يكون ذات اتصال وتنفع بأقواله الرجال ؟!
ومن كانت ذاته عشقاً ذاتياً فقد ارتقى مقاماً عليا ، ومن كانت ذاته جمالاً إليهاً كان عند ربه مرضياً
وقد أشار السيد رضي الله تعالى عنه على مقام الحياء بقوله : " وتجل لي يا إلهي بمقام الحياء الجامع لكل خير سر قول نبيك سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم:
إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين "
وهذا أشبه بقوله تعالى :
(وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) يعني من كان يحب مغفرة الله تعالى وعفوه فليعف وليصفح عن عباده .
ويؤخذ من هذا أن الله يحب المتصفين بصفات الكمال ويتجلي عليهم بمثلها )للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) ويفعل معهم مثلها ، وحقيق أن مقام الحياء جامع لكل خير ن وفي هذا إشارة إلى الحديث
" فإن الحياء لا يأتي إلا بخير "
ومن وصل إلى هذا التجلي لا يبالي بالناس ، إذ الحياء من الله تعالى يتلاشى معه الحياء من الناس ، والذين لم يكونوا كذلك إنما يستحييون من الناس ، فإن غابوا عنهم فعلوا ما شاءوا ، وأن حضروهم تركوا ما يستقبح من أجلهم ، وأما الذين حياؤهم من أجل الذي لا يغيب فهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً من القبائح ، ونور الحضرة لديهم لائح ، همهم رفع درجاتهم عنده ولو سقطوا عند غيره ، لا يبالون بالقواطع إلا عنه . ولا بالموانع إلا منه . فاتق الله ما استطعت وافتح لنفسك بالله أبواب القرب . فما فتحت على عبد إلاحاز بها أعالي الرتب . وعليك بالتمسك بالكتاب والسنة . فمن تمسك بهما فقد نال غاية المنة ونادته السعادة وأقبلت عليه وأتاحت له ذلولها . ودقت له في عوالهما طبولها
ينبع إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل إسراء حسن العدوى في الأربعاء مايو 15, 2013 4:04 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
إسراء حسن العدوى عضو مميز
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء مايو 15, 2013 3:42 pm | |
| الفصل السادس :
المريد الصادقأيها المريد الصادقأنف عنك ما سواه
أنف عن نفسك ما سواه لترتقي
. فما دخل الحضرة إلا القلب النقي . فإذا ظفرت بالنقاوة . ذقت لذكر ربك حلاوة . إذا
بقلبك حلت . لحلاوة غير العبادة عنك جلت فإذا جلت عنك الأغيار أزيلت عن قلبك الأستار ز
وهبطت عليه أنواع الأسرار ز عند كل نفس وحركة وقول وفعل . وحياك ابن
الفارض رحمه الله بقوله :ولاح سر خفي يدريه من كان مثلي
فللشمس ضوء قبل الإشراق .
وللتجلي سر قبل التلاق . فأكثر من قول لا إله إلا الله . لتعرف النفي والإثبات . وتبدل منك
الصفات بالصفات . فصفات نفسك حجاب قدسك . فمزقها بـ (لا إله إلا الله محمد رسول الله
في كل لمحة ونفس عدد ما سمعه علم الله) لتكسى من صفات محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
واعلم يا أخانا في الله ، نظر الله إلينا أجمعين بألطاف أهل ولايته ،
أن هذا الذكر ثقيل على النفس لنفاسته وسرعة هدايته ، ويحصل به أمران عظيمان عليهما مدار الإصلاح ، وهما عنوان الخير والفلاح :
الأول : تمزيق الصفات النفسية . وهو أثر قولك لا إله إلا الله
والثاني : اتصافك بالصفات المحمدية . وهو أثر قولك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لأنه باب الله تعالى الموصل إلى حضرة الحب والقرب .
قال سيدي أبيض الوجه البكري رضي الله تعالى عنه :
وأنت باب الله أي امرئ أتاه من غيرك لا يدخل
والإتيان من هذا الباب يكون بأمرين :
الأول : حبه صلى الله عليه وآله وسلم كما ينبغي
الثاني : متابعته صلى الله عليه وآله وسلم في الأقوال والأفعال
وكأني بك إذا أكثرت من هذا الذكر ستفتح لك أبواب ما خطرت لك ببال ، ولطالما بحثت عن ورد غير هذا طالباً ما حدثتك به نفسك ، ولقد دللناك على كنز لو فطنت له ، ولكنك لازلت تنظر إلى الجيفة على غير ما هي عليه ، ولو كشف ران قلبك لأبصرت ما أبصره العارفون ولوليت عنها إلى ما أبصرته بصيرتك وعلقت به سريرتك ، وعندي في أورادي ما يكل عنه تعبير لسانك ن وتفكير جنانك ، فإلى متى وبيننا المباينة ؟
أما آن لك أن تكون من أهل المعاينة ! فما دخلت لنا قلباً ولا خطرت لنا بخاطر ، ولقد فررنا منها حينما فر إليها غيرنا ، وكان فرارنا إلى الله (ففروا إلى الله(
واعلم أن أرض طريقنا هذا لا يسقى إلا بماء الدين الخالص (ألا لله الدين الخاص) ولا يثمر شجره إلا الكلمة الطيبة التي تصل إلى السماء (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء(
فما عبدناه سبحانه للدنيا التي هي كهشيم تذروه الرياح ، ولكن لنفحات تتنزل في المساء والصباح ، وابتغاء وجهه الكريم ، والتلذذ بقربه وحبه ومناجاته والتذلل بين يديه ، والإقبال عليه ، وشهوده شهوداً خارجاً عن المعقولات والمحسوسات والفكريات والنظريات ، فكيف اشتغلت بذكره وعبادته وما شغلك ؟.
ويقول ابن الفارض رحمه الله تعالى :
فأصبح لي عن كل شغل بها شغل
يعني الحضرة الإلهية ، والتجليات الربانية ، في مقام كشف الحجاب وإزالة الأسباب . وغيبة وحضور . وفرح وحبور وصفاء ونور . في مقام الفناء لدار الغرور . وصرف القلب عن الجنات والقصور . إلى ما هو أجل وأعلى (سبح اسم ربك الأعلى) (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون( وأي حسرة أشد من حسرة من فاته الإيمان . وغره الشيطان . وحرم من الطاعات واحتضن المخالفات . وحرم من لذة العبادة . وجعلها عنده كعادة وحرم من التخلي ومنع من التحلي . ولم يكن من أهل التجلي ؟!
فإلى متى يا أخانا وأنت في سكرتك . مكبلاً بغفلتك . غرتك من طردناها ز وشغلتك من سلوناها ؟!
قال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه : " النفس إن لم تشغلها شغلتك "
يعني إن لم يتشغلها بأوامر الله شغلتك بأوامرها وهكذا الحال . رحم الله الرجال . كيف عرفوا فأثمرت معارفهم ؟ وكيف فروا فسلمت نجائبهم ؟ وكيف كشفواعن خفيات الأمور . لما استنارت منهم الأنفس والصدور ؟
أيها المريد نهض نفسك بنفسكوابك على يومك وأمسك
فإلى متى يا عبد الله وأنت تسمعنا سماع المستريب فيما يسمع ؟!
وعندك سيوف تلمع . لو حركتها لكانت لكل القواطع عنك تقطع . كم من ليال قد نمتها فما عادت عليك إلا بما عادت ؟ وكم من أيام فيما ليس يعنيك قد أضعتها ؟
وفي ظنك أنك أضعت الليالي والأيام ولكنك أضعت عمرك الذي كلما مر منه يوم فليس يعود إلى يوم القيامة واراك تبكي على فلان إذا قيل مات وانقضى عمره ، ولا تبكي على عمرك وهو في كل يوم ينقص ولا يزيد ، وأخشى أن تلحق بنا مفلس الحال ، مكبل البال ، منغمساً في الأوحال ، فنهض نفسك بنفسك ، وابك على يومك وأمسك
أيها المريد ماذا تريدمن هذه الدنيا
فواعجباه منك ثم واعجباه ! ماذا تريد من جيفة يؤذيك ريحها ويثقلك أكلها ويطغيك قربها . ويعاديك أهلها ، إن أقبلت عليها شغلتك . وأن أعرضت عنها خدمتك . وإن أهنتها أكرمتك . وإن أكرمتها أهانتك ، قولها يضحك أهلها وفعلها يبكيهم ؟!
لما كانت نعمه عليك كثيرة ، وحياتك في الدنيا زائلة وأعوامك في القبر كثيرة ، ويوم الحساب يوم طويل ، والحياة في الآخرة لا نهاية لها كان الأمر منه سبحانه موافقاً لحالك تمام الموافقة ، لأنه أمرك سبحانه بالإكثار من ذكره لا بالذكر وحده ، وحقيق أيها الإنسان إنك لفي حاجة
شديدة إلى الإكثار من ذكر ربك ؛ ليكون الإكثار مدافعاً عنك أمام النقم الكثيرة والذنوب الكبيرة ، والأعوام الطويلة ، فلا تترك سلاحك وأمامك
الهيجاء ، فإن مكائد الشيطان لك كثيرة ، فأعد له عدة أهل الفلاح ، وإلا يقال لك : كساع إلى الهيجاء بغير سلاح وقد وعد الله سبحانه الذاكرين الله تعالى كثيراً والذاكرات بالمغفرة والأجر العظيم ، فبشرى ثم طوبى للذاكرين المكثرين ، تلذذوا بذكر حبيبهم وعندهم هو عين النعيم وقد وعد سبحانه الذاكرين له بطمأنينة القلب في الدنيا والآخرة أيضاً ، والقلب يطمئن بذكر الله تعالى لأن الذاكر يذكره خالقه سبحانه ، فإذا ذكر القلب الخالق سبحانه ذكره الله تعالى (فاذكروني أذكركم) وإذا ذكر الرب عبده إطمأن القلب بذكر الله عبده ؛ لأنه أكبر من ذكرك لربك
(ولذكر الله أكبر( لأنه به تحصل الطمأنينة للقلب ، وكأنه يشاهد ما وراء الغيب ، أناس قلوبهم مشغولة بالأرزاق ، وهو قلبه مشغول بالخلاق ، وهم يعملون للدنيا كأنهم يخلدون ، وهو يعمل للآخرة عمل من قيل لهم غدا ترحلون اطمأن قلبه إلى زوال الدنيا فنظر إليها وكأنها أمامه
زائلة ، واطمأن إلى الجنة ونعيمها فكأنها أمامه حاضرة ماثلة ، إذا فزعت القلوب إلى بعيد ، فزع إلى من هو أقرب إليه من حبل الوريد ، وإذا خاف الناس من عاجز بالقضاء مقهور ، خاف هو ممن بيده تصاريف الأمور ، فلا المزعجات تذهب الطمأنينة إذا استقرت ، ولا الدنيا تدخل قلبه إذا أقبلت أو تولت متوكل على خالقه ومولاه ، واثق بما عنده عما عند سواه ، إذا بكى غيره على فإن تراه يبكي من خشية الله ، وإذا اشتاق غيره إلى الأغيار شاقه ذكر الله ، نهاره كليلة وليله كنهاره ، يزيل عن سبل سعادته ما حفت به من مكاره ،فلا تصطاده النار بمصائد الشهوات ، ولا تخدعه النفس بما لها من رغبات وكيف لا يكون كذلك وقد ذكره الحق سبحانه فأخذ في الأسباب فدخل حضرة الأحباب ، والأحباب لا يحبون ما يكره حبيبهم بل يكرهونه ، والأحباب يحبون ما يحب حبيبهم بل ويوقرونه ولما كانوا كذلك سمواً أحباباً وشربوا من شراب الحب أكوابا ، ذكرهم شعارهم ، وحبهم دثارهم ، جذبتهم يد العناية فهم المجذوبون واحتضنتهم الهداية فهم المهديون ، كم سهروا من ليل وكم ركبوا للجهاد من خيل ،عباد بالليل وفرسان بالنهار فطناء أذكياء لا يخدعهم خداع ولا تعطلهم عن جهادهم أوجاع ،لا يبالي أحدهم أشبع أم جاع ؟ أضاءوا الكون بأنوارهم ، ونفعوا الخلق بأسفارهم ، وكانوا لله في أسفارهم ، وعمرو الدنيا بأذكارهم ، لهم بالنهار جولات ، وبالليل حضرات ، رحم الله بهم عباده وهدى بهم ، وجعل الإخلاص في قلوبهم ، ذكر الله تعالى شعارهم ، والحياء دثارهم ، والتوحيد
عقيدتهم ، والجهاد بغيتهم ، والإسلام دعوتهم ، والقرآن إمامهم ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حبيبهم وقدوتهم
حديث شريف
وبالإجازة المباركة والسند المتصل إلى الحافظ المحدث الشريف السيد أحمد بن إدريس إلى الإمام أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
" حبب إلى من دنياكم ثلاث النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة "
قال العالم الصوفي الشيخ أحمد بن عطاء الله السكندري المالكي رحمه الله
قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تقر عينه إلا بالله تعالى ولذلك قال في الصلاة ولم يقل
بالصلاة
الشيخ صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه : الصلاة حبيبة الأرواح ، وفيها مناجاة حبيبها وتنزلات فيوضات المناجاة والتجليات وهي عرس الأرواح ، ومهبط الريحان والراح ، وحق للعيون أن تقر بها ، لأن فيها القرب من ربها
فعليك يا أخانا بالإقبال عليها فرضا ونفلا ، لتنال بها ما ناله المصلون الذين خشعوا لربهم في صلواتهم ، فنالوا من ربهم فلاح المفلحين ، وإنابة المخبتين ، أفق يا عبد الله من غفلتك ، وقدم في حياتك لآخرتك
حكم من فضل الله تعالى
قد من الله تعالى بها على بإلهام منه
ظلمت فأظلمت فهل لك أن تعمل بمنار ربك حتى يستنير قلبك ؟
وعدلت عن الحق فاعوج سبيلك . فهل لك أن تعدل حتى يعتدل مسيرك ؟
ظللت تحت ظلال جهلك . وأخلدت إلى أرض نفسك وما استظلك بظل سيفك . حتى تخلد بأرض أكلها دائم وظلها ألفت راحتك . وما مددت لفقير
راحتك . فلو استوت سفينتك على جودي صفا سريرتك . لوقف إحدى الوقفتين . ورجوت إحدى الحسنيين . مع الذين عرفهم ربهم فعرفوه من " ألست " فدعاهم إلى عرفات فتعارفوا بمن عرفوهم يوم أن كانوا جنوداً مجندة والذين وقفوا أمام عدوهم . فاستوى عندهم سيل دماء عدوهم
مع سيل دمائهم إذ بالأول معزة دينهم . وبالثاني جنة ربهم فلا تمل فتمل إذ الملل من الخلل فتخل لتخلو وتتحلى فما تحلى غير خال . ثبت في ميدان التجلي مع الرجال فلما تجلى للقلوب الخالية عن غيره تزاحمت على حبه للعاشقين له مطامع لو أظهرها لأنكرها . ومن أجل ذلك نكروها فجلسوا على كراسي مراسي النهايات إلى ربك منتهاها)(كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام
الخالية) غذاؤكم ودواؤكم وشفاؤكم (الله نزل أحسن الحديث كتابا) فإذا لأن قلبك بذكر ربك فلا ريب أن يلين لك الحديد الذي هو جوارك .
إن جوارحك كبستان فيه من كل الثمرات . وقرآن ربك هو عينه بما أفاد ونهى وأمر . فمن لا قرآن عنده لا حديقة له ولا ثمر فالجنة الثانية بالجنة الأولى
"إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا . قالوا يا رسول الله ... وما رياض الجنة ؟
قال : حلق الذكر " .
(وللآخرة خير لك من الأولى)
جنة الخلد خير من جنة الدنيا ،
لأنك تنال فيها شيئين عظيمين :
الأول : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)
الثاني : " أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا" (ورضوان من الله أكبر)
· فإذا قمت من نومك . فقد أقامك الذي قوم قوامك . فهو الذي أحياك بعد موتك وقد كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ
من منامه يقول : " الحمد لله الذي أحياني بعد مماتي وإليه النشور"
فهيئ نفسك لمن بيده أنفاسك . وذكره إن استطعت عند كل نفس . وخاطر وهاجس إذا هجس . فأنفاسك حراسك إذا فطنت لذلك . لأنها من
آثار قدرة مالك الممالك فمن العبث نسيانك لجليسك . ووحشتك من أنيسك كم جالسك وأنت تذكر . وكم آنسك وأنت لا تشعر . وربما كان ذلك
بواسطة وبلا كما خلقك مستقراً ومعرضاً للبلى فالروح مستقر وما سواه فان ، وكحركاتك وسكناتك والزمان . فما بقي ذكرك البقاء . وما
فنى ذكرك الفناء · فهل وصلت حتى تتصل ؟ أم تريد أن تمد رجلك قبل الوصول ، ويدك قبل الدخول ، بل غبت وما غاب ، وتواريت بالحجاب ،
وأردت الدخول من غير باب ، فكم سمعت كلامه (حتى يسمع كلام الله) ، وكم ذكرتك أيامه وذكرهم بأيام الله) ، فأين حل كلام منك ، وماذا نقلت أيامه عنك
يا طويل الأمل هل تستطيع أن تطيل الأجل ، حتى تصلح العمل ؟ إذا عجزت عن تطويل أجلك فكن قادراً على تقصير أملك ، وجاهد نفسك وقل لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولا تتكاسل وتتقاعد وتقول : الأمر لله
نعم الأمر لله ، أمرك فما امتثلت ، ونهاك فما انتهيت ، فاحكم على نفسك ببصيرتك ، ولا تعتذر بجدل قولك ، (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره(
بل أنت تشهد على نفسك بما وصفها ربك . (وإنه على ذلك لشهيد) فواعجباه أتريد شاهدا بعد نفسك ؟ أم أنت مطمئن إلى ما بعد قبرك · لقد رجوت وما عملت . وأعرضت وما خفت (ويرجون رحمته ويخافون عذابه(
فمن أين لك هذا الرجاء وأنت قد غفلت عن وحي تنزل من السماء لو رفعت راسك إليه لرفعك ؟ ولكنك أخلدت إلى الشيطان فوضعك . (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض( ما أنت إلا كالسيف في قرابة ، أما آن لك أن تظهر هذا السيف ليظهر لك نوره . وينجلي عن قلبك ديجوره فالقراب جسمك الكثيف . الذي حجب صفاء روحك اللطيف فلولا الغمد يمسكه لسالا وأسمعك من بديع إلهامه مقالاً فأخرج روحك بآيات ربك إلى نور ربك الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) وأضئ أرض جسمك بالعمل بكتاب ربك )وأشرقت الأرض بنور ربها(
تم بحمد الله النقل | |
|
| |
خضراوي عضو سوبر
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الأربعاء مايو 15, 2013 8:49 pm | |
| | |
|
| |
الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الخميس نوفمبر 18, 2021 12:46 pm | |
| اختنا الفاضلة ندعوا الله تعالى أن يكون هذا العمل في ميزان حسناتك
إن شاء الله تعالى
عدل سابقا من قبل الهوارى في السبت نوفمبر 20, 2021 2:19 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
سرحان عضوفعال
| موضوع: رد: كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس الثلاثاء نوفمبر 23, 2021 2:31 pm | |
| | |
|
| |
| كتاب الإلهام النافع لسيدي أحمد بن إدريس | |
|